العدد الرابعالمجلد الأول 2018

سيناريو اصلاحي نحو تحقيق التميز الأكاديمي في ضوء بعض التجارب

سيناريو اصلاحي نحو تحقيق التميز الأكاديمي في ضوء بعض التجارب

إعــــداد

د/ محمود عبد المجيد عساف

وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية

Massaf1000@hotmail.com

معرف الوثيقة الرقمي : 2018124

مقدمــــــــــــة:

مع تصاعد المنافسة، وتزايد المنافسين الجدد بأساليبهم ومنتجاتهم الجديدة في ظل العولمة والتقدم العلمي والتكنولوجي، لم يعد هناك ضمانة لأي ميزة تنافسية أن تستمر طولاً، ما لم تتم العمل على تطويرها وتحسينها باستمرار، وقد انقسم الباحثون في هذا المجال إلى فئتين هما:

الأولى / تبنت مدخل الميزة التنافسية طويلة الأمد على أساس أن العمل الاستراتيجي سيحقق استدامة الميزة التنافسية.

الثانية / فئة تبنت مدخلاً جدداً يقوم على أن الميزة التنافسية طويلة الأمد كانت ممكنة في الماضي، أما الآن وفي ظل الأسواق سريعة التغير، والمنافسة الفائقة فلا ضمانة لميزة تنافسية. (كورتل، 2011: 354).

ولما كانت غاية الإدارة في أي مؤسسة هي السعي إلى تحقيق حالة من التميز في جميع أعمالها وأنشطتها، وتحقيق نتائج غير مسبوقة تتفوق بها على منافسيها، بل على نفسها (نتائجها السابقة)، فإن ذلك لن يتم إلا من خلال التحسين المستمر والاستفادة من التجارب والممارسات العالمية، بالشكل الذي يجعل كل قرارات الإدارة تتصف بالتميز والجودة الفائقة (الهلالات، 2014: 25).

ولعل مؤسساتنا التعليمية اليوم بحاجة إلى تحسين أدائها والارتقاء بمستوى خدماتها، الذي لا يتم إلا من خلال التطوير التنظيمي والمستمر للعملية التعليمية، حيث لم يعد للمؤسسات سبيل إلا أن تتكيف وتتواءم مع هذه التطورات إذا أرادت لنفسها الاستمرار والتميز.

ولما كانت الجامعة من أهم المؤسسات التي أنشأتها المجتمعات على اختلاف مراحل تطورها، ذلك لأنها تؤثر تأثراً مباشراً في حياة الشعوب، مما تطلب سعياً حاداً من القائمين عليها، البحث عن سبل تطوير أدائها، من خلال تطبيق نظريات الإدارة الحديثة التي تعزز مكانتها وتسعى للارتقاء بها. جاء مصطلح التميز الأكاديمي منظور واسع يشمل التمكن من المعرفة سواء محتواها أو تحليلها أو تطبيقها، بالإضافة إلى امتلاك هارات إبداعية لاستخدام هذه المعرفة بكفاءة، في المستويات المختلفة. لذلك فغن تحقيق التميز الأكاديمي يتطلب قيادة تغيير تدرك التحديات وتقابلها بالتفكير العلمي، وردم الهوة بين المنتج ومتطلب سوق العمل،

في الوقت الذي أشارت فيه اللجنة العليا للتميز الأكاديمي في الولايات المتحدة إلى أن الطلاب في الجامعة يقفون أمام مفترق طرق إم الفشل الأكاديمي، أو بعض التفوق الأكاديمي، أو التميز الأكاديمي.

ولعل التوسع في التعليم العالي في محافظات غزة، والذي تضاعفت وتيرته خلال السنوات الأخيرة، يحتاج إلى التجويد بحثاً عن التميز لا التفوق لكي يؤدي رسالته التي وجد من أجلها، ليس في مجال التدريس فقط، وإنما في شتى مجالات العمل الجامعي، فالخبرة الدولية في هذا المجال متنوعة، سواء كانت على مستوى التدريس والبحث العلمي كما في جامعة ولاية بنسلفانيا، او الاعتماد الأكاديمي للبرامج كما في جامعة تكساس، أو الإدارة كما في جامعة روتجرز، أو الخدمات الطلابية كما في الجامعات الفرنسية والألمانية.

