المجلد السابع 2024العدد السادس و العشرين

آراء العلماء في إثبات الكرامة وجهودهم في الرد على المعتزلة

دراسة موضوعية

1446هـ/ 2024م

الْمُلخص

أحمد الله تعالى على معونته في معالجة هذا البحث الذي يعتبر ضرورة لما ظهر في الأمة من ضعفٍ في شِبْهِ الشك في قدرة القدير تعالى، وإننا لا ننصر تغييب عقل بذكر الكرامة؛ لأن بالعقل مناط التكليف، غير أن العقل نفسه يقر لربنا بقدرة باهرة على كل شيء .

ففي تَمهيد البحث عرفت الكرامة لغة، وشرعًا، واصطلاحًا، مع بيان المفردات ذات الصلة بها من الإلهام والفِراسة كمصطلحات تحمل جانبا من مفهوم الكرامة.

وفي المبحث الأول تناولت فيه: بيان ما في كتاب الله تعالى، وفي السنة المرفوعة إلى النبي من أدلة ظاهرة وصحيحة دال على وقوع الكرامة وكل ما وقع فهو ممكن بلا شك أو ارتياب، كما تناولت شروط الكرامة عند أهل العلم وضوابطها حيث يرتفع بها قطعًا ما أورد أهل الاعتزال من شبهات عقلية هي أقرب من الظنون منها إلى البراهين.

وفي المبحث الثاني فقد عرفت بفرقة المعتزلة وأصل نشأتها، وما كان لها من أثر في الأمة، ثم بينت جانبا من قول فرقة المعتزلة في الكرامة إنكارًا، وإيراد أهل السنة لهذه الشبه وقيامهم بالرد عليها من ناحيتين أولاهما: وضع الشروط والضوابط للكرامة. ثانيهما: الرد الفعلي لشُبَهِ المعتزلة كما قام به الشيخ المناوي رحمه الله تعالى. ثم أنهيت البحث ببيان مجموع النتائج التي توصلت إليها والتوصيات.

الكلمات الافتتاحية: الكرامة. الإلهام. الفِراسة. فرقة المعتزلة.

Abstract

Thanks to Allah, the Almighty, for His guidance in addressing this research, which has become essential due to the weakness emerging in the ummah (nation) regarding doubts about the omnipotence of the Almighty. We do not advocate for suspending the intellect when discussing miracles, for the intellect is the basis of accountability. However, the intellect itself acknowledges the boundless power of our Lord over all things.

In the introduction to the research, I defined miracles linguistically, legally, and terminologically, while clarifying related concepts such as inspiration and discernment, which carry aspects of the meaning of miracles.

In the first chapter, I discussed clear and authentic evidence from the Book of Allah and the Sunnah of the Prophet, which affirm the occurrence of miracles. Everything that occurs is undoubtedly possible. I also addressed the conditions and regulations of miracles as established by scholars, which effectively refute the speculative arguments raised by the Mu’tazila, as these are closer to conjecture than to definitive proofs.

In the second chapter, I provided an introduction to the Mu’tazila sect, their origins, and their influence on the ummah. I then examined the stance of the Mu’tazila regarding miracles, their denial of them, and the refutations presented by Ahl al-Sunnah. These refutations were twofold: firstly, by establishing the conditions and guidelines for miracles, and secondly, by directly addressing the doubts raised by the Mu’tazila, as exemplified by Shaykh al-Manawi, may Allah have mercy on him.

Finally, I concluded the research by summarizing the findings and presenting recommendations.

Key words: (Miracles (Karamah) (Inspiration (Ilham)(Discernment (Firasah) (The Mu’tazila Sect)

مقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وخاتم النبيين سيدنا محمد المبعوث رحمة للناس وهداية للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا عليه إلى يوم الدين . ثم أما بعد،،

فإن (الكرامة) إحدى المصطلحات العقدية التي تنوعت أساليب أهل السنة في عرضها بين التوسع في مظاهرها وبين التضييق في ذلك، لكن بالقطع لم ينكر أحد من أهل العلم والمعرفة (الكرامة)؛ لسبب واضح هو أن الكرامة واقعة بشهادة ما ورد من نصوص كتاب الله تعالى وهي ظاهرة، وما ورد من صحيح السنة المطهرة، ومعلوم أن فرقة المعتزلة وقفوا من الكرامة موقف المتوجس بفعل مسلماتهم العقلية، فأنكروا الكرامة خشية الخلط بينها وبين المعجزة؛ لأن فيهما خرق للعادة، ولا يمكن التمييز بين خارق للعادة وآخر([1]).

ولقد تنبّه أهل العلم من أهل السنة والجماعة إلى شبه فرقة المعتزلة فقاموا بواجبهم تجاه ذلك بالرد والضبط وإيراد شروط وضوابط الكرامة ومن تجري على يديه حتى فرَّقوا بين المعجزة والكرامة، 

أهمية البحث:

تكمن أهمية البحث فيما يلي:

  • ارتباط موضوع البحث بالمعجزة، وهي مما يجب الإيمان بِه من ناحية، وبين ثبوت الكرامة الواقعة في الكتاب والسنة من ناحية أخرى.
  • ضرورة بيان أن قدرة الله تعالى على خرق العادات باهرة ظاهرة، وأن خرق العادة أمر ممكن في الواقع، فلا ينتهي الإكرام الإلهي بالنبوة الخاتمة، من بعد رسول الله؛ لأن لله إكرامًا دائمًا مستمرًا لأهل الصلاح والتقوى من المسلمين في كل عصر ومصر.
  • ما للكرامة من برهان واضح للرد على أهل الإلحاد والكفر في الوقت الراهن ما انضبط وتقيد بشروط الكرامة وضوابطها المرعية وفق ما بين أهل العلم.
  • ما للكرامة من منزلة في قلوب أهل الإيمان تقوية وثباتا وتأكيدا لما هم عليه من الإيمان بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم . 

أسباب اختيار الموضوع:

  • توضيح مفهوم مصطلح (الكرامة) مع بيان الفرق بينها، وبين المعجزة.
  • بيان ما للكرامة من الإمكان العقلي، والوقوع السمعي.
  • المساهمة في فضّ الاشتباك الفكري الذي وضعته المعتزلةُ بإنكارِ الكرامةِ مع وقوعها سَمعًا في الكتاب والسنة المطهرة.

أهداف البحث :

يهدف هذا البحث إلى ما يلي :

  1. ضبط مفهوم الكرامة من الناحية اللغوية والشرعية. 
  2. بيان أدلة إثبات إمكان الكرامة عقلا، ووقوعها سمعا.
  3. عرض الردود الواضحة من أهل السنة على فرقة المعتزلة في هذه المسألة.

مشكلة البحث:

تبدو مشكلة هذه الدراسة؛ في سؤال عام هو: (هل الكرامة مُمكِنة واقعة؟) ويتفرع عن ذلك العديد من السؤالات والتساؤلات، ومنها:

أولًا: ما مفهوم الكرامة؟. وما الفرق بينها وبين المعجزة والسحر والكهانة ؟

ثانيًا: لماذا أنكر المعتزلة الكرامة؟ وكيف يرد عليهم؟.

ثالثًا: هل الكرامة يمكن أن تجذب أهل الإلحاد لاستقامة إيمانية وثبات؟.

الدراسات السابقة:

لم أقف على دراسة وردت بعنوان: (آراء العلماء في إثبات الكرامة وجهودهم في الرد على المعتزلة)، لكني وقفت في المواقع العلمية على الشبكة العالمية؛ كموقع المنظومة وكشاف الرسائل العلمية على عدة دراسات خاصة، ومن هذه الدراسات ما يلي:

الدراسة الأولى بعنوان: (كرامات الأولياء دراسة عقدية في ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة) لعبد الله بن عبد العزيز العبقري، رسالة التخصص الماجستير بجامعة الملك سعود بالرياض، السعودية، سنة: 1413هـ([2]).

الدراسة الثانية: (موقف علماء بلاد ما وراء النهر من خوارق العادات كرامات الأولياء نموذجًا) للباحث كمال عبد العال تمام عبد العال نشر بالمجلة العلمية لكلية أصول الدين والدعوة بالزقازيق الأزهر مصر، المجلد (35)، العدد (1) في يناير سنة: 2023م.

الدراسة الثالثة بعنوان: (مفهوم كرامات الأولياء عند ابن تيمية) لمحمد منير الدين أولدو بحث منشور بالمجلة العالمية للدراسات العمرانية، المجلد (3) العدد (2) يوليو2020.

الدراسة الرابعة بعنوان: (بنية النص في جامع كرامات الأولياء) الباحثة نورة عقاق في التخصص الماجستير بجامعة مولود معمري تيزي وزو، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، إشراف د. آمنة بلعلي، قسم اللغة والأدب العربي سنة 2011م.

والفرق بين دراستي الحالية والدراسات السابقة تبدو في أنها جمعت بين بيان حكم الكرامة عند أهل السنة، وبين الرد على المعتزلة المنكرين للكرامة. ولقد تطرقت دراسة إلى ما يلي:

  • أولًا: بيان الفرق بين الكرامة والمعجزة.
  • ثانيًا: بيان المفردات ذات الصلة بالكرامة.
  • ثالثًا: بيان أدلة الكرامة من الكتاب والسنة
  • رابعًا: توضيح شروط الكرامة، وضوابطها عند أهل السنة والجماعة.

منهج البحث:

سأتبع في هذا البحث المنهج (الوصفي التحليلي)، لبيان مفهوم الكرامة لغة وشرعا، والمنهج (الاستقرائي) وذلك بتتبع أقوال أهل السنة لبيان موقفهم من إنكار المعتزلة للكرامة بغية بيانها كمسألة اعتقادية يجب الإيمان بها لتعلقها بظواهر الكتاب والسنة.

