أنشر بحثك وكتبك ومبادراتك الأن

تواصل معنا
العدد الثاني عشرالمجلد الثالث 2020

الفوائد الدعوية لمعجزة الإسراء والمعراج دراسة تحليلية

د- المكاشفي عبد الهادي عبد الله عبد الهادي

أستاذ مساعد

جامعة أم درمان الإسلامية

كلية التربية- قسم الدراسات الإسلامية

معرف الوثيقة الرقمي : 202012126

مستخلص البحث

 من خلال الدراسة، وجد الباحث ربطاً بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى حتي يتبين للدعاة أن المسجد الأقصى له دور كبير في الإسلام وهو مسري رسولنا (صلي الله عليه وسلم ) ومهبط الانبياء، فلا نفرط فيه. فهو الآن بيد المستعمر الصهيوني الغاشم، جاءت هذه الحادثة في وقت كان محمَدا (صلي الله عليه وسلم) فيه محزوناً مكسور الخاطر وهو يدعو إلى الله عز وجل، فكانت دلالة الرحلة أن الداعي إلى الله الصابر المحتسب له جزيل الأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى .

 كما أن هذه الحادثة بينت أهمية الصلاة في الإسلام، ووجدت كذلك فيها تبشيرات، منها أن نبي الله إبراهيم (بعث بسلامه إلى أمة محمد (صلي الله عليه وسلم) وكذلك وصفت الجنة بنعيمها، وتحذيرات منها على سبيل المثال، حذر عن صنوفٍ من أنواع العذاب حذر منها محمد صلي الله عليه وسلم أمته.

 أما فوائد الداعي إلى الله عز وجل من حادثة الإسراء والمعراج والتي هي محور هذه الدراسة وهدفها الأساسي فإنها لا تحصى ولا تعد وللوصول لهذا الهدف استخدم الباحث المنهج الاستقرائي التحليلي. فوصل الباحث إلى نتائج منها: على سبيل المثال – دعوة الناس حسب استعدادهم مع مراعاة عدم التفريط في حق الله تعالى – والاستفادة كذلك من أساليب ووسائل ومناهج الدعاة إلى الله وخاصة الرسل (عليهم السلام) في مجال الدعوة إلى الله عز وجل – وقول الحق – والصبر والثبات على المبدأ- وقيمة الكلمة وموافقة العمل بها-كذلك على الداعي البلاغ وعلى الله الهداية-و التفطن لما يدبره الأعداء- والتركيز في الدعوة على الأمور العظيمة – والنهي عن كبائر الذنوب.

 فالعبر والدروس الموجودة في حادثة الإسراء والمعراج كفيله إذا وعاها الدعاة واتبعوها أن تحقق لهم النجاح في طريقهم والفلاح في مقصدهم، ولهذا كان الإسراء والمعراج اختباراً للمؤمنين، وتثبيتا لعقيدتهم ودليلاً على قدرة الله وتأييداً لصاحب الرسالة والداعي الأول وخذلانا لباطل تسلح بالكفر العناد.

ABSTRACT

          It was within this study that I have found a bond between the Holy Mosque in Mecca(Al-Masjid Al-Haram) and the Al-Aqsa Mosque in Alquds (Jerusalem).

My study is meant to show the dua’at (preachers) the role of the Alaqsa Mosque in Islam: It was the destination of The Prophet Mohammad (Peace Be Upon Him) and where the Holy Prophets assembled to pray with him in his Al-Esra’a and Al-Me’rage night journey from Mecca to Bayt Al-Maqdis(Al-Quds). That is why we should not forgo this Holy shrine, which is now in the hands of the oppressive Zionists. The night Journey of Al-Esra’a (night flight) and Al-Mi’rage ascension to heaven) had given Prophet Mohammad (PBH) a lot of solace after he was maltreated by the people of Al-Ta’ef who refused his call for Islam and after the death of his uncle Abu Talib. That journey was such an opportune reward for the sad and bereaved Prophet Mohammad (PBH) who returned heartbroken from Al-Ta’ef and heartbroken for the death of his uncle.

Al-Esra and Al-Me’rage is also a reminder of the importance of the daily five prayers as this rite was enjoined to The Prophet Mohammad (PBH) and his followers by the Almighty in that journey.

I have also found good omens in that story: The Prophet Ibrahim (PBH) had asked The Prophet Mohammad (PBH) to convey his greetings to His (Mohammad’s) followers. On the other hand, I found in it sharp warnings about the types of punishment that await the infidels and the sinful.

The Dua’at can reap incalculable benefits from the Al­Esra and Al-Me’raj story (which is the focus of this study).

 These benefits include the preaching of people according to their readiness to receive the call of and observe the tenets of Islam. The dua’at should, equally, keep in mind the rights of Allah, the Al­mighty, upon His creation. The dua’at (as did the prophets) should tell the truth, be patient and adhere to righteousness. They should also observe the value of the words they utter and live up to what they preach. The Daa’iya (the preacher) should understand that it his responsibility to convey the message of Allah who is capable of leading his creation to the correct path.

 The dua’at should be watchful of the designs of the enemies and should focus significant issues and warn against grave sins.

Patience and the lessons lodged in the Al-Esra’a and Al-Me’rage story, if preached and observed by the dua’at, are sure to lead them into success.

Al-Esra’a and Al­Me’rage incident was a testing of the believers and a consolidation of their faith. It was an evidence of the power of Allah the Almighty, a support to the Prophet and a defeat to infidelity and obstinacy.

تمهيد:

 كان الإسراء والمعراج قبل الهجرة بسنة وأشهر، وكيف يكون الإسراء والمعراج مقدمة للهجرة؟ كان الرسول (صلى الله عليه وسلم (في بيت أم هانئ في مكة، يريد الله سبحانه وتعالى في تلك الأزمة بعد عودته من الطائف -على المشهور عند علماء السيرة- أن يكرمه، رجع الرسول من الطائف إلى مكة وهو مكسور الخاطر، ويري الباحث التلطف مع رسول الله( صلى الله عليه وسلم ) في العبارة؛ لأن كل ما أصابه كان في سبيل الله. (1)

إذاً.. رجع من الطائف بغير ما كان يتوقع، وكان دخوله مكة بصورة لا يرضاها الباحث لنفسه، ولكن رضيها (صلى الله عليه وسلم) لنفسه من أجل مصلحة المسلمين، فكان الموقف موقف شدة، وتضييق وإساءة، فكان الإسراء والمعراج فيه غرضان:

الغرض الأول: مواساة رسول الله )صلى الله عليه وسلم) بسبب ما ناله من أهل الطائف.

الغرض الثاني: اطلاعه على الملأ الأعلى، وعلى مستقبل الدعوة.

