العدد الرابعالمجلد الأول 2018

أثر النظام التكيفي الذكي في تجويد التعلم لدى المتعلمات في مادة التربية الأسرية للمرحلة الابتدائية

أثر النظام التكيفي الذكي في تجويد التعلم لدى المتعلمات في مادة التربية الأسرية للمرحلة الابتدائية

الباحثتان

جيهان جميل مندورة – نجلاء مهنا الجهني

1439-1440 هـ

معرف الوثيقة الرقمي : 2018129

ملخــــــص:

هدفت الدراسة الحالية إلى الوقوف على أسباب ضعف أثر التقنية الحديثة في تجويد التـعلم لدى الطالبات في مادة التربـية الأسرية بالمرحلة الابتدائية. حاولت الدراسـة الإجابة عن السؤال التالي:

ما أثر التقنية الحديثة في تجـويد التعلم لدى الطالبات في مـادة التربية الأسرية بالمرحلة الابتدائية؟

وتم استخدام بطاقة ملاحظة لقياس أثر تكييف التقنية الحديثة في تجويد التعلم لدى الطالبات في مادة التربـية الأسـرية بالمرحلة الابتدائية من تصمـيم الباحـثتان وإجـراء المقـابلات الشخصية مع (المعلـمات، القائـدة التربويـة، أميـنة مصادر التـعلم، الطـالبات، أوليـاء الأمور)، وأظهرت نتائج الدراسة فاعلية عالية على العينة المختارة تلخصت في التالي: ارتفاع مستوى التفاعل التشاركي والجاذبية من قبل الطالبات أثناء ممارساتهم لمهمات رقمية ونشاطات وخبرات ثرية تربطهم ببيئتهم الحياتية في جو من التنوع والتحدي المعرفي المصحوب بالأمان النفسي، كما خدمت طالبات صـعوبات التـعلم وذوات الاحتياجات الخاصة مما أدى إلى تحسن جودة التعليم والتعلم وصولاً للتعلم النشط الفاعل.

Abstract

The present study aimed to identify the reasons for the weakness of the effect of modern technology in improving the learning of students in the field of family education in the primary stage. The study attempted to answer the following question: What is the effect of modern technology on improving students’ learning in family education in the primary stage.

A note card was used to measure the effect of adapting modern technology in improving students’ learning in family education in the primary stage of the design of the two researchers and conducting interviews with the teachers, the educational leader, the secretary of the learning sources, the students and the parents. The results of the study are summarized in the following: The high level of interaction and attractiveness of the students during their practice of digital missions and rich activities and experiences that connect them to their environment in a climate of diversity and cognitive challenge accompanied by psychological security. And learning and special needs, which led to improved quality of teaching and learning to.

المقدمة:

دخـلت التقنـيات الحديـثة في كـل مجـال فأصبـحت عـلوم الحاسـب الآلي من أسـاسـيات المـواد الدراسية في مختلف مراحل التعليم العام وتعتبر عامل جذب للطلاب تعمل على إدراك المفاهيم والعمليات العقلية. ومع التكاثر للمعلومات والتكنولوجيا في القرن الواحد والعشرين -من ثورة معرفية واتصالية-تطورت خلالها من مجرد أدوات تقنية محدودة إلى تقنية تشـاركية لن يجدي بعـد الآن تجـاهـل تغـير توجه طلابـنا، والأدوات التي نستـخدمها في تعليـمهم فـقد غـدا المـعلم والطـالب شركـاء في صـياغة المحـتوى وصار التـعلم مـسؤولية جـميع الأطراف عبر شبكات تـبادل المـعرفة والخـبرة وطـرح أفـكار إبداعـية تتـسم بالتحـدي الفـكري في مجتمع معلم متعلم وصولاً إلى تحقيق رؤية المملكة /2030/ (مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، ووطن طموح.).

ولكي يـتم تقـديم مناخ مـلائم لتنـمية القـدرات الإبداعـية للطـلبة في المـناهج الدراسية ومراعاة التـمايز بيـنهم وخـلق عملـية تكـيّف لتـلك البيـئات والرقمـيات مع خصائص وأنماط وأسـاليب المتعلـمين المخـتلفة فيـنبغي تحقـيق الانغـماس في التكـنولوجيا من خـلال تأهـيل المـعلم للقيام بمـهامه على الشـكل الصحـيح، وإذا كانت رسالة التعليم هي أن نعد أبناءنا لزمن غير زماننا، فإن الواجـب التـربوي يفرض علـينا كمـربين أن نوجـه اهتـمامنا نـحو تنـمية مهـارات التفكير عمـوماً لدى الناشـئة وخاصـة العقلـية العلـيا منـها حتى لا يصبح ما نعلِّمه في المدرسة منتهي الصلاحية ويحـتاج إلى تجديد بعد فترة زمنـية قصيرة. وهذا ما يجـب أن تكون عليه الفصول في القرن الحـادي والعشرين، حيث أن الأدوات الرقـمية هي الخيار المتاح دوماً وليس مجرد حدث نخطط لإقامته بين الحين والآخر.  

مشكلة البحث:

من خلال الزيارات الميدانية الصفية لوحظ لدى معظم المعلمات أنه بمجرد توفير المادة العلمية على أحد برامج العرض التقنية، بالنسخ واللصق وتدعيمها بالعروض المرئية – الثابتة والمتحركة – أنهن قد حققن أهداف التعلم بينما كانت العروض التقديمية وكأنها كتاب مفتوح لم تُحدث أي تفاعل أو جذب للطالبات في العملية التعليمية ولم تؤدي دورها كأداة توضيح وتشويق للتعلم، وبذلك تحددت مشكلة البحث بضعف المعلمات في التوظيف الأمثل للتقنية واستثمارها من خلال التفكير المشترك والانتقال من ضيق الجهد الفردي إلى سعة العمل الجماعي.

مبررات البحث:

  • يوجد ضعف لدى المعلمات في انتقائية البرامج الالكترونية المناسبة لمحتوى التعلم وتلخص جهدها في مجرد إسقاط التكنولوجيا على ممارسة موجودة بالفعل.
  • قلة دافعية الطالبات تجاه المواد التقنية المقدمة أثناء الدراسة.
  • عدم ثبات المعرفة عند الطالبات لفترة طويلة، بمعنى التصاقها في الذهن واسترجاعها وقت الحاجة.
  • مهارات الطالبات في التقنية تفوق مهارات معلماتهن.

فرضيات البحث:

  • إذا تم التخطيط لتوظيف الوسائط الالكترونية المصاحبة للمنهج بجعل الطالبة هي محور العملية التعليمية فإن مستوى دافعية التفاعل والمشاركة في الدروس سوف تتحسن.
  • إذا تم توفير فرص التعلم التكنولوجي وبناء المعرفة وتبادل الخبرات من خلال تشارك مجموعات صغيرة من المتعلمات لإنجاز مهمات ما؛ بالاعتماد على مصادر المعلومات التقنية المتنوعة فإن التعلم يصبح ذو معنى (تعلم للحياة).

