العدد الثالث عشرالمجلد الرابع 2021

أثر تطبيق نظم المعلومات الإدارية الحديثة في تحسين الإدارة المدرسية والصفية لدى المدارس الابتدائية بالكويت

الباحثة / عائشة سعد العنزي

ماجستير/ تربية مقارنة وإدارة تعليمية – جمهورية مصر العربية (2017)

تربية/ رياضيات وعلوم – (وزارة التربية- في دولة الكويت)

 2020م -2021م

معرف الوثيقة الرقمي : 2021315

الملخص

     إن لنظم المعلومات أهمية عظمى تكمن في ارتباطها بالتغيرات التكنولوجية والتقنية والاقتصادية في الآونة الأخيرة. ولنظم المعلومات تأثير بالغ في شتى مناحي الحياة ومجالاتها، حيث أثرت نظم المعلومات بالإيجاب لا بالسلب في المجالات الإدارية، وتطورت هذه النظم في العقود الأخيرة بشكل متسارع. ولقد ظهر تأثير نظم المعلومات في المجالات الإدارية من خلال التطبيقات والاستخدامات المتعددة في جميع المستويات الإدارية؛ حيث تُعتبر واحدة من أنجح وأكفأ الطرق التي تواجهها المنظمات والمؤسسات في الآونة الأخيرة. ولقد أتاح التطور التكنولوجي فرصاً عديدة لتحويل المجتمع إلى عالم رقمي شاسع يعتمد على التكنولوجيا. ولقد تم تطبيق نظم المعلومات الإدارية كي يتم تحسين كفاءة الأعمال والمجتمعات، وينبغي علي المديرين تطوير مؤسساتهم للاستفادة من التطورات الرقمية مما يُحتم عليهم معرفة متطلباتهم لتطبيق التكنولوجيا الحديثة ونظم المعلومات في مؤسساتهم، وكذا تتطلب المؤسسات التعليمية والتدريس تبني هذا التطور للحصول على مخرجات علمية هائلة.  وتهدُف الدراسة إلى معرفة نظم المعلومات الإستراتيجية، ومعرفة تطوراتها في الهياكل الإدارية المدرسية ودورها في اتخاذ القرارات الخاصة بالإدارة المدرسية. وكما تهدُف أيضاً تحديد معوّقات نظم المعلومات وتطبيقها في الإدارة، ومعرفة أثرها على اللامركزية في التعليم الكويتي. وكما تحاول أيضاً معرفة تطوير القيادات التربوية وعلاقتها بالأداء المدرسي، وتحديد طرق تطوير الإدارة المدرسية من وجهة نظر نظم المعلومات، وعرض الحلول المقترحة المشكلات التي تواجه المدارس الابتدائية في الكويت. وتعرض الدراسة مقدمة نظرية خاصة بنظم المعلومات وتطبيقاتها الإدارية، وتحديد أهدافها ومبادئها والخصائص المتعلقة بها ووظائفها، ومعرفة التطورات الخاصة بنظم المعلومات في الإدارة المدرسية، وتمييز المعوّقات لنظم المعلومات ووضع الحلول للتغلب عليها.

الكلمات المفتاحية باللغة العربية:

نظم المعلومات، نظم المعلومات الإدارية، الإدارة المدرسية، اللامركزية، تحسين الإدارة.

Abstract

     Information system is of great importance which lies in their association with technological, technical and economic changes in recent times. Information systems have a great influence in various walks of life and their fields, as information systems have affected positively rather than negatively in administrative fields, and these systems have evolved rapidly in recent decades. The influence of information systems has emerged in the administrative fields through the multiple applications and uses at all administrative levels. It is considered one of the most successful and efficient methods that organizations and institutions face in recent times. Technological development has provided many opportunities to transform society into a vast digital world based on technology. Management information system has been applied in order to improve the efficiency of businesses and societies, and managers should develop their organizations to take advantage of digital developments, which makes it imperative for them to know their requirements for the application of modern technology and information system in their institutions, as well as educational and teaching institutions to adopt this development to obtain tremendous scientific outputs. The study aims to know strategic information systems, their developments in school administrative structures and their role in making decisions regarding school administration. It also aims to identify obstacles to information systems and their application in administration, and to know their impact on decentralization in Kuwaiti education. It also tries to know the development of educational leaders and its relationship to school performance, determining methods for developing school administration from the point of view of information systems, and presenting proposed solutions to the problems facing primary schools in Kuwait. The study presents a theoretical background to information systems and their administrative applications, defining their objectives, principles, characteristics and functions related to them, knowing the developments of information systems in school administration, identifying obstacles to information systems and developing solutions to overcome them.

Key Words:

Information system, Management Information System (MIS), School Administration, Decentralization, Management Improvement.

المقدمة

     أصبحت لنظم المعلومات مكانة بارزة في جميع المجالات وخاصة المجالات الإدارية نتيجة للتطورات التكنولوجية والاقتصادية، حيث تطورت نظم المعلومات بشكل سريع. وظهر ذلك من خلال التطبيقات المتعددة في جميع المستويات الإدارية. وتعتبر هذه الأنظمة واحدة من أنجح الطرق التي تواجهها المنظمات اليوم، لأنها تمثل أنشطة متكاملة تهدف إلى الحصول على المعلومات والمعرفة عن طريق التكنولوجيا للمديرين لاتخاذ قرارات مختلفة. تعتبر المعلومات في حد ذاتها ثروة لما لها من أهمية، وأهميتها لا تكمن فقط في عملية صنع القرار، ولكن أيضا في إدارة العمليات، مثل التخطيط وصنع السياسات والرصد وتقييم الأداء. فنجد أن المعلومات هي المصدر الرئيسي للموارد المنظمة وأحد مصادرها وأهم مصادر النجاح. لقد شهدت المنظمات العامة والخاصة تحولا كبيرا في نظم المعلومات ويمثلها استخدام أجهزة الكمبيوتر، بما تشملها من قواعد البيانات وشبكات الاتصال، بالإضافة إلى غيرها من الوسائل التكنولوجية التي ساهمت في وجود نظام معلومات يعتمد بشكل أساسي على استخدام أجهزة الكمبيوتر (Mazen،2017).

     تُتيح التكنولوجيا العديد من الفرص لتحويل الأعمال والمجتمع من خلال الابتكارات الرقمية الناشئة نتيجة التكنولوجيا. حيث يتم تطبيق نظم المعلومات الإدارية لتحسين فعالية الأعمال والبيئة والمجتمع. مما يسمح للمديرين المسؤولين تطوير قدراتهم على الاستفادة من الابتكارات الرقمية في صميم الانتقال إلى عالم مهني رقمي. لذلك ينبغي أن يكون لديهم القدرة على تحديد مستوى احتياجاتهم لتطبيق التكنولوجيا لتلبية حاجة تنظيمية أو مجتمعية غير ملباة سابقاً. وتحتاج بيئة التدريس والتعلم إلى إعدادهم لهذا العالم الغامض والمعقد، إلى جانب انتشار التقنيات الرقمية، والحصول على مخرجات علمية، ومعرفة تأثير الاتجاهات العالمية في الابتكار الرقمي على منهج نظم المعلومات، والمهارات المطلوبة لتطوير المبتكرين الرقميين الأكفاء، وتحسينات الإدارة المدرسية في نظم المعلومات. وأصبح العمل يدور حول الطالب في الإدارة المدرسية وذلك لتوفير كل  المتطلبات التي تساعد الطالب على توجيه نموه العقلي والروحي الذي يؤدي بدوره إلي تحسين أداء الإدارة المدرسية، ومع ذلك وعلى الرغم من التقدم التقني لهذه الأنظمة فإنه لا يزال قبولها ورفضها من قبل المستخدم من أجل استخدامها والاستفادة منها.

مشكلة الدراسة

     في ظل التطورات والتعقيدات التي تشهدها المدارس في الوقت الحالي وكذلك التطورات التكنولوجية المذهلة، حيث جاءت أهمية نظم المعلومات الإدارية في تحسين الإدارة المدرسية، وذلك يرجع إلى ظهور الكثير من المهام، وأيضا حاجة المدرسين لنظم المعلومات بشكل كبير، مما يساعد الإدارة المدرسية بشكل أكبر لسهولة تحسين الإدارة المدرسية، والتي من خلالها يمكن تحقيق الأهداف المنشودة. فتعتبر هذه الدراسة من أهم الخطوات للاتجاه نحو تثبيت ثقافة التقييم الإداري وخلق روح من التنافس البناء والتعرف على الدور الحقيقي للنظام في تحسين الأداء للإدارة المدرسية، والعمل علي توفير الوقت ورفع مستوى الجودة، والحصول علي نتائج أفضل لمخرجات العملية التعليمية.

