العدد الثالثالمجلد الأول 2018

تطوير الكتاب في تعليم اللغة العربية للأجانب في ضوء الاهتمامات الثقافية للدارسين بالمستوى المتقدم

تطوير الكتاب في تعليم اللغة العربية للأجانب في ضوء الاهتمامات الثقافية للدارسين بالمستوى المتقدم

إعداد

أ.د.م / إيمان محمد مبروك قطب

2018م

معرف الوثيقة الرقمي : 2018103

ملخص البحث

تهدف هذه الدراسة إلى تحليل آراء خبراء اللغة العربية وتعليمها تجاه “الاهتمامات الثقافية” في عملية تقويم وتطوير كتب تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، وما يخص بالتحديد تطوير “الكتاب في تعليم اللغة العربية للأجانب” موضع الدراسة الحالية. وتتبع الدراسة منهجا وصفيا وتحليلياً حيث يتم وصف الدراسات والمعايير الشائعة في مجال تقويم كتب تعليم اللغات واقتًراح معايير جديدة مطورة.

ثم تحليل آراء الخبراء نحو هذه المعايير المقترحة، ونأمل أن تكون هذه الدراسة إسهاماً متواضعاً في مجال تطوير كتب تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها وعوناً مفيداً لمصممي المناهج، والكتب المدرسية من المسئولين بالوزارة، والمؤلفين، والمعلمين عامة.

Abstract

This study aims to analyze the opinions of Arab language experts and teach them about” cultural concerns” in the process
Evaluation and development of Arabic language textbooks for non-native speakers، in particular the development of the book” Teaching Arabic for Foreigners”، which is currently being studied. The study follows a descriptive and analytical approach where studies are described
Common standards in the evaluation of language textbooks and the introduction of new and improved standards.
We hope that this study will be a modest contribution to the development of Arabic language textbooks for non-native speakers and a useful help for curriculum designers and textbooks from ministry officials، authors and teachers in general.

المقدمة:

تعد اللغة العربية وسيلة الاتصال والتفاهم بين أفراد المجتمع، ونقل التراث من جيل إلى جيل، والسيطرة على البيئة عن طريق تبادل الخبرات والنظريات، ووسيلة تجميع أبناء الوطن الواحد على وحدة الفكر والشعور والقيم والمثل، وهي الأداة التي يستخدمها المجتمع في نشر الثقافة بأوسع معانيها بين أبنائه[1].

وتحتل اللغة العربية مكانة بارزة عند العرب؛ حيث إنها تعمل على تنمية الولاء، والانتماء، والوحدة الوطنية، والقومية، فهي أقوى عوامل الوحدة والتضامن بين أبناء الأمة العربية، وهي أبرز ما يتميز به العرب، وأقوى رابط يشدهم إلى تاريخهم، ويظهر استمراريتهم، وبقاءهم، فالعربي لا يعرف بهيئته، وسمات وجهه، وإنما يعرف بلغته.

وتبرز أهمية اللغة العربية عند العرب حينما نجد الدين الإسلامي الذى تدين به الأكثرية الساحقة من العرب، جاء مقروناً باللغة العربية؛ إذ ليس من اليسير قراءة القرآن الكريم، والحديث الشريف، وفهمها، واستيعاب معانى هذا الدين، ولا حتى عبادته، من غير معرفة اللغة العربية[2].

كما تحتل اللغة العربية مكانة مهمة عند الشعوب الناطقة باللغات الأخرى؛ حيث يتمكنون من خلالها من تحقيق أغراض متنوعة، كالرغبة في قضاء حاجة ما، أو سعياً وراء وظيفة، أو رغبة في قضاء وقت يستمتع فيه كالسياحة في بلد الناطقين بهذه اللغة، أو استجابة لمتطلبات مقرر دراسي أو استعداداً للحصول على درجة علمية، أو حرصاً على امتلاك مهارة القراءة ليتصل بكتابات معينة، أو استجابة لشعائر دينية لابد من آدابها بهذه اللغة. وقد يكون الغرض أعمق من هذا وهو أن يتصل الدارس بمتحدثي هذه اللغة، ويمارس لغتهم، ويفهم تقاليدهم، ويعيش ثقافتهم[3].

وتبرز علاقة تعليم اللغة بالثقافة في أن الاتجاه السائد الآن في تعليم اللغات الأجنبية هو الاهتمام بتعليم وتعلم الثقافة على قدر الاهتمام بتعليم مهاراتها الأربع: الاستماع، التحدث، القراءة، الكتابة، ومن النادر أن نجد كتاباً لتعليم اللغات الأجنبية لا يتعرض لتعليم الثقافة أو لتقديمها؛ ذلك أن الفهم الثقافي أصبح أمراً لا مفر منه في تعليم اللغات الأجنبية، بعد أن ثبت أن الخلفية الثقافية أساسية ومهمة لفهم اللغة والسيطرة عليها، بل أن الفهم الثقافي يعمق ويغنى فهم الفرد للغة التي يتعلمها[4].

ومن ثم فإن تدريس مهارات اللغة بدون تدريس الثقافة لا يفيد الدارسين بصورة فعالة، كما أن تدريس مهارات اللغة بدون تدريس محتواها الثقافي يعد بمثابة تدريس رموز ليس لها معنى، وقوالب شكلية، بالإضافة إلى ذلك ففي أثناء تعلم الدارسين الأجانب الجانب الثقافي للغة ما – وما تحمله من مفاهيم وأنماط ثقافية مثل: التقاليد والعادات فإنهم يكتسبون ثقافة أهل اللغة المتعلمة ويتفاعلون معها.[5]

فتدريس الثقافة في أثناء تعلم اللغة الثانية أو الأجنبية يؤدى دوراً مهماً؛ حيث يعمل على تنمية الاتجاهات الإيجابية عند الدارسين نحو تعلم هذه اللغة، وعلى تقليل المشاعر السلبية نحو اللغة التي يتعلمها الدارس، وبالتالي تقل هذه الاتجاهات نحو تعلم هذه اللغة، وعلى تقليل المشاعر السلبية نحو اللغة التي يتعلمها الدارس، وبالتالي تقل هذه الاتجاهات نحو الناطقين بها.[6]

ويمثل المحتوى الثقافي في كتب تعليم اللغة العربية للطلبة الوافدين للناطقين بغير العربية أهمية قصوى” لأنه أصبح من أهم مبادئ العمل في ميدان تعليم اللغة الثانية، أو يتم تعليمها في سياق يدرك الطالب له معنى، ويحس من خلاله أن حاجة من حاجات الاتصال اللغوي عنده قد أشبعت، ولقد بلغ من أهمية هذا المبدأ أن أضحى اسماً لاتجاه حديث من اتجاهات تعليم اللغات، وهو السياقية، والحديث عن السياقية في أحد معانيه حديث عن المحتوى الذى يقدم من خلال بنى لغوية معينة، والحديث عن المحتوى بالتالي يعنى الحديث عن الثقافة بمفهوميها الواسع.[7]

ومما سبق يتضح مدى أهمية تعليم الثقافة في برامج تعليم اللغات الأجنبية للدارسين؛ حيث تؤدى إلى تكوين اتجاه إيجابي نحو اللغة المستهدفة وثقافتها، وهذا ينطبق على تعليم اللغة العربية وثقافتها؛ لأنها تجعل عملية التدريس ممتعة ومشوقة؛ حيث يتعرف الدارسون أنماطاً ثقافية جديدة، تختلف عم في ثقافتهم الأصلية مما يؤدى إلى زيادة اهتمامات الدارسين وإثارة دافعيتهم لكى يتعرفوا على هذه الأنماط.