وقد تم جمع البيانات باستقراء بعض آراء المعلمات إلى جانب مقابلة بعض الطالبات وباستخلاص الفوائد من الدراسات السابقة، حتى يتبين لنا وللمعلمات والطالبات ضرورة تغيير أساليب التدريس وتوظيف البرامج التقنية بذكاء في المحتوى التعليمي، ولتنفيذ ذلك تم وضع الخطة الإجرائية التالية:

الخطة الإجرائية:

إجراءات التنفيذالمصادرزمن التنفيذالصعوبات والبدائل المقترحة
البشريةالمادية
تم توجيه المعلمات للتنويع في أساليب استخدام الوسائط الإلكترونية المصاحبة لمناهج المشروع الشامل في التعليم الأساسي لمادة التربية الأسرية بطرائق متعددة تارة في مقدمة الدرس وثانية كأنشطة ثرية في عرض سير الدرس وثالثة في التقويم الختامي وأحياناً كمواد تعليمية في التعلم المعكوس ..معلمة المادة الطالبات المشرفة التربويةأقراص إلكترونية (الوسائط الالكترونية المصاحبة لمناهج التربية الأسرية – الباركود المتضمن في مقررات التربية الأسرية) – جهاز الحاسب آلي – جهاز العرض – حجرة مصادر التعلمشهرينعدد محدود من الطالبات لم يتمكن من استعراض المواد التعليمية عند تنفيذ استراتيجية (التعلم المعكوس) الفصل المقلوب لعدم توفر أجهزة حاسب آلي لديهن بالمنازل وتم التنسيق مع أمينة المصادر على استقبالهن في حصص الانتظار لاستعراض المواد التعليمية قبل بدء الدرس
تم توجيه المعلمات للتوظيف الأمثل للتقنية الحديثة (برامج وتطبيقات الأجهزة اللوحية، المنصات الالكترونية، مواقع الاختبارات الالكترونية …)معلمة المادة الطالبات المشرفة التربوية(برامج وتطبيقات الآيباد، المنصات الالكترونية، مواقع الاختبارات الالكترونية) -جهاز الحاسب الي – جهاز العرض – حجرة مصادر التعلمشهرينعدد محدود من الطالبات لم يتمكن من المشاركة في المهمات لعدم توفر أجهزة حاسب آلي أو حسابات إلكترونية لديهن وتم التنسيق مع أمينة المصادر باستقبالهن في حصص الانتظار لاستخدام الأجهزة والاشراف على فتح حسابات إلكترونية خاصة بهن. عدد من الطالبات لم يتوفر لديهن أجهزة لوحية وقد تم توفير بعض الأجهزة من قبل إدارة المدرسة.

أهداف البحث:

  1. تطوير الكفاءة التقنية الاحترافية لدى المعلمات.
  2. تغيير طريقة عرض المحتوى بناءً على الاستجابات الفردية لكل طالبة على حدة (تفريد التعليم).
  3. تقديم المحتوى التعليمي بطريقة تقنية ذكية تربط الطالبة بالحياة وتجعل تعلمها ذو معنى.
  4. تحويل المتعلمة من المستقبلة السلبية إلى مشاركة في العملية التعليمية.
  5. إيجاد بيئة تعليمية تعلمية علاجية آمنة للطالبات.

النتائج والتوصيات:

تم تنفيذ الخطة خلال شهرين حيث أعيدت صياغة الأنشطة التعليمية في الكتاب المدرسي لتتلاءم مع أسلوب التطبيق المقترح وتتيح المجال لتوظيف التقنية في تدريس المحتوى التعليمي بذكاء، وقد لاحظنا ارتفاع مستوى التفاعل التشاركي والجاذبية من قبل الطالبات أثناء ممارساتهم لمهمات رقمية ونشاطات وخبرات ثرية

تربطهم ببيئتهم الحياتية في جو من التنوع والتحدي المعرفي المصحوب بالأمان النفسي، كما خدمت طالبات صـعوبات التـعلم وذوات الاحتياجات الخاصة مما أدى إلى تحسن جودة التعليم والتعلم وصولاً للتعلم النشط الفاعل.

التعريف الاجرائي لمصطلحات البحث:

  • التعلم التكيفي (المؤقلم): هو عملية التعلم حيث تتغير طريقة عرض المحتوى استناداً إلى الاستجابات الفردية لكل طالب على حدة. وتعتبر أنظمة التعلم الرقمية أنظمة تكيفية عندما تُحدث تغييراً حيوياً لأفضل بدائل للتعلم.
  • الوسائط الإلكترونية المتعددة: هو مصطلح واسع الانتشار في عالم الحاسوب يرمز إلى استعمال أجهزة مختلفة لحمل معلومات المناهج التعليمية التربوية مثل (النص، الصوت، الرسومات، الصور المتحركة، الفيديو، التطبيقات التفاعلية) بشكل متكامل ومتوازن ومرن ومتطور، تلبي حاجات الطلاب ومتطلبات خطط التنمية الوطنيــة، وتحقق تفاعلاً واعياً مـع التطورات التقنية والاتجاهات التربوية الحديثة، وتقود إلى التفكير والتأمل والتدبر والتعلم المستمر.
  • التعلم التشاركي: هو توفير فرص التعلم وبناء المعرفة للطلاب وتبادل الخبرات من خلال تشارك مجموعات صغيرة من المتعلمين في إنجاز عمل أو مهمة ما بالاعتماد على مصادر المعلومات المتنوعة عبر أجهزة الحاسوب عن طريق الاتصال المتزامن أو غير المتزامن.
  • الإنفوجرافيك: هو فن تحويل البيانات والمعلومات والمفاهيم المعقدة إلى صور ورسوم يمكن فهمها واستيعابها بوضوح وتشويق وهذا الأسلوب يتميز بعرض المعلومات المعقدة والصعبة بطريقة سلسة وسهلة وواضحة.
  • التعلم الرقمي: هو التعلم الذي يحقق فورية الاتصال بين الطلاب والمعلمين إلكترونياً من خلال شبكة إلكترونية.
  • المهمات الرقمية: هي نوع من مهمات القرن الحادي والعشرين تحقق الانغماس في التكنولوجيا يختار ويستعمل خلالها الطلاب الأدوات الرقمية التفاعلية. 
  • اللاصقة العقلية: تعبير استعاري ينم عن التصاق الخبرات في الذهن.
  • مفهوم الـمحفزات التعليمية (Gamification): هي عبارة عن إدماج الألعاب أو عناصر الألعاب ومبادئها في نشاط تربوي من أجل الوصول إلى هدف تعلمي أو تحقيق كفاية رئيسية.

حدود أو محددات البحث: يقتصر البحث على الحدود التالية:

  • ابتدائية تحفيظ القرآن الكريم بينبع البحر في إدارة التعليم بمحافظة ينبع للعام الدراسي 1439-1440هـ
  • الوسائط الالكترونية للتربية الأسرية المعتمدة من وزارة التعليم والباركود المتضمن في المقررات وتطبيقات الأجهزة اللوحية والمنصات الالكترونية ومواقع الاختبارات.

أدوات البحث: تم تقديم برامج تدريبية للمعلمات المستهدفات ساهمت في التطوير النوعي لمهاراتهم التقنية، كما تم اتباع أسلوب المقابلة للتقصي وقياس أثر دمج التقنية الحديثة في تجويد التعلم.  

  • البرامج التدريبية (الوسائط التعليمية -التعليم الممتع – الانفوجرافيك – التعلم الرقمي – تقنيات بلا حدود).
  • مقابلات شخصية.
  • بطاقة ملاحظة.

مفهوم التعلم التكيفي (التعلم المؤقلم): التعلم التكيفي أو ما يطلق عليه أحياناً التعلم المؤقلم بمفهومه الواسع هو:

عملية التعلم حيث تتغير طريقة عرض المحتوى استناداَ إلى الاستجابات الفردية لكل طالب على حدة. وتعتبر أنظمة التعلم الرقمية أنظمة تكيفية عندما تُحدث تغييراً حيوياً لأفضل بدائل للتعلم.

ويزود التعلم المؤقلم المعلم بأفضل الطرق لرصد التقدم الذي يحرزه طلابهم وتحديد المهام التي تعالج احتياجات كل فرد وتنبع قوة أنظمة التعلم المؤقلمة من قدرتها على استهداف تعليم فوق مستوى قدرة الطالب الحالية (لتخلق دافع التحدي بدلاً من تثبيط الطالب) ومحتوى محدد يتناسب واحتياجات الطلاب، بالإضافة إلى ذلك، تعالج بعض النظم التعليمية التكيف وتحول الطالب إلى أفضليات أخرى للتعلم (هيام حايك، 2015م).

يمكن توضيح مفهوم التكيف من اتجاهين:

  • تكيف المتعلم ويسمى (التكيف النوعي أو الكيفي): وفيه يمكن اعتبار الطالب موضوعاً أو هدفاَ إذا تم تمكين الطالب، فيصبح الطالب قادراً على اختيار خطته التعليمية الفردية بالتشاور مع المعلمة، أو أن يصبح قادراً على الاختيار بين البدائل داخل الصف، وهنا يكون الطالب المصدر الفعال والنشط في العملية

التعليمية الخاصة به، مادام تحقق له ما يناسب احتياجاته وقدراته، سنجد متعلماَ مرناً ديناميكياَ وفعالاَ ولا يكون متلقياَ سلبياً.

