علاقة أنماط السيطرة الدماغية بالتفكير ما وراء المعرفي لدى الطالبات الموهوبات بالمرحلة المتوسطة بمنطقة الاحساء
إعداد
أروى إبراهيم العبلان
إشراف: د/عبد الحميد عبدالله العرفج
جامعة الملك فيصل
كلية التربية – التربية الخاصة
1439-1440
معرف الوثيقة الرقمي : 2021310
المستخلص
هدفت الدراسة إلى التعرف على العلاقة بين أنماط السيطرة الدماغية ومهارات التفكير ما وراء المعرفي لدى الطالبات الموهوبات بالمرحلة المتوسطة بمحافظة الأحساء، وتكونت عينة الدراسة من (79) طالبة موهوبة من مدراس قطاع المبرز، ولتحقيق أهداف الدراسة تم استخدام مقياس السيطرة الدماغية و مهارات التفكير ما وراء المعرفي وتم اختيار العينة بشكل قصدي ، وتمت معالجة البيانات بأساليب إحصائية باستخدام معامل الارتباط و التكرارات و النسب المئوية والمتوسط الحسابي و الانحراف المعياري ، وتوصلت الدراسة إلى عدد من النتائج: أكثر الأنماط سيادة بين الطالبات الموهوبات هو النمط الأيسر بنسبة بلغت 57%، ويليه النمط المتكامل بنسبة بلغت 38.0%، وجاء النمط الأيمن أقل الأنماط بنسبة 5.1% . كذلك توصلت الدراسة إلى: أن درجة التفكير ما وراء المعرفي لدى الطالبات الموهوبات مرتفع، وكانت درجة التفكير ما وراء المعرفي لدى الطالبات في بعد المراقبة 33.70 بدرجة مرتفعة ونسبة 74.9 وحصل على الترتيب الأول مقارنة ببعدي التخطيط والتقييم، يليه بعد التقييم في بمتوسط حسابي بلغ 29.86 وبدرجة مرتفعة وبنسبة مئوية 74.7 % في حين جاء بعد التخطيط في الترتيب الأخير بمتوسط حسابي 22.14 بدرجة مرتفعة وبنسبة 73.8% . وأوصت الدراسة بإجراء دراسة تتبعيه لأنماط السيطرة الدماغية للمراحل الدراسية أخرى لكي يتم معرفة النمط السائد في كل مرحلة.
الكلمات المفتاحية: أنماط السيطرة الدماغية، التفكير ما وراء المعرفي، الطلبة الموهوبين.
Abstract
The study aimed to identify the relation between patterns of cerebral control and cognitive thinking skills of gifted students from intermediate stage in Al-Ahsaa governorate The study sample consisted of (79) students of Al-Mabzar schools. A scale of cerebral control and cognitive thinking skills was used to achieve the study objectives. The data were processed using statistical methods suitable for the study purposes, correlation coefficient, Alpha-Cronbach coefficient, frequencies, percentages, arithmetic mean, standard deviation, and Pearson correlation coefficient. The study found: that the most common pattern among gifted students was the left pattern by 57% , followed by the integrated pattern by 38%. However the right pattern is the lowest by 5.1%. The study found: The degree of cognitive thinking of gifted students was high. And the degree of cognitive thinking of students after observation was 33.70% with a high degree of 74.9 percent. It ranked the first place in comparison to planning and evaluation followed by the evaluation at an average of 29.86 with a high degree of 74.7%. While after planning and evaluation it came with an average of 22.14 by 73.8%.
The study recommended a follow-up study of cerebral control patterns of study stages in order to know the common pattern at each stage.
Keywords: patterns of cerebral control, cognitive thinking, gifted student.
مدخل الدراسة_ مقدمة:
يعتبر الموهوبين مصدرا للإبداع ، ووجودهم نعمة كبيرة في المجتمع ونقطة انطلاق لإنتاج أجيال مبدعة تسير بالمجتمع نحو الرقي والتقدم، فيتميز الموهوبون بامتلاكهم قدرات عقلية عالية وتفكير يميزهم عن أقرانهم العادين وينعكس ذلك على مستواهم وتحصيلهم الدراسي، لذلك هم بحاجة إلى رعاية واستثمار في طاقاتهم وقدراتهم والحرص على مساعدتهم بأقصى قدر ممكن للمحافظة على قدراتهم ومواجهه العقبات التي تواجههم. (الجغيمان،2018)
وفي هذا العصر الذي يتميز بالنهضة والتطور السريع أصبح من المهم تزويد المتعلمين بمهارات التفكير ليصبحوا قادرين على مواجهة المجالات التنافسية بشكل فعال، في عصر يربط التفوق والنجاح بقدرة الانسان على التفكير.
وتوضح أهمية التفكير أنها تساهم في نجاح المتعلمين داخل المؤسسة التعليمية وخارجها، لأن ما يقوم به المتعلم من أداء مهمات أكاديمية أو مواقف حياتية هو عبارة عن حصيلة ونتاج أفكارهم، وعلى هذا يتحدى مدى نجحاهم أو إخفاقهم، لذلك فإن فرص نجاح المتعلمين تقل إذا لم يتم توفير معلمين قادرين على تقديم خبرات تعليمية تناسب الطلاب الموهوبين وتدربهم على تنفيذ عمليات ومهارات التفكير اللازمة لأداء المهمات المطلوبة منهم. (جروان،2013)
ويعرف التفكير بأنه سلسلة من النشاطات العقلية يقوم بها الدماغ ومع مرور الوقت تتطور هذه النشاطات بشكل منتظم أو متسارع، ويزداد تعقيدا مع التقدم في مستوى التعلم والنضج، ويمكن تقسيم مستوى صعوبة نشاطات التفكير أو العمليات العقلية إلى مستوى معرفي ومستوى فوق المعرفي (ما وراء المعرفة) (جروان،2013)
وحظي التفكير ما وراء المعرفي باهتمام كبير من قبل الباحثين، حيث عرف (زيتون،2008) التفكير ما وراء المعرفي بأنه قدرة المتعلم على وضع خطة عمل والقيام بمراجعتها ومراقبة التقدم أثناء تنفيذ الخطة وتحديد الأخطاء ومعالجتها والتأمل في التفكير قبل وأثناء وبعد إنجاز العمل.وصنف ستبرنبرج مهارات التفكير ما وراء المعرفي إلى ثلاث مهارات وهي التخطيط والمراقبة والتقييم.
