المؤتمراتالمؤتمر التاسع

معوقات تعليم الاناث في المناطق الريفية في المجتمع العراقي دراسة سسيولوجية

معوقات تعليم الاناث في المناطق الريفية في المجتمع العراقي دراسة سسيولوجية

ورقة عمل بعنوان

مقدمة الي مجموعة شركات البورد العالمية

للمشاركة بالمؤتمر التاسع لتطوير العربي

بعنوان (التعليم العلاجي….رؤية مستقبلية)

اعـــــــــــــــــــــــــداد

د.سرمد جاسم محمد الخزرجي

د.وميض فارس صعب الناصري

مكان العمل العراق جامعة تكريت

2018م

المحتويات

                   الموضوع الصفحة
 المقدمة 
 المبحث الاول الاطار العام للبحث 
أولا: مشكلة البحث 
ثانيا: أهمية البحث 
ثالثا: أهداف البحث 
رابعا: منهجية البحث 
رابعا: تحديد المفاهيم والمصطلحات 
المحور الثاني 
1-صعوبات التعليم 
2-المعوقات 
3-الاناث 
 المبحث الثاني المحور الاول مكانة وتعليم المرأة في الاسلام 
المحور الثاني صعوبات التعلم 
المبحث الثالث معوقات تعليم الاناث في المناطق الريفية 
1-الفقر 
2- قـلــة المؤسسات التعليمية وبعـد المسـافـة 
3-التعليم المختلط 
4-الزواج المبكر 
5-ضعف دور الدولة 
6- ضعف الوازع الديني والوعي الثقافي 
7-المضايقات والمعاكسات 
8-العادات والتقاليد 
المبحث الرابع النتائج والتوصيات 
المصادر والمراجع 

ملخص:جاءت هذه الدراسة لتسلط الضوء على ما يعترض تعليم معوقات تعليم الفتيات (الاناث) في المناطق الريفية في المجتمع العراقي.ما هو حجم مشكلة تسرب الإناث.ما هي المعوقات الاجتماعية والاقتصادية التي ادت الى عدم تعليم الفتيات.ما هي الإجراءات الواجب اتخاذها للحد من ظاهرة عدم التحاق  الفتيات بالتعليم وتكمن أهمية هذه الدراسة من خلال الوقوف أو التعرف على المعوقات الاجتماعية التي تؤثر في تعليم الإناث في المناطق الريفية.معالجة اهم المعوقات التي  تتعرض الاناث في المناطق الريفية،لذ يعد تعليم الإناث يعد مؤشر رئيس في قضايا التنمية البشرية وتطوير المجتمع بصورة عامة.التعرف على العادات والتقاليد التي تعيق من تعليم الاناث في المناطق الريفية لانها ظاهرة خطيرة وهذا ما يجعل من اهمية دراسة هذا الموضوع المهم.محاولة الكشف عن أهم المعوقات سواء أكانت اجتماعية أو اقتصادية أو تربوية التي تعيق من تعليم الاناث في المناطق الريفية.التعرف على أهم الآثار الاجتماعية التي تؤدي الى عدم تعليم الإناث.وضع الحلول الناجعه التي لها الدور الكبير في الحد من مشكلة عدم تعليم الإناث.التوصل إلى مجموعة من التوصيات والمقترحات للحد من هذة الظاهرة السلبية.

Abstract: This study highlights the obstacles facing the education of girls in the rural areas of Iraqi society. What is the size of the problem of female leaks? What are the social and economic obstacles that led to the lack of education of girls? What are the measures that should be taken to limit The phenomenon of non-enrollment of girls in education The importance of this study by standing or identifying the social obstacles that affect the education of females in rural areas. Addressing the most important obstacles that affect women in rural areas, so female education is a key indicator in human development issues and community development General. To learn about the customs and traditions that hinder the education of women in rural areas because it is a serious phenomenon and this makes it important to study this important subject. Try to identify the most important obstacles, whether social or economic or educational obstacles to female education in rural areas. Social development that leads to the lack of education of females. The development of effective solutions that have a large role in reducing the problem of non-education of females. A set of recommendations and proposals to reduce this negative phenomenon.

المقدمة

في العصر الذي يشهد تطوراً علمياً كبيراً في العالم أجمع وما يقابله من سهولة الالتحاق بالمؤسسات التعليمية التي تحظى بإقبالاً واسعاً من كلا الجنسين -ذكوراً وإناثا- انطلاقاً من ضرورة وأهمية التعليم ودوره في بناء الفرد والمجتمع، من المؤسف حقاً ما يواجهنه عدد من الفتيات اليمنيات من معوقات وصعوبات أمام فكرة تعليمهن في ظل وجود بعض الأهالي -خصوصاً في المناطق الريفية- الذين يتفاوتون بين من يرفض فكرة تعلم وتعليم الفتاة، وبين من يكتفي بتعليمهن مراحل دراسية محددة فقط، ويعزى ذلك لوجود أسباب ومعوقات تقف حجرة عثرة أمام التحاق الفتاة بالتعليم وأهمها يجمع بين نوعين من العوائق , فنية تتعلق بالبيئة والمؤسسة التي يمارس الأخصائي فيها دوره , وشخصية تتمثل في إمكانياته وخبراته واستعداداته التي يمارسها في تحقيق البرامج الموكلة إليه , وهذا التعريف قريب من المعنى المراد به في هذه الدراسة , حيث أن المعوقات التي تعترض الأخصائي الاجتماعي في المؤسسة التربوية تمنعه من أداء دوره وسعيه إلى مساعدة الطلاب من خلال علاج مشاكلهم وتحسين تعليمهم.

لذا تناولت هذه الدراسة اربعة مباحث يتكون المبحث الاول من محورين المحور الاول يتكون من الاطار العام للبحث اما المحور الثاني يتكون من المفاهيم ومصطلحات الدراسة،اما المبحث الثاني يتكون المحور الاول مكانة وتعليم المرأة في الإسلام،اما المحور الثاني يتكون من صعوبات التعلم،اما المبحث الثالث يتكون من معوقات تعليم الاناث في المناطق الريفية،اما المبحث الرابع يتكون من النتائج والتوصيات .

