العدد السابع عشرالمجلد الخامس 2022Blog

المهيمن في القرآن الكريم Dominant in the Holy Quran


الباحثـــــــــة

 هنــد بنت دخيل الله القثـــامي

جامعة أم القرى – كلية الدعوة وأصول الدين – قسم العقيدة

عنــــــــوان المراسلة:

  hdqthmy@uqu.edu.sa

معرف الوثيقة الرقمي : 202231222

الملخـــص:

        الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه.

        إن موضوع الدراسة هو: المسائل الاعتقادية في كلمة “المهيمن” التي وردت في القرآن الكريم، وتهدف الدراسة إلى استنباط المسائل العقدية من ورود هذا الاسم في القرآن، فقد ذُكر في القرآن في سورة المائدة وصفاً للقرآن الكريم، فجاءت كلمة “مهيمناً” والمقصود بها القرآن الكريم، فهو مهيمن ومصدق لما سبقه من كتب سماوية سابقة.

        وقد بينت الدراسة المقصود بالهيمنة، فالقرآن حافظ وحاكم ورقيب على ما سبقه من كتب وأمين عليها.

        كما أوضحت الدراسة موقف القرآن الكريم مما سبقه من كتب سماوية، فقد أوجب الإيمان بها، وأثنى عليها، وبيَّن ما وقع فيها من تحريف.

        وورد لفظ “المهيمن” أيضاً في سورة الحشر، ضمن أسماء الله تعالى الحسنى. وبينت الدراسة موقف أهل السنة والجماعة من أسماء الله تعالى.

         ووضحت الدراسة معني اسم “المهيمن” في اللغة والاصطلاح كما أوضحت الدراسة الآثار الاعتقادية والإيمانية لهذا الاسم على العبد.

والحمـد لله رب العالمين.

الكلمات المفتاحية:

        أسماء الله تعالى – الآثار الاعتقادية – الهيمنة – التصديق- الكتب السماوية السابقة.

Abstract

The subject of the study is the doctrinal issues in the word ﴿Al- Muhaymin﴾ “Guardian Over”” that appeared in the Holy Qur’an. The study aims to derive doctrinal issues from the occurrence of this name in the Qur’an, as it was mentioned in the Qur’an in Surat Al-Ma’idah as a description of the Holy Qur’an. The word “Al-Mohaimen” came to mean the Holy Qur’an, for it is dominant and confirms what preceded it from the previous heavenly books.

The study clarified what is meant by “Guardian Over”, as the Qur’an is a preserver, guardian, and observer over the books that preceded it.

The study also clarified the attitude of the Noble Qur’an towards the heavenly books that preceded it, as it necessitated belief in them, praised them, and clarified the distortion that occurred in them.

The word “Al-Muhaymin” is also mentioned in Surat Al-Hashr, among the Most Beautiful Names of God Almighty. The study showed the position of Ahl al-Sunnah wal-Jama`ah regarding the names of God Almighty.

The study clarified the meaning of the name “Al-Muhaymin” Linguistically and idiomatically. The study also clarified the doctrinal and faithful effects of this name on the human being.

Keywords:

The Names of Allah Almighty – Doctrinal Effects – Guardian Over – Attestation – Previous Heavenly Books

m

إن الحمد لله، نحمـده تعالى ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده وسوله ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾ آل عمران: ١٠٢

أما بعد:

فإن من أوجب الواجبات الرجوع إلى القرآن الكريم لفهم آياته وتدبرها، قال تعالى ﴿كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ﱠ ص: ٢٩، ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾ محمد: ٢٤، أنزله الله تعالى هدًى للعالمين، وتبياناً لكل شيء، فهو خاتمة الكتب الإلهية المنزلة، وهو المعجزة الخالدة الباقية، وقد وصفه الله تعالى بأوصاف كثيرة، فهو العظيم ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ﴾

 الحجر: ٨٧، وهو العلي: وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ الزخرف:٤، وهو العلي: ﴿ الر ۚ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ﴾ هود: ١.

ووصفه بالهيمنة على ما سبقه من كتب: ﴿ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ﴾ المائدة: ٤٨، فكان مصدقاً لما جاء فيها من عقائد وأحكام وأخبار، مبيناً لما اعتراها من تحريف أو تغيير، وقد جاءت أوصاف وأسماء العلي العظيم في القرآن، فوصف الله نفسه بالصفات العُلى وسمى نفسه بأشرف الأسماء وأحسنها ﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾  الأعراف: ١٨٠، فكان القرآن الكريم مشتملاً على أعظم المطالب، وأشرف المقاصد المتعلقة بالله تعالى وبأسمائه وصفاته، لأجل ذلك عزمت أن تكون دراستي متعلقة بالبحث في أعظم الكتب وأرفعها وأعلاها قدراً، بأوصافه وأحكامه، وبأعظم المطالب المتعلقة بأسماء الله تعالى سبحانه وتعالى، فكان أن اخترت هذه الدراسة بعنوان:

«المهيمن في القرآن الكريم – دراسة عقدية-»

  • أهمية الموضوع وأسباب اختياره:
  • ضرورة البحث في آي القرآن العزيز، وفهمها واستنباط المعاني والمسائل العقدية منها، وذلك على وفق منهج أهل السنة والجماعة.
  • الرجوع في فهم مسائل العقيدة إلى القرآن الكريم وإلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم المبينة والمفسرة، وإلى أقوال الصحابة والتابعين.
  • يُعـد موضوع أسماء الله تعالى من موضوعات العقيدة المهمة وذلك من جهة ارتباطه بالإيمان بالله تعالى، فهو أصل من أصول الإيمان.
  • اتصاف القرآن الكريم بالهيمنة على ما سبقه من كتب سماوية.
  • أهــداف البحث:
  • استنباط المسائل العقدية الواردة في كلمة “المهيمن” في القرآن الكريم.
  • بيان موقف أهل السنة والجماعة من أسماء الله تعالى، ومن اسم “المهيمن” على وجه الخصوص.
  • بيان موقف القرآن الكريم مما سبقه من كتب إلهية.
  • بيان الآثار الاعتقادية لاسم “المهيمن” على العبد.
  • أسئلة البحث:
  • ما هو معنى كلمة “المهيمن” في القرآن الكريم، وما معناه في حق الله تعالى.
  • ما هو موقف أهل السنة والجماعة من أسماء الله تعالى وصفاته.
  • ما هي الآثار الإيمانية والاعتقادية لهذا الاسم على العبد.
  • ما المقصود بهيمنة القرآن الكريم على ما سبقه من كتب سماوية.
  • هل الهيمنة هي التصديق، أم أن معناها أشمل وأعم.
  • ما هو موقف القرآن الكريم مما سبقه من كتب سماوية.
  • منهج البحث:

ســوف يكون المنهج المتبع في هذه الدراسة هو المنهج الاستقرائي التحليلي، حيث قمت بتتبع كتب التفسير عند أهل السنة والجماعة، وأيضاً كتب العقائد عند أهل السنة، ودراسة الأقوال الواردة في تفسير الآيات التي وردت فيها كلمة “المهيمن”.

  • إجراءات البحث:
  • عزو الآيات إلى مواضعها من السور بأرقامها.
  • استخراج معاني كلمة “المهيمن” الواردة في القرآن الكريم، وذلك بالرجوع إلى التفاسير المختلفة لأهل السنة.
  • الترجمة للأعلام الواردة أسماؤهم ﴿عدا الصحابة والتابعين لشهرتهم﴾
  • ذكر المصادر والمراجع في الهامش في أول مرة يذكر فيها، بذكر جميع معلومات الكتاب، ثم بعد ذلك اكتفي بذكر اسم الكتاب والمؤلف والجزء والصفحة.
  • الدراسات السابقة:

           لم أجد –حسب ما اطلعت- دراسة علمية متخصصة تتحدث عن لفظ “المهيمن” في القرآن الكريم ودراسته دراسة عقدية مفصلة – والله أعلم.

خطة البحث:

           يتكون البحث من مقدمة، وتمهيد، ومبحثين.

           فأما المقدمة فتشتمل على أسباب اختيار الموضوع وأهميته، وأما التمهيد: فهو للتعريف باسم “المهيمن” في اللغة والاصطلاح، وعدد مرات وروده في القرآن الكريم، والآيات التي ورد فيها.

أما المبحث الأول فبعنوان: المسائل العقدية في اسم الله تعالى المهيمن.

           أما المبحث الثاني فبعنوان: المسائل العقدية في كون القرآن الكريم مهيمناً على ما سبقه من الكتب، وتحته مطلبان:

الأول: معنى كون القرآن الكريم مهيمناً على ما سبقه من كتب سماوية.

الثاني: موقف القرآن الكريم مما سبقه من كتب سماوية.

ثم خاتمة تشتمل على نتائج البحث.

واسأل الله تعالى التوفيق والإخلاص في العمل، إنه ولي ذلك والقادر عليه، والحمد لله رب العالمين.

التمهيد:

           التعريف بكلمة المهيمن في اللغة:

          يذهب أهل اللغة إلى أن معنى كلمة المهيمن: الأمين، وأنه اسم مبني من الأمين، وأصله: مؤيمن([1]) .

          يقول الخطابي([2]: “أصل مهيمن: مؤيمن، فقلبت الهمزة هاء، لأن الهاء أخف من الهمزة، وقد يتبدل في أرقت الماء فيقال: ﴿هرقت﴾، لقرب مخرجيها، وهو على وزن: مسيطر ومبيطر”([3]) .

وأصله أأْمن فهو مُؤأمن، بهمزتين، قُلبت الهمزة الثانية كراهة اجتماعها، فصار مؤيمن، ثم صُيرت الأولى هاء، كما قالوا: هراق وأراق([4]).

والأصل مؤيمنا عليه، كما قالوا: هياك وإياك، وهرقت الماء وأصله: أرقت، وهذا على قياس العربية صحيح([5]).

          ومن معانيه أيضاً: الشاهد([6])، قال ابن عباس رضي الله عنهما: “المهيمن: المؤتمن عليه، الشاهد عليهم”([7]). وقال قتادة: “مهيمناً عليه: أميناً وشاهداً على الكتب التي خلت قبله”([8]).

