الإرشاد الأكاديمي بجامعة تبوك: المشكلات وآفاق الحلول المتطورة
الإرشاد الأكاديمي بجامعة تبوك : المشكلات وآفاق الحلول المتطورة
ورقة بحثية بعنوان:
مقدمة إلى مجموعة شركات البورد العالمية
للمشاركة بالمؤتمر الثامن لتطوير التعليم العربي
بعنوان (التعليم الرقمي تحديات الحاضر وآفاق المستقبل)
بتاريخ السبت 3 مارس 2018 / 15جمادي الآخر1439
إعداد الدكتورة / سحر محمود محمد أحمد
الأستاذ المساعد بكلية التربية والآداب
جامعة تبوك
المملكة العربية السعودية
المحتوى :
- الملخص ص 3
- الإرشاد الأكاديمي : الرسالة والأهداف ص6
- الإرشاد الأكاديمي :مشكلات وحلول (وأدوات التطوير المستقبلي) ص9
- توصيات ومقترحات ص 12
- الهوامش ص13
- المصادر والمراجع ص 14
الملخص:
إن الإرشاد الأكاديمي من أهم العناصر الفاعلة التي تسعى إلى الارتقاء بالعملية التعليمية، من خلال التواصل والتفاعل المباشر مع الطالب والعمل على تقديم العون والتوعية في كل ما يتعلق بمجال دراسته ،وهو أداة من أدوات تحقيق الجودة في التعليم التي تسعى إليها المؤسسات التعليمية ،إلا أن هناك بعض العوائق والمشكلات التي تؤدى إلى عدم اكتمال عناصر النجاح والجودة في تحقيق هذه الرسالة ،وجعلها أقرب إلى الجانب النظري من الجانب العملي والتطبيقي ، ومن ثم فإن هذه الورقة ترصد أهم هذه المشكلات والعوائق من خلال استخدام أدوات بحثية منها :الملاحظة ، المقابلة، استبانات
وتتبع هذه المشكلات ورصدها اعتمد على رؤية الطرفين الفاعلين في عملية الإرشاد الأكاديمي: الأستاذ والطالب
أما أهم المشكلات التي واجهت الأستاذ : صعوبة التنسيق بين الساعات المكتبية والساعات التدريسية ،لاسيما مع العبء التدريسي الزائد، عدم مناسبة الساعات المكتبية لأوقات تواجد الطالب ،وهى من أهم معوقات عملية التواصل والتفاعل المباشر بين الأستاذ والطالب ،كثرة أعداد الطلاب مما يؤدى إلى صعوبة تقديم توعية إرشادية بشكل متكامل، تنوع تخصصات الطلاب واختلافها مع تخصص الأستاذ مما يقلل من فرصة تقديم معلومات دقيقة وكافية وواضحة ، الحصول على معلومات كافية من مصادر مختلفة لتقديم التوعية والإرشاد الصحيح للطالب وهذا الجانب الثقافي يشمل الطرفين معا: المرشد الأكاديمي ، الطالب
أما أهم المشكلات التي واجهت الطلاب: صعوبة التنسيق بين المحاضرات والساعات المكتبية للمرشد، صعوبة التواصل والتفاعل المباشر مع الأستاذ لضيق الوقت، أو لأسباب أخرى ،ومن ثم فإن هذه الورقة ستتناول -بإذن الله – العناصر والمحاور الآتية:
- الإرشاد الأكاديمي ،الرسالة ،الأهداف
- الإرشاد الأكاديمي ،المشكلات والعوائق
- الحلول والمقترحات
- أدوات التطويرالمستقبلي من أجل تحقيق الأهداف المرجوة
التي كانت خلاصتها أن عملية الإرشاد الأكاديمي على الرغم من أهميتها ودورها الحيوي فى عملية التعليم ،إلا أنها لا تقوم بالدور المنوط بها ولا يتحقق الهدف والرسالة من ورائها لوجود مشكلات وهى عدم تمكن وإتاحة التواصل الواقعي الحقيقي المباشر بين الطالب والأستاذ ،لتعذر توصل كلا الطرفين إلى الآخر ،إلا أن هناك حلولا تقرب المسافات بين الطرفين بل أحسبها تساعد في تحقيق الهدف والرسالة الحقيقية للإرشاد الأكاديمي :وهى تطبيق (الإرشاد الإلكتروني )عن طريق موقع مستقل يكون هو الأداة الرئيسة للتواصل والتفاعل بين الطرفين ،وعدم حصر جسور التواصل والإرشاد في الأدوات التقليدية فحسب ،لكن يمكن ترتيب اللقاء المباشر إذا تطلب الأمر. وكما نعلم فإن التواصل الإلكتروني يحقق نجاحا وتفوقا ملحوظا لاسيما عندما ينفذ بشكل صحيح ومنظم ،فضلا عن الأوقات المفتوحة فيما يشمله من تواصل حي مباشر ومنتديات وخدمات تعليمية غيرذلك ،فالتكنولوجيا الآن أصبحت بمثابة قطرة المطر التي تروى ظمأ المجتمع ،شريطة حسن استخدامها واستثمارها بما يخدم أهداف ورسالة المستخدم سواء أكان فردا أم مؤسسة .