منهجية الباحث:

  • أولًا: دراسة كرامات الأولياء في نقاطٍ هي كما يلي:
  • إيراد أدلة الكرامة، وحكم الإيمان بالكرامة.
  • إيراد شواهد ونصوص الكتاب والسنة لبيان موقفها من الكرامة.
  • تذييل البحث بخاتمة تشتمل على النتائج وأهم التوصيات .
  • ثانيًا: توثيق الآيات بمتن الدراسة بذكر اسم السورة، ورقم الآية بين معكوفتين [].
  • ثالثًا: توثيق الأحاديث في حاشية البحث فإن كان الحديث بالصحيحين، أو بأحدهما اكتفيت بذلك، وإن كان في غيرهما نقلت حكم العلماء في الحديث.
  • رابعًا: توثيق أقوال العلماء توثيقًا كاملًا لأول مرة مع الاكتفاء باسم الكتاب والمصنف مع الجزء والصفحة إن أعيد الرجوع إلى المرجع العلمي بعد ذلك.
  • خامسًا: التزام المنهج العلمى في كتابة البحث مع مراعاة قواعد اللغة، وعلامات الترقيم قدر الجهد والطاقة.
  • سادسًا: إيراد خاتمة للبحث تحتوي على أبرز النتائج والتوصيات.

خطة البحث:

تتكون الخطة من مقدمة، وتمهيد، وثلاثة مباحث، وخاتمة.

المقدمة وبها: أهمية البحث، وأسباب اختياره، وأهدافه ومشكلته، والدراسات السابقة، ومنهج البحث وخطته.

التمهيد: بيان مصطلحات الدراسة.

  • المطلب الأول: مفهوم الكرامة.
  • المطلب الثاني: المفردات ذات الصلة بالكرامة.
  • المطلب الثالث: التعريف بفرقة المعتزلة. 

المبحث الأول: أدلة الكرامة وشروطها وضوابطها.

  • المطلب الأول: أدلة الكرامة.
  • المطلب الثاني: شروط الكرامة.
  • المطلب الثالث: ضوابط الكرامة.

المبحث الثاني: ردود أهل السنة على المعتزلة.

  • المطلب الأول: قول العتزلة في الكرامة.
  • المطلب الثاني: ردود أهل السنة وأثره الإيماني. 

الخاتمة: وفيها أهم النتائج والتوصيات.

التمهيد: بيان مصطلحات الدراسة.

المطلب الأول: مفهوم الكرامة.

الكرامة لغة: أصلها ثلاثي من كرم،ففي المحيط (الكَرَامَةُ: اسْمٌ للإِكْرَام)([3])، وفي (المقاييس) أن (كرم) أصل صحيح له بابان: أحدهما شرف في الشيء في نفسه أو شرف في خلق من الأخلاق، يقال رجل كريم،، وأكرم الرجل، إذا أتى بأولاد كرام.. والثاني: الكَرْم، وهي: القلادة، وكذلك العنب وجمعه كُرُوم([4])، وفي (المحكم) أن: (الكَرَم نقيض اللؤم، يكون فِي الرجل بِنَفسِهِ وَإِن لم كن لَهُ آبَاء)([5]). وفي لسان العرب، قال: (‌والتكريم ‌والإكرام ‌بمعنى، والاسم منه الكرامة)([6]). ، ومنه قوله تعالى: {‌إِنِّي ‌أُلْقِيَ ‌إِلَيَّ ‌كِتابٌ ‌كَرِيمٌ} [النمل: 29]، أي: جاء من عند رجل كريم -أي سليمان-، أو كتاب مختوم([7]).

فالكرامة من كَرَمُ ومنه رجل كريمٌ وكرَّام وكِرَام، وكَرَمٌ، والكرَم يعني: الشرف في الذات، فليس شرفه مستمدًّا من غيره، والكرامة اسم بِمعنى: التكريم، أو الإكرام، ومنه قوله: {إِنَّهُ ‌لَقُرْآنٌ ‌كَرِيمٌ}[الواقعة: 77]، أي: معظم شريف منَزّه عن كل خللٍ ونقص، وقوله: {وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا}[الإسراء: 23]، أي شريفًا، وقوله: {وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا}[النساء:31]، أي: شريفًا فاضِلًا .

ثانيًا: الكرامة اصطلاحًا:

عرفت بأنها: (هي الفعل الخارق الذي يظهر على أحد من غير تحد يسمى كرامة)([8]). وفي (لوامع الأنوار البهية) قال: (الكرامة هي أمر خارق للعادة غير مقرون بدعوى النبوة ولا هو مقدمة، يظهر على يد عبد ظاهر الصلاح، ملتزم لمتابعة نبي كلف بشريعته مصحوب بصحيح الاعتقاد والعمل الصالح، علم بها ذلك العبد الصالح أم لم يعلم)([9]). وعرفت ‌الكرامة بأنها: (‌هي ظهور أمرٍ خارقٍ للعادةِ مِنْ قِبَلِ شخصٍ غَيْرِ مقارِنٍ لِدَعوَى النبوةِ)([10]). كما عرّفت الكرامة بأنها: (هي ظهور أمر خارقٍ للعادة من قِبَلِ شخصٍ مؤمنٍ صالحٍ غير مقرونٍ بدعوى النبوة والرسالة)([11]). وكان تعريف الكرامة بأنها: (هي أمر خارق للعادة يجريه الله على يد ولـيّ ليس بنبِي علم الولي بذلك أم لا)([12])، وقيل الكرامة: (هي أمر خارق للعادة يجريها الله على يد ولِيّ من أوليائه قاصر عن رتبة النبوة، معونة له على أمر ديني أو دنيوي)([13]). وهذه التعريفات كلها تتفق على أمور هي كما يلي:

أولًا: اتفاق جميع التعريفات على أن الكرامة أمر خارق للعادة.

ثانيًا: اتفاق جميع التعريفات على أن الكرامة تظهر على يد عبد صالح.

في الجملة فإن الكرامة اصطلاحًا لها معنيان، عام وخاص.

أما المعنى الاصطلاحي العام للكرامة فتكون (اسمًا جامعًا لكل ما يُكْرِمُ الله به عبدَه مِن النّعَمِ الظاهرة والباطنة، كالعلم والطاعة والرزق). وأما المعنى الاصطلاحي الخاص للكرامة؛ فهى: (أمر خارق لعادة الإنس والجن، يقع على يد ظاهر الصلاح ملتزم لمتابعة نبيّه)([14]).

رابعًا: الفرق بين الكرامة والمعجزة:

وفي (الجامع لأحكام القرآن) قال: (الفرق بين المعجزة والكرامة أن الكرامة من شرطها الاستتار، والمعجزة من شرطها الإظهار. وقيل: الكرامة ما تظهر ‌من ‌غير ‌دعوى، والمعجزة ما تظهر عند دعوى الأنبياء فيطالبون بالبرهان فيظهر أثر ذلك)([15]). ففي ذلك بيان للفرق بين الكرامة والمعجزة هما:

الفرق الأول: أن الكرامة يسترها الولي خشية الفتنة، فلا يجب إظهار الكرامة بل يستحسن سترها، فالولي يدعو لشرع ثبت وتقرر على يد رسولٍ فلا يحتاج لإظهار كرامته حتى يتبعه الناس على ما دعاهم إليه، بينما المعجزة فمن شرطها الإظهار والإعلان بها؛ لأنها آية من الله لنبِيٍّ ورسولٍ معصوم من الفتنة.

الفرق الثانِي: الكرامة لا تصحبها دعوى غالبا وإن صحبتها دعوى فهي الصلاح والاتباع لنبي معلوم. بينما المعجزة فيجب أن يصحبها دعوى الابتعاث من الله تعالى بنبوة أو رسالة ليصح التحدي وكونها آية صدقه في دعواه؛ لأن المعجزة يستشهد الرسول بها لدعم دعواه ويتوقف إيمان قومه عليها بخلاف صاحب الكرامة.

قال الإمام القشيري: (هذه الكرامات لاحقة بمعجزات نبينا)([16])، وقال الشاطبي: (أصل في كراماتِ الرسول ومعجزاته فهي صحيحة) )([17])، إشارة لقاعدة أن الكرامة الولي معجزة لنبيه، وذلك لأن الكرامة من قبيل خرق العادة إكرامًا للعبد، والمعجزة خرق للعادة للتصديق في دعوى النبوة، (وقول بعض المتكلمين: ما لم يكن خارقًا للعادة، لا اختصاص للنبي بِه، فلا يدل. فيقال له: لفظ “خرق العادة” لفظ مُجمَل، وإن تعيّن دعوى النبوة صدقًا وكذبًا ليس هو أمرًا معتادًا، ولم يقع هذا إلا في أفرادٍ من العالَم، وهو أقلّ بكثير من الإخبار بالمغيّبات، فإن هذا أكثر في الوجودِ من دعوى النبوة، إذ كل نبي يُخبِر بالمغيبات، وليس كل من أخبر بها كان نبيًّا، وهؤلاء الذين يقولون هذا يقول أكثرهم أو كثير منهم: إن دعوى النبوة والتحدّي والمعجز مجموعُها هو المختص بالنبي، وإلا فهم يقولون: إن ‌ما ‌كان ‌معجزةً ‌لنبِيّ ‌جاز أن يظهر على يدي ولِيّ أو ساحرٍ، وإنما يفرّق بينهما التحدّي وعدم المعارضة، ومنهم من ينكر خرق العادة أن يظهر على يد غير نبِيّ)([18])، فلا يشترط للكرامة التحدّي، ولا كون الكرامة لحجةٍ وجوبًا، وإن كانت تثبت العبد الصالح ومن يعلم بها على الإيمان، ولا يشترط علم صاحبها بِها.