فبرزت العدد من النظريات الحديثة في مجال الجودة والتميز لتؤكد على أهمية تميز الأداء وقياسه، فكان لها أثراً إيجابيا في تطوير أسس ومعايير تساعد المؤسسات التعليمية على قياس أدائها، مثل أنموذج الهيئة الوطنية للاعتماد والجودة ف فلسطين AOAQ ووكالة ضمان الجودة في بريطانية QAA، ووكالة توكيد الجودة في مصر NQAAA، وأنموذج المؤسسة الأوروبية للجودة EFQM، لتمثيل معيارا ً موجهاً للمؤسسات التعليمية ومرشداً لها نحو تحقيق التميز (الدجني، 2011: 5).

وعليه فإن البحث عن التميز في التعليم العالي ليس طريقاً سهلاً في ظل التحديات التي تواجهه في الوضع المستقر، فما بالنا في التعليم العالي الفلسطيني الذي يواجه ظروفاً قسرية تجبره على البقاء والاستمرار، والتي تتطلب مراعاة تشكيل رؤية عن التميز والفهم الحقيقي لاحتياجات السوق العمل، والاعتراف بأهمية الموارد البشرية، وإعطاء أهمية أكبر للكفاءات بدلاً من الثقات.

مشكلة الورقــــة:

عطفا على ما سبق، تتحدد مشكلة الورقة في الإجابة عن الأسئلة التالية:

  1. ما مفهوم التميز الأكاديمي، والحاجة إليه؟
  2. ما الممارسات والتجارب الدولية التي استهدفت تحقيق التميز؟
  • ما السيناريو الإصلاحي نحو تحقيق التميز الأكاديمي في الجامعات الفلسطينية في ضوء بعض التجارب الدولية؟

أهداف الورقة:

تهدف الورقة الحالية إلى وضع سيناريو إصلاحي ليتحقق التميز الأكاديمي في الجامعات الفلسطينية في ضوء بعض التجارب الدولية التي اعتمدت التميز الأكاديمي كأساس لتحقيق التنافسية.

أهمية الورقة:

  • تكمن أهمية الورقة في أنها تبحث في موضوع التميز الذي يمثل بوصلة التوجهات الاستراتيجية لأي جامعة والمتمثلة في مجالات مختلفة مثل (البرامج الأكاديمية والبحثية، عمليات التدريس والتعلم الالكتروني، تطوير الهيئة التدريسية، توفير الخدمات والمرافق، إدارة المعرفة وخدمة المجتمع.
  • قد تقدم الورقة انطباعاً مستقبلياً بما ينبغي أن تتبعه جامعاتنا من استراتيجيات لتحقيق التميز الأكاديمي، وهو ما ينعكس على تطوير عوامل البيئة الداخلية والخارجية ومراعاة الجوانب الجوهرية والداعمة لتحقيقه.

مصطلحات الورقة:

  1. السيناريو الإصلاحي: 

يعرفه (الحوت، 2003: 17) بأنه: ” وصف لوضع مستقبلي ممكن أو محتمل أو مرغوب فيه، مع توضيح لملامح المسار أو المسارات التي يمكن أن تؤدي إلى هذا الوضع المستقبلي، وذلك انطلاقا من الوضع الراهن أو من الوضع الابتدائي.

  • التميز الأكاديمي: يعرفه (الدويري، 2009، 11) بأنه:” منظور واسع يقوم على التمكين من المعرفة سواء محتواها أو تطبيقها، بالإضافة إلى امتلاك مهارات إبداعية لاستخدام هذه المعرفة بكفاءة وشمولية لمجالات التدريس والمناهج وخدمات الطلاب والمشاركة والنمو المهني والشخصي للطلاب على اختلاف اهتماماتهم “

ويعرفه (السلاطين، 2011: 97) بأنه:” الجهود المؤسسية والتنظيمية التي يجب أن تراعي في خطط الجامعة الاستراتيجية والمستقبلية وذلك من أجل تحقيق جودة برامجها وأنشطتها المختلفة في التميز نحو البرامج المختلفة “

محاور الورقة:

أولا/ ماهية التميز الأكاديمي:

يمثل التميز نمط فكري وفلسفة إدارية تعتمد على منهج يرتبط بكيفية إنجاز نتائج ملموسة للجامعة لتحقيق الموازنة في إشباع احتياجات الأطراف كافة، سواء من أصحاب المصلحة (الطلبة – أعضاء هيئة التدريس) أو المجتمع ككل، في إطار ثقافة من التعلم والإبداع والتحسين المستمر.

