تطوير كفايات معلم التعليم العام في المملكة العربية السعودية
من داخل نظام الإعداد وخارجه
ملخص الورقة
هدفت ورقة العمل إلى تقديم توصيات مقترحة لتطوير كفايات معلم التعليم العام في المملكة العربية السعودية، وهو ما يتماشى مع رؤية المملكة لعام ۲۰۳۰م والتي تسعى إلى رفع كفاية العملية التعليمية
وتحسينها ولا يتأتى ذلك إلا من خلال رفع كفايات المعلم وتطويرها. تطرقت الورقة إلى إعداد معلم التعليم العام وفق مفهوم الكفايات باعتباره من أبرز الاتجاهات السائدة حاليا في برامج إعداد وتدريب المعلمين في الجامعات العالمية، حيث استعرضت الورقة الكفايات اللازمة المعلم التعليم العام، كما تناولت واقع إعداد معلم التعليم العام بكليات التربية في المملكة العربية السعودية، وتدريبه أثناء العمل؛ ومنه رصدت الباحثة أن واقع إعداد معلم التعليم العام في المملكة العربية السعودية من بعض أوجه القصور لا سيما فيما يتعلق بنظامي القبول، والتقويم.
وفي نهاية الورقة قدمت الباحثة عدداً من التوصيات لرفع كفايات معلم التعليم العام بالمملكة العربية السعودية من داخل نظام الإعداد وخارجه أهمها:
1- إجراء بعض الاختبارات للمتقدم للالتحاق بكليات التربية للتحقق من وجود اتجاهات إيجابية لديه نحو مهنة التدريس.
2- التنوع في أساليب التقويم بكليات التربية بما يضمن كشف جوانب القصور لدي طلاب كليات التربية ووضع الحلول المناسبة.
3-حصر التعيين بالتدريس في مدارس التعليم العام على المؤهلين تربوياً مع التأكيد على اجتياز اختبارات الكفاية للمعلمين.
4-عمل دورات بشكل دوري لمعلمين مدارس التعليم العام، مع زيادة التواصل مع الإدارة العامة
للتدريب والابتعاث التابعة لوزارة التعليم.
فهرس المحتويات
| الصفحة | الموضوع |
| الغلاف | |
| 2 | ملخص الورقة |
| 3 | فهرس المحتويات |
| 4 | مقدمة |
| 5 | إعداد معلم التعليم العام وفق مفهوم الكفايات |
| 6 | كفايات معلم التعليم العام |
| 9 | واقع إعداد وتدريب معلم التعليم العام في المملكة العربية السعودية |
| 11 | النتائج |
| 11 | التوصيات المقترحة |
| 13 | المراجع |
مقدمة
لقد شهد التعليم في المملكة العربية السعودية نموا واضحًا، وتطورًا كبيرًا، كما نال إقبالا كبيرا من الطلاب في السنوات الأخيرة، ومن ثم فقد برزت الحاجة إلى تطوير كفايات المعلم في مختلف الجوانب، تلبية لهذا الطلب المتزايد على التعليم، ومن أجل تحسين مخرجات النظام التعليمي، وتدعيم قدرته على مواجهة التحديات المستقبلية (الذبياني، ٢٠١٤، ص ١٠٦)
حيث يجمع كثير من التربويين على أن المعلم هو الركيزة الأساسية لنجاح العملية التعليمية وتحسين مردودها باعتباره العنصر الفعال في الموقف التعليمي، وهو الركيزة الأساسية للمنهج المدرسي والمنفذ له (سليمان،٢٠٠٠م، ص ٥٤). لذا فلا يمكن لأي جهد تربوي يستهدف الإصلاح والتطوير أن يقلل من أهمية دور المعلم؛ لما له من دور رئيس في توجيه التطوير التربوي، وهذا يعني أنه حتى وإن توافرت مباني مدرسية ومناهج ووسائل وتقنيات حديثة فإنها لا تستطيع أن تحدث التطوير المطلوب دون معلم له الشخصية