العدد الخامس عشرالمجلد الرابع 2021

التعليم المدمج

الباحثة

ماجدة محمد حسن ناظر

وزارة التعليم

المملكة العربية السعودية

معرف الوثيقة الرقمي : 202196

مقدمة:

بات من الصعب اليوم التخلي عن التكنولوجيا بشكلٍ عام نظراً لما تقّدمه من تسهيلاتِ وفوائد للإنسان على كافة الأصعدة، ومنها التّعليم. هذا وتتنافس المؤسسات التّعليمية فيما بينها على استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصال ومواكبة التطور الحاصل في عصرنا.

ومنذ ظهور الإنترنت ومع تطوّر طرق تخزين المعلومات واسترجاعها في أي وقت، أصبح من السهل على المعلّمين والمتعلّمين وجميع الأفراد الوصول إلى تلك المعلومات المتاحة على الشّبكة. من هنا، ظهر التّعليم الإلكتروني E-Learning وهو شكل من أشكال التّعليم عن بعد، الذي ألغى الفصول التقليديّة واستبدلها بالفصول الافتراضيّة. ونظراً لعدم القدرة على تقبُّل فكرة التّحول الكلّي من أسلوب التّعليم التقليدي إلى أسلوب التّعلّم الإلكتروني لدى المعلّمين والمحاضرين الجامعيّين واتّهام التّعليم الإلكتروني البحت بالتّسبب بالشّعور بالوحدة والعزلة، ظهر التّعليم المدمج الذي يعتبر واحدة من طرق توظيف التّعليم الإلكتروني في التّدريس.

المستخلص

إن التعليم المدمج هو إحدى صيغ التعلم أو التعليم الذي يندمج أو يتكامل فيها التعليم الإلكتروني مع التعليم الفصلي (التقليدي) في إطار واحد حيث توظف أدوات التعليم الإلكتروني سواء المعتمدة على الحاسوب، أو المعتمد على شبكة الأنترنت في الدروس، والمحاضرات، وجلسات التدريب والتي تتم غالبا في قاعات الدراسة الحقيقية المجهزة بإمكانية الاتصال بالشبكات ومن أمثلة هذه القاعات: معامل الحاسوب، والصفوف الذكية، وفيها يلتقي المعلم بطالبه وجها لوجه في الوقت ذاته في معظم الأحيان. وصيغة التعلم المدمج أنه يأخذ بمبدأ التعليم المتمركز حول الطالب في معظم الأحيان. ويرى البعض بأن التعلم المدمج هو النموذج الأفضل لرفع كفاءة عملية التعليم والتعلم في المدارس، وأن الطلاب يتعلمون بشكل أفضل من خلال خلط وسائط تعلم متعددة معا فالطبيعة البشرية تنحو نحو التعلم بأكثر من طريقة للتعليم.

الكلمات المفتاحية: التعليم المدمج.

Abstract

Blended Learning

Blended learning is one of the learning or education concepts in which the electronic education is integrated with the traditional education in one framework employing the electronic education tools: either the computer-based tools or web-based tools. It also employs lectures and sessions which are carried out in the conventional classrooms that are provided with internet connection including labs and smart classrooms, and in which teachers meet their students face to face at the same time. The concept of blended learning often implies the student-centered approach, so it is considered the best model to enhance the learning process, as students learn better through multi learning media altogether. It is believed that the human nature tends to learn via more than one method.

Keywords: Blended Learning

تعريف التعليم المدمج:

يُعرف التعليم المدمج بأنه أحد صيغ التعليم أو التعلم التي يندمج فيها التعلم الإلكتروني مع التعلم الصفي التقليدي

تعلم المدمج هو برنامج تعلمي رسمي يدمج بين التعلم في صف مع مدرس والتعلم عن طريق الإنترنت. في هذا البرنامج، يتلقى الطالب العلم عن طريق الإنترنت بشكل جزئي وكذلك بداخل الصف مع المدرس. وبهذا الأسلوب يتحكم الطالب بوقت التعلم ومكانه ومساره وسرعة تقدمه بشكل أكبر من البرامج التعلمية التقليدية.