ويكمن دور مهارات التفكير ما وراء المعرفي في تحسين عملية التعلم، بحيث يصبح المتعلم أكثر وعيا لما يتعلمه من خلال قيامه بعدة أدوار في وقت واحد، ويصبح مولدا للأفكار ومخططا ومراقب التقدم الذي يحرزه. كما أن عملية التعلم تصبح أرسخ في ذهن المتعلم وتساعده في زيادة تحصيله الأكاديمي.
ويذكر (نيلسون،2012) أن التعليم القائم على استراتيجية فوق المعرفية تكون حل فعال في تنظيم العمليات المعرفية للطلاب وزيادة مستوى التحصيل والإنجاز وتطوير مهارات حل المشكلات، كما أنها تساهم في جعل التعلم أكثر عمقا ومحسنا للأداء.
وتشير النظرية الدماغية إلى أن عملية التفكير تحدث في القشرة الدماغية سواء كانت في الجانب الايمن أو الجانب الأيسر من الدماغ، وزيادة التعلم زيادة في التفكير. (الهيلات،2015)
وتوكد دراسة سبيري كما وردت في(عفانة والجيش،2009) بأن لكل جانب من جوانب الدماغ وظائف خاصة تميزه، فالجانب الأيمن غالبا ما يتحكم بالوظائف الحركية والعقلية غير الأكاديمية مثل الادراك والابداع الفني والحرف اليدوية، في حين أن الجانب الأيسر يتحكم بالوظائف العقلية المنطقية والرياضية والتحليلية والتي تكون ذات علاقة بالمنطق واللغة.
فقد يسيطر أحدى الجانبين على الآخر عند بعض الأشخاص وهذا ما يطلق علية السيطرة الدماغية، وعرفها تورانس بأنها اعتماد المتعلم وميله إلى أحد نصفي الدماغ في معالجته للمعلومات. (أبو جادو ونوفل،2013). فلسيطرة الدماغية ثلاثة أنماط وهي: النمط الأيمن الذي يعتمد أصحابه على الجزء الأيمن من الدماغ أثناء معالجة المعلومات حيث يفضلون الرسومات والأشكال ويميلون إلى ابتكار أفكار وأساليب جديده، النمط الثاني النمط الأيسر حيث يعتمد أصحابه على الجزء الأيسر من الدماغ أثناء معالجة المعلومات فيفضلون التسلسل في الأشياء والأرقام والرموز والمهام اللفظية، النمط الثالث النمط المتكامل فيعتمد أصحابه على الجزأين من الدماغ في معالجة المعلومات.
وأوضحت بعض الدراسات أهمية السيطرة الدماغية في العملية التعليمة حيث أن الطلاب الذين يتعلمون وفق نمط سيطرتهم الدماغية غالبا ما يحققون نتائج مرتفعة في التعلم (الهملان،2013). وتشير دراسة أخرى إلى أن السيطرة الدماغية لدى الموهوبين غالبا ما تختلف عن العادين
ممـا يساعدهم في حل المشكلات التي تواجههم وزيادة في توافقهم الدراسي والاجتماعي (انديجاني،2009). وأشارت (مونرو،2013) أن الدراسات التي تمت على الموهوبين في المرحلة المتوسطة أثبتت قوة الترابطات العصبية في الخلايا الدماغية لديهم وقدرتهم في التحكم تفكيرهم وتكامل جوانب الدماغ لديهم الأيمن والأيسر لديهم.
مشكلة الدراسة:
إن التفكير ما وراء المعرفي يهدف إلى تشجيع المتعلم على التأمل في تفكيره وزيادة وعيه في التفكير الذاتي، وتمكن هذه المهارات في التخطيط والتقييم والمراقبة، وترتبط هذه المهارات بإحدى جوانب الدماغ (زيتون،2008). وعلى هذا سوف تتناول الدراسة الحالية ربط متغير التفكير ما وراء المعرفي بمتغــير أنماط السيطرة الدماغية الذي يحتوي على مجموعة من الوظائف الدماغية. من خلال ما تم عرضه سابقا عن متغيري أنماط السيطرة الدماغية والتفكير ما وراء المعرفي.
لذلك ظهرت مشكلة الدراسة لدى طالبات المرحلة المتوسطة على مدى العلاقة بين أنماط السيطرة الدماغية ومهارات التفكير ما وراء المعرفي لدى الطالبات الموهوبات بمنطقة الأحساء؟
أسئلة الدراسة:
- ما أنماط السيطرة الدماغية السائدة لدى الطالبات الموهوبات
- ما درجة التفكير ما وراء المعرفي لدى الطالبات الموهوبات
- هل توجد فروض ذات دلالة إحصائية بين أنماط السيطرة الدماغية والتفكير ما وراء المعرفي لدى الطالبات الموهوبات؟
أهداف الدراسة:
تهدف هذه الدراسة إلى
- التعرف على أنماط السيطرة الدماغية (أيسر-أيمن – متكامل) لدى الطالبات الموهوبات بمنطقة الأحساء.
- التعرف على درجة التفكير ما وراء المعرفي لدى الطالبات الموهوبات بمنطقة الأحساء.
- التعرف عن وجود علاقة النمط السائد لدى الطالبات الموهوبات على التفكير ما وراء المعرفي.
أهمية الدراسة:
الأهمية النظرية
- تعتبر المرحلة المتوسطة مرحلة فكرية خصبة فالتعرف على مهارات التفكير ما وراء المعرفي وأنماط السيطرة الدماغية تلعب دور مهم في الجانب التربوي والتعليمي إذا تم استغلالها بشكل جيد من قبل المعلمين والتربويون(سعيد،2009)
- تتماشى الدراسة مع التوجهات والدراسات العلمية التي تركز على علم الدماغ في تعليم الموهوبين ودورها في تحسين العملية التعليمية.