المبحث الاول

المحور الاول:الاطار العام للبحث

اولا:مشكلة البحث:

تطوير وتحسين النظام التعليميّ ومواكبة كل جديد أصبح من الضروريات العلمية؛ لأنّ العلم هو سبيل الرشاد,لذا يجب الالتزام بأساسيات التعليم الصحيحة حتى تصل الاعلى المستويات ويجب الوقوف على كل مايعيق النظام التعليمي للإناث في المناطق الريفية في المجتمع العراقي،والعمل على تجاوزه. تُعدّ مهنة التعليم من الوظائف المهمة جداً في كافة المجتمعات سواء المتقدمة أم النامية،ومن الممكن تطوير مستوى التعليم في المدارس يجب توفير مرتكزات اساسية مادية ومعنوية و توفير المدارس وتوفير فيها كل المستلزمات الاساسية الحديثة، ويعد التعليم المحور الأساسي لتقدم وتنمية القوى البشرية المؤهلة وشرط أساسي لتقدم أي مجتمع  وتطوره, وكذلك أصبح ينظر إليه على انه صمام الأمان في المجتمع.

ومع كل ما تمخضت عنه هذه الدراسات  تبقى  الصعوبة الحقيقية تكمن في معرفة الأسباب والمعوقات التي أدت إلى حدوث هذه المشكلة في مجتمع.

فجاءت هذه الدراسة لتسلط الضوء على ما يعترض تعليم معوقات تعليم الفتيات (الاناث)في المناطق الريفية في المجتمع العراقي.

  1. ما هو حجم مشكلة تسرب الإناث ؟
  2. ما هي المعوقات الاجتماعية والاقتصادية التي ادت الى عدم تعليم الفتيات؟
  3. ما هي الإجراءات الواجب اتخاذها للحد من ظاهرة عدم التحاق  الفتيات بالتعليم؟

ثانيا:أهمية الدراسة

  1. تكمن أهمية هذه الدراسة من خلال الوقوف أو التعرف على المعوقات الاجتماعية التي تؤثر في تعليم الإناث في المناطق الريفية.
  2. معالجة اهم المعوقات التي  تتعرض الاناث في المناطق الريفية،لذ يعد تعليم الإناث يعد مؤشر رئيس في قضايا التنمية البشرية وتطوير المجتمع بصورة عامة.
  3. التعرف على العادات والتقاليد التي تعيق من تعليم الاناث في المناطق الريفية لانها ظاهرة خطيرة وهذا ما يجعل من اهمية دراسة هذا الموضوع المهم.

ثالثا: أهداف الدراسة

  1. محاولة الكشف عن أهم المعوقات سواء أكانت اجتماعية أو اقتصادية أو تربوية التي تعيق من تعليم الاناث في المناطق الريفية.
  2. التعرف على أهم الآثار الاجتماعية التي تؤدي الى عدم تعليم الإناث.
  3. وضع الحلول الناجعه التي لها الدور الكبير في الحد من مشكلة عدم تعليم الإناث.
  4. التوصل إلى مجموعة من التوصيات والمقترحات للحد من هذة الظاهرة السلبية.

رابعا:منهجية البحث:   إن هذه الدراسة يمكن أن تدخل ضمن إطار الدراسات الوصفية ، فهي تعتمد على جمع الحقائق وتحليلها وتفسيرها لاستخلاص دلالتها ، والتعرف على خصائصها ، وذلك لمعرفة معوقات تعليم الاناث في المناطق الريفية في المجتمع العراقي دراسة سسيولوجية.

المحور الثاني:مفاهيم ومصطلحات البحث

1- صعوبات التعلم: يُتوقع ظهور أكثر من تعريف وذلك لتنوع المجالات التي تناولت ظاهرة عدم قدرة كثير من التلاميذ على التعلم بشكل طبيعي ، رغم توفر القدرات العقلية اللازمة للتعلم وسلامة قنوات الإحساس كالبصر والسمع وإتاحة فرص التعليم العام ، بالإضافة إلى الاتزان العاطفي والحياة الاجتماعية والاقتصادية العادية ، إن ما حصل هو بالفعل ما كان متوقعاً حيث أخذ العلماء في وضع تعاريف اتصفت بالتنوع ، فمنها ما يميل إلى الاهتمام بالنواحي التربوية لهذه الظاهرة ، ومنها ما يميل إلى مجالات العلوم الأخرى وأشهرها المجال الطبي وتشير Wong, 1996 إلى أن العلماء رغم اختلافهم في صيغ التعريفات إلا أنهم يتفقون على خصائص التلاميذ الذين لديهم صعوبات تعلم ، وهذا أمر جوهري ، ولم يقتصر الأمر في التعريف على الجهات الرسمية بل كان للجمعيات والمؤسسات الخيرية والتطوعية دور كبير في تعريف صعوبات التعلم ، وبناء على تنوع مصادر الاهتمام واختلاف أهدافه حظي مجال صعوبات التعلم بتعريفات كثيرة نال أحد عشر تعريفاً منها صبغة رسمية أو قبولاً بين المهتمين.

فنص على الخلل البسيط لوظيفة المخ ، ومن هنا يأتي الفرق في الاتجاهين.

وقد توصلت فرق العمل بعد جهود كبيرة واختلافات في الاتجاهات إلى تعريفات مختلفة تعكس اهتمامات العاملين في كل فريق ، ومع هذه الاختلافات لم ينس أحد الهدف الأساس من هذه الجهود هو إيجاد وسيلة قانونية تخدم هؤلاء التلاميذ تربوياً ، فالمشكلة الرئيسة هي عدم وجود خدمات تربوية متخصصة تساعدهم على مواجهة متطلبات التعلم والحياة .

فَوَرَدَ في تعريف الحكومة الأمريكية أن صعوبات التعلم تظهر على شكل اضطراب في عملية أو أكثر من العمليات الفكرية الداخلية في فهم أو استعمال اللغة الشفوية أو المكتوبة ، وأن هذا قد يظهر على شكل اضطراب في الاستماع أو التفكير أو التحدث أو القراءة أو الكتابة أو الإملاء أو الحسا .أما أهم ما ورد في التعريفات الأخرى مما يمكن الاستفادة منه في توضيح مفهوم صعوبات التعلم فيمكن تلخيصة على النحو التالي :

1- وتعريف في تعريف Clements 1966 إن صعوبات التعلم تترواح في الشدة من البسيطة إلى الشديدة ، كما ذكر التعريف أن معدل ذكاء هذه المجموعة من التلاميذ يقع ضمن المعدل العام أو دونه بقليل أو أعلى منه.

2- ورد في تعريف اللجنة الوطنية المشتركة لصعوبات التعلم عند تعديل تعريفها الاساسي الصادر عام 1981م أن صعوبات التعلم قد تحدث مصاحبة لأي إعاقة من الإعاقات الأخرى ، كما أنها قد تظهر بين التلاميذ في ثقافات مختلفة ، ولكنها أكدت على أن سبب المشكلة يجب أن لا يكون إعاقة أخرى غير صعوبات التعلم ، أو أن لا تكون صعوبة التعلم مرتبطة من حيث السبب بالحرمان البيئي أوالتدريس غير الملائم.