فضلاً عن ذلك فإن الثقافة تؤدى إلى تقليل العرقية لدى الدارسين، مما يجعلهم يتقبلون الثقافات الأخرى، وتتكون لديهم القدرة على التكيف والتفاعل مع الشعوب الأخرى، على الرغم من اختلاف ثقافتهم عن ثقافة الدارسين الأصلية.[8]

ولذا فإن تطوير كتب تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بلغات أخرى، ومن ضمنها” كتاب تعليم اللغة العربية للأجانب” في ضوء الاهتمامات الثقافية للدارسين يعد منطلقاً لاختيار المحاور التي تدور حولها موضوعات القراءة في كتب تعليم العربية كلغة ثانية، كما أنه يفيد في تقديم موضوعات ثقافية تمثل مواطن اهتمام عند الدارسين، ويزودنا بقائمة الموضوعات التي يميل الدارسون إلى القراءة حولها؛ حتى تكون محوراً للدروس التي يتم تقديمها في هذه الكتب. مما يساعد على التحرر من الموضوعات النمطية التي لا تستثير دافعية الطلاب على الانتظام في برامج تعليم العربية كلغة ثانية. وبالتالي يؤدى إلى تطوير أساليب التدريس، بالشكل الذى يتناسب مع اهتمامات الدارسين الثقافية، ويصحح ما يشيع بين المعلمين من أخطاء حول خصائص الدارسين واهتماماتهم وحاجاتهم.[9] كما يساعد على إخراج الدارسين مما يسمى بالحصار الثقافي إلى رحاب وآفاق أوسع، بل يساعد المدرس على أن يكون على علم كافٍ بثقافة تلاميذه مما يمكنه من القدرة على المقارنة الثقافية بين اللغتين القومية والأجنبية.[10]

على الرغم من أهمية الثقافة في تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها إلا أن الموضوعات الثقافية لا تحظى بما تستحقه من اهتمام في برامج وكتب تعليم العربية لغير الناطقين بها، كما أنها لم تف باحتياجات الدارسين واهتماماتهم الثقافية.

وعلى الرغم من أن كتب تعليم اللغة العربية للأجانب قد اشتملت على عدد كبير من الجوانب الثقافية، إلا إنه لم يصل كتاب واحد إلى كل الجوانب التي وردت بقائمة الموضوعات الثقافية التي اتفق عليها الخبراء والمحكمون.[11] هناك إذن قصور واضح في كتب تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها عامة في الموضوعات الثقافية، وفي كتاب تعليم اللغة العربية للأجانب خاصة، ويظهر هذا القصور في” عدم تحديد الأهداف الثقافية ضمن برامج تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى بصورة واضحة، ومن ثم لا تظهر أنشطة

التدريس وطرقه ما يؤكد تحقيقها، كذلك العجز عن تحديد معايير موضوعية لاختيار الموضوعات الثقافية في كتب تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها عامة، وكتاب تعليم اللغة العربية للأجانب خاصة، وكذلك عدم توافر الأنماط والمعالم المحددة لمحتوى هذه الكتب، واختلاف طريقة تقديم الموضوعات الثقافية لدى الدارسين. وعدم تحديد الخصائص التي يجب توافرها في كتب تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها عامة وفي كتاب تعليم اللغة العربية للأجانب خاصة، وكذلك عدم تحديد أسس اختيار المضمون وتنظيمه من حيث الأشكال الثقافية.[12]

ويشعرنا هذا كله بالحاجة إلى دراسة علمية تتناول تطوير كتاب تعليم اللغة العربية للأجانب في ضوء الاهتمامات الثقافية للدارسين.

الإحساس بالمشكلة: ونظراً لعدم الالتفات في برامج تعليم اللغات الأجنبية لتعرف حاجات الدارسين في تعلم هذه اللغات ودراسة اهتماماتهم الثقافية فإننا نشكو من خلو دروس بعض الكتب من موضوعات ثقافية محددة الملامح، وتناسب اهتمامات الدارسين حيث أكد بعض الباحثين على إخفاق كثير من الكتب الدراسية الموجهة إلى الأجانب من الإحاطة بالموضوعات الثقافية إما على مستوى تعبيرات الآداب مثل: إذا تكرمت، لو سمحت، يرحمكم الله، سلامتك، إن شاء الله، توكلت على الله”، أو على مستوى تعبيرات الاحترام أو على مستوى أعلى من ذلك يناسب المستويات المتقدمة ويتمحور حول المفاهيم والاتجاهات الثقافية الخاصة بالمعتقدات والتقاليد والفكر العربي. أما الكتب التي تحوى بعض الموضوعات الثقافية فعادة ما ترتبط بالجوانب الحياتية اليومية دون النظر إلى الموضوعات الثقافية التي تعبر عن الاختلافات الاجتماعية والثقافية المغايرة بين البلاد العربية والأجنبية من جهة أخرى.[13]

ومن المشكلات الرئيسة التي غالباً ما تكون علة باقي المشكلات؛ وجود قصور في برامج تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، ومنها عدم التوازن بين جوانب الإعداد المختلفة، فغالباً ما يطغى الجانب اللغوي على الجانب الثقافي. بل إن معظم الموضوعات الثقافية التي ذكرت في كتب تعليم اللغة العربية للأجانب لم تذكر

مكتملة بجوانبها الفرعية، بل إن هناك بعض الجوانب لم تذكر مطلقاً لعدم اشتمال الكتب عليها، كما لم تتوافر جميع الموضوعات التي اتفق عليها الخبراء.[14]

وقد أكدت بعض الدراسات ومنها دراسة محمد لطفي جاد (1997)، ودراسة محمد عبد الرؤوف الشيخ (1985) على أن ما يحدث في تدريس الموضوعات الثقافية مجرد عرض أساليب مفككة وكلمات متفرقة لا تعطى للدارس صورة حقيقية من الثقافات الأجنبية ولا تزوده بالفهم الثقافي المطلوب.

ومن هنا جاءت فكرة القيام بدراسة لتطوير كتاب تعليم اللغة العربية للأجانب باعتباره كتاب من ضمن الكتب التي تدرس للدارسين بالمستوى المتقدم في ضوء الاهتمامات الثقافية لهم.

مشكلة الدراسة: تتحدد مشكلة هذه الدراسة في قصور كتاب تعليم اللغة العربية للأجانب لبعض الموضوعات الثقافية التي تمثل احتياجات الدارسين، والافتقار إلى حد ما إلى أسس علمية في اختيار الموضوعات الثقافية لتناسب حاجات الدارسين.

  • وللتصدي لحل هذه المشكلة يمكن الإجابة عن السؤال الرئيس التالي:

كيف يمكن تطوير كتاب تعليم اللغة العربية للأجانب في ضوء الاهتمامات الثقافية للدارسين بالمستوى المتقدم؟.

ويتفرع عن هذا السؤال الرئيس الأسئلة الفرعية التالية:

  1. ما أكثر الاهتمامات الثقافية شيوعاً في كتاب تعليم اللغة العربية للأجانب ؟

إلى أي مدى يتمشى كتاب تعليم اللغة العربية للأجانب والذى يتم تدريسه في البرامج مع الاهتمامات الثقافية للدارسين حالياً ؟

  • ما التصور المقترح لتطوير كتاب تعليم اللغة العربية للأجانب في ضوء الاهتمامات الثقافية للدارسين بالمستوى المتقدم؟

أهداف الدراسة: تهدف هذه الدراسة إلى ما يلى:

  1. تحديد الاهتمامات الثقافية الأكثر شيوعاً في كتاب تعليم اللغة العربية للأجانب.
  2. تحديد الفروق بين الدارسين من ثقافات مختلفة في كل من الاهتمامات الثقافية من أجل تحديد العلاقة بين نتائج الدراسة.
  3. وضع التصور المقترح لما ينبغي أن يكون عليه كتاب تعليم اللغة العربية للأجانب في ضوء الاهتمامات الثقافية للدراسين.

أهمية الدراسة: تنقسم أهمية الدراسة إلى قسمين:

  1. أهمية نظرية وتتمثل في تحليل كتاب تعليم اللغة العربية للأجانب للوقوف على الموضوعات الثقافية المتوفرة في هذا الكتاب، حتى يتم الاستعانة بموضوعات ثقافية أخرى تمثل احتياجات الدارسين بالمستوى المتقدم.
  2. أهمية تطبيقية: وتتمثل فيما يلى:
  3. تزويد مؤلفي كتب تعليم اللغة العربية للأجانب بالموضوعات الثقافية التي يميل الدارسون لقراءتها، وحتى تكون محوراً للدروس التي يتم تقديمها في هذه الكتب.
  4. تساعد هذه الدراسة في وضع أساس لإطار ثقافي لبرامج تعليم العربية مما يجعل هذه البرامج خصائصها المميزة وملامحها الخاصة.
  5. تنمى لدى الدارسين الرغبة في تعلم محتوى ثقافي بما يتناسب مع اهتماماتهم الثقافية، ويكسبهم قدرة على التعامل مع ثقافات الشعوب الأخرى.
  6. وضع تصور مقترح لما ينبغي عليه كتاب تعليم اللغة العربية للأجانب في ضوء الاهتمامات الثقافية للدارسين مما يساعد في إعادة تأليف كتب تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها.

