
الجودة الشخصية لمعلمة التربية الأسرية
الجودة الشخصية لمعلمة التربية الأسرية
أ/ بدرية محمد الدوسري
اقتصاد منزلي
تربية أسرية
الملخص:
من أساسيات جودة العمل جودة شخصية الأفراد، فالقناعات والاعتقادات الشخصية هي المحرك الأول للسلوكيات الفرد والتي تؤثر بلا شك في أداء العمل اليومي، وتؤثر في تكوين شخصية الفرد حين يتخذها منهاجاً له تظهر في قناعاته و مشاعره من خلال اتصاله بنفسه وحديثها له فبالتالي يظهر في آداء الفرد, وتعد المؤسسات التعليمية من أهم المؤسسات فالمعلم دائرة تأثيره واسعة وكثرة الطلبة الذين يتخرجون من تحت يديه, وأخص في ورقة العمل هذه الجودة الشخصية وأهميتها وخصائصها لمعلمة التربية الأسرية لأن لها النصيب الأكبر في هذا الجانب لتعدد المجالات التي تُعلمها في مجال الأسرة, المجتمع, الاستهلاك, الغذاء والتغذية, إدارة الضغوط, الديكور. فجودة شخصية المعلمة تنتقل الي الطالبات من خلال التعامل مع معلمتهم وإذا خالط الجودة محبة الطالبات كان ذلك أكثر تأثيراً و تكون دائرة التأثير أكبر.
المقدمة:
الإسلام هو كمال الجودة وليس هناك مبالغة إذا قلت إن الإسلام عقيدة وأخلاقاً هو كمال الجودة وتمامها قال تعالى:( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً)، وفي الأداء المتميز قال تعالى:(ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين), نَظم الإسلام جميع العلاقات في المجتمع تنظيم دقيق وشامل لم تَرق إليه النظم الوضعية أو المبادئ الإنسانية التي وضعها البشر, فَبَين كل الحقوق والواجبات وذلك في ظل العدل والمساواة , بمبادئ وقيم ثابته ودائمة ما دام الكون وما دامت الحياة, وإلي أن يرث الله الأرض ومن عليها وذلك قبل 14 قرن من الزمان , ومن مبدأ الاخوة قال تعالى: (إنما المؤمنون أخوة) ومن مبدأ الاحسان قال تعالى:( واحسنوا إن الله يحب المحسنين) ومبادئ عديدة ذكرت في القرآن الكريم في العلاقات الإنسانية لا يسعنا في هذه الورقة ذكرها. ومن السمات الشخصية الإيجابية المذكورة في القرآن الكريم قال تعالى: (يا أيها الذين اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) وذًكرت آيات عن التعاون وحب الخير والعفو وعزة النفس، التطلع وحب المعرفة…. .
فالجودة دعا لها ديننا الحنيف فنجد مفهوم الجودة مفهوم أساسي ومنهج شرعي لحياة المسلم في كل ما شمله من تعاليم وأنظمة وقوانين، فإن القرآن قد حث على الجودة الشاملة في جميع الأعمال التي تنبغي أن يؤديها الإنسان وقد ارتبط مصطلح الجودة في القرآن الكريم بمفردات متعددة منها الإحسان، الاتقان، الأحكام، الإصلاح…الخ. اذاً القرآن الكريم منهج للجودة والاتقان في جميع النواحي الحياة.
الجودة الشخصية:
هي الدرجة التي يعبر عندها الفرد عن سمات شخصية إيجابية، ويمارس علاقات إنسانية جيدة ويُظهر أداءً متميزاً في العمل. وأهم سمة في الجودة الشخصية هي تقدير الذات الذي يصنع الجانب الأكبر من شخصية الفرد وقدراته.
هي أساس الجودة المؤسسية، والأنسان هو أهم عنصر في الجودة المؤسسية وأداء أي مؤسسة يعتمد على العاملين بها إذا الأفراد هم الذين يصنعون جودة المؤسسة فالجودة الشخصية هي الدرجة التي تعبر عندها الفرد عن سمات شخصية إيجابية، ويمارس علاقات جيدة ويُظهر آداء متميز بالعمل.
- أهمية الجودة:
المتغير الأساسي في معادلة الجودة هو الأفراد، فالأفراد في نهاية المطاف هم الذين يصنعوا من المنتجات ويبتكرون الخدمات الجيدة وليست التكنولوجيا أو الإجراءات الرسمية، فالأفراد هم من يديرون ن العمليات ويجعلون الأنظمة تعمل، فالعمليات لا تؤدي العمل أما الأفراد فيؤدونه، الجودة إذاً تعبر عن تميز البشر.
الجودة الشخصية العالية على مستوى الفرد الى تحسين آدائه بالعمل وتحسن علاقاته بالآخرين، وزيادة شعوره بالإشباع الوظيفي، كما تساعده على خلق انطباع إيجابي أولي لصعود السلم الوظيفي سريعا.