ويقــــــول الأزهري([9])، في تهذيب اللغة في قوله تعالى: وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ ([10]).معناه: شاهداً عليه([11]).

وقيل المهيمن: هو الرقيب الحافظ “([12])، يقول الطبري”([13]) : “أصل الهيمنة: الحفظ والارتقاب، ويقال إذا رقب الرجل الشيء وحفظه وشهده؛ قد هيمن فلان عليه، فهو يهيمن هيمنة”([14]).

          ويقول ابن تيمية”([15]): “قال المبرد، والجوهري، وغيرهما: المهيمن في اللغة: المؤتمن، وقال الخليل: الرقيب الحافظ، وقال الخطابي المهيمن: الشهيد، وقال بعض أهل اللغة: الهيمنة القيام على الشيء والرعاية له””([16]).

          وقيل معنى المهيمن: المصدق، فقوله تعالى ﴿ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ ﴾مصدقاً عليه، كل شيء أنزله الله من توراة أو إنجيل، أو زبور، فالقرآن مصدق على ذلك، وكل شيء ذكر الله في القرآن فهو مصدق عليها، وعلى ما حُدّث عنها أنه حق([17])، فهو يحكم على ما كان قبله من الكتب([18]).

          ومما سبق من تفصيل يتضح أن المعاني اللغوية لكلمة “مهيمن” هي: الشهيد، والشاهد، والأمين، والرقيب، والحافظ، الحفيظ، والمصدق.

التعريف الاصطلاحي:

          للعلماء في التعريف بــ”المهيمن” أقوال عده، وقد ذكر الرازي([19]) ذلك فقال:

الأول: المهيمن هو الشاهد، ومنه قوله تعالى ﴿وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ.﴾. فالله سبحانه وتعالى مهيمن أي: شاهد على خلقه بما يصدر منهم من قول أو فعل…

الثاني: المهيمن هو المؤمن..

الثالث: قال الخليل بن أحمد المهيمن هو الرقيب الحافظ..

الرابع: قال المبرد المهمين الحدب المشفق ..

الخامس: قال الحسن البصري المهيمن المصدق، وهو في حق الله تعالى يحتمل وجهين: أحدهما: أن يكون ذلك التصديق بالكلام فيصدق أنبياءه بإخباره تعالى عن كونهم صادقين، والثاني: أن يكون معنى تصديقه لهم هو أنه يظهر المعجزات على أيديهم.

السادس: قال الغزالي اسم لمن كان موصوفاً بمجموع صفات ثلاث:

أحدها: العلم بأحوال الشيء، والثاني القدرة التامة على تحصيل مصالح ذلك الشيء، والثالث: المواظبة على تحصيل تلك المصالح فالجامع لهذه الصفات اسمه المهيمن ولن يجتمع على الكمال إلا الله سبحانه”([20]).

ويقول الحليمي([21]): “ومعناه لا ينقص المطيعين يوم الحساب من طاعاتهم شيئاً فلا يثيبهم عليه، لأن الثواب لا يعجزه، ولا هو مستكره عليه فيضطر إلى كتمان بعض الأعمال أو جحدها، وليس ببخيل فيحمله استكثار الثواب إذا كثرت الأعمال على كتمان بعضها، ولا يلحقه نقص بما يثيب فيحبس بعضه، لأنه ليس منتفعاً بملكه حتى إذا نفع غيره به زال انتفاعه عنه بنفسه، وكما لا ينقص المطيع من حسناته شيئاً لا يزيد العصاة على ما اجترحوا من السيئات شيئاً، فيزيدهم عقاباً على ما استحقوه لأن واحداً من الكذب والظلم غير جائز عليه، وقد سمى عقوبة أهل النار جزاء، فما لم يقابل منها ذنباً لم يكن جزاءً، ولم يكن وفاقاً، فدل ذلك على أنه لا يفعله..” ([22]).

فالمهيمن هو: الرقيب الحافظ لكل شيء، الخاضع لسلطانه كل شيء، القائم على خلقه، الشهيد عليهم([23])، فهو بمعنى الرقيب، ومعنى الارتقاب يشمل صفة البصر، فالله مطلع وشاهد على أفعالهم، ويعلم سرهم وعلانيتهم.

ويعرف الشيخ السعدي([24])، رحمه الله، المهيمن فيقول: “المطلع على خفايا الأمور، وخبايا الصدور، الذي أحاط بكل شيء علماً”([25]).

مما سبق يُلحظ أن المعاني اللغوية والاصطلاحية متقاربة، كما أن هذا الاسم يشمل معانٍ وصفات كالبصر، والعلم، وله تعلق بأسماء الله تعالى: العليم – البصير – والرقيب- والحفيظ، وغيرها.

وقد وردت كلمة “المهيمن” في القرآن الكريم في آيتين هما: قوله تعالى:

﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ﴾ المائدة: 48. حيث جاءت صفة لكتاب الله العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وقوله تعالى

﴿هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ الحشر: ٢٣، حيث جاء اسماً الله تعالى، فهو من أسماء الله تعالى الحسنى، الثابتة بنص الكتاب، ولذلك يثبت لهذا الاسم ما يثبت لباقي الأسماء الحسنى، من وجوب الإيمان به واثباته على الوجه اللائق به سبحانه وتعالى.

المبحث الأول: المسائل العقدية في اسم الله تعالى المهيمن

تمهـــيد:

مجمل عقيدة أهل السنة والجماعة في أسماء الله تعالى:

إن العلم بالله تعالى وبأسمائه وصفاته هو أشرف العلوم، لأن شرف العلم من شرف المعلوم، وهو الله سبحانه وتعالى، بأسمائه وصفاته، وأفعاله([26])، ومفتاح دعوة الرسل وزبدة رسالتهم؛ هو معرفة المعبود بأسمائه وصفاته، وأفعاله، إذ على هذه المعرفة تبنى مطالب الرسالة كلها من أولها إلى آخرها ([27]) ، يقول ابن القيم رحمه الله([28]): “إن العلم بأسماء الله الحسنى، أصل للعلم بكل معلوم، فإن المعلومات سواه إما تكون خلقاً له تعالى أو أمراً، إما علم بما كونَّه، أو علم بما شرعه، ومصدر الخلق والأمر عن أسمائه الحسنى، هما مرتبطان بها ارتباط المقتضي بمقتضيه..” ([29]).

وعن طريق هذا الأصل المهم من أصول الاعتقاد يصل العبد إلى معرفة الله تعالى، يقول ابن تيمية رحمه الله: “فمن كان في قلبه أدنى حياة وطلب للعلم أو نهمه للعبادة، يكون البحث عن هذا الباب والسؤال عنه، ومعرفة الحق فيه أكبر مقاصده، وأعظم مطالبه”([30]).

والإيمان بأسماء الله تعالى الحسنى يتضمن أنواع التوحيد الثلاثة، وهذه الأنواع هي رُوح الإيمان ورَوْحه، وأصله وغايته، فكلما ازداد العبد معرفة بأسماء الله وصفاته ازداد إيمانه وقوي يقينه([31]).

وأهل السنة والجماعة يثبتون أسماء الله تعالى الحسنى على الوجه اللائق به سبحانه من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، كما أثبتها الله تعالى لنفسه وكما أثبتها له رسوله صلى الله عليه وسلم، والقاعدة عندهم في ذلك قوله تعالى ﴿ فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا ۖ يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ ۚ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ الشورى: ١١، وقوله تعالى ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ الأعراف: ١٨٠، فهم وسط بين المعطلة من الجهمية والمعتزلة، وبين المشبهة والمجسمة، ومن عقيدة أهل السنة والجماعة أن أسماء الله تعالى توقيفية، أي موقوفة على ورود الشرع بها، والتوقيفي هو الذي يتوقف اثباته أو نقله على قول الشارع، فلا يجوز تسمية الله تعالى بما لم يسم به نفسه([32]).

          يقــــــول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله([33]): “فوجب الوقوف في ذلك على النص لقوله تعالى

﴿وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا﴾ الإسراء: ٣٦، ولأن تسميته تعالى بما لم يسم به نفسه أو انكار ما سمي به نفسه جناية في حقه تعالى، فوجب سلوك الأدب في ذلك والاقتصار على ما جاء به النص”([34]).

          ويعتقد أهل السنة والجماعة أيضاً أن أسماء الله تعالى كلها حسنى، ويقول ابن القيم رحمه الله: “إن أسماءه كلها حسنى، وليس فيها اسم غير ذلك أصلاً”([35]).

          يقول ابن تيمية رحمه الله: “الحسنى هي المفضلة على الحسنة، والواحد: الأحاسن”([36]).

          ومعنى ذلك: أنها أحسن الأسماء وأجلها لإنبائها عن أحسن المعاني وأشرفها([37]).

وهي كلها أسماء مدح، يقول ابن القيم: “أسماء الرب تبارك وتعالى كلها أسماء مدح، ولو كانت ألفاظاً مجردة لا معاني لها، لم تدل على المدح، وقد وصفها الله بأنه حسنى كلها، فقال ﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾  الأعراف: ١٨٠، فهي لم تكن حسنى لمجرد اللفظ؛ بل لدلالتها على أوصاف الكمال..” ([38]).

          وبذلك كانت حسنى إذ لو كانت ألفاظ لا معاني فيها لم تكن حسنى، ولا كانت دالة على مدح وكمال([39]).

ومن خلال هذا العرض المجمل تتضح عقيدة أهل السنة والجماعة في أسماء الله تعالى وصفاته.

  • ثبوت الاسم عند أهل السنة والجماعة:

اسم المهيمن من الأسماء الثابتة لله تعالى بنص القرآن الكريم، يقول تعالى: ﴿هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ الحشر: ٢٣.

وقد ورد ذكره عند الجميع بلا استثناء([40]).

