فاعلية برنامج تربوي مقترح قائم على توظيف وسائل التواصل الاجتماعي ومعوقاته في تنمية القيم الإسلامية لدى طلبة الصف الحادي عشر بسلطنة عمان واتجاهاتهم نحوها

إعداد الباحث:

شكري سعد ماطر الرشيدي

كلية التربية- جامعة السلطان قابوس

2021-2022م

معرف الوثيقة الرقمي : 202263

الملخص:

هدفت الدراسة إلى التعرف على فاعلية برنامج تربوي مقترح قائم على توظيف وسائل التواصل الاجتماعي ومعوقاته في تنمية القيم الإسلامية لدى طلبة الصف الحادي عشر بسلطنة عمان واتجاهاتهم نحوها، وضع تصور مقترح لفاعلية برنامج إعلامي قائم على توظيف وسائل التواصل الاجتماعي في تحصيل الطلبة لمادة لتربية الإسلامية. واستخدمت الدراسة المنهج شبة التجريبي. وتكون مجتمع الدراسة من (303) طالبا وطالبةً في الصف الحادي عشر تم اختيارهم بالطريقة العشوائية البسيطة، وتكونت عينة الدراسة من (170) طالبا وطالبة، تم تقسيمهم إلى مجموعتين تجريبية عددها (84) وضابطة وعددها (86)، واستخدمت الدراسة ثلاثة أدوات، وهي: المقابلة، الاختبار التحصيلي، تحليل المحتوى. وكانت أهم نتائج الدراسة: أن (50%) من التأثير في تنمية القيم الإسلامية يعود للبرنامج القائم على توظيف وسائل التواصل الاجتماعي، ووجود فروق ذات دلالة إحصائية في القيم الإسلامية (الاجتماعية، الدينية، المواطنة، الثقافية) لصالح المجموعة التجريبية.

 وأوصت الدراسة بضرورة تعميم توظيف وسائل التواصل الاجتماعي لما لها من أهمية تنمية القيم الإسلامية لدى طلبة الصف الحادي عشر بسلطنة عمان وادراجها في المنهاج كجزء من استراتيجيات تدريس القيم الإسلامية وتطوير البرامج الالكترونية العاملة في مجال التدريس بإحداث الوسائل العالمية.

كلمات مفتاحية: وسائل التواصل الاجتماعي – القيم الإسلامية – فاعلية برنامج

التحصيل- الاتجاهات- معوقات وسائل التواصل الاجتماعي من وجهة نظر المعلمين

Abstract

The study aimed to identify the effectiveness of a proposed educational program based on the use of social media in developing Islamic values for eleventh grade students and their attitudes towards them، in addition to identify the obstacles to employing social media in teaching Islamic education، and develop a proposed vision for the effectiveness of a media program based on the use of social media on students’ achievement of Islamic education، and their attitudes towards it and the obstacles to its use. The study used the descriptive analytical method. The study population consisted of (303) male and female students in the eleventh grade. were chosen by simple random method، the study sample consisted of (170) male and female students، which divided into two groups: experimental (84) and control (86)، The study used three tools: interview، achievement test، and attitude scale. The most important results of the study were: that the program based on the use of social media had an impact of (50%) on the development of Islamic values، the obstacles to employing social media came to a (medium) degree). The results indicated that there were statistically significant differences in Islamic values ​​(Social، Religious، Citizenship، Cultural) in favor of the experimental group، and there were statistically significant differences of the students attitudes towards social media in teaching Islamic values.

The study recommended the need to generalize the use of social media because of its importance in the development of Islamic values among 11th graders in Oman and its inclusion in the curriculum as part of strategies to teach Islamic values and develop electronic programs working in the field of teaching by creating international means

مقدمة

لقد خضعت المجتمعات في الآونة الأخيرة إلى العديد من التحولات والتغيرات في جميع مناحي الحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية وأثرت في بنيتها وتركيبتها واستقرارها (زكي، 2005، ص 264).

ويمثل قطاع التعليم أحد التي تأثرت بالتطورات الحاصلة في التكنولوجيا المعلومات لما توفره من بيئة افتراضية مرنة يتواصل من خلالها أطراف العملية التعليمية، مع تقديم نماذج تعليمية قائمة على استراتيجيات تسمح لهم بالحصول على المعلومات والمعارف وتبادل الأفكار، فضلا عن إعداد جيل من المعلمين والمتعلمين يمتلكون مهارات التعامل مع التكنولوجيات الحديثة وتطوراتها اللاحقة والمساعدة على نشرها في المجتمع، وفتح مجال ديمقراطية التعليم التي تقوم على أساسها العملية التعليمية (بصفر، 2011).

ويشير (بصفر، 2010، 206) إلى أن الإعلام الناجح هو الذي يتيح الفرصة للتفاعل الإنساني، مما يساعد على تكوين وتنمية الاتجاهات العقلية وأساليب التفكير وعمق التذوق وخصوبة التخيل والتفكير المبدع الابتكاري، الذي يساهم في ارتقاء الإنسانية إلى درجات أعلى في سلم الحضارة والمدنية والعلم والتكنولوجيا عن طريق الإبداع الإنساني المميز الذي يسعد وجدان المجتمع، أو الاختراع والابتكار الجديد الذي يرفع الإنسانية درجة في سلم الرقى والتطور، أو الحلول لبعض المشكلات التي تعني السمو بالحياة الإنسانية ذاتها وطرح كل ما ينحصر في هذه الحياة من المشكلات.

ويتفق الإعلام والتعليم في أن كلاً منهما يهدف إلى تغيير سلوك الفرد، فبينما يهدف التعليم إلى تغيير سلوك التلاميذ إلى الأفضل نجد الإعلام يهدف إلى تغيير سلوك الجماهير؛ وعملية التفاهم هي العملية الاجتماعية الواسعة التي تبنى عليها المجتمعات، إذ لا يمكن أن يعيش فرد معزولاً دون أن يتفاهم مع من معه بشأن هذا العمل ويتعاطف معه فيه. والإعلام بأشكاله المتنوعة في إدارات الإعلام عملية تفاهم تقوم على تنظيم التفاعل بين الناس من خلال الحوار الهادف.

ولأن وسائل التواصل الاجتماعي التي تدخل جميع البيوت دون أي استئذان ويستخدمها جميع الفئات والأعمار فهي أداة فتاكة إذا أسيء استخدامها وقد تكون أداة شديدة الإيجابية إذا أحسن استخدامها وتم تقنينها فيما يخدم الفئات المتابعة لها وخاصة التلفاز فهو يعتبر وسيلة مسموعة ومرئية فهي وسيلة كفيلة بنقل السلوك الجيد والسيئ على السواء (محمداني، 2017، 177). وقد كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن وسائل التواصل الاجتماعي، ومدى تأثيرها القوي في مجالات متعددة أبرزها التربية والتعليم. حيث تعد إحدى الوسائل الأساسية في بناء الطالب، وإكسابه المهارات اللازمة، التي تجعله على وعي كامل بكل ما يجري حوله في العالم، من تطورات تقنية وعلمية وثقافية. (بخيت، 2016، ص143).

لقد انتشرت وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير وأصبحت هي الوسيلة الوحيدة التي فرضت سيطرتها على جميع المجتمعات استخدامها، لأنها تستخدم أساليب جذب لا حصر لها، وهو ما يجعلها سلاحاَ ذا حدين، فهي تساهم في زيادة ثقافة المرء وحثه على العديد من القيم الإيجابية، كما ساهمت في فرض الكثير من السلوكيات السيئة كالعنف والجريمة التي أصبحت المجتمعات تعاني منها معاناة شديدة (عبد الرؤوف، 2000، 35).

وتأتي الدعوات للإفادة من مكتسبات التكنولوجيا الحديثة، ومن وسائل التواصل الاجتماعي في التعليم عموماً، وفي تحقيق أهداف مناهج التربية الإسلامية بصفة خاصة، ممارسة، وتعليماً، وتعلماً انطلاقاً من تسارع التطورات في مجال التكنولوجيا الحديثة، ووسائل التواصل الاجتماعي، وانتشارها بشكل واسع، وجاذبيتها، وتنوع مجالات توظيفها؛ لتشمل كل مجالات الحياة، وهو ما ينعكس بدوره على التعليم، وعلى مناهج التربية الإسلامية، والإفادة من إيجابياتها الكثيرة، وتحديد الوسائل، والطرق الأكثر فعالية لتحقيق ذلك.