عرف الفقي (2011) التعلم المدمج على أنه مصطلح لوصف الحل الذي يجمع بين عدة طرق تقديم مثل التعلم التعاوني ومقررات عبر الويب ونظم دعم الأداء الإلكترونية وممارسات إدارة المعرفة مع قاعات الدروس وجها لوجه والتعلم الإلكتروني الحي.

كما يعرف الفقي (2011) التعلم المدمج على أنه “مزج من التدريب التقليدي الموجه بالمعلم والمؤتمرات المتزامنة على الإنترنت والدراسة ذات الخطو الذاتي غير المتزامنة”.

فالتعلم المدمج هو شكل جديد لبرامج التدريب والتعلم يمزج بصورة مناسبة بين التعلم الصفي والإلكتروني وفق متطلبات الموقف التعليمي، بهدف تحسين تحقيق الأهداف التعليمية وبأقل تكلفة ممكنة.

كما أشار كل من (جون وبجلز، 2012) أن التعلم المدمج يصف نموذجا هجينا من التعلم الإلكتروني الذي يسمح بوجود طرائق التدريس التقليدية بجانب مصادر وأنشطة التعلم الإلكتروني الحديثة في مقرر واحد.

وقد عرف السيد (2012) التعلم المدمج على انه صيغة يتم فيها دمج التعلم الإلكتروني وأدواته مع التعلم الصفي في إطار واحد حيث توظف أدوات التعلم الإلكتروني في الدروس النظرية والعملية مع وجود المعلم مع طلابه وجها لوجه في الوقت ذاته.

وقد أشار السيد (2012) بأن التعلم المدمج هو “توظيف المستحدثات التكنولوجية في الدمج بين الأهداف والمحتوى ومصادرو نشطة للتعلم وطرق توصيل المعلومات لإحداث التفاعل الإيجابي بين المعلم والطلبة والمحتوى وتوفير التناغم بين احتياجات الطالب وبرنامج الدراسة المقدم لتحسين إنتاجية التعلم” (في إسماعيل 2009).

كما أشار أبو موسى والصوص (2014) ان هناك العديد من الدراسات التي تناولت تعريف التعلم المدمج المتماذج منها دراسة دري سكول (2002) حيث أشارت إلى أن هناك أربعة معان مختلفة لمعنى التعلم المتماذج وهي:

  • المزج بين أنماط مختلفة من التكنولوجيا المعتمدة على الإنترنت لإنجاز هدف تربوي.
  • المزج بين طرق التدريس المختلفة والمبنية على نظريات متعددة مثل البنائية والسلوكية والمعرفية.
  • مزج أي شكل من أشكال التقنية مع التدريس من قبل المدرس وجها لوجه.
  • مزج التقنية في التدريس مع مهمات عمل حقيقية لعمل إبداعات فعلية تؤثر على الانسجام بين التعلم والعمل. وقد أشار بيرسن (2004) كذلك إلى أن هذا هو تعريف التعلم المتماذج.

لا يوجد تعريف محدد للتعلم المدمج

لا يمكن الوصول الى تعريف دقيق عن مفهوم التعلم المدمج، فكل التعريفات غير مكتملة وقاصرة، فالتعريف الدقيق لابد أن يكون جامعا مانعا، جامعا لكل أوصاف الفن أو المصطلح، مانعا لا يتداخل مع غيره. وتلك الشروط لا تتوفر في تعريفات التعلم المدمج لأنه يتداخل مع التعلم الإلكتروني ولا يجمع لمواصفات معينة محددة. كذلك لاختلاف الرؤية للتعلم المدمج سواء من المعلمين أو المتعلمين أو الخبراء والمتخصصين) تم نقلها عن الدكتور حسن الزهراني لعام 1439-1443.

مسميات التعلم المدمج

تعددت مسميات هذا النوع من التعلم وهي:

  1. التعليم المزيج (Blended Learning).
  2. التعليم الخليط أو المختلط (Mixed learning).
  3. التعليم الهجين Hybrid Learning)) (أبو موسى، والصوص، 2014).

علاقة هذا النوع من التعلم المدمج بتقنيات التعليم

للتعلم المدمج مراحل تاريخية مرتبطة بظهوره كمصطلح، كما أن بينه وبين تقنيات التعليم قواسم مشتركة، فقد نجد تاريخ التعلم المدمج هو نفسه تاريخ تكنولوجيا التعليم، وهو نفسه تاريخ الحاسب الآلي. فالتعلم المدمج لا يتجزأ عن علم تقنيات التعليم فنجد جذوره في كل مرحلة من مراحله، ولكنه يتطور بتطور الوقت) تم نقلها عن الدكتور حسن الزهراني لعام (1439-1438).