المهنية، التي تمكنه من إحداث نوع من التكامل بين هذا كله وترجمته إلى مواقف تعليمية جيدة، لا سيما وأنه من الأهداف الرئيسة التي تسعى رؤية المملكة لعام ۲۰۳۰م إلى تحقيقها هي رفع كفاية العملية التعليمية وتحسينها ولا يتأتى ذلك إلا من خلال رفع كفايات المعلم وتطويرها (طه، ۲۰۱۸م، ص ۱۱۵). ويعد اتجاه الكفايات من أبرز الاتجاهات السائدة حاليا في برامج إعداد وتدريب المعلمين، وهو يعكس أهدافاً تربوية محددة فرضها عامل الالتزام والمسئولية؛ لتحقيق الأهداف وتأكيد ملاءمة البرامج الحاجات المتعلمين “المعلمين “، وقد اكتسبت برامج إعداد وتدريب المعلمين القائمة علي الكفاية أهمية خاصة منذ بداية السبعينيات كمدخل بديل للتعليم، حيث تحدد هذه البرامج السلوك والمعارف والاتجاهات التي يحتاج إليها المعلمون، كما تحدد الشروط التي تظهر فيها الكفايات مستوى الأداء الذي يجب الوصول إليه، وهذا الاتجاه يؤكد على ضرورة اكتساب المعلم للمهارات المطلوبة لممارسة المهنة بالإضافة إلى تزويده بالمعرفة؛ لأن المعرفة ضرورة للكفاية (مرتضی، ۲۰۰۷، ص ٦٥).
وقد أشارت العديد من الدراسات إلى أهمية الاهتمام بتحسين نوعية التعليم، وأن السبيل إلى ذلك يتحقق بتنمية كفايات المعلمين وقدراتهم على النهوض بمهامهم في هذا التطوير ومساهمتهم في تحقيقه، وبالتالي
تطوير برامج وأساليب إعدادهم، وجعل مؤسسات هذا الإعداد مراكز إشعاع ومنطلقات للتجديد. وتحاول الباحثة من خلال تلك الورقة التعرف على نظام إعداد معلم التعليم العام وفق مفهوم الكفايات وتصنيف تلك الكفايات اللازمة المعلم التعليم العام، وكذلك واقع إعداد معلم التعليم العام في المملكة العربية السعودية وذلك للوصول إلى مجموعة من التوصيات لتطوير كفايات معلم التعليم العام في المملكة العربية السعودية من داخل نظام الإعداد وخارجه
إعداد معلم التعليم العام وفق مفهوم الكفايات:
تعد عملية إعداد المعلم من القضايا المهمة التي تلقي اهتماما متزايدا خاصة في الأوساط التربوية في محيط العالم العربي أو خارجه، حيث أحيطت هذه القضية بقدر كبير من الاهتمام ويرجع ذلك بالدرجة الأولي إلي الدور الذي يقوم به المعلم في المجتمع، وتعتبر حركة إعداد المعلم علي أساس فكرة الكفايات مثلا واضحًا علي التجديد التربوي الذي حدث في ميدان إعداد المعلم من الناحية الفنية، وهي فلسفة اتجاه تربوي في إعداد المعلم يشمل علي جوانب العملية التربوية في كليتها، وهي تدعو إلى تغيير كامل منظم للعملية التربوية، وهذه الحركة سايرتها جامعات جديدة في عمليات بناء المناهج وتطويرها، منها: اتجاه ينادي بتوصيف الكفايات الواجب توافرها لدي خريج أي مستوي تعليمي (عبد الرحمن، ۲۰۰۳، ص ٥٠)، ويأتي هذا الاهتمام بتطوير الكفايات اللازمة للمعلمين؛ انطلاقا من أن المعلم يعد من أهم العوامل الرئيسة في توجيه التطور التربوي؛ فالمباني المدرسية الحديثة، والمناهج المطورة، وأساليب الإشراف السليمة، والتوجيه السديد لا يكفي لإحداث التطوير بدون توافر معلم يمتلك من الصفات الشخصية والمهنيةما يمكنه من إحداث التكامل بين هذا كله (طه، ۲۰۱۸م، ص ۱۱۵).
