دور التعلم النشط في البحث العلمي
دور التعلم النشط في البحث العلمي
إعداد
فاطمة علي الصويان
الجهة المقدم لها
المؤتمر السادس لتطوير التعليم العربي
العام
1439ه-2018م
ملخص الورقة
النتائج الإيجابية للتعلم النشط و التأثير الإيجابي على الطلبة في زيادة تحصيل المتعلمين والذي يتمثل في عدة جوانب ، منها : زيادة دافعيتهم للتعلم ، وانتباههم ، وتطوير اتجاهات إيجابية نحو المعلم والمادة التعليمية ، وزيادة التفاعل داخل الصف ، وتنمية مهارات التفكير العليا مثل، لذلك تخاطب العديد من أنشطته هذه القدرات في مواقف مختلفة فيساعد في تحسين تعلم المحتوى العلمي.
طبيعة التعلم النشط يعتمد على نشاط المتعلم وبناء المعرفة بنفسه ؛ حيث يقوم المعلم بالبحث والتقصي ؛ حتى يصل للمفاهيم بنفسه ، ويتم العمل بشكل فردي أو في مجموعات مما يساعد على نمو روح التعاون ، والعمل التعاوني الإيجابي .
وأدى تنوع الأنشطة التعليمية المستخدمة في التعلم النشط إلى إثراء البيئة التعليمية بالمثيرات الحسية المختلفة ، مما ساعد على زيادة طاقة المتعلمات السلبيات ، ويفيد في التقليل من طاقة المتعلمات مفرطات الحركة.
ومن خصائص التعلم النشط العمق في المعرفة ؛ من خلال البناء المعرفي للمتعلمة ؛ حيث يتم الاعتماد على الخبرات السابقة ، وإضافة المزيد منها ؛ من أجل التعمق ، وذلك من خلال بناء علاقات بين المفاهيم الجديدة وبين ما تملكه المتعلمة من مفاهيم سابقة ؛ حيث أدى ذلك إلى رفع المستوى التحصيلي لدى الطالبات .
أظهرت أن أساليب التعلم النشط تؤدي بشكل عام إلى نسبة احتفاظ أكبر للمادة التعلمية ، وإتقان مهارات التفكير العلمي والبحث ، وتبني اتجاهات إيجابية ،ودافعية أكبر للتعلم في المستقبل .
هذه العوامل مجتمعة ساعدت على زيادة التحصيل الدراسي ، لدى المتعلمات فظهرت النتائج ايجابية.
المحتوي
المحتوي | الصفحة |
الفصل الأول | 4 |
المقدمة | 4 |
مشكلة البحث | 7 |
أهمية البحث | 7 |
أهداف البحث | 8 |
أسئلة الدراسة | 8 |
حدود الدرسة | 8 |
الفصل الثاني | 9 |
اطار نظري | 9 |
الدراسات السابقة | 18 |
الفصل الثالث | 25 |
اجراءات الدراسة | 25 |
الفصل الرابع | 25 |
نتائج الدراسة | 26 |
التوصيات | 29 |
المراجع | 30 |
الملاحق | 32 |
الفصل الأول
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
ظهر مصطلح التعليم النشط في السنوات الأخيرة من القرن العشرين ،وزاد الاهتمام به بشكل واضح مع بدايات القرن الحادي والعشرين ،كأحد الاتجاهات التربوية والنفسية المعاصرة ،ذات التأثير الايجابي الكبير على عملية التعلم داخل الحجرة الدراسية وخارجها من جانب طلبة المدارس والمعاهد والجامعات .
وكان الانفجار المعلوماتي الهائل دور داعم وقوي للتعلم النشط ،حيث ظهرت أعداد لا نهاية لها من المواقع الالكترونية علي شبكة المعلومات الدولية (الانترنت) تزخر بالمراجع والدوريات والمقالات والدراسات الميدانية والتجريبية ،مما ساهم في زيادة توضيح مفهوم التعلم النشط وأهميته ومجالات تطبيقه في مختلف الموضوعات المدرسية المتنوعة .
تعريفات التعليم النشط: من بين أهم التعريفات الدقيقة لمفهوم التعليم النشط ما طرحه المربي لورنزن الذى يرى فيه طريقة لتعليم الطلبة بشكل يسمح لهم بالمشاركة الفاعلة في الأنشطة التي تتم داخل الحجرة الدراسية ،بحيث تأخذهم تلك المشاركة الى ما هو أبعد من دور الشخص المستمع السلبي الذى يقوم بتدوين الملاحظات بالدرجة الأساس الى الشخص الذى يأخذ زمام المبادرة في الأنشطة المختلفة التي تتم مع زملائه خلال العملية التعليمية داخل غرفة الصف ،بحيث تشمل فعاليات التعلم النشط مجموعة من تقنيات أو أساليب تدريس متنوعة مثل استخدام مناقشات المجموعات الصغيرة ،ولعب الأدوار المختلفة ،وعمل المشاريع البحثية المتنوعة، وطرح الأسئلة متعددة المستويات ،بحيث يتمثل الهدف الأول والأساس من كل هذه الأنشطة تشجيع الطلبة علي تعليم أنفسهم بأنفسهم تحت أشراف معلمهم.
ويري سيلبرمان بأنه عندما يكون التعلم نشطا، فان الطلبة يقومون بمعظم العمل ،ويستخدمون عقولهم بفاعلية ،ويدرسون الأفكار جيدا ،ويعملون علي حل المشكلات من جهة ،وعلي تطبيق ما تعلموه من جهة ثانية ،مما يؤدي الى سرعة الفهم لديهم والاستمتاع فيما يقومون به من أنشطة .وحتي يتعلم الطلبة بشكل أفضل ،فان عليهم الاصغاء الايجابي لما يدور حولهم من فعاليات ،والتفكير فيها بعمق ،وطرح الأسئلة ذات العلاقة ،ومناقشة القضايا والموضوعات ذات الصلة ،واكتشاف الأمور المتعددة والعمل علي تمحيصها ،وطرح الأمثلة حولها، وتطبيق المهارات المطلوبة ،والقيام بالواجبات أو المسؤوليات التي تعتمد علي المعرفة التي يجب عليهم اكتسابها .
للتعليم النشط عدة تعاريف منها :
-طريقة تدريس تشرك المتعلمين في عمل أياء تجبرهم علي التفكير فيما يتعلمونه .
-مصطلح شامل لمجموعة من أساليب واستراتيجيات التدريس التي تركز على القاء مسؤولية التعلم على المتعلم أو الطالب.