  • تكيف المعلم لبيئة التعلم ويسمى (التكيف المحيط أو الكمي): وفيه يكون المعلم المصدر الأساس لجميع القرارات والمسؤولالوحيد عن التكيف الخاص بالمستويات والمحتويات والاستراتيجيات، والأنشطة والاختبارات وغيرها من منظومة العملية التعليمية التي تحيط بالمتعلم لأجل إحداث أكبر قدر من التأقلم والتكيف مع خصائص المتعلمين المختلفة والمتعددة.

فالتعلم التكيفي هو ابتكار يهدف إلى تغيير القواعد في التعليم حيث أنه استخدم تاريخياً في التعليم العلاجي من خلال استخدام متطور للغاية وأدوات تقنية متكاملة. (محمد عبد الحميد،2014).

كما أنه وسيلة لحل المشكلات وتقديم صيغ شخصية وعلاجية للتعليم، ويعد العلاج مهماً على نطاق واسع وخاصة بالنسبة للأعداد المتنوعة من الطلاب ذو الاحتياجات التعليمية المختلفة، كما يعد حلاً مقنعاً للاختلافات المتعلقة بارتفاع التكاليف التعليمية وللحاجة الملحة إلى إنتاج خبرات تعليمية أكثر إقناعاً وتأثيراً في الأجيال الجديدة حيث يقدم التعلم التكيفي وسائل غير متزامنة مع التعليم وحيث تلغى الحاجة إلى الدورات العلاجية المقررة أو الدورات التدريبية الليلية. (طارق حجازي، 2015).

فتطويع التقنية بمختلف أشكالها لتقديم ما يلائم أسلوب التعلم الداخلي الخاص بالمتعلم هو ما يوفره النظام التكيفي في التعليم، حيث سخر التقنية في خدمة المتعلمين بطريقة نوعية انتهت من خلالها فكرة تقديم المحتوى الالكتروني الموحد لجميع الطلاب، فأصبح كل متعلم يدخل إلى بيئة التعلم التي بدورها تحدد نمطه في التعلم وبالتالي تعرض له المحتوى بالطريقة المناسبة له.

وقد كان الدافع وراء التعلم التكيفي بشكل جزئي إدراك أن تصميم التعلم لا يمكن أن يتحقق على نطاق واسع باستخدام النهج التقليدية غير التكيفية، فنظم التعلم التكيفي تسعى لتحويل المتعلم من المستقبل السلبي للمعلومات إلى متعاون في العملية التعليمية (Brusilovsky’Peter’2003).

فدائماً ما نسعى من خلال تقنية التعليم إلى تحويل دور المتعلم من المتلقي السلبي الذي يعتمد على التلقين والحفظ والاستظهار فقط، وهذا ما يعمل عليه التعلم التكيفي، فعندما يجد المتعلم ما يناسبه يتم تحفيزه وزيادة دافعيته نحو التعلم.

ويعرف التعلم التكيفي إجرائياً: بأنه أحد أساليب التعلم التي يقدم فيها التعلم وفقاً لأنماط وأساليب وخصائص المتعلمين المختلفة، كلاً وفقاً لطريقة تعلمه، سواء أكانت طريقة تقليدية أو إلكترونية، وذلك

بمراعاة الفروق الفردية، ويحدث هذا التكيف للبيئة التعليمية والمحتوى وطريقة عرضه والطالب والمعلم بشكل كمي وكيفي.

فالتعلم التكيفي هو نظام تعليمي قائم على جهاز الحاسب أو عبر الويب والذي يعدل تقديم المواد وفقاً لأداء واستجابة المتعلم أثناء عملية التعلم. (تامر الملاح ،2017).

أهمية التعلم التكيفي القائم على التقنية: تمثل التقنية في القرن الواحد والعشرين أهمية كبيرة في التعليم والتعلم، حيث تجعل المتعلم مركزاً ومحوراً للعملية التعليمية مما يحقق المزيد من التفاعل والتواصل بين الطالب والمادة التعليمية والذي يؤدي إلى زيادة تحصيل الطلاب واكتسابهم للمهارات وما ينتج عن ذلك من خواص التقويم الذاتي والفوري وإزالة عناصر الخوف والرهبة من جانب الطلاب وينمي ثقتهم بأنفسهم وقدراتهم، وذلك بتقديم المحتوى لهم بالطريقة التي تناسب كل متعلم على حدة.

ومما لا شك فيه أن التعليم المتأقلم يساعد على جعل المحتوى العلمي ديناميكي وتفاعلي، ويستخدم فيه جميع الوسائط التكيفية لتحقيق كافة احتياجات الطلاب.

أهداف التعلم التكيفي: يكمن الهدف الأساسي للتعلم التكيفي إلى التقليل من المقارنة الاجتماعية لطالب معين مع غيره من الطلاب، حيث يجب أن ينظر إلى الإيجابيات الخاصة به فقط وأن يقارن نفسه بتطوره الذاتي وأهدافه الفردية، وهذا ما يجعله يحافظ ويطور من ثقته بنفسه بالإضافة إلى خلق هوية تعليمية إيجابية خاصة به. (طارق حجازي، 2015م).

فمقارنة الطالب لنفسه ومستواه بما كان عليه من قبل وما سيكون عليه من خلال النظم التكيفية في التعليم، سيخلق لدى الطالب دافعية ومحفزات أكثر تجعله أكثر ثقة بنفسه وقدرة على مواصلة التعلم بنفس الحماس والرغبة في التعلم بمنتهى النشاط والجدية، وتحقيق عائد أفضل من خلال تحقيق الأهداف التعليمية المنشودة من النظام التعليمي.

فالتعلم التكيفي لديه القدرة على:

  • تخفيض معدلات التسرب والتأخر الدراسي.
  • أكثر فاعلية عن غيره من النظم في تحقيق النتائج.
  • أكثر كفاءة في مساعدة الطلاب على تحقيق نتائج أسرع.
  • تحرير المعلم من تقديم المساعدة والإشراف المباشر وتوجيه المساعدة وفق احتياجات الطلاب. (هيام حايك، 2015م).
  • التعامل مع نوعيات كثيرة من الطلاب باختلاف أنماط وأساليب تعلمهم.
  • مساعدة الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة.
  • يلبي احتياجات الطلاب المتفوقين والموهوبين وكذلك ذوي صعوبات التعلم.
  • تقديم المحتوى التعليمي بطرق تدريس ذكية.
  • أكثر قدرة على التأقلم بشكل سريع مع البيئات التعليمية المحيطة والمختلفة.

ما الذي يتكيف في العملية التعليمية؟ يبدر إلى ذهن الكثيرين هذا السؤال بمجرد بداية البحث عن مفهوم التعلم التكيفي، ما الذي يتكيف في العملية التعليمية لكي يحدث تطبيق مبادئ التعلم التكيفي، حيث لابد أن تساعد كل العوامل الخارجية والداخلية على تكيف العملية التعليمية بالكامل، ولكن بشكل إلكتروني يتم التركيز في عملية التكيف على أمرين في غاية الأهمية وهما على النحو التالي:

  1. تكيف المحتوى: حيث يتم إجراء تعديلات في أنشطة المحتوى ليناسب المتعلم ذو الأسلوب البصري والسمعي والحركي أو النمط التسلسلي أو الشمولي البسيط أو المعقد.
  2. تكيف طريقة عرض المحتوى: فيتم تقديم أكثر من طريقة للمحتوى التكيفي بحيث تتناسب وأنماط المتعلمين الذين يتعلمون من خلال النظام التكيفي.

المقدمات المنطقية للتعلم التكيفي:

ونعني بالمقدمات المنطقية للتعلم التكيفي الأمور والشروط والأساسيات التي يجب توافرها لتحقيق نظام تعلم تكيفي بصورة أكثر جودة وتحقيق أكثر نتاجاً وعائداً، والقيام بدور النظام على أكمل وجه إذا ما توفرت تلك المقدمات والعوامل الأساسية التي تلعب دوراً هاما في نجاح تطبيقه، ويمكن تلخيص المقدمات المنطقية للتعلم التكيفي من خلال النقاط التالية ((Werner,1998:

  1. ضرورة وجود تفاعل إيجابي وبناء بين الطلاب والمعلم.
  2. حق الطالب بأن يتم تقييمه بشكل فردي.
  3. ضمان الأمان في العملية التعليمية والأمان في المناخ التعليمي.
  4. التكيف الدوري عن طريق النموذج التربوي الترابطي.
  5. التحفيز التعليمي العالي بين الطلاب.
  6. المستوى العالي للمشاركة الطلابية وبناء المسؤولية الطلابية.