وقبل الحديث عن التميز الأكاديمي في الجامعات تجدر الإشارة إلى ضرورة تفسير التميز بناء على ممارسة المؤسسات والجامعات، حيث أوضحت المنظمة الأوروبية للجودة(EFQM) أن مفهوم التميز يشير إلى المهارة في إدارة المؤسسة وتحقيق النتائج بناء على مجموعة من الممارسات الأساسية التي تشمل على: (التركيز على النتائج، الاهتمام بالعملاء، والقيادة وثبات الهدف، وإدارة العمليات، وإشراك الأفراد، والتحسين المستمر، والمنفعة المتبادلة، والمسؤولية المشتركة).

(Aldallal, 2005: 27)

أما على أساس تفوق المؤسسة على مثيلاتها، فإنه يعني تفاعل المؤسسة مع عناصر بيئتها الداخلية والخارجية، بما يقودها إلى التفرد والتفوق وتحقيق الميزة التنافسية على غيرها من المؤسسات الأخرى (الرشايدة، 2007: 11).

وكمدخل آخر لتفسير التميز على أساس الأداء الذي يفوق توقعات العملاء، فإنه يشير إلى مصلحة الجهود التي تبذلها الجامعة أو المؤسسة لتحديد توقعات العملاء عن الخدمات التي تؤديها من أجل التحسين والتطوير في الأداء لتقديم خدمة تفوق التوقعات وتجعل المؤسسة نموذجاً يحتذى به توفيق وآخرون،

(2008: 6)

ومن خلال الاطلاع على الأدب التربوي نجد أن معظم أهداف الجامعات وتوجهاتها الاستراتيجية تصب في حوض التميز الأكاديمي، لكن الاختلاف في مدى الالتزام والتطبيق، وامانة التوجه والمساءلة. وعليه يرى (القطب، 2008: 38) أن فلسفة التميز في التعليم الجامعي تتحدد في نشاط عقلي نقدي استشرافي منظم، يهدف إلى تحليل منظومة التعليم الجامعي ونقدها، وإعادة تنظيمها لتحقيق الاتساق والانسجام فيما بينها.

وهذا يبرر الحاجة إلى أن تتنبه الجامعات إلى تحقيق تميزها، وان تكون خطتها الاستراتيجية واضحة، من خلال مراعاة ثمانية تحديات: (Brent, 2005: 16)

  1. زيادة التقدير لعمل المؤسسة الجامعية.
  2. زيادة الفهم لاحتياجات سوق العمل.
  3. التكامل بين عمليات التقييم والتخطيط والتحسين.
  4. الاعتراف بأهمية كل فرد في المؤسسة.
  5. تخصيص اهتمام أكبر للمصادر والقيادة.
  6. تشكيل رؤية واقعية عن التميز.
  7. تحويل الجامعة إلى منظمة متعلمة.
  8. دفع عملية التعاون مع المجتمع والقطاع الخاص.

وتأسيساً على ما سبق، ترى المؤسسة الأوروبية للجودة (2013) أن هناك مجموعة من المفاهيم الأساسية للتميز، تتمثل في: (EFQM, 2013: 3)