وعند التفكير في تاريخ التعلم المدمج هناك مسارين يرتبطان بمصطلح التعلم المدمج:

  • مسار لتاريخ التعلم المدمج قبل ظهوره.
  • مسار آخر بعد ظهور المصطلح باعتباره تجديدا تربويا كليا) تم نقلها عن الدكتور حسن الزهراني لعام (1439-1438.(
  • هناك تداخل في التتبع التاريخي للتعلم المدمج سواء للمعرفة أو المقارنة مع تاريخ تقنيات التعليم وذلك لوجود قواسم مشتركة بينهم، فالتعلم المدمج جزء لا يتجزأ من تقنيات التعليم فنجد جذوره تمتد في كل مرحلة من المراحل التاريخية لتقنيات التعليم) تم نقلها عن الدكتور حسن الزهراني لعام (1439-143).

ومن الأمثلة على التطبيقات أو البرامج التي تدعم استخدام التعليم المدمج مع الطلاب والطالبات ما يأتي:

أولاً/ منصة مدرستي.

ثانياً/ مايكروسوفت تيمز.

ثالثاً/ قنوات عين التعليمية.

رابعاً/ موقع المدرسة (إذا كان يسهل من عملية تواصل الطالب/ة مع المعلم/ة).

خامساً/ قناة تعليمية للمعلمين والمعلمات في اليوتوب.

 ماذا يُدمج في بيئة التعلم المدمج:

وقد أشار الفقي (2011) أن التعلم المدمج هو مزيج من التدريب التقليدي الموجه بالمعلم Instructor-led training والمؤتمرات المتزامنة على الإنترنت Synchronous on line conferencing والدراسة ذات الخطو الذاتي غير المتزامنة Asynchronous self-paced Study.

وينطوي هذا التعريف على مزيج من العناصر التالية التي تكون بمثابة الإجابة على سؤال (ماذا يدمج)

وسائط تقديم متنوعة (تقليدية وقائمة على تكنولوجيا الإنترنت)

  • أحداث التعلم المتنوعة (ذو الخطو الذاتي Self-Paced والفردي والتعاوني Individual&Collaborative والقائم على مجموعات Group-based)
  • دعم الأداء الإلكتروني Electronic Performance Support وإدارة المعرفة knowledge Management في الفقي،2011)

وقد يكون الدمج متمثلا في أبعاد التعلم المدمج كما ذكر السيد (2011) وتكمن هذه الأبعاد في:

  1. مزج التعلم المباشر على الإنترنت بالتعلم غير المباشر.
  2. مزج التعلم بالخطو الذاتي بالتعلم المباشر.
  3. مزج التعلم المخطط بغير المخطط.
  4. مزج المحتوى المخصص (المعد حسب الحاجة) بالمحتوى الجاهز.
  5. مزج التعلم والممارسة.

ويمكن باختصار معرفة ماذا يُدمج في بيئة التعلم المدمج في النقاط التالية:

  • تعلم وجها لوجه.
  • تعلم إلكتروني.
  • تعلم قائم على الإنترنت.
  • تعلم قائم على الشبكة العنكبوتية.
  • تعلم قائم على الحاسب الآلي.

أهداف التعلم المدمج

هناك نوعين من الأهداف التابعة للتعلم المدمج:

أولا: الأهداف الرئيسية العامة للتعلم المدمج:

  • تحسين جودة التعليم) تم نقلها عن الدكتور حسن الزهراني لعام 1439-1438).
  • زيادة المشاركة الطلابية.
  • زيادة فاعلية التعلم.