3- كما ينص تعريف الجمعية الأمريكية لصعوبات التعلم LAD على أن صعوبات التعلم إعاقة مستقلة بذاتها عن بقية الإعاقات الأخرى ، ومستديمة مدى حياة الفرد ، ويمتد تأثيرها إلى النواحي النفسية والاجتماعية والمهنية والأنشطة الحياتية اليومية .

إن الهدف من استعراض أهم ما ورد في التعريفات السابقة بالإضافة إلى تعريف الحكومة الأمريكية – المكتب الأمريكي للتعليم – هو الوصول إلى أهم العناصر المكونة لمفهوم صعوبات التعلم حيث يمكن استخلاص هذه العناصر على النحو التالي:

1- صعوبات التعلم إعاقة مستقلة كغيرها من الإعاقات الأخرى .

2- يقع مستوى الذكاء لمن لديهم صعوبات التعلم فوق مستوى التخلف العقلي ويمتد إلى المستوى العادي والمتفوق .

3- تتدرج صعوبات التعلم من حيث الشدة من البسيطة إلى الشديدة .

4- قد تظهر صعوبات التعلم في واحدة أو أكثر من العمليات الفكرية كالانتباه ، والذاكرة والإدراك ، والتفكير وكذلك اللغة الشفوية .

5- تظهر صعوبات التعلم في واحدة أو أكثر من المجالات الأكاديمية الأساسية والمهارات اللغوية كالتعبير الشفوي والكتابة ( التعبير والإملاء والخط ) والفهم المبني على الاستماع والمهارات الاساسية للقراءة وفهم المقروء والرياضيات بوجه عام والاستدلال الرياضي .

6- قد تظهر على شكل قصور في الاستراتيجيات المعرفية وفوق المعرفية الضرورية للتعلم ، أو فقدانها ، أو استخدامها بشكل غير ملائم للمهمة .

7- تظهر على مدى حياة الفرد ، فليست مقصورة على مرحلة الطفولة أو الشباب .

8- قد تؤثر على النواحي لهامة لحياة الفرد كالاجتماعية والنفسية والمهنية وأنشطة الحياة اليومية .

9- قد تكون مصاحبة لأي إعاقة أخرى ، وقد توجد لدى المتفوقين والموهوبين .

10- قد تظهر بين الأوساط المختلفة ثقافياً واقتصادياً واجماعياً .

11- ليست نتيجة مباشرة لأي من الإعاقات المعروفة ، أو الاختلافات الثقافية ، أو تدني الوضع الاقتصادي أو الاجتماعي ، أو الحرمان البيئي ، أو عدم وجود فرص للتعلم العادي .[1] 2-المعوقات  Obstacles:

المعوقات في اللغة تعني ( عاقني عن الوجه الذي أردت عائق وعاقتني العوائق , الواحد عائقة , والتعويق : ترييث الناس عن الخير ومنه التعويق والاعتياق , وذلك إذا أردت أمراً فصرفه عنه صارف ) هذا التعريف اللغوي يرتبط نوعاً ما بالتعريف الاصطلاحي حيث أنهما يؤكدان على إن المعوقات الغاية منها تعطيل صاحبها وصرفه عما يسعى إليه من أهداف تتمثل في أدائه لدوره .

المعوقات اصطلاحاً :

تعني ( جميع العوائق الفنية والشخصية التي تعيق صاحبها عن تحقيق أهداف برامجه التي تتجلى في تحسين عملية التعليم والتعلم ) ([2]2[3]).

هذا التعريف يجمع بين نوعين من العوائق , فنية تتعلق بالبيئة والمؤسسة التي يمارس الأخصائي فيها دوره , وشخصية تتمثل في إمكانياته وخبراته واستعداداته التي يمارسها في تحقيق البرامج الموكلة إليه , وهذا التعريف قريب من المعنى المراد به في هذه الدراسة , حيث أن المعوقات التي تعترض الأخصائي الاجتماعي في المؤسسة التربوية تمنعه من أداء دوره وسعيه إلى مساعدة الطلاب من خلال علاج مشاكلهم وتحسين تعليمهم .

ويعرف هورنبي (Hornby) المعوقات بأنها ( أي شيء في الطريق يوقف التقدم ويجعله صعباً ) هورنبي في هذا التعريف لم يحدد نوع المعوقات والمجال الذي تعترضه وكذلك لم يحدد الطريق الذي قصده في تعريفه هذا , لذلك نجد هذا التعريف ناقصاً وبعيداً عن المعنى الذي نقصده في هذه الدراسة .

وتعرف المعوقات بأنها ( عبارة عن عقبات يصعب التغلب عليها , تحول بين الفرد وبين هدفه الذي يريد تحقيقة[4].

3-الإناث

الإناث في اللغة: جمع أنثى والأنثى خلاف الذكر في كل شيء وامرأة أنثى كاملة الأنوثة ([5]) وفي التنزيل العزيز إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثاً [6])).

أما اصطلاحاً فالأنثى مصطلح يعرف المرأة على الأساس البيولوجي فقط, والمرأة, والنساء, والبنت مصطلحات تدل على نوع الجنس استنادا إلى البيولوجيا والاعتبارات الاجتماعية والثقافية في الوقت نفسه ويوصي قدر المستطاع باستعمال مصطلح المرأة والنساء بدلاً من مصطلح الأنثى بيولوجيا الدلالة.([7])

المبحث الثاني

المحور الاول مكانة وتعليم المرأة في الإسلام

أولا:مكانة المرأة في الإسلام:

تعليم المرأة في الإسلام وضوابطه”، يبين أن تعليم المرأة في الإسلام واجب من واجبات هذا الدين، وخاصة في العبادات والشعائر الدينية، وما يخص أحوالها من حيض ونفاس، فعند الهنود كانت ممتهنة ولا حقوق لها، وعند اليونان كانت حبيسة البيت، وكانت مجرد متعة، ولا يتزوجونها إلا من أجل أولاد شرعيين.وعند اليهود المرأة سبب في غواية آدم، وهي أمرُّ من الميت، وتعتبر عند بعض الطوائف اليهودية خادمة لا أكثر.وما زالت النظرة عند بعض الشعوب للمرأة على أنها للمتعة فقط، فمما تعاب به الفتاة عندهم أنها تبقى عذراء.وعند الرُّومان لم تكن للمرأة أي أهلية وهي تحت سلطة والدها، تحرم من الإرث وتمنع من الرزق.وعند المسيحية كان ينظر لها على أنها هي التي جلبت اللعنات للبشر، وأن الشيطان يظهر بجسد امرأة.وعند الفرنسيين اعتبرت المرأة عندهم أنها إنسان، لكنها خلقت لخدمة الرجل، حرمت المرأة من القراءة والكتابة، وحرمت من المواطنة.وعند الإنجليز كان ينظر إليها على أنها حقيرة عندهم ووضيعة، ولا يفرح لولادتها، بل يختبِئ والدها ويتوارَى عن أعين الناس.أما المرأة الفرعونية، فقد نالت بعض الحقوق، وتمتعت ببعض ألامتيازات وكانت المرأة تعد في العصر الجاهلي عارًا وإثمًا؛ لذا يجب التخلص منها، فكانت توأد تحت التراب، وكان الابن الأكبر بعد موت أبيه يرثها، وكانت المرأة في الشرائع القديمة ممتهنة الكرامة، يشكك في أهليتها وإنسانيتها.