  1. إضافة قيمة للمستفيدين/ من خلا فهم احتياجاتهم، واستباقها تلبية للتوقعات.
  2. تحقيق المستقبل المستدام/ بما يحقق التأثير الايجابي على من حولها من المؤسسات والأفراد.
  3. تطوير القدرة التنظيمية/ من خلال إدارة فعالة للتغيير داخل الجامعة وخارجها.
  4. تسخير الإبداع والابتكار/ من خلال توليد قيمة للمؤسسات المتميزة وزيادة مستوى الأداء من خلال التحسين المستمر والابتكار المنهجي عن طريق تسخير الإبداع من أصحاب المصلحة.
  5. القيادة مع الرؤية والنزاهة/ من خلال تشكيل قيادة قادرة على تشكيل المستقبل مع الالتزام بالقيم والأخلاق.
  6. إدارة مرنة/ تعترف بقدرات العاملين، قادرة على التحديد والاستجابة بفاعلية والاستفادة من الفرص والتهديدات.
  7. النجاح من خلال المواهب/ حيث يكون النجاح للمؤسسات المتميزة من خلال قيمة الموهوبين فيها وتوفير ثقافة التمكين.
  8. الحفاظ على نتائج متميزة/ تحقيق نتائج باهرة تلبي الاحتياجات على المدى القصير والطويل لجميع أصحاب المصلحة.

مداخل التميز الأكاديمي:

يرى بالدوين (Baldwin,2005) أن التميز الأكاديمي له ثلاثة مداخل، هي:

  1. إيجاد بيئة أكاديمية أكثر إبداعاً : وذلك بالتركيز على النواحي الأكاديمية والأكاديميين والتحرك لمستويات أعلى، من خلال الاجابة على مجموعة من الأسئلة منها:
  2. إذا رفعنا المستويات والتوقعات هل يختلف عن ذلك بعض الطلاب؟
  3. هل ترتفع النتائج مع ارتفاع المستويات؟
  4. هل تستبعد البيئة الأكاديمية المنتظمة الطلاب من ممارسة الأنشطة غير الصفية والخدمات؟Baldwin,2005: 16) )

وهذا يتطلب إيجاد خبرات تعليمية وتطويرها، ومقابلة التحديات، وما يحدث داخل القاعات والمعامل وكل الأماكن الأكاديمية.

  • إعادة تشكيل الثقافة الجامعية: ويمكن ذلك من خلال وجود ثقافة جامعية وأكاديمية داعمة مما يتطلب تنشيط العلاقة المتبادلة بين الجامعة والطلاب والكلية والإداريين لإيجاد مصادر لدعم الثقافة الجامعية، والإجابة عن التساؤلات التالية 🙁 كيوة،1427هـ: 371)
  • هل يمكن تغير الثقافة الجامعية؟
  • هل يستطيع هذا المدخل تكوين شخصية الطالب؟
  • هل تفقد الجامعة فرص التعلم من خلال الخدمات والأنشطة غير الصفية؟

ويتطلب هذا إعادة تشكيل الثقافة الطلابية ووجود تجارب غنية ومفيدة تراعي غرس أسس التنوع الثقافي، ومطالبة الطلاب بالمشاركة في الأنشطة التي تشجع على فهم الذات، وزيادة فرص الدراسة في الخارج من أجل اكتساب تجارب مفيدة، وتوفير الدعم لتطبيق الثقافات الالكترونية.

  • ترقية وتنمية شخصية وسمة التميز: وهذا ينطلق من أن الجامعة دور في ترقية شخصيتها الداخلية وسمعتها الخارجية في التميز، وهذان البعدان مرتبطان يتحققان من خلال تحسين البرامج، وطرق التدريس، وإيجاد فرص أكثر للطلاب، ودعم التعاون بين الجامعة والطلاب، والإجابة عن الأسئلة التالية:
  • هل يجب أن تكون السمعة هدفنا؟
  • هل ينبغي تحديد أنفسنا بالآخرين؟
  • أليست السمعة شيء يكتسب عبر الزمن؟

ويمكن تحقيق هذه المداخل من خلال:

المناهج والتعلمإعداد أعضاء هيئةالتطوير المهنيالقيادة الإداريةالتقييم والمحاسبيةالأنشطة والممارسات
يتم التفوق عندما تكون أهداف التعليم واضحة وتشترك المسؤولية والأداء.برامج تدعيم أعضاء هيئة التدريس وفق معايير اعتراف جودة عالية.من خلال التركيز والمتابعة والاستمرارية وتطبيق خصائص التحري النقدي على عملهم الخاص.مواجهة الأفكار التقليدية وتبني التعبير كأساس للتحول نحو التميز.متابعة موقع الجامعة التنافسي وعدم المحاباة في المحاسبة وبالمقابل المكافأة المجزية للمتميزين.من خلال التركيز على: مستوى التحدي الأكاديمي، والتعلم التعاوني الفعال، التفاعل بين الطلبة والأساتذة في المجال البحثي.