وأفضل الأماكن للممارسة الجودة الشخصية تتواجد في الجانب التعليمي وذلك لتأثيره الكبير على ابناءنا وبناتنا الطلاب وتكون دائرة التأثير كبيرة. فالمعلم هو قدوة ونموذج حي للجودة الشخصية يقتدي به الطلاب، من هنا تتضح دور معلمة التربية الاسرية كبيراً كونها أكثر احتكاكا فالمحتوى التعليمي للمادة يلامس جوانب الحياة المختلفة الغذائي، الصحي، الأسري، الذوق الفني، التعاملات والعلاقات الإنسانية، اضافة إلى الجانب المهارى والتقني والتعامل المباشر مع الطالبات، من هنا وجب أن تكون الجودة الشخصية صفة يجب أن يسعى لها كل من يمارس مهنة التعليم وخاصة معلمة التربية الاسرية.
خصائص الجودة:
تشمل الجودة ثلاثة أبعاد مترابطة كلُ منها يؤثر على الآخر:
- سمات الشخصية الإيجابية.
- والعلاقات الإنسانية.
- الأداء الفائق للعمل.
- السمات الإيجابية والصفات الشخصية مثل: ممارسة المسئولة الشخصية، وتقدير للذات وهذه الصفة هي أبرز سمات الشخص عالي الإنتاج والصدق والأمانة، وقبول النقد البناء، والتحكم في الوقت، والتواصل بشكل جيد، المرونة والقدرة على التغيير.
- علاقات إنسانية جيدة مثل: معاملة جميع الناس بأدب واحترام، البحث عن جوانب الإيجابية في الناس، حسن الاصغاء والسيطرة على الانفعالات، الاعتراف بالأخطاء. الاشادة والثناء عند اللزوم، كتمان الأسرار البعد عن الغيبة والنميمة، استخدام الأساليب الراقية في الحديث، مثل من فضلك لو سمحت وشكراَ وآسفه، الوفاء بالعهود، الابتسامة، لفت |أنظار الناس لأخطائهم بطريقة راقية وغير مباشرة، وتجنب الجدل.
الأداء الفائق في العمل مثل: قلة الاخطاء اثناء العمل، الوفاء بمواعيد انهاء الأعمال، القيام بالأعمال حسب الأولوية، القدرة على العمل ضمن فريق عمل، ومتابعة للأعمال التي يتم الانتهاء منها.
اذاً الجودة الشخصية عملية مستمرة من التحسين للذات، يمكن اكتساب الجودة الشخصية وتعزيزها، كما تنعكس الجودة الشخصية على سلوك الفرد اليومي.
تجديد الذات والتحسين المستمر:
الجودة الشخصية هدف متحرك، عملية مستمرة لتحسين الذات. وفي هذا السياق، يعد تجديد الذات أمراً مهماً في تقوية ودعم الجهود نحو التحسين المستمر للجودة الشخصية. والأبعاد الأربعة الرئيسية لعملية تجديد الذات هي البعد الجسماني والبعد العقلي والبعد الاجتماعي والبعد الروحي.
وبالنسبة للبعد الجسماني، الاحتفاظ بصحة جيدة من خلال التمرينات المنتظمة والتغذية السليمة والراحة المناسبة. وبالنسبة للبعد العقلي، ينبغي أن يمارس التفكير المنطقي، وأن النظر إلى المستقبل بثقة، وأن تكون الفرد منفتحاً على النقد البناء والأفكار الجديدة، وأن مواصلة التعلم مدى الحياة. وبالنسبة للبعد الاجتماعي، ينبغي أن الاحتفاظ أو اقامة علاقات اجتماعية طيبة مع الآخرين والعمل على تنميتها، سواء في حياة المهنية أو الشخصية. وبالنسبة للبعد الروحي، أن تكون مؤمناً بالله ومؤمناً بنفسه. فالإيمان يمنح الأمل والثقة أثناء الأوقات الصعبة.
تقدير الذات:
هو تقييم الشخص لذاته بطريقة إيجابية أو سلبية. التقدير المرتفع للذات يتخلل في كافة أجزاء نموذج تعزيز الجودة الشخصية، لأنه يمثل حجر الزاوية بالنسبة للجودة الشخصية. وينبغي أن يتم تعزيز الفرد داخلياً كي ينتج العمل الذي يتسم بالجودة على نحو مستمر. وتقدير الذات أساساً هو شعور المرء عموماً بالكفاءة الذاتية وقيمة الذات. ويؤدي الناس بشكلٍ أفضل في كل شيء عندما يعتبرون أنفسهم أكفاء وجديرين بالحياة. وتقدير الذات يصنع جل شخصية المرء وقدراته. إنه يقوي الأفراد وشحذهم كي يحققوا الأهداف المرجوة وكي يستجيبوا بإيجابية لتحديات الحياة.
الثقة بالنفس:
- الثقة بالنفس اعتقاد واتجاه يمكن المرء من أن يُكون لديه رؤية إيجابية وواقعية عن ذاته.
- تتسم الثقة بالنفس بالتفاؤل والحسم والجراءة والتطلع والاستقلال والقدرة على التعامل مع النقد.