كأنه قال له: الطائف أساءت إليك وأدمت قدميك، فلا تحزن وهلم إلى بيت المقدس، فهو خير من الطائف ألف مرة، ومنعوك من الدخول إلى مكة إلا وأنت في جوار رجل مشرك، فلا تحزن، هلم فإن أنبياء الله ورسله، سيستقبلونك.

ثقيف وقريش لم يستقبلوه، والله جمع له الأنبياء ليستقبلوه في بيت المقدس.(2)

ولهذا ففطنة الداعية وذكاؤه يدعوانه لاستخلاص العبر واستنتاج الدروس من الحوادث والأشياء فلا يمر عليه الأمر مرور الكرام ولكنه يستوقفه ويلفت نظره ويدعوه إلى إحالة الفكرة وإعمال العقل فإنه لا يعدم من ذلك فائدة.

وأكثر الأشياء ثراءً في هذا الجانب، التاريخ فهو تجارب حية وعلمية وطبيعة الأشياء تستوجب على كل إنسان سوي أن لا يبدأ من الصفر، ولكن من حيث انتهي الآخرون أي لا يكرر المرور في طريق فشل الجميع في سلوكه ، وتأكد أنه لا فلاح فيه.

ولا يغيب عن الداعي الفطن ” أن السيرة النبوية الشريفة هي أكثر فترات التاريخ التي يمكن الإفادة منها في هذه الناحية ” فهي سيرة إمام الدعاة، والداعية المعصوم (صلي الله عليه وسلم) والصحابة الأجلاء (رضوان الله عليهم) وهي الفترة التي كان الوحي يسدد خطاها ويصوب أخطاءها.

وكلما سقطت ورقة العام من شجرة الزمان، جاء شهر رجب الفرد ذكر الباحث برحلة الإسراء والمعراج برسول الله محمد ٍ( صلي الله عليه وسلم ) من مكة إلى بيت المقدس (3) والمعراج به من بيت المقدس إلى السماوات العلا ليعلن بذلك أن تابعيه سوف تكون لهم السيادة على العالم ليس لأنهم عرب ولكن لأنهم سيحملون منهج السماء إلى الناس كآفة وليعلن التواصل بين ثلاثة أطراف، مكة حيث المسجد الحرام الذي يشهد أن لله عبداً وحده في هذا المكان رغم ما أحاط به كفار الكعبة من الأصنام، والقدس حيث المسجد الأقصى الذي بارك الله تعالى حوله وحيث غبرت نبوات وقامت رسالات.

وكلما هب نسيم هذه الذكري إذا الأرجاء الروحية تفوح بأريج يحمل عبر الرحلة ليقول (فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ) سورة الحشر آيه2.لهم ولا يعني ذلك ألاّ يعتبر غير الدعاة بل كل ذي بصيره يعتبر وهكذا.

أما عن خطة البحث سيتناول فيها الباحث أربعة محاور تشمل الاتي:

المحور الأول: أسباب اختيار الموضوع وأهميته – ومنهج الموضوع- ومشكلاته.

المحور الثاني: التعريف بالإسراء والمعراج لغة واصطلاحا.                                                              

المحور الثالث: التعريف بالداعي لغة واصطلاحا.

المحور الرابع: ما يستفيده الداعي من الإسراء والمعراج في الدعوة إلى الله.

المحور الأول: أسباب اختيار الموضوع وأهميته ومشكلة الموضوع.

مصطلحات البحث (الكلمات المفتاحية) منها على سبيل المثال

1-الإسراء والمعراج في العقيدة الإسلامية: من الأحداث الضخمة من تاريخ الدعوة الإسلامية، سبقته البعثة وجاء قبل الهجرة وهي حادثة جرت في منتصف فترت الرسالة الإسلامية ما بين السنة الحادية عشرة إلى السنة الثانية عشرة.

2-الداعي: هو مسلم قوي الإيمان قوي الشخصية، معتز بدينه عامل على نشره ونقله للناس، باذلا الجهد فيه، عارفا بأصوله وفروعه، صبور ونشيط الحركة، واسع الثقافة، متفاعل مع عصره، حكيم في دعوته، خبير بأدواء الأمم، وداعيا إلى الله على هدي وبصيرة.

3-الدعوة: يقصد بها الباحث النشر والبلاغ وهي قيام المستنيرين في الدين

بتعليم الجمهور من العامة ما يبصرهم بأمور دينهم ودنياهم على قدر الطاقة-وهو فن يبحث في الكيفيات المناسبة التي تجذب الآخرين إلى الإسلام أو تحافظ على دينهم بواسطتها.

4-الوسيلة: كل شيء مادي يستخدمه الداعي في سبيل توصيل دعوته للآخرين.

5-الأسلوب الدعوي: كل شيء معنوي يستخدمه الداعي في سبيل توصيل دعوته للآخرين.

أو هي كيفيات تطبيق مناهج الدعوة.

6-المنهج الدعوي: وهو مجموعة من الأساليب الدعوية التي يستخدمها الداعي في سبيل توصيل دعوته للأخرين أو هي نظم الدعوة وخططها المرسومة ليصل بها الداعي إلى أفضل النتائج من العملية الدعوية.

Research Terms

Research Terms

Isra’a and Miaraj in Islamic creeds is one of the tremendous events in the history of Islamic call before the mission. It came before hijra the event which happened in the middle of the message between the eleventh and twelfth year. This is what I would like to explain first.

Caller:

He is a strong faithful Muslim with strong character, proud of his religion, works on spreading it, transferring it to people, patient, active and cultural fellow.

He is interactive with his age, wise in his call, an expert in treatment of all nations and calling to Allah in the right way and vision.

Call:

It means spreading and notification. It is luminous in religious teaching the people and enlightening them with their living and religious issues according to the effort. It is an art that looks for suitable adequacies that attract other to Islam and preserve their religion.

Means:

It is everything that is used by the caller in delivering his call to others to attain best promising results in the calling process.

Calling Style:

It is every abstract thing that is used by the caller in delivering his call to attain best calling results or adequacies in application of call approaches.

Call Approach:

It is about group of calling styles, such as rational approach, sensory approach, sentimental approach, scientific and empirical approach. They are principles of call and their plans via which the caller reach the best results from the call process.

أسباب اختيار الموضوع وأهميته:

1- إن الأمة الإسلامية الآن في نظر الباحث-لا يمكن إصلاحها والنهوض بها وعودتها إلى أصالتها الدينية والفكرية والخلقية، إلاّ بالطريقة التي صلح بها أول أمرها، وهو المنهج الإلهي الذي كان يقوم أساساً على الاستقاء من النبع الأول، القرآن الكريم ورافده الثاني السنه النبوية بما فيها من السيرة والعظات التي تحويها.

2-رغبه الباحث في الاستفادة من حادثة الإسراء والمعراج لاستنباط الأساليب والوسائل والمناهج الدعوية التي يمكن أن يستفيد منها الداعي إلى الله.