مكانة المرأة في ظل ألإسلام وقد اعتبرها الإسلام روحًا وجسدًا، لها كرامة كاملة، وأنها إنسانة مثلها مثل الرجل، فأصبحت البنت أول قدومها للحياة تستقبل بالفرح والأهازيج والابتهاج وأمر الإسلام الوالد أن يعقَّ عن ابنته كما يعق عن ولده، والقيام بأعمال نسكية تعبدية شُرِعت في السنة مثل الأذان في أذنها اليمنى، وإقامة الصلاة في أذنها اليسرى، وأن يختار لها أحسن الأسماء قال – صلى الله عليه وسلم -: ((كل غلام رهينٌ بعقيقة، تذبح عنه يوم سابعه، ويسمَّى فيه ويحلق رأسه)).فلم يعتبرها الإسلام مجرد متاع، أو أنها بلا كرامة، بل كانت الرعاية، لا نقول منذ النشأة الأولى، بل وهي في بطن أمها، لا بل قبل؛ حيث أمر الإسلام الرجل بالبحث عن المرأة ذات الدين ((فاظفر بذات الدِّين تَرِبت يداك))، وأمر أولياء المرأة أن يختاروا صاحب الدين ((إذا أتاكم مَن ترضون دينه وخُلقه فزوِّجوه)).وخاطب الإسلام الرجل والمرأة بالتكاليف الشرعية، وأمر برعاية المرأة، أختًا وبنتًا، وزوجة وأمًّا، ورحمًا تصان[8].

فقد كان في جزيرة العرب بعض العرب يئدون البنات وكان الرجل من العرب إذا ولدت له بنت وأراد أن يحميها ألبسها جبة من صوف أو شعر وتركها ترعى له الإبل والغنم في البادية، وإذا أراد أن يقتلها تركها حتى إذا بلغت السادسة من عمرها قال لامها زينيها حتى أذهب بها إلى أحمائها، وقد حفر لها بئرا في الصحراء، فإذا بلغ بها البئر قال لها: انظري إلى هذه البئر، فيدفعها من خلفها في البئر ثم يهيل على رأسها التراب حتى يستوي البئر بالأرض.([9])

إن ثقافة وأد البنات كانت هي الثقافة السائدة في تصور المجتمع نحو المرأة, ولم يجرأ أحد المصلحين قبل الإسلام التصدي لهذه الظاهرة السلبية, بل كانت تزداد تدهورا نحو الاسوء وانتشارا في أنحاء الجزيرة, ومن هذا المنطلق حرم الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز وأد البنات بقوله تعالى: وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ [10] ))

فضلا عن ذلك  أعاد الإسلام للمرأة حقوقها المسلوبة، فمنحها حق الحرية، وأن تبيع وتشتري لا أن تباع وتشترى، وأن ترث كما يرث الرجل، لا أن تورث كما كان الرجل يرثها مع مال أبيه, قال الله تعالى:  لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا [11])).

ثم بيَّن نصيب كل وارث من الرجال والنساء في آيات المواريث من هذه السورة  وهي مبنية على قاعدة لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ ([12]) من الآية العاشرة المفصلة في سائر الآيات، وحكمة جعل نصيب المرأة نصف نصيب الرجل أن الإسلام أوجب على الرجل أن ينفق على المرأة، فبهذا يكون نصيب المرأة مساويًا لنصيب الرجل تارة وزائدًا عليه تارة أخرى باختلاف الأحوال([13])

ثانيا: تعليم المرأة في الإسلام

لقد كان ظهور الإسلام مولدًا جديدًا للمرأة، وبعثًا لحياة جديدة، رأت فيها العزة والكرامة بعد القهر والإهانة التي عاشت في ظلمها مدة من الزمن، فلما كان اشتراك المرأة مع الرجل، على أساس المساواة التامة، في جميع المسؤوليات التي ينبغي أن ينهض بها المسلم كان على المرأة المسلمة أن تتعلم شؤون دينها ودنياها، كما يتعلم الرجل، وأن تسلك كل السبل المشروعة الممكنة إلى التسلح بسلاح العلم والوعي والتنبه إلى مكامن الكيد وأساليبه لدى أعداء الإنسانية الذين يتربصون بها، حتى تستطيع أن تنهض بالعهد الذي قطعته على نفسها وتنفذ عقد البيعة الذي في عنقها، وواضح أن المرأة لا تستطيع أن تنهض بشيء من هذا إذا كانت جاهلة بحقائق دينها غير منتبهة إلى أساليب الكيد الأجنبي من حولها,([14]) فكان تعليمها واجبا شرعيا, إذ لم يرد نص من القرآن أو السنة يحرم تعليم المرأة أو يفرض قيودا على تعليمها بل إننا نجده على العكس من ذلك حث على طلب العلم وجعله فريضة على كل مسلم. وكلمة ( مسلم) هنا يفهم منها الاستغراق أي تعني كل مسلم ويشمل الذكر والأنثى على السواء.([15])

  1. الإمام محمد عبده من المؤمنين الذي دعا بضرورة تعليم المرأة وتنوير عقلها وتحسين ظروفها الاجتماعية, واعتبر ذلك أمرا جوهرياً في برنامج النهوض بالمجتمع, وأيد آراءه ببيان مركز المرأة الممتاز في الإسلام([16]).
  2. ولم تتوقف صيحات التجدد والإصلاح, بنهاية القرن التاسع عشر بل امتدت إلى القرن العشرين بمجيء (قاسم أمين) الذي جدد دعوة كل من رفاعة الطهطاوي والأمام محمد عبده, ووسع نطاقها, ونشر كتابيه (تحرير المرأة ), و(المرأة الجديدة ), ودافع فيهما عن تعليم البنات وتحريرهن من رق الجهل مبيناً أن النساء والرجال في المجتمع شقان لا يتعارضان ونصفان متكاملان, وأن بقاء النساء في جهل معناه تعطيل لإنتاج نصف المجموع, بل للمجموع كله, وأن المرأة هي أم الرجل, وأم الجيل القادم بأكمله رجالاً ونساءً. كما دعا بشدة إلى الأخذ بأيدي النساء وإعدادهن ليشتغلن بالعلوم والفنون والآداب والتجارة والصناعة ,ومختلف الأعمال لينتجن بقدر ما يستهلكن, وليستطعن كسب معاشهن بدلا من بقائهن عالة على الرجال وليسهمن أيضا في ازدياد الثروة العامة لوطنهن.([17])