ثانيا: أهداف تفصيلية إجرائية للتعلم المدمج:

حيث اشار كل من جون وبيجلز (2012) إلى مجموعة من الأهداف يسعى التعلم المدمج إلى تحقيقها مثل:

  • تدعيم أداء الطلاب بتوظيف مستحدثات تكنولوجية
  • زيادة التفاعل المباشر والغير مباشر مع المعلمين ومع المحتوى التعليمي
  • تقليل النفقات
  • تنمية الجانب المعرفي والادائي للطلاب
  • تحقيق الديمقراطية في التعليم والتعلم الذاتي

فوائد ومميزات التعلم المدمج

أساليب التفكير في فوائد التعلم المدمج:

عندما ندمج أي مكونين تعليميين إلكتروني مع تقليدي فهذا الدمج إما أن يكون تكرارا أو واحد منهم يدعم الآخر أو يكون هناك فعلا مخطط مرتب ومنظم لعملية الدمج ينتج على نوع جديد من التعلم غير موجود في كلا النوعين من التعلم) فالإيجابيات إما أن تكون: إعادة صياغة وتحسين، أو نوع جديد غير موجود في كلا النوعين ولم يظهر إلا من خلال الدمج (تم نقلها عن الدكتور حسن الزهراني لعام 1439-1438).

وقد أشار كل من جون وبجلز (2012) أن للتعلم المدمج العديد من المزايا نلخصها فيما يلي:

  • إمكانية تغيير اتجاهاتنا ليس فقط تجاه مكان وزمان ممارسة التعلم، ولكن تجاه المصادر والأدوات التي تدعم التعلم.
  • تقليل نفقات التعلم مقارنة بالتعلم الإلكتروني وتوفير جهد ووقت المتعلم.
  • يوفر المرونة في زمن التعلم ووقت الالتحاق ببرامجه.
  • يوفر فرص التفاعل المتزامن جنبا إلى جنب مع فرص التنسيق والتعاون غير المتزامن.
  • مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين بحيث يمكن لكل متعلم السير في التعلم حسب حاجاته وقدراته.
  • اتساع رقعة التعلم لتشمل العالم وعدم الاقتصار على الغرفة الصفية.
  • يسمح للطالب بالتعلم في الوقت نفسه الذي يتعلم فيه زملاؤه دون أن يتأخر عنهم.

سلبيات التعلم المدمج

وكما أشار كل من جون وبجلز (2012) أن للتعلم المدمج العديد من السلبيات والمشكلات التي يعاني منها والتي يمكن أن نلخصها فيما يلي:

  • اعتماد التعلم المدمج على تقنيات ما تزال غير معتمد عليها، فما زال الإنترنت غير فعال في بعض الأماكن من العالم خاصة الأماكن الريفية أو الأماكن النائية.
  • استخدامه بشكل فعال يتطلب من الطالب الإلمام باستعمال التكنولوجيا بشكل جيد.
  • اعتماد التعلم المدمج على الأجهزة الحاسوبية والتي تكلف الكثير من الأموال ومن أعمال الصيانة والتركيب.
  • تدني مستوى المشاركة الفعلية للمتخصصين في المناهج في صناعة المقررات الإلكترونية المدمجة.
  • التركيز على الجوانب المعرفية والمهارية لدى الطلاب أكثر من الجوانب الوجدانية.
  • التغذية الراجعة والحوافز التشجيعية والتعويضية قد لا تتوافر أحيانا.
  • تدني مستوى فاعلية نظام الرقابة والتقويم والتصحيح والحضور والغياب لدى الطلبة.

التحديات التي تواجه التعلم المدمج

يمكن تحديد التحديات التي تواجه التعلم المدمج (نقلاً عن الدكتور حسن الزهراني لعام 1439-1438) كما يلي:

التحدي الأول متعلق بالتعريف: لا يوجد تعريف جامع مانع للتعلم المدمج.

التحدي الثاني القيمة والجدوى لهذا النوع من التعلم: يرى الباحثون أن التعلم المدمج قد ينشأ بسبب المرونة الذي يوفرها وليس بسبب الفائدة او الجدوى التي يوفرها هذا النوع من التعلم.

التحدي الثالث التقييم والقياس: كيف يتم قياس ما تم تعلمه من خلال عملية الدمج؟

التحدي الرابع يرتبط بالتصميم التعليمي: كيف يمكن وضع العديد من المكونات التعليمية معا لخدمة هدف واحد مع الأخذ في الحسبان أن لكل مكون إجراءاته وتجهيزاته.

