العدد السادسالمجلد الثاني 2019

الأسباب الداعية لورود مرويات أبي بكر الصديق- رضي الله عنه –

Why Abubaker Siddiq Narrated Sayings of the Prophet

بأشراف الأستاذ المشارك الدكتور محمد الحلواني

وبمساعدة الدكتور فؤاد بوالنعمة

ملخص البحث

الموضوع الذي نحن بصدد بيانه هو الأسباب الداعية لورود مرويات أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وأهمية هذا البحث تتلخص في بيان الأسباب الداعية لورود مروياته والاطلاع على عدد الأحاديث الصحيحة التي كانت لها سبب لورودها وفهم الصحيح منها حسب ورود أسبابها، وحمل نظيرها عليها على وجه صحيح ومشكلة البحث تنحصر في بيان أنواع تلك الأسباب الداعية لورود مروياته وهي: هل كان أبو بكر الصديق يحدث بغرض التحديث عن النبي صلى الله عليه

وسلم هكذا كما كان يفعل الصحابة؟ أم أنه كان لم يتصدر للتحديث وإنما كان جميع حديثه إنما هو عن سبب من الأسباب دعاه إلى هذا الأمر بمعنى تأتي حادثة معينة فيضطر إلى التحديث كما نقل عنه؟ وأهدافه تكمن في بيان الأسباب الداعية لورود مروياته، وهل كان يأتي بالرواية هكذا من نفسه من أجل غرض التبليغ أو أنه يضطر اليها بسبب من الأسباب؟ والمنهج الذي سلكته في كتابة هذا البحث هو المنهج الاستقرائي التحليلي، حيث تتبعت أسباب الداعيةلورود مروياته.

وأهم النتائج التي توصلت إليها في هذا البحث نموذجاً هي: بيان فهم الخطأ حول الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتصحيح الفهم من خلال مروياته وبيان موضع الذي يدفن النبي صلى الله عليه وسلم فيه، عند اختلاف الصحابة وبيان أحكام الزكاة ومقاديرها حين بعث أنس إلى البحرين. وبيان الفان والدجال.

Abstract

This research discusses reasons behind Abubaker Siddiq’s narration of Prophetic traditions. The importance of this paper lays in discussing reasons, mentioning Sayings narrated and evaluation of those Sayings in term of authenticity. Problem of the research focuses on verity of those Sayings narrated by Abubaker and tries to find out whether he narrated them as other companions of the Prophet did or he in general was not interested in narrating Sayings therefore, whatever Saying is narrated through him has been mentioned by him to address a real issue occurred at his time. The research aims to find answers to such questions and alike. The methodology adopted here is inductive analytical which was used to find out reasons of his Saying Narration. Among the most important findings of this paper are: explaining of misconception about Promotion of Virtue and Prevention of Vice and correcting such misconception, determining the place of the Prophet’s tomb when companions disagreed, and explaining issues related to Zakat when he sent Anas to Bahrain.

الكلمات المفتاحية:

الأحاديث الأسباب الواردة – مرويات – أبو بكر الصديق

Key words: Sayings, Reason of Narration, Narrated Sayings, Abubaker Siddiq

المقدمة:

الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور حمداً كثيراً طيباً مباركا وصلوات الله وسلامه على سدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم الذي بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده وعلى آله وصحبه وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد :

لقد من الله على المؤمنون إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم وأنزل إليهم أكمل دين، وأتم نعمته عليهم، وأخبر الله عزوجل في كتابه عن وظيفة الرسول صلى الله عليه وسلم بالنسبة للقرآن أنه مبين له، وموضح المقاصده وآياته حيث يقول: سبحانه وتعالى بالبيت والزبر وأنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (٤٤) سورة النحل.

ولقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يبين للناس أحكام القرآن و يعلمهم بالقول وبالفعل، و بالتقرير. كما قال الله سبحانه وتعالى: هُوَ الَّذي بعث في الْأُمِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ ايَتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَبَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لفي ضل مبين (۲) سورة الجمعة . فكان الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين يتلقون ويتعلمون القرآن و السنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم مشافهة و يلتزمون حدود أوامره ونواهيه و يتبعونه في كل أقواله وأفعاله – إلا ما علموا أنه خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم – وقد بلغ حرصهم على إتباع أقواله وأفعاله أن كانوا يفعلون ما يفعل و يتركون ما ترك دون أن يعلموا لذلك سبباً أو يسألوه عن علته أو حكمته، كما روى لنا أبو سعيد الخدري قال: بينما رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يصلي بأصحابه إذ خلع تعليه، فوضعهما عن يساره، فلما رأى ذلك القوم ألقوا نعالهم، فلما قضى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – صلاته قال: “ما حملكم على إلقائكم نعالكم ؟ ” قالوا : رأيناك ألقيت تعليك فألقينا نعالنا، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “إن جبريل عليه السلام أتاني فأخبرني أن فيهما قدرا” وقال: “إذا جاء أحدكم إلى المسجد فلينظر، فإن رأى في تعليه قذراً أو أذى فليمسحه وليصل فيهما (۱). وبعد وفات النبي صلى الله عليه وسلم كان الصحابة يهتمون بحفظ الأحاديث في صدورهم، وبأسباب وردها، حتى كان أحدهم يرحل في الحديث الواحد مسافة طويلة ليتثبت من حفظه، ويروونه لمن بعدهم. فكانوا مع حرصهم على تبليغ دين الله للأمة شديدي التحري والتثبت فيما يروونه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانوا لا يحدثون بشئ إلا وهم واثقون من صحته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يقبلون من الأخبار إلا ما عرفوا صحته وثبوته.

وكان من أجلهم وأفقههم الصحابي الجليل خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق رضي الله عنه، كان يتشدد في قبول الأخبار ويحتاط في ذلك أشد الاحتياط خوفاً من الوقوع في الخطأ والنسيان مما يؤدي إلى شبهة الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم من حيث لا يشعرون، وحفظاً للسنة النبوية وصيانتها من أن يشوبها شائبة من غيرها أو يتطرق إليها خطأ أو خلل، فكان يقلل الرواية عن الرسول صلى الله عليه وسلم ويثبت منها عند أخذها، ويحدر الناس من الأكثار فيها، فكان أبو بكر رضي الله عنه لا يقبل من أحد حديثاً إلا بشهادة غيره على أنه سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم من إخوانهم في الصحبة مهما بلغت درجاتهم. لأنه كان رضي الله عنه يتشدد في الرواية ونقل الأحاديث و قبولها خوفاً من الكذب والتقول على النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا هو من جنس ما كان يفعله عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا أخبره أحد بحديث فإنه يطلب منه شاهداً يوافقه على ذلك، ولا يعني ذلك عدم قبول الرواية، وإنما فيه زيادة التوثق، والتثبت في الرواية، وكذلك أن علياً رضي الله عنه قال: إذا حدثني أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم استحلفته، فإذا حلف لي صدقته، وحدثني أبو بكر وصدق أبو بكر رضي الله عنه يعني أن علياً لم يستحلفه، وهذا يدلنا على عظيم منزلة أبي بكر عند علي رضي الله عنه وعلو قدره وتعظيمه له، وهذا الذي فعله علي رضي الله عنه مع غيره من الصحابة من كونه يستحلف من حدثه منهم هو زيادة في التوثق، والتحري والتثبت في الرواية. فكان أبوبكر الصديق رضي الله عنه يروي الأحاديث إذا رأى حالة معينة تستدعي الرواية كما أشير إليها في هذا البحث.

ومرويانه رضي الله عنه مائة واثنان وأربعون حديثا كما قال النووي رحمه الله: روي للصديق رضي الله عنه، عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مائة واثنان وأربعون حديثا، اتفق البخاري ومسلم منها على ستة، وانفرد البخاري بأحد عشر، ومسلم بحديث، وسبب قلة رواياته مع تقدم صحبته وملازمته النبي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم أنه تقدمت وفاته قبل انتشار الأحاديث، واعتناء التابعين بسماعها وتحصيلها وحفظها (۲).

والحق إن المقصود من هذا البحث هو تأكيد الدعوة إلى السنة وضرورة الاهتداء بهدي السنة وفهم الصحيح منها حسب ورود أسبابها، وإنه ليس دعوة إلى حفظ السنة وقرائتها ونشرها فقط بل دعوة إلى فهم السنة فهماً صحيحاً حسب ورود أسبابها، لأن من الأحاديث لها سبب لورودها كما للآيات القرآنية سبب لنزولها. فعلى الأمة عموماً وعلى علمائها خاصة الاهتمام بحفظ الأسباب الواردة للأحاديث لكي يفقهوا فقهاً صحيحاً سليماً منها، ويحملوا نظيرها عليها على وجه صحيح.

مشكلة البحث:

ومشكلة هذا البحث تتخلص في بيان أنواع تلك الأسباب الداعية لورود مرويات أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وهل كان أبو بكر الصديق يحدث بغرض التحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم هكذا كما كان يفعل الصحابة؟ أم أنه كان لم يتصدر للتحديث وإنما كان جميع حديثه إنما هو عن سبب من الأسباب دعاه إلى هذا الأمر بمعنى تأتي حادثة معينة

فيضطر إلى التحديث كما نقل عنه؟ أو أنه ربما يبدأ ابتداء لأجل التبليغ الرواية والدعوة وليس فيه سبب معين؟

١- ما هي أنواع مرويات أبي بكر الصديق رضي الله عنه التي لها أسباب ورود؟

٢- ما هي أنواع أسباب هذا الورود؟

أهداف البحث:

وأهدافه تشير إلى:

۱ – بيان عدد الأحاديث التي رواه أبوبكر الصديق بسبب ورود.

۲- بيان أنواع الأسباب الداعية لورود مرويات أبي بكر الصديق رضي الله عنه حتى تكون عوناً للقارئ على فهم الصحيح منها، وحمل نظائرها عليها على وجه صحيح.

٣- بيان موضوع الأسباب الباعثة لورود مروياته رضي الله عنه، والإطلاع على ما تضمنته المرويات من أهداف وغايات.

أهمية البحث:

وأهمية هذا البحث هي في المادة التي اختاره الباحث حيث يوضح لنا الأسباب الداعية لورود مرويات أبي بكر الصديق رضي الله عنه رضي الله عنه، والاطلاع على عدد الأحاديث الصحيحة التي كانت لها سبب لورودها، وفهم الصحيح منها و حمل نظيرها عليها على وجه صحيح، وما ينتج عنها من ملازمة أبي بكر الصديق رضي الله عنه للنبي صلى الله و بارک عليه و امتثال أمره أكثر من غيره، إذا البحث في هذا الموضوع و معرفة مرويات أبي بكر الصديق رضي الله عنه رضي الله عنه، والأسباب الواردة لورودها من البحوث التي يستفاد منها فيعلم الحديث.

مصطلحات البحث

الأحاديث جمع مكسر، والحديث لغة: الجديد. ويجمع على أحاديث على خلاف القياس.

واصطلاحاً: ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة.

الأسباب الورود:

الأسباب: جمع سبب، والسبب في اللغة: ما يحصل الشيء عنده لا به. ومنه سمي الخيل سبباً.

وفي الاصطلاح ما يلزم من وجوده الوجود ومن عدمه العدم لذاته

الورود: مصدر، بمعنى الإتيان بالشيئ وهذا المصلح يستعمل لما يحدث شخص عن سبب معين.

وبعض المصطلحات المستخدمة في هذا البحث معروفة لدى الجميع فلا تحتاج إلى توضيح وبيان.

الدراسات السابقة:

هناك كتب ورسالات وبحوث كثيرة تتناول الأحاديث التي رواها أبو بكر الصديق رضي الله عنه رضي الله عنه، مثل:

1 – مسند أبي بكر الصديق للإمام أحمد بن علي المروزي، الذي جمع الأحاديث المروية عن أبو بكر الصديق رضي الله عنه ما أمكن الوقوف عليها وبلغ مجموعها ١٤٠ حديثاً.        

٢- مسند أبي بكر الصديق لأحمد بن حنبل رحمه الله الذي رواه ضمن مسنده وجملة الأحاديث بما فيها المكرر ٨١ حديثاً.

ولكن هذه الدراسات جميعاً لم تعالج مسئلة بيان الأسباب ورود مرويات أبي بكر الصديق رضي الله عنه رضي الله عنه، وأنا أريد في هذا البحث أن أعالج هذا الموضوع باختصار وبتوفيق الله.

فنطاق هذا البحث يعتبر نموذجاً جديداً محملاً بأهداف تامة.

منهج البحث:

والمنهج الذي سلكته في كتابة هذا البحث هو المنهج الاستقرائي والتحليلي، وذلك بتتبع مرويات أبي بكر الصديق رضي الله عنه رضي الله عنه، في كتب الستة والمسانيد وتحليل جميع مروياته التي لها سبب ورود وما ليس فيها، ودراسة الأحاديث التي لها سبب ورود وتصنيفها إلى أنواع الأسباب.

إجراءات البحث:

هذا البحث يلقي الضوء على بيان الأسباب الداعية والباعثة لورود مرويات أبي بكر الصديق رضي الله عنه – التي لها

أهمية كبيرة في التفسير ومعنى الصحيح في الحديث.

ففي هذا البحث قمت ببيان مرويات التي لها سبب لورودها أولاً، ثم بتحليلها ودراستها.

لقد ذكرت في المقدمة مشكلة البحث وأهدافه وأهميته، وفي التمهيد عن أسباب الداعية لورود الأحاديث والتحري والتثبت

في الرواية أبي بكر الصديق رضي الله عنه رضي الله عنه. ثم بدأت بكتابة أصل البحث بحول الله وقوته وبقدر ما استطعت أن أبحث

.في الخاتمة ذكرت فيها أهم النتائج التي توصلت إليها من خلال هذا البحث.

وإليك هذه الأسباب الداعية لورود مرويات أبي بكر الصديق رضي الله عنه:

الحديث الأول:

أخرج أبو داوود في سننه فقال: حَدَّثَنَا وَهَبُ بْن بَقِيَّة، عَنْ خَالِدٍ، ح وحدثنا عمرو بن عَوْنٍ، أَخْبَرَنَا هُشَيْمُ، الْمَعْنَى، عن إسماعيل، عن قيس، قال: قال أبو بكر: بعد أن حمد الله، وأنتى عَلَيْهِ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ تَقْرَءُونَ هَذِهِ الْآيَةَ، وَ تَضَعُونَهَا على غير مواضعها : قال تعالى: يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُم من ضل إذا أهتديتم إلى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (١٠٥) سورة المائدة (۳) قَالَ: عَنْ خَالِدٍ، وَإِنَّا سَمِعْنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: « إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوْا الظالم فَلَمْ يَأْخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ، أَوشك أن يَعْتَهُمُ اللهُ بِعِقَابِ وَ قَالَ عَمْرُو عَن هُشَيْمٍ، وَ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَا مِنْ قَوْمٍ يُعْمَلُ فِيهِمْ بِالمَعَاصِي، ثُمَّ يَقْدِرُونَ عَلَى أنْ يُغَيِّرُوا، ثُمَّ لَا يُغيِّرُوا، إِلَّا يُوشِكُ أَنْ يَعْمَهُمُ اللَّهُ مِنْهُ بِعِقاب (٥)».

قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَرَوَاهُ كَمَا قَالَ خالد أبو أسامة: وجماعة، وقال شُعْبَهُ فِيهِ: «مَا مِنْ قَوْمٍ يُعْمَلُ فِيهِمْ بِالْمَعَاصِي هُمْ أَكْثَرُ مِمَّنْ يَعْمَلُهُ».

إِنَّ هذا الحديث له شأن وسبب ولكن السبب الرئيسي في روايته هو : حين ما رأى أبو بكر الصديق رضي الله عنه أن من الناس يقرؤون هذه الآية { عليْكُمْ أَنفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ من ضَلَّ إِذا الهَتَدَيْتُمْ } [المائدة : ١٠٥]. ويفهمونها على غير ما أراد

الله في كتابه، ويتوهمون أن من فعل ما أمر به وترك ما نهي عنه في نفسه أن لا حرج عليه في عدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولكن أبا بكر رضي الله عنه بين لهم أن هذا خطأ وليس المقصود بالآية ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإنما المقصود بها الإتيان بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما أمر الله تعالى، وأنهم إذا تركوا الأمر والنهي فإنه يوشك أن يعمهم العقاب بسبب المعاصي، فكان هو السبب لرواية هذا الحديث.

خاف الصديق أن يتأول الناس الآية غير تأويلها فيدعوهم إلى ترك الأمر بالمعروف فأعلمهم أنها ليست كذلك وأن الذي أذن في الإمساك عن تغييره عن المنكر هو الشرك الذي ينطق به المعاهدون من أجل أنهم يتدينون به وقد صولحوا عليه فأما الفسوق والعصيان والريب من أهل الإسلام فلا يدخل فيه (٦).

وإذا كان كذلك فما كلف به الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فإذا فعله ولم يمتثل المخاطب فلا عتب بعد ذلك على الفاعل لكونه أدى ما عليه. أما إذا كان الذين لا يعملون المعاصي أكثر من الذين يعملونها فلم يمنعوهم عنها؛ عنهم العذاب لأنهم كانوا قادرين على تغيير المنكر غالباً ولكن لم يغيروه، فتركهم له رضى به (۷).

والحديث يشير إلى أن بعض الناس يفهمون من الكتاب والسنة فهماً ومعنى غير ما أراده الله ورسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولابد من عالم راسخ رباني أن يبين للناس ما نزل الله من الكتاب وما بين رسوله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من كتاب الله، لثلا يعملون على خلاف كتاب الله ولا سنة رسوله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم. وإذا رأى الناس قوماً أو شخصاً يعمل منكراً، فعليهم إن كانوا قادرين أن يتصدوا للذين يعملون المنكر، ويغيرونه، حتى لا يعتهم عذاب الله وسخطه وعقابه، كما ورت الآية وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيين الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خاصةً وَاعْلَمُوا أن الله شديد العقاب (٢٥) سورة الانفال.

وإن الناس المطيقين لإزالة المنكر مع سلامة العافية إذا رأوا الظالم أي علموا ظلمه وفسقه وعصيانه «فلم يأخذوا على يديه» أي لم يكفوه عن الظلم بقول أو فعل أي لم يمنعوه عن ظلمه مع القدرة على منعه أوشك أن يعمهم الله بعقاب

منه أن يعمهم الله بعقاب منه أي بنوع من العذاب، إما في الدنيا أو الآخرة أو فيهما لتضييع فرض الله بلا عذر.

الحديث الثاني:

أخرج مسلم في صحيحه قال: حدثني محمد بن رَافِعٍ، أخبرنا حُجَيْنٌ، حَدَّثَنَا لَيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بن الزبير، عَنْ عَائِشَة، أنها أخبرته، أن فاطمة بنت رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْسَلَتْ إلى أبي بكر الصديق تسأله ميزانُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بما أقاءَ اللهُ عَلَيْهِ بِالْمَدِينَةِ، وَقَدَكَ، وَمَا بَقِيَ مِنْ مُخمس خيير، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَا نُورَتُ مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ، إِنَّمَا يَأْكُلُ آل مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا الْمَالِ»، وَإِنِّي وَاللَّهِ لَا أُغَيْرُ شَيْئًا مِنْ صَدَقَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ حَالِهَا الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهَا فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَأَعْمَلَنَّ فِيهَا بِمَا عَمِلَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَبَى أَبُو بَكْرٍ أَنْ يَدْفَعَ إِلَى فَاطِمَةَ شَيْئًا. (۸)

إن لهذا الحديث قصة مشهورة وهي: لما تولي رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلت إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه تسأله ميراثها و نصيبها مما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر.

وفدك، فأبي أبو بكر عليها ذلك، وفي رواية إن فاطمة والعباس أتيا أبا بكر يلتمسان ميراثهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم

، وهما حينئذ يطلبان أرضه من فدك، وسهمه من خيبر، فقال لهما أبو بكر رضي الله عنه: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: لا نورث ما تركنا صدقة، إنما يأكل آل محمد صلى الله عليه وسلم في هذا المال، فكان هو السبب الرواية هذا الحديث.

فإن فاطمة رضي الله عنه طلبت من أبي بكر بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ميراث أبيها، وذهبت إليه، لأخذ ميراثها، فلم يعطها أبوبكر ميراث أبيها، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا نورث ما تركنا صدقة.

ثم قال أبو بكر رضي الله عنه وإني والله لا أدع أمراً رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنعه فيه إلا صنعته، إني أخشى إن تركت شيئاً من أمره أن أزيغ.

فهذا الحديث يدل على أن الأنبياء لا يورثون، فلا يورث عنهم المال؛ بل ما يتركونه يكون صدقة يصرف للمستحقين له، لأنهم ما جاءوا الجمع المال وتوريثه لأقربائهم، وإنما جاءوا بالحق والهدى لهداية البشر، وإخراجهم من الظلمات إلى النور، فهذا هو ميراثهم.

وقوله: إنما يأكل آل محمد من هذا المال يعني: أنهم ينفق عليهم من هذا المال الذي هو الخمس والفيء الذي يفيء الله عز وجل.

ثم قال أبوبكر: أنه لا يغير شيئاً كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل ينفق على آل محمد من هذا المال والباقي يصرفه في سبيل الله كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل.

وأنه هو الذي يقوم بها كما كان يقوم بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعني أنه ينفق على نفسه منها، وكذلك ينفق منها على أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويصرف الباقي في مصالح المسلمين.

الحديث الثالث:

أخرج الترمذي في سننه قال: حدثنا أبو كريب قال: حدثنا أبو معاوية، عَنْ عَبْدِ الرحمن بن أبي بكر، عن ابن أبي مليكة، عن عَائِشَة، قَالَتْ: لَمَّا قبض رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اختلفوا في دَفْنِهِ، فقال أبو بكرٍ : سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا مَا نَسِيتُهُ، قَالَ: « مَا قَبَضَ الله نَبِيًّا إلا في الموضع الذي يُحِبُّ أن يُدْفَنَ فِيهِ»، ادْفِنُوهُ فِي مَوْضِعِ فِرَاشِهِ(۹):

وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وعبد الرحمن بن أبي بكر المليكي يضعف من قبل حفظه، وقد روي هذا الحديث من

غير هذا الوجه، فرواه ابن عباس، عن أبي بكر الصديق، عن النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً.

و سبب ورود هذه الرواية أنه لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة، وفرغوا من جهازه، وضعوا على سريره في بيته، ثم دخل الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلون عليه، ولم يؤم الناس على رسول الله صلى الله عليه

وسلم أحد. ثم اختلف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في المكان الذي يحفر له ويقبرون، فقال بعضهم: يدفن في مسجده. وقال بعضهم يدفن مع أصحابه فقال أبو بكر: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما قبض إلا دفن حيث يقبض قال فرفعوا فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي توفي عليه فحفروا له، ثم دفن صلى الله عليه وسلم. فيرجع سبب الرواية إلى هذه الاختلاف.

وقوله «اختلفوا في دقيه» أي في موضع دفنه فقال بعضهم يدفن بمكة وقال الآخرون بالمدينة في البقيع. وقَوْلُهُ مَا قَبَضَ الله نبييًّا إِلَّا فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي يُحِبُّ أن يُدفن فيه» إكراماً له حيث لم يفعل به إلا ما يحبه ولا ينافيه كراهة الدفن في البيوت لأن من خصائص الأنبياء أنهم يدفنون حيث يموتون (۱۰).

الحديث الرابع:

أخرج الإمام المروزي في مسند أبي بكر الصديق رضي الله عنه، قال: حدثنا أحمدُ بن عَلِي قَالَ: نَا الدَّوْرَقِي قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن كثيرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بن شوذب ، عن أبي النياح ، عَنِ المُغيرة بن شبيعٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ قَالَ: ” مرضَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ثُمَّ كُشِرَ عَنْهُ فَصَلَّى بِالنَّاسِ ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِمْ بِوَجْهِهِ فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: إِنَّا لَمْ تَأْلُ بِكُم خيرا ، إِني سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: يَخْرُجُ الدَّجَّالُ ۱۱ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ مِنْ أَرْضِ يُقَالُ لَهَا الحراسان معه قوم كان وجُوهَهُمْ كَالْمَجَانِ ١٢ ١٣٠

و سبب ورود هذه الرواية أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه حين ما مرض مرض موته فسري عنه، فصلى بالناس، ثم أقبل عليهم بوجهه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إنا لم نأل بكم خيراً، وما أردنا إلا الخير لكم،

فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يخرج الدجال من قبل المشرق. فكان هذا هو السبب الرئيسي في رواية هذا الحديث.

وإن الدجال يخرج من خراسان وهي بلاد معروفة، و هو من أكبر الفان الذي حذر كل من الأنبياء أمته منه، و خروجه من علامات الساعة، و له قوة لم ير الإنسان مثلها، وليس من بلد و لا قرية و لا مكان من الأرض غير المكة والمدينة و بيت المقدس إلا يطأه الدجال، كما قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ

صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَيْسَ مِنْ بَلَدٍ إِلَّا سَيَطَاهُ الدَّجال، إلا مكة، والمدينة، لَيْسَ لَهُ مِنْ نِقَائِهَا نَقْبٌ، إِلَّا عَلَيْهِ الملائكة صافين يحرسونها، ثم ترجف المدينة بأهلها ثلاث رجقاتٍ، فَيُخرج الله كُلَّ كَافِرٍ وَ مُنَافِقِ (١٤)».

والذين لا يخرجون من المدينة والمكة، هم المؤمنون الذين في أمن تام من الدجال وشره. وأما بيت المقدس (إيلياء): ففيها المجاهدون الذين يدافعون عن بيت المقدس، وعن حريم الإسلام ويجاهدون الإعلاء كلمة الله، المانعون عن أهل الإسلام صولة أعداء الله، ويمنعون من أن يدخل الدجال إلى بيت المقدس، فيحاصر هم الدجال في بيت المقدس (إيلياء) (١٥).

ومن الناس في غير هذه البلاد المكة والمدينة وبيت المقدس يفرون بدينهم من الدجال وفتنته وشره إلى الجبال، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَيَفِرنَّ النَّاسُ مِنَ الدَّجال في الجبال (١٦) أي يفرون بدينهم من الدجال وفتنته إلى شغف الجبال ومواقع القطر، حتى لا يصل إليهم يد هذا الطاغية.

ويتبعه أقوام كثيرون ومن الذين يتبعونه يهود إصبهان وهم سبعون ألفاً كما: قَالَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَتْبَعُ الدجال من يهود أصبهان، سبعون ألفا عَلَيْهِمُ الطيالسة (۱۷)». وكذلك يتبعه أقوام وجوههم عريضة ووجناتهم مرتفعة، ويتبعه النساء كذلك وقوله: «كأن وجوههم المجان»: والمعنى أن وجوههم عريضة، ووجناتهم مرتفعة كالمجنة، وهذا الوصف إنما يوجد في طائفة الترك والأزبك ماوراء النهر، ولعلهم يأتون إلى الدجال في خراسان، كما يشير إليه قوله: يتبعه، أو يكونون حينئذ موجودين في خراسان (۱۸).

الحديث الخامس:

أخرج أحمد في مسنده: قال: حدثنا أبو كامل، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَة، قَالَ: أَخَذْتُ هذا الكِتَابَ مِنْ تُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أنس، عن أنس بن مالك: أن أبا بكر كتب لهُمْ: إِنَّ هَذِهِ فَرَائِضُ الصَّدَقَةِ الَّتِي قَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، التي أمر الله عَزَّ وَجَلَّ بِمَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَنْ سُئِلَهَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى وَجْهِهَا فَلْيُعْطِهَا، وَمَنْ سُئِلَ فَوْقَ ذَلِكَ فَلَا يُعْطِهِ : ” فِيمَا دُونَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ مِنَ الْإِيلِ فَفِي كُلِّ خَمْس ذَوْدٍ ۱۹ شَاةٌ، فَإِذَا بَلَغَتْ خَمْسًا وَعِشْرِينَ فَفِيهَا ابْنَةُ مَخاض ۲۰ إلى خمس وثلاثين، فإن لَم تَكُنِ ابْنَهُ مَخَاضٍ فَابْنُ لَبُونٍ ۲۱ ذَكَرُ، فَإِذَا بَلَغَتْ سِنَّةٌ وَثَلاثِينَ فَفِيهَا ابْنَةُ لَبُونٍ إِلَى خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ، فَإِذَا بَلَغَتْ سِتَّةَ وَأَرْبَعِينَ فَفِيهَا حِقَّة ٢٢ طَرُوقَةُ الفَحْلِ إِلَى سِنِينَ، فَإِذَا بَلَغَتْ إِحْدَى

وَسِيِّينَ فَفِيهَا جَذَعَةٌ ٢٣ إِلَى خَمْسٍ وَسَبْعِينَ، فَإِذَا بَلَغَتْ سِتَّة وَسَبْعِينَ فَفِيهَا بِننَا لَبُونٍ إِلَى يَسْعِينَ، فَإِذَا بَلَغَتْ إِحْدَى وَتِسْعِينَ فَفِيهَا حِقَّتَانِ طَرُوقَتا ٢٤ الفخل إلى عشرين ومالةٍ، فَإِنْ زَادَتْ عَلَى عِشْرِينَ وَمِالَةٍ فَفِي كُلِّ أَرْبَعِينَ ابْنَهُ لَبُونٍ، وَفِي كل خَمْسِينَ حِقَّةٌ، فَإِذَا تَبَايَنَ أَسْنانُ الإبل في فرائِضِ الصَّدَقَاتِ، فَمَنْ بَلَغَتْ عِنْدَهُ صَدَقَهُ الْجَدْعَةِ وَلَيْسَتْ عِنْدَهُ جَدْعَةٌ

وَعِنْدَهُ حِقَّهُ فَإِنَّهَا تُقْبَلُ مِنْهُ، وَيُجْعَلُ مَعَها شَاتَيْنِ إِنِ اسْتَيْسَرَنَا لَهُ، أَوْ عِشْرِينَ دِرْهَما.

ومن بلغت عِنْدَهُ صَدَقَةُ الحقَّةِ وَلَيْسَتْ عِنْدَهُ إِلَّا جَدْعَةٌ فَإِنَّهَا تُقْبَلُ مِنْهُ، وَيُعْطِيهِ الْمُصَدِّقُ عِشْرِينَ دِرْهَمَا أَوْ شَاتَيْنِ، وَمَنْ بلغت عِنْدَهُ صَدَقَةُ الحقَّةِ وَلَيْسَتْ عِندَهُ وَعِنْدَهُ بنت لبون، فَإِنَّهَا تُقْبَلُ مِنْهُ، وَيَجْعَلُ مَعَهَا شَاتَيْنِ إِنِ اسْتَيْسَرَنَا لَهُ، أَوْ عِشْرِينَ درهما.

وَمَنْ بَلَغَتْ عِنْدَهُ صَدَقَهُ البنة ليون وليست عِندَهُ إِلا حقة فإنها تُقبَلُ مِنْهُ، وَيُعْطِيهِ الْمُصَدِّقُ عِشْرِينَ دِرْهَمَا أَوْ شَاتَيْنِ، وَمَنْ بلغت عِنْدَة صدقة البنة ليون، وليست عنده ابنه ليون، وعِنْدَهُ الله مخاض، فَإِنَّمَا تُقبَلُ مِنْهُ، وَيَجْعَلُ مَعَهَا شَاتَيْنِ إِنِ اسْتَيْسَرَنَا لَهُ، أَوْ عِشْرِينَ دِرْهَما

وَمَنْ بَلَغَتْ صَدَقتُهُ بنت مخاض وليسَ عِنْدَهُ إِلَّا ابن ليون ذكر فَإِنَّهُ يُقبَلُ مِنْهُ وَلَيْسَ مَعَهُ شَيْءٌ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ إِلَّا أَرْبَعُ من الإبل، فَلَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبُّهَا.

وفي صَدَقَةِ الْغَنَمِ فِي سَائِمَتِهَا ٢٥ إِذَا كَانَتْ أَرْبَعِينَ، فَفِيهَا شَاةٌ إِلَى عِشْرِينَ وَمِالَةٍ، فَإِذا زَادَتْ فَفِيهَا شَاتَانِ إِلَى مِالَتَيْنِ، فَإِذَا زَادَتْ وَاحِدَةٌ، فَفِيهَا ثَلَاثُ شِيَاءٍ إِلَى ثَلاثِ مِائَةٍ، فَإِذَا زَادَتْ، فَفِي كُلِّ مِالَةٍ شاء، ولا تُؤْخَذُ فِي الصَّدَقَةِ هَرمَةٌ وَلَا ذَاتُ

غوار ٢٦ ولا تيس إِلَّا أَن يَشَاءَ الْمُتَصَدِّقُ، وَلا يُجمع بين متفرق، ولا يُفَرَّقُ بَيْنَ مُجْتَمِعٍ خَشْيَةَ الصَّدَقَةِ، وَمَا كَانَ مِنْ خَلِيطَيْنِ فَإِنَّمَا يَتَرَاجَعَانِ بَيْنَهُمَا بِالسَّوِيَّةِ، وَإِذَا كَانَتْ سَائِمَةُ الرَّجُلِ نَاقِصَهُ مِنْ أَرْبَعِينَ شَاةً وَاحِدَةً، فَلَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ إِلَّا أَنْ يشَاء رَبُّها.

وفي الرقة ربع العشر، فإذا لم يكن المالُ إلَّا تِسْعِينَ وَمالَة دِرْهَم فَلَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبُّهَا (۲۷). والسبب لرواية هذا الحديث، أن أبا بكر الصديق كتب الأنس كتاباً حين بعثه ووجهه إلى البحرين، وبين فيه حكم الزكاة ومقاديرها، فما جاء فيه: هذه فريضة الصدقة، التي فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم على المسلمين التي أمر الله بها

ورسوله، فمن سئلها من المسلمين على وجهها فليعطها، ومن سئل فوق ذلك فلا يعطه، فما بعث به أبوبكر أنساً إلى

البحرين بجمع الصدقات، وبيانه له حكم الزكاة.

قوله في الحديث: ” ولا يجمع بين متفرق “، قال السندي: هو عند الجمهور على النهي، لا ينبغي المالكين يجب على مال كل منهما صدقة وما لهما متفرق بأن يكون لكل منهما أربعون شاء، فتجب في مال كل شاة واحدة أن يجمعا عند حضور المصدق فراراً عن لزوم الشاة إلى نصفها، إذ عند الجمع يؤخذ من كل المال شاة واحدة.

وكذا ” ولا يفرق بين مجتمع “، أي: ليس لشريكين مالهما مجتمع بان يكون لكل منهما مئة شاء وشاة، فيكون عليهما عند الاجتماع ثلاث شياه، أن يفرقا ما لهما ليكون على كل واحد شاة واحدة فقط، فللخلط عند الجمهور تأثير في زيادة

الصدقة ونقصانها، لكن لا ينبغي أن يفعل ذلك فراراً عن زيادة الصدقة.

وقوله في الحديث: “ وما كان من خليطين ” معناه عند الجمهور أن ما كان متميزاً لأحد الخليطين من المال، فأخذ الساعي من ذلك المتميز يرجع إلى صاحبه بحصته بأن كان لكل عشرون، وأخذ الساعي من مال أحدهما يرجع بقيمة نصف شاة، وإن كان لأحدهما عشرون وللآخر أربعون مثلاً، فأخذ من صاحب عشرين يرجع إلى صاحب أربعين بالثلاثين، وإن أخذ منه يرجع على صاحب عشرين بالثلث، وعند أبي حنيفة يحمل الخليط على الشريك إذ المال إذا تمير فلا يؤخذ زكاة كل إلا من ماله، وأما إذا كان المال بينهما على الشركة بلا تميز، وأخذ من ذلك المشترك، فعنده يجب التراجع بالسوية، أي: يرجع كل منها على صاحبه بقدر ما يساوي ماله مثلاً لأحدهما أربعون بقرة، وللآخر ثلاثون، والمال مشترك غير متميز، فأخذ الساعي عن صاحب أربعين لمسنة، وعن صاحب ثلاثين تبيعاً، وأعطى كل منهما من المال المشترك، فيرجع صاحب أربعين بأربعة أسباع التبيع على صاحب ثلثين، وصاحب ثلثين بثلاثة أسباع المسنة على صاحب أربعين.

والحديث يدل على وجوب الزكاة على من عنده الأنصبة المذكورة، أو شيء منها وتحديد الأنصبة مواساة بين الأغنياء والفقراء. وعدم وجوبها، على من قصر ماله عن هذه التحديدات. وحكى ابن المنذر الإجماع على أن الزكاة لا تجب فيما دون خمسة أوسق مما تنبت الأرض، والإمام مالك يسامح بالنقص اليسير.

وإذا بلغت الفضة مثتى درهم، ففيها ربع عشرها، وإذا بلغت الإبل – خمساً، ففيها، والعشر شاتان، والخمسة عشر، ثلاث شياه، والعشرون أربع شياه.

فإذا بلغت خمسا وعشرين، ففيها بنت مخاض من الإبل، وما بين ذلك وقص، ليس فيه زكاة، ثم تؤخذ في أسنان الإبل كما فصل في حديث أنس.

وإذا بلغت الحبوب أو الثمار خمسة أوسق، وهو ثلاثمائة صاع بالصاع النبوي. فإن كانت تسقى بكلفة، كالسواني والمكائن، ففيها نصف العشر وإن كانت تسقى بلا كلفة كالأنهار والعيون الجارية على وجه الأرض، ومثله “الأرتوازي” الذي يفيض ماؤه على وجه الأرض، ففيها العشر لقوله صلى الله عليه وسلم: “فيما سقت السماء العشر، وفيما سقى بالسانية نصف العشر” أخرجه مسلم من حديث جابر .

ولم يذكر في الحديث الذهب لأن غالب عملتهم الفضة وأخرج أبو داود عن على مرفوعاً ” ليس عليك شيء حتى يكون

لك عشرون دينارا قال ابن حجر: هو حسن وقال ابن عبد البر : الإجماع على أن نصاب الذهب عشرون مثقالاً

وتجب الزكاة في الحبوب والثمار التي تكال وتدخر عن الأئمة، مالك والشافعي وأحمد . أما أبو حنيفة فأوجبها حتى في الخضروات والقول الأول أرجح، لأن ما يكال ويدخر هو الذي كملت فيه النعمة ولما روى الدارقطني مرفوعا ” لا زكاة في الخضروات ” وهو حديث ضعيف. إلا أن له ما يعضده.                                             

الحديث السادس:

أخرج أحمد بن حنبل في مسنده فقال : حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، قال: أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال: أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنَ الأنصار، من أهل الفقه أنه سمع عثمان بن عفان يُحدث: أن رجالًا مِنْ أَصْحَاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ نُؤْقِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَزِنُوا عَلَيْهِ، حَتَّى كَادَ بَعْضُهُمْ يُوَسْوِسُ ، قَالَ عُثْمَانُ : وَكُنتُ مِنْهُمْ، فَبَيْنَا أَنَا جَالِسٌ فِي ظِلَّ أطم من الأطام ۲۸ مَرَّ عَلَيَّ عُمَرُ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَسَلَّمَ عَلَيَّ، فَلَمْ أَشْعُرُ أَنَّهُ مَرَّ وَلا سَلَّمَ، فَانْطَلَقَ عُمَرُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَالَ لَهُ: مَا يُعْجِبُكَ أَنِّي مَرَرْتُ عَلَى عُثْمَانَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ السَّلَامَ وَأَقْبَلَ هُوَ وَأَبُو بكر في ولاية أبي بكرٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، حَتَّى سَلَّمَا عَلَيَّ جَمِيعًا، ثُمَّ قَالَ أَبُو بَكْرٍ : جَاءَنِي أَحُوكَ عُمَرُ، فَذَكَرَ أَنَّهُ مَرَّ عَلَيْكَ، فَسَلَّمَ فَلَمْ تَردَّ عَلَيْهِ السَّلام، فَمَا الَّذِي حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: مَا فَعَلْتُ، فَقالَ عُمَرُ: بَلَى وَاللَّهِ لَقَدْ فَعَلْتَ وَلَكِنَّهَا عُبَيْتُكُمْ ٢٩ يَا بَنِي أُمَيَّة، قَالَ: قُلْتُ: وَالله ما شعرت أنك مررت بي، ولا سَلَّمْتَ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: صَدَقَ عُثْمَانُ، وقد شغلك عن ذلك أمر ؟ فقلت: أجل، قال: ما هو ؟ فقال عُثْمَانُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: تَوَلَّى الله عَزَّ وَجَلَّ نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ نَسْأَلَهُ عَنْ نَجَاءَ هَذَا الْأَمْرِ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ : قَدْ سَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ، قَالَ : فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ لَهُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، أنت أحق بها، قال أبو بَكْرٍ : قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، ما تجاه هذا الأمْرِ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” مَنْ قَبِلَ مِنِّي الكلِمَةَ الَّتِي عَرَضْتُ عَلَى عَتِي، فَرَدَّهَا عَلَيَّ، فَهِيَ لَهُ نَجَاةٌ “(۳۰).

والذي سبب في رواية هذا الحديث: فلما مر عمر على عثمان وسلم، فلم يرد عليه، رفع عمر هذا الموضوع إلى أبي بكر، فسأل أبو بكر عن الذي حمل عثمان على ذلك؟ فأجاب عثمان بأنه لم يشعر بما حدث، ولكن أبوبكر علل الأمر بأنه قد شغلك عن ذلك أمر، فقال عثمان نعم قد شغلني عدم استفساري من النبي صلى الله عليه وسلم عما ينجو به الإنسان يوم القيامة، فأزال أبو بكر عما وقع في نفس عثمان بأنه قد سأل النبي صلى الله عليه وسلم.

الحديث السابع:

أخرج أحمد بن حنبل في مسنده: قال: حدثنا علي بن عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بن مسلم، حَدَّثَنِي وَحْشِيُّ بْنُ حَرْبِ بْنِ وحشي بن حرب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِهِ وَحْشِي بن حَرْبٍ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَقْدَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ عَلَى قِتَالِ أَهْلِ الردة وقال: إني سمعت رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: ” نعم عبد الله وأحو العشيرة خالد بن الْوَلِيدِ، وَسَيْفَ مِنْ سيُوفِ اللَّهِ سَلَّهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى الْكُفَّارِ وَالْمُنَافِقِينَ “. (۳۱)

والسبب الرئيسي لرواية هذا الحديث أنه لما اشتهرت وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بالنواحي ارتدت طوائف كثيرة من العرب عن الإسلام و نابذوا الملة وأنكروا الشرائع وتركوا الصلاة والزكاة إلى غيرهما من جماع أمر الدين و عادوا إلى ما كانوا عليه في الجاهلية، فنهض أبو بكر الصديق لقتالهم، وقسم الجيش الإسلامي إلى أحد عشر لواء، و جعل على كل لواء أميراً، فكان أحدهم خالد بن وليد وجيشه إلى بني أسد، ثم إلى تميم، ثم إلى اليمامة، فلما عقد أبوبكر الخالد بن الوليد على قتال أهل الردة قال: أنه سيف من سيوف الله على الكفار والمنافقين فهذا القول هو السبب الرواية هذا الحديث.

خاتمة بأهم النتائج:

أهم النتائج التي توصلت إليها في هذا البحث:

1- بعد أن تتبعت مرويات أبي بكر رضي الله عنه وصلت إلى أن أكثرها ليست لها سبب واضحة لروايتها.

٢- إن مما توصلت إليها أن عدد مرويات أبي بكر رضي الله عنه التي لها أسباب واضحة لورودها هي سبعة أحاديث التي ذكرتها في هذا المقال، وفي الفقرات التالية أشير ورود أسبابها باختصار:

أ -في بيان فهم الخطأ حول الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتصحيح الفهم من خلال مرويات أبي بكر الصديق رضي الله عنه.

ب- في بيان حكم تركة النبي صلى الله عليه وسلم «ما تركنا صدقة»

ت -في بيان موضع الذي يدفن النبي صلى الله عليه وسلم فيه، عند اختلاف الصحابة.

ج- في بيان الفتن والدجال.

ح- في بيان أحكام الزكاة ومقاديرها حين بعث أنس إلى البحرين.

خ -في بيان ما نجا به الإنسان في الآخرة وهو كلمة التوحيد.

د -في بيان في قتال أهل الردة وأحد قائد المسلمين في قتالهم.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

راجياً من الله العون والسداد فيما وفق فيه والعفو والصفح في زلة القدم وهفو القلم.

مصطفى رشيد رستمي السيفي – إيران – كوردستان – مريوان السنة : ١٤٤٠ الهجري القمري.

قائمة المراجع

1.القرآن الكريم

2-ابن الأثير المبارك بن محمد بن محمد بن محمد الجزري، النهاية في غريب الحديث والأثر، تحقيق: طاهر أحمد الزاوى وآخرون، (بيروت: المكتبة العلمية، د.ط، ۱۳۹۹هـ – | ۱۹۷۹م).

3-أحمد بن حنبل: أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني، مسند الإمام أحمد بن حنبل، المحقق -: شعيب الأرنؤوط وآخرون – إشراف: د عبد الله بن عبد المحسن التركي (مؤسسة الرسالة، ط. ١، ١٤٢١ هـ- ۲۰۰۱ م.)

4-البخاري: محمد بن إسماعيل البخاري الجعفي، الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه صحيح البخاري، المحقق: محمد زهير بن ناصر الناصر، – الناشر: دار طوق النجاة ط. ١، مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي، ١٤٢٢هـ).

5- الترمذي، محمد بن عيسى بن سورة بن موسى بن الضحاك الترمذي، سنن الترمذي، تحقيق وتعليق: أحمد محمد شاكر وآخرون – الناشر: مصر شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي، ط. ٢، ١٣٩٥ هـ -١٩٧٥م).

6-الحاكم أبو عبد الله الحاكم محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه بن نعيم بن الحكم الضبي الطهماني

النيسابوري المعروف بابن البيع – المستدرك على الصحيحين، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطاء – (بيروت

دار الكتب العلمية، ط ۱، ۱٤۱۱ – (۱۹۹۰) ۷ – أبوداود سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير

الأزدي السجستاني، سنن أبي داود، المحقق: شعيب الأرنؤوط وآخرون ) دار الرسالة العالمية، ط. ١، ١٤٣٠ هـ ٢٠٠٩م).

7-العظيم آبادي، محمد أشرف بن أمير بن علي بن حيدر أبو عبد الرحمن شرف الحق، الصديقي، العظيم آبادي عون المعبود شرح سنن أبي داود ومعه حاشية ابن القيم: تهذيب سنن أبي داود وإيضاح علله ومشكلاته، بيروت – دار الكتب العلمية، ط ٢، ١٤١٥ هـ).

8-ابن ماجه محمد بن يزيد القزويني سنن ابن ماجه المحقق : شعيب الأرنؤوط وآخرون، ( الناشر: دار الرسالة العالمية، ط. ١، ١٤٣٠ هـ – ٢٠٠٩ م).

9-المباركفورى أبو العلا محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفورى، تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي: بيروت دار الكتب العلمية د ط، د ت).

10. المروزي، أحمد بن علي بن سعيد بن إبراهيم الأموي المروزي مسند أبي بكر الصديق – رضي الله عنه -،ميلادي). بتحقيق وتعليق عليه وتخريج أحاديثه: شعيب الأرناؤوط – (بيروت: المكتب الإسلامي. ٤، سنة١٤٠٦ هجري – ١٩٨٦

۱۱. مسلم، مسلم بن الحجاج أبو الحسن القشيري النيسابوري، المسند الصحيح المختصر بنقل العدل عن العدل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، المحقق: محمد فؤاد عبد الباقي – (بيروت: دار إحياء التراث العربي د. ط، د،ت).

١٢. الملا الهروي القاري على بن سلطان محمد أبو الحسن نور الدين الملا الهروي القاري، (المتوفى: ١٠١٤هـ)، مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح لبنان – بيروت دار الفکر، ط ١، ١٤٢٢هـ – ٢٠٠٢م.

١٣ . النسائي، أحمد بن شعيب أبو عبد الرحمن النسائي، سنن النسائي، تحقيق: عبدا لفتاح أبو غدة، الناشر: حلب مكتب المطبوعات الإسلامية ط. ٢، ١٤٠٦ – ١٩٨٦ ، الأحاديث مذيلة بأحكام الألباني عليها).

 ١٤. النووى محيي الدين بن شرف النووى تهذيب الأسماء واللغات، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا. (د. ط، د.م، د. ت).

١٥. النووي، محيي الدين يحيى بن شرف النووي، المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج، (بيروت دار إحياء التراث العربي

، ط. ۲، ۱۳۹۲)الله عليه وسلم، المحقق: محمد فؤاد عبد الباقي – (بيروت: دار إحياء التراث العربي د. ط، د،ت).

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتًا
التقيمات المضمنة
عرض كل التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا الأن
1
هل تحتاج الي مساعدة او نشر بحثك !
Scan the code
مجلة scp الماليزية
مرحبا
كيف استطيع مساعدتك !