وكان أحمد لطفي السيد وهو مفكر وفيلسوف عربي رائد من رواد تحرير المرأة والداعين لضرورة تعليمها منذ صغرها, وإعدادها منذ نعومة أظافرها لأن تكون قبل كل شيء إنسانة حرة مستقلة, ذات مبادئ ثابتة وأخلاق حسنه([18])

المحور الثاني صعوبات التعلم

تعرف صعوبات التعلم بأنّها المشكلات التي تواجه الأطفال خلال فترة التعليم حيث تظهر عليهم صعوبة في العديد من العمليات المتعلقة بالتعلم كالفهم، والتفكير والإدراك والانتباه والقراءة، والنطق، والتهجي والقيام بالعمليات الحسابية، والكتابة، حيث تشمل صعوبات التعلم المعاقين عقلياً، والمضطربين في انفعالتهم، والذين يعانون من إعاقات في السمع والبصر.

أبرز صعوبات التعلم

  • صعوبة القراءة (الديسيليكا): هي عدم قدرة الفرد على القراءة، وتتمثل في البطء الشديد في القراءة والكتابة نتيجة عدم الدقة فيهما، ومواجهة الصعوبات في تهجئة الأحرف والكلمات، وأيضاً الصعوبات في فهم معاني الكلمات والجمل.
  • صعوبة الكتابة (ديسجرافيا): هي عدم قدرة الطالب من الكتابة وحتى مجرد التفكير بها.
  • توترات الفكير والتركيز: تنشأ مثل هذه الحالة نتيجة التشتت الذهني والتأثر بالعوامل الخارجية، مما ينتج عنها النشاط الزائد، والتهور، والتقلب العاطفي.
  • صعوبة الحساب (ديسكالكيولا): يواجه هذه المرحلة صعوبة بالغة في القيام بالعمليات الحسابية، نتيجة قلة الدراية والعلم بعلاقات الأرقام، والصعوبة في الإحساس السمعي أو البصري للأرقام.
  • صعوبة الحركة (ديسبراكسيا): يحدث نتيجة نقص في الاتزان بين أداء اليد والنظر، بالتالي عدم مقدرة الطفل على السيطرة في الحركات البسيطة من كتابة وتقطيع للكلمات، وكذلك الجري والقفز.

علاج صعوبات التعلم

هناك العديد من مسببات صعوبات التعلم، لذلك يجب أن يتناسب العلاج مع طبيعة الصعوبة التي يواجهها الطفل ومدى خطورتها وضررها عليه، فساهم المختصين بظفر العديد من الجهود لتربية الطفل من قبل الآباء والمدرسين وأطباء النفس؛ لتخفيف الآثار الناجمة عن صعوبات التعلم ومن هذه الطرق ما يأتي:

  • تفهم الوالدين للمشكلة: يقع على الوالدين مسؤولية تفهم طبيعة المشكلة التي يواجهها طفلهم، من خلال مساعدته على إنشاء برنامج علاجي له بعيداً عن أجواء التوتر والضغط النفسيين.
  • البرنامج التعليمي الخاص: يتم ذلك من خلال تصميم برنامج يناسب حالة الطفل بناءً على نوع الصعوبة التعليمية التي يواجهها، بالتعاون بين المختص نفسياً بحالة الطفل والمعلم والعائلة.
  • التشخيص المبكر: تتم هذه المرحلة تحت إشراف أخصائين نفسيين، ويساهم التشخيص المبكر على التعامل مع الحالة بصورة فضلى، وتبعد العديد من سوء الفهم.
  • التعاون المتبادل بين المدرسة والأسرة: تصميم برنامج علاجي لكافة النواحي التعليمية بالتعاون المتبادل بين العائلة والمدرسة، وذلك للتأثير في صعوبات التعلم الحياتية بشكلٍ عام[19].

المبحث الثالث معوقات تعليم الاناث في المناطق الريفية

في العصر الذي يشهد تطوراً علمياً كبيراً في العالم أجمع وما يقابله من سهولة الالتحاق بالمؤسسات التعليمية التي تحظى بإقبالاً واسعاً من كلا الجنسين -ذكوراً وإناثا- انطلاقاً من ضرورة وأهمية التعليم ودوره في بناء الفرد والمجتمع، من المؤسف حقاً ما يواجهنه عدد من الفتيات اليمنيات من معوقات وصعوبات أمام فكرة تعليمهن في ظل وجود بعض الأهالي -خصوصاً في المناطق الريفية- الذين يتفاوتون بين من يرفض فكرة تعلم وتعليم الفتاة، وبين من يكتفي بتعليمهن مراحل دراسية محددة فقط، ويعزى ذلك لوجود أسباب ومعوقات تقف حجرة عثرة أمام التحاق الفتاة بالتعليم وأهمها ما يلي:

  1. الفقر:ويقع الفقر على رأس قائمة الأسباب التي تعيق وتمنع تعليم الفتاة وخصوصاً عندما يكثر عدد الأولاد الذكور إلى جانب كثرة الإناث مما يجعل الأب أو ولي الأسرة لا يقدر على تحمل نفقات تعليم أولاده كلهم الذكور والإناث من التعليم ويكون مضطراً إلى حرمان الفتاة من التعليم مقابل اهتمامه وإصراره على تعليم أولاده الذكور وحرمانه للإناث من التعليم وتكثر هذه الظاهرة في الريف أكثر منها في الحضر نظراً لاحتياج الفتيات للقيام بالأعمال المنزلية والأعمال الزراعية أثناء مواسم الزراعة والحصاد. وعلى ما يبدو إن  ارتفاع نسبة الفقر نتيجة التحديات والحروب التي مرت على العراق ومازالت إلى حد ما إلى الوقت الحاضر اثر في العائلات وأدى إلى إخراج أبنائها من المدارس وإلحاقهم  بمهن  وأعمال قد لا تتناسب مع أعمارهم وصحتهم ووجدت منها ظاهرة عمل الأطفال ,وأن بعض أنواع هذه الأعمال قد يسبب أضراراً جسدية أو نفسية أو تعرضهم للموت ولولا الفقر والحاجة لكانت العائلات قد تركت بنائها للالتحاق بالمدارس.([20]) وكل هذه  الأوضاع أثرت في نسب الالتحاق والتسرب الدراسي, وعلى الرغم من أن التعليم في العراق مجاناً, إلا أن عوامل أخرى جعلت الأسر اقل اهتماماً بمردود التعليم  وبما يعنيه من مزايا اجتماعية([21]).
  2. قـلــة المؤسسات التعليمية وبعـد المسـافـة:تعد مشكلة قلة المؤسسات التعليمية واحدة من أهم المعوقات التي لا تواجه المرأة فحسب، بل والذكور أيضاً، تحديداً في المناطق الريفية حيث لا تتوفر المدارس والجامعات كما يجب، وكذلك عدداً من المدن التي لا تتوفر فيها الكثير من التخصصات المطلوبة، الأمر الذي يجبر من يرغب بالتعلم إلى الانتقال إلى مدن أو أماكن بعيدة، وبالتالي تشكل مشكلة المسافة عائقاً كبيراً أمام العملية التعليمية في تلك المناطق.
  3. التعليم المختلط :وتتمثل ظاهرة التعليم المختلط في مرحلتي التعليم الأساسي والثانوي ثم ما بعدها، وتفادياً للوقوع المحظور يضطر بعض الآباء إلى حرمان الفتاة من التعليم، أو يقتصر تعليمها وحصولها على شهادة التعليم الأساسي أو الثانوي، وتعد هذه الظاهرة أكثر انتشاراً وتوسعاً في الريف أكثر منها في الحضر نظراً لعدم وجود مدارس خاصة بتعليم الفتاة وكذلك لعدم وجود فصول أو قاعات خاصة بتعليمها في المدارس والجامعات المختلطة.
  4. 4.    -الزواج المبكــر:وهو الأكثر وقوعاً وفعالية في المجتمع العراقي على وجه الخصوص، فالزواج المبكر للفتاة الذي يتراوح بين سن ( 12 – 18) يؤدي إلى حرمان الفتاة من إكمال تعليمها نتيجة لزواجها المبكر حيث تصير ربة بيت في سن مبكر وتتحمل المسؤولية قبل أوانها، وأكثر ما تكون هذه الظاهرة أوسع انتشاراً في القرى الريفية.

لذا يعد الزواج المبكر هو نتيجة للعادات والتقاليد وهو في الوقت نفسه سبب في كثرة عدد الأطفال في الأسرة والذي ينتج عنه تدنى مستوى المعيشة وتعدد الواجبات المنزلية فمن الأهل من يعمل على التخلص من نفقات أبنته وذلك بأن يزوجها مبكراً حتى يتحمل زوجها حق الأنفاق عليها.([22])

ولذلك كثيراً ما نجد أن الفتاة عندما تتزوج مبكراً وتنجب أطفالاً وتأخذ دورها في تحمل مسؤولية أسرتها تترك تعليمها وتبتعد عنه ابتعاداً كلياً بسبب متطلبات حياتها الأسرية. وكذلك يعد تكليف بعض الأسر لبناتها للقيام ببعض الأعمال والنشاطات المنزلية والتي تشير إلى(مجموعة من الأعمال المتجانسة التي تتطلب مهارات متنوعة وأنواعاً مختلفة من النشاط)([23])

  • ضعف دور الدولة:حيث أن دور الدولة ضعيف في المساهمة في تدعيم عملية التعليم عموماً وتعليم الفتاه على وجه الخصوص، ويكمن ذلك في صعوبة الالتحاق بعدة مؤسسات تعليمية نظراً للشروط المعقدة أو الرسوم الباهظة، إضافة إلى عدم الرعاية أو الاهتمام  بالطلبة المتميزين، وضعف وجود مختصين في علم النفس والاجتماع يعملون في المدارس على حل كافة مشاكل الطلاب والطالبات خصوصاُ النفسية والاجتماعية، ومن ثم القيام بالتوجيه، إضافة إلى اكتشاف وصقل المواهب، وغيرها من الأمور التي تظهر ضعف دور الدولة في دعم وتشجيع العملية التعليمية.
  • ضعف الوازع الديني والوعي الثقافي:لقد حث الدين الإسلامي على التعليم وعدم التمييز في طلب العلم بين الرجل والمرأة، وجعل طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، بالإضافة إلى أن الدستور العراقي يضمن حق تكافؤ الفرص للجميع إناثاً وذكوراً بما فيها حق التعليم، بيد أن الجهل وضعف الوعي بأهمية التعليم لدى بعض المواطنين جعلهم ينظرون إلى أن تعليم الفتاة ليس بالضرورة،لأن عملها ينحصر في المنزل الذي كنتيجة حتمية لها مهما تعلمت. وتشمل هذه المعضلة كلاً من أولياء الأمور والفتيات، حيث أن بعض أولياء الأمور يفتقرون إلى الوعي الثقافي بل وحتى الديني بمكانة المرأة وأهمية تعليمها ودورها في بناء الأسرة والمتجمع بل والقصور في التربية الدينية القائمة على الحشمة وحسن الخلق، والتوعية بكافة أضرار العلاقات الغير مشروعة مع تعريف الفتاة بمكانتها وقيمتها الغالية، وبالتالي منحها الثقة لتعليمها، وكذلك ما يتوجب على الفتاة بأن تكون قدر تلك الثقة الممنوحة لها عبر لبس ثوب الأدب والحشمة والعفة والطهارة لأن خروجها عن هذا الإطار سيؤدي دون شك إلى حرمانها من التعليم.
  • المضايقات والمعاكسات:هناك ثمة معاكسات ومضايقات تتعرض لها الطالبات من قبل الطلاب أو غيرهم، وتمثل عائقاً كبيراً أمام الفتاة في ظل غياب الضوابط الأمنية الأخلاقية لذلك يرى بعض أولياء أن الحل الوحيد هو منع الفتاة من مواصلة التعليم.
  • العادات والتقاليد:ويكمن ذلك في القيود التي تفرضها العادات والتقاليد على المرأة الريفية في ظل غياب دور مجالس الآباء والأمهات في توعية المجتمع فهناك الكثير من العادات التي تبعد الفتاة عن الالتحاق بالتعليم كالانشغال بأعمال المنزل، أو رعي  المواشي بالإضافة إلى مشكلة معظم أفراد الأسرة – ذكور وإناث – ممن لم يكملوا تعليمهم فيكون موضوع تعليم الفتاة لا قيمة له بالنسبة إليهم لأن فاقد الشيء لا يعطيـه[24].