ثانيا/ بعض التجارب والممارسات العالمية في التميز الأكاديمي:

تبنيت العديد من الجامعات الدولية معايير ومؤشرات لأحداث التميز الأكاديمي، وفق خصوصية كل جامعة، ومن هذه الجامعات:

ربط البحث العلمي بالصناعة جامعتي (فودان – شنغهاي جياوتونج) الصينية
من الخطوات الرائدة التي اتبعتاها الجامعتين على المستوى الوطني في هذا المجال: وضع دائرة شاملة من البرامج الأكاديمية متكاملة بحيث تكون (العلوم في فودان – الهندسة في جامعة شنغهاي جياوتونج)إنشاء مركزاً طبياً في البحث الطبي والطاقة الإكلينيكية من خلال الاندماج مع الجامعة الطبية. التجنيد المفتوح لأعضاء هيئة التدريس من خلال وضع آليات تنافسية على مستوى الصين كلها.  تقديم الحوافز السخية لأعضاء هيئة التدريس حسب نظام الكميونات (الإنجازات السنوية).  (Zhang,2003: 71). استحداث وحدات إدارية مستقلة لإدارة نقل التكنولوجيا وسميت باسم (مكتب مشروع الجامعة) الذي يرتبط بمركز نقل التكنولوجيا في جامعة شنغهاي جياوتونج الذي يعتبر واحد من ستة مراكز في العالم تكون مهمته تكوين علاقات شراكة مع الشركات المختلفة مثل (فولكسفاجن، جنرال موتورز وغيرها) والبحث عن مصادر تمويل البحوث من الحكومات المحلية.  استحداث مكتب التسويق وإدارة المشروعات الجامعية في جامعة فودان مهمته تنمية نتائج البحوث وإدارة أصول العمليات والمشروعات، وتقديم الخدمات الضرورية للمشروعات. وهذا المكتب هو الممثل القانوني للجامعة في كافة المشروعات. يتولى المكتب إدارة (100) مشروع تقريباً تدر (80 مليون) ريممبي(كواي) أي ما يعادل (13) مليون دولار سنوياً على الجامعة ويعمل بها نحو 700 شخص أي نحو خمس أعضاء هيئة التدريس في الجامعة.  كما أنها تشرف على حاضنة لدعم مشروعات صغيرة أنشأها خريجو الجامعة حيث يعمل الكتب كرأسمالي للمشروع لتمويل المشروعات التي بقيت لمدة سنتين، أو ثلاثة، وذلك من خلال شركته الاستثمارية، وعندما تنضج تلك المشروعات وتصبح أعمالاً راسخة يباع بعضها لشركات أكبر وبعضها يذهب إلى الجمهور العام.  (Walcott, 2008: 28).
مجال التدريس والأبحاث (جامعة بنسلفانيا)مجال زيادة عدد البرامج (جامعة تكساس)
حيث تركز في سعيها نحو التميز والارتقاء على مجموعة من القيم والمبادئ، أهمها: (الريادة العلمية، البحث العلمي المميز، استخدام التكنولوجيا، تأمين المصادر المالية، توظيف التقنيات، الجودة في التدريس، تحفيز المواهب واستقطاب الكفاءات، التخطيط الأكاديمي المرتبط بالنفقات المالية، والتعليم المستمر) وذلك بهدف: تقدير مركز الجامعة التنافسي وترقيته كأحد مراكز البحث الرائدة.دعم الاستثمارات الاستراتيجية في برامج الدراسات العليا في (الآداب والعلوم).تعزيز شراكة الجامعة مع الحكومة والقطاع الخاص. (القطب، 2008: 88)حيث اعتمدت خطتها على أن يكون في نهاية (2015) في زيادة عدد البرامج المعترف بها عالمياً، من خلال: زيادة عدد قادة التميز.يطلب من كل كلية أن تتبنى وتحقق الاعتراف ببرنامج أو أكثر لتحسين مستوى التميز القومي.أن تعترف وتحدد مؤسسات لكل كلية لنشر معايير التميز.إيجاد روابط مع المجتمع.تطوير القدرة في إطار الرسالة لتلبية احتياجات المجتمع (السلاطين، 2014: 122).  
مجال التميز التنظيمي (جامعة روجرز)مجال البحوث وتنشيط التعليم (جامعة مانشستر)
تعتمد على أساس التحسين المبني على معايير مقننة مستندة إلى سبعة جوانب: وجود رؤية واضحة للقيم والخطط. تبني مداخل تخطيط جديدة. انتهاج مدخل واضح لتحديد الاحتياجات والتوقعات وجود طريقة واضحة لجمع المعلومات واستثمارها وجود نظام لتقييم مناخ العمل وأداء أعضاء هيئة التدريس دعم الكليات للمستويات العالمية في برامجها وخدماتها وجود سجل للإنجازات بمؤشرات مرتفعةسعت الجامعة في رسالتها التي قدمتها منذ عام 1996م إلى مواصلة التميز، عن طريق: تغيير مستويات الأداء لدعم الامتياز والشهرة. التوزيع الكافي لمصادر الجامعة الثلاثة: (البشرية، المالية، الممتلكات) واخضاعها لقابلية الرقي. تقوية الروابط بين مختلف التخصصات، ونماذج التعليم والتدريب. الوفاء بالالتزامات المدنية والمحلية. دعم إدارة الجودة في التنفيذ والانتاجية.
في تنظيم حوافز البرامج الأكاديمية (الجامعات السويدية)
حيث دعت الوكالة القومية للتعليم العالي لتطبيق الاعتراف بالتميز، وقد تم منح جوائز للبرامج الاكاديمية المميزة على مستوى (العلوم، الهندسة الميكانيكية) في أربعة مراكز، هي: (جامعة كالمرز، جامعة أوميا، جامعة لينكوبنج، المعهد الملكي للتكنولوجيا)، وذلك بعد التأكد من اتباعها لطرق متعددة في اكتساب مهارات ابداعية، تتمثل في: (فرق العمل، التقييم، مشاركة الطلاب في القرارات المتعلقة المناهج والبيئة التعليمية). ولعل أهم معايير التميز كانت المرتبطة باستخدام نتائج التقويم لتحسين المقررات والخدمات. (Magnus, 2008: 16)