وهذا الاسم العظيم الكريم يدل على علم الله تعالى، وعلى عظيم احاطته، فهو يشتمل معاني القدرة والإحاطة والعلم، وهو سبحانه وتعالى الحافظ، الرقيب على خلقه فيما يكون منهم من قول أو عمل، مطلع وشاهد على مخلوقاته لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض، ولا أصغر من ذلك ولا أكبر يقول تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لاَ يَخْفَىَ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء﴾ آل عمران: ٥ ، وهو المحيط بالخلق، لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، ومعناه في حق الله تعالى: أنه القائم بأعمالهم وأرزاقهم وآجالهم، وإنما قيامه عليهم باطلاعه واستيلائه وحفظه، وكل مشرف على كنه الأمر مسؤول عليه حافظ له، فهو مهيمن عليه([41]).

 ومما يدل عليه اسم المهيمن أيضاً: أسماء الشهيد والقادر والرقيب والقيوم، والحفيظ، والمحيط.

ويدل هذا الاسم أيضاً على ذات الله تعالى، وعلى صفة الهيمنة المشتقة من الاسم، وذلك على ما يليق بجلال الله تعالى.

كما أنه يدل على انفراده سبحانه وتعالى بالتصرف والتدبير في مخلوقاته، والقيام على الشيء بالتدبير يتضمن أربعة أمور:

الأول: مراقبة الشيء والإحاطة به، والاطلاع على خفاياه، وهذا يرجع إلى العلم.

والثاني: السيطرة والاستيلاء على الشيء، بأن يكون مقدوراً عليه من كل وجه، ويرجع ذلك إلى كمال القدرة.

والثالث: القيام بالحفظ وصون الشيء من المهالك والشرور.

والرابع: المداومة بالقيام على الشيء ورعايته، بكل ما له من رزق وعمل وأجل.

فباعتبار المعنى الأول والثاني فهو سبحانه ﴿المحيط﴾، الذي أحاط بكل شيء علماً وقدرة.

وباعتبار المعاني الثلاثة ﴿الأول والثاني والثالث﴾، فالله سبحانه هو ﴿المهيمن﴾

والمهيمن هو الأمين على الشيء القائم عليه بما يصلحه، ولا يتأتى له ذلك إلا بأن يكون عالماً، قادراً عليه، حفيظاً له.. ([42]).

فيتضح بذلك أن اسم المهيمن يثبت صفة الهيمنة لله تعالى، على ما يليق بجلاله سبحانه عز وجل.

الآثار الاعتقادية لاسم المهيمن:

من معاني اسم المهيمن: الشاهد، والله سبحانه هو الشاهد على خلقه بما يصدر عنهم من قول أو فعل، لا يغيب عنه من أفعالهم شيء، وله الكمال في هذا فلا يضل ولا ينسى ولا يغفل ﴿وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾ البقرة: ٧٤ ([43]).

ومن شأن هذا الاسم أن يورث في قلب العبد المؤمن دوام المراقبة لله تعالى في السر والعلن، والخوف والحياء منه سبحانه، يقوم القشيري([44]): “من آداب من عرف معنى هذا الاسم أن يكون مستحيياً من اطلاعه عليه ورؤيته له”([45]).

وكل عبد راقب الله تعالى حتى أشرف على أغواره وأسراره واستولى مع ذلك على تقويم أحواله وأوصافه، وقام بحفظه على الدوام على مقتضى تقويمه فهو مهيمن بالإضافة إلى قلبه([46]).

ويقول العز بن عبد السلام([47]): “المهيمن هو الشهيد، فإن من أخذ من مشاهدته لعباده فهو كالبصير، وثمرته كثمرته، والتخلق به، وإن أخذ من شهادته لعباده، وعليهم في القيامة، فثمرة معرفته؛ خوفك وحياؤك من شهادته عليك إن عصيته، ورجاء شهادته لك إن أطعته، والتخلق به أن تقوم بالشهادة في كل ما نفع وضر، وساء وشرَّ، ولو على نفسك أو الوالدين والأقربين”([48]).

فهو المهيمن المحيط المطلع على جميع الأشياء، الذي أحاط علمه بالظواهر والبواطن، والخفيات والجليات، والماضيات والمستقبلات، وسمع جميع الأصوات، خفيها وجليها، وأبصر جميع الموجودات دقيقها وجليلها، وصغيرها وكبيرها، وأحاط علمه بكل شيء، الذي شهد لعباده وعلى عباده بما عملوا([49]).

يقول الرازي رحمه الله: ﴿المهيمن الذي يشهد خواطرك، ويعلم سرائرك، وينصر ظواهرك﴾ ([50]).

ومن خلال عرض معاني اسم “المهيمن” في هذا المبحث ومعناه عند أهل السنة والجماعة، يتضح ما يلي:

  1. إن من معاني كلمة “المهيمن” الرقيب والشاهد، فهو سبحانه وتعالى مطلع على سرائر العباد وعلانيتهم، رقيب على ما تضمره نفوسهم، لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماء والأرض.
  2. المهيمن عز وجل لا يُنقص المطيعين يوم الحساب من طاعتهم شيئاً فهو سبحانه الرقيب الحافظ لكل شيء.
  3. يقتضي معنى اسم “المهيمن” علم الله تعالى بخفايا الأمور، وخبايا الصدور، قد أحاط سبحانه بكل شيء علماً.
  4. 4-  “المهيمن” ورد اسماً لله عز وجل كما جاء في سورة الحشر، ما يقتضي إثباته على الوجه اللائق به سبحانه، من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل.
  5. يدل اسم “المهيمن” على ذات الله تعالى، وعلى صفة الهيمنة المشتقة من الاسم على ما يليق بجلاله سبحانه وتعالى.
  6. من الآثار الإيمانية لاسم “المهيمن” دوام المراقبة لله تعالى في السر والعلن، والخوف والحياء منه سبحانه وتعالى.

المبحث الثاني

المسائل العقدية في كون القرآن الكريم مهيمناً على ما سبقه من الكتب

المطلب الأول

معنى كون القرآن الكريم مهيمناً على ما سبقه من كتب سماوية

          ورد وصفُ القرآن الكريم بــ”المهيمن” وذلك سورة المائدة قال تعالى:﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ﴾ المائدة: ٤٨.

          فوصفت الآية الكريمة القرآن العظيم بأنه “مهيمن” على ما سبقه من كتب سماوية، ومعنى الهيمنة في الآية يتضح من خلال النظر في تفسيرها، ومما جاء في ذلك:

  • قيل “مهيمناً” تعني: الشاهد، أي شاهداً ومصدقاً([51]).

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: “فجعل القرآن مهيمناً، والمهيمن الشاهد الحاكم المؤتمن فهو يحكم بما فيه مما لم ينسخه الله، ويشهد بتصديق ما فيها مما لم يبدل”([52])، فالقرآن الكريم يشهد بتصديق ما لم يُحرف فيها من أخبار، وهذا المعنى يقتضي أنه يشهد بما فيها من الحقائق وعلى ما نسبه المحرفون إليها، فيصحح الحقائق، ويبطل التحريف([53]).

يقول الشوكاني([54]): “القرآن صار شاهداً بصحة الكتب المنزلة ومقرراً لما فيها ما لم ينسخ، وناسخاً لما خالفه”([55]).

وتعني “مهيمناً” أيضاً: أن يكون القرآن الكريم؛ حاكماً عليها، فهو حاكم بإقرار ما أقره الله ونسخ ما نسخه، فهو شاهد في الخبريات، حاكم في الأمريات([56])، وإن من مقتضى كونه حاكماً عليها أن يكون الحق له وحده في مراقبتها والحكم عليها بحق وعدل([57]).

  • وتعني أيضاً أن يكون القرآن الكريم حافظاً ورقيباً، لأنه يشهد لها بالصحة والثبات([58])، يقول الشوكاني: “رقيباً عليها وحافظاً لما فيها من أصول الشرائع وغالباً لها لكونه المرجع في المحكم منها والمنسوخ”([59]). فهو رقيب عليها وشهيد بما بينه من حقيقة حالها في أصل إنزالها، وما كان من شأن من خوطبوا بها من نسيان حظ عظيم منها وإضاعته، وتحريف كثير مما بقي منها وتأويله، والإعراض عن الحكم والعمل بها([60]).

ويقتضي هذا أن يكون القرآن مقرراً وحافظاً لما فيها من التوحيد وأصول الشرائع، دالاً على ما فيها من أحكام، حافظاً لما فيها من معان، وحقائق ويبين الصحيح الصادق الذي نزل فيها([61]).

  • ومن معاني الهيمنة أيضاً: أن القرآن الكريم أمين على ما سبقه من كتب، فالقرآن أمين على الكتب المتقدمة، فما وافقه منها فهو حق، وما خالفه منها فهو باطل([62])، يقول البغوي رحمه الله:([63])“أمين على ما قبله من الكتب فما أخبر أهل الكتاب عن كتابهم فإن كان في القرآن فصدقوا، وإلا فكذبوا”([64]).

فالقرآن أمين على وحي الله الذي نزل في هذه الكتب السماوية السابقة من قبل القرآن، وأمانته تقتضي أن ما وافقه مما أخبر أهل الكتاب عما في كتابهم فهو حق، وما خالفه فهو باطل([65])، وهو أيضاً مؤتمناً عليها لكونه مشتملاً على ما هو معمول به منها، وما هو متروك([66]).
وهذه المعاني السابقة كلها متقاربة المعنى، فإن اسم “المهيمن” يتضمن هذا كله، فهو أمين وشاهد وحاكم على كل كتاب قبله، جعل الله هذا الكتاب العظيم الذي أنزله آخر الكتب وخاتمها، وأشملها وأعظمها وأحكمها حيث جمع فيه محاسن ما قبله، وزاده من الكمالات ما ليس في غيره، فلهذا جعله شاهداً وأميناً وحاكماً عليها كلها، وتكفل بحفظه بنفسه ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ الحجر9([67]). على “المهيمن” أخص من هذه الألفاظ، لأن المهيمن على الشيء هو المعني بأمره، الشاهد على حقائقه، الحافظ لحاصله، ولأن يدخل فيه ما ليس منه، والقرآن جعله الله مهيمناً على الكتب يشهد بما فيها من الحقائق وعلى ما نسبه المحرفون إليها فيصحح الحقائق ويبطل التحريف.. ([68]).