ومما سبق تتبلور مشكلة الدراسة في: ماهية نظم المعلومات الإدارية الحديثة في تحسين الإدارة المدرسية والصفية لدي المدارس الابتدائية بالكويت ؟

أسئلة الدراسة:

  1. ما مفهوم نظم المعلومات الإدارية؟
  2. كيف  تطورت نظم المعلومات في الهياكل الإدارية المدرسية ؟
  3. ما هو دور نظم المعلومات في اتخاذ القرارات الإدارية المدرسية؟
  4. ما هي معوقات نظم المعلومات الإدارية؟
  5. ما هو تأثير اللامركزية في التعليم الكويتي على استخدام نظم المعلومات؟
  6. ما هو دور القيادات التربوية علي الإدارة المدرسية في ظل نظم المعلومات؟
  7. ما هي طرق تحسين الإدارة المدرسية من منظور نظم المعلومات؟
  8. ما هي الحلول المقترحة للمشاكل التي تواجه المدارس الابتدائية الكويتية؟

رابعا: أهداف الدراسة

     إن لهذه الدراسة عدة أهداف تحاول الوصول إليها، ومن أهمها الأهداف التالية:

  1. التعرف على نظم المعلومات الإستراتيجية.
  2. التعرف على تطورات نظم المعلومات في الهياكل الإدارية المدرسية.
  3. التعرف على دور نظم المعلومات في اتخاذ القرارات الإدارية المدرسية.
  4. التعرف على معوقات نظم المعلومات الإدارية.
  5. التعرف على نظم المعلومات وأثرها على اللامركزية في التعليم الكويتي.
  6. التعرف على تطوير القيادات التربوية وعلاقتها بالأداء المدرسي في ظل نظم المعلومات.
  7. التعرف على طرق تحسين الإدارة المدرسية من منظور نظم المعلومات.
  8. التعرف على الحلول المقترحة للمشاكل التي تواجه المدارس الابتدائية الكويتية.

أهمية الدراسة

     إن لهذه الدراسة أهمية عظمي تكمن في تعزيز وتوثيق طرق الإدارة المدرسية بالنسبة للمديرين والكوادر العليا بشكل ايجابي في مجال الإدارة المدرسية في ظل التطور الكبير الذي شهدته نظم المعلومات الإدارية. والدور الأساسي المساعد في تحسين الأداء بصورة عامة عن طريق فتح آفاق جديدة وتهيئه مناخ خصب يساعد علي الابتكار والإبداع في استحداث الأفكار والخطط الجديدة والبحث في الحقول المعرفية المنصب علي كيفيه تحسين الأداء الإداري للمنظومة التعليمية بصفة عامة وداخل المجال التعليمي بصفه خاصة.

      وتنطوي أهمية وثقل الدراسة في تحسين الإدارة للمديرين في مجال الإدارة المدرسية في ظل نظم المعلومات الإدارية في تحسين أداء الإدارة المدرسية، والعمل على فتح آفاق جديدة للابتكار والإبداع للمديرين، والبحث في حقول المعرفة العلمية حول تحسين أداء الإدارة المدرسية، وأيضا توضيح معايير نجاح نظم المعلومات الإدارية في تحسين أداء الإدارة المدرسية، والعمل على إظهار أثر تطبيق نظم المعلومات الإدارية في الأداء الإداري (حسين محمد،2020).

مصطلحات الدراسة

نظم المعلومات الإدارية

     إن لنظم المعلومات الإدارية تعريفات متعددة واضحة وجلية، حيث يرجع إلى اختلاف نظرة المستفيدين من نظم المعلومات الإدارية، ومن ضمن هذه التعريفات التالي:

  • إن نظم المعلومات الإدارية (MIS) هي تخصص رسمي في تعليم إدارة الأعمال ويقوم بسد الفجوة بين علوم الكمبيوتر وتخصصات الأعمال المعروفة مثل التمويل والتسويق والإدارة .
  • يعتبر نظم المعلومات الإدارية أنه نظام متكامل يتكون من مجموعة من الأنظمة لدعم وظائف الإدارة وكذلك لدعم كافة المستويات الإدارية في اتخاذ قراراتها وإحداث التكامل بين الإنسان والآلة (الحارث،2019).
  • تُعرف نظم المعلومات الإدارية بأنها نوع من أنواع المعلومات المصممة لتزويد الإدارات بالمعلومات اللازمة لتطوير نشاطات المنظمة والمساعدة على اتخاذ القرارات المختلفة(د. الحارث،2019).
  • يُعد نظم المعلومات الإدارية أنه نظام يتكون من مجموعة من الأفراد والأجهزة والمعلومات بغرض التزويد بكل الاحتياجات من المعلومات الدقيقة عن أي نشاط من أجل إنجاز الوظائف الإدارية.
  • ·        تعرف بأنها الأداة التي بواسطتها تتم معالجة البيانات إلكترونيا(أشرف حسنى،2015).
  • إنه مجموعة من العناصر المرتبطة ببعضها والتي تهدف إلي جمع المعلومات حول شيء معين لاتخاذ قرار مناسب، ولذلك فإنه من المهم أن تكون دقيقة وواضحة لأن أي تقصير يؤدي إلى عدم نجاح نظم المعلومات الإدارية(حسين محمد،2020).

     ومما سبق يُعرّف الباحث نظم المعلومات إجرائيا بأنها هي الحل التي تلجأ إليه المنظمات، ويتم اتخاذه من قبل الإدارات معتمدة فيه على تقنيات تكنولوجيا المعلومات وذلك للتكيف مع أو لمواكبة متطلبات العصر سواء داخليا كان أم خارجيا.

مفهوم الإدارة المدرسية

  • تُعتبر الإدارة المدرسية هي الأساس من أجل إتمام أمور أو متطلبات سياسات العملية التعليمية. إنها وسيلة مهمة لتنظيم الجهود الجماعية في المدرسة من أجل تنمية الطالب تنمية شاملة متكاملة متوازنة وفقا لقدراته واستعداداته وظروف البيئة التي يعيش فيها، فقد أصبح حسن الإدارة ومستوى كفاءتها من الخصائص المهمة التي يتميز بها المدارس الحديثة عن المدارس التقليدية (حسين محمد ،2020).
  • تُعرّف بأنها الجهود المُرتبة التي يقوم بها فريق من العاملين في الحقل التعليمي بهدف تحقيق الأهداف التربوية داخل المدرسة تماشيًا مع ما تهدف إليه الدولة من تربية أبنائها تربية سليمة صحيحة(عبد السلام ،2014).
  • تُعد الإدارة المدرسية بأنها نظام وتنظيم وتخطيط وتنسيق، فهي تعتبر مهارة تتصل بميادين مختلفة، حيث أنها مهارات تتصل بالتخطيط وأخرى تتصل بالقيادة وغيرها يتصل بالعلاقات الإنسانية، ومهارة في تنظيم العمل الجماعي، ومهارة تنظيم لأعضاء هيئة التدريس وتحسينه (أشرف حسنى،2015).

مما سبق يري الباحث أن الإدارة المدرسية هي مجموعة من العمليات التربوية المترابطة مع بعضها والتي يقوم علي تنفيذها مجموعة من التربويين المؤهلين، وذلك من أجل  تحقيق الأهداف العملية المنشودة للتوصل إلي اتخاذ قرار سليم، مما يجعلها عنصر مهم في تأدية المهام التربوية وتنفيذ البرامج المدرسية .

الدراسات السابقة

     إن نظم المعلومات لها الأثر البالغ، حيث أنها ترتبط بالتغيرات والتطورات في مجال التكنولوجية وخاصة تكنولوجيا المعلومات. ولقد تداخلت نظم المعلومات مع مجالات شتّى، حيث ظهر تأثير نظم المعلومات في المجالات الإدارية. ولقد تم استخدام نظم المعلومات في جميع المستويات الإدارية، حيث ساهمت في مجال تنظيم العمل وإدارة الوقت والمساعدة في اتخاذ القرارات الإدارية السليمة. ولقد تناولت أبحاث ودراسات عدة موضوع نظم المعلومات، ولكن من اتجاهات مختلفة أو مناحٍ متعددة. ووردت الدراسات السابقة في مجال نظم المعلومات ونظم المعلومات الإدارية في العديد من الدراسات العربية ومختلف الدراسات الأجنبية وهذا ما سنعرضه في الفقرات القادمة.  

-الدراسات السابقة العربية:

     دراسة (زين الدين ،2020): تناولت الدراسة تطوير أداء القيادات المدرسية في ضوء الخطة الاستراتيجية2014 /2030،وهدفت الدراسة إلي تعرف الإطار الفكري والمفاهيم للخطة الإستراتيجية للتعليم قبل الجامعي ، والي وضع تصور مقترح لتطوير الأداء الإداري في ضوء الخطة الإستراتيجية للتعليم قبل الجامعي ،وتوصلت الدراسة إلي أهمية الحلقة الأولي من التعليم الأساسي وهي المرحلة الابتدائية واحتلالها مكانة خاصة في منظومة التعليم واعتبارها ركيزة أساسية ،التطوير الإداري يساهم في تنمية عملية اتخاذ القرارات الإدارية مما يتيح للقيادات المدرسية فرصة الاختيار الأفضل للبدائل وتقليل المخاطرة وعدم التأكد.