3- قلة المادة العلمية الدعوية المستنبطة من رأي الباحث من سيرته (صلي الله عليه وسلم) وخاصة من مثل هذه الأحداث في السيرة العطرة.

4-لأن الدعوة في حد ذاتها هي من أفضل الموضوعات على الإطلاق لأنها مهمة الأنبياء والمرسلين. وكذلك هي أفضل الوظائف لأنها وظيفة الأنبياء والمرسلين.

5-كذلك سبب اختياري للموضوع إذ أنه تخصصي، مجال الدعوة إلى الله وأساله التوفيق والسداد والقبول وأن يكون عملي مقبولا عنده حتي أنال الثواب انطلاقا من حديث الرسول (صلي الله عليه وسلم ) قال لعلي: (فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا، خير لك من أن يكون لك حمر النعم) من حديث طويل الذي رواه سهل بن سعد من رواية بن حبان في صحيحه صفحة 6932.

المنهج الذي سار عليه الباحث:

هو المنهج الاستقرائي التحليلي بعد استقراء المادة من مصادرها الأولى الأصلية.

أما كونه تحليلي من خلال تتبع النصوص بحسب الموضوعات التي يحتويها النص وتحليلها وصولا إلى الأهداف التي يرمي لها هذا البحث.

بعض مشكلات البحث:

1-سعة المادة العلمية التي يدور في فلكها البحث.

2-قلة المصادر المتخصصة في الدعوة إلى الله عموماً، وفيما يتناوله الداعية من حيث التكوين والإعداد خصوصا.

3-إسهاب العلماء، الذين تكلموا عن الإسراء والمعراج في الشرح، بعيداً عن روح الدعوة واستنباط القضايا الدعوية من هذه الحادثة إلاّ النذر القليل منهم.

أسئلة البحث:

-هل هنالك فوائد دعوية لهذه الحادثة؟

2-هل استفاد الدعاة منها لبناء قدراتهم الدعوية؟

3-ماهي الفائدة الدعوية كون هذه الحادثة تأتي في منتصف فترة الرسالة؟

 4-ماهي العبر والدروس الممكن نستفيدها من هذه الحادثة؟

أهمية البحث

 تنبع أهمية البحث من كونه سيتناول مدي استفادة الدعاة إلى الله من هذه الأحداث في تاريخ الدعوة. ومنها على سبيل المثال:

1-توجيه أنظار الدعاة إلى هذه الأحداث في تاريخ بداية الدعوة الإسلامية.

2-إمكانية الاستفادة من الأساليب والوسائل والمناهج التي استخدمت فيها.

3- من رأي الباحث لكل دراسة هدف أو غرض يجعلها ذات قيمة علمية والهدف من الدراسة يفهم عادة على أنه السبب الذي من أجله قام الباحث بإعداد هذه الدراسة والبحث العلمي فهدف هذه الدراسة مدي استفادة الدعاة من هذه الحادثة في كل ما يهم الدعوة والدعاة.

الدراسات السابقة:

الدراسة الأولي:

(ذكري الإسراء والمعراج –دروس للإنسانية في إعجاز الله وقدرته)

دكتور على الصلابي، مؤرخ وفقيه ومفكر سياسي ليبي حاز درجة الدكتوراة في الدراسات الإسلامية بمؤلفه فقه التمكين في القرآن الكريم له العديد من المؤلفات.

 فتحت هذا العنوان ذكر الباحث، الفوائد والدروس والعبر الآتية:

1- بعد كل محنة منحة فجائت الإسراء والمعراج.

2- أن الرسول (صلي الله على وسلم) كان مقدما على مرحلة جديدة وهي الهجرة.

3- شجاعته (صلي الله عليه وسلم) تتجسد في مواجهته للمشركين.

4-ظهور إيمان الصديق (رضي الله عنه) القوي في هذا الحدث الجلل.

5-الحكمة في شق صدر النبي (صلي الله عليه وسلم) وملء قلبه إيمانا وحكمة استعدادا للإسراء.

6-أن شرب الرسول (صلي الله عليه وسلم اللبن حين خير بينه وبين الخمر وبشارة جبريل عليه السلام إذ قال له هديت للفطرة تؤكد أن دين الإسلام دين الفطرة والبشرية.

7- كان إسراءه صلي الله عليه وسلم بالروح والجسد.

8-صلاته بالأنبياء دليل على أنهم سلموا له القيادة.

9-أن الربط بين المسجد الأقصى والمسجد الحرام وراءه حكم ودلالات.

وكثير من الفوائد الأخرى ولكنه لم يتطرق إلى الفوائد الدعوية بالتحديد كما تناولها البحث.

الدراسة الثانية: (نبذة عن الإسراء والمعراج)

عبد العزيز بن عبد الله بن باز رئيس هيئة كبار العلماء والدعوة والإرشاد

تطرق الشيخ تحت هذا الموضوع إلى التوحيد وفرض الصلوات الخمس وذكر البراق والبغل ووجد الرسول (صلي الله عليه وسلم) في السماء الدنيا عيسى وفي الثانية يوسف وفي الثالثة صالح وفي الرابعة وفي الخامسة هارون وفي السادسة موسي وفي السابعة إبراهيم.

ولم يتطرق إلى الجوانب الدعوية بالتحديد كما تناولها الباحث.

الدراسة الثالثة: الإسراء والمعراج دروس تربوية ودعوية. حصاد الفكر.30-6-2011م

للكاتب صلاح سلفان.

Basaer –onlin.com.

ذكر فيها الباحث عدة دروس منها:

الدرس الأول: أن الإسراء والمعراج جاء مكافأة للصبر في الدعوة.

الدرس الثاني: أن الإسراء والمعراج كان مكافأة على سماحة النبي (صلي الله عليه وسلم) وعفوه عمن ظلموه.

الدرس الثالث: أن أمة الإسلام هي صاحبة الميراث لرسالة الرسل (صلوات الله وسلامه على هم جميعا).

الدرس الرابع: الإسراء والمعراج مثال لأحدث وأرقي صور السرعة في الاتصالات والمواصلات والفضائيات.

الدرس الخامس: هدية الإسراء والمعراج إلى الأمة الصلاة كمنهاج حياة.

 لم يتطرق الباحث فيه على الجوانب الدعوية في هذه الحادثة كما تناولها الباحث في بحثه.

 ومن رأي الباحث المتواضع لم يجد بحث في هذه الحادثة يتناول ما تناوله بحثه من أساليب ووسائل ومناهج دعوية وفوائد وصفاة الدعاة –والله أعلم وأجل- فما يوجد في البحث هو جهد مقل والله نسأله القبول والسداد.