وقد بدأ اتجاه إعداد المعلم القائم على الكفايات أساسًا للتطبيق على برامج إعداد وتدريب المعلم، بحيث كانت مكوناته مخصصة أصلا لتلائم هذا المعلم. ولقد اتجهت بعض الجامعات الأمريكية إلى تبني فلسفة إعداد المعلم على فكرة الكفايات والحاجة إلى تحديد المواصفات للمعلم الجيد، وذلك استجابة طبيعية للاتجاهات الحديثة في اقتصاديات التعليم؛ لأن المعلمين الذين يمتلكون الكفاية في الأداء يكونون أكثر فاعلية، كما أن كفاية المعلم هي أحد العوامل المهمة التي تؤثر .(Lila, 2005, p27) تأثيراً مباشراً في مستوي تحصيل تلاميذه وهكذا تظهر الحاجة إلى برنامج إعداد معلمي التعليم العام في ضوء مفهوم الكفايات وهو البرنامج الذي يقتضي القيام بعملية تحليلات دقيقة جزئية وتفصيلية لكل الأدوار التعليمية، وغير التعليمية؛ للوصول إلى تحديد واضح للمهارات والقدرات والمحتوي الأكاديمي من معارف ومعلومات يحتاجها معلم التعليم العام؛ ليقوم بأداء هذه الأدوار على أكمل وجه داخل الصف وخارجه
والمعرفة مدي التمكن الذي حققه الطالب المعلم في الأداء، يجب وضع قائمة بحيث تصبح درجة استيعابه للمهارة أو القدرة أو المعلومة مقبولا، فيسمح له بالانتقال إلى دراسة مهارة أو معلومة أخري تالية كما أن معرفته للمسئوليات المطلوبة منه، وقبوله أن يتحملها ويؤديها يجعله مسئولاً مسئولية تامة عن اكتسابها وتحصيلها وأدائها أمام نفسه ثم أمام المشرفين عليه.
كفايات معلم التعليم العام
تشتمل الكفايات اللازمة لمعلم التعليم العام على أبعاد ومجالات كثيرة، حيث إن العملية التعليمية اليوم أصبحت تختلف عن الماضي، فنجد أن عصر الانفجار المعرفي والتقنيات التكنولوجية الحديثة عملت على تفتح أذهان الأطفال والمراهقين على كثير مما هو حادث في العالم، وجعلت من الصعب تقديم معلم لا يرتقي بشكل كبير مع ذلك التفتح الذهني والاطلاع الواسع على مقتضيات الحياة الحديثة، فمعلم التعليم العام لابد وأن تتوافر فيه كفايات عامة ومشتركة، ثم يضاف إليها كفايات خاصة ضرورية في مجال التخصص الأكاديمي
وقبل أن يستعرض الباحث الكفايات اللازمة لمعلم التعليم العام، ينبغي الإشارة إلى أنه توجد عدة أساليب التصنيف الكفايات اللازمة للمعلم، ومن هذه التصنيفات ما يلي: السهيلي ۲۰۱۸، ص. ص ١١٤ -:(١١٦)
1-الكفايات الشخصية
وتعني مهارات الأفراد التي ينميها الشخص بنفسه بالتفكير والحكم على الأشياء والقيم الموجودة في المجتمع، ويعبر عنها في سلوك الشخص نفسه، وعندما تكون الكفاية الشخصية عالية يكون الإنجاز أكثر، والكفاية الشخصية تتطلب توافر الصفات الآتية
عبد السميع وحواله، ۲۰۰۵، ص. ص ١٦٢-١٦٣):
*جودة المظهر العام
.* قوة الصوت ووضوحه
.* الموضوعية والأمانة الفكرية
. *الصبر والتمسك بالقيم والمبادئ الدينية
*حب العمل والتعاون مع الآخرين
2- كفايات المهنة والتخصص
وتتمثل في أنواع المعارف والمعلومات والمفاهيم التي يزود بها المعلم سواء حول مادته التي يدرسها والنشاطات التعليمية الصفية المتعددة التي يمكن إجمالها فيما يأتي:
أ- التخطيط فالتخطيط للتدريس بعد الأساس الذي تبنى عليه العملية التعليمية، ويتطلب ما يأتي عطية، ۲۰۰۷، ص. ص ٧٣، ٧٤)
. تحديد الأهداف السلوكية المرغوب فيها.
. اختيار طرق التدريس الملائمة وتخطيط الدرس بموجبها.
. اختيار الأنشطة والخبرات اللازمة لتحقيق الأهداف التدريسية.