-تعلم قائم على الأنشطة المختلفة التي يمارسها المتعلم والتي ينتج عنها سلوكيات تعتمد على مشاركة المتعلم الفاعلة والايجابية في الموقف التعليمي.
عناصر التعليم النشط : للتعلم النشط اربعة عناصر أساسية هي
(القراءة، والكتابة، والتحدث، الاستماع)
مبادئ التعلم النشط:
– اشتراك المتعلمين في الموقف التعليمي والانشطة والمهام بفاعلية و ايجابية.
– اشتراك المتعلمين في اختيار نظام العمل و أساليبه.
– تشجيع نقاشات المتعلمين والسماح لهم بطرح الأسئلة للمعلم أو لبعضهم البعض.
– تعدد مصادر التعلم وتنوعها.
– توزيع المسؤوليات وتحمل المسؤولية.
– تطوير مهارات المتعلمين العقلية وتنميتها، وتفعيل مهارات التفكير العليا )التحليل والتركيب والتقويم وحل المشكلات).
– اشراك المتعلمين في تقويم أنفسهم وزملائهم.
– توجيه المتعلمين الى التأمل فيما تعلموه وما يجب عليهم أن يتعلموه.
-التنوع في جلوس المتعلمين وحرية حركتهم.
– اتباع طرق التدريس المتمركزة حول المتعلم.
-تقديم التغذية الراجعة للطلاب أولا بأول.
– التركيز على اكتشاف القيم والمعتقدات والتوجهات لدى المتعلمين.
أهمية التعلم النشط
– يزيد من اندماج الطلاب في العمل.
– يجعل التعليم متعة وبهجة.
– ينمي العلاقات الاجتماعية بين الطلاب بعضهم البعض، وبين المعلم والطلاب.
– ينمى الثقة بالنفس والقدرة على التعبير عن الرأي.
– ينمي الدافعية في اتقان التعلم.
– يعود الطلاب على اتباع قواعد العمل.
– ينمي لدى الطلاب الاتجاهات والقيم الايجابية.
– ينمي الرغبة في التعلم.
مشكلة البحث
تتركز مشكلة الدراسة الحالية في معرفة
و بذلك تتحدد مشكلة الدراسة في الاتي :
١. معرفة أثر التعلم النشط في تنمية البحث العلمي لدى طالبات.
٢.معرفة أثر التعلم النشط في التحصيل الدراسي وزيادة الوعي بأهمية البحث العلمي.
٣.معرفة العلاقة الارتباطية بين البحث العلمي والتعليم النشط والتحصيل الدراسي لدى الطالبات .
أهمية البحث
تنبع أهمية الدراسة الحالية في كون التعلم النشط إحدى الاتجاهات التربوية الحديثة التي تجعل المتعلم محور العملية التعليمية ، وبالتالي يمكن الاستفادة من استخدام التعلم النشط في البحث العلمي ؛ الأمر الذي يبرر أهمية الدراسة الحالية في الآتي :
١. تسهم الدراسة الحالية في إثراء الفكر الذي يسود الأوساط العلمية ، حول تحسين نمط التعلم ؛ بإتاحة الفرصة للمتعلمين ، ليكونوا فاعلين نشيطين .
٢. تفيد الدراسة الحالية في الاستفادة من إجراءات استخدام التعلم النشط ، وخاصة في مجال البحث العلمي للمعلمات .
٣. يمكن الاستفادة من الدراسة الحالية في توجيه المعنيين بالعملية التعليمية لتهيئة بيئة تعليمية نشطة ؛ مواتية ؛ مما يفيد المعلمين والمتعلمين في البحث العلمي .
٤. تساهم هذه الدراسة الحالية في توجيه اهتمام القائمين في عملية بناء المناهج العلو وتطويرها ؛ بإعادة صياغة مواضيع المنهج بما يتناسبمع متطلبات وطرق البحث العلمي والتعلم النشط .
٥. تفيد نتائج الدراسة الحالية المهتمين والقائمين على تخطيط وتطوير المناهج وطرق التدريس، والمعلمات في التعرف على أثر التعلم النشط في تنمية البحث العلمي والتحصيل الدراسي لدى الطالبات .
أهداف البحث
– تطوير العملية التعليمية والبحث العلمي بما يحقق أهدافها وأهداف المجتمع .
– تجويد التعليم وتطوير البحث العلمي .
– تنشئة جيل يتحمل المسئولية وينفع مجتمعه .
– زيادة نسبة استبقاء المعرفة عند المتعلمين.
– تنمية الاتجاهات الايجابية للمتعلمين نحو المادة والمدرسة ونحو أنفسهم وزملائهم ومعلميهم.
– التقليل من الهدر بحيث تتكافئ المدخلات والمخرجات في العملية التعليمية.
– زيادة تحصيل المتعلمين.
-الكشف عن اثر التعلم النشط في تنمية البحث العلمي
– معرفة اثر التعلم النشط في التحصيل الدراسي.
– معرفة مدى العلاقة الإرتباطية بين البحث العلمي والتحصيل الدراسي .
أسئلة الدراسة
1-هل التعلم النشط له دور في تنمية البحث العلمي ؟
2-هل التعلم النشط يساعد على زيادة التحصيل الدراسي والوعي بأهمية البحث العلمي؟
3-هل هناك علاقة بين التعلم النشط والبحث العلمي؟
حدود الدرسة
الحدود المكانية :مدينة القصيم
الحدود البشرية :عينة من طلبة مدرسة ام طليحة الشرقية التابعة لادارة تعليم الشماسية .
الحدود الزمانية: اجريت الدراسة الحالية في العام الهجري 1439 ه.
الحدود المنهجية: تم استخدام المنهج الوصفي وذلك لمناسبته لهدف الدراسة وتساؤلاتها.
الفصل الثاني
الإطار نظري
التعليم النشط
يحظى التعلم في الإسلام بمكانة رفيعة حيث لا يؤخذ العلم إلا بالتعلم، قال تعالى “قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ” الزمر ، آية : ٩
واهتم الإسلام بطريقة التعلم ؛ وذلك لأهميتها في توجيه المتعلم نحو المعرفة ، واستثارة تفكيره وإشباع ميوله ، وتحفيزه للتعلم .