  • وقيل معناه: المصدق، فكل شيء أنزله الله من توراة أو إنجيل أو زبور فالقرآن مصدق على ذلك، وكل شيء ذكر الله في القرآن فهو مصدق عليها، وعلى ما حدَّث عنها أنه حق([69])، فهو المصدق على ما أخبر عن الكتاب ([70]).

وكون القرآن مصدقاً لما بين يديه من الكتاب تحقق من وجوه هي:

  • أن الكتب السماوية المتقدمة تضمنت ذكر هذا القرآن ومدحه، والإخبار بأن الله سينزله على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم فكان نزوله على الصفة التي أخبرت بها الكتب السابقة تصديقاً لتلك الكتب.
  • أن القرآن جاء بأمور صدَّق فيها الكتب السماوية السابقة بموافقته لها…
  • أن القرآن أخبر بإنزال الكتب السماوية وأنها من عند الله، وأمر بالإيمان بها([71]).

ومعنى كون القرآن مصدقاً لما بين يديه من الكتاب أنه جاء بموافقة التوراة والإنجيل وغيرهما من كتب الأنبياء في الخبر عن الله تعالى وعن اليوم الآخر، وزاد ذلك تفصيلاً وبياناً، وبيّن الأدلة والبراهين على ذلك، وقرر نبوة الأنبياء كلهم ورسالة المرسلين، وقرر الشرائع الكلية التي بُعثت بها الرسل كلهم، وجادل المكذبين بالكتب والرسل بأنواع الحجج والبراهين([72]). وهذا التصديق يقتضي أن يتحاكموا إليه لأنه قد هيمن على ما عندهم من أحكام وشرائع([73]).

ومفهوم الهيمنة أتم وأشمل من مفهوم التصديق، لأن الهيمنة لا تقتصر على مجرد الشهادة لهذه الكتب بصحة إنزال أصولها، وتقرير أصول شرائعها؛ بل تتعدى ذلك فتبين ما اعتراها من نسخ أو تحريف، وما عرض لها من زيف وفساد، فالقرآن بذلك مهيمن على المعاني الصحيحة التي كانت في تلك الكتب، شاهد بكونها من عند الله، وبذلك تتلاقى الهيمنة مع التصديق، ولكنه كذلك يشهد على هذه الكتب بما أصابها من تحريف، وتسرب إليها من باطل، وبه تنفرد الهيمنة عن التصديق، فمفهومها إذاً أتم وأشمل من مفهوم التصديق([74]).

  • ومن معاني كلمة “المهيمن” أيضاً: عالياً عليها ومرتفعاً ([75])، وعلوه على سائر كتب الله -وإن كان الكل كلام الله تعالى- بأمور:

أحدها: بما زاد عليها من السور.

والثاني: أن جعله الله قرآنا عربيا مبيناً، وكل نبي قد بين لقومه بلسانهم، ولكن للسان العرب مزية في البيان.

الثالث: أن جعل نظمه وأسلوبه معجزاً ، وإن كان الإعجاز في سائر الكتب المنزلة من عند الله، من حيث الإخبار عن المغيبات، والإعلام بالأحكام المحكمات، وسنن الله المشروعات وغير ذلك، وليس فيها نظم وأسلوب خارج عن المعهود فكان أعلى منها بهذه المعاني، ولهذا المعنى الإشارة بقوله الحق: ﴿وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ﴾ الزخرف: ٤([76]).

  • وقرئت “مُهَيمَنا” بفتح الميم الثانية ومعناه: هيمن عليه الله سبحانه([77]).

يقول الزمخشري: “وقرئ مهيمناً عليه بفتح الميم، أي: هو منَّ عليه بأن حفظ من التغيير والتبديل، والذي هيمن عليه هو الله، أو الحفاظ في كل بلد لو حُرَّف حرف منه أو حركة أو سكون لتنبه عليه كل أحد”([78]).

فمن قرأ بفتح الميم الثانية؛ فالمعنى أنه مشهود عليه من عند الله تعالى بأنه يصونه عن التحريف والتبديل لقوله تعالى ﴿لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ فصلت: ٤٢([79]).

  • وقيل المقصود بــ”مُهَيمناً عليه” أن: محمداً صلى الله عليه وسلم مؤتمن على القرآن الكريم، “روي عن مجاهد: ومهيمناً عليه، قال: محمد مؤتمن على القرآن، فعلى قوله، في الكلام محذوف، كأنه قال: وجعلناك يا محمد مهيمناً عليه، فتكون هاء “عليه” راجعة إلى القرآن”([80]).

وفي هذا التفسير نظر([81]): يقول الطبري: “وهذا التأويل بعيد من المفهوم في كلام العرب، بل هو خطأ، وذلك أن المهيمن عطف على المصدق فلا يكون إلا من صفة ما كان المصدق صفة له..” ([82]).

وتتضح مظاهر هيمنة القرآن الكريم على ما سبقه من الكتب السماوية بما يلي:

  • أن القرآن الكريم أخبر بتحريف هذه الكتب وتبديلها، وأنها لم تبق على ما كان مفروضاً فيها من الثقة بها وحقية كل ما فيها، بل تناولتها أيدي أهل الكتاب الآثمة بالتحريف والتبديل، وتناولوا ما بقي منها بالتأويل الفاسد.
  • بين القرآن الكريم من المسائل الكبرى التي خالفوا فيها الحق واختلفوا فيها ففي العقائد –على سبيل المثال- نفي ما صرحت به الأناجيل من قتل عيسى عليه السلام وصلبه، فقال ﴿ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ ۚ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا﴾ النساء: ١٥٧، أما التوراة فإنها تنسب إلى الله تعالى كثيراً من النقائض التي جاء القرآن بدحضها وإبطالها، قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ﴾ ق: ٣٨، فكيف تصفه كتبهم بالتعب والكلال….
  • كما بين القرآن كثيراً من المسائل التي أخفوها، أو حاولوا اخفاءها..
  • ومن مظاهر هيمنة القرآن الكريم على ما سبقه من كتب، أنه أنهى العمل بها فلا اعتبار لها بجانبه… ([83]).

المطلب الثاني

موقف القرآن الكريم مما سبقه من كتب سماوية

           ورد ذكر الكتب السماوية السابقة في القرآن الكريم في آيات كثيرة، ومما جاء ذكره منها:

  • صحف إبراهيم وموسى، قال تعالى: ﴿ أمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَىٰ ﴿36﴾ وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّىٰ ﴾ النجم: ٣٦ – ٣٧، وقال تعالى: ﴿إِنَّ هَٰذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَىٰ ﴿18﴾صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ﴾ الأعلى: ١٨ – ١٩
  • التوراة وهي الكتاب الذي أنزل على موسى عليه السلام، وقد جاء ذكرها في آيات كثيرة منها قوله تعالى: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ ۚ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ﴾ المائدة: ٤٤
  • الزبور وهو الكتاب الذي نُزل على داود عليه السلام، يقول تعالى: ﴿وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا﴾ الإسراء: ٥٥
  • الانجيل كتاب عيسى عليه السلام، قال تعالى ﴿وَقَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ﴾ المائدة: ٤٦

ويتبين موقف القرآن الكريم مما سبقه من كتب ببعض الأمور منها:

أولاً: تصديق القرآن الكريم لما سبقه من كتب*:

وقد جاء ذلك في آيات كثيرة، منها:

قوله تعالى: ﴿وَآمِنُوا بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ ۖ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ﴾ البقرة: ٤١، وقوله تعالى﴿ وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ ﴾البقرة: ٨٩، وقوله تعالى:﴿ نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ ﴾ آل عمران: ٣،   وقوله ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْﱠ﴾ النساء: ٤٧، وقوله تعالى ﴿وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ﴾ فاطر: ٣١.

ثانياً: تأكيد القرآن الكريم على أنها منزلة من الله على رسله ووجوب الإيمان بها:

الإيمان بالكتب السماوية ركن من أركان الإيمان، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِن قَبْلُ ۚ وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا﴾ النساء: ١٣٦ ، وقال تعالى:  ﴿وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ﴾ الشورى: ١٥. والإيمان بالكتب الإلهية يعني: “التصديق الجازم بأنها كلها منزل من عند الله على رسله إلى عباده بالحق المبين والهدى المستبين”([84]).

يقول شارح الطحاوية: “وأما الإيمان بالكتب المنزلة على المرسلين، فنؤمن بما سمى الله تعالى منها في كتابه من التوراة والإنجيل والزبور، ونؤمن بأن لله تعالى سوى ذلك كتباً أنزلها على أنبيائه، لا يعرف أسماءها وعددها إلا الله تعالى، وأما الإيمان بالقرآن، فالإقرار به، واتباع ما فيه، وذلك أمر زائد على الإيمان بغيره من الكتب، فعلينا الإيمان بأن الكتب المنزلة على رسل الله أتتهم من عند الله، وأنها حق وهدى ونور وبيان وشفاء”([85]).

يقول تعالى﴿فَلِذَٰلِكَ فَادْعُ ۖ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ ۖ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ ۖ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ ۖ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ ۖ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْۖ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ ۖ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا ۖ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ﴾ الشورى: ١٥ ، فيه إيجاب الإيمان بجميع الكتب المنزلة لا المبدلة، لأن ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم فنحن مأمورون به إلا ما خصه دليل([86]).

والإيمان بالكتب السابقة إيمان مجمل، يكون بالإقرار بها بالقلب واللسان، وأما الإيمان بالقرآن فإنه إيمان مفصل، يكون بالإقرار به بالقلب واللسان، واتباع ما جاء فيه، وتحكيمه في كل كبيرة وصغيرة، والإيمان بأنه كلام الله، منزل غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود، وقد اقتضت حكمة الله أن تكون الكتب السابقة لآجال معينة ولأوقات محددة، ووكل حفظها إلى الذين استحفظوا عليها من البشر([87]).