- يعتبر ربط مهارات التفكير ما وراء المعرفي بأنماط السيطرة الدماغية من الدراسات القليلة التي تم تطبيقها على الطالبات الموهوبات في المملكة العربية السعودية.
الأهمية التطبيقية
- قد تساهم هذه الدراسة في تكوين مدخل للتربويين في إعداد سياسات تربوية ومناهج تعليمية، من خلال الاعتماد على فهم طريقة التفكير وأنماط السيطرة الدماغية لدى الطالبات.
- قد تسهم هذه الدراسة في بناء دورات تدريبية للمعلمات تساعدهم في فهم السيطرة الدماغية ومهارات التفكير ما وراء المعرفي لدى الطالبات وأثرها في تطوير العملية التعليمية بما يتوافق مع متطلبات العصر.
- قد تسهم الدراسة على تحقيق مبدأ التفريد في العملية التعليمية في تعليم الموهوبين ومساعدة المعلمات في إدراك قدرات الطالبات الموهوبات الفكرية والعلمية وميولهم، والتعرف على نقاط القوة والضعف لديهم.
- قد تبين هذه الدراسة أهمية تدريب المعلمين وتأهليهم على التنويع في استخدام استراتيجيات مختلفة داخل الفصل الدراسي.
- قد تحاول الدراسة توسيع دائرة مراعاة الفروق الفردية بين الطالبات من خلال استخدام المعلمة استراتيجيات تعطي الفرصة للطالبة بإظهار خبراتها ومهاراتها الفكرية.
مصطلحات الدراسة:
السيطرة الدماغية (Brain Control): ميل الأفراد إلى استخدام أحد النصفين الكرويين للدماغ (الايمين – الأيسر) أو كلاهما (المتكامل) في العمليات العقلية والسلوكية(نوفل،2006)
السيطرة الدماغية إجرائيا: اعتماد الفرد في معالجته للمعلومات على أحد وظائف النصفين الكروين، وسوف تقاس من خلال المقياس الذي سوف يطبق بالدراسة.
أنماط السيطرة الدماغية:
النمط الأيمن: الذي يعتمد أصحابه على الجزء الأيمن من الدماغ اثناء معالجة المعلومات والرسومات والأشكال ويميلون إلى ابتكار أفكار وأساليب جديدة ويعمل على ترتيب الأفكار في شكل خطة منظمة يستطيع من خلالها التوصل إلى حل للمشكلات (عبد المحسن،2015).
النمط الأيسر: حيث يعتمد أصحابه على الجز الأيسر من الدماغ اثناء معالجة المعلومات فيفضلون التسلسل في الأشياء والأرقام والرموز والمهام اللفظية) جنسن،2014).
النمط المتكامل: فيعتمد أصحابه على الجزأين من الدماغ في معالجة المعلومات (عبد المحسن،2015).
التفكير ما وراء المعرفي (Metamemory): إدراك الفـرد لذاته من خلال العمليات المعرفية وبنائه المعرفي، ويسـتخدم هذا الإدراك في إدارة العمليات من خلال مهارات التخطيط والمراقبة والتقويم واتخاذ القرارات. (محمود،2012)
التفكير ما وراء المعرفي إجرائيا: وعي المتعلم لذات أثناء عملية التفكير لحل المشكلة، وسوف تقاس من خلال المقياس الذي سوف يطبق بالدراسة
الطالب الموهوب: هو الطالب الذي يوجد لديه استعداد أو قدرة غير عادية أو أداء متميز عن بقية أقرانه في مجال أو أكثر من المجالات التي يقدرها المجتمع وخاصة في مجالات التفوق العقلي والتفكير الابتكاري والتحصيل الأكاديمي والمهارات والقدرات الخاصة ويحتاج إلى رعاية تعليمية خاصة لا تستطيع المدرسة تقديمها له في منهج الدراسة العادية. (وزارة التعليم،2018، ص7)
يعرف إجرائيا: هي قدرات واستعدادات الطالب العالية التي تمكنه من القيام بأداء متميز في مجال أو أكثر من المجالات التي يقدرها المجتمع فيحتاج إلى خدمات تربوية خاصة تمكنه من تحقيق إسهامات نحو مجتمعه وذاته.
المرحلة المتوسطة: مرحلة ما بعد الابتدائية فتعد ثالث المراحل التعليمية وتقسم إلى ثلاث مراحل (اول-ثاني – ثالث) التي تمر بها الطالبات وفي الغالب تكون أعمارهم من(13-15) سنة.
الدراسات السابقة:
دراسات متعلقة بأنماط السيطرة الدماغية:
دراسة(الرنتيسى،2013). (السيطرة الدماغية ونمط التعلم وعلاقتهما بالتفكير ما وراء المعرفي لدى طلبة جامعة مؤتة: دراسة تنبؤيه). هدفت الدراسة الكشف عن علاقة كل من السيطرة الدماغية وأنماط التعلم في مستوى التفكير ما وراء المعرفي لدى طلبة جامعة مؤتة وتحديد إمكانية التنبؤ بمستوى التفكير مـا وراء المعرفي لدى الطلبة من خلال السيطرة الدماغية وتكونت العينة من(16538) طـالب وطالبة، وتم تطبيق مقياس السيطرة الدماغية ومقياس أنماط التعلم ومقياس التفكير ما وراء المعرفي. وأشارت النتائج وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين الأنماط للسيطرة الدماغية (الأيمن والأيسر والمتكامل) وأن نمط السيطرة الدماغية السائد لدى الطلبة هو النمط التكاملي، كما تبين أن مستوى التفكير ما وراء المعرفي لدى الطلبة جاء مرتفع، وجود عـلاقة ارتباطية إيجابية بين متغيري السيطرة الدماغية وأنماط التعلم بمستوى التفكير ما وراء المعرفي لدى الطلبة، كما تبين عدم وجود فروق في درجة شيوع أنماط السيطرة الدماغية في جامعة مؤتة تعزى للنوع الاجتماعي.