والمتتبع لأغلب وسائل التواصل الاجتماعي يجدها أصبحت تتطرق للكثير من القضايا على الصعيد العالمي والإقليمي والمحلي وذلك ما فرضته المتغيرات العالمية كظواهر الحداثة والعولمة والمعلوماتية (وزارة التربية والتعليم 2015)

وذلك يستدعي أن يكون طالب التربية الإسلامية ملمّاً بأهمية توظيف وسائل التواصل الاجتماعي في وكذلك المعلم في تدريس المادة سواء في مجال التحضير او الشرح أو التقويم وتنويع طرائق التدريس بين القصة والاستنتاج والاستكشاف والأداء التمثيلي والمسرحية واستقراء النصوص وتحليل الموقف والمقارنة بين الأحداث والتعليم الذاتي والتعاوني، وتعزيز مبدأ التعاون لحماية الذات والمجتمع ووعي الطلبة بالقضايا المعاصرة لتأكيد على قيم العقل في رقي الفرد والمجتمع المطروحة عبر وسائل التواصل الاجتماعي في الموقف الصفي، وأثناء تدريس التربية الإسلامية التي تتضمن الكثير من القضايا المجتمعية في شتى مجالات الحياة و توظيف الاستبانة الالكترونية لمعرفة مواطن الضعف في سلوك الطلبة.

وأظهرت الدراسة التي اختبرت تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الأداء التحصيلي للطلبة أن أغلبية من المستخدمين يقضون حوالي (30دقيقة إلى 3 ساعات) يومياً وأن هذا الاستخدام كان له تأثيراً إيجابياً على تحصيلهم الدراسي. 2015)، (Acheaw&Larson

إضافة إلى توصيات العديد من الدراسات المشابه بالموضوع والتي طبقت على البيئة العمانية كدراسة الرشيدي (2014)، والتي بينت التأثير الإيجابي لدور التواصل الاجتماعي في صقل قدرات الشباب الجامعي وحققت بذلك قيم المشاركة الاجتماعية وتدعيم قيم العمل التطوعي لديهم، ودراسة الصوافي (2014) التي بينت أن استخدام طلبة الحلقة الثانية من التعليم الأساسي لوسائل التواصل الاجتماعي كان لأغراض الدراسة والتحصيل بالدرجة الأولى.

ويمثل الشباب أكثر فئات المجتمع استخداماَ للتكنولوجيا الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي (الرشيدي، 2014)، لذا وقع اختيار الباحث على بحث فاعلية برنامج إعلامي قائم على توظيف وسائل التواصل الاجتماعي في تحصيل الطلبة لمادة التربية الإسلامية بمرحلة التعليم ما بعد الأساسي (11) إذ تتراوح أعمارهم (16-17) وهم بذلك يندرجون ضمن فئة الشباب.

 مشكلة البحث وتساؤلاته:

تعد التكنولوجيا الرقمية عامة وتقنيات مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقاتها على الشبكة العنكبوتية خاصة من المستحدثات الجديدة في المجتمع البشري التي غيرت من أنماط اتصاله وتواصله، وبوصف العملية التعليمية أحد مكونات هذا المجتمع، وأحد عناصره الأساسية في عملية الرقي والتطور، توجب على المنظومة التعليمية معرفة كيفية الاستفادة من أجل رفع المستوى المعرفي (جريو، 2004، 29).

وقد أصبحت علاقة التعليم بالإعلام في دول أوروبا تسير على نهج من التكامل، إلا أن الوضع مختلف في الدول العربية حيث إن التعليم والإعلام يتبع كل منهما وزارة مستقلة عن الأخرى. واستجابة لتوصيات أحدث الدراسات حول تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الشباب، والتي اتفقت على التأثير الإيجابي لتلك الوسائل كدراسة (صفرار، 2017، البدرية، 2016، الحديد، 2016). ودعوات المؤتمرات العالمية والعربية والمحلية التي تستعرض أوراق العمل حول أدوار وسائل التواصل الاجتماعي كالمؤتمر الدولي الثالث للجمعية العمانية لتقنيات التعليم مارس 2015 بمسقط والذي أكد على تشجيع المعلمين والطلبة على حد سواء على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لمناقشة القضايا البيئية، والمناخية، والجدلية (محمود، 2015).

ومن خلال مقابلات أجريت مع مجموعة من المشرفين والمعلمين والبالغ عددهم (14) حول مدى توظيف معلمي التربية الإسلامية لمواقع التواصل الاجتماعي أثناء تدريسهم، وكانت الإجابات بأن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي من قبل المعلمين لا يزال محدوداً وكذلك مع عدد من الطلاب فكانت إجاباتهم بأنه لا يوجد تواصل مع معلمي التربية الإسلامية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومن خلال دراسة الباحث تخصص التربية الإسلامية والإعلام التربوي تولدت هذه الفكرة ورأى أن تعالج المشكلة وفق أهداف التربية الإسلامية حيث اتسمت التربية الإسلامية بالمحافظة على ثوابت الأمة وترسيخ العقيدة و القيم الأصيلة، وفي الوقت نفسه مسايرة العصر في كل جديد لا يتناقض مع الثوابت.

لذا يرى الباحث أن هذه المشكلة ظاهرة وفعلاً تستحق الدراسة في ضوء أهداف مناهج التربية الإسلامية لتوجيههم الطرق السليمة لتوظيف هذه المواقع بما يخدم أهداف التربية الإسلامية وتعتبر أول قضية تعالج في ضوء التربية الإسلامية. وتتمثل مشكلة الدراسة في السؤال الرئيس التالي:

ما فاعلية برنامج إعلامي قائم على توظيف وسائل التواصل الاجتماعي ومعوقاته في تنمية القيم الإسلامية واتجاهاتهم نحوها؟

وينبثق منه الأسئلة الفرعية التالية:

1- هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة الإحصائية (0.05) بين متوسطات درجات أفراد المجموعتين التجريبية والضابطة من طلبة الصف الحادي عشر بسلطنة عمان على اختبار القيم الإسلامية تعزى لطريقة التدريس (برنامج التواصل الاجتماعي، الاعتيادية)؟

2- هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة الإحصائية (0.05) بين متوسطات درجات أفراد المجموعتين التجريبية والضابطة من طلبة الصف الحادي عشر بسلطنة عمان على اختبار القيم الإسلامية تعزى لطريقة التدريس (برنامج التواصل الاجتماعي، الاعتيادية) والجنس والتفاعل بينهما؟

أهداف الدراسة:

تهدف الدراسة الحالية إلى التعرّف على فاعلية برنامج إعلامي قائم على توظيف وسائل التواصل الاجتماعي ومعوقاته في تنمية القيم الإسلامية واتجاهاتها نحوها، ومن أهداف الدراسة:

1-   الكشف عن الفروق ذات الدلالة الإحصائية عند مستوى الدلالة الإحصائية (0.05) بين متوسطات درجات أفراد المجموعتين التجريبية والضابطة من طلاب الصف الحادي عشر بسلطنة عمان على اختبار القيم الإسلامية تعزى لطريقة التدريس (برنامج التواصل الاجتماعي، الاعتيادية).

2-   الكشف عن الفروق ذات الدلالة الإحصائية عند مستوى الدلالة الإحصائية (0.05) بين متوسطات درجات أفراد المجموعتين التجريبية والضابطة من طلاب الصف الحادي عشر بسلطنة عمان على اختبار القيم الإسلامية تعزى لطريقة التدريس (برنامج التواصل الاجتماعي، الاعتيادية) والجنس والتفاعل بينهما.

أهمية الدراسة:

تنبع أهمية الدراسة من أهمية الدور الذي تقوم به مواقع التواصل الاجتماعي في ميدان التعليم، حيث إنها تفتح آفاقاً واسعة لطالب العلم، وأصبحت من الوسائل المعينة للعملية التربوية والتعليمية ويمكن تحديد أهمية هذه الدراسة في النقاط الآتية:

1-   تعد الدراسة ضرورية للمربين العاملين في ميادين التربية الإسلامية المختلفة (معلمين، طلاب)، إذ تقدم منظومة من القواعد التربوية الإسلامية، التي تسهم في دعم مسيرة العملية التربوية.

2-   إبراز العلاقة المتبادلة بين وسائل التواصل الاجتماعي والتربية، من خلال توظيف الإعلام في المجال التربوي.

3-   يمكن الاستفادة من الدراسة في التأصيل الإسلامي للعملية التربوية وتطبيقاتها المختلفة، وتفعيل نتائجها في المؤسسات التربوية.

4-   تسد الدراسة ثغرة في المكتبة التربوية الإسلامية والإعلامية؛ وذلك لقلة الدراسات التربوية التي تناولت وسائل التواصل الاجتماعي من منظور إسلامي بشكل منفرد متخصص وذلك حسب علم الباحث.

5-   تثري الأدب التربوي والإعلامي باعتبارها الدراسة الأولى في سلطنة عمان- على حد علم الباحث-.

حدود الدراسة:

 ستقتصر حدود الدراسة في الآتية:

الحدود الموضوعية: الوحدة الأولى (وحدة قيمنا) من كتاب التربية الإسلامية للصف الحادي عشر الفصل الثاني 2019/2020

2-الحدود المكانية: اقتصر تطبيق الدراسة على المدارس التابعة للمديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة جنوب الباطنة ولاية العوابي.

الحدود الزمنية: تم تطبيق الدراسة في الفصل الدراسي الأول عام 2109/2020م.

4- الحدود البشرية: اقتصر تطبيق الدراسة على طلبة الصف (11) بمرحلة ما بعد الأساسي.