مصطلحات الدراسة:

 التطوير: يعرف التطوير لغوياً بأنه: طور الشيء أي حوله من طور إلى طور

التطوير يعني: التغيير أو التحويل من طور إلى طور.

وتعني كلمة تطور” تحول من طوره” تعني كلمة” التطور” التغير التدريجي الذي يحدث في بنية الكائنات الحية وسلوكها.

ويطلق أيضاً على” التغير التدريجي الذي يحدث في تركيب المجتمع أو العلاقات أو النظم أو القيم السائدة فيه”.

التطوير اصطلاحاً هو: التحسين وصولاً إلى تحقيق الأهداف المرجوة بصورة أكثر كفاءة.[15]

مفهوم التطوير إجرائياً: هو عملية جمع وتصنيف وتحليل وتفسير بيانات عن كتاب تعليم اللغة العربية للأجانب في ضوء الاهتمامات الثقافية للدارسين من أجل وضع تصور علمي لمحتوى هذا الكتاب.

كتاب تعليم اللغة العربية للأجانب: كتاب يدرس في مركز تعليم اللغة العربية للأجانب بكلية الآداب جامعة القاهرة.

تعريف الاهتمامات الثقافية إجرائياً: هي كل ما تشتمل عليه المادة التعليمية التي تقدمها مراكز تعليم اللغة العربية للدارسين الناطقين بلغات أخرى من موضوعات خاصة بالثقافة العربية، والثقافة الإسلامية.

حدود الدراسة:

حدود موضوعية: وتتمثل في تحليل وتفسير بيانات كتاب تعليم اللغة العربية للأجانب في ضوء الاهتمامات الثقافية للدارسين ووضع تصور مقترح لمحتوى هذا الكتاب.

حدود مكانية: مركز تعليم اللغة العربية للأجانب بكلية الآداب جامعة القاهرة.

حدود زمانية: استغرق التحليل شهراً واحداً.

حدود بشرية: دارسي اللغة العربية كلغة ثانية بالمستوى المتقدم.

الكلمات المفتاحية: تطوير – كتاب تعليم العربية للأجانب – الاهتمامات الثقافية.

منهج الدراسة:

إن المنهج المناسب لهذه الدراسة هو المنهج الوصفي التحليلي الذى يتم من خلاله جمع وتصنيف وتحليل وتفسير بيانات عن الموضوعات الثقافية المتوفرة بكتاب تعليم اللغة العربية للأجانب في ضوء الاهتمامات الثقافية للدارسين من أجل وضع تصور علمي لمحتوى هذا الكتاب.

أدوات الدراسة:

اشتملت هذه الدراسة على أداتين:

  1. استبانة بالموضوعات الثقافية التي تمثل اهتمامات الدارسين بالمستوى المتقدم.
  2. استمارة تحليل محتوى كتاب تعليم اللغة العربية للأجانب الذى يدرس في مركز تعليم اللغة العربية للأجانب بكلية الآداب جامعة القاهرة.

الدراسات السابقة:

تعددت الدراسات التي تناولت الحديث عن المحتوى الثقافي، ويتم عرضها على النحو التالي:

  1. دراسة سيل Seale 1982 م [16]

هدفت هذه الدراسة إعداد جدول من جزأين يشتمل على العناصر الثقافية كأداة لتقويم المحتوى الثقافي لكتب القراءة في اللغة الإنجليزية كلغة ثانية، وكذلك تقويم المحتوى الثقافي ل (25) كتاباً من كتب القراءة الأكثر استخداماً للإنجليزية كلغة ثانية، واستخدام الباحث المنهج الوصفي في وصف وتحليل وتفسير وتقويم المحتوى الثقافي، واعتمد الباحث على الاستبانة كأداة بحثه وكذلك استمارة تحليل المحتوى، وأظهرت نتائج هذه الدراسة أن الدلالات العالية لقيم (W) توحى بوجود اتفاق حيوي بين المحكمين والخبراء على ماهية المواد التعليمية للثقافة التي يجب أولاً تدريسها، كما أنه لا توجد علاقة بين استخدام الكتاب على نطاق واسع وبين محتواه الثقافي، كما قدمت الدراسة معلومات عن عدد  البنود الثقافية ذات القيمة في الكتاب ومتوسط تغطية البنود والتي توجهنا إلى ضرورة فحص المحتوى الثقافي للكتب.

  • دراسة محمد الشيخ، 1985 [17]:

هدفت هذه الدراسة تحديد الجوانب الثقافية التي تتضمنها كتب تعليم اللغة العربية للأجانب الكبار في المستوى الأول، وتحديد مدى اتفاق هذه الجوانب مع ما ينبغي أن يقدم في كتب تعلم اللغة العربية للأجانب الكبار، واستخدام الباحث المنهج الوصفي، وقام بإعداد استفتاء لبعض مدرسي الأجانب الكبار في مراكز تعلم اللغة العربية بمدينة القاهرة، وكذلك استخدام أداة تحليل محتوى كتب تعليم اللغة العربية للأجانب الكبار في المستوى الأول في ضوء الاستفتاء الذى قام بإعداده، وأسفرت نتائج الدراسة عن تحديد بعض الجوانب الثقافية التي يجب أن تتضمنها كتب تعليم العربية للأجانب الكبار

في المستوى الأول، والتي اشتملت على (23) جانباً ثقافياً وهي: المعالم الحضارية، البيانات الشخصية، العلاقات الزمانية والمكانية، العلاقات مع الآخرين، الخدمات، السفر، في المطعم، في السوق، النقود، الإعلام، الأرقام، السكن، الصحة والمرض.

  • دراسة رشدي أحمد طعيمه، 1998 م [18]:

هدفت هذه الدراسة التعرف على موضوعات الثقافة العربية الإسلامية التي يميل الطلاب في برامج تعليم العربية كلغة ثانية إلى القراءة حولها، وتحديد العلاقة بين هذه الميول وبعض المتغيرات الأخرى الخاصة بهؤلاء الدارسين، واستخدام الباحث المنهج الوصفي، وقام بإعداد استبانة لتحديد موضوعات الثقافة العربية الإسلامية في برامج تعليم العربية كلغة ثانية، وأسفرت نتائج هذه الدراسة عن تحديد بعض موضوعات الثقافة العربية الإسلامية التي يميل الطلاب إلى القراءة حولها في برامج تعليم العربية بوصفها لغة ثانية؛ حيث جاءت بعض الموضوعات في المرتبة الأولى ومنها: ( مفهوم الإسلام وأركانه، حول القرآن الكريم، السنة النبوية ) ويليها موضوعات في المرتبة الثانية ومنها: ( موقف الإسلام بين المركسية والرأسمالية، وتقاليد الشعوب العربية في رمضان ) وأخيراً موضوعات جاءت في المرتبة الثالثة ومنها: ( النقود العربية، التلفاز العربي ).

  • دراسة تنكو،2012 م [19]:

تهدف هذه الدراسة إلى تحليل آراء خبراء اللغة العربية وتعليمها في ماليزيا تجاه معايير “المحتوى الثقافي” في عملية تقويم كتب تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها. وتتبع الدراسة منهجا وصفيا وتحليليا حيث يتم وصف الدراسات و المعايير الشائعة في مجال تقويم كتب تعليم اللغات واقتراح معايير جديدة مطورة من معايير رشدي أحمد طعيمه. ثم تحليل آراء الخبراء نحو هذه المعايير المقترحة حيث أنه يمثلون عدة جامعات وكليات ماليزية تقدم برامج تعليم اللغة العربية في مستويات تعليمية مخـتلفة؛ البكالوريوس والماجستير والدكتوراه. مما سبق تهدف هذه الدراسة بشكل عام إلى الوقوف على تطوير معايير” المحتوى الثقافي” في تقويم كتب تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها. واستخدام الباحث المنهج الوصفي، وتوصلت نتائج هذه الدراسة إلى تعد معايير رشدي طعيمه أهم وأشهر الأدوات المعيارية التي استخدمت في ميدان تقويم كتب تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، بجانب أدوات بارون حسيني، سكيورسو، جياكرا نموكوندان، المجلس

الأمريكي لمعلمي اللغات الأجنبية، ووزارة التربية الماليزية في تقويم كتب تعليم اللغات الأخرى. وقد تم بناء قائمة جديدة للمعايير الفرعية في قسم المحتوى الثقافي وتدريسه.