دراسة(العودة،2017). (أنمـاط السيطرة الدماغية وعلاقتها بمهارات التفكير فوق المعرفي لدى الطالبات المتفوقات تحصيليا بالمرحلة المتوسطة بمنطقة الباحة). هدفت الدراسة إلى التعرف على العلاقة بين أنماط السيطرة الدماغية ومهارات التفكير فوق المعرفي لدى الطالبات المتفوقات تحصيليا في المرحلة المتوسطة، حيث تكونت عينة الدراسة من (250) طالبة، ولتحقيق أهداف الدراسة استخدمت مقياس السيطرة الدماغية ومهارات التفكير فوق المعرفي، وأوضحت النتائج أن أكثر الأنماط سيادة هو النمط الأيسر، وامتلاك الطالبات درجة مرتفعة من مهارات التفكير فوق المعرفي، وعدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية تعزى لمتغير الصف من ناحية أنماط السيطرة الدماغية ومهارات التفكير فوق المعرفي.
دراسة(آدم و شتات،2018).( فعالية استراتيجية مقترحة في ضوء نظرية التعلم المستند إلى جانبي الدماغ على التحصيل ومهارات التفكير البصري والكفاءة الذاتية المدركة لدى طالبات المرحلة الإعدادية) هدفت الدراسة إلى تصميم استراتيجية في ضوء نظرية التعلم المستند إلى جانبي الدماغ وقياس أثرها على تنمية التحصيل ومهارات التفكير البصري ورفع الكفاءة الذاتية المدركة لدى طلاب المرحلة الإعدادية وتكونت العينة من 37 طالب واستخدم المنهج التجريبي ذوي المجموعتين التجريبية والضابطة، وتم إعداد دليل المعلم للتدريس وأوراق عمل للطلاب ذوات الجانب الأيمن ، الجانب الأيسر المسيطر, وتم استخدام أدوات القياس وهي اختبار مقياس السيطرة الدماغية واختبار التحصيل الرياضي واختبار الكفاءة الذاتية المدركة واختبار مهارات التفكير البصري. وأشارت النتائج إلى فعالية التدريس بالاستراتيجية المقترحة في ضوء نظرية التعلم المستند إلى جانبي الدماغ في تنمية كل من التحصيل الرياضي ومهارات التحصيل الرياضي ومهارات التفكير البصري إضافة إلى رفع مستوى كفاءة الذات المدركة لدى المجموعة التجريبية.
دراسات متعلقة بالتفكير ما وراء المعرفي:
دراسة(بريك،2014).( التفكير ما وراء المعرفي لدى عينة من طلاب و طالبات السنة التحضرية بجامعة الملك سعود المتفوقين و العاديين و المتأخرين دراسيا) هدفت الدراسة إلى التعرف على الفروق بين الطلاب المتفوقين و العاديين و المتأخرين دراسيا مـن ناحية التفكير ما وراء المعرفي، وشملت العينة 240 طالب وطلبة من السنة التحضرية، ولتحقيق أهداف الدراسة تم استخدام مقياس التفكير فوق معرفي، وأوضحت النتائج وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين درجات طلبة السنة التحضرية المتفوقين و الطلبة العاديين و المتأخرين في التفكير فوق المعرفي لصالح المتفوقين.
دراسة (الشهري،2014). (مهارات التفكير ما وراء المعرفي وعلاقتها بدافعية الإنجاز لدى الطلبة الموهوبين) هدفت الدراسة إلى تحديد مستوى التفكير فوق المعرفي لدى الموهوبين، حيث تكونت العينة من (181) طالب وطالبة من الطلبة الموهوبين، ولتحقيق أهداف الدراسة استخدام الباحث مقياس مهارات التفكير فوق المعرفي ومقياس دافعيـة الإنجاز، وأوضحت النتائج امتلاك الطلبة الموهوبين مستوى متوسط من مهارات التفكير ما وراء المعرفي ومستوى متوسط من دافعية الإنجاز.
دراسة(العنزي،2016).(الفروق في التفكير ما وراء المعرفي لدى طلاب وطالبات الجامعة في ضوء بعض المتغيرات) هـدفت الدراسة إلى الكشف عن الفروق في التفكير ما وراء المعرفي تبعا لمتغير الجنس و التحصيل الدراسي المنخفض و الكلية و المستوى الاقتصادي للأسرة و مستوى تعليم الوالدين كما هدفت إلى الكشف عن مستوى التفكير ما وراء المعرفي لدى طلبة جامعة الجوف، وتكونت العينة من 552 طالب، ولتحقيق أهداف الدراسة تم استخدام مقياس التفكير ما وراء المعرفي، وأشارت النتائج أنه لا يوجد فروق دالة في درجة التفكير ما وراء المعرفي تعزى إلى الجنس أو التحصيل الدراسي أو الكلية أو مستوى تعليم الوالدين، بينما أظهرت النتائج أن هناك فروق دالة في درجة التفكير ما وراء المعرفي تعزى لمتغير التخصص لصالح التخصص العلمي والمستوى الاقتصادي للأسرة ، كما أوضحت النتائج أن طلبة الجامعة يمتلكون مستوى مرتفع من التفكير ما وراء المعرفي.
الإجراءات المنهجية
منهج الدراسة:
تم استخدام المنهج الوصفي المسحي لتحقيق أهداف الدراسة.
مجتمع الدراسة:
تكون مجتمع الدراسة من جميع الطالبات الموهوبات في المرحلة المتوسطة في محافظة الاحساء
عينة الدراسة:
تم اختيار عينة الدراسة بطريقة قصدية وذلك بسبب صعوبة إجرائها على جميع أفراد مجتمع الدراسة لضيق الوقت، من مجتمع الدراسة والبالغ عددهم 79 طالبة. حيث تم اختيارهم وفق مقياس موهبة أو اختبار القدرات العقلية أو تحصيلهم الدراسي المرتفع.
بيانات العينة:
الصف | العدد | النسبة |
الأول المتوسط | 34 | 43.04% |
الثاني المتوسط | 24 | 30.38% |
الثالث المتوسط | 21 | 26.58% |
المجموع | 79 | 100% |
أدوات الدراسة:
تم تطبيق أداتين تم أخذهم والاستفادة منهم من دراسة (العودة،2017).