مصطلحات الدراسة:

الإعلام التربوي:

يعرف بأنه: “المحاولة الجادة للاستفادة من تقنيات الاتصال وعلومه من آجل تحقيق أهداف التربية من غير تفريط في جدية التربية وأصالتها، أو الإفراط في سيطرة فنون الاتصال إثارته عليها” (البدر، 11:1992)

وسائل التواصل الاجتماعي:

تعرف بأنها: “مجموعة من الشبكات العالمية المتصلة بملايين الأجهزة حول العالم، لتشكل مجموعة من الشبكات الضخمة، والتي تنقل المعلومات الهائلة بسرعة فائقة بين دول العالم المختلفة، وتتضمن معلومات دائمة التطور” (الشرهان، 134:2003).

التربية الإسلامية:

تعرف بأنها: “التنظيم النفسي والاجتماعي الذي يؤدي إلى اعتناق الإسلام وتطبيقه كلياً في حياة الفرد والمجتمع” (النحلاوي، 1403ـ، 21). وتعرَّف بأنها: “إعداد المسلم إعداداً كاملاً من جميع النواحي في جميع مراحل نموه للحياة الدنيا والآخرة في ضوء المبادئ والقيم وطرق التربية التي جاء بها الإسلام” (يالجن، 20، 1409).

التحصيل:

يعرف بأنه: “التقدم الذي يحرزه الطالب في تحقيق أهداف المادة التعليمية المدروسـة والذي يقاس بعلامته التي يحصل عليها في الاختبار التحصيلي (عبده، 1999، 163).

منهج الدراسة:

استنادا إلى الهدف الذي تسعى الدراسة إلى تحقيقه فإن المنهج المتبع في هذه الدراسة هو المنهج الوصفي التحليلي، كما تم استخدام المنهج شبه التجريبي.

مجتمع الدراسة وعينتها:

تكون مجتمع الدراسة الحالية من جميع طلبة الصف الحادي عشر في المرحلة ما بعد الأساسي وعددهم (303) طالبا وطالبةً بمحافظة جنوب الباطنة ولاية العوابي. وقد تكونت عينة الدراسة من (170) من طلاب وطالبات الصف الحادي عشر في مدارس العوابي تم اختيارهم بالطريقة العشوائية البسيطة، وتم تقسيمهم إلى مجموعتين تجريبية عددها (84) (41 ذكور-43 إناث)، وضابطة عددها (86) (41 ذكور- 45 إناث).

أدوات الدراسة:

لتحقيق أهداف الدراسة والمتمثل في فاعلية برنامج إعلامي قائم على توظيف وسائل التواصل الاجتماعي في تحصيل الطلبة لمادة التربية الإسلامية، تم استخدام ثلاثة أدوات (من إعداد الباحثة) بعد التأكد من صدقها وثباتها، وهي: المقابلة، الاختبار التحصيلي ومقياس الاتجاهات واستبانة المعوقات.

الخلفية النظرية للدراسة:

الدراسات السابقة

يستهدف هذا الفصل الدراسات السابقة ومراجعة أدبيات البحث التربوي ذات الصلة عن فاعلية برنامج مقترح في توظيف وسائل التواصل الاجتماعي في تنمية القيم الإسلامية. ولتحقيق هذا الهدف، يتناول الفصل محورين عن: القيم الإسلامية، وسائل التواصل الاجتماعي.

لا توجد دراسات سابقة في حدود علم الباحث تختص في فاعلية برنامج مقترح في توظيف وسائل التواصل الاجتماعي في تنمية القيم الإسلامية، ولكن هناك دراسات في محور وسائل التواصل الاجتماعي، وأخرى في محور القيم الإسلامية. وفيما يلي عرض لبعض الدراسات في هذين المحورين مرتبة ترتيبًا تنازليًا:

 محور دراسات التواصل الاجتماعي

•  الهوبان (2014):

بعنوان (تأثير شبكات التواصل الاجتماعي على الثقافة الاجتماعية للشباب السعودي) تهدف الدراسة إلى التعرف على تأثير شبكات التواصل الاجتماعي في الثقافة الاجتماعية للشباب السعودي وصور استخدامها لشبكات التواصل والآثار الاجتماعية لمواقع التواصل ولقد اعتمدت الباحثة على الدراسة الوصفية اعتمدت فيه الباحثة على منهج المسح الاجتماعي وطبقت على عينة قوامها (400) مفردة ولقد توصلت الدراسة إلى عدد من النتائج المهمة اهمها إن تعامل الشباب مع مواقع التواصل الاجتماعي يؤدي إلى العديد من الآثار الاجتماعية الإيجابية والسلبية على السواء ويؤدي إلى زيادة عدد مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي بشكل متسارع خاصة التوتير والفيس بوك.

•  آل سعود (2014):

بعنوان (علاقة شبكات التواصل الإلكتروني بالاغتراب الاجتماعي للمراهقين في المجتمع السعودي) تهدف الدراسة إلى التعرف على كثافة استخدام المراهقين لشبكات التواصل الاجتماعي اعتمادا على المدة الزمنية التي يقضيها المراهقون في استخدام هذه الوسائل وتأثير ذلك على الاغتراب الاجتماعي لديهم استخدم الباحث الدراسة الوصفية اعتماد على منهج المسح الاجتماعي بتطبيق استبانة على (248) مفردة وأوضحت نتائج الدراسة أن النسبة الأكبر من المبحوثين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي بنسبة (5.88) وأن هناك علاقة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وبين الاغتراب الاجتماعي لديهم.

• دراسة الزبون وعودة (2014):

 بعنوان (الآثار الاجتماعية والثقافية لشبكات التواصل الاجتماعي على الأطفال في سن المراهقة في الأردن).

هدفت الدراسة إلى الكشف عن الآثار الاجتماعية والثقافية لشبكات التواصل الاجتماعي على الأطفال في سن المراهقة في الأردن في الفئة العمرية من الخامسة عشر إلى الثامنة عشر، ولقد تكونت عينة الدراسة من (276) فردًا من الأطفال في سن المراهقة المنخرطين في الفيس بوك تم اختيارهم قصديا بأسلوب كرة الثلج: واتبعت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي، وقد أظهرت نتائج الدراسة الآتية إن أبرز الآثار الاجتماعية والثقافية الإيجابية لشبكات التواصل الاجتماعي على الأطفال في سن المراهقة من وجهة نظرهم توسع العلاقات الاجتماعية بمتابعة أخبار الآخرين على الشبكة ومجاملتهم، وتعزيز توثيق الصداقات القائمة وزيادة عدد الأصدقاء الذين يشاركونهم في نفس الاهتمامات.

• دراسة الزيدون (2013):

 بعنوان (دور الشبكة الاجتماعية (الفيس بوك) في إحداث التغيرات السلوكية لدى طلبة جامعة طيبة بالمدينة المنورة في ضوء بعض المتغيرات الاجتماعية والثقافية).

هدفت الدراسة الحالية إلى الكشف عن دور الشبكة الاجتماعية (الفيس بوك) في التغيرات الثقافية والاجتماعية والأخلاقية لدى طلبة جامعة طيبة وتأثرها ببعض المتغيرات وتكونت العينة من (500) طالب وطالبة واستخدمت المنهج الوصفي المسحي ومن نتائج الدراسة أن دوافع الطلبة للاشتراك في الشبكات الاجتماعية من أجل تكوين الصداقات والتسلية وقضاء وقت الفراغ.

• دراسة ميشيل فانسون 2010 (Meshel):

 بعنوان (التعرف على اثر استخدام شبكات التواصل الاجتماعي على العلاقات الاجتماعية)، وقد طبقت الدراسة على عينة بلغ قوامها (1600) شاب من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي في بريطانيا، وقد أظهرت النتائج أن أكثر من نصف الأشخاص البالغين الذين يستخدمون مواقع من بينها (الفيس بوك وبيبو ويوتيوب) قد اعترفوا بأنهم يقضون وقتا أطول على شبكة الإنترنت من ذلك الوقت الذي يقضونه مع الهاتف، ولا يشاهدون التلفاز كثيرا، ويلعبون عددا أقل من ألعاب الكمبيوتر، ويرسلون مجموعة من الرسائل النصية وكذلك البريدية، وقد بينت الدراسة أنه نحو (53 %) من الذين شاركوا في الدراسة المسحية، بأن شبكات التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت تسببت بالفعل في تغيير أنماط حياتهم وكشفت الدراسة عن أن نصف مستخدمي الانترنت في بريطانيا هم أعضاء في أحد مواقع التواصل الاجتماعي مقارنة بـ (27 %) فقط في فرنسا، و(33 %) في اليابان، و(40 %) في الولايات المتحدة الأمريكية (ميشيل فانسون 2010).