وقد استفادت الباحثة من الدراسات السابقة في تحديد الموضوعات الثقافية التي يميل إليها الطلاب وخاصة في الثمانينيات والتسعينيات، وهذا يؤكد اختلاف اهتمامات الدارسين حالياً في برامج تعليم اللغة العربية كلغة ثانية، وتحديد أكثر الكتب التي ينعدم محتواها من وجود بعض الموضوعات الثقافية التي تمثل اهتماماً للدراسين الأمر الذى أوجب على الباحثة تطوير محتوى كتاب تعليم العربية للأجانب في ضوء الاهتمامات الثقافية للدارسين.

المبحث الأول: مفهوم الثقافة وخصائصها

  1. مفهوم الثقافة وخصائصها:

يعد مصطلح الثقافة Culture من أكثر المصطلحات شيوعاً في تعليم اللغات، وذلك لما بين اللغة والثقافة من علاقة لا تنفصم عراها. وصلات لا تنقطع حبالها، فاللغة والثقافة كما يقول علماء الأنثروبولوجيا وجهان عملة واحدة.

ولقد تعددت مفاهيم الثقافة حتى بلغت ما يزيد على 150 تعريفاً قامت منظمة اليونسكو بحصرها في تقرير مفصل ورد الحديث عنه في مجلة التربية التي تصدرها اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم بدولة قطر.[20]

وفيما يلى نماذج للتعريفات التي قدمت لمفهوم الثقافة:

يعرفها نصر عارف بأنها:” المعارف والعلوم والآداب والفنون التي يتعلمها الناس، يتثقفون بها، ومن بينها الثقافة” Culture” المتعلقة بالأمور الذهنية والحضارة Civilization والتي تتعلق بالأمور المادية”.[21]

ومن العلماء الذين عرفوا الثقافة باعتبارها دراسة أنثروبولوجيا تصف مجموعة الأعراق البشرية، وتقارن بين اكتشاف علم الأجناس كل من بيتز Bates وكريستال Crystal، ويعرف الثقافة بأنها: هي علم الأجناس البشرية التي تصف طريقة حياة لمجموعة من الناس، وهذه الطريقة تتكون من أنماط السلوك والفكر التي تكتسب بالتعلم، والتي تنتقل من جيل إلى الجيل الذى يليه، فالمفاهيم تشتمل على المعتقدات الخاصة

بمجموعة من الناس وقيمهم، ولغتهم بالإضافة إلى المؤسسات السياسية والأنشطة الاقتصادية، والآلات والطرائق التقنية والنماذج الفنية.[22]

وهناك تعريفات متعددة للثقافة تختلف باختلاف الرؤى وجوانب النظرة إليها، ويتضح ذلك من تعريف     (جون بودلى J0hn Bodley) للثقافة بأنها تشمل كلا من الأبعاد التالية:

  • الموضوعي: وتشمل الثقافة كل شيء على قائمة المواضيع، أو الأصناف مثل: المنظمة الاجتماعية، الدين، أو الاقتصاد.
  • التاريخي: الثقافة تراث اجتماعي، أو تقليد، ينقل إلى الأجيال القادمة.
  • السلوكي: الثقافة سلوك بشرى متعلم مشترك لطريقة الحياة.
  • المعياري: الثقافة نماذج، وقيم، أو تحكم مصالح الفرد.
  • الوظيفي: وسيلة الطريق لحل مشاكل تكيف البيئة أو المعيشة السوية.
  • العقلي: الثقافة مركب الأفكار، أو عادات متعلمة، تمنع الاندفاع. وتميز الإنسان من الحيوانات
  • الهيكلي: تشمل الثقافة الأفكار المزخرفة والمترابطة، أو رموز، أو سلوك.
  • الرمزي: الثقافة مستندة على المعاني المخصصة والمشتركة في المجتمع.[23]

ويرى هشام محمد أن الثقافة هي ما يبقى بعد زوال كل شيء من معلومات، بل هي المورد الإنساني الوحيد الذى لا يتناقص، بل ينمو مع زيادة استهلاكه.[24] والرصيد الثقافي في ضوء هذا التصور كالعلم يزيد بالعطاء، والواقع أنه كلما تبادل إنسان الرأي مع آخر أو الفكرة التي لديه مع فكرة أخرى من إنسان آخر تزايد عدد الأفكار وازداد الإنسان ثراء…..فليست الحصيلة كما قال العقاد أن تكون فكرتك مع فكرة غيرك فكرتين….وإنما يتولد من هاتين الفكرتين فكرة ثالثة ورابعة وهكذا. والثقافة كما قال هشام محمد هي ما يبقى في ذهن الإنسان عندما يتأسى الإنسان العلم…. فليست العبرة إذن بكم المعلومات التي لدى الإنسان بقدر ما هي بحسن توظيفها وترجمتها إلى أداءات وسلوكيات في حياته.

والتعريف الذى تتبناه الباحثة للثقافة هو أنهها أسلوب حياة، أو مجموع السمات التي تميز إنساناً في مجتمع عن إنسان في مجتمع آخر. وهي بذلك مفهوم واسع ذو مستويين: المستوى المهذب من الثقافة ويقصد به الفكر والآداب والفن وغيرها. والمستوى الأنثروبولوجيا للثقافة وهو نمط الحياة بكل ما فيها من عادات تلزم من المؤلفين لهذه المدارس ثقافياً.

  خصائص الثقافة

من التعريفات السابقة تتضح أهم خصائص الثقافة ونجملها فيما يلى:

  • يتسع مفهوم الثقافة عند بعض المفكرين ليشمل حياة الإنسان كاملة ويضيق عند بعضهم فيقصرها على الفكر والفن.
  • الثقافة فرع من فروع الأنثروبولوجيا أي علم الأجناس. وهو علم واسع يضم الثقافة وغيرها من مناشط الإنسان.
  • الثقافة بعدان مادى يتمثل في إنجازات الحضارة ومعنوي يتمثل في الأفكار والقيم والاتجاهات.
  • للثقافة مستويان المستوى العام والمستويات الفرعية. فكل ثقافة عامة ثقافات فرعية تنضوي تحتها. وتعبر كل ثقافة رعية عن قطاع في المجتمع تختلف اتجاهاته سواء كان قطاعاً سكانياً أو جغرافياً أو مهنياً أو تعليمياً. أو غير ذلك.
  • الثقافة مكتسبة وإن كانت بعض أبعادها وراثية مثل الذكاء وغيره من خصائص اتفق على أنها وراثية في المقام الأول.
  • الثقافة معيارية أ يتم في ضوئها الحكم على سلوكيات الأفراد فتقر منها ما تتفق مع معايير المجتمع وترفض ما يخالفها.
  • الثقافة منطلق للإحساس بالذاتية والهوية للجماعة التي تعبر عنها. وتزداد أهمية ذلك في المجتمع العالمي المعاصر الذى تحاول الثقافات الكبرى تهميش ثقافات الشعوب النامية….ومن هنا كان إطلاق مصطلح الذاتية الثقافية والهوية الثقافية.
  • الثقافة ذات أبعاد محسوسة ومجردة. وهو ما يقابل الأبعاد المادية والمعنوية.
  • الثقافة وظيفية إذ تساعد الإنسان على قضاء شئون حياته وحل مشكلاته في ضوء المفاهيم الثقافية التي ورثها.
  • أهداف تدريس الثقافة:

لقد ذكر كثير من الباحثين عددا من الأهداف التي تختص بتدريس الثقافة في برامج تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى؛ حيث إن الدارس بعد الانتهاء من برنامج تعليم اللغة وثقافتها يكون قادراً على أن يتعرف على مجالات كثيرة وأنماط ثقافية جديدة تفيده في حياته اليومية، الأمر الذى يؤكد ضرورة تدريس الثقافة لدى الدارسين لتحقيق أهداف عديدة.