المحور الثاني: التعريف بالإسراء والمعراج لغة و اصطلاحا:

أولا: الإسراء لغة و اصطلاحا:

الإسراء لغة: أسرى سرى فهو مسري، وتـأتي بمعني السير ليلا.(4)

أما الإسراء اصطلاحا: هي الرحلة بالنبي (صلي الله عليه وسلم) من مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى في فلسطين ليلا.

ثانيا: المعراج لغة و اصطلاحا:

لغة: هو الآلة أو المصعد والسلم الذي يعرج به.

 اصطلاحا: هي الرحلة التي تبعت رحلة الإسراء وكانت من بيت المقدس إلى ما بعد طبقات السماء العلا.(5)

المحور الثالث: التعريف بالداعية لغة واصطلاحا:

الداعية اسم فاعل على وزن فاعلة تقول دعاه يدعوه فهو داعٍ له.

الداعية صريخ الخيل في الحروب لدعائه من يستصرخه.(6)

 والنبي داعي الله، وهو من قوله تعالى (وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا) (سورةالأحزاب اية 46)

ويطلق على المؤذن؛ لأنه يدعو إلى ما يقرب إلى الله تعالى وقد دعا فهو داعٍ، والجمع دعاة. وداعون: قضاة وقاضون(7)

والدعاة في اللغة: لفظ عام يشمل دعاة الحق ودعاة الباطل والضلالة، ورجل داعية إذا كان يدعو إلى بدعة أو دين، أدخلت الهاء منه للمبالغة.

 مر في تعريف الداعية في معناه اللغوي: بأنه من يقوم بمطلق الدعوة، سواء أكانت دعوة خير أم دعوة شر.

 فالداعية هو إذن من يقوم بالدعوة إلى الإسلام وجذب الآخرين إلى الهدي والخير والرشاد.

 ويدخل في هذا المفهوم: الأنبياء والمرسلون بادئ ذي بدء، ثم يليهم العلماء الذين يقومون بواجب الدعوة، ويدخل في التعريف أيضا العامة من الناس والذين يقومون بالدعوة.(8)

والداعية في الاصطلاح: عرفه محمد زين الهادي العرمابي بأنه (هو مسلم قوي الإيمان قوي الشخصية، معتزُ ُ بدينه عاملا على نشره، ونقله للناس، باذلاً الجهد فيه، عارفاً بأصوله وفروعه، صبور ونشيط الحركة، واسع الثقافة، متفاعل مع عصره، حكيم في دعوته خبير بأدواء الأمم، وداعياً إلى الله على هدي وبصيره) (9)

فبيان دعوة الرسول وغيره من البشر قوله تعالى : ( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) سورة يوسف 108.

يبين سبحانه أن أتباع الرسول (صلي الله عليه وسلم) هم الدعاة إلى الله تعالى، وهم أهل البصائر.

وبيان دعوة غير الرسول من البشر قوله تعالى : ( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) سورة فصلت آية 33.

ففي هذه الآية: التنويه بالدعاة والثناء عليهم، وأنه لا أحد أحسن قولا منهم.(10)

 المحور الرابع: ما يستفيده الداعي من معجزة الإسراء والمعراج:

يقول تعال: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ) الإسراء آية1.

 ينزه الله نفسه المقدسة ويعظمها، لأن له الأفعال العظيمة والمنن الجسيمة، التي من جملتها (أَسْرَى بِعَبْدِهِ) ورسوله محمدٍ (صلي الله عليه وسلم) (مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ) الذي هو أجل المساجد على الإطلاق(إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى) الذي هو من المساجد الفاضلة، فهو محل الأنبياء فأسرى به في ليلة واحدة إلى مسافةٍ بعيدةٍ جدا، ورجع في ليلته، وأراه الله من آياته، ما ازداد به هديً وبصيرةً وثباتاً وفرقاناً، وهذا من اعتناء الله تعالى به، ولطفه، حيث يسره لليسرى في جميع أموره، وخوله نعماً فاق بها الأولين والآخرين.

وظاهر الآية أن الإسراء كان في أول الليل، وأنه من نفس المسجد الحرام، لكن ثبت في الصحيح، أنه أسري به من بيت (أم هاني)، فعلى هذا، تكون الفضيلة في المسجد الحرام لسائر الحرم، فكله تتضاعف فيه العبادة كتضاعفها في نفس المسجد، وأن الإسراء بروحه وجسده معاً، وإلاّ لم يكن في ذلك آية كبرى.

وقد تكاثرت الأحاديث الثابتة عن النبي ( صلي الله عليه وسلم) في الإسراء وذكر تفاصيل ما رأى وأنه أسري به إلى بيت المقدس، ثم عرج به من هنالك إلى السماوات، حتي وصل إلى ما فوق السماوات العلى، ورأي الجنة والنار، والأنبياء على مراتبهم، وفرض الله عليه الصلوات خمسين، ثم مازال يراجع ربه بإشارة من موسي الكليم (عليه الصلاة والسلام) حتي صارت خمسا بالفعل، وخمسين بالأجر والثواب، وحاز من المفاخر تلك الليلة هو وأمته، ما لا يعلم مقداره إلا الله عزوجل.

 وقوله (بَارَكْنَا حَوْلَهُ) أي: بكثرة الأشجار والأنهار، والخصب الدائم.

 ومن بركته تفضيله على غيره من المساجد، سوي المسجد الحرام ومسجد المدينة، وأنه يطلب شد الرحال إليه للعبادة، والصلاة فيه، وأن الله اختصه محلاً لكثيرٍ من أنبيائه وأصفيائه(11)

ومن عبر معجزة الإسراء والمعراج التي تهم الداعية من رأي الباحث:

1- دعوة الناس حسب استعدادهم وعدم التفريط في حق الله:

          يدعو الناس حسب استعداداتهم ولا يفرط في شي من أمر الله لكي يدعوهم، قد يحاول الداعية تعليم جاهل أحكام الإسلام أو تذكير ناس بها بطريقة ما فينجح نجاحاً ملحوظاً ثم يستخدم نفس الطريقة مع آخر فيكون الفشل بيناً، وذلك لأنه لم يراع فروق الطباع والاستعداد، فعلى الدعاة أولا أن يبدأوا مع الآخرين باللطف والرفق قبل أي شيء ليصلوا إلى قلوبهم ويستكشفوا استعداداتهم ويزيلوا ما بينهم من الحجب انطلاقا من قول الله عز وجل (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) سورة النحل 125.

 ثم إنه ليس لهم بعد ذلك أن يستهلوا في حديثهم معهم عن الدين ليزيلوا هذه الحجب ويتكشفوا تلك الاستعدادات فالداعية يقف بين المفرط فلا يهجم بالتكاليف ولا ينفي وجود الموجود منها.