إذ يؤكد روبرت ميرتون على أن القيم الاجتماعية تساعد على ربط أجزاء البناء الاجتماعي وتحقيق الوظيفية الاجتماعية له بما تقوم به من ضبط للسلوك وتحقيق الامتثال للمجتمع وقواعد نظامه العام وهذا يعني أن مصدر القيم اجتماعي ثقافي يحدد الأهداف المقبولة اجتماعيا والبناء الاجتماعي ويحدد الوسائل الاجتماعية المقبولة لتحقيق ألأهداف فينظر روبرت ميرتون إلى القيم الاجتماعية من وجهة نظر وظيفتة ويلاحظ من رأيه أن للقيم الاجتماعية تأثيراً واضحاً على البناء الاجتماعي من خلال انعكاساتها ألاجتماعية فيصبح توظيف هذه القيم بمثابة الركن الأساسي للبناء ألاجتماعي إذ إن الناس في كل مجتمع لهم توجهات قيمية محددة يعززها نظام القيم السائد في مجتمعهم ويقصد بالتوجهات تلك الآراء والمواقف التي يتبناها الناس في كل مجتمع اتجاه العالم والكون وما فيه من ظواهر مادية ومعنوية أو التي تتضمن مغزى الحياة الإنسانية بصورة ظاهرة أو خفية أو الظروف التي يعيشها أفراد ذلك المجتمع في حياتهم اليومية.([25])

المبحث الرابع النتائج والتوصيات

اولا:النتائج:

  1. اثبتت الدراسة ان الفقر على رأس قائمة الأسباب التي تعيق وتمنع تعليم الفتاة وخصوصاً عندما يكثر عدد الأولاد الذكور إلى جانب كثرة الإناث مما يجعل الأب أو ولي الأسرة لا يقدر على تحمل نفقات تعليم.
  2. تبين من الدراسة ان قـلــة المؤسسات التعليمية وبعـد المسـافـة تعد مشكلة قلة المؤسسات التعليمية واحدة من أهم المعوقات التي لا تواجه المرأة فحسب، بل والذكور أيضاً، تحديداً في المناطق الريفية.
  3. اثبتت الدراسة ان التعليم المختلط في مرحلتي التعليم الأساسي والثانوي ثم ما بعدها، وتفادياً للوقوع المحظور يضطر بعض الآباء إلى حرمان الفتاة من التعليم، أو يقتصر تعليمها وحصولها على شهادة التعليم الأساسي.
  4. اثبتت الدراسة ان الزواج المبكــر وهو الأكثر وقوعاً وفعالية في المجتمع الريفي على وجه الخصوص فالزواج المبكر للفتاة الذي يتراوح بين سن ( 12 – 18) يؤدي إلى حرمان الفتاة من إكمال تعليمها.
  5. اثبتت الدراسة ان ضعف دور الدولة حيث أن دور الدولة ضعيف في المساهمة في تدعيم عملية التعليم عموماً وتعليم الفتاه على وجه الخصوص ويكمن ذلك في صعوبة الالتحاق بعدة مؤسسات تعليمية.
  6. اثبتت الدراسة ان المضايقات والمعاكسات هناك ثمة معاكسات ومضايقات تتعرض لها الطالبات من قبل الطلاب أو غيرهم، وتمثل عائقاً كبيراً أمام الفتاة في ظل غياب الضوابط الأمنية الأخلاقية.
  7. العادات والتقاليد:ويكمن ذلك في القيود التي تفرضها العادات والتقاليد على المرأة الريفية في ظل غياب دور مجالس الآباء والأمهات في توعية المجتمع فهناك الكثير من العادات التي تبعد الفتاة عن الالتحاق بالتعليم.
  8. ضعف الوازع الديني والوعي الثقافي:لقد حث الدين الإسلامي على التعليم وعدم التمييز في طلب العلم بين الرجل والمرأة، وجعل طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، بالإضافة إلى أن الدستور العراقي يضمن حق تكافؤ الفرص للجميع إناثاً وذكوراً بما فيها حق التعليم، بيد أن الجهل وضعف الوعي بأهمية التعليم لدى بعض المواطنين جعلهم ينظرون إلى أن تعليم الفتاة ليس بالضرورة.

ثانيا:التوصيات:

  1. أن تقوم وزارة العدل بدفع وزارة التربية لتطبيق المادة (21) من قانون رعاية الأحداث (76) لسنة 1983 ومتابعة تنفيذها   وتفعيله والعمل به .
  2. توفيـر مؤسسات تعليمية خاصة بالفتيات للحد من التعليم المختلط الذي يجبر بعض الأسر على حرمان الفتاة من التعليم خصوصاً في المناطق الريفية.
  3. مجانيـة التعليـم وتحمل كل النفقات والرسوم الدراسية لضمان تعلم وتعليم الفتاة والتحاقها بالتعليم وعلى ذلك يكون تعليم الفتاة فرضاً إلزامياً.
  4. دعم الأسر الفقيرة بكافة الوسائل التعليمية، والمستلزمات الدراسية مثل الكتب والدفاتر والمناهج وكذلك الأدوات والمستلزمات المدرسية.
  5. تعزيز دور الدولة في توعية الطلاب والطالبات والاهتمام بهم خصوصاً المتميزين والموهوبين منهم دون تفريق بين ذكر وأنثـى. إضافة إلى دعم وتشجيع العملية التعليمية، حيث يمكن للدولة أن تدعم التعليم وتسهل من إجراءاته خاصة للأسر ذات الدخل المحدود فمثلا يمكن أن تحفز الدولة الأسر على التعليم بوضع محفزات مثل من لدية أربعة أطفال تعفي اثنين منهم من الرسوم الدراسية بحيث يدفع لاثنين ويسمح للآخرين بالالتحاق بالتعليم مجانا.
  6. التوعية التربوية لأولياء الأمور لتحفيزهم على تعليم المرأة ومنحها الثقة لإكمال تعليمها في أي مؤسسة تعليمية بلا استثناء مع مراعاة دور الوالدين في تعميق التربية الدينية والمتابعة والتوعية للفتاة التي يتوجب عليها أيضاً الالتزام بالحشمة والعفة والطهارة.
  7. تفعيل عملية ردع المعاكسين للفتيات من قبل الجهات الأمنية ومشايخ ووجهاء المنطقة ومدراء المدارس.