. اختيار الوسائل التعليمية لإشراك أكثر من حاسة في التعلم.
توزيع زمن الدرس بين خطوات الدرس.
تنويع أساليب التقويم للتأكد من نتائج عملية التدريس.
ب -التنفيذ: فالتنفيذ هو وضع ما تم التخطيط له موضع التطبيق، أي تنفيذ الخطة التدريسية التي وضعها المدرس في مجال التطبيق العملي، ويتضمن ذلك أدوار كثيرة منها:
. تنظيم البيئة الصفية وتهيئتها.
. إثارة دافعية الطلاب.
. العرض الواضح والمتسلسل المحتويات الدرس.
. إدارة النقاش بطريقة مهنية.
. استخدام طرائق التدريس الملائمة للدرس.
استخدام الوسائل التعليمية المناسبة.
ج التقويم: ويتم من خلال:
. قياس المهارة التعليمية بعد كل خطوة من خطوات العملية التعليمية.
.استخدام التقويم التراكمي الختامي في نهاية الموقف التعليمي.
د- تطوير المنهج وذلك من خلال تقديم المقترحات اللازمة لتطوير المنهج في نهاية العام
الدراسي في ضوء نتائج تطبيقه عطية، ۲۰۰۷، ص. ص ۸۰، ۷۹).
3-الكفايات الإدارية وتتضمن قدرة المعلم على أداء بعض المهام الإدارية مثل: متابعة حضور
المتعلمين وتنظيم السجلات والملفات وكتابة التقارير والقيام بمهمات المناوبة.
4- كفايات توثيق العلاقة بين المدرسة والمجتمع المحلي وتتضمن قدرة المعلم على تنظيم علاقة
المدرسة بالمجتمع المحلي وتطويرها، بحيث تصبح المدرسة مركزا للنشاط الاجتماعي (الحلاج،
۲۰۱۰، ص۱۰۲)
ويؤكد رجال الفكر التربوي على اختلاف مذاهبهم على أن الإصلاح التعليمي يرتبط بإصلاح نوعية العاملين في الحقل التعليمي، فمنها ما تيسر للتعليم من مناهج متطورة، وأدوات، ووسائل متنوعة، ومباني حديثة، فكل هذا يصبح قليل الجدوى مالم يتواجد معلم كفء يستطيع بمهاراته وكفاياته استغلال كل هذه الوسائل في خدمة التعليم، فمعيار كفاية المعلم هو أداؤه وسلوكه في الميدان وليس مجرد استيعاب النظريات ومبادئ وقوانين.
ويوجد العديد من الدراسات التي اهتمت بتحديد كفايات المعلم في التخصصات المختلفة، وصنفتها إلي تصنيفات متنوعة تخدم كل دراسة وتتماشي مع طبيعتها وهدفها، فقد صنف (مهني غنايم وآخر) الكفايات الواجب توافرها لدي خريجي كليات التربية للعمل بمهنة التدريس إلي كفايات تتعلق بتخطيط عملية التدريس، وكفايات تتعلق بتنفيذ التدريس “الأداء”، وكفايات تتعلق بعملية التقويم، وكفايات تتعلق بالقدرات العامة والصفات الشخصية غنايم والحريقي ١٩٩٤ ، ص ص ۱۷۰، ۱۷۱)، وقد ذهب (فاروق عبده فليه إلي تقسيم الكفايات اللازمة للمعلم إلي كفايات تتعلق بالمهارات المعرفية، وكفايات تتعلق بمهارات التفكير، وكفايات تتعلق بمهارات عملية، وكفايات تتعلق بمهارات وصفات شخصية، وقد حدد هذه المهارات والمواصفات بشكل عام في أربع عشرة كفاية، وهي فليه، ٢٠٠٣، ص. ص ٣٤٩،(٣٥٠)
1 – القدرة على التعامل مع الجماعة.
٢ – حب العمل.
3- تحمل المسئولية الاجتماعية والبيئية.
4- الثقة بالنفس.
5 – التكيف مع المعرفة، وما يطرأ عليها من تغيرات جديدة.
٦ – فهم القضايا وتاريخها والتمسك بالانضباط.
7- خصوبة الخيال والقدرة على المشاركة في حل المشكلات.