ثالثاً: موقف القرآن الكريم ممن أنكر شيئاً من الكتب السابقة:

جاء الأمر في القرآن الكريم بالإيمان بجميع الكتب السماوية المنزلة دون تفرقة بينها، فمصدر هذه الكتب واحد؛ سبحانه وتعالى، والكفر بكتاب منها هو كفر بجميع الكتب، والتفريق بين الكتب السماوية هو تفريق بين الرسل، كما جاء في قوله تعالى ﴿قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾ البقرة: ١٣٦، وقوله تعالى ﴿قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾ آل عمران: ٨٤.

يقول الشيخ السعدي رحمه الله: “فيه الإيمان بجميع الكتب المنزلة على جميع الأنبياء، والإيمان بالأنبياء عموماً، وخصوصاً ما نص عليهم منهم في الآية الكريمة وغيرها، لشرفهم ولكونهم أتوا بالشرائع الكبار، فمن براهين الإسلام ومحاسنه، وأنه دين الله الحق: الأمر بالإيمان بكل كتاب أنزله الله، وكل رسول أرسله الله مجملاً ومفصلاً، فكل من ادعى أنه على دين حق كاليهود والنصارى ونحوهم فإنهم يتناقضون ، فيؤمنون ببعض ويكفرون ببعض، فيبطل كفرهم وتكذيبهم تصديقهم، ولذا أخبر عنهم أنهم الكافرون حقاً، وأنه لا سبيل يسلك إلى الله إلا سبيل الإيمان بجميع الرسل، وبجميع الكتب المنزلة على الرسول”([88]).

ولا شك أن الإيمان ببعض الكتاب أو ببعض الكتب والكفر بالبعض الآخر كفر بالجميع، لأنه لابد من الإيمان بجميع الكتب السماوية وبجميع الرسل، لأن الإيمان لابد أن يكون مؤتلفاً جامعاً، لا تفريق فيه ولا تبعيض ولا اختلاف، والله تعالى ذم الذين تفرقوا واختلفوا في الكتاب، كما قال تعالى ﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ ۗ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ ([89]). البقرة: ١٧٦، ويقول ابن القيم رحمه الله: “كل من فرق الحق فآمن ببعضه وكفر ببعضه، كمن آمن ببعض الكتب وكفر ببعض وكمن آمن ببعض الأنبياء وكفر ببعض لم ينفعه إيمانه بما كفر به حتى يؤمن بالجميع”([90]).

رابعاً: ثناء القرآن الكريم على الكتب السماوية السابقة:

أثنى القرآن الكريم على الكتب السماوية السابقة في معرض ذكره لها، فقد أثنى على التوراة فقال ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ﴾ المائدة: ٤٤، أي: إنا نحن أنزلنا التوراة على موسى مشتملة على هدى في العقائد والأحكام، خرج به بنو إسرائيل من وثنية المصريين وضلالهم”([91])، والوصف بالهدى والنور يتضمن تعظيم التوراة وتفخيم شأنها، وأن فيها بيان الشرائع والتبشير بمحمد صلى الله عليه وسلم وإيجاب اتباعه([92]).كما أثنى أيضاً على الإنجيل فقال﴿وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ﴾ المائدة: ٤٦، أي هدىً إلى الحق، ونور يستضاء به في إزالة الشبهات وحل المشكلات([93])،يقول الشيخ السعدي: “يهدي إلى الصراط المستقيم، ويبين الحق من الباطل”([94]).كما أثنى على التوراة أيضاً ووصفها بـ”الإمام والرحمة ﴿وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَىٰ إِمَامًا وَرَحْمَةً﴾ الأحقاف: ١٢ ، فكان هذا الكتاب “إماماً” أي متقدماً في الكتب السماوية “ورحمة” لما حمل إلى الناس من هدى ونور([95]).

كما أنه وصف الكتب السابقة بالكتاب المنير، ﴿وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ﴾ فاطر: ٢٥، يقول الشيخ السعدي: “وبالكتاب المنير” أي: المضيء في أخباره الصادقة، وأحكامه العادلة، فلم يكن تكذيبهم إياهم ناشئاً عن اشتباه، أو قصور بما جاءتهم به الرسل؛ بل بسبب ظلمهم وعنادهم”([96]).

خامساً: إخباره عن وقوع التحريف في التوراة والإنجيل:

أخبر القرآن الكريم عن وقوع التحريف في التوراة والإنجيل، وقد تضافرت الأدلة والبراهين على تحريف أهل الكتاب للتوراة والإنجيل، وغيرها من الكتب المتقدمة([97]).

والآيات القرآنية في ذلك كثيرة، ومنها قوله تعالى ﴿مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ﴾ النساء: ٤٦، وقوله ﴿ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ ﴾: يتأولون على غير تأويله، ويفسرونه بغير مراد الله، قصداً منهم وافتراء([98]).

وقوله تعالى ﴿فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ ۙ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ﴾ المائدة: ١٣، أي: يعدلون بالكلم النبوية عن مواضعها فيسيرون بها في غير مسالكها، وهو تبديل معاني كتبهم السماوية، وهذا التحريف يكون غالباً بسوء التأويل اتباعاً للهوى، ويكون بكتمان أحكام كثيرة مجاراة لأهواء العامة، قيل: ويكون بتبديل ألفاظ كتبهم([99])، وهناك الكثير من الآيات التي أخبر القرآن الكريم فيها بوقوع التحريف والتغيير في التوراة والإنجيل.

ومن خلال عرض المقصود بوصف القرآن الكريم بأنه مهيمن على ما سبقه من كتب إلهية منزلة سابقة عليه يتضح ما يلي:

  1. وصْفُ القرآن الكريم بالهيمنة يقتضي أن يكون هذا الكتاب العزيز شاهداً على ما سبقه من كتب، وعلى التحريف الواقع فيها فيصحح الحقائق، ويبطل ما خالف ذلك.
  2. للقرآن الكريم الحق في مراقبة الكتب السابقة، والحكم عليها، فيبين ما فيها من معانٍ وحقائق.
  3. إن القرآن الكريم مصدق على كل ما أُنزل من قبله من كتب فقد تضمنت هذه الكتب المنزلة ذكر القرآن الكريم والثناء عليه وعلى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، فكان نزوله على تلك الصفة التي أخبرت بها تلك الكتب تصديقاً لها.
  4. الإيمان بالكتب السماوية ركن من أركان الإيمان وأصل من أصوله وقواعده.
  5. تأكيد القرآن الكريم على أن الكتب السابقة منزلة من عند الله تعالى فأوجب الإيمان بها كلها، دون تفرقة بينها.
  6. ثناء القرآن الكريم على ما سبقه من كتب فوصفها بالنور والهدى، لما اشتملت من أصول للدين وشرائع وأحكام.

الخــاتمــة:

          أختم هذا البحث بأهم النتائج التي توصلت إليها وأوجزها بالآتي:

  • ورد لفظ “المهيمن” في القرآن الكريم مرتان، مرة في سورة المائدة وصفاً للقرآن الكريم، ومرة في سورة الحشر اسماً من أسماء الله تعالى الحسنى.
  • تدور معاني كلمة “المهيمن” في القرآن الكريم حول: الحفيظ والرقيب، والأمين، والمصدق، والله سبحانه وتعالى هو المهيمن الحفيظ الرقيب على عباده، يعلم سرهم ونجواهم.
  • من آثار هذا الاسم الاعتقادية هو أن يكون العبد مستحضراً دوام المراقبة لله تعالى في السر والعلن، فهو سبحانه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
  • معتقد أهل السنة والجماعة إثبات أسماء الله تعالى وصفاته كما أثبتها سبحانه لنفسه، وكما أثبتها له رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • معنى كون القرآن الكريم مهيمناً على ما سبق من كتب منزلة أنه حافظ ورقيب وحاكم عليها.
  • تضمنت الكتب السابقة ذكر القرآن الكريم ومدحه، فكان نزوله على الصفة التي أخبرت بها الكتب السابقة تصديقاً لها.
  • مفهوم الهيمنة أعم وأشمل من مفهوم التصديق، لأن الهيمنة تبين ما اعترى تلك الكتب من نسخ أو تحريف ، وما عرض لها من فساد أو زيف.
  • أثنى القرآن الكريم على ما سبقه من كتب، فوصفها بالنور والهدى في آيات عدة.
  • بيَّن القرآن الكريم ما اعترى تلك الكتب من تحريف أو تغيير أو تبديل أو اخفاء وكتمان للحق.
  • أوجب القرآن الكريم على المسلم الإيمان بالكتب كلها، حيث أن مصدرها واحد هو الله الحق سبحانه ومن كفر بواحد منها فقد كفر بجميعها.

والحمـد لله رب العالمين.

المصادر والمراجع

       * القرآن الكريم.