وفي معجزة الإسراء والمعراج ما يشهد لهذا الكلام:

فقد روي الشيخان والترمذي والنسائي وأحمد وغيرهم أن النبي (صلي الله عليه وسلم ) قال في حديث الإسراء (ثم فرضت على الصلوات خمسين صلاة كل يوم فرجعت فمررت على موسي فقال بم أمرت؟ قلت خمسين صلاة كل يوم؛ فقال: إن أمتك لا تستطيع خمسين صلاة كل يوم ولكني والله قد جربت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة فأرجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك فرجعت فوضع عني عشرة، فرجعت إلى موسي فقال: مثله عني عشرة فرجعت إلى موسي فقال: مثله فوضع عني عشراً فرجعت إلى موسي فقال: مثله فوضع عني عشرا فرجعت إلى موسي فقال: مثله فأمرت بعشر صلوات كل يوم فرجعت فأمرت بخمس صلوات كل يوم فرجعت إلى موسي فقال: بم أمرت؟ فقلت أمرت بخمس صلوات كل يوم قال إنّ أمتك لا تستطيع خمس صلوات كل يوم وإني قد جربت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة فأرجع إلى ربك فأسأله التخفيف لأمتك قلت سألت ربي حتي استحييت ولكن أرضي وأسلم قال فلما جاوزت نادي منادٍ أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي.(12)

2- الاستفادة من أساليب ووسائل ومناهج الدعاة السابقين في الدعوة إلى الله:

 قدم موسي عليه السلام للنبي (محمدٍ صلي الله عليه وسلم) النصيحة الناتجة عن خبرته في الدعوة فبين له انطباع الناس وقدرتهم وما يثقل عليها، وقد تعجز عن أداء هذا العدد من الصلوات، فضلاً عن غيرها من الشعائر والعبادات مما ينفرها من الدين كله، ويجعلها تمل وبنو اسرائيل لم يصبروا على صلاتين فكيف تصبر أمة (محمد صلي الله عليه مسلم ) على خمسين صلاة وهي أضعف أجساداً وقلوباً وأعماراً وأبصاراً وأبداناً فلا بُد إذاً أن يناسب الأمر المأمور كماً وكيفاً وإذا كان الحديث قد عبر عن التناسب الكمي فإن التناسب الكيفي يكون بالأولي وحكمه أرادها الله تعالى وهو أعلم بعباده من موسي وغيره ولم يخفف الصلاة بداية وقد تكون هذه لحكمة تكريم أمة (محمد صلي الله عليه وسلم) بمضاعفة الأجر لها على صلاتها فخمس في العمل وخمسون في الأجر وذلك تعويضاً لها عن كونها أقصر الامم أعماراً(13)

وذكرت الصلاة هنا حتي نعلم أن الصلاة مكانتها عظيمة عظمة هذه الحادثة وأنها الركن الثاني من أركان الإسلام وهي صلة العبد بربه.

وفي رواية الإمام البخاري: (فقال الجبار يا محمد قال: لبيك وسعديك قال: إنه لا يبدل القول كما فرضت عليك في أم الكتاب قال: فكل حسنة بعشر أمثالها فهي خمسون في أم الكتاب وهي خمس عليك (14) وهنا يلاحظ الباحث وجهاً آخر للاستشهاد على ما قاله وهو أن الحق تبارك وتعالى خفف عن عباده ولكن هذا التخفيف لم يصل إلى الحد الذي انعدمت فيه مشقة التكليف؛ فالتكليف كما أنه روعي فيه وجود قدر من المشقة حتي يتبين القلب الأبيض من القلب الأسود.

إن التكليف له مشقة فلا يصح ولا يحق للداعية أن ينفيها كما، أنه من الحكمة ألاّ يهجم بالتكاليف على المدعو فينفر.

3- قول الحق:

الأكثرية الكاثرة من الناس يسهل جذبهم نحو الباطل والمعصية لما لهما من بريق ظاهر ومظهر خادع وقد يتعذر تسييرهم في طريق الحق حسب اعتقاد الباحث، والهدم أسهل من البناء وأهل الباطل كثيراً ما يرون أن نزولهم على الحق إذلال لهم فتراهم يدافعون عن الباطل ويحاربون الحق. وعدم كتمانه أمر صعب لا يسهل إلا على نفوس مؤمنة فالمؤمن لا يعبأ بقوة الباطل ولا يكتم الحق لأجله.

وقد تجلي ذلك في موقف النبي (صلي الله عليه وسلم) بعد معجزة الإسراء والمعراج فقد ذكر ابن هشام أن أم هاني هند بنت أبي طالب كانت تقول ما أسري رسول الله (صلي الله عليه وسلم ) إلا وهو في بيتي نائم عندي تلك الليلة في بيتي فصلي العشاء الآخرة ثم نام ونمنا، فلما كان قبيل الفجر أهبنا أيقظنا رسول الله (صلي الله عليه وسلم) فلما صلي الصبح وصلينا معه قال: يا أم هاني لقد صليت معكم العشاء الآخرة كما رأيت بهذا الوادي، ثم جئت بيت المقدس فصليت فيه ثم صليت صلاة الغداة معكم الآن كما ترين ثم قام ليخرج فأخذت بطرف ردائه فتكشف عن بطنه كأنه قبطية مطوية، فقلت يا نبي الله لا تحدث بهذا الناس فيكذبوك ويؤذوك، قال: والله لأحدثهموه (15). ويروي أن أم هاني (رضي الله عنها) تعلقت بردائه (صلي الله عليه وسلم) وقالت أنشدك الله يا ابن عم ألا تحدث بها قريشا فيكذبوك من صدقك، فضرب بيده على ردائه فانتزعه منها وسطع نور عند فؤاده كاد يخطف بصري.

لقد كان الإخبار بأمر الإسراء امتحاناً صعباً فهل يصدق كفار قريش خبراً مثل هذا؟ إن إبلهم لتقضي شهرين بين مكة وبيت المقدس ذهاباً وجيئة، فكيف بمن يخبرهم أنه ذهب وعاد في جزء من ليل؟ ثم أليس في المسلمين من لم يقو إيمانهم بعد ويمكن أن يرجعوا بعد إيمانهم كفاراً إذا سمعوا هذا الخبر؟ ولكن لا بد من وضع الذهب في النار لتذهب عنه شوائبه.

ولم يثن النبي (صلي الله عليه وسلم ) شيء عن الجهر بالحق فأخبر قريشا خبر الإسراء.

4- يستفيد الداعي من هذه المعجزة في استخدام أسلوب (المضاءة والعزم ):

 ويعرف هذا الأسلوب من أساليب الدعوة بأسلوب القطع والتوكل، ويحتاجه الدعاة عندما يحزم أحدهم أمره ويري أن لا مناص من الإقدام على فعل شيء ما، فيتوكل على الله ويمضي فيه، ويظهر جلياً في الآية الكريمة يقول تعالى : (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) سورة النساء آية 159.