إن المعجزة عبارة عن فعل خارق للعادة دال على صدق دعوى النبوة في وقت تتأتى فيه، ويعجز البشر عن الإتيان بمثلها، فالسحرة عجزوا عن الإتيان بمثل عصا موسى لما انقلبت حية تسعى كما قال تعالى: {وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّما صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى * فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى}[الأعراف: 69- 70]، فهذا سبيل المعجزة أن تلجم البشر، فلا يمكن لبشرٍ أن يجاريها بإتيان بمثلها عجزًا عن المجاراة بعد التحدي، وإعلان بالعجز ممن يظن بهم القدرة على المجاراة من السحرة؛ لأن إعجاز غيرهم عن المجاراة من باب أولى، ومثله قوله تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لَا يُؤْمِنُونَ * ‌فَلْيَأْتُوا ‌بِحَدِيثٍ ‌مِثْلِهِ إِنْ كانُوا صادِقِينَ}[الطور: 33-34].

المطلب الثاني: المفردات ذات الصلة بالكرامة.

أولًا: الإلهام:

الإلهام لغة: هو مصدر الفعل الرباعي (أَلْهَمَ)، واعتبره فِي المقاييس أصله الثلاثي (لَهَمَ)، فقال: (اللام والهاء والميم أصل صحيح يدل على ابتلاع شيء، ثم يقاس عليه، تقول العرب: (الْتَهَمَ الشيءَ) أي: التقمه، ومن هذا الباب الإلهام، كأنه شيء ألقِيَ ‌فِي ‌الروعِ ‌فالتهمه، قال الله تعالى: {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}[الشمس: 8])([19]). (ألْهمَ يُلهم إلهامًا، فاسم الفاعل مُلْهِم، والمفعول مُلْهَم، ومنه: (ألهمه اللهُ خيرًا)، أي: هداه باطنيًّا إليه، وألقاه في رَوْعِه ولقّنه إيّاه ومنه: (ألهمه الصَّبرَ)، (فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا)، وفي الحديث «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِكَ تَهْدِي بِهَا قَلْبِي.. ‌وَتُلْهِمُنِي ‌بِهَا ‌رُشْدِي»([20])، وقولنا: (ألهمه شيئًا): أوعزه إليه وأوحاه)([21]).

الإلهام اصطلاحًا: عرف بأنه: (إلقاء معنى في القلب يطمئن له الصدر ‌يخص ‌الله ‌به ‌بعض ‌أصفيائه وليس بحجة من غير معصوم)([22]). وعرفه المناوي بأنه: (ما يلقى في الروع بطريق الفيض، ويختص من جهة الله والملأ الأعلى، ويقال إيقاع شيء في القلب يطمئن له الصدر ‌يخص ‌الله ‌به ‌بعض ‌أصفيائه)([23]). وعرف بأنه: (إيقاع شيء في القلب يطمئنُّ له الصَّدر، ‌يَخُصُّ ‌اللهُ ‌به ‌بعضَ ‌أصفيائه)([24]). والْمُلهَم هو: مُحدَّث، مُفْهَم، الذي يصدق ظنه في الأشياء، تتكلم الملائكة على لسانِه، فيجري عليه الصواب من غير قصدٍ منه.

ومعلوم أن الإلهام يرد لأهل الصلاح والتقوى كما ألهم أم موسى وورد ذلك في كتاب الله تعالى: { ‌وَأَوْحَيْنا ‌إِلى ‌أُمِّ ‌مُوسى..}[القصص: 7].

ثالثًا: الفِرَاسة (بكسر الفاء):

الفِراسة لغة: بكسر الفاء من (التفرس في الشيء، كإصابة النظر فيه، وقياسه صحيح)([25])، ويراد من الفِرَاسة معنيان؛ المعنى الأول للفراسة هو: المعرفة بالأمور، والخبرة بالأحوال، من خلال النظر الْمُحكم فيها، وعليه عرّف التهانوي ‌الفراسة، فقال: (‌هي الاستدلال بالأمور الظاهرة على الأمور الخفية)([26])، هذا هو المعنى الأول للفراسة وهي قرينة الذكاء والفطنة وقوة اللبيب في معرفة الأمور ومآلاتها. المعنى الثاني للفِراسة هو: (المهارة في تعرّف بواطن الأمور من ظواهرها والرأي المبني على التفرس يقال: فراستي في فلان الصلاح)([27])، فالفراسة في اللغة ذات جانبين؛ أحدهما أخص من الآخر.

وبناء عليه قيل الفراسة اصطلاحًا: بأنها: (نور يقذفه الله في قلب عبده المؤمن الملتزم بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، يكشف له بعضَ ما خفي على غيره، مستدلًا عليه بظاهر الأمرِ، فيسدّد في رأيِه، دون أن يستغنِي بذلك عن الشرع)([28]).

إن الفراسة المعنية والمقصودة في الدراسة هي النوع الثاني من (الفراسة) وهي فراسة مبنية على قوة الإيمان، ومؤسسة على اتباع كتاب الله وسنة رسوله، ويدل على (الفراسة الإيمانية) حديث ويدل على هذا المعنى حديث أبي سعيد الخدري مرفوعًا إلى النبي قال: «‌اتَّقُوا ‌فِرَاسَةَ الْمُؤْمِنِ، فَإِنَّهُ يَنْظُرُ بِنُورِ اللهِ. ثُمَّ قَرَأَ: {إنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ} [الحجر: 75]» ([29])، و(الْمُتَوَسِّمِينَ) هم الناظرون المتفرسون المتفكرون من أهل الاعتبار .

المطلب الثالث: التعريف بفرقة المعتزلة. 

إن التعريف بالمعتزلة يبدو جليا بالنظر في نشأتها حيث اختلف في نشأة هذه الفرقة فبينما ذهب أبو الحسين الملطي([30]) إلى رأي في أصل المعتزلة حيث يعود إلى أنهم قد (سَموا أنفسهم معتزلة، وذلك عندما بايع الحسنُ بن علي معاويةَ، وسلّم إليه الأمر اعتزلوا الحسن ومعاوية وجميع الناس وذلك أنهم كانوا من أصحاب علي ولزموا منازلهم ومساجدهم وقالوا نشتغل بالعلم والعبادة فسموا بذلك معتزلة)([31])، فقد ذهب صاحب الملل والنحل إلى أن: (واصل بن عطاء الغزال، وكان تلميذ الحسن البصري، وتلمذ له عمرو بن عبيد، وزاد عليه في مسائل القدر)([32])، فقيل بنشأتها في أثناء جلسة من مجالس الإمام الحسن البصري -وهو سيد التابعين تبعا لسؤال عن حكم صاحب الكبيرة، وهذا وذلك قول مجمل في حاجة إلى تفصيل نشأة المعتزلة حيث قام على سنة التدرج والتطور كان على مراحل هي كما يلي:

المرحلة الأولى: الجانب القدري منها وهو امتداد لفرقة القدرية الأوئل التي ظهرت آخر القرن الهجري الأول، (نحو سنة 63هـ)، وهي قدرية معبد الجُهَنيِّ (ت 80هـ)، ثم قدرية غَيلانَ الدِّمشقيِّ (ت 105هـ)؛ حيثُ أصبحَت المعتزلة وريثةَ تلك التركة، وأصبح اسمُ القدرية بعد ذلك يطلق على المعتزلة نَفسِها.

المرحلة الثانية: ما أنشَأته المعتزلة من مبادِئَ جديدةٍ مبتدَعة حول حكم مُرتكِبِ الكبيرةِ وهي ما سمَّوه بـ(المنزلة بين المنزلتين)، وما يتفرَّعُ عنها مِن مقالات وأحكام، وهذه المقولة ظهرت في آخر القرن الأول تقريبا، وأول القرن الهجري الثاني؛ حيث حدثَت قصَّتُها في آخر حياة الحَسنِ البَصريِّ (ت 110هـ)، وهذه المرحلة اشتَهر وَصفُها بالمعتزلة .

المرحلة الثالثة: موافقةُ الجهمية في بعض أصولِهم وذلك فيما يتعلَّقُ بالصِّفاتِ والسَّمعيَّاتِ مِن تعطيلٍ لها أو تأويلٍ، فكانت المُعتَزِلةُ فيه تَبعًا للجَهميَّةِ؛ إذْ تلقَّفَت أُصولَها في نَفيِ الصِّفاتِ. والجَهميَّةُ بدأت مقالاتُها في التَّعطيلِ ظاهِرةً على لِسانِ الجعد بن درهم (توفي نحو 118هـ)، وهذا بُعَيدَ نشوء مقالة المعتزلة الأولى([33]). وهذا أقرب إلى طبيعة الأفكار في تراتبية النشأة حتى يستقيم منهج المدرسة الاعتزالية.

ولم تكنِ الأُصولُ الخمسةُ التي اشتَهرَت عن المُعتَزِلةِ واضِحةَ المعالِمِ في أوَّلِ نشأتِها، وإن كانت لها جُذورٌ، لكن معَ تطوُّرِ مقولاتِهم تبلورَت حتَّى صارت أُصولًا يكادونَ يتَّفِقونَ عليها في الجُملةِ

المبحث الأول: أدلة الكرامة وشروطها وضوابطها.

المطلب الأول: أدلة الكرامة.

لا غرو أنه من خلال الوقوف على المفردات ذات الصلة بـ(الكرامة) أدلة صالحة على اعتبار فضل الله لمن شاء من خلقه وعباده، وهي صالحة في الجملة على إثبات الكرامة، قال في (الإرشاد): (فإن قيل: ما دليلكم على تجويزها؟ قلنا: ما من أمرٍ يخرق العوائد إلا وهو مقدور للرب تعالى ابتداءً، ولا يمتنع وقوع شيءٍ لتقبيح عقل،، وليس في وقوع الكرامة ما يقدح في المعجزةِ؛ فإن المعجزة لا تدل لعينها، وإنما تدل لتعلقها بدعوى النبيّ الرسالة، ونزولها منزلة التصديق بالقول. والملِك الذي يصدّق مدعِي الرسالة بما يوافقه، وبما يطابق دعواه، لا يمتنع أن يصدر منه مثلُه إكرامًا لبعض أوليائه. ولا يقدح مرام الإكرام في قصد التصديق، إذا أراد التصديق، ولا خفاء بذلك على من تأمل)([34]). وقوله (لا يمتنع أن يصدر منه مثلُه إكرامًا لبعض أوليائه) أي لا يمتنع في العقل ولا يستحيل إجراء الخارق للعادة عقلا على يد صالح من العباد؛ لأن ذلك من قبيل الإكرام لأهل الصلاح من المسلمين.