  1. الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد والرد على أهل الشرك والإلحاد، صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان، الطبعة الرابعة1420هـ -1999م، دار ابن الجوزي.
  2. الأسفار المقدسة عند اليهود وأثرها في انحرافهم عرض ونقد، محمود بن عبد الرحمن قدح، الناشر: الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، السنة الثالثة والثلاثون، العدد ﴿111﴾، 1421هـ-2001م.
  3. الأسماء الحسنى تصنيفاً ومعنى، ماجد بن عبد الله آل عبد الجبار، الطبعة الثانية 1440هـ-2018م.
  4. الأسماء والصفات، لأبي بكر البيهقي، تحقيق: عبد الله بن محمد الحاشدي، الطبعة الأولى 1412هـ، مكتبة السوادي للتوزيع.
  5. الإشارات الإلهية إلى المباحث الأصولية، نجم الدين الطوفي الصرصري الحنبلي، تحقيق: محمد حسن محمد حسن إسماعيل، الطبعة الأولى 1426هـ- 2005م، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان.
  6. اشتقاق أسماء الله، لأبي القاسم الزجاجي، تحقيق: د. عبد الحسين المبارك، الطبعة الثانية 1406هـ-1986م، مؤسسة الرسالة، بيروت – لبنان.
  7. بدائع الفوائد، لابن القيم الجوزية، دار الكتاب العربي – بيروت.
  8. التحبير في التذكير شرح أسماء الله الحسنى، عبد الكريم القشيري، وضع حواشيه: الشيخ عبد الوارث محمد علي، الطبعة الثانية 1426هـ – 2005م، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان.
  9. التحيير لإيضاح معاني التيسير، محمد بن إسماعيل الصنعاني، ابن الأمير، تحقيق: محمد صبحي حلَّاف، الطبعة الأولى 1433هـ- 2012م، مكتبة الرشد، الرياض.
  10. التحرير والتنوير “تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد، محمد الطاهر بن عاشور التونسي، 1984م، الدار التونسية للنشر- تونس.
  11. تصديق القرآن للكتب السماوية وهيمنته عليها، إبراهيم عبد الحميد سلامة، الطبعة للسنة الثانية عشرة، العدد السادس والأربعون1400هـ -1980م، الناشر: الجامعة الإسلامية، المدينة المنورة.
  12. تفسير أسماء الله الحسنى، لأبي إسحاق الزجاج، تحقيق: أحمد الدقاق، الطبعة الثانية 1399هـ-1979م، دار المأمون للتراث- دمشق.
  13. تفسير أسماء الله الحسنى للشيخ عبد الرحمن السعدي، جمعاً ودراسة – إعداد: د. عبيد بن علي العبيد، الناشر: الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، العدد 112، السنة 33، عام 1421هـ.
  14. تفسير القرآن العظيم، لأبي الفداء إسماعيل بن كثير، تحقيق: سامي محمد سلامة، الطبعة الثانية 1420هـ-1999م، دار طيبة للنشر والتوزيع، الرياض.
  15. تفسير القرآن الحكيم “تفسير المنار”، محمد رشيد رضا، 990م، الناشر: الهيئة المصرية للكتاب.
  16. التفسير القرآني للقرآن ، عبد الكريم يونس الخطيب، دار الفكر العربي، القاهرة.
  17. تهذيب اللغة، محمد بن أحمد الأزهري، تحقيق: محمد عوض مرعب، الطبعة الأولى 2001م، دار إحياء التراث العربي، بيروت- لبنان.
  18. التوحيد، لأبي عبد الله بن مندة الأصبهاني، تحقيق: محمد حسن إسماعيل، الطبعة الأولى 1422هـ-2001م، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان.
  19. التوضيح والبيان لشجرة الإيمان، عبد الرحمن بن ناصر السعدي، 1406هـ، مكتبة المعارف، الرياض.
  20. تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، عبد الرحمن بن ناصر السعدي، تحقيق: عبد الرحمن بن معلا اللويحق، الطبعة الأولى 1420هـ -2000م، مؤسسة الرسالة، بيروت – لبنان.
  21. تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير القرآن، الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي، الطبعة الأولى 1422هـ، وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، المملكة العربية السعودية.
  22. جامع البيان في تأويل القرآن، محمد بن جرير الطبري، تحقيق: د. عبد الله بن عبد المحسن التركي، الطبعة الأولى، 1422هـ- 2001م، دار هجر للطباعة والنشر والتوزيع.
  23. الجامع لأحكام القرآن والمبين لما تضمنه من السنة وآي الفرقان، لأبي عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر القرطبي، تحقيق: أحمد البردوني وإبراهيم أطفيش، الطبعة الثانية 1384هـ -1964م، دار الكتب المصرية، القاهرة.
  24. جلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام على محمد خير الأنام، لابن القيم الجوزية، تحقيق: محي الدين ديب مستو، الطبعة الثالثة 1417هـ -1996م، دار الكلم الطيب، دمشق، بيروت.
  25. الجواهر الحسان في تفسير القرآن، عبد الرحمن بن حمد الثعالبي، تحقيق: الشيخ محمد علي معوض، وعادل أحمد عبد الموجود، الطبعة الأولى 1418هـ، دار إحياء التراث العربي، بيروت.
  26. درء تعارض العقل والنقل، شيخ الإسلام ابن تيمية، تحقيق: د. محمد رشاد سالم، طباعة: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الطبعة الأولى 1401هـ .
  27. دقائق التفسير الجامع لتفسير ابن تيمية، تحقيق، د. محمد السيد الجليند، الطبعة الثانية 1404هـ، نشر: مؤسسة علوم القرآن، دمشق.
  28. الرسل والرسالات، عمر بن سليمان الأشقر، الطبعة الرابعة1410هـ-1989م، مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع، الكويت.
  29. روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، محمود الألوسي البغدادي، ضبط وتصحيح: علي عبد الباري عطيه، الطبعة الثانية 1426هـ- 2005م، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان.
  30. زاد المسير في علم التفسير، جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن الجوزي، تحقيق: عبد الرزاق المهدي، الطبعة الأولى 1422هـ، دار الكتاب العربي، بيروت – لبنان.
  31. شأن الدعاء، لأبي سليمان حمد الخطابي، تحقيق: أحمد يوسف الدقاق، الطبعة الأولى 1404هـ -1984م، دار الثقافة العربية، دمشق، بيروت.
  32. شجرة المعارف والأحوال وصالح الأقوال والأعمال، عز الدين بن عبد السلام، تحقيق: أحمد فريد المزيدي، الطبعة الأولى 1424هـ-2003م، دار الكتب العلمية، بيروت- لبنان.
  33. شرح العقيدة السفارينية، للشيخ محمد بن عثيمين، الطبعة الأولى 1426هـ، مدار الوطن، الرياض.
  34. شرح العقيدة الطحاوية، لأبن أبي العز الحنفي، تحقيق: شعيب الأرنؤوط، عبد الله عبد المحسن التركي، الطبعة العاشرة 1417هـ – 1997م، مؤسسة الرسالة، بيروت – لبنان.
  35. الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة، لابن قيم الجوزية، تحقيق: د. علي محمد الدخيل الله، الطبعة الأولى 1408هـ، دار العاصمة، الرياض.
  36. علاقة القرآن الكريم بالكتب الإلهية السابقة، عايدة سليمان أبو حاكمة، رسالة ماجستير، جامعة آل البيت، كلية الدراسات الفقهية والقانونية، الأردن.
  37. فتح البيان في مقاصد القرآن، محمد صديق القنوجي، قد له وراجعه: عبد الله إبراهيم الأنصاري 1412هـ -1992م، المكتبة العصرية للطباعة والنشر، صيدا- لبنان.
  38. فتح القدير الجامع بين فني الرواية الدراية من علم التفسير، محمد علي الشوكاني، الطبعة الأولى 1414هـ، دار ابن كثير، بيروت – لبنان.
  39. القواعد المثلى في صفات الله تعالى وأسمائه الحسنى، للشيخ محمد بن صالح بن عثيمين، خرَّج أحاديثه: أشرف عبد المقصود 1416هـ- 1996م، مكتبة أضواء السلف، الرياض.
  40. اللباب في علوم الكتاب، سراج الدين عمر بن علي بن عادل الحنبلي، تحقيق: الشيخ عادل أحمـد عبد الموجود، والشيخ. علي محمد معوض، الطبعة الأولى 1419هـ-1998م، دار الكتب العلمية، بيروت- لبنان.
  41. لسان العرب، محمد بن مكرم بن علي، الطبعة الثالثة 1414هـ ، دار صادر، بيروت.
  42. لوامع البينات شرح أسماء الله تعالى والصفات، فخر الدين الرازي، عني بتصحيحه: محمد بدر الدين الحلبي، الطبعة الأولى 1323هـ، المطبعة الشرفية، مصر.
  43. مجموع الفتاوى، لشيخ الإسلام ابن تيمية، جمع وترتيب: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم، طباعة: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، المدينة المنورة، عام 1425هـ -2004م.
  44. المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، لأبي محمد عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي، تحقيق: عبد السلام عبد الشافي محمد، الطبعة الأولى 1422هـ، دار الكتب العلمية، بيروت- لبنان.
  45. مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين، لابن قيم الجوزية، تحقيق: محمد المعتصم البغدادي، الطبعة الأولى 1410هـ 1990م، دار الكتاب العربية، بيروت – لبنان.
  46. معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول، حافظ بن أحمد الحكمي، تحقيق: عمر بن حمود أبو عمر، الطبعة الأولى 1410هـ- 1990م، دار ابن القيم، الدمام.
  47. معالم التنزيل في تفسير القرآن، لأبي محمد الحسين بن مسعود البغوي، تحقيق: محمد عبد الله النمر، عثمان ضميرية، سليمان الحرش، الطبعة الرابعة 1417هـ-1997م، دار طيبة للنشر والتوزيع، الرياض.
  48. معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى، د. محمد خليفة التميمي، الطبعة الأولى 1419هـ-1999م، مكتبة أضواء السلف الرياض.
  49. المقصد الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى، لأبي حامد الغزالي، دراسة وتحقيق: د. محمد عثمان الخشت، مكتبة القرآن للنشر والتوزيع، القاهرة.
  50. منحة القريب المجيب في الرد على عباد الصليب، عبد العزيز بن حمد آل معمر، تحقيق: محمد بن عبد الله السكاكر، الطبعة الأولى 1419هـ -1999م، الناشر: الأمانة العامة للاحتفال بمرور مائة عام على تأسيس المملكة.
  51. النهج الأسمى في شرح أسماء الله الحسنى، محمد الحمود النجدي، الطبعة الأولى 1412هـ، مكتبة الإمام الذهبي الكويت.

([1])  اشتقاق اسماء الله، لأبي القاسم الزجاجي، تحقيق” د. عبد الحسين المبارك، الطبعة الثانية 1406هـ-1986م، مؤسسة الرسالة، ص227-228..

([2])  حمد بن محمد، أبو سليمان الخطابي البستي، الحافظ، إمام من أئمة السنة، كان حافظاً فقيهاً، من أهل الورع والدين والعلم والزهد، ولد في بُست سنة 319هـ، وتوفي في سنة 388هـ، له: كتاب شأن الدعاء، معالم السنن، غريب الحديث، وغيرها. انظر عنه: معجم الأدباء (4/253)، بغية الوعاة (1/546).

([3])  شأن الدعاء، لأبي سليمان الخطابي، تحقيق: أحمد يوسف الدقاق، الطبعة الأولى 1404هـ- 1984م، دار الثقافة العربية، ص46.