أولاً: مقياس السيطرة الدماغية:
الاتساق الداخلي لمقياس السيطرة الدماغية:
للتعرف على مدى الاتساق الداخلي لمقياس السيطرة الدماغية استخدم معامل ارتباط بيرسون، حيث تم حساب معامل الارتباط بين درجة كل فقرة من فقرات الاستبانة بمحورها، كما هو موضح في الجدول الآتي:
جدول (1) نتائج معاملات ارتباط بيرسون بين درجة كل فقرة والدرجة الكلية للمقياس
الفقرة | معامل الارتباط | الفقرة | معامل الارتباط |
1 | 0.304* | 10 | 0.390** |
2 | 0.594** | 11 | 0.497** |
3 | 0.294** | 12 | 0.311** |
4 | 0.315** | 13 | 0.454** |
5 | 0.622** | 14 | 0.228* |
6 | 0.317** | 15 | 0.402** |
7 | 0.384* | 16 | 0.482** |
8 | 0.349** | 17 | 0.380** |
9 | 0.429** | 18 | 0.334** |
**دال عند 0.01 وأقل، *دال عند 0.05
يتضح مـن الجدول (1) أن قيم معامل ارتباط كل فقرة من الفقرات مع الدرجة الكلية للمقياس موجبة ودالة إحصائياً عند مستوى الدلالة (0.01) أو 0.05 فأقل؛ مما يشير إلى أن جميع فقرات المقياس تتمتع بدرجة اتساق داخلي مناسبة، ويؤكد قوة الارتباط الداخلي بين جميع فقرات أداة الدراسة، وعليه فإن هذه النتيجة توضح اتساق فقرات المقياس بشكل متكامل، وصلاحيته للتطبيق الميداني.
ثبات المقياس:
للتحقق من ثبـات المقياس استخدم معامل ألفا كرو نباخ، وقد بلغت قيمة معامل الفأكرونباخ للمقياس ككل (0.64) وهو معامل ثبات مناسب ومقبول تربويا؛ إذ يشير إلى صلاحية المقياس لتحقيق أهداف الدراسة.
ثانيا: مقياس مستوى مهارات التفكير ما وراء المعرفي:
الاتساق الداخلي لفقرات المقياس:
حسبت معاملات ارتباط بيرسون بين درجة كل فقرة من فقرات المقياس والدرجة الكلية للبعد الذي تنتمي إليه الفقرة، كما يوضح الجدول التالي:
جدول (2) نتائج معاملات ارتباط بيرسون بين درجة كل فقرة والدرجة الكلية للمحور الذي تنتمي إليه
المحور | الفقرة | معامل الارتباط | الفقرة | معامل الارتباط |
التخطيط | 1 | 0.634** | 4 | 0.636** |
2 | 0.611** | 5 | 0.616** | |
3 | 0.584** | 6 | 0.584** | |
المراقبة | 7 | 0.524** | 12 | 0.541** |
8 | 0.599** | 13 | 0.526** | |
9 | 0.484** | 14 | 0.344** | |
10 | 0.435** | 15 | 0.526** | |
11 | 0.450** | 20 | 0.701** | |
التقييم | 16 | 0.573** | 21 | 0.611** |
17 | 0.411** | 22 | 0.603** | |
18 | 0.509** | 23 | 0.486** | |
19 | 0.737** |
يتضح من الجدول (2) أن قيم معامل ارتباط كل فقرة من الفقرات مع محورها موجبة ودالة إحصائياً عند مستوى الدلالة (0.01) أو 0.05 فأقل؛ مما يشير إلى أن جميع فقرات المقياس تتمتع بدرجة اتساق داخلي مناسبة، ويؤكد قوة الارتباط الداخلي بين جميع فقرات أداة الدراسة، وعليه فإن هذه النتيجة توضح اتساق فقرات المقياس بشكل متكامل، وصلاحيته للتطبيق الميداني.
كم حسب معامل ارتباط بيرسون بين كل محور من محاور المقياس مع الدرجة الكلية للمقياس، كما يوضح الجدول (3) التالي:
جدول (3) نتائج معاملات ارتباط بيرسون بين درجة كل محور والدرجة الكلية للمقياس
المحور | معامل الارتباط |
التخطيط | 0.772** |
المراقبة | 0.907** |
التقييم | 0.913** |
يتضح من الجدول (3) أن قيم معامل ارتباط كل محور من محاور المقياس مع الدرجة الكلية كانت موجبة ودالة إحصائياً عند مستوى الدلالة (0.01) أو 0.05 اتساق فقرات ومحاور المقياس بشكل متكامل، وصلاحيته للتطبيق الميداني.
ثبات المقياس:
للتحقق من ثبات المقياس استخدم معامل ألفا كرو نباخ، كما يوضح الجدول التالي:
جدول (4) نتائج معاملات ارتباط الفا كر ونباح لفقرات المقياس
المحور | عدد الفقرات | معامل الارتباط |
التخطيط | 6 | 0.631 |
المراقبة | 9 | 0.664 |
التقييم | 8 | 0.733 |
للمقياس ككل | 23 | 0.857 |
يتضح من الجدول السابق أن معاملات الفاكرونباخ تراوحت ما بين 0.631 و0.733 في حين بلغت للمقياس ككل 0.857 وهي معاملات ثبات مقبولة وتشير إلى صلاحية المقياس.
الخطوات الإجرائية للدراسة
- الاطلاع على الدراسات السابقة والمقاييس المتعلقة بمتغيرات الدراسة
- الاعتماد على مقياس مطبق على البيئة السعودية ومناسب لأغراض الدراسة (العودة،2017)
- أخذ الموافقة الرسمية من إدارة التعليم وإدارة الموهوبات على تطبيق المقياس على عينة الدراسة خلال الفصل الدراسي الأول عام (1439-1440)ه
- تم تطبيق المقياس على الطالبات الموهوبات في المرحلة المتوسطة بالمدرسة السابعة بالمبرز، حيث أجابت كطالبة على المقياسين في نفس الوقت.
- تم جمع البيانات وإجراء المعالجات الإحصائية بالأساليب الإحصائية المناسبة للإجابة عن أسئلة الدراسة.