5- الصبر والثبات على المبدأ مهما كانت المخاطر:

          يري الباحث أن هذا أمر لا بد للداعية منه فهو يدفع عنه القنوط واليأس والجزع والعاقل من الناس يمحص الأشياء والأحداث ويقف منها موقفاً معيناً فينتج لديه تلقائيا المبدأ الذي ينطلق منه ويحدد منه زاويته ويشعر بمنطقيته وبالسكينة إليه في قرارة نفسه، وهو يدفع عن هذا المبدأ بكل وسيلة يستطيعها مادام يري صوابه، وهذه أهم الصفات التي يجب أن يتصف بها الدعاة إلى الله عز وجل.

          روي البيهقي عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وسلم ) لما أسري بي مررت برائحة طيبةٍ فقلت ما هذه الرائحة؟ قال: ماشطة فرعون وأولادها سقط المشط من يدها، فقالت بسم الله، فقالت بنت فرعون: أبي؟ قالت: ربي وربك ورب أبيك قالت أوَلكِ رب غير أبي؟ قالت: نعم ربي وربك ورب أبيك الله. فقال ألكِ رب غيري؟ قالت: نعم ربي وربك الله عز وجل، قال فأمر ببقرة من نحاس فأحميت، ثم أمر بها أن تلقي فيها قالت: إن لي إليك حاجة قال: ما هي قالت تجمع عظامي وعظام ولدي في موضع، قال ذلك لك لمالك علينا من الحق قال: فأمر بها فألقوا واحداً واحداً، حتى بلغ رضيعاً فيهم فقال يا أماه قعي ولا تقاعسي فأنت على الحق.(16) لقد ضربت ماشطة بنت فرعون مثلاً عظيماً في الصبر والثبات على المبدأ فما كان أيسر أن تقول كلمة تنجي بها نفسها وأولادها من الموت.

يري الباحث أنه يجب أن يقف أمام هذه الحادثة واضعاً في الاعتبار أن المضحي امرأة، كذلك لم تكن تضحيتها بنفسها فقط وإلا لهان خطبها، ولكنها ضحت بأبنائها أيضا، ومعلوم بماذا يمكن أن تضحي الأم لأجل أبنائها؟ فلا بد إذاً أن يقدر حجم هذا الصبر وذلك الثبات العجيب والعظيم.

          ومع شدة هذا الموقف على نفس كل إنسان فضلاً أن يكون على امرأة يجب أن ينظر الداعي إلى المضحي من أجله، وهنا يهون الخطب لقد ضحت المرأة في سبيل الله مدفوعة بمبدأ الفطرة الذي ملك عليها أقطار نفسها ضحت من أجل مبدأ أن للكون رباً يديره يتميز بالكمال المطلق ويتنزه عن أي نقص، والداعية يدعو إلى أسمي منهج وأعظم مبادئ فجدير به أن يكون أكثر صبراً وثباتا على مبدئه.

 6- قيمة الكلمة وموافقة العمل لها:

 يعتقد الباحث أن الكلمة تعبر عن فكر صاحبها وتحدد أهدافه ومنطلقاته وهي بذلك أداة خطيرة للتأثير، فكلمة حق واحدة قد توقظ أمة من سباتها إذا وعتها كما أن كلمة زور تكفي لتدميرها.

ولقد رأي النبي (صلي الله عليه وسلم) في رحلته المباركة مشاهد دالة على أهمية الكلمة وخطرها فقد روي ابن جرير في تفسيره والبيهقي والحاكم من حديث أبي هريرة أن النبي (صلي الله عليه وسلم ) أتى على قوم تقرض ألسنتهم وشفاهم بمقاريض من حديد كلما قرضت عادت كما كانت لا يفتر عنهم من ذلك من شيء فقال: ما هذا يا جبريل؟ قال: هؤلاء هم خطباء الفتنة يقولون ما لا يفعلون.

          وأتى( صلي الله عليه وسلم ) على جحر صغير يخرج منه ثور عظيم فجعل الثور يريد أن يرجع من حيث خرج فلا يستطيع، فقال ما هذا يا جبريل؟ قال هذا مثل الرجل يتكلم بالكلمة العظيمة ثم يندم عليها فلا يستطيع أن يردها.(17)

          هذه هي الكلمة وذلك خطرها والمطلوب أن تكون الكلمة صادقة معبرة وفي موقعها ولا يقف الأمر عند هذا الحد بل يجب على المتكلم بالخير أن يفعله ، والناهي عن الشر أن يكون أول من يتجنبه إذ لا فائدة كبيرة من أمرك الناس بالخير ونهيك لهم عن الشر وأنت لا تدع منكراً ولا تأتي معروفاً، وفي ذلك يقول الإمام البوصيري.

استغفر الله من قول بلا عمل———- لقد نسبت به نسلا لذي عقم

أمرتك الخير لكن ما ائتمرت به ——وما استقمت فما قولي لك استقم (18)

          ولما كان النبي( صلي الله عليه وسلم) يوضح أهمية الكلمة وخطرها لم يكن يهمل العمل بها بل كان يوليه الاهتمام الأكبر، ويشهد لذلك أن كل حديث قولي هو حديث فعلي والعكس ليس صحيحا لأن النبي ( صلي الله عليه وسلم) كان يأتمر بما يأمر به، وينتهي عما ينهي عنه، أما أفعاله فلم يعبر عنها جميعاً بلسانه.

          ويكرر الباحث المعني فيقول إن الانفصام بين القول والعمل عند الداعية يؤدي به إلى الفشل الذريع وهذا هو الذي جعل الصحابة والسلف الصالح رضوان الله عليهم يحرصون على العمل أكثر من حرصهم على القول، ولولا أنهم في عدم الكلام كتماً للعلم لسكتوا.

ومن هنا يرى الباحث أن من أهم صفاة الداعي إلى الله العمل بعلمه والاستقامة على سلوكه لأن المدعو عندما ينظر إلى الداعي، ويجد أن قوله يخالف عمله، سيقل في نفسه لو كان صادقاً بما يقول لعمل به.

7- الداعية عليه البلاغ وعلى الله الهداية:

          لقد حدث محمد (صلي الله عليه وسلم ) قريشاً حديث الإسراء والمعراج وأقام الأدلة على صدقه، فقد روي البيهقي وابن جرير وابن أبي حاتم أن النبي ( صلي الله عليه وسلم ) حدث قريشاً عن الإسراء في صبيحة ليلته فقال لهم: إني أتيت البارحة بيت المقدس، فعجبوا وقالوا: إن أحدنا يضرب مطيته مصدرة شهراً ومقبلة شهراً، وأنت تروح وتجيء في ليلة، فأخبرهم بعير قريش، وأنها بمكان كذا وأنها نفرت ولما رجعت وجدتها عند العقبة، وأخبرهم بكل رجل وبعيره كذا ومتاعه كذا، قال رجل من المشركين: أنا أعلمكم ببيت المقدس وكيف بناؤه وكيف هيئته فرفع لرسول الله (صلي الله عليه وسلم) من مقعده فنظر إليه كنظر أحدنا إلى بيته فوصفه لهم.