أولا: أدلة كتاب الله تعالى:

الدليل الأول خبر (أهل الكهف)  في قولهتعالى: {وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَّاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ}[الكهف: 17]. قيل: (أي: ذلك النبأ وما ذكر من قصة أصحاب الكهف من آياتِ قدرة اللهِ، أو من حجج اللهِ على إثبات رسالةِ رسولهِ ونبوتهِ. أو من آيات كراماته للفتية، ولمن اختار دين اللهِ، وآثره على غيره)([35]). فقوله (من آيات كراماته للفتية) يحمل الاستدلال بظاهر الآية الكريمة على إثبات الكرامة.

الدليل الثاني: (قصة مريم العذراء البتول) مايدل على وقوع الكرامة ما ورد في كتاب الله تعالى من قصة وخبر (قصة مريم البتول) في قولهتعالى: {كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}[آل عمران: 35]، ورد في (التيسير) قال: (فاكهةُ الصيف في الشتاء: العنبُ الطَّريّ والتينُ الطريّ، وفاكهةُ الشتاء في الصيف، وفيه دلالةُ ‌إثباتِ ‌الكرامة للأولياء ردًّا على المعتزلة)([36]). فقوله (وفيه دلالةُ ‌إثباتِ ‌الكرامة للأولياء) يحمل الاستدلال بظاهر الآية الكريمة على إثبات الكرامة.

ثانيًا: السنة النبوية:

الدليل الأول (كلام الذئب للراعي) في حديث أبي هُرَيْرَةَ قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ: «بَيْنَمَا رَاعٍ فِي غَنَمِهِ عَدَا الذِّئْبُ فَأَخَذَ مِنْهَا شَاةً، فَطَلَبَهَا حَتَّى اسْتَنْقَذَهَا، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ الذِّئْبُ، فَقَالَ لَهُ: «مَنْ لَهَا يَوْمَ السَّبُعِ، لَيْسَ لَهَا رَاعٍ غَيْرِي»، فَقَالَ النَّاسُ: سُبْحَانَ اللهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ: «‌فَإِنِّي ‌أُومِنُ ‌بِهِ ‌وَأَبُو ‌بَكْرٍ ‌وَعُمَرُ، وَمَا ثَمَّ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ»([37])، فكلام الذئب كرامة للراعي ، ثم إن في إقرار النبي بإيمانه هو ومعه أبو بكر وعمر دليل على إمكان الكرامة ووقوعها وعلى فضل الصحابيين الكريمين رضي الله عنهما.

الدليل الثاني (قصة ثلاثة رهط في الغار) ففي حديث عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ مرفوعًا، فقال الفرد الثالث منهم: «اللَّهُمَّ فَإِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ، فَانْفَرَجَتِ ‌الصَّخْرَةُ فَخَرَجُوا يَمْشُونَ»([38])، ببركة عمله الصالح، وبركة دعائه ربه انفرجت الصخرة عنهم وذهب الهم، وحلَّ اليسر، وانفرج الضيق .

ومن الجدير بالذكر أن هناك أدلة أخرى للكرامة في كتاب الله تعالى وفي سنة رسوله، فضلا عما ورد من آثار الصحابة والتابعين، وأنها تتخطى عشرات الأدلة وفيما ذكر من دليلين من الكتاب ودليلن كفاية لمن عقل.

ثالثًا: الإجماع:

من أدلة الكرامة إجماع الأمة من أهل السنة والجماعة على وقوعها، قال في الكواكب: (أهل القبلة اتفقوا على أن الكرامات لا تظهر على الفسقةِ الفجرةِ، بل على الموفَّقِين البررَة..)([39])، ومعلوم أن الكرامة  مجمع عليها بقيود معلومة من الشروط الشرعية، والضوابط المرعية التي تبين التصور الحقيق للكرامة عند أهل السنة والجماعة .

المطلب الثاني: شروط الكرامة.

لقد بين الإمام القشيري رحمه الله أنه: (ولابد أن تكونَ هذه الكرامةُ فعلًا ناقضًا للعادة في أيام التكليفِ ظاهرًا على موصوفٍ بالولاية في معنى تصديقه في حاله)([40]). ثم قال: (ليس للولي مساكنة إلى ‌الكرامة التي تظهر عليه ولا له ملاحظة فربما يكون لهم في ظهور جنسها قوة يقين وزيادة بصيرة لتحققهم أن ذلك فعل الله فيستدلون بها على صحة ما هم عليه من العقائد)([41]). ثم قال: (هذه الكرامات لاحقة بمعجزات نبينا صلى الله عليه وسلم؛ لأن كل من ليس بصادق في الإسلام لا تظهر عليه الكرامة)([42])، وورد في (الموافقات)، قال: (أن ينظر إلى كل خارقةٍ صدرت على يدي أحدٍ، فإن كان لها أصل في كراماتِ الرسول عليه الصلاة والسلام ومعجزاته، فهي صحيحة، وإن لم يكن لها أصل فغير صحيحة، وإن ظهر ببادئ الرأي أنها كرامةٌ؛ إذ ليس كل ما يظهر على يدي الإنسان من الخوارق بكرامة، بل منها ما يكون كذلك، ومنها ما لا يكون كذلك. وبيان ذلك بالمثال أن أرباب التصريف بالهمم، والتقربات بالصناعة الفلكية والأحكام النجومية قد تصدر عنهم أفاعيل خارقة، وهي كلها ظلمات)([43])، في هذه النقول عن القشيري والشاطبي يمكن الوقوف على شروط الكرامة حيث إنها إذا توفرت هذه الشروط صح إطلاق الكرامة على الفعل الخارق، ونسبتها إل عبد صالح، فهذا مما يتبين لنا، وهي كما يلي:

الشرط الأول: ضرورة أن تكون الكرامة (فعلًا ناقضًا للعادة) فهي من جنس خوارق العادات في الجملة؛ لأن وجود (أمر خارق للعادة)([44])، قاسم مشترك بين الكرامة والمعجزة وغيرها من الخوارق، فلما كانت هذا شرط عام لزم الشرط التالي.

الشرط الثاني: قوله (في أيام التكليف ظاهرًا) هذا الشرط متعلق بالولي وهو يعني: أن من جرت الكرامة على يده مكلفًا أي: بالغًا عاقلًا، وهذا يفسّر لنا أن اعتبار كلام الذئب كرامة للراعي، وليس للذئب نفسهِ([45]).

الشرط الثالث: قوله (على موصوف بالولاية) هذا يعني أن يكون الولي الذي جرت الخارق على يده معروفًا بالصلاح، والتقوى، والولاية، والتوكل على الله تعالى.

الشرط الرابع: قوله (كل من ليس بصادق في الإسلام لا تظهر عليه الكرامة) يشترط الإمام القشيري أن تكون الكرامة لمسلم صحيح الدين والديانة، ومعنى الإسلام عام فكل نبي سبق على الإسلام وأتباعه مسلمون([46])، وإن لم يكن مسلما فلا يكون الخارق للعادة كرامة؛ لأن ظهور الخارق للعادةِ على يد ولِيّ صالح، وليس كل ما يظهر على يد إنسانٍ من الخوارق تكون كرامةً، فإن لم يكن (عبدًا مسلمًا صالحًا وليًّا) كان الخارق من قبيل السحر، أو الإهانة، أو الاستدراج.

الشرط الخامس: قوله (في معنى تصديقه في حاله) يعني للتأييد بها، والتعريف بفضله، وهو شرط غير ضروري؛ لأنه لا يشترط معرفة ولاية وصلاح من جرت الكرامة له.

الشرط السادس: قوله (ليس للولي مساكنة إلى ‌الكرامة) فيشترط القشيري ألا يركن الولِيّ إلى الكرامة الجارية على يده، أن يعرف أنها كرامة، أو عدم معرفته ذلك.

الشرط السابع: لا يدعي العبد الصالح الولي العصمة، ولا يدعي نبوة؛ لأن (كرامات الأولياء لا تجعلهم معصومين وكرامات الصالحين تدلّ على صحة الدّين الذي جاء به الرسول، لا تدلّ على أنّ الولي معصومٌ)([47]).

المطلب الثالث: ضوابط الكرامة.

أورد بعض العلماء من ‌ضوابط ‌الكرامة في مصنفاتهم([48])، وبالتتبع يمكن الوقوف على ما يلي من ضوابط ذات الكرامة، وهي كما يلي:

الضابط الأول: أن لا تشتمل الكرامة على ترك شيء من الواجبات، أو فعل شيء من المحرمات؛ وذلك لأن الولي إنما نال الكرامة بطاعته وإيمانه؛ فلا يمكن بحال أن تكون تلك الكرامة سببًا لتركه شيئًا مما نالها به، ثم إن المحرَّم خبيث، والله لا يكرم عبده بخبيث، قال ابن الجوزي رحمه الله: (قد لبَّس إبليس على قوم من المتأخرين فوضعوا حكايات في كرامات الأولياء ليشيدوا -بزعمهم- أمر القوم؛ والحق لا يحتاج لتشييد بباطل)([49]).

الضابط الثاني: ألا تشتمل الكرامة على ما عُلِم في الشريعة عدم وقوعه، كأن يرى أو يسمع من يضع عنه الفرائض، أو يسقط التكاليفَ، قال الشاطبي: (أن ‌مخالفة ‌الخوارق ‌للشريعة ‌دليل ‌على ‌بطلانها في نفسها، وذلك أنها قد تكون في ظواهرها كالكرامات وليست كذلك، بل أعمالا من أعمال الشيطان)([50])، ولقد أورد قصصا في هذا المضمار ليدل بها على أن الكرامة لا تكون بإسقاط تطاليف الشرع أو بما يخالف الشريعة.