• دراسة آرنكاربنسكي 2010 (ArenKarbnsky)

وهدفت الدراسة إلى التعرف على أثر استخدام موقع (فيس بوك) على التحصيل الدراسي لدى طلبة الجامعات، وقد طبقت الدراسة على (219) طالبا جامعيا وقد أظهرت النتائج أن الدرجات التي يحصل عليها طلاب الجامعات المدمنون على شبكة الانترنت وتصفح موقع (فيس بوك) – أكبر الشبكات الاجتماعية على الانترنت – أدنى بكثير من تلك التي يحصل عليها نظرائهم الذين لا يستخدمون هذا الموقع، كما أظهرت النتائج أنه كلما ازداد الوقت الذي يمضيه الطالب الجامعي في تصفح هذا الموقع تدنت درجاته في الامتحانات.

كما بينت النتائج أن الأشخاص الذين يقضون وقتا على الانترنت يخصصون وقتا أقصر للدراسة مشيرا إلى أن لكل جيل اهتمامات تجذبه، وأن هذا الموقع يتيح للمستخدم.

(الدردشة) وحل الفوازير، وإبداء رايه في كثير من الأمور والبحث عن اصدقاء جدد أو قدامى وبينت النتائج أن (79%) من الطلاب الجامعيين الذين شملتهم الدراسة اعترفوا بأن إدمانهم على موقع (الفيس بوك) أثر سلبيا على تحصيلهم الدراسي.

 محور القيم الإسلامية:

• دراسة حسنه (2017):

كشفت بدراسة حول تطوير منهج التربية الإسلامية لطلبة ما بعد التعليم الأساسي بسلطنة عُمان في ضوء حاجاتهم وقضايا العصر وطبق البحث على عينه قوامها (44) طالبا وطالبة قسمت إلى مجموعتين إحداهما تجريبية وأخرى ضابطة. وكانت أدوات البحث هي: بناء استبانة بحاجات طلاب والقضايا المعاصرة، استمارة تحليل محتوى منهج التربية الإسلامية لمرحلة ما بعد التعليم الأساسي، وبطاقة ملاحظة، واختبار تحصيلي، ومقياس الوعي الديني.

وأسفرت النتائج عن تحليل عناصر منهج التربية الإسلامية في مرحلة ما بعد التعليم الأساسي يشير إلى عدم توافر حاجات الطلبة أو قضايا العصر في عناصر هذا المنهج.
وتفوقت المجموعة التجريبية على المجموعة الضابطة في التحصيل الديني. والوعي الديني. وأتضح أن هناك علاقة ارتباطية موجبة بين التحصيل الديني والوعي الديني.

هدفت إلى الكشف عن القيم الإسلامية المتضمنة في كتب اللغة العربية للمرحلة المتوسطة في السعودية ودرجة اكتساب الطلبة لها، استخدمت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي، واتخذت الجملة كوحدة للتحليل لاستخراج القيم المتضمنة في الكتب المذكورة، كما استخدم اختبار لقياس مستوى اكتساب الطلبة للقيم، توصلت الدراسة إلى أن الكتب الثالثة تضمنت القيم الإسلامية باختلاف أنواعها: العقائدية، والعبادات، والمعاملات وبدرجات متفاوتة. إلا أن الكتب الثالثة تقاربت في تضمينها للقيم الإسلامية من حيث نوعها ومجالها ومن حيث القيم الأكثر والأقل تكرارا، كما أظهرت نتائج الدراسة أن مستوى اكتساب الطلبة للقيم الإسلامية بشكل عام كان بالمستوى المتوسط.

• دراسة إكرام (2013):

تناولت تطوير منهج التربية الدينية الإسلامية بالمرحلة الثانوية في ضوء مقاصد الشريعة الإسلامية وبعض القضايا المعاصرة حيث تم إعداد قائمة المعايير في ضوء مقاصد الشريعة الإسلامية وبعض القضايا المعاصرة لتقويم المنهج في ضوئها وإعداد المنهج المقترح في ضوء نتائج التقويم، وقد تم بناء كتاب الطالب لوحدتين من وحدات المنهج المقترح، وإعداد دليل المعلم ثم إعداد الاختبار التحصيلي واختبار المواقف في ضوء الوحدتين وقد توصلت الدراسة إلى فاعلية التصور المقترح في تنمية التحصيل وتحسين سلوكيات الصف الأول الثانوي.

التعقيب على الدراسات السابقة

 وتناولت بعض الدراسات أثر استخدام الانترنت على الاغتراب الاجتماعي كما في دراسة نايف آل سعود 2014 وركزت بعض الدارسات على التعرف على النتائج السلبية والإيجابية الناتجة من استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وسوف يستفيد الباحث من هذه الدراسات في التعرف على الآثار الاجتماعية الناتجة من استخدام مواقع التواصل الاجتماعي كما أنها تساعدها في الاطلاع على الآثار الايجابية والسلبية الناتجة من استخدام هذه المواقع التغير في سلوك مستخدمي مواقع التواصل وأثر تلك التغيرات والتعرّف على الدوافع استخدامها.

ركزت الدراسات كيفية التعاون بين التربية والإعلام لتحقيق الأهداف المشتركة في التنمية كما في ودراسة (محمد سليم 2014)، والتعرف على الآثار الإيجابية لاستخدام المراهقين لشبكات التواصل الاجتماعي كما في دراسة نرمين خضر وسوف يستفيد الباحث من هذه الدراسات في التعرّف على الأسباب والدوافع من استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، التعرف على الآثار النفسية والاجتماعية والتغيرات الاجتماعية نتيجة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي والاطلاع على أكثر المواقع تفضيلا.

تناولت بعض الدراسات الأجنبية أثر استخدام مواقع التواصل الاجتماعي على العلاقات الاجتماعية كما في دراسة Meshel 2010 كما ركزت بعض الدراسات في التعرف على أثر استخدام مواقع التواصل الاجتماعي على التحصيل الدراسي كما في دراسة (Aron Karbnsky2010) وتناولت بعض الدراسات الدوافع من استخدام مواقع التواصل الاجتماعي كما دراسة Hart K 2010.

 واستفاد الباحث من هذه الدراسة في التعرف على أثر استخدام مواقع التواصل الاجتماعي على العلاقات الاجتماعية لمستخدميها وكذلك في التعرف على أثر استخدام مواقع التواصل الاجتماعي على التحصيل الدراسي والعلاقة بين ارتفاع أو انخفاض المستوى التحصيلي للطلاب واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي بالإضافة إلى التعرف على الدوافع من استخدام مواقع التواصل الاجتماعي. أما طلاب المرحلة الجامعية هي من أجل التواصل مع الآخرين على العلاقات الاجتماعية

وبعد عرض ما تقدم من الدراسات التي حاولت التعرف على مدى تضمين الكتب الدراسية المختلفة للقيم الإسلامية، يتبين أن معظم الدراسات السابقة تناولت تحليل محتوى فقط، وبذلك تتفق الدراسة الحالية مع بعض الدراسات السابقة من حيث الموضوع أو المنهج، ومن حيث تصنيفها للقيم الإيمانية العقدية والتعبدية والمعاملات فيما تتميز عن غيرها من الدراسات التي سبقتها في تناولها للقيم الإسلامية لطلبة الصف الحادي عشر في سلطنة عُمان وبناء برنامج فاعلية مقترح في توظيف وسائل التواصل الاجتماعي وقد استفادت هذه الدراسة من الدراسات السابقة من حيث بناء الأدب النظري، وخطوات تحليل المحتوى، وتصنيف القيم الإسلامية.

 تعقيب على الدراسات السابقة مجملًا:

وإذا كانت الدراسة الحالية تتفق مع الدراسات السابقة في الوقوف على واقع الإعلام كما في دراسات المحور الأول، أو القيم الإسلامية كما في دراسات المحور الثاني، إلا أنها تختلف عنها في ربط العلاقة بين الإعلام (وسائل التواصل الاجتماعي) وتنمية القيم الإسلامية. كما أن الدراسة الحالية تختلف عن الدراسات السابقة في العينة (طلبة الحادي عشر)، وفي منهج الدراسة والذي جمع المنهج الوصفي وتحليل المحتوى والمقابلة وشبة التجريبي وأداة الدراسة التي تكشف لأول مرة –حسب حدود علم الباحث- عن:

1. تصميم فاعلية برنامج مقترح في توظيف وسائل التواصل الاجتماعي في تنمية القيم الإسلامية.

2. المعوقات التي تحد من دور فاعلية برنامج مقترح في توظيف وسائل التواصل الاجتماعي في تنمية القيم الإسلامية لدى الطلبة،

3. تطوير مناهج التربية الإسلامية عن طريق توظيف وسائل التواصل الاجتماعي في تنمية القيم الإسلامية.

فقد استفادت الدراسة الحالية من الدراسات السابقة في المنهجية، وبناء الإطار النظري، وتصميم الاستبانة، وفي وضع مقترحات تسهم في تطوير مناهج التربية الإسلامية وربط دور الإعلام في تنمية القيم الإسلامية.