الدراسات السابقة :
هناك دراسات سابقة متنوعة تناولت عملية الإرشاد الأكاديمي منها :
- 1-الأوراق البحثية التي قدمت في مؤتمر مجلس دول التعاون الخليجي والتي ضمت دراسات وأبحاث متنوعة(1)
- 2- ورقة عمل إعداد الأستاذة حنان عبد الله الكواري ،مديرة مركز الإرشاد الأكاديمي ،عمادة القبول والتسجيل ، جامعة البحرين أبريل 2004
وعلى الرغم من تنوع الأوراق البحثية حول الإرشاد الأكاديمي والتي قدمت إطروحات جادة وجهودا متميزة ، إلا أنها – حسب اطلاعي- ركزت على رصد المشكلات والمعوقات والصعوبات مع طرح
حلول ورؤى لم تصل بعد إلى تناول فكرة مواكبة التطور التكنولوجي عن طريق إنشاء موقع (الإرشاد الالكتروني )الذي أطرح رؤيته في هذه الورقة وهي رؤية قابلة للتعديل وفق متطبات وأسس العمل التي تنظمها كل جامعة على حدة .المهم أنها في النهاية تصب في مصلحة الطالب والأستاذ معا وتقضي- في رأيي- على أهم المعوقات التي منعت الإفادة الكاملة من هذا الكيان المهم ،وتبتعد عن الأدوات التقليدية في حل المشكلة وتسهم في تفاعل جاد حقيقي يتكسب منه الطالب التوجيه والنصح والإفادة ،وينمي من خلاله آفاقه المعرفية ومهاراته الفردية. فضلا عن أدوات أخرى ذكرتها في هذه الورقة التي أسأل الله أن ينفع بها وأن يكتب لي التوفيق بإذن الله .
(1)
الإرشاد الأكاديمي..الرسالة والأهداف
(يشكل النظام التعليمي الذي يستخدم نظام الساعات المعتمدة استجابة موضوعية لمواجهة متغيرات اجتماعية ,اقتصادية و إنسانية . في صلب النظام وفلسفته التربوية )(2)(. لذا فان النظام التعليمي الذي يعتمد على الساعات المعتمدة في الدراسة ليس مجرد تنظيم شكلي بل نظام يختزل مجموعة من القيم والمتغيرات الاجتماعية ويستجيب لحاجات الفرد ليتواصل مع التعليم الجامعي الذي يمثل نمًاء وطنياً ضرورياً في المعرفة والقدرات والمهارات والإنجازات فضلاً علي أنه حاجة معرفية لتحقيق متطلبات الذات الإنسانية في الإبداع والتمييز.
في ظل الظروف والعوامل المرحلية التي أحدثتها التنمية الشاملة في شتي جوانب الحياة.
ويتطلب نظام الساعات المعتمدة واجبات علي المؤسسة التعليمية وأخرى علي الدارس .