ويعتبر النموذج التربوي الترابطي (Bjorndal and Lieberg,1978) أحد النماذج الخاصة بتخطيط التعلم التكيفي بطريقة منظمة.

ويعتبر النموذج التربوي الترابطي (Bjorndal and Lieberg,1978) أحد النماذج الخاصة بتخطيط التعلم التكيفي بطريقة منظمة.

تطبيقات التعلم التكيفي: ظهرت العديد من التطبيقات التي تقوم على مبدأ التعلم التكيفي ومنها على سبيل المثال الآتي:

  1. تصميم وتنفيذ لوسائل تعليمية للمعامل الخاصة بالتعلم الالكتروني: يمكن استخدامها في تعليم الرسومات والصور المتحركة الخاصة بلغة النمذجة الخاصة بالواقع الافتراضي والمسماة Vrml، بل وإنتاج مواد تعليمية تتناسب وتتكيف مع أنماط تعلم المتعلمين من واقع معزز أو خرائط ذهنية أو انفوجرافيك تكيفي.
  2. أنظمة إدارة التعلم المتنقل: وهي نظم من خلالها يمكن للمعلم أن يدير كل عملية التعلم ويقود تقدم المتعلم، كما يتضمن صلاحية وظيفية لتكييف التعلم تبعاً لنمط التعلم، وهذا النظام يمثل دور مزود أسلوب التعلم التكيفي للمتعلم في مراحل التعلم التالية عبر معالجة خطوات التعلم وإعطاء التغذية الراجعة.
  3. نظام شاطر التفاعلي: من أبرز الأنظمة التعليمية في المملكة العربية السعودية التي تستخدم التعليم التكيفي في عملها، وتعتبر أنظمة التعلم الرقمية أنظمة تكيفية عندما تحدث تغيراً حيوياً لأفضل بدائل التعلم رداً على المعلومات التي تم جمعها خلال التعلم وليس على أساس المعلومات الموجودة مسبقاً مثل الجنس والعنف ودرجة الاختبار التحصيلي للمتعلم، وبعد تجربة عملية مع النظام، نستنتج أن نظام شاطر التكيفي نظام ممتع للغاية وسوف يتطور أكثر مع السنوات القادمة، ولكنه تجربة عربية جديرة بالاحترام والتقدير.

معايير التعلم التكيفي: ولتحقيق مبدأ التعلم التكيفي يجب أن تتحقق عدة معايير وتراعى عند تصميم وتنفيذ وتطبيق مبادئه في التعليم، والتي يجب ألا يغفلها المعلم على الإطلاق، كونها هي التي تحقق مفهوم التكيف في التعليم، وفيما يلي عرض لبعض المعايير الخاصة به على النحو الآتي:

  1. تحفيز التقييم الفردي على حساب التقييم العام.
  2. الاعتماد على أنشطة فردية تلائم احتياجات الطلاب المختلفة.
  3. تشجيع الطلاب على وضع أهداف فردية وأخرى مشتركة.
  4. التشجيع على العمل الفردي والتعاوني في نفس الوقت.
  5. تشجيع استخدام الاستراتيجيات التعليمية الفردية.
  6. استخدام خطط العمل الفردية.
  7. تعدد طرق عرض المحتوى للطلاب.
  8. التركيز على التطور والإنجاز والتعاون الفردي.
  9. استخدام اهتمام وتجربة الطالب لأغراض زيادة شعوره بالمعنى والعلاقة بين الحياة اليومية والمستقبل وبين ما يتعلمه في المدرسة.
  10. تمكين الطلاب من الإحساس بالقدرة والتحدي والإنجاز والرغبة والدافعية والتحصيل.
  11. إقناع الطلاب بأن الأخطاء والفشل جزء طبيعي من العملية التعليمية، فلا يوجد من يصيب دائماً أو يخطئ دائماً.
  12. زيادة قدرة الطلاب على التأثير في المدارس وفي العملية التعليمية الخاصة بهم، وذلك من خلال دورهم النشط والفعال ومشاركتهم الأساسية في العملية التعليمية بشكل كامل.
  13. زيادة قدرة الطلاب على توظيف الوقت المخصص للدراسة ضمن برنامج اليوم المدرسي، حتى لا يمر الوقت دون فائدة، ويشعر الطلاب بالملل.
  14. عمل الواجبات المنزلية في المدرسة وقيام الكبار بتقديم الدعم لكل من يحتاج له.
  15. تطوير أنظمة التقييم الذاتية للطلاب.
  16. العمل على زيادة الثقة بالنفس لدى الطلاب، وزيادة الدافعية نحو التعلم.
  17. مرونة الجداول الدراسية، وأن يتخلل اليوم الدراسي الأنشطة المختلفة التي تخلق جواً من المتعة والتشويق لدى المتعلمين.

فبتحقيق تلك المعايير داخل أي بيئة تعليمية ستصبح قادرة على تطبيق النظام التكيفي بها بكل سلاسة ويسر، لأنها تدعم فكرة التكيف المدرسي في البيئة المدرسية والتعليمية بكل سهولة.

معايير تقييم أنظمة ومنصات التعلم التكيفي: فكما ذكرنا أن عملية التكيف نفسها قد يفهمها الكثيرين بطرق مختلفة لذا من الضروري وضع العديد من المعايير التي تضبط ذلك للجميع حتى لا يخرج الأمر عن مساره الصحيح، فنجد العديد من أنظمة التعلم التكيفي ومنصات تسليم المحتوى تقوم بتقديم التعلم بسرعات متغيرة، ولكن ليس لديهم القدرة على تكييف التعلم بسلاسة في التقديم وعند تقييمها والنظر في مختلف برامج التعلم التكيفي يجب أن تؤخذ المعايير التالية في عين الاعتبار:

  • تسلسلات المناهج الدراسية المختلفة: فيكون المعلمون قادرون على تغيير تسلسل منهج بالطريقة التي تجعل تجربة تعلم الطالب أكثر فعالية. ومن المهم أن يكون نظام التعلم التكيفي الذي يختاره قادر على تحقيق الإنجاز ذاته، فتعد تلك هي المهمة الأولى لأنظمة التعلم التكيفي الإلكترونية، والتي تتمثل في قدرتها على تسلسل العرض للمنهج والمحتوى بداخله للطالب بشكل سلس وفعال، ويحقق المتعة والتشويق والتحدي والقدرة للطالب.
  • ضبط وتيرة تعلم الطالب: وقد أظهرت الأبحاث بأن يسمح للطلاب بالعمل في الوتيرة المثلى الخاصة فهي استراتيجية تعليمية فعالة. ويحب ألا يتم الحكم على تقدم الطلاب من خلال النظام إلا بعد التأكد من أنهم يتعلمون حالياً، فمن الضروري في عملية التكيف أيضاً أن يقدم المحتوى بسرعات تتناسب مع سرعة تعلم المتعلم حتى لا تحدث نتائج عكسية، نظنها فشلاً لنظام التعلم التكيفي.
  • وضع المعرفة السابقة بعين الاعتبار: أي عند اختيار برنامج التعلم التكيفي لابد أن يكون لديه القدرة على استهداف نقطة انطلاق الطالب بناء على الأهداف التعليمية المرجوة، وتمنع هذه الاستراتيجية الطلاب الذين يناضلون من الإصابة بالإحباط، والطلاب الموهوبين من الملل، وتستخدم أنظمة التعلم الالكترونية التكيفية الذكية المعرفة السابقة للمتعلم لأجل الحكم على نمط تعلمه واختيار طريقة العرض المناسبة له، وبالتالي تحدد نقطة البداية والمستوى المدخلي للمتعلم.
  • استراتيجيات لزيادة مشاركة الطلاب: في العصر الرقمي عندما يتم استخدام الطلاب للكثير من الالكترونيات في كل جانب من جوانب حياتهم، قد تبين أن الألعاب وسيلة هامة لإشراك الطلاب في عملية التعلم. فبرامج التعلم التكيفي التي تحاكي الألعاب استراتيجية تساعد الطلاب على التعلم بالنظر إليها كشيء ممتع، غير ممل.
  • دعم تفاعلي عند حل المشكلة: وبدلاً من قول الطلاب ما ينبغي القيام به بعد ذلك، من المهم أن النظام يحاكي المعلم الحقيقي، مما يدفع الطلاب إلى إعادة التفكير في الاستراتيجيات التي لا يجوز العمل بها، لذا فإن ظهور التعلم التكيفي جعلنا نعيد النظر في كافة الاستراتيجيات والطرق الموجودة حالياً.
  • تخصيص العرض: وينبغي لنظم التعلم التكيفي تخصيص عرض الدروس لتتناسب مع احتياجات كل طالب على حدة، من خلال تحليل استجابات الطلاب باستمرار لتجنب التفكير في المشاكل، ويتم تكييف العرض من المواد الجديدة للتأكد من أنها تروق لطالب معين، فهي بمثابة المعلم الذكي للطالب، حيث يتولد شعور لدى المتعلم وكأن المحتوى مقدم له بصفة خاصة وفقاً لقدراته ومستواه.
  • تحليل أسلوب الطالب: فيجب أن تكون منصة التعلم عبر الانترنت باسترداد البيانات استناداً إلى إجابات الطلاب أثناء الدرس لأنها في نهاية الدرس ستكون غير مفيدة.