القیم الإسلامية:

وتعرف بأنها: “قیم ارقیة، قیم إنسانیة بعثها الله للناس كافة لتضبط حیاتهم وتنیر لهم طریق الهدایة والرشاد، الطریق للحیاة الآخرة، للسعادة وارضاء الله، والشعور بقیمه ومعنى الحیاة التي نحياها، فكم هي سعادة الإنسان عندما یشعر برضا الله، ورضاه عن نفسه نتيجة تطبیقه للقیم الإسلامية، وتعاليم دیننا الحنيف، وسنة نبینا الكریم، تلك هي الحیاة التي أرادها الله لعباده” (الأغا، 2010: 19).

وتعرف القیم الإسلامية إجرائيا بأنها: “مجموعة المعاییر والمبادئ المستمدة من القرآن الكریم والسنة النبوية ومصادر القيم الإسلامية، التي تجعل الإنسان محور التكريم وتضمن له حیاة كریمة حرة، وللمجتمع أمنه واستقراره”.

أهمية القيم:

تبدو أهمیة القیم في قدرتها على تحقيق تكامل وتوازن سلوك الإنسان، وقدرته على مقاومة القیم المنحرفة، والتوازن بین مصالحه الشخصية، ومصلحة المجتمع، وتفضيل المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، كما ویظهر أثر القیم في تحويل المجتمع من مجتمع له حدود جغرافية المجتمع ممثل لجمیع البشر. (طهطاوي، 1996: 24(. تحقق للفرد الإحساس بالأمان، فهو یستعین بها على مواجهة ضعف نفسه، والتحديات التي تواجهه في حیاته، وتعطیه الفرصة للتعبير عن نفسه، مؤكدا ذاته عن فهم عميق لها، ولإمكانيتها. (ابو العینین، 1988: 35)

خصائص القيم الإسلامية:

لكل تربية خصائص تميزها عن غيرها من أنواع التربية الأخرى، وتتمثل خصائص التربية الإسلامية في (متولي.1425، ص74-80):

1. التربية الإسلامية تربية ربانية.
2. التربية الإسلامية تربية شمولية.
3. التربية الإسلامية تربية متوازنة.
4. التربية الإسلامية تربية عملية.
5. التربية الإسلامية تربية فردية واجتماعية.
6. التربية الإسلامية تربية مستمرة.
7. التربية الإسلامية تربية متجددة ومحافظة.
8. التربية الإسلامية تربية لكافة البشر.

أساليب التربية الإسلامية:

تقوم التربية الإسلامية على الشمول في أهدافها وطبيعتها، وهذه الأهداف تحدد الوسائل والأساليب للتربية الإسلامية، ويحكم تلك الأساليب مصادر التربية الإسلامية. وقد حدد (النحلاوي، 1429، ص166):

1. أسلوب الحوار القرآني والنبوي.
2. التربية بالقصص القرآني والنبوي.
3. التربية بالأمثال القرآنية والنبوية.
4. التربية بالقدوة.
5. التربية بالممارسة والعمل.
6. التربية بالعبرة والموعظة.
7. التربية بالترغيب والترهيب.

أهداف التربية الإسلامية.

إن الكشف عن دور وسائل التواصل الاجتماعي في تنمية القيم الإسلامية يتطلب أولاً قبل تحديد أهداف التربية الإسلامية معرفة مصادرها وخصائصها وأساليبها ثم البحث عن الدور الذي ينبغي أن يقوم به الإعلام التربوي.

وتصنف أهداف التربية الإسلامية إلى هدف عام وأهداف فرعية (العجمي1427، ص29-30)

1. هدف عام (العبودية): تهدف التربية الإسلامية إلى تنشئة وإعداد الإنسان الذي يعبد الله تعالى ويخشاه فيكون مسلماً عابدا عالماً مؤتمراً بأوامر الله سبحانه وتعالى منتهياً عن نواهيه وذلك انطلاقاً من قوله تعالى: وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) (الذرايات:56)
2.  أهداف فرعية: وهي أهداف تنبثق من الهدف العام للتربية الإسلامية وتشمل الأهداف الخلقية والاجتماعية والعقلية والمعرفية، والوجدانية، والنفسية، والاقتصادية.

الإعلام الجديد:

تمثل ثورة المعلومات التي يعيشها العالم في الوقت الراهن أحد أهم مراحل التطور التاريخي الكبرى في تاريخ الإنسانية. ومن أهم نتائج هذه الثورة المعلوماتية: التغيرات الكبرى التي حدثت في الصناعة الإعلامية، وأنماط استهلاك المعلومات، وإنتاجها، ونشرها، والتشارك في مضامينها. وقد أدى هذا التطور الكبير إلى انقسام القطاع الإعلامي إلى مجالين: الإعلام التقليدي ويتضمن الصحف والمجلات والإذاعة والتلفزيون، والإعلام الجديد الذي يقوم على تدفق المعلومات عبر شبكة الانترنت والهاتف الجوال (الشميمري، 1431، ص182).

أدوات الدراسة:

الأداة الأولى: الاختبار التحصيلي في التربية الاسلامية وحدة القيم

تم إعداد اختبار تحصيلي في منهاج التربية الإسلامية للصف الحادي عشر تحديداً في القيم الأخلاقية وهي: (القيم الاجتماعية، قيم العبادة، القيم الأسرية، قيم المواطنة، والقيم الثقافية)، تم إعداد الاختبار من نوع الاختيار من متعدد بعد الرجوع لكتاب التربية الإسلامية ودليل المعلم لكتاب التربية الإسلامية للصف الحادي عشر في سلطنة عمان، وتكون الاختبار من (32) فقرة اختبارية تقيس القيم الإسلامية بواقع سبعة أسئلة تقيس كل من القيم، للتحقق من فاعلية البرنامج التربوي القائم على توظيف وسائل التواصل الاجتماعي في تنمية القيم الاسلامية،

تصحيح الاختبار:

تم تصحيح الاختبار بإعطاء درجة (واحدة) للإجابة الصحيحة و(صفر) للإجابة الخاطئة، وبذلك تكون الدرجة العظمى للاختبار (32) درجة والدرجة الدنيا (صفر)، كما تم توزيع أسئلة الاختبار على الخمس قيم المُقاسة في الدراسة وهي (القيم الاسلامية، قيم العبادة، القيم الأسرية، قيم المواطنة والقيم الثقافية) بواقع سبعة أسئلة تقيس كل منها، وبذلك تكون درجة كل من القيم الكلية 7 درجات.

1. صدق الاختبار:

أ- الصدق الظاهري

          بهدف التحقق من صدق الاختبار تم عرض الاختبار على مجموعة من المحكمين من الأساتذة الجامعيين والمشرفين التربويين لمادة التربية الإسلامية.

ب- صدق البناء:

تم تطبيق الاختبار على عينة استطلاعية من خارج عينة الدراسة، ومن مجتمع الدراسة وخارج عينتها، قوامها (20) طالباً وطالبة، واستُخرجت معاملات ارتباط بيرسون لفقرات الاختبار مع البعد الذي تنتمي إليه ومع الدرجة الكلية للاختبار. وقد جاءت قيم معاملات الارتباط لفقرت اختبار القيم الاسلامية مع البعد الذي تنتمي إليه ومه الدرجة الكلية للاختبار تراوحت (0.13-0.96) وهي جميعها قيم دالة إحصائياً عند مستوى الدلالة (0.05=α) ومقبولة لأغراض الدراسة (عودة، 2010)،

ثبات اختبار القيم الإسلامية:

تم التحقق من ثبات اختبار القيم الإسلامية بعدة طرق:

• ثبات الاتساق الداخلي: للتحقق من ثبات الاختبار التحصيلي في القيم الإسلامية فقد تم تطبيقه على عينة استطلاعية مكونة من (20) طالباً من خارج عينة الدراسة، وتم احتساب الاتساق الداخلي بين فقرات الاختبار (كرونباخ ألفا).

جدول (1) قيم معاملات ثبات كرونباخ ألفا لأبعاد اختبار القيم الإسلامية

القيم	معامل ثبات كرونباخ ألفا
القيم الاجتماعية	0.78
قيم العبادة	0.80
القيم الأسرية	0.79
القيم المواطنة	0.77
القيم الثقافية	0.66
الدرجة الكلية	0.74

ب- استخراج الخصائص السيكومترية الأخرى للفقرات: تم استخراج الخصائص السيكومترية لاختبار التحصيلي في القيم الإسلامية من خلال تطبيقه على العينة الاستطلاعية السابقة، حيث تم استخراج قيم معاملات الصعوبة والتمييز لفقرات الاختبار، وتم مراجعتها والتحقق من ملاءمتها. حيث تراوحت قيم معاملات صعوبة للفقرات بين (0.33 – 0.69)، بينما تراوحت قيم معاملات تمييز الفقرات بين (0.44-0.79)، وتعد هذه القيم مقبولة لاعتبار أن فقرات الاختبار تتمتع بدرجات مناسبة من الصعوبة والتمييز، إذ أن أفضل معامل صعوبة للفقرة الاختبارية هو 50% وما حولها. أما معامل التمييز فتتراوح القيم الملائمة بين 60% أو 70% (عودة، 2010).