- العقبات والفشل في طريق الواثقون مؤقتة وتعتبر تجارب تعلم.
خصائص تقدير الذات:
- هو ظاهرة تقييمية أو ذاتية.
- سمة متغيرة تكون خاضعة على نحو دائم للمؤثرات الداخلية والخارجية.
- يتنوع تبعاً للمواقف والأوقات إذ يمكن أن يتنوع يومياً من خلال التجارب والمشاعر السارة وغير السارة.
- متعدد الأبعاد فهناك على الأقل ثلاثة أبعاد مميزة لتقدير الذات وهي: المظهر المادي (التقدير المادي للذات) وأداء المهام (تقدير الذات فيما يتعلق بأدائها) والعلاقات الاجتماعية (التقدير الاجتماعي للذات).
- يتجلى تقدير الذات في الطريقة التي نتصرف ونتحدث ونرتدي بها ملابسنا.
تقدير الذات والواقع:
إن التقدير الحقيقي للذات يمكن تقويته من خلال:
- الثناء الواقعي والصادق عليها.
- الإنجازات المهمة والقيمة والتغلب على العقبات.
- تجاوز المحن، والتعافي بعد الفشل.
- تبني ممارسات معينة مثل الاضطلاع بالمسئولية الذاتية.
- الاحتفاظ بالاستقامة والأمانة اللتين تولدان لدى المرء الشعور بالكفاءة وقيمة الذات.
- يقوم التقدير الحقيقي للذات على أساس نظر المرء نظرة واقعية إليها لا على أساس الوهم والثناء غير المبرر.
مصادر تقدير الذات:
- البيئة الاسرية.
- آراء الاخرين.
- المظهر.
- الإنجاز الأكاديمي.
- المعتقدات الذاتية.
- التطلعات الشخصية.
- البراعة.
لتصل معلمة التربية الاسرية لجودة شخصية عالية في عملها كمعلمة تعزز تقديرها لذاتها بما يلي:
التحسين المستمر لجميع جوانب الحياة (بدني، روحي. اجتماعي، والعقلي).
- لتحسين الذات أربعة ابعاد:
- البعد الجسمي.
- البعد العقلي.
- البعد الاجتماعي.
- البعد الروحي.
على معلمة التربية الاسرية تحديد المستوى الحالي للجودة الشخصية لديها، ومعرفة المهارات في العلاقات الإنسانية والأداء بالعمل التي تمتلكها ولذلك لتحديد الفجوات بين المستوى الفعلي للجودة والمستوى المرغوب.
تحرص على وضع خطة إجرائية للجودة الشخصية مبنية على رؤيا ورسالة لتحديد الأهداف، تكون قابلة للقياس طويلة وقصيرة الأجل وذلك لتحديد الأهداف المتعلقة بالجودة التي تود الوصول إليها، تكون قابلة للتحقيق، وواقعية، يحتاج هذا الإجراء إدارة للوقت وانضباط ذاتي ومحتفظةً بصفة المثابرة، وليس هذا فقط وإنما المراجعة المستمرة لمدى تقدمها في بلوغ الجودة الشخصية بخطوات صحيحة.
السمات الشخصية من أمثلتها: المظهر الشخصي، المبادرة، إدارة الوقت، ضبط النفس، تحسين مهارات التواصل.
العلاقات الإنسانية من أمثلتها: حسن الاصغاء بإيجابية للأخرين من إدارة ومعلمات وطالبات واحترام الجميع، الاحتكاك بالأشخاص الايجابيين وتجنب الاشخاص السلبيين والمحبطين…. .
الأداء بالعمل من أمثلتها: الالمام مهام المعلم، والوفاء بالمواعيد وتسليم الاعمال، التطوير المستمر لطرق التدريس، التنمية المهنية المستدامة، متابعة المستجدات في مجال التخصص.
وأخيراً التعامل مع نوبات الفشل على أنها تجارب يستفاد منها.
المراجع:
- تعزيز الجودة الشخصية، رنجيت سينج مالهي، 2015، برنتس هال، مكتبة جرير. الرياض.
- فن التعامل مع الناس، ديل كارنيجي,2010، مكتبة جزيرة الورد، القاهرة.
- العلاقات بالعمل، بكر عبد الرحمن,1970، الهيئة العامة لشؤون المطابع الأميرية، القاهرة.
- العلاقات الإنسانية وأثرها على أداء العامل بالمؤسسة-دراسة ميدانية-مجلة العلوم الإنسانية والاجتماعية، بن زاف جميلة، جامعة قاصدي مرباح ورقلة، الجزائر.
الفهرس
المحتوى | رقم الصفحة |
الملخص | 1 |
المقدمة | 2 |
الجودة الشخصية | 2 |
أهمية الجودة | 3 |
خصائص الجودة | 3 |
تجديد الذات والتحسين المستمر: | 4 |
خصائص تقدير الذات: | 5 |
الجودة الشخصية لمعلمة التربية الاسرية | 6 |
المراجع | 7 |
قيم ورقة العمل الأن
راجع ورقة العمل قبل التقييم
راجع ورقة العمل قبل التقييم