 ومن أبرز الباحثين الذين ذكروا بعض الأهداف الخاصة بتدريس الثقافة الأجنبية بوجه عام لافاييت Lafayette 1980حيث ذكرت أن الطالب بعد الانتهاء من تعلم برنامج تعليم اللغة وثقافتها يتوقع أن يكون قادراً على أن:

  1. يتعرف الآثار الجغرافية البارزة ويشرحها.
  2. يتعرف الأحداث التاريخية المهمة ويشرح مكوناتها.
  3. يتعرف المؤسسات الرئيسة مثل ( المؤسسات الإدارية والسياسية والدينية) ويشرح أدوارها.
  4. يتعرف الآثار الفنية المشهورة مثل: ( العمارة والفنون والآداب).
  5. يتعرف الأنماط الثقافية اليومية النشيطة مثل: ( تناول الطعام، التسوق، التحايا).
  6. يتعرف الأنماط الثقافية الخاملة مثل: ( الطبقات الاجتماعية، الزواج، العمل ).
  7. يتصرف بطريقة مناسبة في المواقف اليومية الشائعة.
  8. يستخدم الإيماءات الشائعة والملائمة.
  9. يحترم المجتمعات والشعوب المختلفة.
  10. ينمى المهارات التي يحتاج إليها لكى يحدد وينظم المعلومات المرتبطة بالثقافة المستهدفة.[25]

كما اهتم سكارينو Scarino اهتماماً كبيراً بالأهدأ المرتبطة بتدريس الثقافة؛ حيث أكد أن الدارس” يمكنه أن يفهم المجتمع الذى يتعلم لغته وثقافته من خلال الأهداف الثقافية والاجتماعية،

ويتمثل هذا الفهم في:

  • فهم طبيعة العلاقات بين الأفراد.
  • فهم أنماط الحياة الخاصة بمجتمع العصر الحديث، والتي تتضمن ( الحياة في المنزل، في المدرسة، في أوقات الفراغ).
  • فهم التقاليد الثقافية لهذا المجتمع.
  • تعرف الاقتصاد الخاص به وعالم الأعمال.
  • فهم مؤسساته الاجتماعية والسياسية.
  • فهم إنجازاته الثقافية.[26]
  • أهمية تدريس الثقافة:

إن تدريس الثقافة له أهمية كبرى في تعلم اللغة الأجنبية؛ حيث تعمل على تنمية الاتجاهات الإيجابية عند الدارسين نحو تعلم هذه اللغة، وتقلل من المشاعر السلبية نحو اللغة التي يتعلمها الدارس، وتجعل عملية التدريس ممتعة ومشوقة؛ حيث يتعرف الدارسون على أنماط ثقافية جديدة، تختلف عم في ثقافتهم الأصلية. مما يؤدى إلى زيادة اهتمامات الدارسين، وإثارة دافعيتهم لكى يتعرفوا على الأنماط الثقافية الجديدة.[27]

بل إن تدريس الثقافة من خلال تدريس اللغة يساعد الدارسين على ممارسة الأنشطة الثقافية داخل فصول الدراسة، وفهم الأنماط الثقافية في اللغة المستهدفة مثل: عادات الطعام والتسوق والتحايا.[28]

 وللتأكيد على أهمية السياق الثقافي لدى دارسي اللغة العربية وثقافتها، قام هارود وتوستراند Haward & Nostrand إلى جانب ألين Allen اتباعها من قبل المتعلمين لفهم الثقافة كما يلى:

  • التصرف بطريقة لائقة في أي موقف اجتماعي.
  • تعرف نموذج من نماذج الثقافة أو السلوك الاجتماعي بعد توضيحه.
  • وصف نموذج من نماذج الثقافة أو السلوك الاجتماعي بطريقة صحيحة لمجموعة من الناس.
  • شرح نموذج اجتماعي.
  • توقع كيفية تطبيق أي نموذج ثقافي في موقف محدد.
  • إظهار موقف ثقافي يجعل المجتمع يتقبل المتعلم الأجنبي.
  • تقويم ما يجب أن يقال في موقف ثقافي معين.
  • وصف وجهة النظر المغايرة في تحليل مواقف ثقافية متباينة.
  • تحديد الأهداف الإنسانية الخاصة بما يتم دراسته.[29]
  • الاستيعاب الثقافي وتعليم اللغات:

اختلف الباحثون حول تعريف الاستيعاب الثقافي، فمنهم من عرف الاستيعاب الثقافي بأنه” عملية يتم فيها تغيير اتجاهات وسلوكيات الدارسين بعد الإقامة لفترة ما في ثقافة مختلفة عن ثقافتهم”.[30] أما هانفي Hanvey فقد عرف الاستيعاب الثقافي بأنه: “القوة التي تحرك متهلم الثقافة من حالة استيعاب ثقافي بلا فهم إلى ثقافة جديدة أقرب إلى الفهم الكلى من الثقافة الثنائية”.[31]

 ومعنى ذلك أن هناك فرقاً بين تعلم ثقافة أجنبية وبين استيعابها. فتعلم الثقافة يكاد يقتصر على فهم أبعادها وإدراك خصائصها دون تكون اتجاهات إيجابية أو سلبية نحوها. ولكن استيعاب الثقافة يتخطى هذا المستوى إلى تمثل الأنماط الثقافية وتكون اتجاهات نحوها. تعلم الثقافة إذن عملية عقلية معرفية. بينما نجد أن استيعابها عملية وجدانية نفسية.

 ويرى أحد الباحثين وجود علاقة طبيعية بين الموضوعات الثقافية التي تدرس في برامج تعليم العربية وبين كيفية استيعاب الدارسين لها؛ حيث إن الدارس عندما يتعلم لغة أخرى غير لغته الأم فإنه بالتالي يتعلم ثقافة جديدة، وهي تختلف عن ثقافته الأم التي تعلمها داخل محيط أسرته، مما يزيد وعى الدارسين بثقافة متحدثي اللغة. فقد يمس هذا الوعى سمات الثقافة: طريقة حياة الناس بالإضافة إلى السمات العلمية والفنية والاقتصادية والتاريخية والجغرافية للمجتمع. كما أن امتلاك اللغة سمة واحدة من الاستيعاب الثقافي إذ يشتمل الاستيعاب على مكونات كثيرة من بينها اللغة، وقلة الاستيعاب الثقافي قد تؤدى إلى سوء تعلم اللغة دائماً.[32]

ولذا يقترح كل من لافاييت وروبرت Lafayette & Robert أهداف الفهم الثقافي التي يمكن أن تختبر في أغلب برامج تعليم اللغة الأجنبية وهي:

  1. المعرفة:

هي القدرة على معرفة المعلومات أو النمط الثقافي. يركز هذا الهدف على المعلومات الواقعية حول النط المختار من ثقافة الهدف أي ثقافة اللغة التي يتعلمها الدارس، وقدرة الدارسين على التذكر، التعرف، وصف المعلومات الثقافية.

  • الفهم:

هو القدرة على توضيح المعلومات أو النمط الثقافي؛ حيث يحتاج الدارس لفهم النمط الثقافي من ناحية معناه، الأصل، وعلاقات داخلية ضمن السياق الثقافي الأكبر.

  • السلوك:

هو القدرة على استعمال المعلومات أو النمط الثقافي؛ حيث يشير هذا الهدف إلى المهارات السلوكية مثل: القدرة على التصرف بشكل ذي مغزى في الحالات الثقافية.[33]

نتائج الدراسة:

بعد أن تم تحديد الاهتمامات الثقافية في كتاب تعليم اللغة العربية للأجانب، وبعد أن تم تحليل محتوى هذا الكتاب في ضوء الاهتمامات الثقافية للدارسين، الجدول التالي يوضح نتائج تحليل كتاب تعليم اللغة العربية للأجانب، ويبين الاهتمامات الثقافية التي تحظى بنسبة عالية طبقاً لتكرارها وأوزانها النسبية في