عرض وتحليل بيانات الدراسة ومناقشتها
هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على أنماط السيطرة الدماغية السائدة لدى الطالبات الموهوبات, ودرجة التفكير ما وراء المعرفي، والعلاقة بين أنماط السيطرة الدماغية والتفكير ما وراء المعرفي لدى الطالبات الموهوبات بالمرحلة المتوسطة في محافظة الاحساء.
ولتحقيق هذه الأهداف سعت الدراسة إلى الإجابة على الأسئلة التالية:
- ما أنماط السيطرة الدماغية السائدة لدى الطالبات الموهوبات؟
- ما درجة التفكير ما وراء المعرفي لدى الطالبات الموهوبات؟
- هل توجد علاقة ذات دلالة إحصائية بين أنماط السيطرة الدماغية والتفكير ما وراء المعرفي لدى الطالبات الموهوبات؟
وفيما يلي ما توصلت إليه الدراسة من نتائج في ضوء أسئلة الدراسة وأهدافها:
نتائج الدراسة
السؤال الأول: ما أنماط السيطرة الدماغية السائدة لدى الطالبات الموهوبات؟
للإجابة عن هذا السؤال حسبت التكرارات والنسب المئوية لكل نمط من أنماط السيطرة الدماغية، ويوضح الجدول (5) هذه النتائج:
جدول (5) التكرارات والنسب المئوية لكل نمط من أنماط السيطرة الدماغية
النمط | التكرارات | النسب المئوية |
متكامل | 30 | 38 |
أيسر | 45 | 57 |
ايمن | 4 | 5 |
يتضح من الجدول (5) أن أكثر الأنماط سيادة بين الطالبات الموهوبات هو النمط الأيسر بنسبة بلغت 57%، ويليه النمط المتكامل بنسبة بلغت 38.0%، وجاء النمط الأيمن أقل الأنماط بنسبة 5%
وتفسر هذه النتيجة من خلال ما ورد في الدراسات السابقة فقد أوضحت كل من (الهيلات،2015) و (قطامي والمشاعلة،2007) و (حموده،2015) تبين أن هناك تأثير واضح على الدماغ من قبل الأنظمة التربوية سواء كانت على مستوى الاسرة أو المدرسة أو الثقافة السائدة، التي غالبـاً ما تقوم على تطوير الجانب الأيسر من الدماغ وذلك من خلال التركيز على المهارات اللغوية والتحليل والمنطق، مقابل ذلك يظهر تأثير ذلك على حساب الجانب الأيمن فيظل التعامل معه مقتصرا على الجوانب المرتبطة بالإبداع والتخيل وممارسة الهوايات.
وأن من أهم العوامل التي ساعدت على سيادة النمط الأيسر لدى المتعلمين: التنشئة الاجتماعية والمناهج الدراسية وطرق التدريس المستخدمة، إضافة إلى ذلك الوضع الاقتصادي للأسرة حيث يشيع النمط الأيسر لدى الطلبة ذوي الوضع الاقتصادي المتوسط إلى المنخفض، أما النمط المتكامل فهو يعد أكثر انتشارا لدى الطلبة ذوي الوضع الاقتصادي المرتفع.
ونستنتج أن سـيطرة أحد جانبي الدماغ ماهي إلا نتيجة لتأثير البيئة والتنشئة، وإلا فإن الفرد يولد في الأصل بدماغ متكامل.
كما تتفق هذه الدراسة مع نتائج دراسة(العودة،2017) و (أبو العلاء،2011) وتتعارض هذه النتائج مع دراسة(الرنتسي،2013) و (قدومي،2017) التي أظهرت سيادة النمط المتكامل لدى عينة الدراسة، ودراسة (هيلات،2017) التي أظهرت سيادة النمط الأيمن.
وترى الباحثة أن سبب سيطرة النمط الأيسر لدى الطالبات الموهوبات يعود إلى محتوى المقررات الـدراسية التي بالغالب ما تتطلب استخدام المهارات التحليلية والمنطقية والتي تعود إلى وظائف النصف الأيسر للدماغ.
السؤال الثاني: ما درجة التفكير ما وراء المعرفي لدى الطالبات الموهوبات؟
للإجابة عن هذا السؤال حسبت المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لاستجابة عينة الدراسة على مقياس التفكير ما وراء المعرفي لكل بعد من أبعاد المقياس وللمقياس ككل، ويوضح الجدول (6) هذه النتائج:
جدول (6) المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لاستجابة عينة الدراسة على مقياس التفكير ما وراء المعرفي لكل بعد من أبعاد المقياس وللمقياس ككل
البعد | عدد العينة | الدرجة النهائية | المتوسط الحسابي | الانحراف المعياري | النسبة المئوية | درجة التفكير |
التخطيط | 79 | 30 | 22.14 | 3.76 | 73.8% | مرتفعة |
المراقبة | 79 | 45 | 33.70 | 5.17 | 74.9% | مرتفعة |
التقييم | 79 | 40 | 29.86 | 5.72 | 74.7% | مرتفعة |
للمقياس ككل | 79 | 115 | 85.32 | 13.65 | 74.19% | مرتفعة |
تظهر النتائج في الجدول (6) أن المتوسط الحسابي العام لاستجابة الطالبات الموهوبات عينة الدراسة على مقياس التفكير فوق المعرفي بلغت 85.32 وهي قيمة تقع في المدى المرتفع، مما يعني أن درجة التفكير ما وراء المعرفي لدى الطالبات الموهوبات مرتفع. كما تبين النتائج في الجدول (6) أن درجة التفكير ما وراء المعرفي لدى الطالبات في بعـد المراقبة بلغ 33.70 بدرجة مرتفعة ونسبة 74.9 وحصل على الترتيب الأول مقارنة ببعدي التخطيط والتقييم، وجـاء بعد التقييم في الترتيب الثاني بمتوسط حسابي بلغ 29.86 وبدرجة مرتفعة وبنسبة مئوية 74.7 % في حين جاء بعد التخطيط في الترتيب الأخير بمتوسط حسابي 22.14 بدرجة مرتفعة وبنسبة 73.8%.