وأهمية التفاعل مع الطلاب أثناء حل المشاكل، واستكشاف مفاهيم جديدة واتخاذ القرارات، ويقومون بتحليل البيانات في الوقت الحقيقي.

فمجموع هذه المعايير تحدد ملامح السير في إنتاج نظام تعلم تكيفي يحقق مبادئ التكيف الصحيحة في العملية التعليمية، وبالتالي تتحقق الأهداف التربوية والتعليمية المقصودة بطريقة سلسة وجيدة، لأن تحقيقها هو الهدف الأسمى لنا، ولكن يجب أن تتحقق لدى جميع الطلاب بنفس القدر وإن اختلفت سبل تحقيقها.

مقارنة بين النظام التقليدي والالكتروني والتكيفي الذكي: يتضح في الجدول التالي المقارنة بين النظام التقليدي في المنظومة التعليمية والنظام الإلكتروني والنظام التكيفي الذكي للمساعدة بالتوصل إلى استنتاجات تمكننا من الحكم عليها:

وجه المقارنةالنظام التقليديالنظام الإلكترونيالنظام التكيفي الذكي
بما يتسميتسم بالجموديتسم بالمرونةيتسم بالمرونة الذكية
لما يقدميقدم وكأنه مقدم لطالب واحديقدم وكأنه مقدم لطلاب عاديينيقدم لكل طالب على حدة وفقاً لنمط تعلمه
دور المتعلمالتلقين والحفظ “دور سلبي”الإبحار والتفاعل “دور تفاعلي”التفاعل التكيفي “دور تشاركي تكيفي”
دور المعلمملقي ملقنموجه ومرشددليل للتعلم
طبيعة البيئةتقليدية طبيعيةرقميةرقمية ذكية
الاهتماماتيهتم بالمحتوىيهتم بالمحتوى والطالبيهتم بالمحتوى والطالب والبيئة وطبيعة التعليم
طرق عرض المحتوىطريقة عرض تقليدية بالإلقاء والمحاضرةطرق عرض متعددةطريقة عرض لكل طالب وفقاً لأسلوب تعلمه
التكيفيتكيف مع جميع الطلاب وكأنهم طالب واحد فقطيتكيف مع الطلاب الذين لديهم مهارات تكنولوجية عاليةيتكيف مع جميع الطلاب لتعامله مع أنماطهم المختلفة

فمن هنا نستطيع أن ندرك حقيقة كل نظام سواء كان تقليدياً أو إلكترونيًا أو تكيفي ذكي، ونستطيع الحكم على أيهم أكثر تحقيقاً للأهداف التربوية والتعليمية.

التعلم التكيفي والدماغ البشري:

ظهرت مؤخراً أبحاث جديدة في المجال التربوي عامة وفي تكنولوجيا التعليم بوجه خاص ولعل من أهمها هي البحوث والدراسات التي تتعلق بجانبي الدماغ ونظرية التعلم المستند إلى الدماغ، وذلك للبحث وراء إمكانية فهم الدماغ البشرى من الناحية التربوية والفسيولوجية على أكبر قدر مستطاع لمحاولة التعامل معه وفقاً لخصائص كل جانب من جانبي الدماغ، وأي متعلم لديه قدرات عالية في جانب أكثر من الجانب الآخر.

وبما أن لكل جانب من جانبي الدماغ مواصفات خاصة على النحو التالي:

  • الجانب الأيمن: يتسم بخلق الكليات وتجميع الأشياء لتكوين التراكيب، فهو جانب تركيبي يعالج المعلومات بشكل متزامن، وتكون قوته في الجانب المكاني والبصري ومن أهم صفات من لديهم موهبة في هذا الجانب أنهم يحبون المحتوى البصري والمصور وعرض الفكرة العامة للمقرر أولاً والمحتوى الذي يحتوي على علاقات كثيرة.
  • الجانب الأيسر: يتسم بالتحليل، يعمل بشكل جيد مع اللفظيات والأرقام والمنطق ومن أهم صفات من لديهم موهبة في هذا الجانب أنهم يحبون المحتويات المتسلسلة واللفظية والتعلم الميداني والواقعي.

فنجد أن نظرية التعلم المستند للدماغ تهتم بتطبيق التعليم والتعلم بشكل متناغم مع خصائص الدماغ البشري، وهذا ما يسعى التعلم التكيفي إلى مراعاته واستخدامه وتطبيقه في بيئات التعلم الإلكترونية لجعلها بيئات تكيفية تتكيف مع جانبي الدماغ البشري.

تعويق ورفض التعلم التكيفي: التعلم التكيفي يجعل المحتوى ديناميكي وتفاعلي، ويضع الطالب في مركز العملية التعليمية، ولكن كما تعودنا في مجال التقنية بصفة عامة والتقنية التربوية بصفة خاصة أن يكون لها آراء مناقضة ورافضين لتطبيق العديد من التقنيات، وفئة لم تصل إلى درجة الاقتناع الكامل.

ولم يسلم التعلم التكيفي من هذا الأمر فبالفعل لم يلقى اهتماماً أو إجماعاً عليه من قبل البعض برغم ما يحققه من مزايا ونتائج إيجابية ونجاحات عملية وسوف نستعرض بعض الأمور التي اتخذها هؤلاء كمبررات لعدم الاقتناع الكامل بالتعلم التكيفي وأتت على النحو التالي:

  • أن عملية تحديد نمط كل متعلم على حدة عملية معقدة للغاية وشاقة إذا تمت بشكل تقليدي في البيئة التقليدية.
  • قد يأتي التعلم التكيفي بنتائج عكسية نتيجة خطأ التقنية أو البرمجية في تحديد أسلوب المتعلم المناسب والصحيح.
  • قلة ثقة المعلم البشري في البرنامج أو البيئة التكيفية في تحديد نمط المتعلم وأسلوب تعلمه الصحيح.
  • أن التعلم التكيفي إذا كان وفقاً لما تم توضيحه فإنه بحاجة إلى معلمين مهرة وممارسين تربويين على قدر كافي من الاستكشاف والمهارة.