ويمثل الإرشاد الأكاديمي ركناً أساسيا ومحوريا في نظام الساعات المعتمدة حيث يتمثل الإرشاد الأكاديمي في محوري العملية الإرشادية : المدرس الأكاديمي ( المرشد ) والطالب ،ويعزز هذا الدور المرشد الأكاديمي المختص الذي يعمل من خلال جهاز الإرشاد الأكاديمي الجامعي طيلة السنة الأكاديمية ،وهنا تتكامل عملية الإرشاد الأكاديمي بوعي وتفهم جميع أطراف العملية الإرشادية بهدف توجيه الطالب إلى أنسب الطرق لاختيار أفضل السبل بهدف تحقيق النجاح والتكيف مع البيئة الجامعية للوصول إلى تحقيق النجاح المنشود والاستقرار والاتزان النفسي والاجتماعي، كما يساعد الإرشاد الأكاديمي الطلاب علي بلورة أهدافهم واتخاذ القرارات المناسبة المتعلقة بمستقبلهم الأكاديمي والمهني ،عن طريق الاستفادة القصوى من جميع الإمكانيات المتاحة والبدائل وفق رؤى استراتيجية وطنية . كما يعمل الإرشاد الأكاديمي باستمرار على تبسيط وتسهيل الإجراءات الإدارية بهدف الوصول إلى طرق مثلي ، بتنفيذ وتيسير الإجراءات إضافة ألي حل العوائق التي قد تنشا بين الحين والآخر بهدف تقديم أفضل الخدمات وأجودها للطالب في زمن قياسي ،وفق معايير الجودة الشاملة التي تسعى إليها الكثير من المؤسسات التعليمية في ظل ازدياد رسائل الاستثمار في المشاريع التعليمية والفكرية والبحث العلمي)(3)
يسهم نظام الإرشاد الأكاديمي في إنجاح العملية التعليمية وتحقيقي أهداف المؤسسة التعليمية حيث تطبق الكلية نظام الإرشاد الأكاديمي ،وذلك بتعيين مرشد أكاديمي لكل طالب وذلك:
• لتهيئة الطلاب لمستجدين لمعرفة الحياة الجامعية.
• لمساعدة الطلاب على مواجهة المشكلات الأكاديمية التي تعترضهم.
• لتعريف الطلاب بالبرامج الأكاديمية.
• لتعريف الطلاب بالأنظمة واللوائح الأكاديمية.
• لمساعدة الطلاب على اختيار المقررات الدراسية وفقا لتخصصهم.
• لمتابعة حالات الطلاب الدراسية ومساعدة المتعثرين منهم.
• لمتابعة الطلاب المتفوقين وإكسابهم مهارات ترفع من مستوي تحصيهم
• لبناء علاقات اجتماعية وإيجابية بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس. (4)
إن الإرشاد الأكاديمي يدعم أفكار التعليم الحديث والالكتروني التي واكبت التطور وحققت نتائج مرضية لدى العديد من الجامعات المختلفة، فالهدف هو بناء شخصية الدارس من شتى النواحي وتنميتها علميا ومهاريا بما يتناسب معه ولا يفرض عليه أسلوبا بعينه.
ولاشك في أن الإرشاد الأكاديمي من أهم الرؤى التي طرحت في جامعة تبوك لأهدافها ورسالتها القيمة ،التي من شأنها الارتقاء بمستوى الطالب وشخصيته وتنمية مهاراته الفكرية والثقافية ،ومن ثم الارتقاء بالمؤسسة التعليمية والمجتمع بأكمله
وكما يقول المتخصصون فإن التعامل مع الإرشاد الأكاديمي أبعد من كونه مساعدة للطلاب في إجراءات التسجيل ،وما يرتبط بها من حذف وإضافة بل هو عملية توجيهية إرشادية استشارية في المقام الأول ، ترتبط بتقديم الاستشارة والمساعدة في كل ما من شأنه أن ييسر العملية الدراسية للطلاب والطالبات .
والعملية الإرشادية عملية اتصال بين طرفين كلاهما له دور إيجابي في نجاح الإرشاد بصورة عامة ،وأن يكون عملية فعالة ذات قيمة وثمار ملموسة، لذا كان من أهم مسئوليات ومهام وواجبات الطلاب والطالبات ما يلى:*
- السعي الجاد لمعرفة من هو المرشد الأكاديمي الذى يتبع له الطالب ومكان تواجده وساعاته المكتبية ووسائل الاتصال المتاحة به
- استشارة المرشدين في كل ما يرتبط بالواقع الدراسي ومن الأفضل قبل الذهاب للمرشد كتابة الأسئلة والاستفسارات التي تشغل البال.