     دراسة (القحطاني ،2020): تناولت الدراسة تنمية الإبداع الإداري لمديري المدارس الثانوية بالمملكة العربية السعودية في ضوء الاتجاهات الإدارية المعاصرة، هدفت الدراسة إلي التعرف على الأطر النظرية للإبداع الإداري والوقوف على أهم الاتجاهات الإدارية المعاصرة لتنمية الإبداع الإداري، والكشف عن واقع مديري المدارس للإبداع الإداري بالمملكة العربية السعودية، وتوصلت  الدراسة إلي أن إدارة الجودة الشاملة هي كفاءة المدرسة وقدرته على تحسين المنتج التعليمي وتطويره من خلال الاستراتيجيات والمفاهيم والأدوات التي يتمكن من تطويعها في إدارته للمدرسة والتي يستخدمها في إدارة الطلاب والتعامل معهم سعيا لتحسين العملية التعليمية وتطويرها .

     دراسة (مبارك رجا ،2015): تناولت الدراسة إدارة البيئة الصفية في التعليم الثانوي بدولة الكويت، وهدفت الدراسة إلى التعرف على واقع إدارة الإدارة الصفية في الفكر التربوي المعاصر، ودراسة أبعاد بيئات التعلم الرقمية في التعليم بالكويت في ضوء مجتمع المعرفة، وتوضيح ملامح التصور المقترح لتطوير إدارة البيئة الصفية في التعليم بالكويت، وتوصلت الدراسة إلى وجود كثير من أوجه القصور في أبعاد ومحاور الإدارة الصفية ووجود كثير من المشكلات التي تواجه المعلمين والمديرين.

     دراسة (شافي عوض ،2015):  تناولت الدراسة تطوير أداء قيادات الإدارة الوسطي بوزارة التربية بالكويت   وهدفت الدراسة إلي التعرف على واقع الإدارية الوسطي في الفكر التربوي المعاصر ، ومعرفة أبعاد الأداء الإداري للقيادات الوسطي بوزارة التربية بدولة الكويت، ودراسة فلسفة ونظريات بعض المداخل الإدارية الحديثة المستخدمة في تطوير الأداء الإداري ،ووضع تصور مقترح لتطوير الأداء الإداري لقيادات الإدارة في ضوء مداخل الإدارة الحديثة، وتوصلت الدراسة إلي ضعف القدرة على الاتصال والتفاعل مع الآخرين وقله القدرة على أداء العاملين في كثير من المجالات المختلفة في الإدارة، وقله التخطيط لاستثمار الوقت في الإدارة بصورة مرنة، وضعف تنمية ثقافة الجودة لدي جميع المعلمين في المؤسسة التعليمة.

-الدراسات السابقة الأجنبية:

-دراسة (كريم، 2008): تحاول الدراسة إظهار مفهوم نظم المعلومات الإدارية (MIS)، حيث أنها العامل الرئيسي لتسهيل وتحقيق كفاءة صنع القرار في المنظمة. ويحاول هذا البحث استكشاف مدى تنفيذ أنظمة المعلومات الإدارية لاتخاذ قرارات ناجحة في مؤسستين ماليتين مختارتين. وقام هذا البحث بفحص ما إذا كانت المؤسسات المالية المختارة في البحرين تختلف فيما يتعلق باستخدام قيادة نظم المعلومات الإدارية في صنع القرار لأغراض التخطيط الاستراتيجي والتكتيكي. ولقد قام البحث بتبني/ باستخدام تصميم البحث الكمي لفحص فرضيتين للبحث، حيث تم توزيع ما مجموعه 190 نموذجًا بالتساوي على أولئك الذين يعملون في مستويات إدارية مختلفة في المنظمات المختارة. ولقد أظهرت نتائج البحث أن نظم المعلومات الإدارية كانت تُستخدم في المقام الأول لتعزيز التخطيط الاستراتيجي في كلا المؤسستين الماليتين. ولقد قام البحث بكشف تحليل الانحدار حيث بين أن التخطيط التكتيكي لم يكن له أي تأثير على اتخاذ القرار، في حين أن التخطيط الاستراتيجي له تأثير واضح على فعالية صنع القرار في كلا المنظمتين.

-دراسة (بريتر ولايت، 2006): لقد قام هذا البحث بمحاولة معرفة دور التشريعات الوطنية التي زادت من دور اختبار المساءلة، وخلقت ضغوطًا لاستخدام بيانات الاختبار، جنبًا إلى جنب مع البيانات الأخرى، لاتخاذ القرارات الخاصة بالعملية التعليمية. وأوضحت هذه الدراسة مدى ارتباط هذا الدفع لاتخاذ القرار القائم على البيانات والمعلومات، وهو الاهتمام المتزايد بنظم المعلومات الإدارية (MIS) في التعليم. وقامت الدراسة بالاعتماد على مجموعة كبيرة من الأعمال التجارية والبحوث التنظيمية حول نظم المعلومات الإدارية MIS ودراسة حالة تعليمية حديثة في مدينة نيويورك لتقديم إطار عمل نظري لوصف العملية من نظم المعلومات إلى اتخاذ القرار في المدارس. وكشفت الدراسة كيفية استخدام المدارس لنظم المعلومات القائمة على إمكانات التقنيات الجديدة وطرق التحليل الجديدة لتلبية احتياجات المعلومات للمعلمين عبر مستويات مختلفة من النظام.

– دراسة (أبو سماحة وشيشاكلي، 2008): تقدم هذه الدراسة تقييماً لاستخدام أنظمة المعلومات المدرسية (SIS) في المدارس الابتدائية بدولة الإمارات العربية المتحدة (UAE) من خلال تبني نهج وصفي شامل يتضمن شرح ودراسة وتحليل الوضع الفني الحالي لنظام معلومات المدارس. وحتي تقوم الدراسة بذلك، لقد استخدم الباحثون سلسلة من دراسات الحالة (تحليل الوثائق والاستبيانات والمقابلات) لعدد من المدارس الابتدائية التي تمثل المناطق التعليمية في دولة الإمارات العربية المتحدة لاكتساب فهم لمستوى استخدام نظم المعلومات الجغرافية. وبحسب نتائج البحث، قامت غالبية المدارس الابتدائية بحوسبة أنشطتها الإدارية على مستويات مختلفة من خلال النظام المقترح من وزارة التربية والتعليم أو الأنظمة المشتراة بشكل فردي. وأوضحت الدراسة أن غالبية المدارس باستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، في مرحلاتها الأولية، حيث أنها تُعتبر الاستراتيجية المعتمدة/ المستخدمة من قبل حكومة الإمارات العربية المتحدة لتسريع الاستخدام الفعال لإدارة التعليم وتقنيات التشغيل الآلي في المؤسسات التعليمية ووزارة التربية والتعليم نفسها.

-دراسة (دمير، 2006): يقوم هذا البحث بدراسة تأثير التطورات في تكنولوجيا المعلومات على المؤسسات التعليمية، حيث يقوم مديرو المدارس باستخدام أنظمة المعلومات الإدارية لتحسين كفاءة الخدمات الإدارية. وتهدف هذه الدراسة إلى استكشاف تصورات مديري المدارس حول نظم المعلومات الإدارية وكيفية استخدام نظم المعلومات في إدارة المدارس في المدارس الابتدائية خاصة. ولقد شارك في هذه الدراسة 98 مدير مدرسة ابتدائية في مدينة أدرنة. وقامت الدراسة  بجمع البيانات باستخدام استبيان من خمسة أجزاء، حيث جمع الجزء الأول من الاستبيان معلومات ديموغرافية عن المستجيبين؛ وكان للآخرين تصريحات حول نظم معلومات إدارة المدرسة. ولقد تم تحليل البيانات باستخدام التردد والنسبة المئوية والمتوسط والانحراف المعياري. ولقد أشارت النتائج إلى أنه على الرغم من عدم كفاية البنى التحتية التكنولوجية للمدارس الابتدائية، فإن أنظمة معلومات إدارة المدرسة لها مساهمة مهمة في إدارة المدرسة.