التحدي الخامس الإطار الثقافي في المجتمعات:

  • تحديات بشريةعدم الرغبة في التغيير والتمسك بالتعليم التقليدي بالنسبة للمعلم وعدم توافر العديد من المهارات لدى المتعلم مثل المشاركة والتفاعل والتعلم الذاتي ومهارة استخدام الحاسوب.
  • تحديات تقنيةتوفير نظام لإدارة التعلم (lms) أو توفير مقرر إلكتروني لكل مادةE-course
  • تحديات إداريةانخفاض الوعي والتخطيط للتعلم المدمج.
  • تحديات اجتماعية واقتصاديةتتمثل في انخفاض الوعي بالتعلم المدمج وارتفاع تكلفة الأجهزة.

مستقبل التعلم المدمج

إن مستقبل التعلم المدمج مرهون بالتغلب على الصعوبات، فوقتما استطعنا التغلب عليها سيكون التعلم المدمج جاهزا لأن يكون هو الأفضل بدون منازع، وإذا لم يتم التغلب عليها فسوف تكون هناك إشكاليات في المستقبل. فمن ضمن التحديات التي تواجهنا كون مستقبله مرتبط بتطور البيئة الخارجية والتي تسبب ضغوطات على البيئة الداخلية، فالتعلم المدمج سوف يكون الخيار الأمثل في المستقبل لاستيعاب تلك المتغيرات ووضعها في مكان واحد حتى لا تصبح البيئة التربوية في معزل عن التطورات والتسارع الذي يحدث في البيئة التربوية وفي الخارج (تم نقلها عن الدكتور حسن الزهراني لعام 1439-1438).


نماذج للتعليم المدمج

نموذج خان Khan

آلية تطبيق التعليم المدمج فتتم من خلال ما يأتي:

أولاً/ يوضح المعلمون والمعلمات للطلاب والطالبات مفهوم التعليم المدمج وآلية تطبيقه.

ثانياً/ يشرح المعلمون والمعلمات الدروس للطلاب والطالبات أربعة أيام في الأسبوع من المنزل (حسب قرار وزارة التعليم مع استمرار جائحة كورونا) من خلال منصة مدرستي ومايكروسوفت تيمز، أي أنَّه سيتم الاعتماد على التعليم عن بعد والتعليم الإلكتروني.

ثالثاً/ يشرح المعلمون والمعلمات الدروس للطلاب والطالبات يوما واحدا في الأسبوع من المدرسة (حسب قرار وزارة التعليم مع استمرار جائحة كورونا)، أي أنه يسمح لأي طالب أو طالبة لم يفهم الدرس أو يحتاج لتوضيح في مسألة ما أن يحضر للمدرسة (بعد التنسيق المُسبق مع معلم أو معلمة المادة لضبط عدد الحضور، ومراعاة الجوانب الاحترازية من فيروس كورونا كالتقيد بالتباعد الاجتماعي ولبس الكمامة.. إلخ)، ويتقابل الطالب أو الطالبة مع معلم أو معلمة المادة وجهاً لوجه لكي يتم شرح ما صعب فهمه على الطالب أو الطالبة بشكلٍ جيد.

رابعاً/ في حال التحكم بجائحة كورونا وعند رجوع الطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات للمدارس ليكون التعليم حضوريا، يتم استمرار تطبيق التعليم عن بعد والتعليم الإلكتروني من خلال الاستفادة من منصة مدرستي ومايكروسوفت تيمز مع الطلاب والطالبات من خلال المنزل في الفترة المسائية من حيث: إرسال الواجبات والأنشطة والتمارين واختبارات متكررة والإجابة عن الاستفسارات.. إلخ، وعند ذهاب الطلاب والطالبات للمدرسة في الفترة الصباحية يكون التعليم حضورياً (وجهاً لوجه).

ومما ينبغي الإشارة إليه أنَّ تطبيق التعليم المدمج له عدة مزايا، ومنها ما يأتي:

أولاً/ خفض نفقات التعليم مقارنة مع التعلم الإلكتروني وحده.

ثانياً/ تعزيز الجوانب الإنسانية والعلاقات الاجتماعية بين المعلمين والطلاب، والمعلمات والطالبات.

ثالثاً/ المرونة الكافية لمقابلة كافة الاحتياجات الفردية وأنماط التعلم لدى الطلاب والطالبات باختلاف مستوياتهم وأعمارهم.