أما مهام وواجبات المرشد فهي كالتالي :
- تقليل أسباب التعثر
- رعاية ومساعدة الطلاب اجتماعيا وصحيا ونفسيا
- الاهتمام بالمتفوقين وأصحاب الموهبة
- حث الطلاب على المشاركة في الأنشطة
- توجيه الطلاب للاستفادة من مواقع التعليم الالكتروني
- حث الطلاب والطالبات على الاستفادة من خدمات الإرشاد الأكاديمي
- تنبيه الطلاب على مواعيد وإجراءات التسجيل والحذف والإضافة والانسحاب والتأجيل المعلنة في عمادة القبول والتسجيل وما يترتب عليها نظاما
- لفت انتباه الطلاب إلى المقررات الدراسية التي لها مقررات سابقة
- حث الطلاب على الانتظام في الدراسة وما يترتب على مخالفة بعض النظم الدراسية
- توزيع كتيبات إرشادية (5)
ومن الأهمية بمكان أن نذكر أن عملية الإرشاد الأكاديمي لا تخلو من البعد الإنساني ،وهى جزء من قائمة المهام الرئيسة لعضو هيئة التدريس ،كما أن عملية الإرشاد لها ارتباط وثيق بالجانب النفسي والمعنوي للطالب، فهي ليست عملا جافا يعتمد على إلقاء وسرد المعلومات المختلفة والتوجيه ،فحسب ،بل يعنى – أيضا- بالتعامل النفسي الجيد مع شخصية كل طالب على حدة ،ومراعاة البعد الإنساني والنفسي عند تقديم النصائح والإرشادات والتوعية المختلفة، ومن ثم فإن مراعاة هذا الجانب هو أمر ضروري ،مع الاهتمام أيضا بتنمية الجانب المعنوي لدى الطالب مثل :التحفيز والتشجيع وتنمية الشخصية الإيجابية فيه بكل ما تشمله – قدر المستطاع- مثل :طريقة حل المشكلات ووضع البدائل، تقديم الحلول والرؤى المختلفة عند مواجهة المشكلة ،تحديد أهدافنا في الحياة ،الاجتهاد والمثابرة والمحاولات الدائمة والمتنوعة لتحقيق الهدف الذى نسعى من أجله ،الاقتناع بقدراتي ومهاراتي والعمل على تنميتها حتى لو كانت في مسار محدود ،الإفادة من تجارب وخبرات الآخرين، الممارسة والاحتكاك والتعلم المستمر وعدم الوقوف عند منحنى بعينه لا نتعداه وغير ذلك من الأهداف والرؤى
ومن ثم فإن العملية الإرشادية عملية تواصلية ولا تقتصر على بداية ونهاية الفصل الدراسي فحسب ،ولا تقتصر على التوعية والإرشاد الوقتي المحدد وعدم المتابعة المستمرة للطلاب بل هي تواصل حي مثمر فعال.
(2)
الإرشاد الأكاديمي .. مشكلات وحلول
( وأدوات التطوير المستقبلي)
إن آفاق التعليم اليوم صارت رحبة تتسع للعديد من المهارات والقدرات الفردية ومن ثم فإن مواكبة التطور والتكنولوجيا أصبحت أداة حتمية تفرض نفسها ومن أبرز الأسباب التي دعت إلى استخدام التكنولوجيا في التعليم : التخلص من الوسائل النمطية التي تحارب الأنظمة التعليمية الجديدة وتقضي على إبداع وقدرات الطلاب ، الحاجة إلى طرق مبتكرة تعين المعلم على توصيل المعلومة بطريقة مميزة وسهلة ، الاستفادة من الوقت ..مواكبة العصر والتقدم والحرص على بيئة تعليمية تتناسب مع التقدم السائد في تلك الآونة ، التوصل إلى الفروق بين المتعلمين وحسن توظيفها..محاولة زيادة أعداد المتعلمين ومحاربة الجهل ،الحصول على المعلومة من مصادر أكثر تقدما ( كالأنترنت )(6)
إن الإرشاد الأكاديمي له أبعاد تعليمية وتربوية مهمة تسهم في تحقيق رسالة المؤسسة التعليمية ومن ثم الارتقاء بالمجتمع بأكمله ،وإذا كان الطالب والأستاذ هما أهم الأطراف الفاعلة في العملية الإرشادية فإن هناك تجارب أو رؤى يشير إليها بعض الباحثين حيث ( يقدم الإرشاد الأكاديمي للطلبة من مصدرين أساسين ( إرشاد أكاديمي يقدمه عضو هيئة التدريس و إرشاد أكاديمي يقوم من خلال مركز متخصص يضم كوادر متخصصة في شتي المجالات التربوية والاجتماعية والنفسية ،بحيث يؤدي تكامل عمل هذا الجهاز إلى تقديم خدمات إرشادية متكاملة للطالب وذات جودة متميزة وتتمثل محاور الإرشاد الأكاديمي في التالي:
الطالب – المرشد الأكاديمي – عمادة القبول والتسجيل – الكليات( الأقسام الأكاديمية ) –مستجدات النظم واللوائح الجامعية .)(7)
– أما الرؤية الأخرى التي أحسب أنها ستحقق الأهداف المرجوة وتتواكب مع التطورات التي نشهدها في النظم التعليمية الحديثة .