-دراسة (شاه، 2013): تقوم هذه الدراسة بعرض الغرض الرئيسي من نظم المعلومات الإدارية (MIS) واستخدامها في تحسين كفاءة أنشطة مكتب المدرسة، واستخدام نظم المعلومات لتخزين بيانات الطلاب والموظفين، ولقد كان الاهتمام الأكبر هو التركيز على إدخال البيانات ومقارنتها، وليس على نقل البيانات أو تحليلها. وأبرزت الدراسة الأثر الإيجابي لنظم المعلومات الإدارية على إدارة المدرسة وإدارتها، بما في ذلك إمكانية الوصول إلى المعلومات بشكل أفضل، وأوضحت الدراسة أثر نظم المعلومات الإدارية مما يؤدي إلى إظهار الإدارة الأكثر كفاءة، وزيادة استخدام موارد المدرسة، وتقليل عبء العمل، وإدارة الوقت بشكل أفضل، وتحسين جودة التقارير. وبيّنت الدراسة عدد من مثبطات/ معوّقات استخدام نظم المعلومات الإدارية MIS؛ ومن أهم هذه العوامل: قلة الوقت، ونقص الثقة أو المهارات، ونقص التدريب، ونقص دعم الإدارة العليا، ونقص الدعم الفني. وأوضحت نتائج الدراسة إمكانية توفير نظم المعلومات الإدارية MIS للمسؤولين والمدرسين المعلومات المطلوبة للتخطيط المستنير وصنع السياسات والتقييم، حيث غيرت نظم المعلومات الإدارية إدارة المدرسة في مجالات القيادة واتخاذ القرار وعبء العمل وإدارة الموارد البشرية والتواصل والمسؤولية والتخطيط، وإمكانية أن تساعد هذه الأنظمة مدير المدرسة في تحديد أهداف المدرسة، وصياغة الخطط الاستراتيجية، وتوزيع الموارد، وتقييم أداء الموظفين بالإضافة إلى النجاح التنظيمي.

     ومما سبق يتبين لنا مدى أهمية نظم المعلومات وتطبيقاتها في المجالات الإدارية، وبشكل خاص في المدارس والتعليم. ولقد أسهمت نظم المعلومات الإدارية في تيسير أعمال مديري المدارس الذين يستخدمون نظم المعلومات في الإدارة المدرسية. وساعدت نظم المعلومات الإدارية المديرين في اتخاذ القرارات الخاصة بشئون الإدارة المدرسية، وإدارة الموارد البشرية، وتقييم أداء الموظفين والطلاب، مما ادى إلى تحسين وتطوير المدارس وشئون التعليم وجعل الإدارات المدرسية القائمة على أساس نظم المعلومات الإدارية ذو كفاءة أكثر ولها فعالية أفضل.

المبحث الأول: تطبيقات نظم المعلومات الإدارية

 نظم المعلومات الإدارية

     في ظل ما يشهده العالم من تطور وازدهار في كافة مناحي الحياة، سواء في الجوانب الاقتصادية أو السياسية وكثيرًا علي الصعيد التكنولوجي، يجب علينا الاهتمام بما أحدثته العولمة والتقدم في مجال نظم المعلومات. مما نتج عن ارتباط نظم المعلومات بكافة المجالات الحياتية، حيث أن عملية اتخاذ القرارات أصبحت متصلة بشكل كبير، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، بالبيانات والمعلومات. إن نظم المعلومات تُتيح طرق لتعيين قواعد لإدارة أي عمل، حيث أصبحت ركن أساسي كي تنجح أي إدارة مؤسسية. إن نظم المعلومات ومكوناتها الأساسية يجب أن تكون دقيقة وصحيحة حتي تُنتج التأثير المرجو بشأن اتخاذ القرار، ويجب أيضاً الاعتماد علي مجموعة من البرامج والأساليب المتطورة التي يتبناها متخذي القرارات، حيث ينبغي أن تكون متوفرة ومتيسرة حتي تكون قادرة علي تعزيز وظائف الإدارة علي الصعيد الإداري داخل المؤسسة (فروانة،2015).

أهداف نظم المعلومات الإدارية:

     إن الهدف من نظم المعلومات الإدارية هو العمل علي إمداد مستخدميه بالمعلومات اللازمة لاتخاذ القرارات السليمة، كما أنه يعمل علي تحديد دور كل فرد في المؤسسة مما يساهم في إعطاء كل فرد المسئولية الملائمة حسب الدور الذي يقوم به. وكذلك تُسهم في إمدادهم بكافة العناصر المناسبة للرقابة وقياس الأداء، وكما تحاول إكساب العمل مرونة وانسيابية من خلال التنسيق والتفاهم بين النظم الفرعية. وتهدف نظم المعلومات الإدارية إلي توفير المعلومات المناسبة بالشكل الجلي الصريح حتي تجعل عملية اتخاذ القرار سهلة وبسيطة، كما تحاول خفض المشكلات والمعوقات والتخلص من كل المشكلات الموجودة في ظل النظم القديمة والتقليدية (فروانة،2015).

مبادئ وخصائص نظم المعلومات الإدارية:            

     إن لنظم المعلومات الإدارية عدة مبادئ وقواعد لا بد من توافرها لتحقيق الأهداف المرجوة. ومن أهم المبادئ اللازم توافرها هو مبدأ الخدمة، حيث يقوم هذا المبدأ بتقديم الكفاءة العليا القائمة علي تقديم وتزويد الخدمات السليمة والصحيحة للمستفيدين. علاوة علي ذلك، هناك مبدأ آخر يُسمي مبدأ التوقيت الذي يُسهم في تأهيل النظام لعرض المعلومات للمستفيدين في الوقت المناسب والملائم. بالإضافة إلي هذين المبدأين يُوجد مبدأ آخر وهو مبدأ التوحيد حيث يخلق ويُنتج سهولة ويُسر في عملية تداول المعلومات وتنفيذ طرق موحدة لقياس مدي معالجة البيانات وارتباطها مع أجزاء النظام وبين الأنظمة الأخري. وأخيرًا وليس آخرًا المبدأ الأخير هو مبدأ التطوير حيث يُعد من أهم مبادئ نظم المعلومات الإدارية، حيث لا يستمر العمل وتنفيذ العمليات اللازمة دون وجود تطوير فهو البناء اللازم لمحافظة واستمرار الكفاءة لتحسين وتطوير طرق المعالجة المختلفة والعمل علي تنفيذ واستغلال المبادئ الثلاث الأولي من أجل العمل الأفضل علي الإطلاق.

وظائف نظم المعلومات الإدارية:

     إن لنظم المعلومات الإدارية عدة وظائف، حيث تقوم بالمساعدة والمساهمة في:

  • الحصول على مجموعة من البيانات من عدة مصادر.
  • التأكد من دقة البيانات ومدي صحتها.
  • تنظيم البيانات من خلال الفرز والتبويب والترميز.
  • تخرين البيانات بصورة سليمة لسهولة الوصول لها عند الحاجة إليها.
  • استرجاع المعلومات إلى المستفيد بالصورة التي تسهل عليه استخدامها سواء في هيئة تقارير أو جداول أو رسومات بيانية.

 تطورات نظم المعلومات في الهياكل الإدارية المدرسية

     إن نظم المعلومات الإدارية في الآونة الأخيرة تشهد الكثير من التغيرات والتطورات التي تحدث بشكل سريع، خصوصًا في العقدين الأخيرين، مما يؤدي إلي ظهور تطبيقات وتنفيذات مستحدثة في مجال نظم المعلومات الإدارية ونظم الحاسوب لمواكبة ومجاراة التطورات السريعة ومتطلبات العصر في مجال التكنولوجيا للمساهمة ولتيسير عمليات تنفيذ المجالات الأخرى في شتى مناحي الحياة. ولقد أسهمت التطورات الأخيرة في مجال نظم المعلومات بالتأثير، سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة، علي طرق ووسائل إدارة المنظمات المختلفة وإعادة هيكلة وتحديث البيانات الخاصة بتنظيم العمل داخل هذه المؤسسات أو المنظمات، مما يؤدي إلي استفادة الهياكل الإدارية من المنتجات والمعلومات والبيانات المخرجة، سواء في التدريب أو التطوير أو إعادة تنظيم وتهيئة العمل بما يناسب أو يتماشى مع التطور السريع الغير مشهود في مجال التكنولوجيا. ولقد شارك هذا التطور الغير مسبوق في مجال التكنولوجيا في عملية تحسين الإنتاج والتطوير وزيادة الجودة مما يؤدي إلي دمج التكنولوجيا المتطورة مع العملية الإدارية في التنظيم والتخطيط، علاوة علي ذلك المساهمة في تمكين الموارد المتاحة لدى المنظمات الإدارية عن طرق جمعها وضمها لقواعد البيانات ونظم المعلومات، والذي بدوره يقوم بتحقيق المزايا التنافسية الإستراتيجية (فهد، 2010).