رغم كل هذه البراهين وتلك الأدلة الناطقة بصدق رسول الله (صلي الله عليه و سلم) والتي جاءتهم من ناحية الدليل الملموس المشاهد والمتمثل في أحوال العير والبعير والنافر والناد وهي أظهر وأبين من الدليل المنطقي رغم كل ذلك لم يصدق أحد من الكفار، بل ارتد بعض الذين كانوا أسلموا فهل يستطيع بعد ذلك أن يقول الباحث أن الرسول (صلي الله عليه وسلم) لم يفلح في تبليغ هذا الامر لأن أحداً لم يصدقه وبعض الذين صدقوه عادوا فكذبوه؟

 يعتقد الباحث أن أحداً لا يستطيع أن يقول ذلك لأن الدعاة لا يملكون تحويل قلوب الناس من الضلالة إلى الهدي، إنما عليهم البلاغ المبين بالقول والعمل قال تعالى: (إِنْ عليكَ إِلَّا الْبَلَاغُ) الشوري 48.أما الهداية فإن الله سبحانه وتعالى وحده الذي يملكها فيهدي من يشاء ويضل من يشاء قال تعالى : (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ) سورة القصص 56 وقال تعالى (لَيْسَ عليكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ) سورة البقرة 272.

          وإذا كان كل داعية يهمه أن ينتصر لمنهج الله فعليه إذاً أن يعلم أن الانتصار لهذا المنهج في تبليغه البلاغ الصحيح بالعمل والعلم والبصيرة ولا يشترط الباحث أن يهتدي المدعو ليكون الداعية قد نجح ومع ذلك فإن الداعية إذا رأي أن دعوته لا تؤتي أكلها مع مرور الوقت فليراجع برنامجه الدعوي (الأسلوب والوسيلة والمنهج) ويتأكد من صحته الشرعية ثم العقلية، فإذا تأكدت لديه هذه الصحة فليواصل السير أو عليه أن يغير في منهجه ووسائله وأساليبه الدعوية.

ولهذا يرى الباحث أن الداعية عليه أن يستفرغ جهده لتذكير من نسى وتبليغ من جهل ويدعو الله للناس بالهداية اقتداء برسول الله (صلي الله عليه وسلم).

 8-التفطن لما يدبره الأعداء من مكائد ومكر تجاه الدعوة:

 في اعتقاد الباحث أن الدعوة إلى الإسلام تجد دائماً لها أعداء مع اختلاف الأعصار والأمصار لأنها الحق وغيرها الباطل، وهذا العداء قد يكون عداءً ساذجاً وهو المتمثل في الإيذاء والقتل والكيد والمكر تجاه الدعوة أو الداعي وقد حصل ذلك حتي للرسل عليهم السلام فصبروا من أجل الدعوة.

 يرى الباحث أن هذا العداء لا يمكن إغفاله واهماله لأنه لو ترك فسينمو ويصبح عائقاً كبيراً في وجه الدعوة والداعية فيجب أن يوضع من ضمن الاهتمامات.

ويعتقد الباحث أن التفطن لكيد الأعداء في معجزة الإسراء والمعراج ظهر من خلال مواقف أبي بكر الصديق (رضي الله عنه) حينما أتته قريش بالخبر قالوا له: هل لك يا أبا بكر في صاحبك؟ يزعم أنه قد جاء هذه الليلة بيت المقدس وصلي فيه ورجع إلى مكة، فقال لهم أبو بكر: إنكم تكذبون عليه، فقالوا له: هو ذاك في المسجد يحدث الناس، فقال أبوبكر الصديق: والله لئن كان قاله لقد صدق، فما يعجبكم من ذلك؟ فوالله إنه ليخبرني أن الخبر يأتيه من السماء إلى الأرض في ساعة من ليل أو نهار فأصدقه، فهذا أبعد مما تعجبون منه. ثم أقبل حتي انتهى إلى رسول الله صلي الله (صلي الله عليه وسلم ) فقال يا نبي الله أحدثت هؤلاء القوم أنك جئت بيت المقدس الليلة؟ قال: نعم. (18)

          إن أبا بكر يعلم أن أعداء الإسلام لا يؤمن جانبهم فهم دائما في حرب معه سواء معلنة ظاهرة أو خفية، فالذين أتوا الصديق (رضي الله عنه) بخبر معجزة الإسراء والمعراج لا يؤمن تواطؤهم على الكذب، لذلك قال لهم: إنكم تكذبون عليه، فلما أصروا على قولتهم قال قولة مشروطة رداً عليهم، والله لئن كان قاله لقد صدق، إن أبا بكر الصديق (رضي الله عنه ) لو قال: والله لقد صدق دون أن يشترط صدور الكلام من رسول الله (صلي الله عليه وسلم) ثم اتضح بعد ذلك أن القوم كذبوا عليه لكان موقفه سيئاً وصعباً و لقالت عنه قريش أنه رجل لا عقل له وتابع لا رأي له، أي إنه سفيه وهو من كبار أصحاب الرسول (صلي الله عليه وسلم). وقريش قد يكون الأمر حيلةً منها للتفريق بين المسلمين ورسولهم.

 وفى اعتقاد الباحث أن الداعية الناظر إلى موقف أبي بكر الصديق (رضي الله عنه) بعين الاعتبار يجد فيه فطنةً وحرصاً شديدين حذراً من ما يدبره الأعداء مما يجعله منتبهاً إلى ما يحاك ضد الدعوة.

9-ركزت معجزة الإسراء والمعراج على الأمور العظيمة ونهت عن كبائر الذنوب:

 روي أبو داؤود أنه (صلي الله عليه وسلم ) قال: لما عرج بي مررت بقوم لهم أظافر من نحاس يخمشون بها وجوههم وصدورهم، فقلت من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم).

لعظمة هذا الذنب ولكبره يجب أن يركز الداعية إلى الله ويخبر المدعوين ويبين لهم مثل هذه الكبائر التي تحبط أعمالهم أن يجتنبوها.

9- يري الباحث من خلال معجزة الإسراء والمعراج أن أسلوب ضرب الأمثال أهم أساليب الدعوة إلى الله عز وجل.

 روي ابن أبي حاتم وأحمد أنه (صلي الله عليه وسلم) قال: أتيت ليلة أسرى بي على قوم بطونهم كالبيوت فيها الحيات تجري من خارج بطونهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال هؤلاء أكلة الربا).