8- القدرة على التغيير وتقبله.
9- تحمل المسئولية والنزاهة السلوكية.
۱۰ – الوعي القائم على التفاهم، وتقدير وإدارك التنوع الاجتماعي والثقافي، واحترام الحقوق الإنسانية الفردية والفكرية.
۱۱ – القدرة على التغيير الإيجابي.
۱۲ – احترام الحقيقة والتعامل معها.
۱۳ – تقبل الأفكار الجديدة، والقدرة على النقد البناء.
١٤ – الالتزام بالأحكام القيمية والأخلاقية تجاه الآخرين.
وهكذا تتعدد كفايات معلم التعليم العام تبعا لتعدد مصادر وأساليب اشتقاقها من ناحية وتعدد تصنيفات البحوث والدراسات حول قوائم هذه الكفايات من ناحية أخرى، وفي الجزء التالي ستتناول الباحثة واقع إعداد معلم التعليم العام في المملكة العربية السعودية للوقوف على أوجه القصور والتي قد تقلل من كفايات هذا المعلم.
واقع إعداد وتدريب معلم التعليم العام في المملكة العربية السعودية:
تسعى المؤسسات التربوية في الوقت الحاضر إلى إعداد وتأهيل معلم تربوي يتمتع بمهارات تدريسية فعالة وقادر في نفس الوقت على تحقيق المخرجات التعليمية المنشودة، من خلال استخدام أساليب علمية حديثة
بعيدة عن الجمود والحرفية والتلقين والسلطوية؛ وذلك بغرض الرقي بمستوى أجيال المستقبل، كي يستطيعوا مواجهة التحديات العلمية والتكنولوجية وثورة المعلوماتية.
وفي سبيل الارتقاء بمستوى إعداد معلم التعليم العام بالمملكة العربية السعودية، تم الاتجاه نحو الإعداد في کليات التربية بالجامعات السعودية، ويقوم إعداد معلم التعليم العام بكليات التربية بالمملكة العربية السعودية على نمطين، أولهما: النمط التكاملي وفيه يدرس الطالب المواد الأكاديمية التخصصية والمقررات الثقافية، ومواد الإعداد التربوي (السنبل ۲۰۰۸م، ص ۲۳). وقد انتشر هذا النمط من الإعداد في العديد من كليات التربية بالمملكة. وثانيهما: النمط التتابعي: وفيه يتم تأهيل من يرغب في التدريس من الحاصلين على ليسانس الآداب أو بكالوريوس العلوم من خلال الالتحاق ببرامج الدبلوم التربوي لمدة عام أو عامين(بخش، ۲۰۱۰م، ص ٤٤١).
أما عن تدريب المعلم السعودي فيتم ذلك من خلال بعض التدريبات التي تقدمها وزارة التعليم للمعلمين وهم على رأس العمل والجهة المخولة بذلك هي الإدارة العامة للتدريب والابتعاث التابعة لوزارة التعليم(العمر، ٢٠١٤م).
وبعد قيام الباحثة بالرجوع لدليل بعض كليات التربية بالمملكة العربية السعودية عام ١٤٤٠/١٤٣٩ هـ،
فقد تبين لها ما يلي:
۱. شروط القبول بكلية التربية بالمملكة العربية السعودية هي شروط عامة للقبول على مستوى أغلب
الكليات، كما أن الاختبار الشخصي غالباً ما يكون روتينيا، ولعل الأمر يتطلب توافر شروط أكثر دقة
للقبول للعمل بالتدريس؛ لضمان عدم الالتحاق إلا لمن يصلح للعمل كمعلم.
٢. الدراسة تتكون من ثمانية مستويات ومدة المستوى الدراسي فصلاً دراسياً وينتهي كل مستوى بعقد الاختبارات، ويشترط لدخول الطالب الاختبارات أن يكون قد استوفى نسبة حضور ٧٥% من المحاضرات والدروس العملية ويجوز أن تقل حتى ٥٠% شريطة أن يقدم عذراً يقبله مجلس الكلية.
3-تشتمل خطة الدراسة على مقررات تربوية وثقافية، ومقررات في مجال التخصص، بينما خلت خطط الدراسة من أي مقررات أكاديمية، ويقدم التدريب الميداني في المستوى الثامن بالسنة الرابعة طوال الأيام بمعدل ١٢ ساعة أسبوعياً.