     إن لنظم المعلومات الإدارية وقواعد إدارة البيانات بناء خاص يساهم بشكل كبير في عملية اتخاذ القرارات في النظام الإداري وتقويتها بإمدادها بالمعلومات الصحيحة بواسطة توفير الدعم التقني، مما يضمن تحقيق النتيجة المرجوة من هذا القرار. وهناك دور هام لنظم المعلومات الإدارية في تطوير أداء الهياكل الإدارية، من خلال نظام المعلومات الإداري الذي يُسهم في زيادة الإدراك لدى الإدارة العليا مما يجعل انعكاسها إيجابيًا علي التطوير للأداء الإداري، كما ينبغي علي الإدارة العليا توفير وتزويد اللازمة كي يتم استخدامها سواء من الناحية المادية أو الفنية. إن وجود نظم المعلومات الإدارية يُساهم ويُشارك في تيسير عملية الاتصالات ونقل المعلومات بين الإدارات المختلفة. وكما ينبغي أيضاً بناء وتأسيس النظام علي أسس علمية صحيحة والاستعانة بنظم المعلومات الإدارية في عملية صنع القرار ( القحطاني، 2020).

     إن عملية تطوير نظم المعلومات الإدارية هدف واضح، حيث يُسهم في تحديد المشكلات بشكل جلي وواضح عن طريق استشعار نشأة المشكلة ومن ثم الاعتراف بها، وينبغي وضع وتحديد حلول بطريقة سليمة قادرة علي اتخاذ القرارات المناسبة. إن تطوير نظم المعلومات يتم تقسيمها إلي خمس مراحل أساسية تُسهم في سهولة الوصول إلي القرار الصائب لصالح المنظمة المُراد تبني نظم المعلومات في إدارتها. ومن بين هذه المراحل هنالك مرحلة تُدعي بمرحلة دراسة الجدوى والتي بواسطتها يمكن الشعور بالمشكلة منذ الوهلة الأولي، ومن ثم العمل علي إيجاد النظام الملائم لحلها والتغلب عليها، أو إيجاد الفرصة التي يُمكن استغلالها للتغلب علي هذه المشكلة. وهناك مرحلة تُسمى مرحلة التحليل التي تساعد في تجزئة النظام إلي أجزاء فرعية للوصول إلي النتائج ومعرفتها وإدراك النتيجة النهائية المرجوة من هذه العملية.

     ومن ثم يأتي دور مرحلة التصميم التي تُسهم في تحديد ومعرفة البيانات اللازمة والضرورية في النظام الجديد، حيث ينبغي إعداد وتصميم نظام تفصيلي لصالح المنظمة والذي يقوم به شخص مبدع ومفكر ذو تفكير إبداعي مؤثر. ثم يحين دور مرحلة التنفيذ والتي من خلالها يتم وضع خطة محكمة فعّالة لتنفيذ وتطبيق النظام الجديد، بجانب اختبار كافة المعلومات والبيانات تبعًا للإستراتيجيات المتاحة. ثم تأتي المرحلة الأخيرة وهي تُسمى مرحلة الاستخدام والتي من خلالها يتم تشغيل وتفعيل النظام الجديد، كي يتم الاستفادة منه من أجل تحقيق وتلبية الأهداف المصمم من أجلها.

دور نظم المعلومات في اتخاذ القرارات الإدارية

     إن أي مؤسسة تقوم بالاعتماد علي المعلومات بشكل أساسي في عملية اتخاذ القرارات المناسبة، حيث تُساهم نظم المعلومات بشكل كبير في هذه العملية. وهذه المعلومات لا بد أن تتوفر بشكل منسق ومنمق، حيث أن هذه المعلومات والبيانات بدون تنظيم لا تكفي، مما يجعل عملية الحصول وجمع المعلومات سهلة ميسرة. إن نظم المعلومات هي أداة سهلة مهمة وأساسية كي تقوم بجمع واستخلاص المعلومات من عدة مصادر مختلفة، ومعالجة هذه البيانات، ومن ثم عرض وتقديم هذه المعلومات بشكل بسيط وذو نسق مميز حتي يسهل العملية لصانعي القرارات، وبالتالي يُسهل عملية اتخاذ قرارات واقعية سليمة لها القدرة علي النهوض بشأن المؤسسة (مدفوني، 2016).

     ونجد أن نظام المعلومات الفعال والمؤثر هو الذي يقوم مستندًا علي أساس استرداد المعلومات واستخلاصها من مصادر مختلفة، ومن ثم العمل علي عرض وتقديم هذه المعلومات بشكل سليم لصانعي القرارات. وهذا يجعلنا نستدل على قدرة هذا النظام على توفير بناء وقاعدة أساسية لاتخاذ القرار المناسب. حيث أن حلقة نظم المعلومات الإدارية تعتبر الخيط الأساسي لتحديد المدخلات كافة من المعلومات الأساسية، سواء من جهات خارجية أو من جهات داخلية، والتي تقوم بدورها في تحليل وتقييم المدخلات على المدى البعيد. وهذا يهدف إلى الحصول على المخرجات الناتجة من المعلومات التي تم تهيئتها وإعدادها، ومن ثم يتم تحويلها وعرضها على متخذي القرارات ضمن قاعدة معلومات عالية ذو مصداقية وأسس سليمة صحيحة. وأخيراً يُمكننا القول أن المعلومات وحدها لا تكفي لعملية اتخاذ القرارات، ولكن ينبغي أن تتوفر نظم قادرة على التكيف مع جمع المعلومات ومن ثم ترتيبها وتحليلها وتفسيرها ووضعها في صورة كمية سهلة واضحة وجلية ثم عرضها علي متخذي القرارات كي تُساعده في اتخاذ القرار المناسب (زين العابدين، 2020).

 معوقات نظم المعلومات الإدارية

     من المعروف عند تطبيق وتفعيل أي نظام يحدث الكثير من المشكلات والتي تُعرف بمعوّقات نجاح نظم المعلومات الإدارية. ومن أهم أسباب أو معوقات نجاح هذه النظم في تعزيز ودعم عمليات اتخاذ القرارات هي تعدد المستويات الإدارية داخل التنظيم الواحد، والذي يقوم بزيادة وكثرة الفواصل والفوارق بين المستويات مما يؤدي إلي صعوبة إحكام عملية التوجيه، والذي يُنتج صعوبة في وصول المعلومات إلى مراكز أو أصحاب اتخاذ القرارات بشكل مناسب وفي الوقت المحدد. وهناك عائق آخر يعرقل نجاح نظم المعلومات وهو عدم توافر البيانات المناسبة التي سيُبنى عليها عملية اتخاذ القرار، حيث يتوقف عليها مدى صحة وسلامة ومدى كفاءة القرار الإداري المُتخذ. ومن المعوقات الأخرى كثرة القوانين والقواعد والتعليمات التي يتم توجيهها من قبل جهات مختلفة في الإدارة حيث يؤدي إلي طول المدة الزمنية اللازمة لتوفير المعلومات والبيانات المطلوبة لصانعي القرارات وعرضها وتقديمها بصورة غير دقيقة. ويُعتبر تعقد الإجراءات الإدارية عائق آخر في طريق نجاح نظم المعلومات الإدارية والذي بدوره يؤدي إلي فرض قيود على متخذي القرارات ويقضي علي روح الابتكار مما يؤدي إلي صعوبة في اتخاذ القرارات السليمة. ويُعتبر عدم الاعتماد على كم كبير من المعلومات والبيانات أحد المعوّقات التي لن تحقق نجاح نظم المعلومات الإدارية، حيث أصبحت المعلومات أهم الموارد السليمة التي تؤثر بشكل كبير في تطور القرارات الإدارية. إن نظم المعلومات يُعتبر من أهم المنجزات التي استُحدثت في مجال العمل الإداري حتي يكون قادر علي خلق استراتيجية فعالة وناجحة للمؤسسة (كوسة، 2017).

المبحث الثاني: أثر تفاعل نظم المعلومات لتحسين الإدارة المدرسية

     إن الإدارة المدرسية تُعد من أهم الوسائل لتنظيم الجهود الجماعية في المدارس، وذلك من أجل تنمية وتطوير الطالب وفقًا لقدراته واستعداداته وظروف البيئة المحيطة التي يعيش فيها. وكذا يحتاج المدرس إلي الإدارة الفعالة لتسيير أموره، وكما تحتاج المدرسة إلي طريقة لتسهيل الأمور التعليمية. ومن هنا نجد ان من الخصائص المهمة التي تميز المدارس الحديثة عن المدارس التقليدية هو حسن الإدارة ومدي كفاءتها في عملية اتخاذ القرارات. وينبغي علي الإدارة أن تقوم بتوفير الظروف الملائمة والمناسبة، والتي تساعد الطلاب علي النمو العقلي، وليس فقط في المحافظة علي النظام داخل المدرسة ومنا إلي تحسين وتطوير العملية التربوية داخل المدرسة.