الضابط الثالث: ألا يستعين بالكرامة على معصية الله تعالى فإن أكملَ الكرامات ما كان معينًا على طاعة الله -تعالى- أما الكرامة والكشف والتأثير، فقال ابن تيمية: (إن الكشف والتأثير إما أن يكون فيه فائدة أو لا يكون فإن لم ‌يكن ‌فيه ‌فائدة؛ ‌كالاطلاع ‌على ‌سيئات ‌العباد، وركوب السباع لغير حاجة والاجتماع بالجن لغير فائدة والمشي على الماء مع إمكان العبور على الجسر؛ فهذا لا منفعة فيه لا في الدنيا ولا في الآخرة وهو بمنزلة العبث واللعب)([51])، فإن الكرامة مهما لطفت، أو دقت لابد أن يكون لها فائدة، ومن ورائها حكمة صالحة مرعية شرعًا، فهي إما أن تعود فائدتها على من جرت على يدِه من عبدٍ صالحٍ، وإما أن تعود فائدتها على من رآها أو علم بها، فإن لم يكن لها فائدة فلا يصح اعتبارها.

الضابط الرابع: ثبوت الكرامة قال الطحاوي: (ونؤمن بما جاء من كراماتهم، وصح عن الثقات من رواياتهم)([52])، وقد يتعسر ذلك كثيرًا بعد انقطاع عصر الرواية، ولقلة من يعتمد عليه في نقل الأخبار في الأعصر المتأخرة.

هذه شروط الكرامة وضوابطها، وهي مرعية لمعرفة حقيقة الكرامة التي إن جرت متوفرة بها هذه الشروط، منضبطة بتلك الضوابط فهي (الكرامة) كأمر خارق للعادة أجراه الله تعالى على يد عبد صالح تقي نقي ولي لله رب العالمين.

المبحث الثاني: ردود أهل السنة على المعتزلة.

المطلب الأول: قول المعتزلة في الكرامة.

بين القاضي عبد الجبار شروط المعجزة واعتبر منها: (والثالث: أن يكون مطابقا لدعواه فأنه لو لم يكن كذلك، وكان بالعكس، لم يكن يتعلق بدعواه، فلا يدل على صدقه،، وفي أصحابنا -أي من المعتزلة- من ذهب إلى أن المعجز إذا لم يكن مطابقًا وكان بالعكس، فإنه يدل على التكذيب وحكي أن مسيلمة لما ادعى بحضرة الناس: إني رسول الله إليكم ومعجزتي أني إذا بزقت في هذا البئر فار ماؤها، والله تعالى أمر حتى غاض ماء ذلك البئر وصار تكذيبًا له، وذلك مما لا أصل له عندنا..)([53]). وفي هذا النقل أمران من الضرورة والأهمية بمكان الإشارة إليهما، وهما كما يلي:

إن قوله (وذلك مما لا أصل له عندنا) حيث ينكر جمهور فرقة المعتزلة الكرامة، فلا يقرون بما أطلقه أهل السنة من خوارق العادات من: (الكرامة أو المعونة أو الإهانة أو الاستدراج)، وهي تكون إما لصالح علم بها أو لم يعلم وهي الكرامة والمعونة، أو تكون (لمدعي النبوة كذبًا فوقع معجز مخالف لدعواه تكذيبًا له)، وهذا وارد في أخبارِ مسيلمة، أو ما من جنسها فيما يسمى بـ(الاستدراج) هو وارد في القرآن الكريم. أو بأن يقع من (المعونة والكرامة) على يد عبد صالح تصديقا لدعوى نبيه كما فيما وقع للسيدة مريم رضي الله عنها.

المطلب الثاني: ردود أهل السنة وأثره الإيماني.

أولًا: ردود أهل السنة:

قال في العقيدة السفارينية:

ومَنْ نَفَاهَا مِن ذَوِي الضَّلَالِ * ‌فَقَدْ ‌أَتَى ‌فِي ‌ذَاكَ ‌بِالْمُحَالِ([54]).

قال الشيخ ابن عثيمين: (من نفاها) من شرطية، ونفى فعل الشرط، وجملة (‌فقد ‌أتى ‌في ‌ذاك ‌بالمحال) جواب الشرط. يعني أن الذي ينفي الكرامات أتى بمحال، أي بشيء محال، وذلك أنه حاول إبطال ما تواترت الأدلة على ثوبته، والمتواتر يفيد العلم اليقيني الذي يستحيل ارتفاعه. وقوله: (من ذوي الضلال) أي من أصحاب الضلال، يشير إلى من رد الكرامات؛ مثل المعتزلة وغيرهم، حيث قالوا: إنه لا يمكن أن نثبت كرامات؛ لأننا لو أثبتنا الكرامات لا تشبه النبيّ بالولِيّ، والولي بالساحرِ([55])، ونجيب على قول المعتزلة بأنه:

أولًا: ليس هناك اشتباه؛ فالولي لا يقول: إنه نبي، ولو قال إنه نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم لم يكن وليًّا؛ لأنه لا يكون عنده إيمان ولا تقوى، فلا يمكن الاشتباه إذًا، قد يكون هذا ممكنًا فيما مضَى من الأمم، لكن في هذه الأمة لا يمكن أبدًا؛ لأن الولي لا يقول إنه نبي.

ثانيًا: كذلك بالنسبة للساحر لا يمكن أن يشتبه بالولِي؛ لأن الولي مؤمن تقي، والساحر كافر شقي فلا يشتبه هذا بِهذا، كذلك فالساحر تأتيه هذه الخوارق بفعلِه هو، حيث يتقرب للشياطين فيساعدونه، ويدعي أن هذه كرامة له([56]). يعني أن كرامة الولي تكون بقدرة الله تعالى، وليست من فعل الولي ولا دعواه.

ثالثًا: ثم الأدلة الكثيرة الموجودة إلى اليوم تثبت وجود كرامات لوجودها إلى يومنا هذا لكن الكرامات بعضها ظاهر وكبير، وبعضها خفي، وعلى كل حالٍ فإن الكرامة موجودة، ويقول شيخ الإسلام في العقيدة الواسطية أنها: موجودة في هذه الأمة إلى يوم القيامة”([57]).

رابعًا: من أدلة وجود الكرامة إلى يوم القيامة: قصة الشاب الذي يعارض الدجال، ويتحداه، وذلك حينما يأتي الدجال ويدعي أنه الرب، ولكن هذا الشاب يعارضه، ويقول له: «أنت الدجال الذي أخبر عنك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقتله، ويجعله شقين ويمر بين شقيه تحقيقاً لموته، ثم يقول له: قم، فيقوم، ولكنه لا يزداد إلا تحدياً، وفي النهاية يعجز الدجال عن أن يقتله»([58])، فهذا كرامة بلا شك.

فهذا الحديث المشار إليه دليل وقوع الكرامة على يد هذا الشاب المسلم التقي الذي يمثل به الدجال بالقتل ليصدقه الناس، ولفظه من حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «..يَقُولُ الدَّجَّالُ: أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلْتُ هَذَا ثُمَّ أَحْيَيْتُهُ هَلْ تَشُكُّونَ فِي الْأَمْرِ؟» فَيَقُولُونَ: لَا، فَيَقْتُلُهُ ثُمَّ يُحْيِيهِ، فَيَقُولُ حِينَ يُحْيِيهِ: «وَاللهِ مَا كُنْتُ قَطُّ أَشَدَّ بَصِيرَةً مِنِّي الْيَوْمَ»، فَيَقُولُ الدَّجَّالُ: «أَقْتُلُهُ فَلَا أُسَلَّطُ عَلَيْهِ»([59])، فالحديث يدل على ثبات هذا الشاب على إيمانه، وأنه لما تكلم بعدما استوى قائمًا لم يقرالدجال على دعواه، وهو يدعي (الألوهية)، وإنما بخلاف مقصوده، فكان هذا من تثبيت الله له على الحق، وليكون كرامة وآية وقعت بقدرة الله تعالى ليثبت الناس على الإيمان الحق .

ثانيًا: أثر إثبات الكرامة في تقرير وتأكيد الإيمان:

إن الكرامة بذلك أمر ممكن عقلا واقع سمعا وبذلك يلوح لكل مكلف عاقل أن طريق معرفة الأنبياء لا تنسد بوقوع الكرامات؛ وذلك لأن العبد الصالح (الولي) هو تابع منقاد للنبيّ الذي ظهرت على يديه المعجزات، بل يقر وكأنه بلسان حاله يقول: معشر الناس هذا نبي الله تعالى فاتبعوه معي.

ومن ناحية أخرى فإنه من الأهمية بمكان الوقوف على أن الكرامة دليل دائم، ومستمر دال على استمرارية قدرة الله تعالى على خرق العادات، وأن لله فضل على عباده المؤمنين لأن الله تعالى ولي الصالحين لقوله تعالى: {إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتابَ وَهُوَ ‌يَتَوَلَّى ‌الصَّالِحِينَ}[الأعراف: 196]، وكذا قوله: {اللَّهُ ‌وَلِيُّ ‌الَّذِينَ ‌آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ}[البقرة: 257]، وأنه ليس على أهل الشك والارتياب إلا أن يتسجيبوا لله تعالى، وللرسول الخاتم إذا دعاهم إلى الإيمان لأن الاستجابة لله ورسوله أمر لازم، فمن أقام منار الدين أقام الله تعال له منار الهدى، حتى يصبح هاديًا مهديًا راشدًا بين الناس.

