المؤتمراتالمؤتمر السادس

تطوير التعليم العربي وارتباطه بالتربية الخاصة في المملكة العربية السعودية نموذجاُ

تطوير التعليم العربي وارتباطه بالتربية الخاصة في المملكة العربية السعودية نموذجاُ

أ. منيرة بنت عبدالله الصالحي

مشرفة مشروع كنف أحبة التطوعي

مدرسة الثانوية الثانية برياض الخبراء

هدف الورقة:

القاء الضوء بشكل عام على تجربة المملكة العربية السعودية في مجال دمج ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة في مدارس التعليم العام.

ملخص الورقة: 

لا يكتمل تطوير التعليم العربي إلا إذا احتلت التربية الخاصة في هـذا العصر مكانة عالية في ظل اهتمام  الباحثين وعلماء التربية والنفس والطب وغيرهم في مجالاتها المتعددة وأصبح الأطفال غير العاديين يمثلون موقعاً متقدماً في الأولويات التعليمية ، لقد حققت  المملكة العربية السعودية في مجال التربية الخاصة انفراجاً لذوي الحاجات الخاصة لما تقدمه لهم من عون ومساعدة يستطيعون بها التغلب على مختلف التحديات التي تواجههم. 

كما تحرص  المملكة العربية السعودية على الارتقاء بالتعليم إلي مستويات متقدمة، من ناحية المنهج والأداء والمخرجات التعليمية، مواكبة للتقدم الحاصل في العلوم والتكنولوجيا والتعليم البشرية.  ولم تفصل المملكة التربية الخاصة عن التعليم العام في مستوى الاهتمام، بل أولت اهتماما متزايدا للفئات الخاصة، وآزرت الجهود المبذولة في هذا المجال بكافة الإمكانات المتاحة.

وستعرض ورقة العمل هذه إلى التطورات الحاصلة في مجال التربية الخاصة في المملكة العربية السعودية خلال السنوات الماضية، كما ستعرض للتغيرات التي جرت على البدائل التربوية المتاحة لذوي الاحتياجات الخاصة، وبشكل خاص الدمج في مدارس التعليم العام.

عناصر الورقة :

التطور في مجال التربية الخاصة.

التطور في مجال دمج ذوي الاحتياجات الخاصة.

خلفية تاريخية:

قد بدأ تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة في المملكة العربية السعودية  بجهود فردية لاحت منذ عام 1952 وتركزت حول الإعاقة البصرية. واستمرت الجهود الفردية في هذا المجال إلى أن أنشأت  أول مؤسسة حكومية للمكفوفين بالرياض عام 1960  تلاها عام 1962 صدور قرار بإنشاء أول إدارة تختص ببرامج التعليم الخاص الخاصة بالمكفوفين والصم والمعاقين عقليا، وتحولت عام 1972 إلى ثلاثة إدارات منفصلة خاصة بالإعاقات الثلاثة السالفة الذكر(1).

بعد ذلك توالى انشاء المعاهد الخاصة بالمكفوفين، والصم، وذوي الاعاقة العقلية، ثم تسارعت خط التربية الخاصة رغم حداثة التجربة في المملكة نسبياً، فازداد عدد المعاهد وعدد الملتحقين بها زيادة ملحوظة خلال سنوات قليلة مع انتشارها في كافة ربوع المملكة، ولم يقتصر الأمر عل التوسع الكمي في عدد تلك المعاهد والتي تتبع الأسلوب العزلي في رعاية هؤلاء الفئة، بل سارعت المملكة بتطبيق أسلوب الدمج التربوي في مدارس التعليم العام

وقد ساهم في تطور حركة التعليم الخاص بالمملكة عدد من الجمعيات المحلية والعربية كالمكتب الإقليمي الدائم للجنة الشرق الأوسط لشئون المكفوفين (سابقا)، وجمعية رعاية الأطفال المعوقين، وجمعية الوفاء، والجمعية الفيصلية، ومؤسسة الأمير سلطان بن عبد العزيز الخيرية، ومركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، وغيرها من المؤسسات التي أخذت على عاتقها مهمة المساهمة في دعم عجلة التعليم الخاص جنبا إلى جنب مع الجهات الرسمية.

وتعتبر المملكة العربية السعودية عضواً في الرابطة الخليجية للتوحد لدعم أطفال التوحد وأسرهم في منطقة الخليج العربي. كما تتشرف المملكة بتأسيس أول جمعية عربية للتوحد تمت الموافقة عليها رسمياً في شهر ذو القعدة من العام 1423هـ – 2003م  لتكون منطلقا أساسياً لتفعيل برامج التوحد.