ثالثا/ السيناريو الإصلاحي نحو تحقيق التميز الأكاديمي في الجامعات الفلسطينية في ضوء بعض التجارب الدولية:

ينطلق هذا السيناريو من افتراض يتجه إلى إصلاح الأوضاع القائمة، وليس تغيرها بشكل جذري، وذلك بهدف تعميق الايجابيات الموجودة بالفعل في الواقع، ويغلب على هذا الاتجاه الإصلاح الجزئي، ويتضمن تحسين الأوضاع الراهنة دون أن يؤدي إلى إعادة الهيكلة، مما يؤكد على وجود صراع بين اتجاه التطوير واتجاه بقاء الأوضاع على ما هي من اجل الاستقرار.

الافتراضات الأساسية للسيناريو الإصلاحي:

هناك عدة افتراضات يقوم عليها هذا السيناريو لتحقيق التميز في الجامعات الفلسطينية، أهمها:

  1. زيادة الاهتمام بالتميز كمفهوم أشمل، وليس التفوق فقط كنشاط مؤثر ضمن استراتيجية متكاملة للمنافسة.
  2. تحسين المناخ التنظيمي والثقافة التنظيمية التي تساعد على تحقيق التميز، وتدريب العاملين على العمل بروح الفريق الواحد.
  3. استمرار جهود التطوير للوصول إلى التميز.
  4. الاستفادة من التجارب الدولية في المجال
  5. من المتوقع أن تفرض التطورات المتسارعة الحاجة إلى تأسيس نظام للتميز، وتحقيق التنافسية على المستويات المختلفة.
  6. الاتجاه إلى دعم أثر برامج التدريب من خلال تطبيق أساليب أخرى لتنمية الموارد البشرية عن طريق ربط التدريب بزيادة الرواتب والحوافز.