([4])  لسان العرب، لمحمد بن مكرم بن علي، الطبعة الثالثة 1414هـ، دار صادر، بيروت، مادة (همن)، (15/96-97).

([5])  تهذيب اللغة، محمد بن أحمد الأزهري الهروي، تحقيق: محمد عوض مرعب، الطبعة الأولى 2001م، دار إحياء التراث، بيروت، (6/176)..

([6])  تفسير أسماء الله الحسنى، لأبي اسحاق الزجاج، تحقيق: أحمد الدقاق، الطبعة الثانية 1399هـ -1979م، دار المأمون للتراث، دمشق، ص32.

([7])  كتاب التوحيد، لأبي عبد الله بن مندة الأصبهاني، تحقيق: محمد حسن إسماعيل، الطبعة الأولى 1422هـ-2001م، دار الكتب العلمية، بيروت، ص99.

([8])  جامع البيان في تأويل القرآن، محمد بن جرير الطبري، تحقيق: د.عبد الله بن عبد المحسن التركي، الطبعة الأولى 1422هـ- 2001م، دار هجر للطباعة والنشر والتوزيع (8/486).

([9])  محمد بن أحمد الأزهري الهروي، أبو منصور اللغوي الشافعي، ولد في هراة سنة 282هـ، وتوفي سنة 370هـ، من مؤلفاته: تهذيب اللغة، كتاب الأسماء الحسنى، وغيرها. عنه: سير أعلام النبلاء (16/316)، معجم الأدباء (17/165).

([10])  تهذيب اللغة (6/176).

([11])  تهذيب اللغة (6/176).

([12])  تفسير أسماء الله للزجاج، ص32.

([13])  محمد بن جرير بن يزيد، أبو جعفر الطبري، مفسر وفقيه، ومؤرخ، لُقب بإمام المفسرين، ولد في طبرستان سنة 224هـ، وتوفي سنة310هـ، له مؤلفات: جامع البيان عن تأويل آي القرآن في التفسير، وتاريخ الطبري، وغيرها من المؤلفات، انظر عنه: تاريخ بغداد (2/161)، الوافي بالوفيات (2/212).

([14])  جامع البيان للطبري (8/486).

([15])  أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية، أبو العباس تقي الدين، الإمام الحبر البحر، شيخ الإسلام، ولد سنة 661هـ بحرَّان، وتوفي سنة 728هـ، ودفن بدمشق، من مؤلفاته: درء تعارض العقل والنقل، منهاج السنة النبوية، النبوات وغيرها الكثير. انظر عنه: الأعلام العلية في مناقب ابن تيمية للحافظ البزار، شذرات الذهب (6/80-86).

([16])  مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية ، جمع وترتيب: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم، طباعة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، المدينة المنورة، لعام 1425هـ – 2004م، (17/43). وانظر أيضاً: تفسير غريب القرآن للصنعاني، ص286.

([17])  انظر: جامع البيان لابن جرير الطبري (8/486).

([18])  انظر السابق (8/487).

([19])  محمد بن عمر بن الحسن، أبو عبد الله الرازي التميمي، الشافعي، الملقب بفخر الدين، وابن خطيب الري، ولد سنة 544هـ، وتوفي سنة 606ه، في مدينة هراة، كان إماماً مفسراً ومن أعلام الأشاعرة، له من المؤلفات: التفسير الكبير وسماه مفاتيح الغيب، تأسيس التقديس، وغيرها. انظر عنه: وفيات الإيمان (4/248)، سير أعلام النبلاء (21/500).

([20])  لوامع البينات شرح أسماء الله تعالى والصفات، فخر الدين الرازي، عني بتصحيحه: محمد بدر الدين الحلبي، الطبعة الأولى 1323هـ، الشرفية، مصر، ص146-147.

([21])  الحسين بن الحسن الحليمي، أبو عبد الله الشافعي، القاضي العلامة، رئيس المحدثين والمتكلمين، بما وراء النهر، ولد سنة 338هـ، وتوفي سنة 403هـ، وكان متفنناً، سيال الذهن، مناظراً طويل الباع في الأدب والبيان، من مؤلفاته: المنهاج في شعب الإيمان. انظر عنه: سير أعلام النبلاء (17/231)، شذرات الذهب (3/167).

([22]) الأسماء والصفات، لأبي بكر البيهقي، تحقيق: عبد الله بن محمد الحاشدي، الطبعة الأولى 1412هـ، مكتبة السوادي للتوزيع (1/166).

([23])  انظر: اشتقاق أسماء الله، للزجاجي، ص227.

([24])  عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله آل سعدي، أبوعبد الله، ولد في عنيزة سنة 1307هـ، وتوفي سنة 1376ه، الشيخ العلامة، الزاهد، الفقيه، كان ذا عناية فائقة بالتفسير، من مؤلفاته: تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، انتصار الحق، الارشاد إلى معرفة الأحكام، وغيرها، انظر عنه: روضة الناظرين عن مآثر علماء نجد (1/219).

([25])  تفسير أسماء الله الحسني للشيخ عبد الرحمن السعدي – جمعاً ودراسة، إعداد: د. عبيد بن علي العبيد، الناشر: الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، العدد 112، السنة 33، 1421هـ، ص239.

([26])  درء تعارض العقل والنقل، شيخ الإسلام ابن تيمية، تحقيق: د. محمد رشاد سالم، طباعة: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الطبعة الأولى 1401هـ (1/27-28).

([27])  الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة، لابن قيم الجوزية، تحقيق: د. علي الدخيل الله، الطبعة الأولى 1408هـ، دار العاصمة، الرياض (1/150).

([28]) محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن حريز الزرعي الدمشقي الحنبلي، أبو عبد الله شمس الدين، المعروف بابن قيم الجوزية، أو ابن القيم، كان والده قيماً على المدرسة الجوزية الحنبلية، ولد سنة 691هـ، وتوفي سنة 751ه في دمشق، اشتهر ابن القيم بالعديد من المؤلفات في العقيدة والفقه والتفسير، ومنها: زاد المعاد، إغاثة اللهفان، وغيرها الكثير، انظر عنه: كتاب ابن قيم الجوزية حياته آثاره موارده لبكر أبو زيد.

([29]) بدائع الفوائد، لابن قيم الجوزية، دار الكتاب العربي، بيروت (1/163).

([30])  مجموع الفتاوى لابن تيمية (5/8).

([31]) التوضيح والبيان لشجرة الإيمان، عبد الرحمن بن ناصر السعدي، 1046هـ، مكتبة المعارف، الرياض، ص41.

([32]) شرح العقيدة السفارينية، لمحمد بن عثيمين، الطبعة الأولى، 1426هـ، مدار الوطن، الرياض، ص167.

([33])  محمد بن صالح بن محمد العثيمين الوهيبي، أبوعبد الله ولد سنة 1347هـ، في عنيزة بالقصيم، حفظ القرآن مبكراً، وكان أحد طلبة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي، سلفي العقيدة، توفي في جدة عام 1421هـ، ودفن في مكة المكرمة، له المؤلفات الكثيرة منها: من أحكام الصلاة، القواعد المثلى، شرح العقيدة الواسطية، وشرح الأربعين النووية، وغيرها، انظر عنه كتاب: ابن عثيمين الإمام الزاهد، لناصر الزهراني.

([34]) القواعد المثلى في صفات الله تعالى، وأسمائه الحسنى، محمد بن صالح بن عثيمين، خرَّج أحاديثه: أشرف عبد المقصود، مكتبة أضواء السلف، الرياض، 1416هـ -1996م، ص34.

([35]) بدائع الفوائد (1/200).

([36])  مجموع الفتاوى (6/141).

([37]) روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، محمود الألوسي البغدادي، ضبط وتصحيح: علي عبد الباري عطية، الطبعة الثانية 1426هـ -2005م، دار الكتب العلمية، بيروت (9/120).

([38]) جلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام على محمد خير الأنام، لابن قيم الجوزية، تحقيق: محيي الدين ديب مستو، الطبعة الثالثة، 1417هـ – 1996م، دار الكلم الطيب، دمشق، بيروت، ص134.

([39]) مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين، لابن قيم الجوزية، تحقيق: محمد المعتصم البغدادي، الطبعة الأولى1410هـ -1990م، دار الكتاب العربي- بيروت (1/51-52).

([40]) معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى، د. محمد خليفة التميمي، الطبعة الأولى 1419هـ- 1999م، مكتبة أضواء السف، ص170.

([41])  المقصد الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى، لأبي حامد الغزالي، دراسة وتحقيق: د. محمد عثمان الخشت، مكتبة القرآن للنشر والتوزيع، القاهرة، ص119.

([42]) الأسماء الحسنى تصنيفاً ومعنى، ماجد بن عبد الله آل عبد الجبار، الطبعة الثانية1440هـ -2018م، ص338-339.

([43]) النهج الأسمى في شرح أسماء الله الحسنى، محمد الحمود النجدي، الطبعة الأولى1412هـ، مكتبة الإمام الذهبي- الكويت، (1/132).

([44]) عبد الكريم بن هوزان بن عبد الملك، زين الإسلام، القشيري الشافعي، أبو القاسم صوفي، مفسر، وفقيه أصولي، ولد في سنة 376هـ، وتوفي سنة465هـ من تصانيفه: التيسير في التفسير، الرسالة القشيرية في التصوف، لطائف الإشارات، وغيرها، انظر عنه: طبقات الشافعية الكبرى (1/153). معجم المؤلفين (2/212).

([45]) التحيير في التذكير شرح أسماء الله الحسنى، عبد الكريم القشيري، وضع حواشيه: الشيخ عبد الوارث محمد علي، الطبعة الثانية 1423هـ- 2005م، دار الكتب العلمية، بيروت- لبنان، ص17.

([46]) التحيير لإيضاح معاني التيسير، محمد بن إسماعيل الصنعاني، ابن الأمير، تحقيق: محمد صبحي حلاّق، الطبعة الأولى 1433هـ- 2012م، مكتبة الرشد، الرياض، (4/94).