وتفسر هذه النتائج من خلال ما ورد في الدراسات السابقة حيث أوضحت دراسة (قطامي و المشاعلة،2007) و (مونور،2013) بأن ارتفاع مستوى التفكير ما وراء المعرفي لدى الطالبات الموهوبات يعود إلى تميز دماغ الفرد الموهوب من خلال زيادة نشاط القشرة الدماغية التي تقود إلى زيادة قدراتهم على التخطيط، ووضع الأهداف للمهام والأنشطة التي يقومون بها، كما أن الخصائص العقلية و المعرفية التي يتمتعون بها الطالبات الموهوبات تجعل لديهم الحس بالمسؤولية ومراقبة تقدمهم، لذلك تعد مهارات التفكير ما وراء المعرفي عنصر أساسي و مهم من عناصر الموهبة.
وتتفق هذه النتائج مع دراسة (اوغلو وساريكام،2015) ودراسة(بريك،2014) ودراسة (العنزي،2016) ولم تتفق مع دراسة (الشهري،2014) التي أوضحت أن الطلاب الموهوبين يمتلكون مستوى متوسط من مهارات التفكير ما وراء المعرفي.
وتـرى الباحثة أن ارتفاع مستوى مهارات التفكير ما وراء المعرفي يعود إلى امتلاك الطالبات الموهوبات تفكيرا منظما أكثر من الطالبات العاديين، مما يساعدهم على التخطيط والمراقبة والتقييم بشكل أفضل.
السؤال الثالث: هل توجد علاقة ذات دلالة إحصائية بين أنماط السيطرة الدماغية والتفكير ما وراء المعرفي لدى الطالبات الموهوبات؟
للإجابة عن هذا السؤال استخدم معامل ارتباط بيرسون بين متغيري أنماط السيطرة الدماغية، ودرجة التفكير ما وراء المعرفي، كما يبين الجدول (12) التالي:
جدول(12) معامل ارتباط بيرسون بين متغير أنماط السيطرة الدماغية ودرجة التفكير ما وراء المعرفي
مهارات التفكير ما وراء المعرفي | أنماط السيطرة الدماغية |
التخطيط | 0.318** |
المراقبة | 0.243* |
التقييم | 0.334** |
للمقياس ككل | 0.315** |
تبين النتائج في الجدول (12) وجود علاقة عكسية ذات دلالة إحصائية عند مستوى 0.01 وأقل أو مستوى 0.05 وأقل بين درجة الطالبات في مهارات التفكير ما وراء المعرفي وأنماط السيطرة الدماغية، ويعني أنه كلما ارتفعت درجة الطالبات في مهارات ما وراء التفكير المعرفي كلما قلت درجاتهن في مقياس السيطرة الدماغية أي أتجه إلى نمط السيطرة المتكامل. وذلك على مستوى المقياس ككل وكـذلك على مستوى كل مهارة من مهارات مقياس التفكير ما وراء المعرفي (التخطيط، المراقبة، التقييم).
ويمكن تفسير النتائج من خلال ما ورد في الدراسات السابقة حيث أوضحت دراسة (عبد المحسن،2015) و(حمودة،2015) أن وجود علاقة بين النمط التكاملي ومهارات التفكير ما وراء المعرفي يعود إلى النظرية التكاملية التي توكد على التكامل بين نصفي الدماغ الأيمن والأيسر أثناء العمليات العقلية.
ملخص النتائج والتوصيات والمقترحات:
النتائج:
- أكثر الأنماط سيادة بين الطالبات الموهوبات هو النمط الأيسر بنسبة بلغت 57%، ويليه النمط المتكامل بنسبة بلغت 38.0%، وجاء النمط الأيمن أقل الأنماط بنسبة 5.1%
- درجـة التفكير ما وراء المعرفي لدى الطالبات الموهوبات مرتفع، وكانت درجة التفكير ما وراء المعرفي لدى الطالبات في بعـد المراقبة 33.70 بدرجة مرتفعة ونسبة 74.9 وحصل على الترتيـب الأول مقارنة ببعدي التخطيط والتقييم، يليه بعد التقييم في بمتوسط حسابي بلغ 29.86 وبدرجة مرتفعة وبنسبة مئوية 74.7 % في حين جاء بعد التخطيط في الترتيب الأخير بمتوسط حسابي 22.14 بدرجة مرتفعة وبنسبة 73.8%.
- توجد علاقة عكسية ذات دلالة إحصائية عند مستوى 0.01 وأقل أو مستوى 0.05 وأقل بين درجة الطالبات في مهارات التفكير ما وراء المعرفي وأنماط السيطرة الدماغية، ويعني أنه كلما ارتفعت درجة الطالبات في مهارات ما وراء التفكير المعرفي كلمـا قلت درجاتهن في مقياس السيطرة الدماغية أي اتجه إلى نمط السيطرة المتكامل.
التوصيات :
بناء على النتائج التي توصل إليها البحث الحالي تم وضع مجموعة من التوصيات وهي:
- العمل على توظيف التعلم التكاملي في البيئة التعليمة لتحقيق التكامل بين وظائف الدماغ.
- العمل على تأهيل المعلمين في كيفية بناء أنشطة تعمل على استثمار السيطرة الدماغية وتنمي مهارات التفكير ما وراء المعرفي لدى الطلبة الموهوبين.
- اجراء المزيد من الدراسات عن العلاقة بين السيطرة الدماغية ومهارات التفكير ما وراء المعرفي على المرحلة الثانوية.
المقترحات:
- اجـراء مقارنة بين الطلبة العاديين والموهوبين من ناحية التفكير ما وراء المعرفي والسيطرة الدماغية.
- تدريب الطالبات على كيفية الحصول على المعلومات من مصادر مختلفة واستخدام استراتيجيات التفكير ما وراء المعرفي.
- اجراء دراسة تتبعيه لأنماط السيطرة الدماغية للمراحل الدراسية لكي يتم معرفة النمط السائد في كل مرحلة.
- عمل مقارنة من خلال استخدام أدوات الدراسة ومقايس مختلفة لقياس أنماط السيطرة الدماغية مثل مقياس هيرمان(Herrmann).