مسلسلالاهتمامات الثقافيةالتكرارالنسبة المئويةالترتيب
1دور المرأة في المجتمع العربي المعاصر.55.952381
2طرق تدريس اللغة العربية.44.76192
3ظاهرة الفساد في المجتمع العربي وأساليب معالجتها.44.76192
4مشكلات تعليم اللغة العربية.44.76192
5القدس وموقعها في الإسلام.44.76192
6الفنون والعمارة في الثقافة العربية الإسلامية.44.76192
7التراث العربي.33.571433
8مساجد شهيرة في العالم الإسلامي.33.571433
9سيرة الرسول صل الله عليه وسلم.33.571433
10القيم العربية مقارنة بالقيم الغربية.33.571433
11اتجاهات البحث العلمي في الجامعات العربية.33.571433
12الصراع العربي الإسرائيلي.33.571433
13قضية تعدد الزوجات في الثقافة العربية الإسلامية.22.380954
14عالمية الإسلام.22.380954
15مشكلة التخلف في العالم العربي والإسلامي.22.380954
16الآثار الإسلامية.22.380954
17أوضاع المسلمين في المناطق المتنازع عليها.22.380954
18كيف انتشر الإسلام؟؟؟.22.380954
19صورة الغرب في المناهج والكتب المدرسية العربية.22.380954
20الخطاب الإسلامي المعاصر وتجديده.22.380954
21اتجاهات الفكر العربي في المشرق والمغرب.22.380954
22علوم القرآن الكريم.22.380954
23أساليب وضع مناهج تعليم اللغة العربية.22.380954
24اللهجات العربية وخصائصها.22.380954
25أبعاد الصورة المشوهة للإسلام.11.190485
26موقع اللغة العربية في الإسلام.11.190485
27حوار الحضارات في الإسلام.11.190485
28أسس الحوار بين الشرق والغرب.11.190485
29تأثير الحضارة العربية على الحضارة الغربية.11.190485
30صورة الغرب في الإعلام العربي.11.190485
31التشريعات الإسلامية في الوطن العربي.11.190485
32النساء الشهيرات في الثقافة العربية الإسلامية.11.190485
33صحابيات لها دور في الإسلام.11.190485
34أحكام الإسلام في التعاملات الاقتصادية اليوم.11.190485
35مشكلات الأقليات في العالم العربي.11.190485
36الاستشراق وموقعه من الإسلام.11.190485
37مشكلة التنمية العربية.11.190485

كتاب بعنوان: “كتاب تعليم اللغة العربية للأجانب” مرتبة ترتيباً تنازلياً:

ويتضح من الجدول السابق ما يلى:

  1. توافر الاهتمام” دور المرأة في المجتمع العربي المعاصر” بنسبة كبيرة، وجاء في المرتبة الأولى، وهذا راجع إلى أن محتوى هذا الكتاب يعرض دور المرأة ومشاركتها في بعض الأعمال، وكذلك دورها
  2. في تطوير ونهضة المجتمع العربي، ومظاهرة تكريم المرأة في الإسلام، مما يبعث في نفوس الدارسين الرغبة في التعرف على مجهودات المرأة تجاه النهضة بالمجتمع العربي.
  3. أما الاهتمامات “طرق تدريس اللغة العربية، والقدس وموقعها من الإسلام، والفنون والعمارة في الثقافة الإسلامية، وظاهرة الفساد في المجتمع العربي وأساليب معالجتها” حصلوا على المرتبة الثانية، وهذا راجع إلى أن محتوى هذا الكتاب يراعى ميول الدارسين تجاه هذه الموضوعات التي تمثل مواطن اهتمام بالنسبة للدارسين وتشبع حاجاتهم.
  4. وأن كلاً من الاهتمامات “التراث العربي، مساجد شهيرة في العالم الإسلامي، سيرة الرسول صل الله عليه وسلم، القيم العربية مقارنة بالقيم الغربية، اتجاهات البحث العلمي في الجامعات العربية، الصراع العربي الإسرائيلي” حصلوا على المرتبة الثالثة، وهذا راجع إلى أن محتوى هذا الكتاب يراعى اهتمامات الدراسين تجاه هذه الموضوعات التي تمثل مواطن اهتمام بالنسبة للدارسين.
  5. أن الاهتمامات “قضية تعدد الزوجات في الثقافة العربية الإسلامية، وعالمية الإسلام، ومشكلة التخلف في العالم العربي الإسلامي، والآثار الإسلامية، وأوضاع المسلمين في المناطق المتنازع عليها، وكيف انتشر الإسلام؟،وصورة الغرب في المناهج والكتب المدرسية العربية” حصلوا على المرتبة الرابعة، وهذا يعنى أن محتوى هذا الكتاب يراعى اهتمامات الدارسين تجاه هذه الموضوعات التي تشبع حاجات الدارسين.
  6. أما الاهتمامات” أبعاد الصورة المشوهة عن الإسلام، وموقع اللغة العربية في الإسلام، وحوار الحضارات في الإسلام، وأسس الحوار بين الشرق والغرب، وصورة الغرب في الإعلام العربي….إلخ” توافرت بنسب ضئيلة جداً، وهذا يعنى أن محتوى هذا الكتاب لا يراعى اهتمامات الدراسين تجاه هذه الموضوعات على الرغم من توافر الغالبية العظمى من الموضوعات التي تشبع رغبات الدارسين، فقد يكون هذا راجعاً إلى أغفال هذا الكتاب لهذه الموضوعات التي تشبع رغبات الدارسين.
  7. أن الاهتمامات” حقوق الزوج والزوجة في الإسلام، صورة الإسلام في كتب ومناهج التعليم الأجنبية، وخصائص الكتابة العربية، والمذاهب الإسلامية، والخط العربي وجمالياته، والمحرمات في الإسلام، والإعجاز العلمي في القرآن الكريم، وأحكام الحرب في الإسلام، وسلبيات العولمة في العالم العربي والإسلامي، قصة بناء الحرمين الشريفيين بمكة المكرمة والمدينة المنورة، وغزوات الرسول صل الله عليه وسلم، التسامح ى الثقافة العربية الإسلامية، والتبني في الإسلام.

ومشكلة الأمية في العالم العربي وخططه لعلاجها، وأهل الكتاب في القرآن الكريم، وكتابة العربية بدقة وجمال، وأساليب نشر اللغة العربية” لم تتوافر في محتوى هذا الكتاب على الرغم من أن هذه الموضوعات تمثل مواطن اهتمام بالنسبة للدارسين وتشبع رغباتهم، فهذا يعنى أن محتوى هذا الكتاب لا يراعى ميول الدارسين، على الرغم من أن هذه الموضوعات تضع أمام الدارسين رؤى واضحة عن صورة الإسلام في كتب ومناهج التعليم الأجنبية ومقارنتها بصورة الإسلام في كتب ومناهج التعليم العربية، وهذا له دور في تغيير صورة الإسلام لدى الدارسين الأجانب على ردود العلماء المسلمين على الشبهات التي آثارها بعض المستشرقين ضد الإسلام.

وسنعرض رسم بياني يؤكد هذه النتائج ويوضحها بشكل صحيح.

رسم بياني يبين الاهتمامات الثقافية وتكرارها والنسب المئوية وترتيبها في كتاب تعليم اللغة العربية للأجانب

رسم بياني يبين الاهتمامات الثقافية وتكرارها والنسب المئوية وترتيبها في كتاب تعليم اللغة العربية للأجانب

التصور المقترح لكتاب تعليم اللغة العربية للأجانب في ضوء الاهتمامات الثقافية:

في ضوء ما أسفرت عنه نتائج الدراسة من قصور الموضوعات الثقافية في كتاب تعليم اللغة العربية للأجانب، في ضوء ذلك كان لابد من تقديم نموذج لتصور مقترح لمعالجة هذا القصور، بحيث يراعى الاهتمامات الثقافية للدارسين، وفيما يلى بيان ذلك:

أولاً: الأهداف:

  1. أن يواصل الدراسة والتخصص في أحد علوم اللغة.
  2. أن يلم بمجموعة من المعارف والمعلومات حول اللغة العربية.
  3. أن يدرك خصائص اللغة العربية وسماتها وعلومها المختلفة.
  4. أن يدرك جمال اللغة العربية وبلاغتها من خلال التراث الأدبي للغة.
  5. أن يحصل على مجموعة من المعلومات والمعارف عن الثقافة العربية.
  6. أن يستوعب الدارس مفاهيم الثقافة العربية الإسلامية وأنماطها مثل: الزواج – التسوق – عادات الطعام والشراب.
  7. أن يناقش عدداً من القضايا المثارة في الوقت الحاضر، ويبين رأيه فيها مثل: الاستنساخ، تعدد الزوجات.
  8. أن يطبق الشعائر الدينية مثل: الصلاة، والصوم، والزكاة.
  9. أن تتغير وجهة نظره نحو الثقافة العربية الإسلامية، بحيث يرى أنها ثقافة معتدلة وغير متحيزة.
  10. أن يتعرف الدارس على أهم المشكلات التي يعانى منها المجتمع العربي والإسلامي وأساليب معالجتها.