كما أن وقوع الكرامة ليست من قبيل (تغييب العقل)؛ وذلك لأن للعقل حدًّا محدودًا يقف عنده ولا يتعداه، خصوصًا حينما تسند الكرامة إلى الله تعالى كما أن المعجزة تسند إلى الله تعالى فليس من فعل للنبي، ولا لولي من باب أولى فلابد من مراعاة ذلك. والله أسأل أن يهدي كل ضال وينير طريق كل حائر.

الْـخـاتـمة:

بعد إتمام هذا البحث حول مسألة (الكرامة) بغالب تفاصيلها فقد توصلت إلى نتائج أعرضها ربما يتنفع بها القارئ في مجاله العقدي أو الدعوي، ومن أهمها ما يلي:

أولا: أهم النتائج:

  • الكرامة أمر خارق للعادة يظهره الله على يد صالح عرفها أو لم يعرفها .
  • الكرامة ممكنة عقلًا واقعة سمعًا، وهي محل إجماع أهل السنة والجماعة، كما أنها موجودة إلى يوم القيامة كما صرح شيخ الإسلام.
  • أنكر أهل الاعتزال الكرامة بأعذار واهية تناولها أهل السنة والجماعة بالرد عليها حتى رفعت الشبهة واتضح الإشكال.
  • في ردود أهل السنة والجماعة على إنكار المعتزلة للكرامة أثر في إثبات تقرير قدرة الله تعالى على أنه يفعل ما يشاء ويختار، وتثبيت الإيمان في قلوب أهل الإيمان إلى يوم القيامة.

ثانيا: أهم التوصيات:

  • أوصي الباحثين في مجال العقيدة الوقوف على دفاع علماء أهل السنة عن الكرامة كمصطلح عقدي وردهم على المعتزلة إذ أنكروا الكرامة.
  • أوصي أهل الدعوة والعلم إلى أهمية الوقوف على دوام وقوع الكرامة كدليل واقعي له مظهر ديمومة البرهان على أن قدرة الله باهرة ظاهرة دائمة لأهل الصلاح والتقوى من المسلمين .
  • أوصي الدراسين والباحثين إلى دراسة مسائل العقيدة ونشرها بين الأمة بغية أن يتمسكوا بعقيدة الإيمان فالله تعالى له فضل، وإفضال على هذه الأمة والتذكير بذلك واجب .


المصادر والمراجع

  • أولًا: كتاب الله تعالى.
  • ثانيًا: كتب السنة النبوية المطهرة.
  • المغني في أبواب التوحيد والعدل، للقاضي عبدالجبار الأسد آبادي، (ت: 415هـ) تحقيق: د. محمود محمد قاسم، مراجعة: د. إبراهيم مدكور، إشراف: د. طه حسين، الناشر: الدار المصرية للتأليف والترجمة، سنة: 1958م.. 
  • شرح الأصول الخمسة، للقاضي عبد الجبار بن أحمد، تحقيق: د. عبد الكريم عثمان، الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب، سنة: 2009م.
  • نشر المحاسن الغالية في فضل المشايخ الصوفية أصحاب المقامات العالية، عبد الله بن أسعد بن علي بن سليمان اليافعي (ت: 768هـ) عناية: خليل عمران المنصور، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت، ط/1، سنة:  2000م.
  • تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي، د. محمد أحمد لوح، الناشر: دار ابن القيم، ودار ابن عفان، السعودية، ط/1، سنة: 1422هـ/ 2002م.
  • شرح العقائد النسفية، لسعد الدين التفتازاني الهروي الحنفي الأشعري، (ت: 792هـ) تعليق محمد إلياس الهمة النغري، وتخريج: عبد الله لاجفوري، مراجعة: رشيد أحمد السيلودوي، وثناء الله البالن بوري، الناشر: إدار الصديق دابيل، غجرات، الهند، ط/1 سنة: 2018م .
  • التعريفات، علي بن محمد بن علي الشريف الجرجاني (ت 816هـ)، تحقيق جماعة من العلماء، الناشر: دار الكتب العلمية بيروت، ط/1، سنة: 1983م.
  • الكواكب الدرية في تراجم السادة الصوفية، للشيخ عبد الرؤوف المناوي (ت: 1031هـ)، تصحيح: محمود حسن ربيع الناشر: مطبعة الأنوار بالغورية، مصر، ط/1، سنة: 1938م .
  • بغية الأذكياء في البحث عن كرامات الأولياء، لمحمد محفوظ بن عبدالله الترمسي، الناشر: على نفقة حفيد المؤلف سنة 1428هـ/ 2007م .
  • آراء الصاوي في العقيدة والسلوك، أسماء بنت محمد توفيق بن بركات مُلا حسين، رسالة ماجستير إشراف: د محمود بن محمد بن محمود مزروعة، جامعة أم القرى، كلية الدعوة وأصول الدين، قسم العقيدة، سنة: 2004م، الناشر: مكتبة النافذة، الجيزة، مصر، (دون: ط، ت) .
  • الجامع لأحكام القرآن، لمحمد بن أحمد القرطبي أبوعبدالله، تحقيق: أحمد البردوني، وإبراهيم أطفيش الناشر: دار الكتب المصرية، القاهرة، ط/2، سنة: 1384هـ/ 1964م.
  • الرسالة القشيرية، عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك القشيري (ت 465هـ)، تحقيق: د. عبد الحليم محمود الإمام الأكبر، د. محمود بن الشريف، الناشر: دار المعارف، القاهرة (دون: ط، ت).
  • الموافقات، إبراهيم بن موسى بن محمد الشاطبي أبو إسحاق (ت 790 هـ)، تحقيق: أبو عبيدة مشهور بن حسن آل سلمان، تقديم: بكر بن عبدالله أبوزيد، الناشر: دار ابن عفان، ط/1، سنة: 1997م .
  • الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح، ابن تيمية الحراني الحنبلي الدمشقي (ت 728هـ)، تحقيق: علي بن حسن، وعبد العزيز بن إبراهيم، وحمدان بن محمد، الناشر: دار العاصمة، السعودية، ط/2، سنة: 1419هـ/ 1999م .
  • معجم اللغة العربية المعاصرة، د. أحمد مختار عبد الحميد عمر (ت 1424هـ)، الناشر: عالم الكتب، ط/1، سنة: 1429هـ/ 2008م .
  • الحدود الأنيقة والتعريفات الدقيقة، زكريا بن محمد بن أحمد بن زكريا أبويحيى السنيكي الأنصاري (ت 926هـ)، تحقيق: د. مازن المبارك، الناشر: دار الفكر المعاصر، بيروت، ط/1، سنة: 1411هـ .
  • التوقيف على مهمات التعاريف، محمد عبد الرؤوف المناوي (ت 1031هـ)، الناشر: عالم الكتب، القاهرة، ط/1، سنة: 1990م .
  • المعجم الوسيط، نخبة من اللغويين، الناشر: مجمع اللغة العربية بالقاهرة، ط/2، سنة: 1392هـ/ 1972م
  • معجم اللغة العربية، د. أحمد مختار (3/ 2042)، مادة (لَ.هَـ.م).
  • موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم، محمد بن علي الحنفي التهانوي (ت 1158هـ)، تقديم وإشراف ومراجعة: د. رفيق العجم، تحقيق: د. علي دحروج، نقل النص الفارسي للعربية: د. عبد الله الخالدي، الناشر: مكتبة لبنان ناشرون، بيروت، ط/1، سنة: 1996م .
  • إسعاف الأخيار بما اشتهر ولم يصح من الأحاديث والآثار والقصص والأشعار، محمد بن عبد الله باموسى، الناشر: مكتبة الأسدي، مكة المكرمة، السعودية، ط/1، سنة: 2011م .
  • طبقات الشافعية الكبرى، عبد الوهاب بن تقي الدين السبكي (ت 771هـ)، تحقيق: د. محمود محمد الطناحي د. عبد الفتاح محمد الحلو، الناشر: هجر للطباعة والنشر والتوزيع، ط/2، سنة: 1413هـ
  • التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع، محمد بن أحمد بن عبد الرحمن المَلَطي العسقلاني (ت ٣٧٧هـ)، تحقيق: محمد زاهد بن الحسن الكوثري، الناشر: المكتبة الأزهرية للتراث، مصر، (دون: ط، ت).
  • الملل والنحل، أبوالفتح محمد بن عبد الكريم بن أبى بكر أحمد الشهرستاني (ت ٥٤٨هـ)، الناشر: مؤسسة الحلبي، (دون: ط، ت).
  • الإرشاد إلى قواطع الأدلة، للإمام الجويني، (ت: 478هـ) تحقيق: د. محمد يوسف موسى، د. علي عبدالمنعم عبدالحميد، الناشر: مكتبة الخانجي، بالقاهرة، ط/1 سنة: 1950م .
  • تأويلات أهل السنة، محمد بن محمد بن محمود، أبومنصور الماتريدي (ت 333هـ)، تحقيق: د. مجدي باسلوم، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت، ط/1، سنة: 1426هـ/ 2005م.
  • التيسير في التفسير، عمر بن محمد بن أحمد النسفي الحنفي، أبوحفص (461- 537هـ)، تحقيق: ماهر أديب حبوش، وآخرون، الناشر: دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث، أسطنبول، تركيا، ط/1، سنة: 1440هـ/ 2019م . 
  • النبوات، لشيخ الإسلام ابن تيمية الحراني (ت 728هـ)، تحقيق: عبد العزيز بن صالح الطويان، الناشر: أضواء السلف، الرياض، السعودية، ط/1، سنة: 1420هـ/2000م .
  • مقال بعنوان: (دراسات في الشريعة والعقيدة- كرامات الأولياء بين أهل السنة ومخالفيهم) (2-2)، للأستاذ عبد اللطيف بن محمد الحسن، منشور بمجلة البيان، جمادى الأولى سنة: 1420هـ، سبتمبر سنة: 1999م، (السنة: 14)العدد (141)، (ص16).
  • تلبيس إبليس، جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (ت 597هـ)، الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر، بيرزت، ط/1، سنة: 1421هـ/ 2001م.
  • مجموع الفتاوى،  مجموع الفتاوى، شيخ الإسلام أحمد بن تيمية، جمع وترتيب: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم رحمه الله، وساعده: ابنه محمد وفقه الله، الناشر: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، المدينة المنورة، السعودية، سنة: 1425هـ/ 2004م .
  • شرح العقيدة الطحاوية، صدر الدين محمد بن علاء الدين عليّ بن محمد ابن أبي العز الحنفي، الأذرعي الصالحي الدمشقي (ت 792هـ)، تحقيق: شعيب الأرنؤوط (ت 1438هـ) وعبد الله بن المحسن التركي، الناشر: مؤسسة الرسالة، بيروت، ط/10، سنة: 1417هـ/ 1997م .
  • تخريج أحاديث إحياء علوم الدين، للعِراقي (ت: 806هـ)، وابن السبكى (ت: 771هـ)، والزبيدي (ت: 1205هـ)، استِخرَاج: مَحمُود بن محمد الحدّاد أبوعبداللَّه، الناشر: دار العاصمة للنشر، الرياض، ط/1، سنة: 1408هـ/ 1987م.
  • المحيط في اللغة، كافي الكفاة، إسماعيل بن عباد (ت: 385هـ)، تحقيق: محمد حسن آل ياسين، الناشر: عالم الكتب، بيروت، ط/1، سنة: 1994م.
  • معجم مقاييس اللغة، أحمد بن فارس بن زكريا الرازي أبوالحسين، (ت 395هـ) تحقيق: عبد السلام محمد هارون، الناشر: دار الفكر، بيروت، سنة: 1399هـ/ 1979م.
  • المحكم والمحيط الأعظم، علي بن إسماعيل بن سيده المرسي أبوالحسن (ت: 458هـ)، تحقيق: عبدالحميد هنداوي، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت، ط/1، سنة: 2000م.
  • لسان العرب، محمد بن مكرم بن على ابن منظور أبو الفضل، (ت711هـ)، الناشر: دار صادر بيروت، ط/3، سنة: 1414هـ
  • معجم متن اللغة، أحمد رضا، الناشر: دار مكتبة الحياة، بيروت، سنة: (1377- 1380هـ).
  • تهذيب اللغة، للأزهرري، @@@@@@@
  • سير أعلام النبلاء، للإمام الذهبي،
  • الأعلام للزركلي، (5/ 311).
  • معجم المؤلفين، كحاله، (1/ 83) .
  •  