واستُخدم في ذلك عدة طرق حرص خلالها على أن يصل المتعلم للمعلومة بنفسه ؛ حيث ورد ذكر السؤال في المسائل ومشتقاتها في القرآن الكريم حوالي ١٣٠ مره ؛ فالسؤال يرد في بعض المواضع ليكون بمثابة منبه للحقيقة المهمة التي تعقبه ، ومثال ذلك قوله تعالى “قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا” الكهف ، الآيات : ١٠٣ , ١٠٤
ومن أمثلة الأسئلة المؤدية إلى التشويق قوله تعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ” الصف ، آية : ١٠
كما استخدم القران الكريم أسلوب التدرج في التربية والتعليم إذا أراد أن يوصل بعض المعلومات إلى أصحابه ، ولم يقفز بهم الرسول صلى الله عليه وسلم قفزة واحدة لتعليم الإسلام جملة واحدة ، فقد كانت تربية رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم لأصحابه تربية متدرجة كما في حديث البخاري قالت عائشة “ إنما أول ما نزل منه سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار ، حتى إذا أثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام ، ولو نزل أول شيء لا تشربوا الخمر ، لقالوا : لا ندع الخمر أبداً . ولو نزل لا تزنوا ، لقالوا : لا ندع الزنا أبداً ” .
وتحتل طريقة التعلم في الحديث الشريف مكاناً بارزاً وأهمية خاصة، وهذا يلقي الضوء على الدور الأساسي الذي تلعبه في عملية التعلم ، كما ورد في مسلم عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال” أتدرون من المفلس ؟ ” قالوا : المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال : إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ، ويأتي وقد شتم هذا ،وقذف هذا ، وأكل مال هذا ، وسفك دم هذا ، وضرب هذا ؛ فيعطى هذا من حسناته ، وهذا من حسناته ، وهذا من حسناته ، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ، ثم طرح في النار . ” (
فاستخدم الرسول صلى الله عليه وسلم أساليب متنوعة في كثير من أمور الصحابة وتعليمهم ومنها أسلوب التعلم النشط ، ومن ذلك مجموعة من القصص والعبر و ضرب المثال لتقريب المعنى .
كما ورد في البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إنما مثلي ومثل أمتي كمثل رجل استوقد نار فجعلت الدواب والفراش يقعن فيه فأنا آخذ بحجزكم وأنتم تقحمون فيه “.
ومعظم طرق التعلم التي وردت في القرآن الكريم والسنة المطهرة لا تهدف إلى مجرد إعطاء معلومات فحسب ، بل إنها في كثير من الأحيان تدعو إلى التأمل والتدبر ؛ بحيث يصل المخاطب في نهاية المطاف إلى فهم الموضوع أو المشكلة المطروحة ، والملاحظ أن تلك الطرق ليست تأملية غير واقعية ، بل موصولة بالأمور والأشياء التي يصادفها المخاطبون في بيئتهم ، وعليه فإن الإجابة عليها تعتمد على خبرات المخاطبين .
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد استخدم ذلك مع قومه أثناء دعوته لهم إلى الإسلام ، قال صلى الله علية وسلم ” أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلاً بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي ؟ قالوا : نعم ، ما جربنا عليك إلا صدقا ، قال : ” فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد” . البخاري
كما استخدم الرسول صلى الله عليه وسلم المجموعات الثنائية في التآخي بين الأنصار والمهاجرين كأفضل طريقة لدمج كل ثنائي ؛ فكرياً ، ومادياً ، واجتماعياً ، وإحداث التعاون فيما بينهم ، فأخا بين أبي بكر وعمر، وبين عثمان وعبد الرحمن بن عوف ، وبين طلحة والزبير وبين معاذ وثوبان. وبين أبي طلحة وبلال. وبين عمار وحذيفة ، وبين أبي الدرداء وسلمان .
ومن أساليبه أسلوب التشويق والإثارة عن طريق الوعد بمعلومة، والتجاهل حتى يطلبها المتعلم، كما ورد في البخاري عن أبي سعيد بن المعلى قال له رسول الله صلى الله علية وسلم :
” لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن قبل أن تخرج من المسجد ثم أخذ بيدي فلما أراد أن يخرج قلت له ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن قال الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته ” .
ومن أساليبه تدريب المتلقي على التفكير وتشجيعه على ذلك ، وتعويده على العطاء والمشاركة وإبداء الرأي بأسلوب عقلي سهل وميسر ، ومثال ذلك الرجل الذي طرح على الرسول قضية هامة
وتحاور الرسول معه وضرب له مثالاً من بعض ما يملكه هذا الرجل ليكون أقرب إلى فهمه ، كما ورد في مسلم عن أبي هريرة أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، ولِد لي غلام أسود ، فقال : ” هل لك من إبل ؟ قال : نعم . قال : ما لونها ؟ قال : حمر . قال : هل فيها أورق ؟ قال : نعم . قال : فأنى ذلك ؟ قال : نزعة عرق . قال فلعل ابنك نزعة ” .
ولقد انتهج الرسول صلى الله عليه و سلم أسلوب التطبيقي العملي عندما كان يعلم الصحابة الصلاة كما ورد في البخاري حيث قال بعد ما فرغ من الصلاة ذات يوم : ” أيها الناس إنما صنعت هذا لتأتموا بي ولتعلموا صلاتي ” .
أن استخدام الرسول صلى الله عليه وسلم لهذه الأساليب من قبيل ترسيخ العلم للمتعلمين وبناء المعرفة الصحيحة بشكل عملي ونشط ، وهذا يدل على عظم قدر العلم والمعرفة والثقافة لدية ، وتقديره البالغ لرسالة التربية والتعليم، وممارسته الماهرة لشتى الوسائل التي تفيد المنظومة التربوية .
التعلم النشط والنظرية البنائية
من النظريات التي تؤيد نشاط المتعلم النظرية البنائية والتي ترى بأن المتعلم يقوم بتكوين معارفه الخاصة التي يخزنها بداخله فلكل شخص معارفه الخاصة التي يمتلكها ، وأن المتعلم يكون معرفته بنفسه إما بشكل فردى أو مجتمعي بناء على معارفه الحالية وخبراته السابقة .
ولا يكون ذلك إلا عن طريق التعلم النشط ، والذي أرى انه التطور الطبيعي للبنائية .
فذكر أن ” من مبادئ النظرية البنائية التعلم النشط حيث يمارس المتعلم النشاط في معالجته للمعلومات ؛ لتغيير أو تعديل بنيته العقلية ، ليكتشف المعرفة بنفسه . “
وقد نادى ببياجيه في معظم كتاباته التربوية بالمعرفة النشطة الفاعلة ، التي يعتبرها أمراً مهماً في تطوير الذهن والعمليات العقلية والبنى المعرفية للمتعلم ، وأفترض أن التطبيق التربوي لمفهوم التطور المعرفي يتمثل في أن التطور المعرفي يعتمد على ما يقوم به المتعلم من نشاط ؛ لذلك ينبغي أن يهيئ المعلمون فرصاً مناسبة من النشاط ليمارسها المتعلمون في أي مرحلة ؛ حتى تتطور أبنيتهم المعرفية .