وبأسلوب بحثى اعتمد على المقابلة ،والملاحظة، والاستعانة باستبانات قدمت لفئات مختلفة من الطالبات كانت تهدف إلى التعرف على مدى التواصل الفعلي الحقيقي والمباشر بين الطالب والأستاذ ،وكانت تهدف إلى التعرف على أهم المشكلات التي تعوق تحقيق رسالة الإرشاد الأكاديمي ورصد العقبات المختلفة التي تعترض بيئة التعلم بين الطالب والأستاذ (8) وجاء معظمها كالتالي:
-صعوبة التنسيق بين وقت الطالب والأستاذ ،وذلك لأن أوقات التواصل التي يقوم الأستاذ بتحديدها بما يتواءم مع جدوله الدراسي غالبا لا تتفق مع أوقات تواجد الطالب
والعكس بالطبع فما يتاح للطالب، قد لا يتاح للأستاذ
– العامل النفسي لدى الطرفين معا ،فالطالب يصب تركيزه واهتمامه على زمن ووقت المحاضرات المختلفة، ومن ثم ينتهى من يوم دراسي يبذل فيه الجهد بما يقلل لديه الطاقة للبحث عن استشارة أو إرشاد مهما بلغ احتياجه لها، ومن ثم فهو يقوم بالبحث عن أداة أخرى أكثر مرونة وأقل جهدا وأيسر نظاما وطريقة لا تستهلك وقتا أو جهدا مثل( الاستعانة بوحدة القبول والتسجيل، الاستعانة ببعض الزملاء، أو الموظفين ، البحث عن معلومة في منتديات أو مواقع النت المختلفة) كذلك فإن الأستاذ لاسيما عندما يكون مثقلا بأعباء دراسية مختلفة ،أو قائمة طلاب كبيرة في الإرشاد- كثيرا ما يفتقد إلى الوقت المناسب لتقديم هذه الرسالة على أكمل وجه – رغم اقتناعه بأهميتها- ومن ثم فإن الجانب النفسي يؤدي دورا في تحقيق الأهداف المرجوة (والرضا هو الإحساس الداخلي لدى الطالب والمتمثل في شعور بالسعادة نتيجة إشباع حاجة أو رغبة لديه..)(9) كذلك تحقيق الاندماج المعرفي وهو اكتشاف سمات المتعلم وقدراته من جهة وإمكانات البيئة التعليمية أثناء عملية التعلم من جهة أخرى ..(10)
– من أهم الظواهر التي تساهم في صنع المشكلة وتصير عائقا في تحقيق الرسالة ،تتعلق بالجانب التثقيفي الذى لابد أن يتوافر لدى الطرفين معا( الطالب والأستاذ) مع ضرورة التأكيد على أهميته لدى الأستاذ أولا، لأنه القائد الذى سيضيئ الطريق ،فلابد أن تكون لديه ثقافة عامة حول قواعد ولوائح العمل في المؤسسة التي يعمل بها، وعلى اطلاع بكل المستجدات والرؤى الحديثة ،وأن تكون لديه ثقافة الاطلاع على ما يقدم في هذه الخدمة في المؤسسات المختلفة – الأخرى- ،حتى يستطيع الإجابة عن كافة التساؤلات والاستفسارات التي تعلق في ذهن الطالب ،وأيضا مساعدة الطالب في رسم وتكوين خطة صحيحة يسير على هديها ،والقيام بدور في تشجيعه وتحفيزه وتنمية شخصيته وثقته بذاته وبقدراته، وتوجيهه إلى أهمية التفاعل الجاد المثمر مع أساتذته في شتى المقررات التي يدرسها، ومن ثم فكل هذا يتطلب قيام الأستاذ بالحصول على معلومات كافية من مصادرمختلفة مثل : (وحدة القبول والتسجيل، وحدة الإرشاد الأكاديمي ،الشؤون الأكاديمية، مواقع الانترنت ، النظام الأكاديمي لجامعة تبوك،كتيبات ونشرات تثقيفية.. الإفادة من تجارب الجامعات المماثلة ) ولابد أن ( المرشد يكون متدربا يتصف بالخبرة والخلفية الشاملة في الإرشاد الأكاديمي والتربية، ويفضل من عمل في هيئة التدريس أو تدرب على على الإرشاد وأثبت جدارته..)(11)