ثانياً: البرنامج التعليمي (البرنامج الإعلامي)

لتحقيق أهداف الدراسة قام الباحث، بإعداد دروس الوحدة من كتاب التربية الإسلامية للصف الأول الثانوي، واعتمد إعداد دروس البرنامج التعليمي على النتاج التعليمة من دراسة وحدة القيم الأخلاقية. كما تم اختيار هذه الوحدة والعمل على تطويرها وفق وسائل التواصل الاجتماعي، وقد تم إعداد البرنامج لتفعيل القيم الإسلامية وتأصيلها من مصادر التشريع الإسلامي، وذلك بهدف غرسها في نفوس الطلبة، من خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وتدرسيهم على تلمس مشكلات المجتمع التي نتجت من قلة الوعي وضعف التطبيق للقيم الإسلامية، والإسهام في إيجاد الحلول المناسبة لها بحيث تنعكس على تحسين السلوك وإتقان العمل، لتنمية المجتمعات الإنسانية الفاعلة.

وقد تكون البرنامج من (5) دروس بواقع حصتين لكل درس يحتوي كل درس على مادة علمية تمهيدية، وأنشطة إثرائية متنوعة ومناسبة للمرحلة العمرية للفئة المستهدفة، وتتراوح مدة كل درس (45) دقيقة.

كما اتبع الباحث الخطوات الآتية في إعداد الوحدة:

–      تحليل محتويات وحدة (القيم الإسلامية) إلى مفاهيم وتفصيل القيم إلى (القيم الاجتماعية، قيم العبادة، القيم الأسرية، قيم المواطنة، والقيم الثقافية).

–      تحديد الأهداف من تدريس وحدة (القيم الإسلامية) ونتاجات التعلم التي يتوقع من الطالب تحقيقها بعد دراسة الوحدة.

–      الاطلاع على الأدب النظري المتعلق بوسائل التواصل الاجتماعي (الفيس بوك، تويتر، الانستغرام، سناب شات، واتس اب) ومبادئها، كما تم الاستعانة بدليل المعلم للصف الأول الثانوي ومراجعة بعض الدراسات السابقة ذات الصلة بموضوع الدراسة والاستفادة من أدواتها.

–      إعداد دليل معلم للاسترشاد به في عملية التَدرِيس أثناء تطبيق الدراسة على المجموعة التجريبية.

صدق البرنامج التعليمي الإعلامي:

بعد الانتهاء من إعداد البرنامج التعليمي، تمَّ عرضه على مجموعة من المحكمين التربويين والبالغ عددهم (22) عضو هيئة تدريس من أساتذة مناهج التربية الإسلامية وأساليب تدريسها في جامعة السلطان قابوس والمتخصصين مناهج التربية الإسلامية وعلم النفس والقياس والتقويم وتقنية المعلومات والإعلام، لإبداء آرائه ملاحظاتهم العلمية والتربوية حول محتوى البرنامج التعليمي، حيث طلب منهم إبداء الرأي في البنود الآتية: سلامة صياغة النتاج التعليمة من الناحية التربوية، توزيع وقت الحصص الدراسية، إجراءات الدروس وفق المبادئ التي تستند إليها وسائل التواصل الاجتماعي، وقد تمَّ الأخذ بآرائهم وملحوظاتهم.

المعالجة الإحصائية:

–      تم استخدام برنامج الرزم الاحصائية للعلوم الاجتماعية (SPSS) لمعالجة البيانات إحصائياً في الإجابة عن أسئلة الدراسة.

–      تم الإجابة على أسئلة الدراسة الأول والثاني باستخراج المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية، والمتوسطات المعدلة، وتحليل التباين المصاحب (ANCOVA)، وتحليل التباين المصاحب متعدد المتغيرات التابعة (MANCOVA)، بالإضافة إلى استخراج حجم الأثر، والتكرارات، والنسب المئوية، ومربع كاي.

نتائج الدراسة:

للإجابة عن أسئلة الدراسة واختبار فرضياتها تم استخراج المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لأداء المجموعتين الضابطة والتجريبية على اختبار القيم الإسلامية القبلي والبعدي في ضوء متغير الجنس، وذلك كما بالجدول (5).

جدول (5): المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لدرجات أفراد المجموعتين الضابطة والتجريبية لاختبار القيم الإسلامية القبلي والبعدي لدى طلاب الصف الحادي عشر بسلطنة عمان في ضوء متغير الجنس

القيم	المجموعة	الجنس	العدد	الاختبار القبلي		الاختبار البعدي
				المتوسطات الحسابية	الانحرافات المعيارية	المتوسطات الحسابية	الانحرافات المعيارية
الاجتماعية	تجريبية	ذكر	41	5.3171	1.61924	5.4390	1.00122
		أنثى	43	4.2791	1.86861	5.7907	1.10320
	ضابطة	ذكر	41	4.4878	1.62975	5.9268	1.03417
		أنثى	45	4.5333	2.09545	6.3333	.79772
العبادة	تجريبية	ذكر	41	3.8780	1.28832	5.0244	1.10652
		أنثى	43	3.1628	1.32612	5.3488	.86969
	ضابطة	ذكر	41	3.4390	1.59764	4.2195	.93574
		أنثى	45	2.9111	1.71653	4.0889	.92496
الأسرية	تجريبية	ذكر	41	3.0732	1.27260	4.4390	1.50081
		أنثى	43	3.7907	1.48898	6.1860	.85233
	ضابطة	ذكر	41	3.5366	1.32472	4.4146	1.51617
		أنثى	45	3.8000	1.58974	5.8667	.94388
المواطنة	تجريبية	ذكر	41	2.6098	1.35790	3.8780	1.43519
		أنثى	43	3.3953	1.72018	5.2093	1.30125
	ضابطة	ذكر	41	2.6098	1.22225	3.2195	1.19399
		أنثى	45	3.5556	1.32383	3.4667	1.27208
الثقافية	تجريبية	ذكر	41	3.5122	1.67514	4.6098	.99695
		أنثى	43	3.7907	1.47290	4.8605	1.01375
	ضابطة	ذكر	41	3.3659	1.68458	4.7561	1.13535
		أنثى	45	5.0000	1.41421	5.5778	1.09729
الكلي	تجريبية	ذكر	41	18.3902	3.83326	23.3902	3.47763
		أنثى	43	18.4186	4.88551	27.3953	3.42358
	ضابطة	ذكر	41	17.4390	4.64784	22.5366	3.29467
		أنثى	45	19.8000	4.57563	25.3333	3.16946

          يبين الجدول (5) وجود فروق ظاهرية بين متوسطات درجات الطلاب على الدرجة الكلية لاختبار القيم الإسلامية وفقاً لمتغير طريقة التدريس والجنس، وقد أظهرت المتوسطات ارتفاع متوسطات المجموعة التجريبية مقارنة بالمجموعة الضابطة على الاختبار البعدي، كما بلغت قيمة المتوسطات للقياس البعدي بعد تحييد أثر القياس القبلي للدرجة الكلية للاختبار (27.39) للإناث و(23.3902) للذكور في للمجموعة التجريبية و(25.33) للإناث و(22.5366) للذكور للمجموعة الضابطة على الدرجة الكلية لاختبار القيم الإسلامية، كما اظهرت نتائج الجدول ارتفاع متوسطات المجموعة التجريبية الذكور والاناث لجميع أبعاد اختبار القيم الاسلامية في القياس البعدي مقارنة بمتوسطات المجموعة الضابطة الذكور والإناث على القياس البعدي، كما يلاحظ ارتفاع متوسطات القيم الاسلامية للإناث في المجموعة التجريبية مقارنة بمتوسطات الذكور على كافة أبعاد القيم الاسلامية وعلى الدرجة الكلية للاختبار حيث بلغت متوسطات الاناث في المجموعة التجريبية على الدرجة الكلية للاختبار (27.3953) فيما بلغت للذكور في المجموعة التجريبية (23.3902)، وللكشف عن دلالة هذه الفروق في المتوسطات الحسابية، تم استخدام تحليل التباين متعدد المتغيرات (MANCOVA) باستخدام اختبار “ولكس لمبدا” (Wilk’s Lambda) عند مستوى الدلالة (0.05= α)، نتائج اختبار ويلكس لمبدا لتحليل التباين متعدد المتغيرات (MANCOVA)، والجدول التالي يوضح ذلك.
جدول (6)

 نتائج اختبار تحليل التباين المتعدد (MANCOVA) لاختبار القيم الإسلامية البعدي لدى طلاب الصف الحادي عشر بسلطنة عمان تبعاً لطريقة التدريس 