التعلم النشط والتعلم التكيفي: أصبح من الضروري أن تكون العملية التعليمية مستمرة ومستدامة لمواكبة هذا النمو المعرفي المتسارع، ويشكل ذلك بالتأكيد تحدياً كبيراً للمؤسسات التعليمية والقيادة التربوية في تبني رؤية مختلفة ونظرة غير تقليدية للتدريس، تتبدل فيه الأدوار بين المعلم والطالب ليكون الطالب متعلماً نشطاً، وتتاح له الفرصة الأكبر في ممارسة الأنشطة والمهمات ضمن أدوات وطرائق تدريس تعزز من دافعيته نحو التعلم لا يعتمد على معلميه بشكل مفرط كما في التعليم التقليدي بل شركاء في التعلم. ومن منطلق تطبيق منحى التعلم النشط حيث يأخذ المتعلم دوراً حيوياً وتفاعلياً في تعلمه منغمساً في أنشطته سواء كان بمفرده أو بمشاركة زملائه في بيئة صفية آمنة عقلياً وحسياً وجسدياً. 

ومع التطورات المتلاحقة والكثيفة في استراتيجيات التدريس وذلك نتيجة لتطويع التكنولوجيا بقدراتها الهائلة لخدمة العملية التعليمية، والتي ساهمت في إحداث الكثير من التغيرات النوعية والجوهرية لسير العملية التعليمية، بل وتيسير خطوات تنفيذها، وبالتالي ساهمت في خلق بيئات تعليمية أكثر مرونة وتوافقية مع المتعلمين، مما جعلهم يتقدمون في تعليمهم لمستويات مرتفعة.

من الضروري أن يفكر كل مهتم بتطوير التعليم بوجه عام قبل دمج أي تقنية في العملية التعليمية أن يضع نصب عينيه ما تحققه من درجات التكيف مع نوعية الطلاب التي تستخدم معهم تلك التقنيات، كما أن لكل تقنية أو برمجية أو مادة تعليمية يتم استخدامها في التعليم أسس اختيار لضمان استخدامها بكفاءة عالية في العملية التعليمية، فيجب أن يبقى هدف التعلم دوماً نصب أعيننا فالمهمة الرقمية المطلوبة ينبغي أن تلبي معايير هدف التعلم، وتقدم للطلاب –في الوقت ذاته-خياراً بين الطرق التي سيبنون فيها تعلمهم.

التعلم المعكوس كأحد أساليب التعلم التكيفي: منذ أن ظهر التعلم المعكوس كمصطلح تعجب منه الكثيرين، وتساءلوا كيف يتم عكس العملية التعليمية أو قلبها لإطلاق البعض عليه بالصفوف المقلوبة أو

التعلم المقلوب، وحمل هذا التعجب تشويقاً للاطلاع وخوض التجربة أحياناً، والكثير من التحفظات والتردد في أحيان أخرى، لكن في النهاية نجد أمامنا استراتيجية ونمط وأسلوب تعليمي جديد يعتمد على دمج التكنولوجيا بالتعليم بطريقة سلسة.

فالتعلم المعكوس نموذجاً تعليمياً أحدث تغيرات جوهرية ونوعية كبيرة في السياق التعليمي ككل وفي المؤسسات التعليمية والمنظومة التعليمية بشكل كامل، لذا يعتبر التعلم المعكوس حركة واسعة وتطوراً ضخماً في المنظومة التعليمية، يجمع ما بين التعلم التقليدي والتعلم الإلكتروني كتعلم مدمج متطور، والتعلم بالاستقصاء والذي من شأنه أن يسعى لتفعيل دور المتعلم وجعل التعلم أكثر متعة وتشويق وتغيير دور المعلم للأفضل. فهو يجعل المتعلم مسؤولاً عن عملية تعلمه، مع إشراف وتحقق من المعلم في المدرسة. (تامر اللاح،2017).
المحفزات التعليمية والتعلم التكيفي: لم يعد اعتماد أي نظام تعليمي على المحفزات التعليمية درباً من الترف، بل أصبح ضرورة من الضرورات لضمان نجاح تلك النظم وجزءً لا يتجزأ في بنية منظومتها. ومع أن بداية الاعتماد على المحفزات التعليمية في عمليتي التعليم والتعلم لها جذور تاريخية قديمة، فإنها ما لبثت أن تطورت تطوراً متلاحقاً كبيراً في الآونة الأخيرة مع ظهور النظم التعليمية الحديثة. وقد مرت المحفزات التعليمية بمراحل؛ تطورت خلالها حتى وصلت إلى أرقى مراحلها التي نشهدها اليوم في ظل ارتباطها بنظرية الاتصال الحديثة واعتمادها على مدخل النظم.

مفهوم الـمحفزات التعليمية (Gamification): يمكن تعريف المحفزات التعليمية بأنها أخذ عناصر الألعاب ومبادئها الحيوية وإضفائها على مختلف مناحي الحياة من أجل الوصول إلى هدف أو مغزى قد يكون شخصياً أو عاماً.

وهي عبارة عن إدماج الألعاب أو عناصر الألعاب ومبادئها في نشاط تربوي من أجل الوصول لهدف تعلمي أو تحقيق كفاية رئيسية.

أو يمكن النظر إليها على أنها اتجاه تعليمي أو منحنى تطبيقي جديد يهتم بتحفيز الطلاب على التعلم لاستخدام عناصر الألعاب في بيئات التعلم، وذلك بهدف تحقيق أقصى قدر من المتعة والمشاركة من خلال جذب اهتمام المتعلمين ومواصلة التعلم. وفي السياق التعليمي يمكن للمحفزات التعليمية أن تؤثر على سلوك الطالب من خلال تحفيزه على حضور الصف برغبة وشوق أكبر، مع التركيز على المهام التعليمية والمعرفية المفيدة وأخذ المبادرة في عملية التعلم. (مصطفى القايد،2015م).

مستقبل التعلم التكيفي (تعلم المستقبل): لا نبالغ إذا قلنا بأن التعلم التكيفي سوف يكون تعلم المستقبل، لأننا منذ عصور كثيرة نبحث عن فكرة مراعاة التمايز بين المتعلمين هذا ما مكننا نظام التعلم التكيفي من تحقيقه بشكل إلكتروني وفعال، ومع التطور القادم سيصبح أحد أهم اتجاهات البحوث العلمية والتعليمية في المستقبل القريب.

فمن الواضح أن الدلائل والمؤشرات الحالية تنذر أنه في غضون سنوات قليلة ستصبح الكتب والدفاتر الورقية جزءاً من الماضي، وهذا ما تؤكده أهداف التحول الوطني 2020م بتطبيق التعلم الرقمي منتصف العام الدراسي المقبل 1438-1439هـ عبر عدة مراحل للتحول إلى البيئة الرقمية التفاعلية، وستتحول التمارين الصفية والواجبات المنزلية (نص، تسجيل سمعي، فيديو، ألعاب) إلى جهاز لوحي ذكي أو ما يقابله. ومما لا شك فيه أن التعليم المتأقلم سيقوم بمساعدة كل طالب في العثور على المحتوى الذي يحتاج إليه بالتحديد أو بالصيغة التي يرغب فيها وفي الوقت المناسب. وفي عصر تضخم الأعداد في الصفوف واتساع حاجات الطلاب الخاصة وتبدل أساليب التعليم، فإن التجديد الرقمي يحظى بمعجبين من صناع القرار ولوطن يتسارع نحو تحقيق رؤيته أكد معالي وزير التعليم د. أحمد العيسى بالاستغناء عن طباعة الكتب والتحول الرقمي خلال توقيع مبادرة التحول نحو التعليم الرقمي، لكي نحيا ونعيش مع العالم الخارجي، ونمكن أبناءنا من التقنية ومن استخدامها وتطويعها للعمل التعليمي.

ولن يتوقف التطور كماً ونوعاً، كما لا يتوقف نظام على إمكانيات محدودة على الإطلاق، فالنظم المرنة القادرة على مواكبة التغيرات التقنية والتقدمية المستمرة هي الوحيدة القادرة على أن تعيش وسط حقل من البرمجيات والنظم المتطورة للغاية، ونظام التعلم التكيفي أتاح فرصة المرونة والتطوير أمام مختلف الأنظمة التخصصية الأخرى.