– أكثر من 50% من مجموعة الطالبات -عينة البحث- أكدوا عدم إفادتهم من عملية الإرشاد ،بسبب عدم التنسيق في الموعد المتواجد فيه الأستاذ ،أو لشعورهم بأن مشكلاتهم يمكن أن تحل عن طريق الشكوى المباشرة أو الذهاب إلى الموظف المختص ،أما النسبة الباقية فتراوحت بين 25% لا يعرفون معنى الإرشاد الأكاديمي– بصورة نهائية تقريبا- في رسالته وأهدافه ، أما النسبة الباقية 25% فأوضحت أنها كانت تستعين بالمرشدة الأكاديمية في بعض المشكلات الى تعترضها، ومن ثم فإن النسبة الغالبة تدل على أن الهدف الرئيس من عملية الإرشاد لم يتحقق بعد، بسبب وجود عائق رئيس وهو عدم التنسيق في المواعيد والأوقات التي يجتمع فيها الطالب والأستاذ ،أو لعدم التعرف على هذه الخدمة التعليمية المقدمة للطالب ،ومن هنا يأتي دور التوعية وتوفير معلومات صحيحة والأهم نشرها على أوسع نطاق- فالمعلومة قد تتوفر لكن عدم الإعلان عنها يقلل أو ينفى أحيانا وجودها من الأساس – ومن ثم فإن تنفيذ عملية الإرشاد من خلال موقع إلكتروني خاص به سيفتح نافذة جادة وحقيقية للتواصل والتفاعل ،والموقع الإلكتروني سيزيل معظم هذه العوائق والصعوبات ويحقق الهدف من الإرشاد الأكاديمي، ويمنح مزيدا من التلاقي وتقديم العون والنصيحة من الأستاذ إلى الطالب ، فضلا عن الخدمات التعليمية الأخرى التي تصب في النهاية في مصلحة الطالب والارتقاء بالمؤسسة التعليمية . ومن ثم فإن الموقع الالكتروني الخاص بالإرشاد الأكاديمي سيصبح هو النافذة الرحبة التي يطل منها الطالب على آفاق المعرفة، وعلى حلول مشكلاته والإجابة عن كل استفساراته كذلك فهو يستطيع أن يتفاعل مع أستاذه تفاعلا مباشرا حيا في أي وقت كان كما أنه سيجد كافة المقررات المسجلة لديه يسترجع من خلالها كل ما يريد ويستطيع من خلال الموقع إرسال كافة التكليفات والأنشطة بكل سهولة ويسر ،والحصول على تقييمها بشكل مباشر وفاعل كما يمكنه أيضا التفاعل مع المنتدى ومساحات النقاش التي تطرح في الموقع بما يتواكب مع عملية التعليم الالكتروني :الصفوف الافتراضية التي حققت وجودا في عدد من الجامعات مثل (جامعة تبوك )وقد شاركت في هذه التجربة عبر خمسة أعوام ،وعلى الرغم من أن الصفوف الافتراضية تعترضها بعض العقبات ،إلا أنها تعد نافذة معرفية جديدة وأداة معرفية وثقافية جذابة اختصرت العديد من المسافات وأزاحت العديد من الحواجز التي كانت تفصل بين المعلم والطالب، ومن ثم فإن موقع (الإرشاد الالكتروني) هو الوجه الآخر من العملة : التعليم الرقمي ،وهو أيضا منصة تفاعلية مباشرة تقدم خدمات متنوعة من شأنها القضاء على أهم المشكلات التي تعوق عملية الإرشاد التقليدي. (( مرفق عرض – بوربوينت – عن تصور موقع الإرشاد الأكاديمي لقسم اللغة العربية )