أهداف الإدارة المدرسية في ظل نظم المعلومات

     إن الإدارة المدرسية تكمن أهميتها في مدى قدرتها على تنفيذ العمليات الإدارية، حيث ينبغي عليها توجيه المعلمين كي يتمكنوا من القيام بالأعمال الخاصة بهم في أفضل صورة وتحقيق الأهداف المرجوة في العملية الإنتاجية. ولكي نضمن سلامة وجودة الإدارة لا بد من ضمان البيانات المستخدمة بالشكل المناسب الذي يطغى علي الأنشطة الإدارية الموجودة داخل المدرسة. إن أهداف الإدارة المدرسية تغيرت في ظل نظم المعلومات، بل وأصبحت عملية تهدف إلى توفير الظروف والإمكانيات التي تُساعد المدرسة على تحقيق أهدافها التربوية والاجتماعية. ولم تقتصر فقط على الأعكال الروتينية في تسيير شئونها حيث تقوم الإدارة المدرسية بدور حيوي لنشر تكنولوجيا نظم المعلومات في مجتمع المدارس. ونجد أن عملية تطوير نظم الإدارة ومدى قدرتها على مواكبة التطور الغير مشهود في مجال التكنولوجيا، حيث تقوم إدارة المدارس بدور هائل في دمج نظم المعلومات في التعليم وذلك لوجود قاعدة بيانات واسعة والتي من خلالها يمكن أن تُساهم في نجاح تلك العملية (خالد، 2016).

     ونستنتج من ذلك أن تغير النظرة إلي الإدارة المدرسية والأهداف التي تسعى إلي تحقيقها، بدايةً من تطبيق النظام بما يشمله من قرارات وتعليمات لضمان سير العملية التعليمية إلي الصورة الجديدة، والذي يدور حول فكرة أن الطالب يعتبر هو محور العملية التعليمية. ولذا نجد أن المدرسة تعمل على توفير كل الإمكانيات اللازمة من أجل توافر المناخ المناسب والملائم وتوفير بيئة دراسية تُساهم في مساعدة الطلاب في تزويدهم بالعلم والثقافات التي تنعكس بصورة أو بأخرى علي المجتمع (فروانة، 2015).

 نظم المعلومات وأثرها على اللامركزية في التعليم الكويتي

     إن اللامركزية في حد ذاتها تقوم  بتوزيع الوظيفة الإدارية بين الإدارة العليا وبقية الإدارات والأقسام، أي أنها تعتمد على تفويض السلطات، خاصة في المنظمات كبيرة الحجم إلي الوحدات أو الوظائف الأدنى. ومن هنا تبرز أهمية نظم المعلومات ومدي تأثيرها في معالجة وتخزين وتوزيع المعلومات والبيانات ودعم التنظيم والتحليل وبناء تصورات حالية ومستقبلية للوضع القائم، بما يؤثر على اللامركزية في إجراء التعديلات في الهيكل التنظيمي في تخفيف الأعباء الإدارية، حيث تعمل على الموارد والإمكانات كالأفراد المؤهلين والمدرسين لكي يتم تحديد المطلوب من تفعيل الاستفادة من هذه الموارد. وتساعد نظم المعلومات في ظهور نتائج ايجابية تخص النظام التعليمي ككل، حيث تساعد نظم المعلومات في عملية اتخاذ القرارات الهامة من قبل المديرين وعدم الانشغال بالمشكلات الفرعية عن طريق تقييم حجم المشكلة ككل، والسرعة في اتخاذ القرارات المبنية على خلفية معلوماتية على قدر كبير من التوثيق، وتوفير التدريب والتأهيل للمديرين والرؤساء على المستوي الأقل.

 تطوير القيادات التربوية وعلاقتها بالأداء المدرسي في ظل نظم المعلومات

     يرتبط تطوير وتغيير القيادات التربوية ارتباطًا وثيقًا بالأداء المدرسي، حيث انه كلما ازداد التطوير كلما ارتفع معدل الأداء المدرسي على نحو مناسب وملائم. وإن من أهم مظاهر هذا التطوير هو توفير البيئة التعليمية الملائمة التي تتسم بالتجريب والابتكار، وتوفير ثقافة مدرسية تتسم بالإثارة والتحدي، وتطوير البرامج والأنشطة التعليمية بالمدرسة داخلها وخارجها، وإقامة الندوات التثقيفية والتعريفية عن طريق خبراء متخصصين للقيادات، بما يساهم في رفع مستواهم العام ككل. كما تعمل تطوير القيادات التربوية على توفير برامج التدريب الحديثة والمحاكاة لمواكبة كل تطور يحدث في مجال نظم المعلومات، وتعمل أيضاً على خلق جو تنافسي بين القيادات التربوية تساعدهم على الإبداع في استحداث الأفكار الجديدة والبناءة بما يخدم العملية التعليمية، وبما يساهم على رفع قدراتهم في حل المشكلات وتدبير نتائج إيجابية وفق الموارد المتاحة. وتُساهم أيضاً في العمل على غرس روح التعاون والمشاركة الفعالة بين الهيكل الإداري، بما يؤدي إلي حسن إدارة الوقت، والقدرة على تشكيل مجتمعات تعليمية كقدرة القيادات على تصميم برامج لتنميه مهارات التفكير الابتكاري لدي الطلبة والكادر الإداري (الرشيدى، 2015).

فئات نظم المعلومات الإدارية

إن نظم المعلومات الإدارية هو مصطلح واسع يشمل العديد من الأنظمة المتخصصة. إن الأنواع الرئيسية لأنظمة المعلومات الإدارية ما يلي:

  1. EIS): هو الذي يستخدم الإدارة العليا لاتخاذ القرارات التي تؤثر على المدرسة بأكملها، حيث يحتاج مديرو ومسؤولو وقادة المدرسة إلى بيانات عالية المستوى مع القدرة على التعمق حسب الضرورة.
  2. MkIS): هو النظام الذي يقوم باستخدام فرق التسويق في المدرسة للإبلاغ عن فعالية الحملات السابقة والحالية واستخدام الدروس المستفادة للتخطيط للحملات المستقبلية.
  3. BIS): يقوم هذا النظام باستخدام عمليات ذكاء الأعمال BIS لاتخاذ قرارات العمل في المدرسة بناءً على جمع البيانات والمعلومات التي تم جمعها وتكاملها وتحليلها. يُعتبر هذا النظام مشابه لنظام المعلومات التنفيذية EIS، لكن يستخدمه كلاً من المديرين التنفيذيين والمديرين من المستوى الأدنى.
  4. CRM): يقوم نظام إدارة علاقات العملاء في المدرسة بتخزين المعلومات الأساسية حول المتقدمين الفعليين والمحتملين، بما في ذلك السابقين المتخرجين ومعلومات الاتصال، وغالبًا ما يكون عمل مشارك بين فريق التسويق وخدمة العملاء والمبيعات وتطوير الأعمال CRM.
  5. SFA): إنه نظام مكون متخصص من نظام إدارة علاقات العملاء CRM يقوم بأتمتة (جعلها أوتوماتيكياً) العديد من المهام التي يؤديها فريق مبيعات الخدمات التعليمية بالمدرسة. ويمكن أن يشمل هذا النظام إدارة جهات الاتصال وتتبع المتقدمين المحتملين وتوليدهم وإدارة الطلبات.
  6. TPS MIS)) : هو النظام الذي يكمل عملية تسجيل الطلاب ويدير التفاصيل ذات الصلة. وإن على المستوى الأساسي، يمكن أن يكون نظام معالجة المعاملات TPS عبارة عن نظام نقطة تسجيل لطالب جديد (POR)، ويمكن للموظفين استخدام البيانات التي تم إنشاؤها للإبلاغ عن اتجاهات الاستخدام وتتبع التسجيلات بمرور الوقت.
  7. KMS): إن هذا النظام يُمكّن خدمة العملاء من استخدامه KM للإجابة على الأسئلة واستكشاف المشكلات وإصلاحها.
  8. FAS): هو نوع من نظم المعلومات الإدارية وهو نظام مخصص للإدارات التي تتعامل مع الشؤون المالية والمحاسبة، مثل الحسابات الدائنة (AP) والحسابات المدينة (AR).
  9. HRMS): يتتبع هذا النظام سجلات أداء الموظفين وبيانات كشوف المرتبات.
  10. SCM): تستخدم شركات التصنيع نظام إدارة سلسلة التوريد SCM لتتبع تدفق الموارد والمواد والخدمات من الشراء حتى يتم شحن المنتجات النهائية (Asefeh & Others, 2011).