طبيعة التعليم النشط
يعمل التعلم النشط على التركيز على المتعلم ، باعتباره محور العملية التربوية ، وبالتالي إلغاء الدور السلبي له .
من خلال ابتكار بيئات تعليمية تساعد على ارتفاع مستوى مشاركة الطلاب إلى أكثر من مجرد الاستماع ، وتسهل البناء النشط للمعرفة ، والذي من شأنه أن يحسن قدرة المتعلم على تذكرها ، بالإضافة إلى تعزيز التذكر فإن التعلم النشط يتطلب من المتعلمين استخدام مهارات التفكير العليا ؛ كالتحليل والتركيب والتقويم ، ومشاركتهم في أنشطة متنوعة ؛ كالقراءة والكتابة والمناقشة ، فضلاً عن الاهتمام الكبير الذي يوليه لمساعدة المتعلمين في اكتشاف الاتجاهات والقيم الخاصة بهم .
أهمية التعليم النشط
أهمية التعلم النشط تظهر من النتائج الإيجابية التي يحدثها عند المتعلم ؛ من حيث المعرفة والمهارات والاتجاهات ، وهذه النتائج أكدتها ودعمتها. البحوث حول التعلم النشط .
وقد أوضح باشام 1994 أن التعلم النشط يصنع جسراً يساعد المتعلمين على عبور الفجوة بين عملية التعلم والهدف منها ؛ وذلك من خلال ما يضيفه لعملية التعلم .
قد خلصوا إلى النتيجة التالية حول التعلم النشط : ” إن التعلم ليس رياضة للمشاهدة ، وإن الطلبة لا يتعلمون الكثير بمجرد جلوسهم في الصف ؛ يستمعون للمعلمين ويحفظون ما يعلمونهم إياه أو يجيبون عن أسئلة ، إنما يجب على الطلبة التحدث عما يتعلمونه ، والكتابة عنه ، وربطه بخبراتهم السابقة ، وتطبيقه على حياتهم اليومية ، وعليهم جعل ما يتعلمونه جزءاً من ذواتهم .
أهداف التعلم النشط
أهداف التعلم النشط تتمثل في التالي :
١ –تشجيع الطلبة اكتساب مهارات التفكير العديدة .
٢– تشجيع الطلبة على القراءة الناقدة .
٣- التنويع في الأنشطة التعليمية الملائمة للطلبة ؛ لتحقيق الأهداف التربوية المنشودة .
٤- دعم الثقة بالنفس لدى المتعلمين نحو ميادين المعرفة المتنوعة.
٥- مساعدة المتعلمين على اكتشاف القضايا المهمة .
٦ – تشجيع الطلبة على طرح الأسئلة المختلفة .
7- تشجيع الطلبة على حل المشكلات .
٨ – تحديد كيفية تعلم الطلبة للمواد الدراسية المختلفة .
٩ – قياس قدرة الطلبة على بناء الأفكار الجديدة ، وتنظيمها .
١٠- تشجيع الطلبة وتدريبهم على أن يعلموا أنفسهم بأنفسهم .
١١ – تمكين الطلبة من اكتساب مهارات التعاون والتفاعل والتواصل مع الآخرين .
١٢ – زيادة الأعمال الإبداعية لدى الطلبة و تمكينهم من العمل بشكل إبداعي.
١٣ – اكتساب الطلبة للمعارف والمهارات والاتجاهات المرغوب فيها .
١٤- تشجيع الطلبة على المرور بخبرات تعلميه وحياتية حقيقية .
١٥- تشجيع الطلبة على اكتساب مهارات التفكير العليا ( التحليل والتركيب والتقويم ) ومهارات حل المشكلات ، وتمكينهم من تطبيقها في التعلم وفي الحياة .
١٦- زيادة قدرة المعلمين على فهم المعرفة ، وبناء معنى لها ، واستبقائها .
١٧- تطوير دافعية داخلية لدى المتعلمين لحفزهم على التعلم .
١٨ – تشجيع المتعلمين على المشاركة في وضع أهداف تعلمهم ، والسعي نحو تحقيقها ، وفي تحمل مسؤولية تعلمهم .
١٩- تشجيع الطلبة على اكتساب مهارات التفاعل والتواصل والتعاون مع الآخرين.
٢٠- تسهيل التعلم من خلال مرور المتعلمين بخبرات عملية مرتبطة بمشكلات حقيقية .
النتائج الايجابية للتعلم النشط
١ –بقاء اثر التعلم لدى المتعلم
حيث أظهرت العديد من البحوث أن نسبة احتفاظ ) استبقاء ( الطلبة للمعرفة وإتقان مهارات التفكير العليا وتبني اتجاهات إيجابية ودافعية أكبر للتعلم في المستقبل في التعلم التقليدي تكون محددة ، بينما تكون هذه النسبة أعلى بكثير في التعلم النشط .
٢ – زيادة التفاعل داخل الصف
الطلاب عندما يندمجون في الأنشطة التعليمية الصفية نلاحظ أنهم يستجيبون للأنشطة بطرق مختلفة ؛ وذلك وفقاً لتنوع ميولهم ، ولذلك عندما يخطط المعلم للنشاط التعليمي فإنه يخطط للتعلم الفردي في إطار المجموعة ، مهتماً بالتفاعل الإنساني الذي يتم في المجموعة ؛ حيث يمكن ضم الطلاب المتشابهين معاً ، فيسهل عليهم التوافق والتفاعل اللازم ؛ لفهم معنى ما يتعلمون .
٣ – تطوير اتجاهات إيجابية نحو المادة التعليمية
حيث يبدأ الطلاب في تقبل المسؤولية الشخصية عن التعلم ، ويقومون بأعمال وأنشطة تساعدهم على التمكن من المحتوى ، بالإضافة إلى التمكن من الإدارة الذاتية لأعمالهم ، ويؤدي التعلم النشط إلى زيادة دافعية الطلبة للتعلم ، وهذا يقود إلى تطوير اتجاهات إيجابية لدى الطلبة نحو المادة التعليمية التي يتم تعليمها في بيئة تعلم نشط ، حيث إن المهمة التي ينجزها المتعلم بنفسه أو كفرد في مجموعة تكون ذات قيمة كبيرة بالنسبة له .