التوصيات والمقترحات :
1-التفعيل الجاد للإرشاد الأكاديمي نظرا لأهميته وذلك من خلال عقد أنشطة توعوية تبرز للطلاب دورهم في عملية الإرشاد وأهمية تفاعلهم الذي يعود عليهم بالنفع
2- إنشاء موقع إرشاد الكتروني في كل جامعة يضمن تفاعلا مباشرا بين الطالب والأستاذ ويقضي على مشكلة صعوبة إيجاد وقت التواصل ويضم مواد تعليمية تفاعلية متنوعة مثل المقررات وبنوك الأسئلة وحلقات النقاش مع إمكانية تقديم الطالب للتكليفات والأنشطة
3-الاهتمام بالجانب النفسي والإنساني في عملية الإرشاد مع الجميع وبخاصة الطلاب المتعثرين والمتفوقين
الهوامش:
1- من الأوراق التي قدمت في هذا المؤتمر(تطوير خدمات الإرشاد الأكاديمي لطلبة الدراسات العليا في كلية التربية بجامعة الملك سعود على ضوء الخبرات العالمية د.محمد أحمد العربي –الإرشاد الأكاديمي في كلية الآداب بجامعة الدمام : الواقع والمأمول ،مشاعل علي العكلي-دور الإرشاد الأكاديمي في اختيار التخصص الجامعي لدى طلاب السنة التحضيرية بجامعة الجوف د.هاني حامد عز الدين-مستوى الرضا عن خدمة الإرشاد الأكاديمي وعلاقته بالاندماج النفسي والمعرفي لدى طلاب الجامعة في ضوء بعض المتغيرات د.وصل الله عبد الله السواط ،جامعة الطائف……) وأرواق أخرى، انظركتاب أبحاث مؤتمر الإرشاد الأكاديمي بدول مجلس التعاون :https://www.academia.edu
2-ورقة عمل للأستاذة حنان عبد الله الكواري مديرة مركز الإرشاد الأكاديمي بجامعة البحرين2004 ابريل ص6
3-السابق نفسه
4-http://www.pnu.edu.sa/arr/Students/Pages/present/Advising.aspx (بتصرف يسير)
5- راجع موقع جامعة القصيم :hh//www.qu.edu.sa
6-https://www.almrsal.com/post/411467
- ورقة عمل للأستاذة حنان عبد الله ص 7
- ملاحظات ومقابلات واستبانات
- ورقة بحثية بعنوان 🙁 مستوى الرضا عن خدمة الإرشاد الأكاديمي وعلاقته بالاندماج النفسي والمعرفي لدى طلاب الجامعة في ضوء بعض المتغيرات د.وصل الله عبد الله السواط ، جامعة الطائف ) ضمن كتاب أبحاث مؤتمر الإرشاد الأكاديمي بدول التعاون ص 56
- 10- انظر :السابق نفسه ( بتصرف)
- ورقة بحثية بعنوان (اتجاهات طالبات جامعة الملك عبد العزيز نحو الإرشاد الأكاديمي ، ورقة عمل حول عدم وضوح رؤية الإرشاد وأهدافه بالنسبة للطالبات
- د.حنان أسعد – د.نيلي السيد) كتاب أبحاث مؤتمر الإرشاد الأكاديمي بدول التعاون ص 72
المصادر والمراجع :
- ملاحظات – مقابلات- استبانات
- كتاب أبحاث مؤتمر الإرشاد الأكاديمي بدول مجلس التعاون https://www.academia.edu
- ورقة عمل للأستاذة حنان عبد الله الكواري مديرة مركز الإرشاد الأكاديمي بجامعة البحرين2004 ابريل
- http://www.pnu.edu.sa/arr/Students/Pages/present/Advising.aspx
- https://www.almrsal.com/post/411467
- موقع جامعة القصيم
قيم ورقة العمل الأن
راجع ورقة العمل قبل التقييم
راجع ورقة العمل قبل التقييم