ثانياً: الموضوعات الثقافية التي ينبغي توافرها في محتوى الكتاب:

  1. أهم القضايا المثارة في الوقت الحالي، ورأي الإسلام فيها مثل: ( التبني، الحروب، المشكلات الاجتماعية، والاقتصادية، والاستنساخ).
  2. أشهر الصحف العربية.
  3. أهم المواقع الإسلامية على الإنترنت.
  4. العبادات في الإسلام (الصوم، الصلاة………..).
  5. نماذج من كتب الحديث الشريف(البخاري، مسلم،…….).
  6. نماذج من سير وغزوات الرسول صل الله عليه وسلم.
  7. أحكام تجويد القرآن الكريم(الإدغام، الإظهار، القلقلة،……).
  8. حقوق المرأة في الإسلام، ومظاهر تكريمها.
  9. حقوق الإنسان في الإسلام.
  10. قضية تعدد الزوجات في الثقافة العربية الإسلامية.
  11. صورة الإسلام في كتب ومناهج التعليم الأجنبية.
  12. أسباب الصراع العربي الإسرائيلي.
  13. أسباب تحريم الإسلام لبعض الأطعمة والمشروبات (لحم الخنزير، الخمر،….).
  14. أثر الثقافة العربية الإسلامية في الثقافات الأخرى.
  15. أساليب نشر اللغة العربية والدين الإسلامي.

ثالثاً: المحتوى:

  1. مبادئ تنظيم المحتوى:

هناك مبادئ عامة لتنظيم المحتوى هي: النطاق، التكامل، الاستمرار، التتابع، وفيما يلى بيان ذلك:

  • النطاق Scope

ويعنى أن يتضمن المحتوى الموضوعات التي ينبغي أن ندرسها للدارسين في مستوى معين، ومدى التعمق في هذه الموضوعات، وما ينبغي على الدارسين تعلمه، وما يمكن أن يتعلمه بعض الدارسين ولا يتعلمه البعض الآخر، وما لا يجب أن يكون متضمناً في المحتوى الذى يدرس للدارسين.

  • التكامل Integration

ويعنى العلاقة بين أجزاء المحتوى لمساعدة الدارسين على تعلم الثقافات المختلفة بحيث يحدث تكامل بين الجانب اللغوي والجانب الثقافي.

  • الاستمرارية Continuity

ويعنى التكرار للمفاهيم الرئيسة في المحتوى على مختلف مستويات تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها ( المبتدئ – المتوسط – المتقدم).

 د– التتابع Sequence: ويقصد به الترتيب الذى يعرض به المحتوى على امتداد الزمن.

  • معايير اختيار الموضوعات الثقافية:
  • أن تعبر المادة عن محتوى الثقافة العربية الإسلامية.
  • أن تعكس المادة الاهتمامات الثقافية للدارسين على اختلافهم.
  • أن تعطى صورة صادقة عن الإسلام في كتب ومناهج التعليم الأجنبية.
  • أن تتنوع المادة بحيث تغطى مجالات ثقافية متعددة في إطار من الثقافة العربية الإسلامية.
  • أن يثير المحتوى الثقافي للمادة الدارس ويدفعه إلى تعلم اللغة العربية والاستمرار في هذا التعلم.
  • أن يراعى المحتوى في عرضه للموضوعات الثقافية الفروق الفردية بين الدارسين.
  • أن يتضمن إصدار أحكام ضد الثقافات الأخرى.

أن يتدرج المحتوى في عرض المادة من البسيط إلى المعقد، ومن الكل إلى الجزء، ومن المحسوسات إلى المجردات، ومن المألوف لغير المألوف، ومن الماضي إلى الحاضر، ومن المعلوم إلى المجهول.

توصيات الدراسة:

في ضوء نتائج الدراسة وما كشفت عنه من قصور الموضوعات الثقافية في محتوى كتاب تعليم العربية للأجانب؛ من حيث إنه لا يراعى الاهتمامات الثقافية، لذا يمكن تقديم بعض التوصيات كما يلى:

  1. أن يتم بناء محتوى كتاب تعليم اللغة العربية للأجانب، أهدافاً ومنهجاً وطريقة وتقويماً في ضوء الاهتمامات الثقافية للدارسين.
  2. الاستعانة بالموضوعات الثقافية التي تمثل موطن اهتمام بالنسبة للدارسين في وضع تصور لإطار ثقافي عربي إسلامي لتعليم العربية للناطقين بلغات أخرى من الدارسين المسلمين وغير المسلمين.
  3. عدم إجبار الدارسين على تبنى وجهة نظر معينة، نحو قضية ثقافية معينة، ومحاولة توضيح ما يظهر لهم من قضايا قد تكون غير واضحة في أذهانهم.

مقترحات الدراسة:

تم التوصل إلى اقتراح مجموعة من العناوين يتم دراساتهم في مجال تعليم اللغة العربية للأجانب، ومنها:

  1. برنامج مقترح لتنمية مفاهيم الثقافة العربية الإسلامية لدى الدارسين في برامج تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها في ضوء التحديات المعاصرة.
  2. تطوير برامج تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها في ضوء التحديات المعاصرة.
  3. أثر تعلم أنماط الثقافة العربية في الثقافة الغربية لدى دارسي اللغة العربية لغير الناطقين بها.

المصادر والمراجع

  1. رشدي أحمد طعيمة، محمد السيد مناع:” تعليم العربية والدين بين العلم والفن”، دار الفكر العربي، الطبعة الأولى، (2000) ص:5.
  2. محمود كامل الناقة:” تعليم اللغة العربية والتحديات الثقافية التي تواجه مناهجنا الدراسية”، دار المؤلف، القاهرة، (1997) ص:13-15.
  3. فتحي على يونس:” الاتجاهات الحديثة في تعليم اللغات الأجنبية مع التطبيق على تعليم اللغة العربية” المجلة العربية للفنون والعلوم، مارس، (2000) ص:46.
  4. رشدي أحمد طعيمة: ” الثقافة العربية الإسلامية بين التأليف والتدريس “دار الفكر العربي، القاهرة، (1988) ص:77.
  5. عادل منير أبو الروس:” مدى استيعاب الدارسين لأنماط الثقافة العربية الإسلامية في برامج تعليم العربية للناطقين بلغات أخرى ( دراسة تحليلية)،كلية التربية، جامعة المنصورة، (2001) ص:5.
  6. محمد عبد الرؤوف الشيخ: “الجانب الثقافي في كتب تعليم اللغة العربية للأجانب في المستوى الأول” رسالة ماجستير، كلية التربية، جامعة طنطا، (1998) ص:143.
  7. رشدي أحمد طعيمة: “أساسيات تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها”، جامعة الدول العربية، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، معهد الخرطوم الدولي للغة العربية،(1980) ص7.
  8. دلال أبو السعود: “فعالية المدخل التكاملي لتعليم اللغة العربية للأجانب في تنمية القدرة اللغوية” رسالة دكتوراه، كلية التربية، جامعة عين شمس،(2003) ص:133.
  9. محمد لطفي محمد جاد:” بناء برنامج لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها وأثر ذلك على التحصيل والاتجاه نحو اللغة العربية والثقافة العربية الإسلامية”، رسالة دكتوراه، جامعة القاهرة،(1998) ص:97.
  10. محمد الشيخ:” الجانب الثقافي لكتب تعليم اللغة العربية للأجانب الكبار في المستوى الأول”، رسالة ماجستير، كلية التربية، جامعة طنطا(1985).
  11. رشدي أحمد طعيمة:” المحتوى الثقافي في برامج تعليم اللغات الأجنبية (إطار مقترح)،دار الفكر العربي، الطبعة الأولى، القاهرة (1998).
  12. تنكو عين الفرحة تنكو عبد الرحمن شيك: “معايير المحتوى الثقافي” في تقويم كتب تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها(2012).
  1. دراسة تحليلية لآراء الخبراء في ماليزيا  “،المؤتمر العالمي الأول لطلاب دراسات العليا بالجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا.
  2. اللجنة الوطنية للتربية الثقافية والعلوم: مجلة التربية، الدوحة، قطر، العدد /107/ نوفمبر (1990)،ص:72.
  3. عادل أبو الروس:” مدى استيعاب الدارسين لأنماط الثقافة العربية الإسلامية في برامج تعليم العربية للناطقين بلغات أخرى”، رسالة ماجستير، كلية التربية، جامعة المنصورة،(2001) ص:5.
  4. Hanvey،R” Cross- Cultureal Aubreness” .INE-Smitn and L.luce (eds) (1980).p.141.
  5. Geisinger ،Kurt.Fad Carlson،Janet.F:”Asessing Language Minority Students”. http//www.Ed.Gov/databases Eric-Digest.N.D.P1..
  6. Amen Lousise. D:”Culture Learning the Fifth Dimension in the Language Classroom “Addison- Weslery Published Company INC. America،Second Language Professional Library (1988).p.141.
  7. Lafayette،Robert: “Integrating the Teaching of Culture into the Foreign Language Classroom” Iningerman ،A.J(ED): Towrds a new Integration of Language and culture Northeast Conference on the Teaching of Foreign Languages (1988)p.109
  8. ” Naser Araf:Definition of culture”. Islam online. http//WWW.Islamonline.Net L arabiel Dowalial Mafash// htm (2004).p.2
  9. Bates:”The Culture Concept” http//www.Uimanitoba ca/Faculties/arts/anthropo
  10. John H.Bodley،An Anthropological Perspective From Culture Anthropology:Tribs،States،and the Global System”What is Culture?“http//www Wsuedu/Commons/Topice/Culture/Definitions/Bodley-Text.Htm (1994) .p.2.
  11. Hesham Mohamed:“The Conjection between Knwledge and Culture” http//www.Diwanalarah Com Larticle.N.D.P.5.
  12. Scarino،Angela and others:” Language Learning in Australia” Book in Australia Language Levels Guide Lines. Woden، A.C.T. Curriculum Development center. (1990) P.29،30.
  13. afayette، Robert:“Integrating The Teaching of Culture Into The Foreign Language Classroom”.Vol  http.//www.ACTFL.ORG. (1996). p.431.
  14. Nelson:” Culture in the classroom”: Culture Bound, Brooks Briding the Cultural Gap in Foreign Language Teaching”.Newyork U.S.A,1999,p:12
  15. Culture as Information and Culture as Affective Process: A Comparative study”: Foreign Language Annals Vol. 33.N3 Wright David A(2000),P:134
  16. https://hrdiscussion.com/hr814.html
  17. Seale،B. EJR: An Evaluation of the Cultural Content of EST Dissertation Abstraction Vol 42. 1982.