٤ – تنمية مهارات التفكير العليا
يهتم التعلم النشط بمهارات التفكير العليا مثل : التحليل والتركيب والتقويم ، ويركز عليها ؛ لذلك تخاطب العديد من أنشطته هذه المهارات في مواقف مختلفة ، فيساعد في تحسين المحتوى العلمي ،باعتبارهما أنه يمكن تنمية قدرة المتعلم على تنمية مهارات التفكير العليا وتطويرها ، من خلال استخدام بعض إستراتيجيات التعلم النشط ، التي تقوم على التفاعل والمشاركة النشطة من جانب المتعلم ، والتوجيه المستمر تحت إشراف وتوجيه المعلم .
ولتعلم العلوم في صورة نشطة وفعالة ينبغي استخدام الطريقة العلمية في التفكير ، واحتواء المتعلمين في مواقف تعلم نشطة تتمركز حولهم ، ومساعدتهم على تكوين وتطور أطر مفاهيمية خاصة بهم ، وتشجع نقاشهم وتفاعلهم معاً ، ومساعدتهم على اكتساب العلوم ؛ كخبرات من خلال إستراتيجيات متنوعة ومتباينة وشيقة .
٥ زيادة اهتمام الطلبة وانتباههم
تشير الدراسات إلى أن تركيز الطلبة وانتباههم في صفوف التعلم التقليدي يتضاءل بشكل كبير بعد مرور أول عشرة دقائق من وقت الحصة .
– ويعمل التعلم النشط على زيادة اهتمام الطلبة ، وجعل انتباههم مستمراً لفترة أطول ؛ نظراً لانشغالهم بالأنشطة ، وتفاعلهم معها ؛ حيث أن التعلم النشط يهدف إلى تعليم المتعلم كيف يتعلم ، وكيف يفكر، وكيف يشارك بفاعلية ؛ من خلال إستراتيجياته، والتي تجعل المتعلمين أكثر فاعلية وتنمي لديهم المهارات الجديدة التي تساعدهم على التكيف مع المستجدات ، ومن خلالها يتحولون من الحالة السلبية إلى الحركة والنشاط ، والتحدث ، والقراءة ، والكتابة وطرح الأسئلة ، وممارسة الأنشطة ، وعمليات التفكير ، واستخلاص الأفكار ، وعرضها ، والتعبير عن وجهات النظر؛ مما يساعد على اكتساب الخبرات التعليمية بطريقة فعالة ، وتكوين الشخصية المتكاملة ، وتنمية مهارات التفكير العليا.
ومن إستراتيجيات التعلم النشط المختلفة
١. المجموعات الصغيرة والكبيرة
٢. التعلم التعاوني .
٣.التعلم القائم على الخبرة وتقديم التعلم والتعلم المباشر والتعلم المستقل .
٤. المحاضرة المعدلة
٥. القدوة
٦ .العصف الذهني .
٧.القصة
٨. المحاكاة
٩.دراسة الحالة .
10 . المناقشة ، الحوار
١١ . لعب الأدوار
١٢ . طرح الأسئلة
استراتيجيات التعلم النشط في عرض الدرس
١. التفكير بصوت مرتفع .
٢. خلايا التعلم
٣. فكر … زاوج … شارك .
٤. المجموعات الثنائية .
٥. تكلم … اكتب .
٦. التعلم التعاوني .
الشروط الاساسية لنجاح استراتيجيات التعلم النشط
١. البدء باستخدام التعلم النشط في مرحلة مبكرة ؛ حتى يعطى المتعلمون الفرصة لبناء فريق ومجموعات تعلم منظمة .
٢. وضوح الأهداف ، ودقتها ، و بساطتها .
٣. مناسبة الأنشطة والتجارب للمحتوى ، ولمستوى المتعلمين .
٤. أن يركز العمل أو النشاط على الناتج .
٥. أن تكون معايير الناتج المرتبطة بالنشاط واضحة للمتعلمين .
٦.الحداثة والتنوع في بناء المهام والأنشطة ؛ بحيث يشعر المتعلمون بأنها حقيقية وواقعية .
٧.من الضروري أن يفكر المعلم في الكيفية التي سيؤدي بها المتعلمون النشاط ؛ بحيث يتم تصميم العمل بشكل يشجع ويدعم الاندماج مع الآخرين ، والتعاون معهم .
٨. الأخذ في الاعتبار أنماط التعلم لدى التلاميذ والمتمثلة في :
المتعلمين من خلال البصر وهم التلاميذ الذين لديهم القدرة على سماع وتذكر المعلومات التي يعرضها عليهم المعلم.
المتعلمين من خلال السمع وهم التلاميذ الذي لديهم القدرة على سماع وتذكر المعلومات التي يمليها عليهم المعلم.
المتعلمين من خلال الحركة أو العمل وهم التلاميذ يتعلمون من خلال العمل والأداء .
الدراسات السابقة
أجريت دراسات وبحوث كثيرة ومتنوعة حول أثر التعلم النشط بدول مختلفة ،وما يمت بصلة وثيقة بمتغيرات الدراسة إن وجد ؛ وتقسيمها إلى الدراسات العربية والدراسات الأجنبية .
1- دراسة باشام (1994)
هدفت هذه الدراسة إلى تشجيع الاتجاهات الإيجابية نحو العلوم والتعلم من خلال التعلم النشط ، حيث شارك طلاب من الصف الرابع في إحدى المدارس الداخلية في الجنوب الشرقي للولايات المتحدة في وحدة عملية حول البيئة بعنوان : الأرض في خطر ، ولمدة أسبوعين ولقد تناولت الدروس مدى واسعاً من القضايا البيئية مثل التلوث : أهمية الأرض ، إعادة التدويرتدمير الغابات الممطرة .
وشارك الطلاب في أنشطة تتناول موضوعات بيئية تتضمن : التربة ، الماء ، الحشرات الأشجار ، النفايات ، الأوراق ، المواد القابلة لإعادة التدوير ؛ حيث اكتشف الطلاب المشكلات البيئة من خلال التجربة والأعمال الفنية والأنشطة الأدبية ، وأصبحوا مشاركين نشطين في حل هذه المشكلات .
وتم قياس الاتجاهات نحو العلوم والتعلم ؛ من خلال إستبانه طبقت على 19 تلميذاً ومقابلات مع ٧ طلاب .
وقد أظهرت النتائج ازدياد الاتجاهات الإيجابية نحو العلوم والتعلم النشط بعد تطبيق الوحدة ، في حين انخفضت الاتجاهات الايجابية نحو البيئة ، واستمرت اتجاهات الطلاب نحو التعلم النشط كما هي دون تغير ، كما أن اتجاهات الطلاب نحو التعلم تأثرت بنمط التدريس .