وروي البيهقي موصولاً ومرسلاً أن النبي ( صلي الله عليه وسلم ) قال: مررت بجب منتن الريح، فسمعت أصواتاً شديدةً، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: نساء يتزين للزينة ويفعلَن ما لا يحل لهن. ثم مررت على نساء ورجال معلقين بثديهن، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الهمازون اللمازون.

خاتمة:

 يعتقد الباحث أن العبر والدروس الموجودة في معجزة الإسراء والمعراج التي أسلف الحديث عنها كفيلةً إذا وعاها الدعاة، واتبعوها أن تحقق لهم النجاح في طريقهم والفلاح في مقصدهم ودعوتهم قال تعالى : (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) الأحزاب 21

 ولهذا كان الإسراء اختبارا للمؤمنين وتثبيتاً لعقيدتهم ودليلاً على قدرة الله وتأييداً لصاحب الرسالة وخذلاناً لباطل تسلح بالكفر والعناد.

وفى هذه الليلة أطلع سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) مالم يطلعه أحد من المرسلين-لأن لله حكمة في ذلك، في علم التوحيد يوجد بما يعرف بالأمور السمعية لأن طريق معرفتها عن طريق السمع، فمثلاً ثواب الطائعين وعقاب العاصين سبيله السمع لكل الرسل إلا نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم ) أطلعه الله على هذه الأمور الغيبية السمعية ليكون حديثه حديث من رأى وسمع لأن الله ختم به النبين ولأن رسالته خالدة وباقية إلى أن يقوم الناس لرب العالمين، فكانت هذه المرئيات في هذه الليلة المباركة لسيدنا محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تثبيتاً لقلبه وتثبيتاً للمؤمنين ولأمته عبر العصور إلى أن يقوم الناس لرب العالمين، لأن كل رسالة من الرسالات السابقة كانت رسالة محدودة وزمنها محدود، فكانت هذه المرئيات تثبيتاً ومعجزة للرسول صلى الله عليه وسلم من أجل أن يطلع الحبيب حبيه على ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر حتى حظى في الرحلة السماوية برؤية رب البرية.(19)

المصادر والمراجع:
(1). تربيتنا الروحية سعيد حوي رحمه الله تعالى ص 196ط ثانية 1399ه ذو الحجة 1979نوفمبر.اللفظ المذكور للبخاري كتاب مناقب الأنصار – الصحيح كتاب فضائل الصحابة: باب المعراج 3674ج 3ص141

(2) الجامع الصحيح المختصر، للبخاري ط3، تحقيق مصطفي ويب البغا بيروت، دار ابن كثير 1987م.

(3 تيسير الكريم الرحمن-في تفسير كلام المنان، لعبد الرحمن بن ناصر السعدي، تحقيق عبد الرحمن بن معلا

اللويحق، ط1-1307م-2002م، ص423.(بتصرف)، وصحيح البخاري كتاب التوحيد باب قوله وكلم الله موسي تكليما، ص7079,ج6,ص-273.

(4) معهد آفاق التيسير للتعلى م عن بعد: حديث الإسراء1429ه-1-11-2008م (www.afaqattaiseer.net) اطلعت عليه في10-1-2019م

(5) www. alukah.netالإسراء والمعراج دروس وعبر. أطلت عليه في 10-1-2019.

.(6) (القاموس المحيط-فيروز ابادي4-329).

(7) (تاج العروس محمد مرتضي الزبيدي10-127).

(8) (إعداد الداعية في ضوء سورة فصلت، حمد بن ناصر بن عبد الرحمن العمار، ط1419ه-1998م، ص46.

(9) الدعوة الإسلامية الشمول والاستيعاب، محمد زين الهادي العرابي، ط4 2011م، ص99.

(10 الدعوة إلى الله وأخلاق الدعاة-عبد العزيز بن باز(13-19) بتصرف.

11) (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، عبد الرحمن بن ناصر السعدي، ط1، 1423م مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر)

(12) صحيح البخاري كتاب التوحيد، باب قوله تعالى وكلم الله موسي تكليما، ح7079,ص-273.

13) سيرة ابن هشام تحقيق مصطفي البغا وآخرون, ط2, القاهرة– شركة ومكتبة الحلبي. 1955م,ج1-ص402.

14)-معجم أبي يعلى الموصلي، باب المحمدية، ص10 ,ج1 ,ص42, حديث6المعجم ابي يعلى -أحمد بن على الموصلي ثم تحقيق ابي رشاد الحق ط1فيصل أياد: إدارة العلوم الأثرية: 1407ه

15) -المشترك على الصحيحين – ابو عبد الله الحاكم محمد عبد الله، ط1: تحقيق مصطفي عبد القادر عطا بيروت: دار الكتب العلمية ,1411ه -1990م. ج3,ص538. حديث رقم 3836.وكذلك شعبي الأحجام ابو بكر محمد بن الحسين البيهقي , تحقيق محمد السعيد البيومي زغلول ط1 بيروت دار الكتب العلمية , 1410ه ,1989, ج2 ,ص243 حديث رقم 1636م.

(16) -مسند البزار ابوبكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق , تحقيق محفوظ الرحمن زين الله واخرون ,ط1, المدينة المنورة مكتبة العلوم والحكم 2009م ج17 ص6راجع تفسير الطبري الآية 1 سورة الإسراء.

(17) -السراج الوهاج في الإسراء والمعراج ص93 لابي اسحاق محمد بن إبراهيم النعماني الشافعي عبد القادر احمد عطار مكتبة القران الكريم والنشر والتوزيع –أحاديث تعظيم الربا على الزنا- ابوعمر على بن الصباح ط1 المملكة العربية السعودية دار ابن الجوزي 1430ه ,ج1 ,ص246,حديث: 19

(18) قراءة في بردة الإمام البصيري( معانيها وظروف انشادها وشخصية مبدعها) دراسة وتحليل-اعداد: صبيحة بنت عبد الغني وحليمة بنت عبد الله وإبراهيم احمد الفارسي-اشراف الأستاذ الدكتور-احمد محمد حسين حسوبة الأستاذ بكلية التربية

الجامعة الإسلامية العالمية ماليزيا(1425ه-2004م)، ص127.

 (19 ) المستدرك للحاكم ,ج3,ص81,حديث4458,سبق توثيق الكتاب وكذك سيرة ابن هشام ج2 -ص.2(بتصرف)

قيم البحث الأن

راجع البحث قبل التقييم

راجع البحث قبل التقييم

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !

المكاشفي عبد الهادي

أستاذ مساعد جامعة أم درمان الإسلامية كلية التربية- قسم الدراسات الإسلامية

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض كل التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا الأن
1
هل تحتاج الي مساعدة او نشر بحثك !
Scan the code
مجلة scp الماليزية
مرحبا
كيف استطيع مساعدتك !