دراسات تتعلق بالتدريب الالكتروني:

  • دراسة (ليلى علي فارس، 2002م):

هدفت هذه الدراسة إلى تدريب المعلمات على استخدام بعض أنماط تكنولوجيا التعليم في أثناء الخدمة، واستخدمت الباحثة المنهج الوصفي في دراسة الاتجاهات السائدة في تكنولوجيا التعليم واستخلاص بعض أنماط تكنولوجيا التعليم التي يجب تدريب المعلمات عليها، واستخدمت الباحثة المنهج التجريبي ذا المجموعتين الضابطة والتجريبية ذات القياس القبلي والبعدي؛ أي قبل وبعد دراستهن للبرنامج المقترح.

وقامت الباحثة بإعداد بطاقة ملاحظة لأداء المعلمات قبل وبعد البرنامج، وكذلك اختباراً تحصيلياً للجوانب المعرفية، وأسفرت نتائج البحث عن الآتي:

  • وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.05) في متوسط درجات المتدربات في التطبيق القبلي والبعدي (الاختبار التحصيلي) المرتبط بالجوانب المعرفية ترجع لصالح التطبيق البعدي.
  • وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.05) بين أداء المعلمات لمهارات (بطاقة الملاحظة) إنتاج النماذج المجسمة والشفافيات وتشغيل برامج الوسائط المتعددة ترجع لصالح التطبيق البعدي.

وأوصت الباحثة بما يلي: ضرورة الاهتمام بإجراء عملية تقويم مستمر لأداء المعلمين فيما يتعلق بأنماط تكنولوجيا التعليم ومهارات التدريس المختلفة وذلك لتطوير أدائهم باستمرار، وضرورة مراعاة خصائص المعلمين أثناء الخدمة وخاصة فيما يتعلق منها بالظروف الأسرية والعلمية؛ والتي كثيراً ما تحول دون الإفادة الكاملة من الدورات التدريبية، والسعي نحو استحداث أشكال جديدة من البرامج التدريبية التي تتناسب وظروف كل متدرب

دراسة تتعلق بالتعليم الإلكتروني:
 –
دراسة (عماد جمعان الزهراني2003)وهدفت إلى التعرف على أثر استخدام صفحات الانترنت على التحصيل الدراسي لدى طلاب مقرر تقنيات التعليم بكلية المعلمين بالرياض، تكونت عينة الدراسة من 34 طالباً، وبينت النتائج إسهام الإنترنت لتدريب المعلمين في المدارس وأعضاء هيئة التدريس والجامعات، كما أشارت إلى أن توظيف الإنترنت سيكون حلاً جديراً بالثقة في تقليص بعض المشكلات المتعلقة بالانفجار المعرفي، وزيادة أعداد الطلاب وما يقابله من نقص أعضاء هيئة التدريس، وقلة عدد القاعات الدراسية.

دراسة تتعلق بالتصميم الإلكتروني:

  • دراسة (نيفين إبراهيم محمد عبد العزيز 2015):

وهدفت الدراسة إلى بيان أثر تصميم بيئة افتراضية تكيفية قائمة على الوسائط التشاركية لتنمية مهارات إدارة المعرفة ومهارات التعلم الالكتروني المنظم ذاتياً لدى طلاب المرحلة الثانوية، وقد اقتصر البحث على عينة من طالبات الصف الأول الثانوي بمدرسة المنصورة الثانوية الجديدة للبنات عام 2014-2015م،

الفصل الدراسي الثاني، وبينت النتائج وجود فرق دال إحصائياً عند مستوى دلالة (0.05) بين متوسطي درجات طالبات المجموعة التجريبية الأولى (التي تدرس من خلال بيئة افتراضية تكيفية قائمة على الوسائط

التشاركية)، والمجموعة التجريبية الثانية (والتي تدرس من خلال بيئة افتراضية ليست تكيفية وبدون وسائط تشاركية) في التطبيق البعدي – للاختبار التحصيلي المرتبط بالجانب المعرفي لمهارات إدارة المعرفة، وبطاقة الملاحظة المرتبطة بالجانب الأدائي لمهارات إدارة المعرفة، ومقياس مهارات التعلم الإلكتروني المنظم ذاتياً- لصالح المجموعة التجريبية الأولى.

دراسة تتعلق بالبيئة الإلكترونية الافتراضية:

  • دراسة (أحمد راغب محمد سالمان2010م):

وكان عنوانها أثر استخدام بيئة تعليمية افتراضية ذكية ذات ضوابط معرفية متغيرة على تنمية التفكير الابتكاري لدى دارسي تكنولوجيا التعليم، وهدفت إلى دراسة أثر استخدام بيئة تعليمية إلكترونية افتراضية ذكية والتي هي نتيجة تزاوج ثلاثة علوم أساسية أولهما الذكاء الاصطناعي ونظم التعليم الذكية وثانيهما الواقع الافتراضي والبيئات الافتراضية وثالثهما التعليم بجميع أبعاده وامتدت إلى تشخيص حالة الطالب تفصيلاً ومن ثم تولد البيئة ردود أفعال تتناسب ومستوى الطالب بل وتتيح التغيير في طرق التدريس بما يتناسب مع الطالب وتولد له مجموعة من التلميحات وتعطي له التغذية الراجعة المناسبة للموقف التدريسي الذي يمر به، وقد أوصت الدراسة بالاستفادة من البيئة الالكترونية التعليمية الافتراضية الذكية وتضمينها ضمن المقررات الدراسية. 

منهجية البحث: استخدم المنهج الوصفي التجريبي في الدراسة على الطالبات في مادة التربية الأسرية بابتدائية تحفيظ القرآن بينبع البحر في إدارة التعليم بمحافظة ينبع للعام الدراسي 1439-1440هـ وملاحظة مدى فاعلية توظيف التقنية في تجويد التعليم.

مجتمع وعينة البحث: تكون مجتمع البحث من:

  • ابتدائية تحفيظ القرآن بينبع البحر. وبلغ حجم العينة 40 طالبة.

أدوات ووسائل جمع البيانات: لكون مادة التربية الأسرية مادة تقويم مستمر في جميع مراحل التعليم العام لذا تم اعتماد:

  • تصميم بطاقة ملاحظة لقياس أثر تكييف التقنية الحديثة في تجويد التعلم لدى الطالبات في مراحل التعليم العام.
  • إجراء المقابلات الشخصية مع (المعلمات، القائدة التربوية، أمينة مصادر التعلم، الطالبات، أولياء الأمور).

عرض النتائج ومناقشتها:

أسفرت نتائج البحث عن الأثر الفعال للتوظيف الأمثل للتقنية الحديثة وتكيفها مع مناهج التعليم على زيادة تحصيل الطالبات المستهدفات في العينة ويمكن تفسير تلك النتيجة في ضوء النقاط التالية:

  1. اتفقت هذه النتائج مع نتائج الدراسات السابقة مثل دراسة (عماد جمعان الزهراني 2003) ودراسة (نيفين إبراهيم محمد عبدالعزيز 2015) وكذلك دراسة (أحمد راغب محمد سالمان2010م) في الأثر الفعال وفاعلية التوظيف الذكي للتقنية وتكيفها في عمليتي التعليم والتعلم.
  2. زيادة دافعية الطالبات نحو التعلم وتشجيع بعضهن البعض على التعلم وتحصيل المحتوى الدراسي مع المشاركة الفعالة من حيث أن التعلم التكيفي من أفضل أنواع التعلم الذي يساعد الطالبات في بناء المعارف الجديدة.
  3. تمكن الطالبات من بناء أنشطتهم التقنية المتنوعة مما حقق مناخ تعليمي إيجابي.
  4. ارتفاع نتائج الاختبارات التشخيصية المنفذة من قبل المشرفة التربوية للفئة المستهدفة مما يؤكد بقاء أثر التعلم لفترة أطول.
  5. ساعدت الاختبارات الإلكترونية على إشاعة جو من الطمأنينة ومتعة التعلم ومراعاة التمايز بين الطالبات حسب قدراتهم وإمكاناتهم.
  6. 6.     أشادت القائدة التربوية بالتوظيف الذكي للتقنية بمختلف أنواعها (الحاسوب، الأجهزة اللوحية، الوسائط الإلكترونية، المنصات الإلكترونية.) واستخدام برامجها وتطبيقاتها المختلفة في تعلم التربية الأسرية، مما جعل الطالبات يقبلن على التجربة ويشعرن بأهمية مصادر التعلم المختلفة في تحفيز التعلم النشط والتعلم الذاتي.
  7. شعور الطالبات بأهمية تعلم التربية الأسرية من خلال تعلم المحتوى بأكثر من طريقة واستراتيجية، مما زاد من إقبالهم على المادة وتكوين لاصقات عقلية تحفظ معلوماتهم لمدة أطول واسترجاعها وقت الحاجة.
  8. لاحظت أمينة المصادر أثر استثمار الوسائط الإلكترونية المتعددة في التغلب على بعض الصعوبات الطارئة كحل بديل ومؤقت لتسديد الاحتياج من المعلمات أو غيابهن.  