2- دراسة دفرينسي (١٩٩٦)
هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على فاعلية تبادل الآراء والأفكار داخل الفصل من
خلال المناقشة الصفية بين طلاب الجامعة في مقررات الفيزياء التمهيدية وذلك عن طريق الأسئلة في مجموعات صغيرة من الطلاب ومن ثم جمع إجابتهم وعرض رسم بياني يوضح إجابات الطلاب على مستوى الصف ككل لمساعدتهم على المشاركة في مناقشة استنتاجاتهم وذلك من خلال تعامل الطلاب مع حواسيب تزودهم بالمعلومات بالإضافة إلى حاسب مركزي وشبكة تربط الحواسيب مع بعضها البعض .
وقد أسفرت نتائج الدراسة عن نجاح المناقشة ليس فقط في زيادة مشاركة الطلاب في التعلم النشط خلال المحاضرة ولكن لزيادة تبادل الأفكار والمعلومات عموماً بين الطلاب داخل الفصل ، كما عبر الطلاب عن شعورهم بإيجابية المناقشة الصفية في تسهيل التعلم باستخدام التعلم وعن قناعتهم بأن التعلم باستخدام هذه الطريقة أفضل من التعلم باستخدام المحاضرة التقليدية .
3- دراسة فوكس (١٩٩٨)
هدفت هذه الدراسة إلى اكتشاف فاعلية استخدام الآلات الحاسبة المزودة بالرسوم البيانية في بيئة تعلم نشط على تحصيل طلاب الجبر المتوسط واتجاهاتهم ، وتكونت عينة الدراسة من ستة فصول، استخدم فيها طلاب المجموعة التجريبية الآلات الحاسبة المزودة بالرسوم البيانية لتشجيع التعلم النشط ، وطلاب المجموعة الضابطة الآلات الحاسبة التقليدية على الرغم من أن كلا المجموعتين درست في بيئة تعلم نشط وقد أظهرت البيانات التي تم الحصول عليها من أداء الطلاب لثلاثة اختبارات تحصيلية ومقياس اتجاهات عدم وجود فرق يعزى للمعالجة التجريبية بين المجموعتين في التحصيل أو الاتجاه نحو الرياضيات في حين أوضحت المعلومات التي تم الحصول عليها من تقارير الطلاب والمقابلات مع المعلمين وتقارير الدرجات الفصلية أنه عند المقارنة بين فصول التعلم النشط التي اشتركت في الدراسة مع الفصول التي لم تشترك فإن هناك زيادة بنسبة ١٥ % في عدد الطلاب الذين تمكنوا من النجاح في مقرر الجبر المتوسط في فصول التعلم النشط .
4- دراسة منى سعودي( ١٩٩٨)
هدفت هذه الدراسة إلى معرفة أثر استخدام نموذج التعلم البنائي في تدريس العلوم على تنمية التفكير الابتكاري والتحصيل الدراسي في مادة العلوم لدى تلاميذ الصف الخامس الابتدائي .
تكونت عينة الدراسة من ١١٣ تلميذاً في مدرستين مختلفتين تم التدريس للمجموعة التجريبية وفقاً لنموذج التعلم البنائي ، وتم التدريس للمجموعة الضابطة بالطريقة المعتادة .
استخدمت الباحثة الاختبار التحصيلي ، واختبار التفكير الابتكاري .
وتوصلت الدراسة إلى النتائج التالية :
١– وجود فروق ذات دلالة إحصائية في اختبار القدرة على التفكير الابتكاري البعد
واختباراته الفرعية ؛ لصالح المجموعة التجريبية .
٢– وجود فروق ذات دلالة إحصائية في الاختبار التحصيلي البعدي ومستويات المختلفة لصالح المجموعة التجريبية .
5- دراسة سيشمان وآخرون ( ٢٠٠١)
هدفت هذه الدراسة إلى إيجاد بيئة تعلم أفضل للأعداد الكبيرة من الطلاب في الفصل
الواحد ، والتي تتراوح أعدادهم من ١٠٠ – ٣٠٠ طالب .
حيث قام الباحثون باستخدام عدد من أساليب التعلم النشط في تدريس المقرر التمهيدي لعلم الأحياء المجهرية المقدم لطلاب المرحلة الجامعية في جامعة كولورادو ، وذلك لدعم المزيد من التفاعل داخل الفصل ، وكان من بين الأساليب التي استخدمت : مشاركة الطالب في تقديم عروض لا تتجاوز عشر ، ودقائق تكليف الطلاب بمهمات إضافية منوعة ، بالإضافة إلى تقسيم
الطلاب إلى مجموعات صغيرة مكونة من ستة طلاب ؛ منذ بداية الفصل الدراسي .
وقد أسفرت النتائج عن أن الغالبية العظمى من الطلاب استفادوا من التنويع في
إستراتيجيات التعلم النشط ، كما عبروا عن تقديرهم للتحول النشط والإبداعي في أسلوب تعلمهم الناتج عن استخدام هذه الأساليب الجديدة .
6- دراسة مها الخميسي ، ( ٢٠٠٢ ) :
هدفت هذه الدراسة إلى معرفة استخدام نموذج التعلم النبائي والتعلم بالاستقبال ذي
المعنى في تنمية التحصيل ، ومهارات عمليات العلم ، والتفكير الابتكاري لدى تلاميذ الصف الخامس الابتدائي في مادة العلوم .
وتكونت عينة الدراسة من ( ١٣٥ ) تلميذاً وتلميذة من تلاميذ الصف الخامس الابتدائي بمدرستي مختلفتين بإدارة عين شمس التعليمية بمصر ، وقد تم تقسيم عينة البحث إلى ثلاث مجموعات :
١ . المجموعة التجريبية : الأولى وقامت بدراسة الوحدتين طبقاً للنموذج البنائي .
٢ . المجموعة التجريبية الثانية : وقامت بدراسة الوحدتين طبقاً للمتعلم بالاستقبال ذي المعنى .
٣ . المجموعة الضابطة : وقامت بدراسة الوحدتين طبقاً للمتعلم للطريقة المتبعة في المدارس .
وقد تمثلت أدوات الدراسة في اختبار تحصيلي ، واختبار مهارات عمليات التعلم ، واختيار القدرة على التفكير الابتكاري .
وتوصلت الباحثة إلى النتائج التالية :
توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي درجات تلاميذ المجموعة التجريبية الأولى وتلاميذ المجموعة التجريبية الثانية ، وذلك في الاختبار التحصيلي البعدي ؛ لصالح المجموعة التجريبية الأولى .
لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط درجات تلاميذ المجموعة التجريبية الأولى ، وتلاميذ المجموعة التجريبية ؛ الثانية في اختبار مهارات عمليات العلم البعدي .
لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي درجات تلاميذ المجموعة التجريبية الأولى وتلاميذ المجموعة التجريبية ؛ الثانية في اختبار القدرة على التفكير الابتكاري البعدي .