رابعاً/ يُعد استخدام التعليم المدمج حلاً جيداً لصعوبة شرح الدروس العملية (التطبيقية) إلكترونياً.

خامساً/ الانتقال من التعلم الجماعي المتمركز حول الطلاب والطالبات، والذي يصبحون فيه نشيطين ومتفاعلين.

سادساً/ يعمل على تكامل نظم التقويم للطلاب والطالبات.

سابعاً/ إثراء خبرة الطلاب والطالبات، وتحسين فرص ونتائج التعلم.

ثامناً/ رفع جودة العملية التعليمية ومن ثَمَّ رفع جودة المنتج التعليمي وكفاءة المعلمين والمعلمات.

نموذج ADDIE

تعريف نموذج ADDIE

هو “واحد من أكثر الأوصاف استخداما للتصميم والتطوير التعليمي وهو اختصار للكلمات: التحليل والتصميم والتطوير والتنفيذ والتقييم”. فهو عبارة عن نموذج توجيهي لتطوير العملية التعليمية قائم على التصميم التعليمي (Brown&Green,2016).

خطوات نموذج ADDIE

اشار كل من (Wang& Hus,2009) إلى الخطوات التالية للنموذج:

مرحلة التحليل Analysis: حيث تُحلل الجوانب المتعلقة بالعملية التعليمية وتتضمن تحليل المهام وتحليل المتعلمين وتحليل المحتوى وتحليل الموارد والقيود الخاصة بمصادر التعلم والبيئة التعليمية: كالإمكانات المادية والبشرية.

مرحلة التصميمDesign حيث يتم تحديد أهداف التعليم والتصميم واستراتيجيات التعلم، وأنشطة التعلم، والتقييمات، وأساليب التنظيم وتقديم المحتوى ووصف الأساليب والإجراءات.

مرحلة التطوير   Developmentويتم في مرحلة التطوير ترجمة مخرجات عملية التصميم من مخططات وسيناريوهات إلى مواد تعليمية حقيقية، فيتم في هذه المرحلة تأليف وإنتاج مكونات الموقف أو المنتج التعليمي.

مرحلة التنفيذ Implementationl   ويتم في هذه المرحلة القيام الفعلي بالتعليم، وتهدف إلى تحقيق الكفاءة والفاعلية في التعليم، ويتم من خلالها التأكد من أن المواد والنشاطات التدريسية تعمل بشكل جيد مع الطلاب.

المرحلة الخامسة: التقويم Evaluation وفي هذه المرحلة يتم قياس مدى كفاءة وفاعلية عمليات التعليم والتعلم، وقد يكون التقويم تكوينياً أو ختامياً (Formative Evaluation، Summative Evaluation)

كيف يمكن تصميم بيئة تعلم مدمج باستخدام نموذج ADDIE

أشار الحيلة (2012) أن “جميع النماذج اشتقت من مدخل النظم لتصميم التعليم الذي يتكون من عدة عناصر منتظمة ومنظمة منطقيا” وهي التحليل والتصميم، والتطوير، والتنفيذ، والتقويم. وعلى هذا الأساس يمكن استخدام نموذج ديك وكاري كما وضحه الحيلة (2012) في تصميم نموذج مقترح للتعلم المدمج يسير على نهج نموذج ADDIEعلى نحو الخطوات التالية:

  1. تحديد الأهداف العامة للمساق الدراسي (في الحيلة، 2012) (أهداف تعلم مادة العلوم) للصف الثاني المتوسط باستخدام موقع تعليمي إلكتروني مع شرح المعلم واستخدام كتاب المدرسة.
  2. تحليل المهمات التعليمية الجزئية (في الحيلة، 2012) مثل تقسيم الوحدات الدراسية إلى أجزاء تدرس في حصة أو عدد من الحصص.
  3. تحديد المتطلبات تبعا لخصائص المتعلم (في الحيلة، 2012) بتنويع استخدام التقنية عن طريق تصفح المواقع التعليمية الإلكترونية عبر الشبكة أو استخدام عروض البوربوينت مع الكتاب المدرسي.
  4. بناء اختبار تقويمي تكويني (في الحيلة، 2012) باستخدام مواقع المدرسة on line وتقويم نهائي ورقي.
  5. تطوير استراتيجيات التعليم (في الحيلة،2012) سواء بالمناقشة أو عمل المشاريع أو التعلم الذاتي.
  6. اختيار وتطوير المادة التعليمية (في الحيلة، 2012) باستخدام الأقراص المدمجة او عروض البوربوينت مع توجيه من المعلم.
  7. مراجعة البرنامج التعليمي بناء على نتائج التقويم التكويني من أجل الحكم على جودة هذا البرنامج (الحيلة،2012).