المتغيرات	المهارات	مجموع المربعات	درجات الحرية	متوسط المربعات	قيمة ف	مستوى الدلالة الإحصائية	حجم الأثر η2
القبلي	القيم الاجتماعية	283.35	1	283.35	291.440	.000	.644
	القيم الدينية	158.05	1	158.05	171.942	.000	.516
	قيم الأسرية	234.07	1	234.07	150.585	.000	.483
	قيم المواطنة	89.540	1	89.540	55.241	.000	.255
	القيم الثقافية	196.95	1	196.95	171.758	.000	.516
	الكلي	4651.4	1	4651.4	426.141	.000	.726
المجموعة قيمة ولكس لامبدا=0.555	القيم الاجتماعية	9.151	1	9.151	9.412	.003	.06
	القيم الدينية	40.924	1	40.924	44.520	.000	.217
	قيم الأسرية	1.745	1	1.745	1.123	.291	.007
	قيم المواطنة	58.239	1	58.239	35.930	.000	.182
	القيم الثقافية	6.739	1	6.739	5.877	.016	.04
	الكلي	94.646	1	94.646	8.671	.004	.05
الجنس	القيم الاجتماعية	3.065	1	3.065	3.153	.078	.019
	القيم الدينية	.517	1	.517	.562	.454	.003
	قيم الأسرية	79.640	1	79.640	51.233	.000	.241
	قيم المواطنة	16.391	1	16.391	10.112	.002	.059
	القيم الثقافية	9.600	1	9.600	8.371	.004	.049
	الكلي	343.764	1	343.764	31.494	.000	.164
الجنس* المجموعة	القيم الاجتماعية	.363	1	.363	.374	.542	.002
	القيم الدينية	1.655	1	1.655	1.800	.182	.011
	قيم الأسرية	.615	1	.615	.396	.530	.002
	قيم المواطنة	8.660	1	8.660	5.343	.022	.032
	القيم الثقافية	2.916	1	2.916	2.543	.113	.016
	الكلي	7.306	1	7.306	.669	.414	.004
	القيم الاجتماعية	156.53	161	.972
	القيم الدينية	147.99	161	.919
	قيم الأسرية	250.26	161	1.554
	قيم المواطنة	260.96	161	1.621
	القيم الثقافية	184.62	161	1.147
	الكلي	1757.3	161	10.915
الكلي	القيم الاجتماعية	179.64	169
	القيم الدينية	201.88	169
	قيم الأسرية	362.12	169
	قيم المواطنة	382.52	169
	القيم الثقافية	211.78	169
	الكلي	2444.8	169

_{* ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة الإحصائية (0.05= α).}

يبين الجدول (6) وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (0.05 =α) تعزى لطريقة التدريس في القيم الإسلامية (الاجتماعية، الدينية، المواطنة، الثقافية) وجاءت الفروق لصالح المجموعة التجريبية التي درست باستخدام البرنامج المقترح القائم على توظيف وسائل التواصل الاجتماعي إذ بلغت قيمة ف (9.412) و(44.520) و(35.930) و(5.877) والدرجة الكلية (8.671)على التوالي للقيم الإسلامية والدرجة الكلية، وهي قيم دالة احصائياً عند مستوى الدلالة (0.05α=)، فيما لم تظهر النتائج فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (0.05 =α) تعزى لطريقة التدريس في القيم الإسلامية (الأسرية) حيث بلغت قيمة ف (1.123) وهي قيمة غير دالة إحصائياً عند مستوى الدلالة (0.05α=)، كما أظهرت النتائج في الجدول (6) وجود أثر كبير وفق نتائج حجم الأثر مربع إيتا إذ بلغ حجم التأثير في أعلى قيمة للقيم الدينية (21%)، يليها حجم التأثير للقيم المواطنة إذ بلغ حجم الأثر مربع إيتا (18%) يليه القيم الاجتماعية (6%)، يليه حجم الأثر إيتا للقيم الثقافية (4%) وهو حجم تأثير جيد، وكان حجم التأثير لمربع ايتا أقل تأثير عند القيم الأسرية إذ بلغ (0، 07%). وهذا يعني أن تأثير توظيف وسائل التواصل الاجتماعي في تنمية القيم الإسلامية لدى طلاب الحادي عشر بسلطنة عمان مجتمعة () ذو حجم كبير من الأثر بحسب معيار كوهين وأبو حطب والمشار إليه في (عودة، 2010). أي أن (50%) من التأثير في تنمية القيم الإسلامية يعود للبرنامج القائم على توظيف وسائل التواصل الاجتماعي، والباقي يعود إلى متغيرات أخرى.

كما أشارت النتائج فيما يتعلق بمتغير الجنس وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (0.05 =α) تعزى لطريقة التدريس في القيم الإسلامية (الأسرية، المواطنة، الثقافية) وجاءت الفروق لصالح المجموعة التجريبية الاناث حسب ما شارت له المتوسطات الحسابي في الجدول رقم () التي درست باستخدام البرنامج المقترح القائم على توظيف وسائل التواصل الاجتماعي إذ بلغت قيمة ف (51.233) و(10.112) و(8.371) على التوالي للقيم الإسلامية وللدرجة الكلية (31.494) والدرجة الكلية، وهي قيم دالة احصائياً عند مستوى الدلالة (0.05α=)، فيما لم تظهر النتائج فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (0.05 =α) تعزى لطريقة التدريس في القيم الإسلامية (الاجتماعية والدينية) تعزى للجنس حيث بلغت قيمة ف (3.153) و(.562) وهي قيمة غير دالة إحصائياً عند مستوى الدلالة (0.05α=)، كما أظهرت النتائج في الجدول ( ) وجود أثر كبير وفق نتائج حجم الأثر مربع إيتا إذ بلغ حجم التأثير في أعلى قيمة للقيم الأسرية (24%)، يليها حجم التأثير للقيم المواطنة إذ بلغ حجم الأثر مربع إيتا (6%) يليه القيم الثقافية (5%)، وهذا يعني أن تأثير توظيف وسائل التواصل الاجتماعي في تنمية القيم الإسلامية لدى طلاب الحادي عشر الاناث بسلطنة عمان مجتمعة () ذو حجم كبير من الأثر بحسب معيار كوهين وأبو حطب والمشار إليه في (عودة، 2010). أي أن (16%) من التأثير في تنمية القيم الإسلامية على الطالبات الاناث يعود للبرنامج القائم على توظيف وسائل التواصل الاجتماعي، والباقي يعود إلى متغيرات أخرى.

وتتفق نتيجة هذا السؤال مع ما جاءت به نتائج الدراسة مع نتيجة دراسة دراسة عبد الجواد الحايس (2012) والتي أشارت أن الترفيه هو الدافع الرئيسي لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي ويليها مطالعة الموضوعات العلمية والثقافية والدينية.

          كما اتفقت مع ما جاءت به دراسة الهنائي الصبحي، الوهيبي (2012) أن الدوافع من استخدام شبكات التواصل الاجتماعي هو التواصل مع الآخرين والتعلم والتسلية، والتعرف على أصدقاء جدد.

          واتفقت النتيجة الحالية إلى حد مع دراسة نورة إبراهيم الهوبان (2014) أن تعامل الشباب مع مواقع التواصل الاجتماعي يؤدي إلى العديد من الآثار الاجتماعية الإيجابية، كما اتفقت النتيجة مع نتيجة دراسة العتيبي (2008) والتي هدفت التعرف إلى تأثير الفيس بوك على طلبة الجامعات السعودية وخلصت الدراسة إلى أن (الفيس بوك) حقق ما لم تحققه الوسائل الإعلامية الأخرى وان استخدام (الفيس بوك) كان له تأثيره على الشخصية أكثر من الوسائل الإعلامية الأخرى.

          كما اتفقت مع نتيجة دراسة محمد سليم الزبون وضيف الله عودة (2014) أن أبرز الآثار الاجتماعية والثقافية الإيجابية لشبكات التواصل الاجتماعي على الأطفال في سن المراهقة من وجهة نظرهم توسع العلاقات الاجتماعية بمتابعة أخبار الآخرين على الشبكة ومجاملتهم، وتعزيز توثيق الصداقات القائمة وزيادة عدد الأصدقاء الذين يشاركونهم في نفس الاهتمامات.

واتفقت النتيجة الحالية بالمجمل مع ما جاءت به دراسة أخضر (2010) أن وسائل الإعلام مؤثرة جدا في عملية التنمية الثقافية وفي التربية والتعليم.

واتفقت مع نتيجة دراسة نرمين خضر (2009) أن دافع التسلية والترفيه يأتي على راس قائمة دوافع استخدام طلاب الجامعة لموقع الفيس بوك اتفقت مجموعة طلاب جامعة القاهرة والجامعة البريطانية (ذكور وإناث) على أن التفاعل الاجتماعي بين الأشخاص عبر موقع الفيس بوك يؤدي إلى تنمية المهارات الشخصية والخبرات الحياتية والتعامل مع الاخرين ومن أهم مزايا الفيس بوك التواصل مع الأصدقاء ومواكبة ما يجري والتعرف على مزاج الأصدقاء ويجدد العلاقات بأصدقاء الماضي وإبداء الرأي الحر.

واختلفت مع ما جاءت به دراسة عبد الجواد سعيد محمد (2009) أن المواقع الترفيهية جاءت بالمرتبة الأولى من حيث تفضيل أفراد العينة لها بينما جاءت المواقع الثقافية والسياسية في الترتيب الرابع والخامس وهذا يعني أن أكثر الشباب تقل أعمارهم عن ثلاثين عاما الأمر الذي يؤدي إلى الإدمان السلبي للإنترنت حيث يرتبط هذا النوع من الإدمان بانخفاض التفاعل الاجتماعي في المنزل، وهذا يزيد من الاكتئاب والعزلة والعصبية بإدمان الإنترنت ينفصل الفرد عن الواقع الحقيقي.