4. نظام التقويم بكليات التربية لا يختلف عن سائر نظم التقويم بباقي الكليات، فهو يعتمد على الأعمال الفصلية، والامتحانات التحريرية، ولعل نظام تقويم طلاب كليات التربية بحاجة إلى قدر أكبر من الامتحانات الأدائية والعملية والشفهية؛ للتأكد من اكتساب الطالب المهارات التدريس.
5. يخضع خريج كلية التربية لاختبارات كفايات المعلمين)، وتتألف من اختبارين أساسيين هما: الاختبار
العام الذي يشمل كافة المجالات التربوية، واختبار التخصص الذي يغطي التخصص الأكاديمي. ومدة صلاحية هذا الاختبار ٥ سنوات ولوحظ في السنتين الأخيرتين أنه أحيانا ما تتجاوز وزارة التعليم عن
هذه الاختبارات في بعض التخصصات التي تعاني من العجز.
النتائج :
بناءً على ما سبق فقد استخلصت الباحثة النتائج التالية:
١. تشير كفاية معلم التعليم العام إلى العديد من الخصائص الشخصية والمهارات المهنية التي يحتاجها لأداء عمله بكفاءة، وتتنوع هذه الكفايات ما بين كفايات شخصية، وكفايات معرفية، وكفايات المهنة والتدريس، وكفايات اجتماعية.
2. يعد اتجاه إعداد المعلم القائم على الكفايات من أبرز الاتجاهات في ضوء الاهتمام بتطوير كفايات المعلم، وهو ما يقتضي القيام بالوقوف على الأدوار التعليمية وغير التعليمية؛ للوصول المهارات والقدرات والمحتوي الأكاديمي من المعارف والمعلومات يحتاجها معلم التعليم العام.
3 . يعاني واقع إعداد معلم التعليم العام في المملكة العربية السعودية من بعض أوجه القصور لا سيما فيما
يتعلق بنظام القبول الذي غالباً ما يكون روتينيا ونظام التقويم الذي عادة ما يكون تقليديا، أما التدريب فيعاني من قلة الدورات المهنية التي تقدمها الإدارة العامة للتدريب والابتعاث للمعلمين الملتحقين بالعمل في مدارس التعليم العام.
. وفي ضوء ذلك وبحكم خبرة الباحثة كقائدة مدرسة ابتدائية بإدارة التعليم بنماص فستسعى في الجزء التالي والأخير من الورقة إلى تقديم عدداً من التوصيات المقترحة لرفع كفايات معلم التعليم العام بالمملكة العربية السعودية من داخل نظام الإعداد وخارجه.
التوصيات المقترحة:
أولا: التوصيات المقترحة لرفع كفايات معلم التعليم العام بالمملكة العربية السعودية من داخل نظام الإعداد.
1. أن تشتق أهداف كليات التربية في ضوء كفايات معلم التعليم المعلم بما يلبي كافة جوانب الإعداد المهني والأكاديمي والثقافي.
٢. أن يشمل نظام القبول بكليات التربية على إجراء بعض الاختبارات التي يمكن أن تقيس مدى
صلاحية وقدرة المتقدم على القيام بالمهام المستقبلية لمهنة معلم.
. مواكبة مقررات كليات التربية مع التطورات الجارية في البرامج التربوية والأكاديمية والثقافية؛ لإعداد معلم
التعليم العام في الجامعات العالمية.
. التنوع في أساليب تقويم طلاب كليات التربية بما يضمن كشف جوانب القصور لدي طالب التربية،
ووضع الحلول المناسبة.
ثانيا: التوصيات المقترحة لرفع كفايات معلم التعليم العام بالمملكة العربية السعودية من خارج نظام الإعداد.
1. حصر التعيين بالتدريس في مدارس التعليم العام على المؤهلين تربوياً مع التأكيد على اجتياز اختبارات
الكفاية للمعلمين.
2.عمل دورات بشكل دوري لمعلمين مدارس التعليم العام مع زيادة التواصل مع الإدارة العامة للتدريب
والابتعاث التابعة لوزارة التعليم.