([1])ينظر: المغني في أبواب التوحيد والعدل، للقاضي عبد الجبار الأسد آبادي، (ت: 415هـ)، عنوان فرعي للجزء هو: (التنبؤات والمعجزات)، تحقيق: د. محمود محمد قاسم، مراجعة: د. إبراهيم مدكور، إشراف: د. طه حسين، الناشر: الدار المصرية للتأليف والترجمة، سنة: 1958م، (فصل في العادات) (15/ 182). 

([2])نشرتها دار التوحيد للنشر والتوزيع، بالمملكة العربية السعودية، ط/1، سنة: 1433هـ/ 2012م.

([3])ينظر: المحيط في اللغة، كافي الكفاة، إسماعيل بن عباد (ت: 385هـ)، تحقيق: محمد حسن آل ياسين، الناشر: عالم الكتب، بيروت، ط/1، سنة: 1994م، (6/ 261-262) مادة كرم.

([4])معجم مقاييس اللغة، أحمد بن فارس بن زكريا الرازي أبوالحسين، (ت 395هـ) تحقيق: عبد السلام محمد هارون، الناشر: دار الفكر، بيروت، سنة: 1399هـ/ 1979م، (5/ 171- 172).

([5])المحكم والمحيط الأعظم، علي بن إسماعيل بن سيده المرسي أبوالحسن (ت: 458هـ)، تحقيق: عبدالحميد هنداوي، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت، ط/1، سنة: 2000م، (7/27) مادة كرم.

([6])لسان العرب، محمد بن مكرم بن على ابن منظور الأنصاري أبوالفضل، (ت711هـ)، الناشر: دار صادر بيروت، ط/3، سنة: 1414هـ، (12/ 511). وينظر: معجم متن اللغة، أحمد رضا، الناشر: دار مكتبة الحياة، بيروت، سنة: (1377- 1380هـ)، (5/ 55- 56) مادة (كرم).

([7])ينظر: تهذيب اللغة، للأزهرري، (10/ 132)، وينظر: لسان العرب، لابن منظور، (12/ 513). ومعجم متن اللغة، لأحمد رضا، (5/ 56).

([8])نشر المحاسن الغالية في فضل المشايخ الصوفية أصحاب المقامات العالية، عبد الله بن أسعد بن علي بن سليمان اليافعي (ت: 768هـ) عناية: خليل عمران المنصور، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت، ط/1، سنة:  2000م، (ص13)، وينظر: تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي، د. محمد أحمد لوح، الناشر: دار ابن القيم، ودار ابن عفان، السعودية، ط/1، سنة: 1422هـ/ 2002م، (2/ 278).

([9])لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية لشرح الدرة المضية في عقد الفرقة المرضية، محمد بن أحمد بن سالم السفاريني الحنبلي أبوالعون، (ت 1188هـ)، الناشر: مؤسسة الخافقين ومكتبتها – دمشق، ط/2، سنة: 1402هـ/ 1982م، (2/ 392) .

([10])التعريفات، علي بن محمد بن علي الشريف الجرجاني (ت 816هـ)، تحقيق جماعة من العلماء، الناشر: دار الكتب العلمية بيروت، ط/1، سنة: 1403هـ/ 1983م، (ص184).

([11])بغية الأذكياء في البحث عن كرامات الأولياء، لمحمد محفوظ بن عبدالله الترمسي، الناشر: على نفقة حفيد المؤلف سنة 1428هـ/ 2007م، (ص7).

([12])تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي، د. محمد أحمد لوح، (2/ 279).

([13])ينظر المرجع السابق، (2/ 278- 288).

([14])آراء الصاوي في العقيدة والسلوك، أسماء بنت محمد توفيق بن بركات مُلا حسين، رسالة ماجستير إشراف: د محمود بن محمد بن محمود مزروعة، جامعة أم القرى، كلية الدعوة وأصول الدين، قسم العقيدة، سنة: 2004م، الناشر: مكتبة النافذة، الجيزة، مصر، (دون: ط، ت)، (ص803).

([15])الجامع لأحكام القرآن، لمحمد بن أحمد القرطبي أبوعبدالله، تحقيق: أحمد البردوني، وإبراهيم أطفيش الناشر: دار الكتب المصرية، القاهرة، ط/2، سنة: 1384هـ/ 1964م (11/ 30).

([16])الرسالة القشيرية، عبد الكريم بن هوازن القشيري (ت 465هـ)، تحقيق: د. عبد الحليم محمود الإمام الأكبر، د. محمود بن الشريف، الناشر: دار المعارف، القاهرة (دون: ط، ت)، (2/ 522).

([17])الموافقات، إبراهيم بن موسى بن محمد الشاطبي أبو إسحاق (ت 790 هـ)، تحقيق: أبو عبيدة مشهور بن حسن آل سلمان، تقديم: بكر بن عبدالله أبوزيد، الناشر: دار ابن عفان، ط/1، سنة: 1997م، (2/ 444).

([18])الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح، ابن تيمية الحراني الحنبلي الدمشقي (ت 728هـ)، تحقيق: علي بن حسن، وعبد العزيز بن إبراهيم، وحمدان بن محمد، الناشر: دار العاصمة، السعودية، ط/2، سنة: 1419هـ/ 1999م، (6/ 496).

([19])معجم مقاييس اللغة، لابن فارس، (5/ 217)، مادة (لَ.هَـ.مَ).

([20])من حديث ابن عباس أخرجه الترمذي في سننه (5/ 419) رقم: «3419» أبواب الدعوات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: (هذا حديث غريب لا نعرفه)، والطبراني، المعجم الكبير، (10/ 283) رقم: «10668». وهو في ضعيف الجامع الصغير وزيادته، (ص169) رقم: «‌‌1194».

([21])معجم اللغة العربية المعاصرة، د. أحمد مختار عبد الحميد عمر (ت 1424هـ)، الناشر: عالم الكتب، ط/1، سنة: 1429هـ/ 2008م، (3/ 2041).

([22])الحدود الأنيقة والتعريفات الدقيقة، زكريا بن محمد بن أحمد بن زكريا أبويحيى السنيكي الأنصاري (ت 926هـ)، تحقيق: د. مازن المبارك، الناشر: دار الفكر المعاصر، بيروت، ط/1، سنة: 1411هـ، (ص68).

([23])التوقيف على مهمات التعاريف، محمد عبد الرؤوف المناوي (ت 1031هـ)، الناشر: عالم الكتب، القاهرة، ط/1، سنة: 1990م، (ص60).

([24])المعجم الوسيط، نخبة من اللغويين، الناشر: مجمع اللغة العربية بالقاهرة، ط/2، سنة: 1392هـ/ 1972م، (2/ 742)، وينظر: معجم اللغة العربية، د. أحمد مختار (3/ 2042)، مادة (لَ.هَـ.م).

([25])ينظر: مقاييس اللغة، لابن فارس، (4/ 495- 486) مادة (ف.ر.س).

([26])موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم، محمد بن علي الحنفي التهانوي (ت 1158هـ)، تقديم وإشراف ومراجعة: د. رفيق العجم، تحقيق: د. علي دحروج، نقل النص الفارسي للعربية: د. عبد الله الخالدي، الناشر: مكتبة لبنان ناشرون، بيروت، ط/1، سنة: 1996م، (2/ 1265).

([27])ينظر: المعجم الوسيط، (2/ 681) ، مادة (ف.ر.س). 