التداعيات المحتملة للسيناريو الإصلاحي:

 من المتوقع أن يرتبط السيناريو الإصلاحي بحدوث عدة تداعيات مستقبلية، وتشتمل هذه التداعيات على ما يلي:

  • من المحتمل أن الإصلاح التدريجي (الذي لا يتسم بالعمق أو الشمول) لن يستطيع الوفاء بالقدرة على مسايرة التطورات المتسارعة في جميع المجالات.
  • من المتوقع إصلاح أساليب تحديد نوعية أعضاء هيئة التدريس وتطويرها.
  • احتمال تطوير إعداد وتصميم البرامج الأكاديمية وتطوير موضوعاتها بحيث يتناسب مع الثورة المعرفية.
  • من المتوقع أن تفرض التطورات السريعة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصال الانفتاح على العالم الخارجي والمجتمع المحيط.
  • من المتوقع أن تتعدد مبررات التحول في رؤية ورسالة الجامعة.

مبررات السيناريو الإصلاحي:

هناك عدة مبررات لوقوع السيناريو الإصلاحي الذي يعتمد على إحداث تطوير جزئي متدرج مع تجنب إحداث التطوير العميق القائم على جوانب إعادة الهيكلة للوضع القائم، وتتمثل مبررات حدوث هذا السيناريو فيما يلي:

  1. الاهتمام بتطوير القوانين والقواعد والإجراءات الإدارية دون تغيير الممارسات وذلك من أجل التكيف مع الظروف المتغيرة.
  2. وجود صراع مستقر بين أطراف تمثل مصالح متباينة أحدها يرغب في التطوير والإصلاح، والآخر يسعى للحفاظ على استمرار الوضع القائم.
  3. وجود محاولات لتطوير العمل بروح الفريق الواحد.
  4. منح أعضاء هيئة التدريس بعض الصلاحيات التنفيذية، والحرية الاكاديمية.
  5. الاهتمام بتطوير القواعد والقوانين والإجراءات الإدارية المنظمة لطبيعة النظرة إلى الطالب (مستفيد، أم مشارك)

في ضوء ما سبق يمكن تحديد مجالات عمل هذا السيناريو في مجموعة النقاط التالية:

في مجال البحث:

  1. وضع المعايير الأكاديمية التي تسمح بتحقيق مستويات أفضل من المرونة والتكامل في تسجيل رسائل الماجستير وإدخال تخصصات جديدة.
  2. دعم إعداد الرسائل العلمية في المجالات متعددة التخصصات والبحوث البينية وعلوم المستقبل لمواكبة التطورات على المستوى الدولي.
  3. دعم البعد التطبيقي للرسائل العلمية من خلال ربطها بمتطلبات البحث والتطوير بالمؤسسات الإنتاجية والخدمية.
  4. ربط البحوث العلمية التي تتم في إطار الدراسات العليا بمجلس البحث العلمي من ناحية، وبالمؤسسات الإنتاجية من ناحية أخرى.
  5. وضع النظم المثلى لتخصيص الموارد المالية للإنفاق على البحوث العلمية والتطبيقية التي يقوم بها طلبة الدراسات العليا.

في مجال التدريس والبيئة الجامعية:

مجال التدريس والبيئة الجامعية

التوصيات:

  1. التخطيط الجيد للأنشطة والقرارات ومشروعات العمل من قبل إدارة الجامعة بعيدا عن التدخلات الخارجية مثل (الأحزاب والتكتلات الطلابية).
    1. اعتماد تخطيط السيناريو المستقبلي للجامعة لتحقيق الفاعلية ويكشف الآراء والاتجاهات والميول المستقبلية نحو التميز.
  • التركيز عند إدارة الموارد البشرية على المخاطر بأثرها الإيجابي التي تحد من قدرة المؤسسة على استدامة الميزة التنافسية.
    • تبني الاستراتيجية القائمة على أساس الموارد؛ لأنها تعد من النظريات المهمة في تحقيق المزايا التنافسية.
    • التأكيد على أهمية امتلاك المؤسسات لموارد تتسم بالندرة بغض النظر عن التكلفة، لما لها من أهمية قصوى في تحقيق التميز.