3. تهيئة المناخ المدرس والإداري مع تخفيف الأعباء المدرسية على معلمي التعليم العام؛ ليتسنى لهم بذل
الجهد والوقت الكافي لتعليم التلاميذ.
المراجع:
1-الحلاج، علي سامي (۲۰۱۰) المرجع في تدريس مهارات اللغة العربية وعلومها. المؤسسة الحديثة
للكتاب لبنان – طرابلس المؤسسة الحديثة للكتاب .
2- الذبياني، منى سليمان (۲۰۱٤م). تجارب بعض الدول في إعداد المعلم وتنميته مهنيا وإمكانية الإفادة منها في المملكة العربية السعودية مجلة كلية التربية مصر : جامعة الزقازيق. ص. ص ۱۰۳-۱۷۲.
3-السنبل، عبد العزيز؛ وآخرين (۲۰۰۸م). نظام التعليم في المملكة العربية السعودية. طه. الرياض: دار
الخريجي.
4- السهيلي، ليلى (۲۰۱۸). الأدوار الجديدة للمعلم والكفايات اللازمة ليقوم بها. مجلة جيل الدراسات
الأدبية والفكرية. ع ۳۷ مركز جيل البحث العلمي. ص. ص ١٠٥ – ١٢٠
5- العمر، مشاعل (١٤٣٦/٢/١٦هـ). مشروع التطوير المهني للمعلمين مجلة المعرفة. تم استرجاعه بتاريخ
١٤٤٠/٧/٢٨هـ . من الرابط :
http://www.almareth.net/show_content_sub.php?CUV-429&Model-M&SubModel
6- بخش هاله (۲۰۱۰م). تجارب عالمية في إعداد وتنمية المعلم مهنيا. المؤتمر العلمي الثالث لكلية العلوم
التربوية – تربية المعلم العربي وتأهيله ” رؤى معاصرة”. الأردن: جامعة جرش.
7-سليمان، مني محمد (۲۰۰۰م). الكفاية الداخلية لشعبة التعليم الابتدائي بجامعة المنصورة. رسالة ماجستير.
جامعة المنصورة: كلية التربية بدمياط.
8- طه، أماني محمد عمر (۲۰۱۸م). تطوير نظام إعداد معلم المرحلة الابتدائية في المملكة العربية السعودية
في ضوء الرؤية الوطنية ۲۰۳۰ مجلة القراءة والمعرفة. ع ۲۰۵ جامعة عين شمس: كلية
التربية – الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة. ص. ص ١٠٩-١٣٤.
9. عبد الرحمن، عاطف رضوان عبد الله (۲۰۰۲م). تطوير برنامج إعداد معلم المرحلة الابتدائية الأزهرية
في ضوء مدخل الكفايات رسالة دكتوراه غير منشورة جامعة القاهرة معهد الدراسات والبحوث التربوية.
١٠. عطية، محسن علي (۲۰۰۷) تدريس اللغة العربية في ضوء الكفايات الأدائية. ط 1 الأردن عمان دار المناهج للنشر والتوزيع.
۱۱ . غنايم، مهني محمد إبراهيم والحريقي سعد بن محمد (۱۹۹۴). الكفاية الخارجية لكلية التربية جامعة الملك فيصل كما تتمثل في كفاية خريجيها من المعلمين مجلة الدراسات التربوية. المجلد السابع.
الجزء (۸۷) القاهرة: رابطة التربية الحديثة.
۱۲- فليه، فاروق عبده (۲۰۰۳م). اقتصاديات التعليم – مبادئ راسخة واتجاهات حديثة، عمان: دار المسيرة.
۱۳- مرتضي، هدي محمد الجابر (۲۰۰۷م). فاعلية برنامج تدريبي لتنمية الكفايات الشخصية والمهنية لدي المعلمين في تغيير اتجاهاتهم نحو دمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. رسالة دكتوراه غير منشورة جامعة عين شمس: كلية التربية.
١٤ -مصطفي عبد السميع وسهير حواله (۲۰۰۵م). إعداد المعلم تنميته وتدريبه، القاهرة: دار الفكر
للطباعة والنشر.
15Lila M. Adair and Christopher J. Chiaverina (2005). The preparation of excellent teachers. at all levels in general education. AAPT – Planning meeting. U.S.A: Florida, July 27-28