([28])إسعاف الأخيار بما اشتهر ولم يصح من الأحاديث والآثار والقصص والأشعار، محمد بن عبد الله باموسى، الناشر: مكتبة الأسدي، مكة المكرمة، السعودية، ط/1، سنة: 2011م، (1/ 38).

([29])أخرجه الترمذي في سننه (5/ 200) رقم: «3127» أبواب تفسير القرآن باب ومن سورة الحجر، واللفظ له، وأخرجه الطبراني المعجم الأوسط (8/23) رقم: «7843»، ومن حديث أبي أمامة مرفوعا أخرجه الطبراني في المعجم الكبير، (8/102) رقم: «7497». قال الهيثمي: (رواه الطبراني، وإسناده حسن) ينظر: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، (10/ 268).

([30])أبو الحسين الملطي: (ت: 377هـ) هو: محمد بن أحمد بن عبد الرحمن أبو الحسين الملطى الفقيه المقرئ العسقلاني: عالم القراآت. من فقهاء الشافعية: من أهل (ملطية) نزل بعسقلان، وتوفي بها، له تصانيف، منها: (التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع). ينظر: طبقات الشافعية الكبرى، عبد الوهاب بن تقي الدين السبكي (ت 771هـ)، تحقيق: د. محمود محمد الطناحي د. عبد الفتاح محمد الحلو، الناشر: هجر للطباعة والنشر والتوزيع، ط/2، سنة: 1413هـ، (3/ 77)، وسير أعلام النبلاء، للإمام الذهبي، (16/ 355)، والأعلام للزركلي، (5/ 311).

([31])التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع، محمد بن أحمد بن عبد الرحمن المَلَطي العسقلاني (ت ٣٧٧هـ)، تحقيق: محمد زاهد بن الحسن الكوثري، الناشر: المكتبة الأزهرية للتراث، مصر، (دون: ط، ت)، (ص36).

([32])الملل والنحل، أبوالفتح محمد بن عبد الكريم بن أبى بكر أحمد الشهرستاني (ت ٥٤٨هـ)، الناشر: مؤسسة الحلبي، (دون: ط، ت) (1/ 28) .

([33])مقال بعنوان (مراحِلُ نشأةِ فِرقةِ المُعتَزِلةِ) على موقع الدرر السنية على رابط (https://dorar.net) الدخول عليه .

([34])الإرشاد إلى قواطع الأدلة، للإمام الجويني، (ت: 478هـ) تحقيق: د. محمد يوسف موسى، د. علي عبدالمنعم عبدالحميد، الناشر: مكتبة الخانجي، بالقاهرة، ط/1 سنة: 1950م، (ص319).

([35])تأويلات أهل السنة، محمد بن محمد بن محمود، أبومنصور الماتريدي (ت 333هـ)، تحقيق: د. مجدي باسلوم، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت، ط/1، سنة: 1426هـ/ 2005م، (7/148).

([36])التيسير في التفسير، عمر بن محمد بن أحمد النسفي الحنفي، أبوحفص (461- 537هـ)، تحقيق: ماهر أديب حبوش، وآخرون، الناشر: دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث، أسطنبول، تركيا، ط/1، سنة: 1440هـ/ 2019م، (4/ 22). 

([37])أخرجه البخاري في صحيحه (5/12) رقم: «3690» كتاب فضائل الصحابة، باب: ‌‌باب مناقب عمر بن الخطاب أبي حفص القرشي العدوي رضي الله عنه. واللفظ له، ومسلم في صحيحه (4/1857)، رقم: «2388» كتاب فضائل الصحابة، باب: من فضائل أبي بكر الصديق.

([38])أخرجه البخاري في صحيحه (3/ 91) رقم: «2272» كتاب الإجارة باب: من استأجر أجيرا فترك أجره فعمل فيه المستأجر فزاد أو من عمل في مال غيره فاستفضل.

([39])الكواكب الدرية، للشيخ محمد عبد الرؤوف المناوي، (1/ 9).

([40])الرسالة القشيرية، عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك القشيري، (2/ 520)، مرجع سابق.

([41])المرجع السابق، (2/ 522).

([42])المرجع السابق، نفس الصفحة .

([43])الموافقات، إبراهيم بن موسى بن محمد الشاطبي أبو إسحاق، (2/ 444) مرجع سابق.

([44])الخارق: ‌هو كل أمر الخارج عن العادة. وقيل: (‌هو أن يظهر أمر لم يعهد ظهور مثله عن مثله، وهنا ليس كذلك لأنّ كلّ من باشر الأسباب المختصّة به ترتّب ذلك بطريق جري العادة. فترى أنّ شفاء المرضى بالدّعاء خارق وبالأدوية الطبية غير خارق). ينظر: النبوات لابن تيمية، (1/ 217)، وكشاف اصطلاحات الفنون والعلوم، للتهانوي، (1/ 730).

([45])يقاس على ذلك (نطق الطفل للعابد جريج) كرامة لجريج أو (نطق الرضيع لأمه) كرامة للأم للثبات كلٍّ على الصلاح والإيمان والتقوى، كما وردت في السنة النبوية المطهرة. (الباحث).

([46])وعليه يحمل كل كرامة جرت على يد أحد من الأمم السابقة؛ كمريم، وأهل الكهف، ومن عنده علم الكتاب في عهد النبي سليمان بن داود؛ لأنهم كانوا على دين الإسلام. (الباحث).

([47])النبوات، لشيخ الإسلام ابن تيمية الحراني (ت 728هـ)، تحقيق: عبد العزيز بن صالح الطويان، الناشر: أضواء السلف، الرياض، السعودية، ط/1، سنة: 1420هـ/2000م، (1/143).

([48])مقال بعنوان: (دراسات في الشريعة والعقيدة- كرامات الأولياء بين أهل السنة ومخالفيهم) (2-2)، للأستاذ عبد اللطيف بن محمد الحسن، منشور بمجلة البيان، جمادى الأولى سنة: 1420هـ، سبتمبر سنة: 1999م، (السنة: 14)العدد (141)، (ص16).

([49])تلبيس إبليس، جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (ت 597هـ)، الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر، بيرزت، ط/1، سنة: 1421هـ/ 2001م، (ص338).

([50])ينظر: الموافقات، للإمام الشاطبي، (2/ 475- 476).

([51])مجموع الفتاوى،  مجموع الفتاوى، شيخ الإسلام أحمد بن تيمية، جمع وترتيب: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم رحمه الله، وساعده: ابنه محمد وفقه الله، الناشر: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، المدينة المنورة، السعودية، سنة: 1425هـ/ 2004م، (11/ 328).

([52])شرح العقيدة الطحاوية، صدر الدين محمد بن علاء الدين عليّ بن محمد ابن أبي العز الحنفي، الأذرعي الصالحي الدمشقي (ت 792هـ)، تحقيق: شعيب الأرنؤوط (ت 1438هـ) وعبد الله بن المحسن التركي، الناشر: مؤسسة الرسالة، بيروت، ط/10، سنة: 1417هـ/ 1997م، (2/ 745).

([53])شرح الأصول الخمسة، للقاضي عبد الجبار بن أحمد، تحقيق: د. عبد الكريم عثمان، الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب، سنة: 2009م، (ص 568- 571) وينظر كذلك: (ص:585- 588).

([54])شرح العقيدة السفارينية- الدرة المضية في عقد أهل الفرقة المرضية، تحقيق: أشرف بن عبد المقصود أبومحمد، الناشر: مكتبة أضواء السلف، الرياض، ط/1، سنة: 1998م، (ص90).

([55])شرح العقيدة السفارينية، محمد بن صالح بن محمد العثيمين (ت 1421هـ)، الناشر: دار الوطن للنشر، الرياض، ط/1، سنة: 1426هـ، (1/ 650).

([56])المرجع السابق نفسه، (1/ 650- 651).

([57])لفظه (وهي موجودة فيها إلى يوم القيامة). ينظر: العقيدة الواسطية: اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة إلى قيام الساعة أهل السنة والجماعة، أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم بن محمد ابن تيمية الحراني الحنبلي الدمشقي أبوالعباس (ت 728هـ)، تحقيق: أشرف بن عبدالمقصود أبومحمد، الناشر: أضواء السلف، الرياض، ط/2، سنة: 1420هـ/ 1999م، (ص123)، ومجموع الفتاوى، أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحراني الحنبلي أبوالعباس (ت 728هـ)، (3/ 156)، والعقيدة الواسطية: اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة إلى قيام الساعة أهل السنة والجماعة، شيخ الإسلام ابن تيمية، تحقيق: أشرف بن عبد المقصود أبومحمد، الناشر: أضواء السلف، الرياض، ط/2، سنة: 1420هـ/ 1999م، (3/ 156).

([58])أخرجه الإمام البخاري، وسيأتي تفصيل تخريجه ولفظه.

([59])أخرجه البخاري في صحيحه (3/22)، رقم: «1882» كتاب: فضائل المدينة، ‌‌باب: لا يدخل الدجال المدينة، من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعًا إلى النبي قال: «..يَقُولُ الدَّجَّالُ: أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلْتُ هَذَا ثُمَّ أَحْيَيْتُهُ هَلْ تَشُكُّونَ فِي الْأَمْرِ؟» فَيَقُولُونَ: لَا، فَيَقْتُلُهُ ثُمَّ يُحْيِيهِ، فَيَقُولُ حِينَ يُحْيِيهِ: «وَاللهِ مَا كُنْتُ قَطُّ أَشَدَّ بَصِيرَةً مِنِّي الْيَوْمَ»، فَيَقُولُ الدَّجَّالُ: «أَقْتُلُهُ فَلَا أُسَلَّطُ عَلَيْهِ».

رامي عمر الغامدي

ماجستير العقيدة والمذاهب المعاصرة- جامعة نجران.

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتًا
التقيمات المضمنة
عرض كل التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى