جذور الإرهاب التاريخية في المملكة العربية السعودية في الفترة من 1416هـ 1996م وحتى 1441ه2020م.
إعداد: حماد عواض احمد الثقفي.
جامعة الملك عبد العزيز، كلية الآداب والعلوم الإنسانية.
قسم التاريخ، المملكة العربية السعودية
معرف الوثيقة الرقمي : 202061
ملخص الدراسة.
هدفت الدراسة إلى: تعرف جذور الإرهاب التاريخية في المملكة العربية السعودية، وإبراز بعض الحوادث الإرهابية التي وقعت في المملكة العربية السعودية، والتعرف علي جهود المملكة العربية السعودية في الإرهاب.
واستخدمت الدراسة: المنهج التاريخي لملائمته لأغراض الدراسة، وتحقيق أهدافها والإجابة علي تساؤلاتها، مع رصد جهود المملكة العربية السعودية من أجل مكافحة الإرهاب، والمتمثلة بالقرارات والمؤتمرات المحلية والإقليمية والدولية التي شهدت تفاعلاً كبيراً من المملكة العربية السعودية.
وتوصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج، منها: للمملكة العربية السعودية دور كبير في محاربة ومكافحة الإرهاب والعنف على جميع الأصعدة والمستويات الداخلية والإقليمية والدولية، كما بذلت المملكة العربية السعودية نشاطاً وحراكاً وجهود ميدانية وفكرية طويلة في هذا الشأن، ووجود إستراتيجية واضحة للملكة العربية السعودية في مكافحة الإرهاب.
كما قدمت الدراسة بعض التوصيات والمقترحات كالآتي: تعزيز التعاون بين المملكة العربية السعودية والمجتمع الدولي من خلال السعي إلى إنشاء أطر قانونية تسمح بتبادل المعلومات الأمنية لتفكيك المنظمات الإرهابية، يشكل الإرهاب التهديد الأكثر خطورة للمملكة ويجب التصدي له من خلال اعتماد استراتيجيات دولية فعالة بين جميع الدول لمكافحة أخطار الإرهاب بشتى الطرق.
الكلمات المفتاحية: (الإرهاب، المملكة العربية السعودية).
Abstract
The study aimed at identifying the historical roots of terrorism in the Kingdom of Saudi Arabia, highlighting some terrorist incidents that occurred in the Kingdom of Saudi Arabia, and identifying the Kingdom of Saudi Arabia’s efforts in terrorism.
The study relied on the historical approach to its suitability for the purposes of the study, achieving its goals and answering its questions, while monitoring the efforts of the Kingdom of Saudi Arabia to combat terrorism, represented by local, regional and international decisions and conferences that witnessed great interaction from the Kingdom of Saudi Arabia.
The study reached a set of results, including: The Kingdom of Saudi Arabia has a major role in combating and combating terrorism and violence at all levels, internal, regional and international levels, and the Kingdom of Saudi Arabia has made long-term activity, mobilization, and field and intellectual efforts in this regard, and the existence of a clear strategy for the Kingdom of Saudi Arabia in combating terrorism.
The study also presented some recommendations and proposals as follows: Strengthening cooperation between the Kingdom of Saudi Arabia and the international community by seeking to establish legal frameworks that allow the exchange of security information to dismantle terrorist organizations, terrorism constitutes the most serious threat to the Kingdom and must be addressed through the adoption of effective international strategies between all countries to combat The dangers of terrorism in various ways.
Key words: (terrorism, Saudi Arabia).
مقدمة:
منذ التحولات الكبرى التي شهدتها العلاقات الدولیة لفترة ما بعد الحرب الباردة حصلت مراجعات أساسية لكل من مفهوم الأمن، وطبيعة التهديدات الأمنية التي تواجه النظام الدولي، بالإضافة إلى تحولات كبرى في نمط التفاعل من خلال تراجع العامل العسكري أمام تصاعد العامل الاقتصادي، وظهور تهديدات أمنية جديدة مختلفة الطبيعة عن التهديدات التقليدية حیث تتمیز هذه التهدیدات بكونها غامضة المعالم غیر عسكریة عابرة للحدود ومبهمة المصدر ولا یمكن التنبؤ بزمن ظهورها، ومن بینها ظاهرة الإرهاب.
حیث تعتبر ظاهرة الإرهاب من أكبر الظاهر خطورة التي عرفها العالم المعاصر وأصبحت تشكل خطراً على البشریة جمعاء باعتبارها عابرة للحدود حیث تعددت وسائل الإرهاب وطرقه، وأثبت أن للإرهابيين قدرة كبیرة في استخدام كل وسائل العلم الحديث، وتطبیقاته في سبيل الوصول إلى أغراضهم، وتحقیق أهدافهم، وهكذا تتخذ الظاهرة صوراً وأشكالا متعددة.
فالإرهاب ظاهرة تاريخية قديمة، نمت وتطورت مع نمو وتطور المجتمعات الإنسانية، متخذة أبعاداً عديدة، مستهدفة السعي إلى نشر الفوضى، وبث الرعب في المجتمع، مستخدمة أساليب العنف والرفض الأمني، وذلك عن طريق جرائم القتل، والاغتيال، والاختطاف، والتفجير، وغير ذلك من أشكال الإرهاب ([1]).
أصبح الإرهاب خطراً قائماً في حياتنا المعاصرة وفرض صوراً من التهديد، يتعلق الأمر بمصالح وأمن المواطنين، واستفزاز المؤسسات الوطنية والأمن الاقتصادي والنمو، بقاء وانتشار الديمقراطية ([2]).
يعد الإرهاب من المخاطر التي تهدد الدول والجماعات، والذي يجب أن يوضع له حداً، لتفادي العديد من الضحايا والخسائر التي تهدم المجتمعات، فالحقيقة العلمية أثبتت أن ظاهرة الإرهاب لم تعد مرتبطة بدولة ما أو حضارة بعينها، إنما الإرهاب لا وطن له ولا دين، وقد حاول العالم بشكل عام علاج تلك الظاهرة، والمملكة العربية السعودية بشكل خاص تسعى بكل قوة وحكمة لحل مشكلة الإرهاب بشتى الوسائل.
مشكلة الدراسة، وأسئلتها البحثية:
يمثل الإرهاب الدولي تهديداً خطيراً لسائر الدول والشعوب كافة، وهجوماً مباشراً على القيم الإنسانية بين مختلف الأديان والثقافات، وانتهاكاً لسيادة القوانين والمواثيق والأعراف الدولية، مما جعل منها جريمة ضد المجتمع الدولي، حيث تكمن مخاطره في انتشاره في العالم بأكمله بعد أن كان محدداً فقط ببعض دول أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط حيث امتد ليطال في أحداث الحادي عشر من سبتمبر من عام 2001 الولايات المتحدة الأمريكية.
شهدت المملكة العربية السعودية في العقد الحالي العديد من الأنشطة الإرهابية التي تجاوزت آثارها المنطقة العربية لتصبح ظاهرة عالمية ذات طابع سياسي إجرامي، تبعاً لنتائجها المتمثلة في زعزعة أمن واستقرار المجتمع الدولي وبتعاظم العمليات الإرهابية وانتشارها، لذلك تضافرت الجهود، حيث جاءت هذه الدراسة لمعرفة الجذور الإرهابية.
ولعل أول العمليات الإرهابية التي تعرضت لها المملكة العربية السعودية هي الاستيلاء علي السفارة السعودية في باريس في الخامس من أيلول عام 1973م ([3]).
وعلي ضوء ما شاهدته المملكة العربية السعودية، من أنشطة إرهابية استهدفت أمنها واستقرارها، دعت المملكة العربية السعودية لضرورة تفعيل العمل المشترك في مجال مكافحة الإرهاب لإيماناً من قيادتها بأن مكافحة الإرهاب الدولي لابد وأن تتخذ طابعاً إقليمياً ودولياً بجانب الطابع الوطني، وبناء على ذلك تكمن مشكلة الدراسة في التعرف على الجذور التاريخية للإرهاب وجهود الدولة في مكافحة الإرهاب.
ومن هنا كان التساؤل البحثي الرئيس وهو: ما جذور الإرهاب التاريخية في المملكة العربية السعودية في الفترة من 1416هـ 1996م وحتى 1441ه2020م؟ ثم يتفرع منه الأسئلة البحثية الفرعية التالية:
- ما أبرز الحوادث الإرهابية التي وقعت في المملكة العربية السعودية؟
- ما الأسباب والتداعيات التي تؤثر علي الشباب في المجتمع؟
- ما دور المواطن السعودي في مكافحة الإرهاب؟
- ما جهود المملكة العربية السعودية في محاربة الإرهاب؟
أهداف الدراسة: تمثلت أهداف الدراسة فيما يلي:
- تعرف الجذور التاريخية للإرهاب في المملكة العربية السعودية.
- التعرف علي أبرز الحوادث الإرهابية التي وقعت في المملكة العربية السعودية.
- تحديد الأسباب والتداعيات التي تؤثر على الشباب في المجتمع السعودي.
- تحديد دور المواطن السعودي في مكافحة الإرهاب.
- التعرف على بعض جهود المملكة العربية في محاربة الإرهاب.
أهمية الدراسة: تكمن أهمية الموضوع في كونه ینطوي على أهمية علمیة وعملیة:
أولاً: الأهمية العلمیة: تبرز الأهمية العلمیة للدراسة، فیما يلي:
- أن موضوع الظاهرة الإرهابیة یعد من المواضیع التي تلقى اهتماما أكادیمیا من طرف العدید من الدراسیین لحقل العلاقات الدولیة خاصة وأن هذا الموضوع یتشعب إلى عدة جوانب سیاسیة اقتصادیة اجتماعیة وأمنیة.
- وجود ترسانة من القواعد والآلیات المتعلقة بمكافحة الظاهرة الإرهابیة.
ثانياً: الأهمیة العملیة: تمثلت الأهمیة العملية للدراسة، فیما يلي:
- تتمثل في معرفة كیفیة تأثیر الظاهرة الإرهابیة على استقرار الأمن الوطني.
- السعي لتطبیق آلیات مكافحة الظاهرة الإرهابیة في المملكة العربية السعودية على أرض الواقع.
منهج الدراسة: اعتمد الدراسة المنهج التاريخي الوصفي، لأنه المنهج الملائم لطبيعة الدراسة، حيث قام الباحث بجمع المادة العلمية من الكتب التاريخية التي أوردتها المصادر وتحليلها والاعتماد علي ما تضمنته الدراسات التاريخية.
حدود الدراسة: وتمثلت حدود الدراسة، فيما يلي:
- الحدود الموضوعية: جذور الإرهاب التاريخية في المملكة العربية السعودية.
- الحدود المكانية: المملكة العربية السعودية.
- الحدود الزمانية: دراسة ظاهرة الإرهاب، في الفترة من 1416هـ 1996م وحتى 1441ه2020م.
- الحدود المنهجية: استخدمت الدراسة المنهج التاريخي.
مصطلحات الدراسة: وكانت كالتالي:
الإرهاب: عرفته (اتفاقيه جنيف 1937[4]): بأنه الأعمال الإجرامية الموجهة ضد دولة ما، وتستهدف، أو يقصدها، خلق حالة رعب في أذهان أشخاص معينين، أو مجموعة من الأشخاص أو عامة الجمهور.
التعريف الإجرائي: هو فعل من أفعال العنف والتهديد، بهدف إلقاء الرعب بين الناس وتروعيهم.
الدراسات السابقة: اطلعت الدراسة على العديد من الدراسات السابقة، ذات الصلة الوثيقة بموضوع الدراسة الحالية، وتم عرضها كالتالي:
- دراسة: آل مدني 2010: بعنوان موقف المملكة العربية السعودية من الإرهاب والعنف والتطرف ماضياً وحاضراً ([5]).
هدفت الدراسة إلى: إلقاء الضوء على جهود المملكة العربية السعودية في مكافحة الإرهاب الدولي، حيث بينت الدراسة أن المملكة العربية السعودية قد اتخذت من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة منهجاً وسلوكاً لها، إذا تقف المملكة موقفاً ثابتاً تجاه الإرهاب الدولي، ولم تأل المملكة جهداً في محاربة الإرهاب وذلك على جميع المستويات الداخلية والإقليمية والدولية، بهدف استتباب السلم والأمن الدوليين.
وتوصلت الدراسة إلى النتائج التالية: تعاون المملكة في المجتمع الدولي كان ملموساً وواضحاً وإنها ترفض العنف بجميع صوره وأشكاله وكل ما يؤدي إلى الإخلال بالسلم والأمن الدوليين، كما تؤكد دوماً على نبذ الإرهاب داخلياً أيا كان نوعه ومصدره وتشجع الجهود الوطنية والإقليمية والدولية بالقضاء علي الأنشطة الإرهابية وتعاقب مرتكبيها وتقديمهم للعدالة بغض النظر عن جنسياتهم، كما أنها ترفض ربط الإرهاب بالإسلام وقد أكدت في المحافل الدولية أنه لا مجال للمساومة على الأسس الدينية التي تعتبر أساس الشرعية في البلاد.
- دراسة: الغزاوي 2009: بعنوان الإرهاب في المنطقة العربية: الأسباب والدوافع وسبل المكافحة ([6]).
هدفت الدراسة إلى: تكوين صورة واضحة حول ظاهرة الإرهاب من حيث توضيح أداته وشرعيته، ومن خلال التعرف على بواعثه في المنطقة العربية، واستخدمت الدراسة المنهج التحليلي المضمون للكشف عن الظاهرة الإرهابية.
وتوصلت إلى النتائج التالية:هي أن مفهوم الإرهاب لا يزال يكتنفه الغموض ويصعب إيجاد معني محدد له، كما حددت أن أسباب الإرهاب في المنطقة العربية تنبثق من عوامل نفسية وشخصية واجتماعية، وأهمها العوامل السياسية التي تتمثل في غياب الديمقراطية للتعبير عن الرأي والتناوب على السلطة.
- دراسة: حرب 2003: بعنوان الإرهاب في النظام العالمي الجديد ([7]).
هدفت الدراسة إلى: تعرف مفهوم الإرهاب في ظل هيمنة هذا النظام، وعلي أهم بواعثه وسبل مكافحته، واستخدمت الدراسة: المنهج التاريخي والجانب النظري التحليلي لظاهرة الإرهاب.
وتوصلت الدراسة إلى النتائج التالية: أن النظام العالمي الجديد والعولمة ما هما إلا عودة إلى الماضي لتكريس الرأسمالية، حيث أن هذا النظام يسعي إلى مزيد من التبعية السياسية والاقتصادية للدول الرأسمالية، كما توصلت إلى أن مفهوم الإرهاب في ظل النظام العالمي الجديد يعتمد على تعريف الولايات المتحدة الأمريكية وذلك لما يكتنفه من غموض.
- دراسة: الجحني 2001: بعنوان الإرهاب -الفهم المفروض للإرهاب المرفوض ([8]).
هدفت الدراسة إلى: إلقاء الضوء على مفهوم الإرهاب وأسبابه وموقف الإسلام منه، وأهم الجهود الدولية لمكافحته، كما استخدمت الدراسة المنهج التاريخي.
وتوصلت إلى النتائج التالية: وهيأن ظاهرة الإرهاب جريمة دولية ضد الشعوب والحكومات، وتقوض دعائم الأمن والاستقرار، وتعطل مشروعات التنمية، كما إن الإسلام يرفض كل صور وأشكال العنف، وأن التربية السلمية والتفهم للحقوق والوجبات تقود على إصلاح الفرد، وتعمق الترابط والتماسك بين الشعوب.
- دراسة: المهدي 2000: بعنوان الإرهاب الدولي-المتفجرات ([9]).
هدفت الدراسة إلى: تعرف ظاهرة الإرهاب الدولي والتعرف على المنظمات الإرهابية ودوافعها، والوسائل التي تستخدمها تلك المنظمات الإرهابية في تصنيع المتفجرات.
وتوصلت الدراسة إلى أن الإرهاب الدولي أصبح خطراً يهدد أمن وسلامة المجتمع الدولي -ونظراً لصعوبة مقاومته والتبوء بحدوثه، كما توصلت الدراسة إلى أن العبوات الناسفة وما تحمله من متفجرات هي الأسلوب الأكثر استخداماً لدي المنظمات الإرهابية الأمر الذي يتطلب العمل لمواجهة الإرهاب والحد منه.
- دراسة: عيد (1999): بعنوان واقع الإرهاب في لوطن العربي ([10]).
هدفت الدراسة إلي: تعرف ظاهرة الإرهاب وتطوره التاريخي مع التركيز على اتجاهات الإرهاب في الوطن العربي والتشريعات الجنائية لمواجهة الإرهاب.
وتوصلت الدراسة إلى: أن مفهوم الإرهاب لا زال مفهوماً غامضاً، كما أن الإرهاب أصبح جريمة يعاقب عليها القانون تبعاً للمعاهدات الدولية، وقد أوصت الدراسة بما يلي:
- تنمية المناطق التي عانت كثير من الفقر والبطالة وتدني مستوي الخدمات، الأمر الذي خلق إحباطات كثيرة وأوجد بيئة خصبة للتطرف والإرهاب.
- تطوير الخدمات الاجتماعية والأمنية.
- تطوير نظام التعليم على النحو الذي يساهم في إرساء المفاهيم الصحيحة للدين.
الإطار النظري.
تناول الإطار النظري عدداً من المحاور، ومنها: الجذور الإرهابية التاريخية، أبرز الحوادث الإرهابية التي وقعت في المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة، الأسباب والتداعيات لتأثر الشباب بالأفكار المتطرفة في المجتمع السعودي، ومنها:( الأسباب الاقتصادية، والاجتماعية، والأسباب المتعلقة بنظام الدين والعقيدة، والأسباب التعليمية، والنفسية، والسياسية، والأمنية).
وتناول الإطار النظري -أيضاً – دور المواطن في مكافحة الإرهاب، وواجبات المواطن في المحافظة على وطنية، ومنها: (الطاعة، وعدم الخيانة) وأخبراً جهود المملكة العربية السعودية في مكافحة الإرهاب، ثم نتائج الدراسة وتوصياتها، وتم عرض الإطار النظري، كالتالي: –
أولاً: الجذور الإرهابية التاريخية:
يُنظر إلى الإرهاب الآن بشكل عام على أنه ظاهرة اضطراب سياسي، وأصبحت كلمة الإرهاب مصطلحًا شائعًا في الخطاب السياسي الحالي، وكانت أوروبا هي المكان لإحياء هذه الكلمة ومنحها العديد من المعاني المستمدة من الفلسفات التي بررت استخدام الإرهاب كوسيلة ([11]).
كان من الواضح من دراسة تاريخ الإرهاب استهداف دولتين كبيرتين في العالم الإسلامي هما مصر قلب الأمة العربية النابض ومركز قيادتها السياسية، والسعودية مركز العالم الإسلامي وبلد الحرمين الشرفيين وقبلة المسلمين من شتى أنحاء العالم والمركز الاقتصادي للعالم العربي حيث بدأ ظهور الإرهاب بصورته الحالية في المملكة عام 1416هـ 1996م وهو تاريخ بداية أول عملية إرهابية في المملكة العربية السعودية وتلك هي تفجيرات الخبر.
الإرهاب المنظم الحديثة والإرهاب الذي مارسته دول وتنظيمات وأحزاب ضد دولة بغية إسقاط نظامها السياسي، أو إجباره على قبول شروط سياسية أو اقتصادية أو دفعه إلى تنازلات تمس السيادة والثروة والاستقلال، أو من أجل تقسيم الدولة وتجزئتها، أو للاعتراف بكيانات أو مكونات إقليمية أو الخنوع لمعاهدات وأحلاف إقليمية أو دولية، فضلا عن غايات وأهداف أخرى.
وقد استخدم الاستعمار الأوروبي الإرهاب المسلح المنظم من خلال احتلال بلدات مستقلة ذات سيادة، كما جرى للعديد من الدول العربية في عشرينيات القرن الماضي، وكذلك للعديد من دول العالم الثالث، فاستخدمت القوة العسكرية لفرض الاستعمار وإرهاب الشعوب لقبوله.
واستخدم الإرهاب المنظم أيضا خلال القرن الثامن عشر والتاسع عشر في اصطياد مئات الآلاف من الأفارقة وجلبهم كعبيد إلى الولايات المتحدة للعمل بالقوة والعنف في مزارع وبيوت الأوروبيين البيض، ومارس المجتمع الأمريكي بحقهم أبشع الجرائم العنصرية، وكانت المطاعم والفنادق والحافلات تمنع دخولهم إليها لأنها مخصصة للبيض، كما شكل الأوروبيون البيض منظمات إرهابية مارست القتل والرعب والخوف والحرق بحق الأفارقة السود، ومنها المنظمة الإرهابية الكوكسلان وغيرها.
ومارس سكان أمريكا الأصليون الإرهاب قبل ذلك بحق ملايين الهنود الحمر، حيث أبادوا معظم الشعب الهندي الأحمر الذي كان يشكل عشرات الملايين، ولم يبق منه إلا القليل يعيش في بعض بلدان القارة الأمريكية، وقد كتب العديد من الكتاب في الغرب عن جرائم الإرهاب ضد الهنود الحمر، وعرضت صالات السينما في العالم آلاف الأفلام التي تتحدث عن إبادة الهنود على يد الإرهابيين الأوروبيين البيض ([12]).
وليس هناك من بلدة في العالم إلا أصابها الإرهاب الأمريكي في رمية أو مقتل أو جريمة أو عاث في أرضها فساداً، أو حيكت ضدها المؤامرات، بشراء الذمم أو بتكوين عصابات الإرهاب والجرائم التي شملت العالم كله من كوريا الشمالية إلى فيتنام وتايلاند وكمبوديا وأفغانستان والعراق وإيران وبلاد الشام وأفريقيا وبلدان أمريكا اللاتينية. إن الولايات المتحدة رأس الإرهاب وصانعته في العصر الحديث.
وأهم أشكال الإرهاب المنظم ما عرفته بلاد الشام، لاسيما فلسطين على أيدي العصابات الإرهابية الصهيونية كالهاغانا والبالماخ وغيرها التي هجرت الشعب الفلسطيني من أرضه، وزرعت الكيان الصهيوني في قلب الوطن العربي، ولا يزال هذا الكيان يشكل قاعدة الإرهاب المنظم ضد العالمين: العربي والإسلامي على مدى سبعة عقود من الزمن.
ثانياً: أبرز الحوادث الإرهابية التي وقعت في المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة ([13]):
- بتاريخ 20/2/2002م قتل بريطاني في مدينة الرياض في حادث تفجير سيارة مفخخة.
- بتاريخ 29/9/2002م قتل ألماني في مدينة الرياض في حادث تفجير عبوة ناسفة وضعت في سيارته.
- بتاريخ 22/1/ 2003م أصيب ضابطان من المباحث السعودية ومواطن سعودي وقتل مواطن كويتي في مدينة الرياض أثناء مطاردة أمنية بين رجال الأمن ومسلحين مطلوبين للعدالة.
- بتاريخ 15/3/2003م أصيب مصري وبريطاني بجروح أثر انفجار عبوة موضوعة في حاوية للنفايات أمام مدخل مكتبة (جرير) في شارع العليا العام بمدينة الرياض.
وتلي ذلك عدد من الحوادث الإرهابية الفردية ولكن العلامة الفارقة في حوادث الإرهاب كانت في العملية التالية.
- بتاريخ 12/5/2003م حدثت ثلاثة انفجارات في ثلاثة مجمعات سكنية في الرياض بلغت حصيلة الضحايا فيها 29قتيلاًً وإصابة 194 آخرين.
- تعددت بعد ذلك التأريخ المواجهات الاستباقية لرجال الأمن للقبض على مجموعة كبيرة من هؤلاء الإرهابيين قبل القيام بمخططاتهم الإرهابية.
- بتاريخ 8/11/2003م عاد الإرهابيون إلى عملياتهم القذرة بتفجير مجمع المحيا السكني وذهب ضحيته 18 قتيلا و225 جريحاً.
- اشتدت العمليات الأمنية للقبض على الإرهابيين بعد حادث تفجير المحيا السكني مما اضطر معه هؤلاء الإرهابيون إلى محاولة زعزعة شجاعة وعزيمة رجال الأمن بعمليتهم القذرة بتأريخ 21/4/2004م عند مبنى الأمن العام في حي الوشم بمدينة الرياض واستشهد في ذلك الحادث عدد من الأبرياء من المدنيين والعسكريين.
- بتأريخ 22/4/2004م مقتل 2 من المطلوبين امنيا على قائمة الستة والعشرون بحي الصفا بمدينة جدة.
- في الأول من أبريل 2005م وما يلي ذلك التاريخ تم استهداف عدد من رجال العدالة الجنائية في المملكة ومنهم ضابط برتبة مقدم يعمل بوزارة الداخلية بمكة المكرمة وذلك بعد نزوله من منزله في يوم 11/5/1426هـ.
- كما تلى ذلك في مطلع عام 2006م محاولة استهداف اقتصاد المملكة بضرب المصافي في شرقي المملكة بمحافظة بقيق وغربيها في محافظة ينبع ولكن محاولتهم كانت فاشلة ولله الحمد.
ويعد العرض السابق حصراً لأبرز الحوادث التي وقعت في المملكة مؤخراً فيما تتعدى حوادث مجابهة ومواجهة الإرهاب الحوادث المذكورة بعالية إلى عدد كبير كانت الغلبة فيه لرجال الأمن ولله الحمد.
ثالثاً: الأسباب والتداعيات لتأثر الشباب بالأفكار المتطرفة في المجتمع السعودي: تتعدد هذه الأسباب، كما يلي:
أولاً: الأسباب الاقتصادية:
يعد الفكر المتطرف وما يتولد عنه من إرهاب وتدمير للأفراد والممتلكات، عملاً مثبطًا لمشروعات وخطط التنمية الاقتصادية، إذ تتطلب التنمية الاقتصادية استغلال كامل الطاقات المتاحة والموارد الطبيعية فيها، وتشغيل رؤوس الأموال والعمل على التبادل التجاري وتشجيع قطاع السياحة والصناعة والتجارة والزراعة.
وعندما يتهدد الاستقرار الاقتصادي نتيجة الأعمال الإرهابية؛ فإن ذلك يؤثر على معدلات الإنتاج فيها ويهددها بالتضخم وارتفاع تكاليف الإنتاج وتنخفض حصيلة الدولة من العملات الأجنبية وتنخفض قيمة عملتها الوطنية مما ينعكس سلبًا على البناء الاقتصادي للدولة ([14]).
فالعمليات الإرهابية تحدث تدميرًا في البنية الاجتماعية مما يؤثر على أفراد المجتمع وتماسكهم، وتفشي ظواهر اجتماعية مؤثرة كالفقر والتفكك الاجتماعي والتكدس السكاني، وغياب دور الأسرة في التنشئة وضعف الضبط الاجتماعي.
ولعل من أكبر التأثيرات الاجتماعية للفكر المتطرف، ما يتعلق بالبناء الأسري، فهذا البناء يتعرض للتصدع وربما للانهيار من خلال تفشي العنف والجريمة والإرهاب، وقد يفضي جو الإرهاب إلى تراجع في أدوار الأسرة واضطراب في علاقتها بالمجتمع الخارجي نظرًا لتراجع حجم الخدمات والمساعدات التي تحصل عليها الأسرة من المجتمع في ظل أجواء العنف الإرهابي، وقد تفضي هذه الأجواء كذلك إلى تفشي البطالة بين أعضاء الأسرة ومن ثم قلة دخلها وقلة الموارد المالية لميزانيتها ([15]).
ثالثًا: الأسباب المتعلقة بنظام الدين والعقيدة:
لا شك أن التطرف ما يتولد عنه من عنف وإرهاب، إنما هو عدوان على نظام الدين والعقيدة في المجتمع، فالدين كما هو معروف يمثل أعلى ضابط للحياة الإنسانية بما يتضمنه من عقائد وشراع وعبادات ومعاملات وقيم، وتستمد قوتها من مصدر علوي هو الله.
هذا، ويتعاظم الخطر الواقع على الدين من زاوية الإساءة إلى فكرة الدين وصورة الإنسان المتدين، فكثيرًا ما بالنسبة للبعض تعاليم الدين مليئة بسوء الفهم تدخل في باب الأوهام منها لدرجة التطرف، ونبذ الوسطية، إذ يفضي هذا الموقف إلى أفعال عنف، كما في حالة الاعتداء على الأهل والآخرين من الأجانب المقيمين ([16]).
وغني عن القول بأن الدين الإسلامي هو دين الوسطية ونبذ العنف، ولكن أصحاب الفكر المتطرف وجماعات التشدد الإرهابي يمكن أن تسيء إلى الإسلام، ومن أهم تأثيرات الإرهاب في هذا الصدد ما يلي ([17]):
- تشويه صورة الإسلام والترويج لمقولة أنه دين عنف وإرهاب، تلك التي يروج لها أعداء الإسلام.
- التنفير من التدين المعتدل، ومحاصرة الوسطية والسماحة التي يتم بها الإسلام.
- إحداث صراعات دينية وفتنة طائفية داخل المجتمع بما يؤدي إلى العداوة وزيادة العنف بين الفئات والطوائف المختلفة وربنا يصل الأمر إلى حد الحرب الأهلية.
رابعًا: الأسباب التعليمية:
من الثابت أن الدور الذي تضطلع به المؤسسات التعليمية متعدد الجوانب؛ فهناك الجانب المتعلق بتنمية شخصية الفرد، والجانب المتعلق بتحقيق الأهداف الاجتماعية والاقتصادية والتنموية والسياسة، وضمن دور المدرسة والجامعة في تنمية الشخصية يبرز هدف التنمية المتوازنة وتحقيق السوية والوسطية والاعتدال في شخصيات الأفراد ويتم ذلك بطرق وأساليب متنوعة؛ فللمدرسة والجامعة دور مهم ومسئولية في مواجهة التطرف والغلو والتشدد.
على أنه مما يضعف من هذا الدور تلك القوى والمؤثرات المضادة والتي تباشر تأثيرها على الشباب، وكما يعبر عنها (الميداني) فإنها تستخدم “الكتب والمجلات، والنشرات، والأحاديث، والمحاضرات، والندوات، والأشرطة، والإغراء المادي أحيانًا، والمعنوي في أحيان أخرى، والتعزيز والابتزاز، ودس الأفكار الفاسدة مع بث النظريات والأفكار والمبادئ المتناقضة مع الإسلام وتعاليمه في مختلف المجالات الاعتيادية والأخلاقية العلمية” ([18]).
ولعل الإنترنت حديثًا يعد الوسيلة الأكثر استخدامًا في بث الفكر المتطرف، وتتمثل خطورته في كونها تجتذب الطلاب بصفة خاصة، وربما يكون تأثير الإنترنت يفوق تأثير المدرسة في كثير من الأحيان، لذلك يستلزم الأمر مزيد من اليقظة الكاملة من جانب الآباء والمدربين والمراقبة الدقيقة للأبناء عند التعامل مع الإنترنت ([19]).
خامساً: الأسباب النفسية: وتشير الكتابات المعنية بالطرف والإرهاب إلى عدد من تلك الآثار ([20]):
- زيادة الأمراض النفسية الناجمة عن الإرهاب والترويع من قلق وتوتر دائم وصراع نفسي دائم كذلك.
- تأثر الأطفال نفسيًا بما يشاهدونه من أحداث إرهابية، خاصة الآثار الدموية وبشكل أخص إذا كان الضحايا من أسرة الطفل ([21]).
- إصابة الأسرة بصدمات وأمراض نفسية إذا كانت نتيجة الأعمال الإرهابية كالتهجير وتشتيت الأسر.
- ضعف العلاقات والتماسك الاجتماعي الناجم عن القلق والاكتئاب والخوف.
سادسًا: الأسباب السياسية:
مما لا شك فيه أن الأعمال الإرهابية تضعف هيبة الدولة وسمعتها في الداخل والخارج، وتعدد نظم الحكم فيها، وهذه الحالة تتيح الفرصة للتدخلات من قبل المنظمات الدولية، ومن قبل الطامعين كذلك، ولعل تعرض أمن الدولة وسمعتها للخطر يفقدها كثير من جوانب علاقاتها مع الدول الأخرى، وخاصة في مجال التعاون والتبادل الدبلوماسي والأمني ([22]).
سابعًا: الأسباب الأمنية:
وبالطبع فإن مكافحة الأعمال الإرهابية تتطلب اتخاذ إجراءات أمنية على مختلف الأصعدة في الدولة، ذلك أن هذا العمل يشكل قضية أمنية تهم المجتمع بأسره، وتكمن الآثار الأمنية في انعدم الشعور بالأمن وعدم الطمأنينة أو الخوف بالنسبة للمواطنين الأمر الذي يروع الحياة الاجتماعية، كما تسبب حالات الإرهاب فقدان الثقة بالأجهزة الأمنية والتأثير على شعبية رجال الأمن وسمعتهم والنيل من هيبتهم، هذا بالإضافة إلى التكلفة العالية التي تتطلبها عمليات المكافحة الأمنية في مواجهة الإرهاب ([23]).
علاوة على غياب الخطط الموجهة والهادفة لتحقيق تطلعات وطموحات الشباب ([24]): تتميز الطموحات والتطلعات المستقبلية بتعقد وتداخل العوامل والمتغيرات المحددة لحاجات ومعتقدات الأفراد من حيث تشكيلاتها وتوجهاتها القيمية والمعيارية، وبالتالي تنوع آثارها الشخصية والمجتمعية، وكذلك بالنسبة لتغيراتها وفق مختلف فترات الزمن والمستويات الاجتماعية، وقد عملت الدراسات السيسيولوجيا وغيرها على الكشف ضمن هذا التعقد والتداخل عن الدور الفاعل والمتغير الذي يمكن أن يكون للتطلعات والطموحات في بعض المواقف والأوضاع الاجتماعية ([25]).
وأنه يجب أن يتسم الشباب بالسلوك الهادف في بناء مستقبله وتحقيق تطلعاته وطموحاته وأن تميزه بهذا السلوك ليس هبة يحملها بشكل مبدئي وطبيعي، وإنما هو مرهون بتوافر مجموعة من الظروف الشخصية والموضوعية التي من شأنها أن تفرزها وتعطيها الوجود، وهذا ما يبين عدم الارتباط بميول ورغبات ومؤهلات الفرد الشخصية، بل يظل مرتبطاً بالنماذج الاجتماعية والثقافية المحيطة به من خلال التنشئة الاجتماعية وفقاً لما اكتسبه وتعلمه وتأثر به من قيم وسلوكيات في جميع مراحل حياته ([26]).
ولتفسير عوامل نجاح وفشل المجتمع في تحقيق طموحات وتطلعات الشباب ووقايتهم من الانحراف في مهاوي الأنشطة الإجرامية، فمن الباحثين والخبراء من يذهب إلى تأكيد أثر الظروف الاقتصادية، ومنهم من يقدم تأثير الظروف الاجتماعية على ما عداها، ومنهم من يؤكد على دور وتأثير الظروف الثقافية، وآخرون يتمسكون بدور وتأثير الظروف الشخصية والنفسية… وأخيراً برز دور العامل الديمغرافي والذي أصبح تأثيره موازياً لتأثير الظروف الاقتصادية والاجتماعية والثقافية يتضح ذلك من خلال التزايد المستمر لأعداد المتعلمين وما يترتب عليه من صعوبات بعدم وجود فرص العمل الكافية للخريجين وارتفاع معدل البطالة والفقر.
وإن عدم مساعدة الشباب في تحقيق هذه الطموحات من ناحية وعدم إيجاد البيئة الاجتماعية والاقتصادية… البيئة التي تحقق له هذه الطموحات من ناحية أخرى غالباً ما تؤدي إلى عدم التوافق الاجتماعي والمهني وبالتالي تصبح بمقدمة العوامل والأسباب التي تقود إلى الانحراف ([27]).
فدراسة ومعالجة الظروف الخارجية البيئية والظروف الداخلية الشخصية لها دور في الحد والتقليل والمواجهة لجرائم العنف والإرهاب.
دور المواطن في مكافحة الإرهاب:
يتكون المجتمع من عناصر أساسية هي الأسرة والفرد والسلطة، وجميعها مواطن عماد المجتمع المدني يكتسب بمواطنته حقوق، وفي مقابل تلك الحقوق يلتزم تجاه الوطن بعدد من الواجبات فإن كانت المواطنة حق لكل مواطن فهي في وجهها الآخر واجب وطني على كل مواطن.
تعريف الواجب:
يعرف الواجب لغة بأنه الشيء يجب وجوبًا لزم واستوجبه استحقه ([28]( كما أنه هو اللازم، فنقول وجب الشيء يجب وجوبًا أي لزم ([29]( ومعنى الواجب في الشرع هو الفعل المطلوب طلباً جازمًا وهو ما استقر عليه الجمهور و يرادفه الفرار، بخلاف أبي حنيفة فإن الفرض عنده ما ثبت بدليل قطعي والواجب ما ثبت بدليل ظني([30]) وكل حق يقابله واجب ومن الواجب ما هو عام؛ حيث يكلف عامة الناس باحترام حق الغير([31]) ولكن الحق والواجب وجهان لعملة واحدة ([32])، وتوجد عدة واجبات على كل مواطن أن يحرص على أدائها خدمة لوطنه من أهمها:
- الطاعة:
يوجب الإسلام على المواطن السمع والطاعة للحاكم في غير معصية الله، كما يوجب النصح له وإعانته على النهوض بمسؤولياته في تحقيق مصالح الرعية، ويحذر الإسلام من الخروج على سلطان ولاة الأمر والتمرد على أوامرهم، إلا في حالة نقض الحاكم العهد مع الله وفق شروط عقد الولاية، مع مطالبة الرعية في تحري مصلحة الأمة إذا فكرت في الخروج على الحاكم، لأن مصلحة الأمة شرط مرجح في اتخاذ مثل هذا القرار الخطير، وهذه الواجبات من الرعية تجاه الحاكم تنشئ لها حقوقا “عليه منها.
وكذلك الدفاع عن الوطن وعن مقدساته ومكتسباته بالنفس وبالمال وبالقلم، والتصدي للتيارات المغرضة التي تهدف إلى إثارة البلبلة والقلاقل والفتن، وكذلك طاعة ولاة الأمر من أعظم وأجل الواجبات لقولة تعالى:﴿ وَأَطِيعُواْ الّلهَ وَالرَّسُولَ لعَلّكمْ تّرْحَمُونَ﴾([33]) وقوله صلى الله عليه وسلم اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة، وقوله صلى الله عليه وسلم: (من خلع يدًا من طاعة لقي الله ولا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية).
كما أن طاعة ولاة الأمر واجبة ما لم يأمروا بمعصية؛ حيث أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق لقوله تعالى:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْر مِنْ كمْ فَإِنْ تَنَازَعْتّمْ فِي شيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تّؤْمِنونَ باللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً﴾[34]) ).
وقول الرسول صلى الله عليه وسلم الذي حدد فيه أن الطاعة في غير معصية وهو ما يظهر لنا فيما رواه يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ حَدَّثنِي نَافِعٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَليْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (السَّمْعُ وَالطَّاعَة عَلَى الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ فِيمَا أَحَبَّ وَكرِهَ مَا لَمْ يُؤْمَرْ بِمَعْصِيَةٍ فَإِذَا أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلَا سَمْعَ وَلا طَاعة) ([35]).
- عدم الخيانة:
ينبغي على المواطن تعزيزًا لأمن الوطن عدم الإساءة إلى وطنه بالخيانة والتآمر مع الحاقدين للمساس بأمنه واستقراره وإثارة الرعب بين مواطنيه، أو بالإساءة إليه بالقول أو العمل أو تحقيره أو تصيد سلبياته مما يسعى إليه أعداؤه، والمساهمة في تنمية وطنه في مختلف جوانب التنمية والمواجهة دون هيبة من سلطان القوة أو غلبة الرجال طالما في الحق، وهو ما كان يدعو به رسولنا الكريم مخافة تلك الغلبة.
فيما رواه عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ قَالَ حَدَّثَنا إِسْماَعِيلُ قَالَ حَدَّثَنا عَمْرُو بنُ أَبِي عَمْرو أَنَّهُ سَمِعَ أَنسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَليْهِ وَسَلَّمَ لِأَبي طلْحة: (الْتمِسْ لِي غَلامًا مِنْ غِلْمَانِ كمْ يَخْدُمُنِي فخرَجَ بِي أَبُو طَلْحَة يَرْدُفنِي وَرَاءَهُ فكنْت أَخْدُمُ رَسُولَ مِنْ الْهَرَمِ وَالْحُزْنِ وَالْعَجْزِ وَالْكسَلِ وَالْبُخْل وَالْجُبْنِ وَضَلعِ الدَّيْنِ وغَلبَةِ الرِّجَالِ) ([36]).
جهود المملكة العربية السعودية في محاربة الإرهاب:
عقب موجة من الهجمات الإرهابية المميتة التي بدأت في العام 2003، أطلقت المملكة العربية السعودية حملة واسعة لمكافحة الإرهاب، ومثّل استخدام الإجراءات غير التقليدية الهادفة إلى محاربة التبريرات الفكرية والأيديولوجية للتطرف جانباً أساسياً في الجهود السعودية، وكان الهدف الرئيس لهذه الجهود هو منازلة ومحاربة أيديولوجيا، حيث تؤكد الحكومة السعودية أنها تستند إلى تفسيرات فاسدة ومنحرفة للإسلام.
ففي عام 2002 أقامت مؤسسة النقد بالمملكة العربية السعودية، مؤتمرا دولياً حول منع وكشف والغش والجرائم الاقتصادية وغسيل الأموال، خلال الفترة بين 28-30 يناير 2002م، بالتعاون مع الجهات الأمنية والمؤسسات المالية المصرفية وفرع الإنتربول في الرياض مؤتمراً مع الإنتربول لأول اجتماع إقليمي آسيوي.
وفي عام 2003 أعطت المادة الثانية عشر في النظام القاضي بالحد من غسيل الأموال بالمملكة العربية السعودية، وحدة التحريات المالية، الحق عند التأكد من قيام الشبهة ” أن تطلب من الجهة المختصة بالتحقيق للقيام بالحجز التحفظي على الأموال والممتلكات والوسائط المرتبطة بجريمة غسيل الأموال لمدة لا تزيد على عشرين يوماً، وإذا اقتضي الأمر استمرار الحجز التحفظي لمدة أطول من ذلك فيكون بأمر قضائي من المحكمة المختصة ([37]).
كما تم تأكيد قيادة المملكة العربية السعودية على تفعيل العامل الديني وأهميته لمكافحة الإرهاب والتطرف.
وفي عام 2004 تأكيد التقرير الاقتصادي لجامعة الدول العربية للأعوام 2004-2009 أن المملكة العربية السعودية قد احتلت المرتبة الأولي للدول العربية التي تمنح مساعدات للدول العربية، خاصة المتضررة من الإرهاب الدولي، حيث شكلت مساهمات المملكة العربية السعودية ما يقرب 80% ([38]).
كما أكدت المملكة العربية السعودية على مواجهة الإرهاب الدولي على المستوي الديني، حيث أشار سمو وزير الخارجية للملكة العربية السعودية في مجلس العلاقات الخارجية بنيويورك في إبريل 2004م.
وفي عام 2005 احتضان المملكة العربية السعودية في 7 فبراير 2005 المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب المنعقد بالعاصمة بالرياض أعلن المتحدث الرسمي للمؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب والمتحدث الأمني الرسمي لوزارة الداخلية بالمملكة العربية السعودية في كلمته على حرص المملكة العربية السعودية على بحث العلاقة بين الإرهاب وغسل الأموال وتجارة الأسلحة وتهريب المخدرات وتناولت كلمته تأكيد المملكة العربية السعودية على ما يلي ([39]):
- التعاون الدولي والإقليمي والثنائي لتحديد وتفكيك الخطر المالي للإرهاب والجريمة المنظمة ومنع انتشار الأسلحة والاتجار بالمخدرات.
- المعايير الدولية المالية المتعلقة بمكافحة غسيل الأموال، وكذلك معاهدات الأمم المتحدة قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وجهت قيادة المملكة العربية السعودية للسلطات الدينية والعلماء إلى وضع الأجندة حول دور الدين في مهاجمة الإرهاب الدولي وشملت الأجندة على المطالبات والدعوات التالية ([40]).
وفي عام 2007 توقيع المملكة العربية السعودية على اتفاقية تعاون في مجال محاربة الإرهاب مع الجمهورية اليمنية بدعم مالي كامل من الموارد الاقتصادية للمملكة العربية السعودية خلال انعقاد الدورة الـ 18 لمجلس التنسيق السعودي-اليمني بالعاصمة الرياض.
النتائج: توصلت الدراسة لعدد من النتائج، ومنها: –
- للمملكة العربية السعودية دور كبير في محاربة ومكافحة الإرهاب والعنف علي جميع الأصعدة والمستويات الداخلية والإقليمية والدولية.
- بذلت المملكة العربية السعودية نشاطاً وحراكاً وجهود ميدانية وفكرية طويلة في هذا الشأن.
- وجود استراتيجية واضحة للملكة العربية السعودية في مكافحة الإرهاب.
التوصيات والمقترحات: بناء على النتائج التي توصلت إليها الدراسة، قامت الدراسة بعرض بعض التوصيات والمقترحات، ومنها: –
- تعزيز التعاون بين المملكة العربية السعودية والمجتمع الدولي من خلال السعي إلى إنشاء أطر قانونية تسمح بتبادل المعلومات الأمنية لتفكيك المنظمات الإرهابية.
- تعزيز التعاون بين المؤسسات المالية المصرفية في المملكة العربية السعودية لتفعيل مراقبة عمليات غسيل الأموال لتجفيف منابع المنظمات الإرهابية.
- يشكل الإرهاب التهديد الأكثر خطورة للمملكة ويجب التصدي له من خلال اعتماد استراتيجيات دولية فعالة بين جميع الدول لمكافحة أخطار الإرهاب بشتى الطرق.
المراجع.
- أبو الوفا، أحمد، (1421هـ): الأعلام بقواعد القانون الدولي والعلاقات الدولية في الشريعة الإسلامية، ج12، ط1، القاهرة، دار النهضة العربية.
- أدوارد، ووكر (2005): المملكة العربية السعودية تحفظ أمنها، بحث منشور في: السعوديون والإرهاب: رؤي عالمية، ط1، الرياض، غناء للنشر، إعلان الرياض الصادر عن المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب المؤرخ في 25/ 2/ 2005.
- آل مدني، محمد بن عمر (2010): موقف عمل المملكة العربية السعودية من الإرهاب والعنف والتطرف ماضياً وحاضراً، ورقة عمل مقدمة للمؤتمر العالمي عن موقف الإسلام من الإرهاب، الرياض، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
- أمل بازجي، محمد عزيز شكري (2002): الإرهاب الدولي والنظام العالمي الراهن، حوارات لقرن جديد، دار الفكر المعاصر، دمشق، ط 1، ص 63.
- أنتوني هـ. كوردسمان ونواف عبيد (2004م): الأمن الداخلي السعودي” تقييم المخاطر والإرهاب وتحديات الدوائر الأمنية والتطورات”، واشنطن، مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية.
- التابعي، هيثم، (2011م): تاريخ طويل من الإرهاب عبر القارات، مجلة الشرق الأوسط، العدد 12007، ال خميس15ذو ال قعدة1432هـ-13/10/2011م.
- جامعة الدول العربية، وزراء الداخلية والعدل العرب، الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب، القاهرة،22/04/1998م.
- الجحني، على بن فايز(2001): الإرهاب الفهم المفروض للإرهاب المرفوض، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، مركز الدراسات والبحوث، الرياض.
- الجحني، على فايز (1421هـ): الإرهاب والفهم المغرض، ط1، الرياض، أكاديمية نايف العربية.
- الجنحي، علي فايز (2005م): الإرهاب الفهم المفروض للإرهاب المرفوض، رسالة ماجستير، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية.
- الحارثي، وفاء بنت عوض (1432هـ): الخصائص المكانية لمواقع الجرائم الإرهابية في المملكة العربية السعودية، دراسة تطبيقية على مدينة الرياض باستخدام نظم المعلومات الجغرافية، رسالة ماجستير منشورة، جامعة أم القرى، مكة المكرمة.
- حرب، رجائي (2003): الإرهاب في النظام العالمي الجديد، رسالة ماجستير غير منشورة، الجامعة الأردنية، عمان.
- الرازي، محمد بن أبي بكر عبد القادر)1983): مختار الصحاح، دار ومكتبة الهلال، بيروت، حرف الواو، باب وجب، ص 709.
- الزهراني، سعيد بن عائض(2004): من جهود المملكة العربية السعودية في مكافحة الإرهاب، ورقة عمل مقدمة للمؤتمر العالمي عن موقف الإسلام من الإرهاب، الرياض، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
- السبيعي، سلمان محمد حمد(2006م) التدابير الوقائية ضد الإرهاب وتطبيقاتها في المملكة العربية السعودية، رسالة ماجستير، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، كلية الدراسات العليا.
- السحيمي نايف بن مثيب، (1429هـ) العوامل المؤدية إلى التغرير بالشباب للوقوع في الجرائم الإرهابية رسائل ماجستير، الرياض جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية.
- الشلوي، حمدان بن غريب (2004): الإرهاب ودور المملكة العربية السعودية في مكافحته، مكتبه حرير، الرياض.
- صحيفة الشرق الأوسط، العدد 7086، في 23/ 4/ 1998م.
- صحيفة الشرق الأوسط، العدد “9120 ” في 22/ 9/ 1426هـ.
- صحيفة عكاظ، العدد 13173 في 13/ 7/ 1423هـ.
- عبد الناصر توفيق العطار، مبادئ القانون، مطبعة السعادة، دون تاريخ، ص 147 وما بعدها.
- عيد، محمد فتحي (1999): واقع الإرهاب في الوطن العربي، ط1، الرياض، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية.
- الغزاوي، شعبان (2009): الإرهاب في المنطقة العربية: الأسباب والدوافع وسبل المكافحة، رسالة ماجستير غير منشورة، قسم العلوم السياسية، جامعة مؤتة، الأردن.
- لسان العرب محمد بن بكر بن منظور المصري المتوفى سنة 711هـ، ط1، المطبعة الكبر الأميرية، ج 2 مادة (وجب)، ص 293.
- محمد يوسف موسي (1377هـ): الفقه الإسلامي، مطابع دار الكتاب العربي بمصر، ط 3، ص 209.
- المستصفى في علم الأصول لأبي حامد محمد بن محمد بن محمد الغزالي المتوفى سنة 505ه ج 1 ص 27.
- المكتب الإعلامي (2004): الإصلاحات السياسية والاقتصادية في السعودية ” واشنطن، سفارة المملكة العربية السعودية.
- المهدي، فكري عطا الله (2000): الإرهاب الدولي -المتفجرات، القاهرة، دار الكتاب الحديث.
- نجم، خالد نصر (2006م): تغطية الصحافة السعودية للعمليات الإرهابية “صحيفتنا الرياض والوطن نموذجاً ” رسالة ماجستير منشورة، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية.
- نظمي، رانيا محمد عزيز(1430هـ): جهود علماء المملكة العربية السعودية لمكافحة الإرهاب، مؤتمر الإرهاب بين تطرف الفكر وفكر التطرف.
- اليوسف، عبد الله (2006): الأنساق الاجتماعية ودورها في مقاومة الإرهاب التطرف، الرياض، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية.
- Hudson, A (1999): The sociology and psychology of terrorism: Who becomes a terrorist and why?, A Report Prepared under an Interagency Agreement y the Federal Research Division.
المواقع الالكترونية:
- حملة السكينة، (2013): دراسة حول العمليات الإرهابية في السعودية، قسم الدراسات، تاريخ الزيارة28 /04/2020م ـ، من موقع http://www.assakina.com
1. الحارثي، وفاء بنت عوض (1432هـ): الخصائص المكانية لمواقع الجرائم الإرهابية في المملكة العربية السعودية، دراسة تطبيقية على مدينة الرياض باستخدام نظم المعلومات الجغرافية، رسالة ماجستير منشورة، جامعة أم القرى، مكة المكرمة، ص37.
2. نجم، خالد نصر (2006م): تغطية الصحافة السعودية للعمليات الإرهابية “صحيفتنا الرياض والوطن نموذجاً، رسالة ماجستير منشورة، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، ص19.
[3] – Hudson, A (1999): The sociology and psychology of terrorism: Who becomes a terrorist and why?, A Report Prepared under an Intergency Agreement y the Federal Research Division.
[4]. أمل بازجي، محمد عزيز شكري (2002) الإرهاب الدولي والنظام العالمي الراهن، حوارات لقرن جديد، دار الفكر المعاصر، دمشق، ط 1، ص 63.
[5]. آل مدني، محمد بن عمر (2010): موقف عمل المملكة العربية السعودية من الإرهاب والعنف والتطرف ماضياً وحاضراً، ورقة عمل مقدمة للمؤتمر العالمي عن موقف الإسلام من الإرهاب، الرياض، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
[6]. الغزاوي، شعبان (2009): الإرهاب في المنطقة العربية: الأسباب والدوافع وسبل المكافحة، رسالة ماجستير غير منشورة، قسم العلوم السياسية، جامعة مؤتة، الأردن.
[7]. حرب، رجائي (2003): الإرهاب في النظام العالمي الجديد، رسالة ماجستير غير منشورة، الجامعة الأردنية، عمان.
[8]. الجحني، على بن فايز(2001): الإرهاب الفهم المفروض للإرهاب المرفوض، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، مركز الدراسات والبحوث، الرياض.
[9]. المهدي، فكري عطا الله (2000): الإرهاب الدولي_ المتفجرات، القاهرة، دار الكتاب الحديث.
[10]. عيد، محمد فتحي (1999): واقع الإرهاب في الوطن العربي، ط1، الرياض، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية.
[11].الكيلاني، هيثم (1997م): الإرهاب يؤسس دولة نموذج إسرائيل ، القاهرة، دار الشروق، ص17.
12. إمبراطورية الشر – ستيفان فاخوفياك – ترجمة ميشيل منير- البعث – العدد 2003/2/2.11909.
13. السبيعي، سلمان محمد حمد(2006م): التدابير الوقائية ضد الإرهاب وتطبيقاتها في المملكة العربية السعودية، رسالة ماجستير ،جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، كلية الدراسات العليا،ص195-198.
14. العميري، محمد بن عبد الله(2004): موقف الإسلام من الإرهاب، مركز الدراسات والبحوث، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، الرياض، ص77-79.
15.شوربجي، سيد(1994): تأثير الجريمة على خطط التنمية الاجتماعية والاقتصادية، المركز العربي للدراسات الأمنية والتدريب، الرياض، ص 75.
16.المجذوب، أحمد(2003): ظاهرة العنف داخل الأسرة المصرية، المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، القاهرة، ص283-284.
17.العميري، محمد بن عبد الله: مرجع سابق، ص83.
18. الميداني، عبد الرحمن حبنكة(1400): أجنحة المكر الثلاثة، دار العلم، دمشق، ص59.
19.عسيري، علي عبد الله(2004): مرجع سابق، ص 50.
20.محمد بن عبد الله العميري: مرجع سابق، ص83.
21.حجازي، مصطفى(1989): الحرب وآثارها النفسية والاجتماعية والتربوية على الأطفال والناشئة في لبنان، أعمال ندوة: “الحرب والكوارث وآثارها على الطفل العربي”، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، الرياض، ص 64.
22.العميري، محمد بن عبد الله: مرجع سابق، ص83.
23.العميري، محمد بن عبد الله: مرجع سابق، ص83.
24. الخطيب، خالد عبد الباقي محمد (2013): دور المجتمع في مواجهة أسباب وآثار انعكاسات جرائم الإرهاب، المجلة القضائية -وزارة العدل اليمنية – اليمن، ع3.
25.الحبيب، محمد بن ناصر(2002): تطلعات الشباب الجماعي وعلاقتها بالمتغيرات الشخصية والبيئية، ندوة المجتمع والأمن، كلية الملك فهد الأمنية، الرياض، خلال الفترة من 13-16 أكتوبر 2002م، ص349.
26.العطيان، تركي بن محمد(2002): سيكولوجية البطالة وعلاقتها بالسلوك الإجرامي، ندوة المجتمع والأمن كلية الملك فهد الأمنية، الرياض، خلال الفترة 13-16 أكتوبر 2002م، ص313.
27. هاشل، محمد حميد (2010): دور الوسطية في استتباب الأمن، دار النهضة العربية، القاهرة، الطبعة الأولى.
28. الرازي، محمد بن أبي بكر عبد القادر)1983): مختار الصحاح، دار ومكتبة الهلال، بيروت، حرف الواو، باب وجب، ص 709.
29. لسان العرب محمد بن بكر بن منظور المصري المتوفى سنة 711هـ ، ط1، المطبعة الكبر الأميرية، ج 2 مادة (وجب) ، ص 293.
30. المستصفى في علم الأصول لأبي حامد محمد بن محمد بن محمد الغزالي المتوفى سنة 505ه، ج 1 ص 27.
31. عبد الناصر توفيق العطار، مبادئ القانون، مطبعة السعادة، دون تاريخ، ص 147 وما بعدها.
32. محمد يوسف موسي (1377هـ): الفقه الإسلامي، مطابع دار الكتاب العربي بمصر، ط 3، ص 209.
33. سورة آل عمران، آية رقم 132.
35. صحيح البخاري، المرجع السابق، كتاب الأحكام، باب السمع والطاعة للإمام ما لم تكن معصية، رقم 6611.
36. النسائي، المجتبي الحافظ أبي عبد الرحمن بن شعيب المتوفى 303 ه، سنن النسائي، مطبعة البابي الحلبي، مصر، ط 1، 1383ه_ 1964 م، ج 2، كتاب الاستعادة باب الاستعادة من غلبة الرجال، رقم 5409 كما ورد ذات المعنى بصحيح البخاري بحاشية السندي للإمام البخاري، أبي عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم المتوفى 256 ه مطبعة إحياء الكتب العربية، ج3، كتاب الدعوات باب الاستعادة من الجبن والكسل وكسالى واحد رقم 5892.
[37]. الزهراني، سعيد بن عائض(2004): من جهود المملكة العربية السعودية في مكافحة الإرهاب، ورقة عمل مقدمة للمؤتمر العالمي عن موقف الإسلام من الإرهاب، الرياض، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
[38]. الشلوي، حمدان بن غريب (2004): الإرهاب ودور المملكة العربية السعودية في مكافحته، مكتبه حرير، الرياض.
39.الزهراني، سعيد بن عائض(2004): مرجع سابق.
[40] . أدوارد، ووكر (2005): المملكة العربية السعودية تحفظ أمنها، بحث منشور في: السعوديون والإرهاب: رؤي عالمية، ط1، الرياض، غناء للنشر، إعلان الرياض الصادر عن المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب المؤرخ في 25/ 2/ 2005.
قيم البحث الأن
راجع البحث قبل التقييم
راجع البحث قبل التقييم