المصادر والمراجع

  1. د.ابراهيم بن سعد ابونيان ، صعوبات التعلم طرق التدريس والاستراتيجيات المعرفية، قسم التربية الخاصة كلية التربية – جامعة الملك سعود بالرياض، الطبعة الثانية ،2015،ص18-22
  2. د-احمد محمد مخلف , معوقات الإشراف التربوي كما يراها المشرفون والمشرفات , مجلة الأستاذ , كلية التربية /ابن رشد , جامعة بغداد , العدد 53 ، 2005 , ص236.
  • محمد عبدالله محمد، معوقات أداء الأخصائي الاجتماعي في المؤسسة التربوية دراسة ميدانية في محافظة كركوك،رسالة ماجستير تقدم بها الى جامعة بغداد كلية الاداب غير منشورة،2007،ص6-8
  • د.إبراهيم مصطفى, وآخرون, المعجم الوسيط, ط6, دار الدعوة, القاهرة, 1994م, ج1, ص29.
  • سورة النساء:117
  • كاثرين بيرتيني, معجم قضايا تمايز الجنسين , برنامج الأغذية العالمي ,بكين , 1995 , ص16.
  •  
  • http://www.alukah.net/publications_competitions/0/55585/#ixzz5BWAIxHXW
  • حسين بن مسعود البغوي, معالم التنزيل في تفسير القرآن,ط4, دار طيبة للنشر والتوزيع, 1997م, ج5, ص25.
  • سورة التكوير:8-9
  • سورة النساء:7
  • سورة النساء: 11
  • محمد بهجت البيطار, نداء للجنس اللطيف, مجلة المنار, العدد32, ص352.
  • د. محّمد سَعيد رَمضان البوطي, السيرة النبوية مع موجز لتاريخ الخلافة الراشدة,ط25, دار الفكر, دمشق, 1426هـ, ص283.
  • مرتضى مطهري, محاضرات في الدين والاجتماع, دار مدين للنشر, قم, 2007م, ص101.
  • د. مجد الدين حنفي ناصف, تحرير المرأة في الإسلام, مطبعة أبي الهول, القاهرة, 1924م, ص36.
  • د.سامية حسن الساعاتي, علم اجتماع المرأة, ط1, دار الفكر العربي, القاهرة, 1999م, ص48.
  • mawdoo3.com › مبادئ التعليم
  1. د. عدنان ياسين مصطفى  , الفقر والمشكلات الاجتماعية, مجلة دراسات اجتماعية, بيت الحكمة, العدد 11, 2001, ص89.
  2. 20.                       – أنظر:د.كريم محمد حمزة, مشكلة الفقر وانعكاساتها الاجتماعية في العراق, بيت الحكمة, 2011م, ص44.
  3. جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، تعليم الفتاة، دراسة ميدانية عن تعليم الفتاة في مديرية طور الباحة محافظة لحج، 1989م، ص111.
  4. د. سامية مصطفي الخشاب, المرأة والعمل المنزلي, دراسة اجتماعيه ميدانية, مكتبة الأنجلو المصرية, مصر, 1983م, ص13.
  5. yaseros.blogspot.com/2013/09/blog-post.htmlموقع انترنيت.
  6. سحر عدنان شهاب القيسي، المعوقات الاجتماعية لتعليم المرأة وأثرها في في التنمية الاجتماعية، ص42-43.

[1] د.ابراهيم بن سعد ابونيان ، صعوبات التعلم طرق التدريس والاستراتيجيات المعرفية، قسم التربية الخاصة كلية التربية – جامعة الملك سعود بالرياض، الطبعة الثانية ،2015،ص18-2

[2]

[3] د-احمد محمد مخلف , معوقات الإشراف التربوي كما يراها المشرفون والمشرفات , مجلة الأستاذ , كلية التربية /ابن رشد , جامعة بغداد , العدد 53 ، 2005 , ص236.

[4] -محمد عبدالله محمد، معوقات أداء الأخصائي الاجتماعي في المؤسسة التربوية دراسة ميدانية في محافظة كركوك،رسالة ماجستير تقدم بها الى جامعة بغداد كلية الاداب غير منشورة،2007،ص6-8

[5]– د.إبراهيم مصطفى, وآخرون, المعجم الوسيط, ط6, دار الدعوة, القاهرة, 1994م, ج1, ص29.

[6]– سورة النساء:117

[7]– كاثرين بيرتيني, معجم قضايا تمايز الجنسين , برنامج الأغذية العالمي ,بكين , 1995 , ص16.

[8]http://www.alukah.net/publications_competitions/0/55585/#ixzz5BWAIxHXW

[9]حسين بن مسعود البغوي, معالم التنزيل في تفسير القرآن,ط4, دار طيبة للنشر والتوزيع, 1997م, ج5, ص25.

[10] سورة التكوير:8-9

[11]سورة النساء:7

[12]سورة النساء: 11

[13]محمد بهجت البيطار, نداء للجنس اللطيف, مجلة المنار, العدد32, ص352.

[14]د. محّمد سَعيد رَمضان البوطي, السيرة النبوية مع موجز لتاريخ الخلافة الراشدة,ط25, دار الفكر, دمشق, 1426هـ, ص283.

[15]مرتضى مطهري, محاضرات في الدين والاجتماع, دار مدين للنشر, قم, 2007م, ص101.

[16]د. مجد الدين حنفي ناصف, تحرير المرأة في الإسلام, مطبعة أبي الهول, القاهرة, 1924م, ص36.

[17]د.سامية حسن الساعاتي, علم اجتماع المرأة, ط1, دار الفكر العربي, القاهرة, 1999م, ص48.

[18]المصدر نفسه, ص140

[19]mawdoo3.com › مبادئ التعليم

[20] – د. عدنان ياسين مصطفى  , الفقر والمشكلات الاجتماعية, مجلة دراسات اجتماعية, بيت الحكمة, العدد 11, 2001, ص89.

[21]– أنظر:د.كريم محمد حمزة, مشكلة الفقر وانعكاساتها الاجتماعية في العراق, بيت الحكمة, 2011م, ص44.

[22] -جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، تعليم الفتاة، دراسة ميدانية عن تعليم الفتاة في مديرية طور الباحة محافظة لحج، 1989م، ص111.

[23]– د. سامية مصطفي الخشاب, المرأة والعمل المنزلي, دراسة اجتماعيه ميدانية, مكتبة الأنجلو المصرية, مصر, 1983م, ص13.

[24] – yaseros.blogspot.com/2013/09/blog-post.htmlموقع انترنيت.

[25] – سحر عدنان شهاب القيسي، المعوقات الاجتماعية لتعليم المرأة وأثرها في في التنمية الاجتماعية، ص42-43.

قيم ورقة العمل الأن

راجع ورقة العمل قبل التقييم

راجع ورقة العمل قبل التقييم

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتًا
التقيمات المضمنة
عرض كل التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا الأن
1
هل تحتاج الي مساعدة او نشر بحثك !
Scan the code
مجلة scp الماليزية
مرحبا
كيف استطيع مساعدتك !