([47]) محمد بن عبد العزيز بن عبد السلام السلمي، عز الدين أبو محمد الدمشقي الشافعي، ولد سنة 577هـ، وتوفي سنة 660هـ، شيخ الشافعية في عصره، كان عالماً ورعاً شجاعاً، من مؤلفاته: قواعد الأحكام في مصطلح الأنام، أحكام الجهاد وفضله، وغيرها الكثير، أنظر عنه: طبقات الشافعية (2/197)، طبقات المفسرين (1/315-329). .

([48]) شجرة المعارف والأحوال وصالح الأقوال والأعمال، عز الدين بن عبد السلام، تحقيق: أحمد فريد المزيدي، الطبعة الأولى1424-2003م، دار الكتب العلمية، بيروت-لبنان، ص32.

([49]) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، عبد الرحمن بن ناصر السعدي، تحقيق: عبد الرحمن بن معلا اللويحق، الطبعة الأولى 1420هـ -2000م، مؤسسة الرسالة، ص948.

([50]) لوامع البينات، ص147.

([51])  تفسير ابن جرير الطبري (8/487)، وانظر أيضاً: زاد المسير لابن الجوزي (1/544)، وتفسير ابن كثير (3/128).

([52])  دقائق التفسير الجامع لتفسير ابن تيمية، تحقيق: د. محمد السيد الجليند، الطبعة الثانية، 1404هـ، نشر: مؤسسة علوم القرآن، دمشق، (2/52).

([53])  الجواهر الحسان في تفسير القرآن، عبد الرحمن بن محمد الثعالبي، تحقيق: الشيخ محمد علي معوض، والشيخ: عادل أحمد عبد الموجود، الطبعة الأولى 1418هـ، دار إحياء التراث العربي، بيروت، (2/39).

([54])  محمد بن علي بن حمد الشوكاني، والشوكاني نسبة إلى عدني شوكان أو هجرة شوكان، فقيه مجتهد من كبار علماء اليمن، ولد سنة 1173هـ، وتوفي سنة 1250هـ، كان على عقيدة السلف، وقد دعا إلى نبذ كلام المتكلمين وتطهير عقيدة التوحيد من مظاهر الشرك، له من المؤلفات: إرشاد الثقات إلى اتفاق الشرائع على التوحيد والمعاد والنبوات، نيل الأوطار، وغيرها، انظر عنه: الأعلام (6/298)، البدر الطالع (2/124)..

([55])  فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير، محمد علي الشوكاني، الطبعة الأولى 1414هـ، دار ابن كثير، بيروت، (2/55).

([56])  مجموع الفتاوى لابن تيمية (17/44)، وانظر أيضاً: تفسير ابن كثير (3/128)..

([57])  علاقة القرآن الكريم بالكتب الإلهية السابقة، عايدة سليمان أبو حاكمة، رسالة ماجستير جامعة آل البيت، كلية الدراسات الفقهية والقانونية، الأردن، ص21.

([58])  الكشاف للزمخشري (1/640)، وانظر أيضاً: تفسير الرازي (12/371).

([59])  فتح القدير للشوكاني (2/55).

([60])  تفسير القرآن الحكيم “تفسير المنار” محمد رشيد رضا، الناشر: الهيئة المصرية للكتاب، 1990م، (6/340).

([61])  علاقة القرآن بالكتب الإلهية السابقة، ص21.

([62])  تفسير القرآن العظيم ، لأبي الفداء إسماعيل ابن كثير، تحقيق: سامي محمد سلامة، الطبعة الثانية1420هـ – 1999م، دار طيبة للنشر والتوزيع (3/128). وانظر أيضاً: تفسير الطبري (8/488)، تفسير القرطبي (6/210)

([63])  الحسين بن مسعود بن محمد الفراء، أبو محمد البغوي الشافعي، الإمام الحافظ الفقيه، المجتهد، محي السنة، يلقب بركن الدين، كان على طريقة السلف، ولد سنة 433هـ، وتوفي سنة 516هـ، له من المؤلفات: معالم التنزيل، شرح السنة، وغيرها، انظر عنه: وفيات الأعيان (2/136)، سير أعلام النبلاء (19/439). .

([64])  معالم التنزيل في تفسير القرآن، لأبي محمد الحسين بن مسعود النبوي، تحقيق: محمد عبد الله النمر، عثمان ضميرية، سليمان الحرش، الطبعة الرابعة 1417هـ – 1997م، دار طبية للنشر والتوزيع (3/65).

([65])  انظر: علاقة القرآن بالكتب الإلهية السابقة، ص21.

([66])  فتح القدير للشوكاني، (2/55).

([67])  تفسير ابن كثير (3/128)، وانظر: معالم التنزيل للبغوي (3/65).

([68])  المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، لأبي محمد عبد الحق بن غالب بن عطيه الأندلسي، تحقيق: عبد السلام عبد الشافي محمد، الطبعة الأولى 1422هـ، دار الكتب العلمية (2/199).

([69])  تفسير الطبري (8/490).

([70])  زاد المسير في علم التفسير، جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن الجوزي، تحقيق: عبد الرزاق المهدي، الطبعة الأولى، 1422هـ، دار الكتاب العربي، بيروت، (1/544).

([71])  الرسل والرسالات، عمر بن سليمان الأشقر، الطبعة الرابعة 1410هـ 1989م، مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع، الكويت، ص254، بتصرف.

([72])  منحة القريب المجيب في الرد على عبَّاد الصليب، عبد العزيز بن حمد آل معمر، تحقيق: محمد بن عبد الله السكاكر، الطبعة الأولى 1419هـ -1999م، الناشر: الأمانة العامة للاحتفال بمرور مائة عام على تأسيس المملكة، (1/239).

([73])  علاقة القرآن الكريم بالكتب الإلهية السابقة، ص24.

([74]) تصديق القرآن للكتب السماوية وهيمنته عليها، إبراهيم عبد الحميد سلامة، الطبعة للسنة الثانية عشرة، العدد السادس والأربعون 1400هـ -1980م، الناشر: الجامعة الإسلامية، المدينة المنورة، ص84.

([75])  الجامع لأحكام القرآن والمبين لما تضمنه من السنة وآي الفرقان، لأبي عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر القرطبي، تحقيق: أحمد البردوني، وإبراهيم أطفيش، الطبعة الثانية 1384هـ -1964م، دار الكتب المصرية، القاهرة (6/210)، وانظر أيضاً: التحرير والتنوير لابن عاشور (6/221).

([76])  النهج الأسمى، محمد حمود النجدي، ص133-134، وهو اختيار ابن الحصَّار في شرح السنة كما ذكر القرطبي في تفسيره، انظر (6/210).

([77])  فتح القدير للشوكاني (2/55).

([78])  الكشاف للزمخشري (1/640)، وانظر أيضاً: تفسير البحر المحيط لأبي حيان (4/282).

([79])  اللباب في علوم الكتاب، سراج الدين عمر بن علي بن عادل الحنبلي، تحقيق: الشيخ عادل أحمد عبد الموجود، والشيخ: علي محمد معوض، الطبعة الأولى 1419هـ -1998م، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان (7/367)

([80])  انظر: زاد المسير لابن الجوزي (1/544).

([81])  انظر: تفسير ابن كثير (3/128).

([82])  انظر: تفسير الطبري (8/490).

([83])  انظر: تصديق القرآن للكتب السماوية وهيمنته عليها، إبراهيم سلامة، من ص85-87ـ بتصرف.

*  مرَّ ذكر التصديق والمقصود به في المبحث السابق.

([84])  معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول، حافظ أحمد الحكمي، تحقيق: عمر بن حمود أبو عمر، الطبعة الأولى 1410هـ -1990م، دار ابن القيم – الدمام (2/672).

([85])  شرح العقيدة الطحاوية، لابن أبي العز الحنفي، تحقيق: شعيب الأرنؤوط- عبد الله عبد المحسن التركي، الطبعة العاشرة 1417هـ -1997م، مؤسسة الرسالة، بيروت (2-424-425).

([86])  الإشارات الإلهية إلى المباحث الأصولية، نجم الدين الطوفي الصرصري الحنبلي، تحقيق: محمد حسن محمد حسن إسماعيل، الطبعة الأولى 1426هـ 2005م.

([87])  الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد والرد على أهل الشرك والإلحاد، صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان، الطبعة الرابعة، 1420هـ -1999م، دار ابن الجوزي، ص175.

([88])  تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير القرآن، الشيخ عبد الرحمن السعدي، الطبعة الأولى، 1422هـ، وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد- المملكة العربية السعودية، ص15.

([89])  الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد، صالح الفوزان، ص174.

([90])  بدائع الفوائد (4/148).

([91])  تفسير المنار (6/328).

([92])  فتح البيان في مقاصد القرآن، محمد صديق القنوجي، قدم له وراجعه: عبد الله إبراهيم الأنصاري، 1412هـ- 1992م، المكتبة العصرية للطباعة والنشر، ص1، (3/426).

([93])  تفسير ابن كثير (3/126).

([94])  تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للسعدي ص 233.

([95])  التفسير القرآني للقرآن، عبد الكريم، يونس الخطيب، دار الفكر العربي، القاهرة، (6/1118).

([96])  تفسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للشيخ السعدي، ص.688

([97])  الأسفار المقدسة عند اليهود وأثرها في انحرافهم عرض ونقد، محمود بن عبد الرحمن قدح، الناشر: الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، السنة الثالثة والثلاثون، العدد (111) 1421هـ – 2001م، ص318.

([98]) تفسير ابن كثير (2/323).

([99]) التحرير والتنوير “تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد”، محمد الطاهر بن عاشور التونسي، 1984م، الدار التونسية للنشر – تونس، (6/146).

قيم البحث الأن

راجع البحث قبل التقييم

راجع البحث قبل التقييم

تقييم المستخدمون: 5 ( 1 أصوات)

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتًا
التقيمات المضمنة
عرض كل التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا الأن
1
هل تحتاج الي مساعدة او نشر بحثك !
Scan the code
مجلة scp الماليزية
مرحبا
كيف استطيع مساعدتك !