واتفقت مع نتيجة دراسة ميشيل فانسون 2010 (Meshel) أن شبكات التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت تسببت بالفعل في تغيير أنماط حياتهم.

التوصيات:

في ضوء ما أسفرت عنه الدراسة من نتائج تم وضع التوصيات الآتية:

1. ضرورة تعميم توظيف وسائل التواصل الاجتماعي لما لها من أهمية تنمية القيم الإسلامية لدى طلبة الصف الحادي عشر بسلطنة عمان.
2. العمل على إضافة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في المنهاج كجزء من استراتيجيات تدريس القيم الإسلامية.
3. تطوير البرامج الالكترونية العاملة في مجال التدريس بإحداث الوسائل العالمية.

المقترحات:

في ضوء النتائج والتوصيات التي انتهت إليها الدراسة، يقترح الباحث إجراء البحوث والدراسات التالية:

1. مجالات الاستفادة من وسائل الإعلام التربوي الجديد من وجهة نظر المعلمين: دراسة ميدانية.
2. فتح أقسام إعلامية متخصصة للإعلام التربوي في الجامعات العمانية.
3. تكثيف البحوث والمؤلفات والرسائل في ميادين الإعلام التربوي في الجامعات العمانية.
4.  إجراء دراسات مستقبلية حول معوقات توظيف وسائل التواصل الاجتماعي في تدريس التربية الإسلامية وسبل علاجها.

المراجع:

1. أخضر، فايزة محمد حسن (2010). تعرض المعلمين لوسائل الإعلام وانعكاساته على الناشئة: دراسة وصفية تحليلية. ورقة عمل مقدمة في المؤتمر الدولي الأول للتربية الإعلامية، بتاريخ 1428/2/17-14 الموافق: 2007/3/7-4، الرياض.
2. آل، سعود نايف. (2013). علاقة شبكات التواصل الالكتروني بالاغتراب الاجتماعي في المجتمع السعودي، دراسة ميدانية، المجلة الغربية للإعلام والاتصال السعودية.
3. بخيت، السيد (2016). الإشكاليات النظرية والمنهجية لبحوث وسائل التواصل الاجتماعي، المجلة العربية للإعلام والاتصال، الجمعية السعودية للإعلام والاتصال.
4. البدر، حمود (1992). الإعلام التربوي في دول الخليج العربية، مكتب التربية لدول الخليج العربي، الرياض.
5. بصفر، حسان بن عمر وآخرون (2011). وسائل التواصل الاجتماعي، مؤسسة طيبة للنشر – القاهرة
6. بصفر، حسان بن عمر (2011). الإعلام التربوي:”” مفهومه-فلسفته-أهدافه””، طيبة للنشر والتوزيع، القاهرة.
7. جريو، داخل حسن (2004). الفجوة الرقمية، مجلة المجمع العلمي، المجمع العلمي العراقي
8. الرشيدي، هلال (2014). استخدامات طلبة جامعة السلطان قابوس لشبكات التواصل الاجتماعي الإلكترونية والإشاعات المتحققة. رسالة ماجستير، كلية الآداب والعلوم الاجتماعية، جامعة السلطان قابوس، سلطنة عمان.
9. الزبون، محمد سليم وعودة، ضيف الله. (2014). الآثار الاجتماعية والثقافية لشبكات التواصل الاجتماعي على الأطفال في سن المراهقة في الأردن
10. زكي، معتصم (2005). الشاشة الصغيرة وأثرها في سلوكيات الأطفال، مجلة التربية، العدد 154، السنة الرابعة والثلاثون، اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم، قطر.
11. الشرهان، جمال عبد العزيز (2003). الوسائل التعليمية ومستجدات تكنولوجيا التعلم، مطابع الحميضي، الرياض.
12. الشميمري، فهد عبد الرحمن (1431). التربية الإعلامية: كيف نتعامل مع الإعلام؟ الرياض.
13. صالح، عطية محمد (2003). تنمية القيم الأخلاقية لدى طلاب المحلة الأساسية من وجهة نظر معلمي التربية الإسلامية في الأردن. رسالة دكتوراه غير منشورة جامعة أم القرى، مكة.
14. الصوافي، عبد الحكيم ع 2015. استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لدى طلبة الحلقة الثانية
15. طهطاوي، سيد، القيم التربوية في القصص القرآني (القاهرة، دار الفكر العربي، د، ط، 1996)
16. عبد الرؤوف، سامي (2000). الإنترنت في العالم العربي: دراسة ميدانية على عينة من الشباب العربي، المجلة المصرية لبحوث الرأي العام، عدد 4،
17. عبده، شحادة (1999).”أساسيات البحث العلمي في العلوم التربوية والاجتماعية“، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس فلسطين،
18. علي، نرمين علاء الدين (2017). دور وسائل التواصل الاجتماعي في ادارة سمعة المنظمات دراسة ميدانية تحليلية لقطاع الاتصالات في مصر، رسالة دكتوراه، جامعة حلوان، كلية الآداب، قسم إعلام.
19. علي، هبه عبد الحسين غلوم شاه سوز (2018). تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على تفاعل الأفراد داخل الأسرة الكويتية: دراسة ميدانية، رسالة ماجستير، جامعة المنصورة، كلية الآداب، قسم علم الاجتماع، 2018.
20. ماجد، محمد الزبدون. (2013). دور الشبكة الاجتماعية (الفيس بوك) في إحداث التغيرات السلوكية لدى طلبة جامعة طيب بالمدينة المنورة في ضوء بعض التغيرات الاجتماعية والثقافية، السعودية.
21. متولي، مصطفى محمد (1425). أصول التربية الإسلامية، دار الخريجي للنشر والتوزيع، الرياض
22. محمداني، (2017). خالد محمد، التوظيف الأمثل لشبكات التواصل الاجتماعي، مجلة دراسات الإسلام والعالم المعاصر، مركز دراسات الإسلام والعالم المعاصر.
23. محمود، سمير. (2015). شبكات التواصل الاجتماعي منصات لتعليم العلوم. تاريخ الاسترجاع 2018/12/21. استرجع منwww.scidev.net/mena/educatio/scidev-net-at-large/Social-media-platforms-science-edication.html
24. من التعليم الأساسي في محافظة شمال الشرقية بسلطنة ع مان وعلاقته ببعض المتغيرات رسالة ماجستير، جامعة نزوى، سلطنة عُمان.
25. النحلاوي، عبد الرحمن النحلاوي (2008).  أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع. دمشق: دار الفكر
26. نورة، إبراهيم الهويان. (2014). تأثير شبكات التواصل الاجتماعي على الثقافة الاجتماعية للشباب السعودي، السعودية وزارة التربية والتعليم (2015). البوابة التعليمية. موقع https://home.moe.gov.om/topics/1/show/727 تم الاسترجاع بتاريخ27/8/2019.
27. يالجن، مقداد (1428). منهج أصول التربية الإسلامية المتطور. الرياض: دار عالم الكتب.

• Aren، karbiniski، (2010) fase book and the technology revoiution Behavior and Social Networking، 14 (4). pp.183-189.
• Kalpidou، M.، Costin، D&Morris، J. (2011). The Relationship Between Facebook and the Well-Being of Undergraduate College Students، Cyberpsychology، Behavior and Social Networking، 14(4). pp.183-189.
• Karatas، S and Ozcan، S (2010) The Effects of Creative Thinking Activities on Learners Creative Thinking and project Development Skills. Journal of Kirsehir Education Faculty.11 (1)، 225-243
• Karatas، S and Ozcan، S (2010) The Effects of Creative Thinking Activities on Learners Creative Thinking and project Development Skills. Journal of Kirsehir Education Faculty.11 (1)، 225-243.
• Lee، E.، Lee، L & Jang، J. (2011). Internet for the Internationals: Effects of Internet Use Motivations on International Students College Adjustment، Cyber psychology. Behavior and Social Networking، 14، (7-8): 433- 437.
• Lei، L & Wu، Y. (2007). Adolescents paternal attachment and internet use، cyber psychology & behavior، 10(5): 633-640.
• Mechel، vansoon (2010) fase book and the invasion of techhologicod communities N.Y newyurk.
• Sangari، E.، Limayem، M & Rouis، S. (2011). Impact of Face book Usage on Students’ Academic Achievement: Role of self-regulation and trust. ElectronicJournal of Research in Educational Psychology 9، (3). pp. 961-994.
• Weihua، N.، (2007). Individual and Environmental Influences on Chinese Students Creativity. Journal of Creative Behavior، 41(3)، 151-175
• Yan Lu et al،) 1993 (:” Media Utilization by Teachers in the United States، Taiwan، Thailand and Nigeria”، In Educational Technology.