وتعتبر جامعة الملك سعود من الجامعات السعودية الرائدة في هذا المضمار، حيث أنشئت عام 1984 قسم التربية الخاصة والذي يعتبر القسم الأول في المملكة والعالم العربي الذي يؤهل طلابه طالباته للحصول على درجة البكالوريوس في التربية الخاصة

وقد قامت وزارة التعليم العالي بالتوسع في إنشاء أقسام أخرى للتربية الخاصة في الجامعات والكليات الأخرى كجامعة الملك خالد في أبها وجامعة الملك عبدالعزيز في جدة وكلية دار الحكمة وكلية المعلمين. وسيتم إنشاء المزيد من الأقسام في المدن الرئيسية في المملكة في القريب العاجل بإذن الله تنفيذا لتوجيهات سمو ولي العهد لتطوير خدمات التربية الخاصة في المملكة.

التطور في مجال التربية الخاصة  بالمملكة العربية السعودية :

لقد حرصت حكومة خادم الحرمين الشريفين على تقديم وتذليل الخدمات المقدمة لذوي الاحتياجات الخاصة ورعايتهم وتطوير سبل الراحة لهم ، كذلك ودمجهم في المجتمع وافتتاح المراكز التي تعتني وتحرص على تقديم الخدمات لهم ومنها:
1-  رعاية الطفولة: حيث تسهم الجمعيات الخيرية الأهلية بإنشاء وتشغيل دور الحضانة الإيوائية لرعاية الأطفال ذوي الظروف الخاصة.
2-  مراكز إيواء ورعاية المعاقين.
3-  مراكز التعليم الخاص بالمعاقين.
4-  الإشراف على مراكز خدمة المعاقين ومشاغل تدريب المعاقات.

التطور في مجال دمج ذوي الاحتياجات الخاصة المملكة العربية السعودية:

انطلاقا من سياسة التعليم في المملكة والتي نصت على أن تعليم المتفوقين والمعوقين جزء لا يتجزأ من النظام التعليمي بالمملكة،ومواكبة للتطورات التي يشهدها مجال التربية الخاصة في المملكة،وإدراكا من وزارة التعليم لحجم المشكلة فقد وضعت الأمانة العامة للتربية الخاصة بالوزارة عشرة محاور تنطلق من استراتيجية تربوية تهدف إلى تفعيل دور المدارس العادية في مجال تربية وتعليم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وتوسيع نطاق دور معاهد التربية الخاصة ليضطلع بأدوار أخرى غير التي كان يؤديها مسبقا.

فعلى المستوى الرسمي بالمملكة،  بدأ اهتمام وزارة التعليم بهذه الفئة منذ عام 1416هـ ( 1996م) ، عندما سجل  مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث  وجود حالات لأطفال يعانون من اضطراب التوحد وهم  بحاجة إلى رعاية خاصة ، فقامت وزارة التعليم بتشكيل لجنة اشتركت فيها وزارة العمل والشؤون الاجتماعية والاطباء المختصين  بالمستشفى التخصصي ، وتم الاتفاق على محاولة حصر الموجودين من أفراد هذه الفئة في معاهد وبرامج التربية الفكرية ومراكز وزارة العمل والشؤون الاجتماعية.

وقد بدأت الخدمات المتخصصة للأطفال الذين يعانون من التوحد تأخذ مكانها في مراكز ومدارس المملكة العربية السعودية الحكومية منذ عام 1998، حيث خطت خطاها الأولى من خلال ثلاثة برامج في كل من الرياض وجدة والدمام، ثم تضاعف هذا العدد ليصل إلى 22 برنامج منتشرة في مدن  المملكة المختلفة حتى هذا العام 1423هـ  2003م.  ويتوقع أن يزيد عدد البرامج ليصل إلى 25 برنامجاً قابلا للزيادة خلال الأعوام القادمة.  

ويستهدف الدمج في المملكة فئتين:

الفئة الأولى موجودة أصلا ضمن المدرسة العادية وتستفيد من برامجها التربوية، لكنها بحاجة الى خدمات التربية الخاصة: مثل الموهوبين والمتفوقين، وفئة صعوبات التعلم ، وفئة المعوقين جسميا وحركيا، وفئة ضعاف البصر، وفئة المضطربين سلوكيا وانفعاليا، وفئة المضطربين تواصليا.

 أما الفئة الثانية: فهي تدرس تقليديا في معاهد التربية الخاصة، أو برامج الفصول الخاصة الملحقة بالمدرسة العادية، لكنها تحتاج إلى الاندماج التام مع الأقران العاديين في المدرسة العادية مثل: فئة المكفوفين وضعاف السمع.