الاستنتاجات والتوصيات:

حققت الدراسة نتائج ملحوظة تلخصت في ارتفاع مستوى التفاعل التشاركي والجاذبية من قبل الطالبات أثناء ممارساتهم لمهمات رقمية ونشاطات وخبرات ثرية تربطهم ببيئتهم الحياتية في جو من التنوع والتحدي المعرفي المصحوب بالأمان النفسي، كما خدمت طالبات صـعوبات التـعلم وذوات الاحتياجات الخاصة مما أدى إلى تحسن جودة التعليم والتعلم وصولاً للتعلم النشط الفاعل، وفي ضوء هذه الاستنتاجات نلخص توصيات الدراسة في التالي:

  1. التخطيط للتدريس التقني وفق الأهداف المنهجية المحددة وتوثيقها ضمن الخطة الفصلية لتوزيع المناهج الدراسية.
  2. ضرورة الأخذ في الاعتبار الأسس، المبادئ والمفاهيم التربوية المرتبطة بنظريات التعليم والتعلم (السلوكية، والمعرفية، والبنائية، والاتصالية) عند تصميم واستخدام بيئات التعلم الإلكترونية التكيفية.
  3. الاهتمام بزيادة الاتجاه نحو استخدام بيئات التعلم الإلكترونية التكيفية بدلاً من البيئات الإلكترونية العادية في العملية التعليمية لما لها من تأثير جيد على التحصيل والأداء المهارى لدى طالبات جميع المراحل التعليمية.
  4. ضرورة مراعاة الفروق الفردية بين الطالبات، فيما يتعلق بحاجاتهن، وأساليب تعلمهن، وتفضيلاتهن وتؤخذ الاختلافات بينهن بعين الاعتبار في التعليم الإلكتروني.
  5. زيادة الاهتمام باستخدام بيئات التعلم الإلكترونية الكيفية في مراحل التعليم المختلفة.

المصادر والمراجع:

مراجع عربية:

  1. الملاح، تامر المغاوري (2017). التعلم التكيفي. القاهرة، دار السحاب للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى>
  2. الحميداوي، ياسر خضير (2017). التدريب الإلكتروني لتنمية المعلمين المهنية. القاهرة، دار السحاب للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى
  3. زايد، ياسر محمد أمين (2017). التعلم التشاركي. القاهرة، دار السحاب للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى.
  4. شلتوت، محمد شوقي عبد الفتاح (2016). الإنفوجرافيك من التخطيط إلى الإنتاج. الرياض، شركة مطابع هلا، الطبعة الأولى.
  5. الشمري، ماشي محمد (2015). 121 استراتيجية في التعلم النشط. الرياض، مطبعة الحميضي، الطبعة الأولى.

مراجع أجنبية:

  1. Fisher, Michael (2013). DIGITAL LEARNING STRATEGIES How do I assign and assess 21 st century work? Copyright 2013 by ASCD.

مواقع إلكترونية:

  1. مدونة الأكاديمية العربية للتعليم الإلكتروني والتدريب.

حقائب تدريبية:

  1. الحقيبة الوزارية التطوير المهني لمعلمات التربية الأسرية والصحية والنسوية في المناهج المطورة (المسار الثاني)، فريق التطوير المهني لمعلمات التربية الأسرية (1435هـ). 

الخاتمة:

في نهاية هذا البحث والجهد اليسير بفضل من الله – له الحمد والثناء الجميل -أن وفقنا لتقديم هذا الموضوع الثري بالمعرفة والمعلومات، حيث أنه لم يعد ممكناً ترك العملية التعليمية بمراحلها المختلفة دون تخطيط تقني منظم لتحقيق منحى التعلم النشط (تعلم للحياة).

آملين أن تتم الاستفادة القصوى منه في مختلف المراحل التعليمية، سائلين الله أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم وأن ينفع به الميدان التعليمي.

الملاحق.

بطاقة الملاحظة:

العبارة54321
أثر توظيف الوسائط الالكترونية المصاحبة للمنهج في زيادة مستوى دافعية تفاعل المتعلمات ومشاركتهن في الدروس.
التخطيط للتدريس التقني وفق الأهداف المنهجية المحددة.     
يوجد توافق بين المحتوى والبرنامج التقني المستخدم.     
تنوع الوسائط ساهم في مراعاة التمايز بين المتعلمات.     
تغلبت البرامج التقنية على الصعوبات التي تواجه المعلمين.     
ساهمت في تحسين جودة التعليم والتعلم.     
وصول المتعلمات لدرجة الاتقان من خلال التدريبات.     
ساهمت البيئة التقنية الذكية في جذب الطالبات نحو التعلم.     
خدمت الوسائط المتعددة متعلمات صعوبات التعلم وذوات الاحتياجات الخاصة.     
تساعد المتعلمات من مختلف الأعمار على التحول من النظام التلقيني المعتاد إلى بيئة التعلم الكاملة.     
تقدم بيئة تعلم تفاعلية نشطة تركز حول المتعلمة.     
إتاحة التفاعل بين المتعلمة والمادة التعليمية من خلال ربط المعلومات ببعضها البعض بشكل مبرمج غير خطي.     
تساعد المتعلمة على تكوين صور حسية أفضل مما لو استعملت المفردات المجردة فقط.     
تساعد على وضوح المفاهيم والأفكار المقدمة. (صوت – صورة -نص – فيديو)     
تدفع المتعلمة للتعلم الذاتي.     
تحقق التعلم النشط الفاعل.     
تحقق مبدأ الفروق الفردية وتعالج مشكلة الأعداد المتزايدة من المتعلمات     
تساعد على بقاء التعلم وانتقاله.     
العبارة54321
مدى خدمة التقنية الحديثة لتحقيق التعلم وبناء المعرفة وتبادل الخبرات من خلال تشارك المتعلمات في إنجاز مهمات ليصبح تعلم ذو معنى (تعلم للحياة).
تعتبر التقنية ضرورة من ضروريات التعليم الجيد.     
ساهمت التقنية في تحسين وتطوير فهم المتعلمات.     
حققت التقنية المستخدمة التمايز بين المتعلمات.     
التعلم الإلكتروني مبني على محتوى إلكتروني.     
التعلم الإلكتروني يلبي الحاجات التدريسية.     
مدى تحقق التدريس المتزامن.     
مناسبة الزمن لتنفيذ الأنشطة الإلكترونية والتفاعلية.     
تم توظيف إمكانيات البرامج والمواقع لتقديم تغذية راجعة نوعية للمتعلمات.     
تنفيذ المتعلمات لبرامج تقنية نوعية احترافية ذات محتوى تعليمي ذو قيمة يحقق الأهداف.     
استطاعت المتعلمة بإنتاجاتها الرقمية أن تشكل لاصقاً عقلياً لنفسها.     
قدمت المتعلمة لأقرانها مصادر دراسية إلكترونية موثوقة.     
ساهم إنتاج المتعلمات في إثراء مكتبة المدرسة الرقمية.     
أتاحت الفرصة للمتعلمات بجعلهم شريكات في التعلم.     
تنمي مهارات التعلم التعاوني والتشاركي.     
استثمار الأجهزة التقنية المتطورة في التغلب على ظروف ذوي الاحتياجات الخاصة التي تحول دون تعلمهن.     

قيم البحث الأن

راجع البحث قبل التقييم

راجع البحث قبل التقييم

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتًا
التقيمات المضمنة
عرض كل التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا الأن
1
هل تحتاج الي مساعدة او نشر بحثك !
Scan the code
مجلة scp الماليزية
مرحبا
كيف استطيع مساعدتك !