طرق تحسين الأداء المدرسي من منظور نظم المعلومات

     تعتمد معظم نظم المعلومات الإدارية بشكل مباشر على الموارد البشرية، التي تقوم بجمع البيانات وتحليلها وتنظيمها للوصول إلي المعلومات التي تخدم المدرسة، ومن هنا جاء الاهتمام بالموارد البشرية التي يختص عملها بنظم المعلومات الإدارية. ولذلك ينبغي وضع خطة متكاملة والعمل على كيفية استخراج المعلومات وتقديم أكثر من بديل، التي بُناءً عليها يتم وضع الإستراتيجية الواضحة التي تؤدي إلي سلامة القرارات ومنها إلي تحسين الأداء المدرسي. إن تطوير الأداء المدرسي يساعد بشكل كبير على تحقيق الأهداف المطلوبة وذلك عندما تكون المدارس تعاني من مشاكل تستدعي ذلك، ومن هنا يجب تفعيل دور إدارة المدارس بوضع الخطط والعمل على صياغتها بالأهداف بما يتوافق مع متطلبات المجتمع ويجب أيضا العمل على تأهيل مديري المدارس والعمل على تدريبهم على استخدام الأساليب الإدارية الحديثة بما يُمكنهم من تحقيق الأهداف المنتظرة (حسين،2020).

     ومن هنا أيضا يجب التقليل من البيروقراطية والروتين، والعمل على الحد من تعدد المستويات الإدارية، والعمل على تفعيل اللامركزية والاستقلالية، لأن الضعف يأتي من عدم وجود إدارة مدرسية مواكبة للتطور فكل ما عليها أن تكوّن إدارة ذاتية مستقلة قادرة على اتخاذ القرارات بكل ما يخص شؤونها وشئون أفرادها. ويُعتبر من أهم طرق التحسين هو قيام الإدارة بتوفير الكادر المُدرَب القادر على التفكير والإبداع، والعمل على توفير البيانات والمكونات المادية لنظم المعلومات بشكل كافي، مما يُحتم على الكوادر استخدامها بصورة سهلة مما يؤدي بدوره إلي تحسين أداء الإدارات المدرسية.

     يُعد مفهوم الجودة الشاملة من ضمن المفاهيم التي ظهرت حديثا، حيث له بالغ الأثر في تنمية الوعي الثقافي لدى الإدارات. وبعد تحقيق النجاح من قبل ذلك المفهوم ظهر اتجاه المؤسسات التربوية إلى تطبيق نظم المعلومات الإدارية في مجال التعليم، حيث يهدف نظام الجودة الشاملة إلى الحصول على تعليم أفضل وتخريج طلاب قادرين على الإبداع بصورة أفضل. وبالفعل تم تطبيق نظم المعلومات الإدارية في دولة الكويت في المؤسسات التعليمية بما يضمن لها تحقيق مستويات عالية من الجودة من أجل الوصول للأهداف المنشودة بما يتوافق ويتناسب مع البيئة المحيطة.

الحلول المقترحة للمشاكل التي تواجه المدارس الابتدائية بالكويت

     تسعي الإدارات المدرسية إلي تحقيق كل معايير النجاح بما يضمن لها الاستمرارية ومواكبة التطور وتحسين مستواها الإداري، ولكن تُواجهها أيضا المشكلات التي يكون من الصعب إيجاد حلولا لها في وقتها وعليها أن يكون لديها دائما الحلول البديلة حال ظهور أي مشكلة لديها. إن تنمية الروح القيادية لدي الإدارة التعليمية والعمل بشكل تعاوني من أجل تنفيذ المتطلبات والوصول للهدف المنشود تحد وتُقلل من المشاكل التي قد تحدث حال العمل بشكل فردي. إن العمل على خلق روح من التعاون والعمل على إزالة دور الرئيس والمرؤوس وإقامة علاقة الزمالة وتوافر المناخ الثقافي المناسب بدلًا منها، والذي يؤدي بدوره لنجاح الإدارة وتحسين أداء العمل (فروانة، 2017).

     إن العمل على استخدام برامج التأهيل والإعداد والتعرف على كيفية الإلمام بها من التخطيط والتدريس والتعليم والإشراف وكل ما يلزم من مهارات وبيانات لهذه العمليات يقضي على الروتين ويخلق روح قادرة على الإبداع، والعمل على التوفيق بين المهام المتعلقة بالإدارة بما تتضمنه من مهارات دقيقة في التنظيم والالتزام بإدارة الوقت. وإن الحث على استخدام اللامركزية في الإدارات التعليمية في اتخاذ القرارات والعمل على الحد من الروتين والبيروقراطية الحكومية التي بدأت دول كثيرة في تطبيقها، وكانت دولة الكويت سباقة في ذلك المجال، كان لها بالغ الأثر في حسن سير العملية التعليمية من كافه الجوانب سواء كانت الإدارية منها أو العلمية. وانعكس ذلك جلياً وأصبح ظاهر الأثر متمثلاً في توفير الوقت اللازم والمناسب في اتخاذ القرارات وإضفاء روح من المشاركة الإدارية وبث الثقة بالكوادر الإدارية الأدنى لتكون خير إعداد لهم بالمستقبل.

     ينبغي على المدارس توفير جو من الاستقلالية من ناحية إصدار القرارات بشكل أكثر حرفية وموضوعية لكونه نابع من داخل الإدارة. وتظهر مشكلة غاية في الأهمية بين طلبة المدارس خاصة في المرحلة الابتدائية ألا وهي مشكله التهرب من التعليم، والتي يمكن التغلب عليها عن طريق توفير عوامل الجذب المختلفة والكشف عن ميول واستعدادات الطلاب خاصة في سن مبكرة، وإيجاد حالة من التوازن بين ما تكلف به المدرسة من واجبات ومدي قدره الطلاب على احتمالها. وينبغي أيضاً تدعيم برامج التوجيه والإرشاد المدرسي من أجل المساعدة في توفير التوافق النفسي والتربوي وخلق مزيد من التعاون المشترك مع الطالب للتعرف على المعوّقات التي تواجهه، سواء كانت أسرية أو عملية. ويجب أيضاً المتابعة الإدارية المستمرة لنسب الغياب الغير طبيعية وتعريف ولي الأمر بخطورة تكرار الغياب أو الهروب من المدرسة وتفعيل العقوبات الإدارية لردع هذه المشكلة.

النتائج والتوصيات

     لقد توصلت الدراسة إلى عدة نتائج مهمة، حيث ينبغي التركيز عليها واعتماد المدارس الراغبة في تحسين مستواها عن طريق تبني نظم المعلومات الإدارية للوصول إلي التطور والتغير المنشود، ومن أهمها النتائج التالية:

  1. اعتبار كل فرد داخل المدرسة مسئول عن التطوير والتغيير في عمله، ويجب أن تكون المعلومات متاحة لتدعيم وتقوية نظم المعلومات.
  2. قيام إدارة المدرسة بمجموعة من المهام تتمثل في التخطيط، والتنظيم، والتوجيه، والاتصال واتخاذ القرار.
  3. احتياج التعليم الأساسي إلى مستويات عالية من الجودة لتحقيق الهدف المرجو منها وتحقيق معايير تتناسب مع توجهات المجتمع.
  4. تأتي أهمية نظم المعلومات في الكويت من كونها نظام شامل لتغيير ومواكبة التطورات.
  5. وجود علاقة بين المكونات المادية من البيانات لنظم المعلومات الإدارية وأداء الإدارة، بمعني كلما توافرت البيانات والمعلومات كلما كان سهل على إدارة المدرسة استخدامها بشكل أسهل.
  6. وجود ترابط بين مدى نجاح الإدارة المدرسية وبين القائمين عليه، فكلما زادت الكفاءة البشرية كلما أدي إلى فعالية الإدارة المدرسية.
  7. وجود عدد من المشكلات التعليمية التي تقابلها المؤسسات التعليمية في الكويت والتي يستلزم على الإدارات تطبيق الجودة للحد من تلك المشكلات.
  8. مساهمة نظم المعلومات الإدارية بصورة فعالة في صناعة القرارات الإدارية بالمدارس وتوقف مدي نجاح النظام على مدي اتسامه بالدقة وصحة البيانات.

      ولقد أظهرت الدراسة أن نظم المعلومات الإدارية (MIS) هي تخصص رسمي في تعليم إدارة الأعمال ويقوم بسد الفجوة بين علوم الكمبيوتر وتخصصات الأعمال المعروفة مثل التمويل والتسويق والإدارة. إن عملية تطوير نظم المعلومات الإدارية هدف واضح، حيث يُسهم في تحديد المشكلات بشكل جلي وواضح عن طريق استشعار نشأة المشكلة ومن ثم الاعتراف بها، وينبغي وضع وتحديد حلول بطريقة سليمة قادرة علي اتخاذ القرارات المناسبة. إن تطوير نظم المعلومات يتم تقسيمها إلي خمس مراحل أساسية تُسهم في سهولة الوصول إلي القرار الصائب لصالح المنظمة المُراد تبني نظم المعلومات في إدارتها. ومن بين هذه المراحل: مرحلة دراسة الجدوى ومرحلة التحليل ومرحلة التصميم ومرحلة التنفيذ ومرحلة الاستخدام. حيث تقوم أي مؤسسة بالاعتماد علي المعلومات بشكل أساسي في عملية اتخاذ القرارات المناسبة، حيث تُساهم نظم المعلومات بشكل كبير في هذه العملية. وتناولت الدراسة معوّقات أو المشكلات التي تعوق عملية سير نظم المعلومات الإدارية وطرق التغلب على هذه المعوّقات. وأوضحت الدراسة مدى أهمية نظم المعلومات الإدارية وتطبيقها في تحسين الإدارات المدرسية.