7- تهاني الروساء ( ٢٠٠٧ (
هدفت هذه الدراسة إلى استقصاء فاعلية برنامج مقترح في تنمية ممارسات التعلم النشط ، وتعديل الاعتقادات نحوه ، لدى المعلمات الطالبات ، كلية التربية ، الأقسام العلمية بالرياض ، ولتحقيق هذا الهدف استخدمت الباحثة أحد التصميمات الحقيقية ، وهو تصميم المجموعة الضابطة ، ذات الاختبار البعدي فقط عشوائية الاختبارات.
وتكونت العينة من ٥٠ معلمة طالبة من الفرقة الثالثة ، قسم الفيزياء ، تم اختيارهن بطريقة عشوائية ، ووزعن في مجموعتين : إحداهما تجريبية ٢٥طالبة ، والأخرى ضابطة٢٥ طالبة .
ولقياس الأداء البعدي للمجموعتين التجريبية والضابطة .
استخدمت الباحثة الأدوات التالية :
بطاقة ملاحظة ممارسات التعلم النشط .
مقياس الاعتقادات نحو التعلم النشط .
وقد توصلت الباحثة إلى النتائج التالية :
١. وجود فروق ذات دلالة إحصائية في ممارسات التعلم النشط الكلية ، لصالح المجموعة التجريبية .
٢. وجود فروق ذات دلالة إحصائية في مقياس الاعتقادات نحو التعلم النشط ، لصالح المجموعة التجريبية .
8- دراسة عبير الزعبي ( ٢٠٠٧ ) :
هدفت هذه الدراسة إلى الكشف عن أثر التدريس وفق إستراتيجيات التعلم النشط في التحصيل ، ورصد درجة الكفاءة الاجتماعية لدى طلبة الصف الثالث الأساسي .
وتكونت عينة الدراسة من ( ١٠٠ ) طالب وطالبة من طلبة الصف الثالث الأساسي ، في المدارس العمرية ؛ موزعين في أربع شعب ، شعبتين تجريبيتين ( مختلطة ذكور وإناث عددها ( ٥٠ ) طالب وطالبة ، وشعبتين ضابطتين ( مختلطة ذكور وإناث ) وعددها ( ٥٠) طالب وطالبة ، وقد تم اختيارهم بالطريقة القصدية .
قامت الباحثة بإعداد :
١. اختبار يقيس التحصيل المعرفي ، يتكون من ( ٣٠ ) فقرة ، من نوع اختيار من متعدد مقسمة على مستويات بلوم الستة .
٢. مقياس الكفاءة الاجتماعية .
٣. برنامج تدريبي للمعلمات المعنيات بتدريس المجموعة التجريبية ، وقامت بتدريبهن على تطبيق البرنامج ؛ وفق استراتيجيات التعلم النشط ، واستمرت مدة تطبيق البرنامج شهرين .
وقد توصلت الباحثة إلى النتائج التالية :
١. وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات المجموعتين التجريبيتين والضابطتين من الذكور والإناث ، على اختبار التحصيل ؛ ولصالح أفراد المجموعتين التجريبيتين ، الذين درسوا وفق إستراتيجيات التعليم النشط .
٢. عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات المجموعتين التجريبيتين والضابطتين من الذكور والإناث ، على اختبار التحصيل ؛ تعزى إلى جنس المتعلم ، أو إلى التفاعل بين الطريقة والجنس .
التعقيب علي الدراسات الخاصة بالتعليم النشط
أهم ما توصلت إليه الباحثة بعد عرض الدراسات الخاصة بالتعلم النشط هي :
يعتبر التعلم النشط من الاتجاهات التربوية الحديثة التي تسعى إلى جعل المتعلم هو محور العملية التربوية وذلك من خلال مشاركته الفاعلة ، ونشاطه في عملية التعلم.
يتميز التعلم النشط بالتنوع في استراتيجياته ؛ بحيث يستطيع المعلم اختيار الإستراتيجية التي تمكنه من خلق بيئة صفيه نشطةً وفاعلةً .
أظهرت العديد من الدراسات السابقة إستراتيجيات متنوعة و مختلفة للتعلم النشط لعرض الدرس ، أغفلت استخدام الإستراتيجيات في مقدمة الدرس أو نهايته ، عدا الدراسة التي أجرتها تهاني الروساء ، والتي قدمت مجموعة من الإستراتيجيات المختلفة في مقدمة وعرض وخاتمة الدرس ، وهذا ما استفادت منه الباحثة في دراستها ، وبالتالي تم تقديم إستراتيجيات مختلفة في هذا البحث في جميع مراحله ، وبعض هذه الإستراتيجيات جديدة لم تطرح من قبل من خلال ما قرأته الباحثة من دراسات مثل إستراتيجية تكلم واكتب ، و إستراتيجية الاتفاق على الدرس.
يتميز التعلم النشط بإمكانية تطبيقه على مختلف المراحل ، وفي معظم المواد الدراسية ؛ حيث طبق في المرحلة الابتدائية كما في دراسة كلاً من باشام١٩٩٤ وعبير الزعبي ٢٠٠٧.
الفصل الثالث
اجراءات الدراسة
الاجراءات التي اتبعت في تحديد مجتمع البحث واختيار المنطقة وتحديد خصائصها واجراء التطبيق النهائي لأداتي البحث والخطوات التي تم اتباعها في البحث.
لقد تم إجراء هذه الدراسة وفق الخطوات الآتية:
– إعداد أداة الدراسة بمنطقة مدينة القصيم.
– تحديد فئة المرحلة الدراسية.
– استخراج النتائج و ومناقشتها، واقتراح التوصيات.
منهج الدراسة
استخدمت المنهج الوصفي والذى يعتمد على دراسة الظاهرة ويهتم بوصفها وصفا دقيقا نظرًا لملاءمته لأغراض الدراسة.
أدوات البحث
تصميم استبيان حول الموضوع
مجتمع الدراسة
يشمل مجتمع الدراسة طالبات مدرسة ام طليحة الشرقية اللاتي يدرسن في المدارس التابعة لإدارة تعليم الشماسية ، التابعة لإدارة التربية والتعليم لعام١٤3٩ ه
عينة الدراسة
تتكون عينة الدراسة ( 26طالبة )من مجموعة من طالبات مدرسة ام طليحة الشرقية التابعة لإدارة تعليم الشماسية .