قائــمــــــــة المراجــــــــــــع:

  1. توفيق، عبد الرحمن وآخرون (2008): التميز الإداري والفاعلية القيادية، مركز الخبرات المهنية، القاهرة.
  2. الحوت، محمد صبري (2003): فنيات التخطيط الإجرائي للتجديد التربوي، ورقة عمل مقدمة لورشة العمل الإقليمي في مجال التجديد التربوي، الفترة من 2-5 ديسمبر 2003، القاهرة.
  3. الدجني، إياد(2011): دور التخطيط الاستراتيجي في جودة الأداء المؤسسي، دراسة وصفية تحليلية في الجامعات الفلسطينية، رسالة دكتوراه، جامعة دمشق، سوريا.
  4. الدويرج، عبد الرحمن(2009): ثقافة التميز المؤسسي / الإطار النظري لإدارة الجودة الشاملة وبرامج التميز المؤسسي، مجلة الجودة، أكاديمية المعالي للتميز التربوي، الرياض.
  5. الرشايدة، نايل (2007): مفهوم الأداء المؤسسي المتميز لدى القادة التربويين في إقليم الجنوب، وبناء نموذج تقييمي، رسالة دكتوراه، الجامعة الأردنية، عمان.
  6. السلاطين، على (2011): تحقيق التميز الأكاديمي للجامعة في ضوء بعض الممارسات والتوجهات العالمية، مجلة جامعة دمشق للعلوم التربوية والنفسية، العدد (17)، ص 87-112.
  7. القطب، توفيق (2008): فلسفة التميز في التعليم الجامعي – تجارب عالمية، مجلة مستقبل التربية العربي، المجلد (14)، ع (50) ص (10-41).
  8. كورتل، فريد(2011): الجودة والتميز في منظمات الأعمال، مكتبة المجتمع العربي للنشر والتوزيع، عمان.
  • كيوة، جورج(1427هـ): نجاح الطالب في الجامعة، تهيئة الظروف المهمة، وزارة التربية والتعليم، ترجمة معين الإمام، مكتبة العبيكان.
  • هلالات، صالح(2014): إدارة التميز – الممارسة الحديثة في إدارة منظمات الأعمال، دار وائل للنشر، الأردن.

المراجع:

  1. Aldallal, Mohamed (2005): Performance evaluation using self – assessment approach and EFQM excellence model: The case of Abu Dhabi Police College, United Kingdom, University of Bradford.
  2. Baldwin, Joma and Others (2005): Collegiate life and Academic Excellence, University of Dayton center for leader ship in community.
  3. EFQQM(2013): An Overview of the EFQM Excellence Model. <www.efqm.org\en>
  4. Magnus, Johansson) 2008: (Center of Excellence in Higher Education, Swedish National Agency for Higher Education, Stockholm.
  5. Walcott, Susan (2008): Chinese Science and Technology Industrial Parks, Burlington, VT: Ashagate.
  6. Zhang, Jue (2003): The Development of High-Tech Enterprises in China’s Universities.

قيم البحث الأن

راجع البحث قبل التقييم

راجع البحث قبل التقييم

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !

مجلة رواد الإبداع

رواد الإبداع مجلةٌ (دوريّة ــ شهريّة ــ علميّة ــ محكّمة) تصدرعن مؤسسة البورد العالمية، تعنى بنشر البحوث فـي المجالات التربوية والتعليمية، وتهدف المجلة إلى إتاحة الفرصة للباحثين فـي جميع بلدان العالم لنشر إنتاجهم العلمي الذي يتصف بالأصالة والجدة فـي ‏‏مجال التعليم، ونشر نتائج دراساتهم التي لم يسبق نشرها ووصولها للمهتمين والمختصين في الوطن العربي مع الالتزام بأخلاقيات البحث العلمي، ‏والمنهجية ‏العلمية.‏

محمود عبد المجيد عساف

وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتًا
التقيمات المضمنة
عرض كل التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا الأن
1
هل تحتاج الي مساعدة او نشر بحثك !
Scan the code
مجلة scp الماليزية
مرحبا
كيف استطيع مساعدتك !