التوصيات:

     تعرض هذه الدراسة عدة مقترحات وتوصيات يمكن اللجوء إليها في المستقبل للوصول إلي وتحقيق الأهداف المرجوة، وأهم هذه المقترحات النقاط التالية:

  1. العمل على الاستمرارية في رفع كفاءة الإدارة المدرسية، والذي يأتي بدوره في رفع كفاءة مكونات نظم المعلومات الإدارية سواء كانت مكونات مادية أو موارد بشرية.
  2. استغلال كل التقنيات التي ترتبط بالبيئة المحيطة والاهتمام بالمعلومات الخارجية وذلك بهدف الحصول على البيانات والمعلومات التي تستخدم في عملية اتخاذ القرارات.
  3. العمل على تفعيل قسم للشكاوى مختص بفريق مستخدمي برامج نظم المعلومات الإدارية وذلك من أجل تسهيل العمل عليهم والتقليل من حدوث أخطاء أو مشكلات قد تؤدي إلى حدوث خلل في اتخاذ القرار.
  4. الحث على تطبيق الجودة الشاملة في العملية التعليمية مما يكون له بالغ الأثر الايجابي في رفع كفاءة العلمية التعليمية وتحديثها ومواكبتها للتطور.
  5. تحديث نظم المعلومات الإدارية بتزويدها بالمنظومات الحديثة لمواكبة الركب التكنولوجي.
  6. الاستفادة من الأبحاث العلمية التي سبق دراستها، والتي تختص بدراسة المشكلات التي تواجه المؤسسات التعليمية.
  7. الحث إلى الاتجاه إلى استخدام اللامركزية والعمل على الحد من الروتين.

الخاتمة:

     ومن هنا نجد أن تطوير أنظمة المعلومات الإدارية واستخدامها هو تحسين لكفاءة أنشطة المدرسة، ومن هنا كان الاهتمام الأكبر للتركيز على إدخال البيانات ومقارنتها، وليس على نقل البيانات أو تحليلها. ومن خلال ما تم مناقشته في هذه الدراسة تم التعرف على قيمة المعلومات الإدارية خلال مراحل تكاملها، وأبرزت الأثر الإيجابي لنظام المعلومات الإدارية على إدارة المدرسة وإدارتها بما في ذلك إمكانية الوصول بشكل أفضل إلى المعلومات، وزيادة استخدام موارد المدرسة، وتقليل عبء العمل، وإدارة الوقت بشكل أفضل، وتحسين جودة التقارير. وذلك يتضح لنا من خلال استخدام نظم المعلومات في المدارس إلي تنظيم بعض العوامل، مثل: قلة الوقت، ونقص الثقة أو المهارات، ونقص التدريب، ونقص دعم الإدارة العليا، ونقص الدعم الفني. لقد غيرت نظم المعلومات الإدارية إدارة المدرسة في مجالات القيادة واتخاذ القرار وعبء العمل وإدارة الموارد البشرية والتواصل والمسؤولية والتخطيط، ويمكن أن تساعد هذه الأنظمة مدير المدرسة في تحديد أهداف المدرسة، وصياغة الخطط الإستراتيجية، وتوزيع الموارد، وتقييم أداء الموظفين بالإضافة إلى النجاح التنظيمي.

قائمة المراجع:

  1. عبد السلام، محمد ، 2014، دور الإدارة التربوية في تأهيل مدير الإدارة المدرسية، بحث تكميلي لنيل درجه الماجستير، قسم الإدارة التربوية.
  2. فروانة، أشرف حسني ،2015، دور نظم المعلومات الإدارية في تحسين أداء الإدارة المدرسية (دراسة تطبيقية على برنامج الإدارة المدرسية في وزارة التربية والتعليم العالي بمحافظات غزة)
  3. لنيل، الحارث عبد المنعم احمد حمد ا، 2019، نظم المعلومات الإدارية.
  4. سعد، حسين محمد ،2020، دور نظم المعلومات الإدارية في تحسين أداء الإدارة المدرسية، دراسة تجريبية بالتطبيق على برنامج الإدارة المدرسية في المدارس الرسمية في لبنان.
  5. حسين، زين العابدين وحيد حسن ،2020، تطوير أداء القيادات المدرسية في ضوء الخطة الإستراتيجية 2014 /2030 (دراسة ميدانية).
  6. القحطاني، محمد قبلان عبد الله آل سلمان ،2020، تنمية الإبداع الإداري لمديري المدارس الثانوية بالمملكة العربية السعودية في ضوء الاتجاهات الإدارية المعاصرة كلية التربية، جامعة أسيوط.
  7. الرشيدي، شافي عوض ضدان ،2015، تطوير أداء قيادات الإدارة الوسطي بوزارة التربية بالكويت، رسالة دكتوراه، معهد الدراسات التربوية جامعه القاهرة.
  8. العتيبي، مبارك رجا سلمان عبد الرحمن ، 2015، إدارة البيئة الصفية في التعليم الثانوي بدولة الكويت، رسالة دكتوراه، معهد الدراسات التربوية، جامعة القاهرة.
  9. غميض، صالح أحمد مفتاح ، 2017، نظام المعلومات الإدارية ودورها في صنع القرار الاستراتيجي، رسالة ماجستير، دراسة حاله لجامعة بروايجايا الحكومية مالانج.
  10. مدفوني، أميرة ،2016، دور نظم المعلومات في اتخاذ القرار، دراسة ميدانية، جامعة العربي بن مهيدي، كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية، قسم العلوم الاجتماعية. 
  11. كوسة بو جمعه، جامعه سطيف، نعيم بو عموشة، جامعه جيجل ،2017، لوحة القيادة والمشاركة في اتخاذ القرار ومعوقات نجاح نظم المعلومات في المؤسسات الجزائرية.
  12. خالد احمد الصرايرة، عاطف محمد أبو حميد، 2016، دور الإدارة المدرسية في نشر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المجتمع المدرسي.
  13. بن فهد، فهد عيد ناصر ،2010، تطبيق اللامركزية وأثرها علي مستوى أداء العاملين، قسم إدارة الأعمال، كلية الأعمال، جامعة الشرق الأوسط
  14. Samy S. Abu-Naser, (2017), The Requirements of Computerized Management Information Systems and Their Role in Improving the Quality of Administrative Decisions in the Palestinian Ministry of Education and Higher Education Mazen J. Al Shobaki1.
  15. Amal A. Al hila2, Samy S. Abu Naser3, Mazen J. Al Shobaki4, Wasim I. Al-Habil5, (2016) Computerized Management Information Systems and Its Relationship to Improving the Job Performance of the Employees of the Palestinian Cellular Telecommunications Company – Jawwal AbdalqaderA. Msallam1,
  16. Asemi, Asefeh & Safari, Ali & Asemi, Adeleh. (2011). The Role of Management Information System (MIS) and Decision Support System (DSS) for Manager’s Decision Making Process. International Journal of Business and Management. 6. 10.5539/ijbm.v6n7p164.
  17. -Breiter, Andreas & Daniel Light. (2006). Data for School Improvement: Factors for designing effective information systems to support decision-making in schools. Educational Technology & Society, Vol.9, No.3, P.206-217.
  18. -Karim, Akram Jalal. (2011). The Significance of Management Information Systems for Enhancing Strategic and Tactical Planning. Journal of Information Systems and Technology Management, Vol. 8, No.2, P.459-470.
  19. -Abu-Samaha, Ala M. & Rima Shishakly. (2008). Assessment of School Information System Utilization in the UAE Primary Schools. Information Science and Information Technology, Vol.5.
  20. -Shah, Madiha. (2013). Impact of Management Information Systems (MIS) on School Administration: What the Literature Says. Procedia- Social and Behavioral Sciences, Vol.116, P.2799-2804.
  21. -Demir, K. (2006). School Management Information Systems in Primary Schools. Turkish Online Journal of Educational Technology.

قيم البحث الأن

راجع البحث قبل التقييم

راجع البحث قبل التقييم

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !

عائشة سعد العنزي

ماجستير/ تربية مقارنة وإدارة تعليمية

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتًا
التقيمات المضمنة
عرض كل التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا الأن
1
هل تحتاج الي مساعدة او نشر بحثك !
Scan the code
مجلة scp الماليزية
مرحبا
كيف استطيع مساعدتك !