[1]رشدي أحمد طعيمة، محمد السيد مناع )2000):” تعليم العربية والدين بين العلم والفن”، دار الفكر العربي، الطبعة الأولى، ص5.

[2]محمود كامل الناقة (1997):” تعليم اللغة العربية والتحديات الثقافية التي تواجه مناهجنا الدراسية”، دار المؤلف، القاهرة، ص13:15.

[3]رشدى أحمد طعيمة، محمد السيد مناع (2000): مرجع سابق، ص258.

[4]فتحى على يونس (2000):” الاتجاهات الحديثة ف تعليم اللغات الأجنبية مع التطبيق على تعليم اللغة العربية” المجلة العربية للفنون والعلوم، مارس، ص46.

[5]Brooks,Nelson:” Culture in the classroom”: Culture Bound Briding the Cultural Gap in Foreign Language Teaching”.Newyork , U.S.A , 1999 , P 123.

[6]Wright , David A(2000):” Culture as Information and Culture as Affective Process: A Comparative study”: Foreign Language Annals Vol. 33.N3,p134.

[7]رشدى أحمد طعيمة (1998):” الثقافة العربية الإسلامية بين التأليف والتدريس”، دار الفكر العربي، القاهرة، ص77.

[8]عادل منير أبو الروس (2001):” مدى استيعاب الدارسين لأنماط الثقافة العربية الإسلامية في برامج تعليم العربية للناطقين بلغات أخرى ( دراسة تحليلية)، كلية التربية، جامعة المنصورة، ص5.

[9]رشدى أحمد طعيمة (1998):” الثقافة العربية الإسلامية بين التأليف والتدريس”، دار الفكر العربي، القاهرة، ص92:94.

[10]فتحى على يونس (2000): مرجع سابق، ص49.

[11]محمد عبد الرؤوف الشيخ (1998):”الجانب الثقافي في كتب تعليم اللغة العربية للأجانب في المستوى الأول”، رسالة ماجستير، كلية التربية، جامعة طنطا، ص143.

[12]رشدى أحمد طعيمة (1980):”أساسيات تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها”، جامعة الدول العربية، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، معهد الخرطوم الدولي للغة العربية،ص7.

[13]دلال أبو السعود (2003):”فعالية المدخل التكاملي لتعليم اللغة العربية للأجانب في تنمية القدرة اللغوية”، رسالة دكتوراه، كلية التربية، جامعة عين شمس، ص133.

[14]محمد لطفي محمد جاد (1998):” بناء برنامج لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها وأثر ذلك على التحصيل والاتجاه نحو اللغة العربية والثقافة العربية الإسلامية”، رسالة دكتوراه، جامعة القاهرة، ص97.

[15]https://hrdiscussion.com/hr814.html

[16]Seale,B. EJR: An Evaluation of the Cultural Content of EST Dissertation Abstraction Vol 42. 1982

[17]محمد الشيخ  (1985):” الجانب الثقافي لكتب تعليم اللغة العربية للأجانب الكبار في المستوى الأول”، رسالة ماجستير، كلية التربية، جامعة طنطا.

[18]رشدي أحمد طعيمه (1998):” المحتوى الثقافي في برامج تعليم اللغات الأجنبية (إطار مقترح)، دار الفكر العربي، الطبعة الأولى، القاهرة.

 

[20]اللجنة الوطنية للتربية الثقافية والعلوم: مجلة التربية، الدوحة، قطر، العدد 107 نوفمبر 1990، ص72.

[21]Naser Araf (2004“Definition of culture“. Islam online. http//WWW.Islamonline.Net L arabiel Dowalial Mafash// htm.p.2.)

[22]Bates: “The Culture Concept” http//www.Uimanitoba ca/Faculties/arts/anthropo

[23]John H.Bodley (1994),An Anthropological Perspective From Culture Anthropology:Tribs,States,and the Global System”What is Culture? “http//www Wsuedu/Commons/Topice/Culture/Definitions/Bodley-Text.Htm.p.2.

[24]Hesham Mohamed: “The Conjection between Knwledge and Culture” http//www.Diwanalarah Com Larticle.N.D.P.5.

[25]Lafayette(1980):” Culture in Language Learning”. Northeast Conference on the Teaching of foreign language.U.S.A. Capital City Press,p.79,50.

[26]Scarino,Angela and others(1990):” Language Learning in Australia” Book in Australia Language Levels Guide Lines. Woden, A.C.T. Curriculum Development center. P.29,30.                                           

[27]Lafayette , Robert(1996):“Integrating The Teaching of Culture Into The Foreign Language Classroom”.Vol.p.431. http.//www.ACTFL.ORG.

[28]عادل أبو الروس (2001):” مدى استيعاب الدارسين لأنماط الثقافة العربية الإسلامية في برامج تعليم العربية للناطقين بلغات أخرى”، رسالة ماجستير، كلية التربية، جامعة المنصورة، ص5.

[29]دلال أبو السعود (2003):” فعالية المدخل التكاملي لتعليم اللغة العربية للأجانب في تنمية القدرة اللغوية”، رسالة دكتوراه، كلية التربية، جامعة عين شمس، ص224-225.

[30]Hanvey,R(1980)” Cross-Cultureal Aubreness”.INE-Smitn and L.luce(eds).p.141.

[31]Geisinger,Kurt.Fad Carlson,Janet.F:”Asessing Language Minority Students”.http//www.Ed.Gov/databases Eric-Digest.N.D.P1.

[32]Amen Lousise.D(1988):”Culture Learning the Fifth Dimension in the Language Classroom”Addison-Weslery Published Company INC.America,Second Language Professional Library.p.141.                                                             

[33]Lafayette,Robert(1988):”Integrating the Teaching of Culture into the Foreign Language Classroom” Iningerman,A.J(ED):Towrds a new Integration of Language and culture Northeast Conference on the Teaching of Foreign Languages ,p.109.                                                                         

قيم البحث الأن

راجع البحث قبل التقييم

راجع البحث قبل التقييم

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتًا
التقيمات المضمنة
عرض كل التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا الأن
1
هل تحتاج الي مساعدة او نشر بحثك !
Scan the code
مجلة scp الماليزية
مرحبا
كيف استطيع مساعدتك !