الاساليب الاحصائية
إدخال البيانات في الحاسب الآلي على البرنامج الإحصائيSPSS
الفصل الرابع
النتائج والتوصيات
لما كان الغرض من الدراسة معرفة أثر التعلم النشط ودوره في البحث العلمي والتحصيل الدراسي ، لدى طالبات الصفوف الابتدائية بمدينة القصيم ، فقد قامت الباحثة في هذا الفصل بتحليل نتائج الدراسة والتي تتمثل في الآتي:
نتائج الدراسة
وجاءت نتائج الدراسة لتؤكد
1. اشتراك التلاميذ في اختيار نظام العمل وقواعده.
2. اشتراك التلاميذ في تحديد أهدافهم التعليمية.
3. السماح التلاميذ بطرح الأسئلة.
4. كثرة مصادر التعلم مع زيادة الوعي بأهمية البحث العلمي.
5. مراعاة حرية الاختيار.
6. اشتراك التلاميذ في تقويم أنفسهم.
7. إشاعة جو من الطمأنينة والمرح أثناء التعلم.
8. السماح لكل تلميذ أن يتعلم حسب سرعته.
9. مساعدة التلميذ في فهم ذاته واكتشاف نواحي القوة والضعف.
10. اتباع طرق التدريس المتمركزة حول التلميذ والسعي في البحث عن المعلومة وأهمية البحث العلمي .
وجاء استخدام التعلم النشط لكي:
1. يزيد من إنتاج التلاميذ في العمل.
2. يحفز التلاميذ على زيادة التحصيل الدراسي.
3. ينمي العلاقات الطبيعية بين التلاميذ وبعضهم البعض .
4. ينمي الثقة بالنفس.
5. يعود التلميذ على إتباع قواعد العمل.
6. يساعد على انتشار المتعة والمرح.
7. إيجاد تفاعل إيجابي بين التلاميذ.
8. ينمي الرغبة في التعلم والإتقان.
التوصيات
في ضوء ما أسفرت عنه نتائج الدارسة توصي الباحثة بمجموعة من التوصيات التي يمكن أن تسهم في تيسير عملية التعلم وتحسينها وتتمثل في الآتي :
١- الاهتمام بتنمية البحث العلمي ودوره ؛ وذلك باستخدام التعلم النشط .
٢- الاهتمام بالإعداد المهني للمعلمات ، وتزويدهن بالاتجاهات الحديثة في التدريس وكيفية استخدام التعلم النشط وإستراتيجياته المختلفة في تنمية البحث العلمي.
٣- عقد دورات تدريبية لمعلمات العلوم أثناء الخدمة ، تتناول موضوع التعلم النشط من حيث : ماهيته ، ومكوناته ، وإستراتيجياته ، وطرق التدريب عليها ، مما قد يساعد في إكسابهن مهارات التعلم النشط ، والتي يعد تطبيقها من الأهمية بمكان ، خاصة في مراحل التعليم العام الذي يسوده الطريقة التقليدية في التدريس .
4- تضمين برامج إعداد للمعلمات لمقررات طرق التدريس موضوع إستراتيجيات التعلم النشط ؛ بحيث تهيئ المعلمة فيما بعد لتطبيق هذه الإستراتيجيات في أثناء التدريس .
5- أن يهتم المتخصصون في المناهج وطرق التدريس بتطوير إعداد معلمات متمرسات في استخدام طرق التدريس ؛ التي تنمي قدرات الطلبة وزيادة وعيهم بالبحث العلمي .
٧- إعداد نشرات تربوية للمعلمات في مختلف التخصصات ؛ للتعريف بالتعلم النشط ، وطرق تطبيقه ، ومزاياه ، ودور كل من المعلم والمتعلم فيه .
٨- تصميم موقع للتعلم النشط على الإنترنت ؛ وذلك ليستفيد منه المعلمين والمعلمات ، تعرض فيه إستراتجيات التعلم النشط المختلفة ،وكيفية تطبيقها في مراحل التعليم المختلفة .
المراجع
- القران الكريم والحديث الشريف .
- جودت سعادة ,(2006), التعلم النشط بين النظرية والتطبيق عمان الأردن دار الشرق .
- فاطمة بنت خلف الله ,(1430 ه) ,رسالة الماجستير في المناهج وطرق تدريس ,مكة المكرمة.
- أحمد ، محمد عبد السلام( ١٩٨١ م ) ، القياس النفسي والتربوي التعريف بالقياس مفاهيمه أدواته بناء المقاييس ومميزاتها ، ط ٢ ، القاهرة ، مكتبة الأنجلو المصرية
الدراسات العربية
- الخميسي ، مها عبد السلام ( ٢٠٠٢ م ) ، ” أثر استخدام نموذج التعلم البنائي والتعليم بالاستقبال ذي المعنى في تنمية التحصيل ومهارات عمليات والعلم والتفكير الابتكاري لدى تلاميذ الصف الخامس الابتدائي في مادة العلوم ، كلية البنات ، القاهرة : عين شمس .
- الروساء ، تهاني محمد( ٢٠٠٧ م ) ، ” فاعلية برنامج مقترح في تنمية ممارسات التعلم النشط وتعديل الاعتقادات نحوه لدى المعلمات الطالبات بكلية التربية ( الأقسام العلمية بالرياض ، الرياض : جامعة الرياض .
- الزعبي ، عبير علي ( ٢٠٠٧ ) ، ” أثر برنامج التعلم النشط وفق النظرية المعرفية الاجتماعية على درجة الكفاءة الاجتماعية والتحصيل الدراسي لدى طلبة الصف الثالث الأساسي ، الأردن : الجامعة الأردنية .
- سعودي ، منى عبدالهادي ( ١٩٩٨ م ) ، ” فعالية استخدام نموذج التعلم البنائي في تدريسةالعلوم على تنمية التفكير الابتكاري لدى تلاميذ الصف الخامس الابتدائي ” المؤتمر العلمي الثاني : إعداد معلم العلوم للقرن الحادي والعشرين من ٢ ٥ ، اغسطس ، المجلد الثاني ، الجمعية المصرية للتربية العلمية ، القاهرة : جامعة عين شمس .
المراجع الأجنبية:
-Basham, L. ( 1994 ). Active Learning and the at Risk
students: Cultivating Positive Attitudes towards science and
Learning.
Dufresne, R.,Gerace, W,Leonard, W.Mestre,J,&Wenk,–
L.(1996):”Classtalk: Aclassroom Communication Systm for Active
Learning “, Journal of computing Higher Education,
-Fox, L., (1998):”The of Graphing Calculator Used in an Active
Learning Environment on Intermediate Algebra Students Achivement and Attitude”
الملاحق
قيم ورقة العمل الأن
راجع ورقة العمل قبل التقييم
راجع ورقة العمل قبل التقييم