قائمة المراجع:
- أبو العلا، مسعد. (2011). دراسة الفروق الوظيفية لتنمية بعض مهارات ما وراء المعرفة في منهاج العلوم لدى طلبة الصف التاسع الأساسي بغزة. كلية التربية، الجامعة الإسلامية بغزة.
- أبو جادو، صالح ونوفل، محمد. (2013). تعليم التفكير: النظرية والتطبيق. عمان-دار الميسرة.
- آدم، مرفت، وشتات، رباب. (2018). فعالية استراتيجية مقترحة في ضوء نظرية التعلم المستند إلى جانبي الدماغ على التحصيل ومهارات التفكير البصري والكفاءة الذاتية المدركة لدى طالبات المرحلة الإعدادية. مجلة تربويات الرياضيات_مصر
- الانديجاني، عبد الوهاب. (2009) الفرق بين الموهوبين والعاديين في استخدام أجزاء المخ وحل المشكلات والتوافق الدراسي لدى عينة من طلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية بمدينة مكة المكرمة. رسالة دكتوراه. جامعة ام القرى.
- بريك، السيد. (2014). التفكير ما وراء المعرفي لدى عينة من طلاب وطالبات السنة التحضيرية بجامعة الملك سعود المتفوقين والعاديين والمتأخرين دراسيا.مجلة كلية التربية ببورسعيد – مصر.
- جروان، فتحي. (2013). تعليم التفكير مفاهيم وتطبيقات. عمان-دار الفكر للنشر.
- جنسن، ايريك. (2014). التعلم استنادا إلى الدماغ: النموذج الجديد للتدريس. ترجمة: سلامة، هشام وعبد العزيز، حمدي. القاهره-دار الفكر العربي.
- حمودة، الاء. (2015). أنماط السيطرة الدماغية وعلاقتها بالتفكير ما وراء المعرفي لدى طلبة جامعة الأزهر. رسالة ماجستير، كلية التربية-جامعة ديالا.
- الرنتيسي، حنان. وطلافحه، فؤاد. ( 2013). السيطرة الدماغية ونمط التعلم وعلاقتهما بالتفكير ما وراء المعرفي لدى طلبة جامعة مؤتة: دراسة تنبؤيه (رسالة ماجستير غير منشورة). جامعة مؤتة، الكرك.
- زيتون، حسن. (2008). تعليم التفكير: رؤية تطبيقية في تنمية العقول المفكرة. القاهرة-عالم الكتب.
- سعيد، بو جلال. (2009). المهارات الاجتماعية وعلاقتها بالتفوق الدراسي لدى تلاميذ وتلميذات المرحلة المتوسطة. رسالة ماجستير، جامعة الجزائر.
- الشهري، عبد الله. (2014). مهارات التفكير فوق المعرفي وعلاقتها بدافعية الأنجاز لدى الطلبة الموهوبين. كلية التربية، جامعة الباحة.
- عبد الحسين، وسام. (2015). التعلم المتناغم مع الدماغ: تطبيقات لأبحاث الدماغ في التعلم. بيروت-دار الكتب العلمية.
- العنزي، عبد الله. (2016). الفروق في التفكير ما وراء المعرفي لدى طلاب وطالبات الجامعة في ضوء بعض المتغيرات. مجلة جامعة الملك خالد للعلوم التربوية -جامعة الملك خالد – السعودية.
- العودة، عواطف. (2017). أنماط السيطرة الدماغية وعلاقتها بمهارات التفكير فوق المعرفي لدى الطالبات المتفوقات تحصيليا بالمرحلة المتوسطة بمنطقة الباحة. رسالة ماجستير. جامعة الباحة-كلية التربية.
- عفانـة، عزو ؛ والجيش، يوسف. (2009). التدريس والتعليم بالدماغ ذو الجانبين. عمان-دار الثقافة للنشر.
- قدومي، عبد الناصر. (2017). العلاقة بين الذكاء الانفعالي والسيطرة الدماغية لدى ضباط الشرطة الفلسطينية. مجلة العلوم والدراسات الإنسانية -كلية الآداب والعلوم بالمرج -جامعة بنغازي – ليبيا.
- قطامي، يوسف والمشاعلة، مجـدي. (2007). الموهبة والابداع وفق نظرية الدماغ. عمان-دار ديبونو للنشر والتوزيع.
- محمود، أشرف. (2012). استخدام استراتيجيات ما وراء المعرفة في تعليم الرياضيات وأثره في التفكير التقويمي والوعي ما وراء المعرفي وبقاء أثر التعلم لدى طلاب المرحلة الإعدادية. مجلة كلية التربية بأسيوط.
- نوفل، محمد. (2006). علاقة السيطرة الدماغية بالتخصص الأكاديمي لدى طلبة المدارس والجامعات الأردنية. مجلة جامعة النجاح للأبحاث-فلسطين.
- الهملان، امل. (2013). الهيمنة الدماغية وعلاقتها بالتفضيل المهني لدى شرائح مختلفة من الطلاب في المجتمع الكويتي. رسالة دكتوراه. معهد الدراسات التربوية، جامعة القاهرة.
- الهيلات، مصطفى. (2015). مقياس هيرمان لأنماط التفكير. عمان-مركز ديبونو لتعليم التفكير.
- الهيلات، مصطفى. (2017). الفاعلية الذاتية وعلاقتها بأنماط التفكير وفقاً للسيطرة الدماغيـة لهيرمان لدي طلبة الصف العاشر في مدارس الملك عبد الله الثاني للتميز. مجلة العلوم التربوية والنفسية _البحرين.
- Munro,John K.(2013). ” High ability learning and brain processes: how neuroscience can help us understand how gifted and talented students learn and the implications for teaching”
- Nelson,L.(2012). The Effectiveness of Metacognitive Strategies on 8th Grade Students in Mathematical Achievements and Problem Solving Skills.. An Unpublished, ph. D., Southern University and A & M College.
- Sarıcam, H. & Ogurlu,U. (2015). Metacognitive awareness and math anxiety in gifted students. Cypriot Journal of Educational Science.
قيم البحث الأن
راجع البحث قبل التقييم
راجع البحث قبل التقييم