وقد أحدث الدمج نقلة نوعية وكمية هائلة في مجال تربية وتعليم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في المملكة رغم قصر عمر التجربة في هذا المجال.  حيث بلغ عدد برامج التربية الخاصة (66) معهدا وبرنامجا للبنين والبنات عام 1995/1996.  تضاعف هذا العدد ليصل (1120) معهدا وبرنامجا للبنين والبنات عام 2002/2003. 

النقاط التالية:

جاءت الزيادة المذكورة سابقا في عدد المعاهد والبرامج لصالح البرامج المستحدثة على حساب المعاهد.  حيث كان عدد المعاهد عام 1995/1996 (54) معهدا منها (36) للبنين و (18) للبنات وكان عدد البرامج في ذلك العام (12) برنامج للبنين ولاشيء للبنات، بينما اصبح عدد المعاهد في عام 2002/2003 (66) معهدا للبنين والبنات منها (38) للبنين و(28) للبنات، واصبح عدد البرامج (1054) برنامجا منها (874) للبنين و (180) للبنات. كما أن الزيادة الضئيلة في عدد المعاهد تعود الى تحول بعض المعاهد ذات المراحل المتعددة إلى اكثر من معهد للبنين، وزيادة محدودة للبنات وبناء عليه فقد اصبح عدد التلاميذ المستفيدين من برامج التربية الخاصة في المدارس العادية يفوق كثيرا إعداد أولئك الذين يدرسون في معاهد التربية الخاصة والبرامج الملحقة بها، حيث بلغت نسبة البنين المدمجين (78%)، ونسبة البنات المدمجات (46%).

لم تعد التربية الخاصة تتركز في المدن ذات الكثافة السكانية فقط، و إنما أخذت تنتشر   لتشمل برامجها المدن الأقل كثافة إضافة إلى القرى في المملكة.

التوصيات:

  1. وضع خطط استراتيجية مستدامة تتبعها خطط تنفيذية إجرائية لتطوير برامج وخدمات التربية الخاصة في دول الوطن العربي يشرف عليها وزارة العليم ووزارة الخدمة الاجتماعية.
  2. ضرورة تبني مكتب التربية العربي لإجراء البحوث المسحية حول نسب انتشار وحدوث الإعاقات المختلفة في دول الوطن العربي لما لها من أهمية في التخطيط الاستراتيجي لتطوير الخدمات المختلفة للطلبة ذوي الإعاقات.
  3. تطوير آليات تنفيذ الدمج والتعليم الشامل لجميع الطلبة ذوي الإعاقات في مدارس التعليم العام والخاص بدول الوطن العربي وفق الإمكانيات المتاحة من خلال إعداد دراسات وبرامج مشتركة يقوم بها الباحثون والأكاديميون والممارسون من التربويين ويدعمها صانعو القرار والقنوات الرسمية.

الخاتمة:

لم تعد التربية الخاصة مقتصرة على فئات المعوقين التقليدية المعروفة، المكفوفين والصم والمعاقين عقليا، بل أصبحت تضم فئات عديدة مثل: الموهوبين، وضعاف البصر، وضعاف السمع، وذوي صعوبات التعلم، والمعوقين جسديا وحركيا، والتوحديين، ومتعددي الإعاقة.  وتعمل الأمانة حاليا على ضم فئات أخرى تندرج ضمن نطاق المفهوم الشامل الحديث للتربية الخاصة.

تعددت أنماط تقديم خدمات التربية الخاصة في المملكة،لتشمل خدمات المعاهد الداخلية والمعاهد النهارية، والفصول الخاصة الملحقة بالمدرسة العادية، وبرامج غرف المصادر، وبرامج المعلم المتجول، وبرامج المعلم المستشار، وبرامج متابعة في التربية الخاصة مما أدى إلى تلبية احتياجات الأطفال على اختلاف فئاتهم(2)

    كما ظهر العمل التطوعي بشدة في هذا المجال أيضا وتم نشره بصورة كبيرة على مستوى المملكة في جميع القطاعات منها وزارة التعليم التي خصصت جائزة خاصة للعمل التطوعي والتي تشرفت بالإشراف على أحد هذه الأعمال بالمدرسة وهي مشروع كنف أحبة التطوعي لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة.. 

المراجع:

  1. بن طالب، رائد،(2003)، تقرير عن برنامج التوحد في معهد التربية الفكرية بشرق الرياض، الرياض.
  2. العثمان، ابراهيم.(2003)، تقرير عن برامج التوحد بالأمانة العامة للتربية الخاصة بوزارة التعليم، الرياض.

قيم ورقة العمل الأن

راجع ورقة العمل قبل التقييم

راجع ورقة العمل قبل التقييم

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتًا
التقيمات المضمنة
عرض كل التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا الأن
1
هل تحتاج الي مساعدة او نشر بحثك !
Scan the code
مجلة scp الماليزية
مرحبا
كيف استطيع مساعدتك !