متطلّبات التعليم المدمج:

يتطلب التّعليم الإلكتروني بشكل عام إحداث تغييرات كثيرة في الفصول التقليديّة. لذا تحتاج الدارس للاستثمار ليس فقط في التكنولوجيا، ولكن أيضاً في التنمية المهنيّة.

المتطلّبات التقنيّة:

  1. توافر البنية التحتية واحتياجات المتعلم من مصادر التّعلّم المختلفة.
    1. توافر الفصول الافتراضية بجانب الفصول التقليديّة، بحيث يكمل كل منهما الآخر.
    1. توافر البرمجيّات الخاصّة بإدارة التّعلّم الإلكتروني.
    1. توافر الأدوات والوسائل التي تستخدم في التدريب العملي.

المتطلّبات البشريّة:

أ- المتعلم لديه القدرة على:

  • المشاركة بفاعليّة في العمليّة التّعليميّة.
    • 6-  التواصل الإلكتروني أو وجهاً لوجه.
    • التعامل مع تكنولوجيا المعلومات.
    • 8-  التعاون والتفاعل مع المعلم ومع زملائه وخاصة في الأوراش التدريبية.
    • 9-  تحقيق الأهداف التّعليمية.
    • 10-  الحوار والنقاش أثناء المحاضرات.
    • التعامل مع مصادر التّعلّم المختلفة المطبوعة والإلكترونية.

ب- المعلم لديه القدرة على:

  1. 1-   الاتصال الفعال وجهاً لوجه.
  2. التعامل مع تكنولوجيا المعلومات.
  3. 3-   التفاعل المباشر مع المتعلمين.
  4. تصميم الاختبارات وأدوات التقييم المطبوعة والإلكترونية.
  5. 5-   البحث عن المعلومات في المصادر المطبوعة وغير المطبوعة.
  6. 6-   التحول من التّعليم التقليدي إلى التّعليم الإلكتروني.
  7. تقديم التغذية الراجعة المباشرة للمتعلم.

وغالبا ما يتم تسهيل بيئة التّعلّم عبر الإنترنت من خلال أنظمة إدارة التّعلم Learning management system.

الخاتمة:

أصبح للتعلم المدمج مستقبل عظيم كونه إطارا ميسرا بين التكنولوجيا الكاملة والتعلم التقليدي، برغم ما يقابله من تحديات إلا أنه يمضي قُدما نحو مزيد من الفاعلية، فإمكانية تطبيق نماذجه متاحة وتتسم بالمرونة وصولا للهدف وتحسين جودة التعلم.

مع استمرار تأثير جائحة كورونا على جميع دول العالم في شتى المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتعليمية، فقد أثبت منسوبو وزارة التعليم مدى تحملهم للمسؤولية والقيام بمهامهم كما ينبغي لها، وإنَّ دل هذا الأمر فإنما يدل على نجاح وتميز قائد وزارة التعليم معالي د. حمد آل الشيخ، لماذا؟ لأنَّ المؤسسة الناجحة دليلٌ على وجود قائد ناجح.

المراجع: 

  1. التعلم المدمج: تعريفاته، مميزاته و نماذجه – تعليم جديد (new-educ.com)
    1. https://www.al-jazirah.com/2021/20210307/rj2.htm
    1. https://eduschool40.blog/2021/05/16/%D9%85%D8%A7-%D9%87%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%85%D8%AC-%D8%9F/amp/

قيم البحث الأن

راجع البحث قبل التقييم

راجع البحث قبل التقييم

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتًا
التقيمات المضمنة
عرض كل التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا الأن
1
هل تحتاج الي مساعدة او نشر بحثك !
Scan the code
مجلة scp الماليزية
مرحبا
كيف استطيع مساعدتك !