الرحمة والتراحم بين الكتاب والسنة
إعداد الدكتورة
أستاذ التفسير وعلوم القرآن المساعد
كلية الآداب قسم الدراسات الإسلامية جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن
1440 / 1441 هـ
معرف الوثيقة الرقمي : 202165
المقدمة:
الحمد لله رب العالمين، وصلاةً وسلامًا على سيدنا محمد نبي الرحمة والمرحمة، المبعوث رحمة للناس وبهم، الذي أرسله الله تعالى رحمة للعالمين.
وبعد،
فهذا بحث عن قيمة الرحمة وسلوك التراحم وهو من أهم الموضوعات التي يفتقدها الناس اليوم، بل من أخطر قضايا الساعة، وذلك لسيادة لغة القوة، مع ندرة لغة العقل وخفوت سلوك التراحم والتعاطف بين الناس.
إن القرآن الكريم يحمل العديد من السلوكيات التي تعود بأصلها إلى قيمة الرحمة، من خلال القصص القرآني التي عرضت لنماذج رحيمة ومتراحمة من الأنبياء والرسل من خلال علاقاتهم بأبنائهم أو آبائهم المخالفين للحق حينما دَعَوهم إلى دين الله واعتقاد التوحيد، ومما يلفت النظر أن كل سور القرآن الكريم صدِّرت بالبسملة -باستثناء سورة التوبة لأن الله تعالى فضح فيها أهل النفاق فيما أسرّوه- والبسملة مشتملة على وصفين كريمين من صفات الله تعالى هما: (الرحمن الرحيم)، ولا يخفى ما بين وصفي الرحمن الرحيم من تقارب، وبهما تحقيق صفاء النفس، وتفعيل الرحمة بين الناس.
ومن ناحية أخرى فإن السنَّة النبوية الْمطهرة تعتبر الركيزة العملية التي طبقت خلق الرحمة في إطار من الشرائع السلوكية المختلفة حيث اعتبرت التيسير ورفع الحرج أحد أهم مقاصد التشريع الإسلامي، ولن نستطلع المفهوم الحقيقي للرحمة إلا من خلال قراءة سيرة رسول الله (r) لكونها المصدر الرسمي للرحمة والتراحم بينه وبين أصحابه أو أعدائه، والرحمة العامة الشاملة؛ ومن ثم تأتي أهمية هذا البحث ودراسته في القرآن الكريم وسنة النبي الأمين محمد صلى الله عليه وسلم.
التمهيد:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا رسول الله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
جاء ذكر صفة الرحمة في آيات كثيرة من القرآن الكريم، ومن ثم حظيت باهتمام خاص دون غيرها من الصفات، وقد وصف الله –عز وجل- الأنبياء -عليهم السلام- بالرحمة التي تعد قاسمًا مشتركًا بينهم جميعًا، ومن الآيات القرآنية التي ورد فيها ذكر صفة الرحمة قوله تعالى: )كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ(([1]) قال الطبري في معناها: (قضى ربكم الرحمة بخلقه)([2]).
فلما كان لخلق الرحمة من أهمية كبرى، وآثار عظمى على الفرد، والمجتمع رأيت ضرورة دراسة موضوع (الرحمة والتراحم في القرآن والسنة النبوية المطهرة) بشيء من التفصيل.
أسباب اختيار البحث:
من أسباب اختيار هذا الموضوع ما يلي:
- الرحمة قضية تمس جوانب عقدية فوصف الله بالرحمة عقيدة، والرحمة مقصد تشريعي عام، والرحمة قيمة خلقية فقضية الرحمة تمس العقيدة والشريعة والأخلاق في نفس الوقت بينما التراحم لا يكون إلا بدافع أخلاقي.
- اتصاف الله -عز وجل- بالرحمة التي سبقت كل شيء، قال تعالى )وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ(([3]).
- أن الرحمة خلق من أخلاق الأنبياء والمرسلين، وسمة من سمات عباد الله الصالحين.
- من رحمة الله تعالى قبول توبة عباده، وعفوه عنهم، قال تعالى: )وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُون(([4]). ومن عفوه؛ العفو عن كثير من هفوات الخلق، وزلَّات الأقدام، والعفو عن خطرات القلوب، ولغو ألسنة العباد بعد ثبوتها، قال تعالى: )وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ( ([5]) وقال: )لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ( ([6]).
- أوجب الله تعالى بذاته على نفسه الرحمة بالخلق، فقال: )كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ( ([7])، وليس لله تعالى من مكره، كما أخبر الله بأن رحمته وسعت كل شيء فقال: )وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ(([8])، كما أقرت الملائكة بذلك لله فقالت في دعائها: )رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ(([9])، وهذا لنعرف أن رحمة الله لخلقه عن علم بما قدّموا.
- وأنه أنزل رحمة واحدة من بين مائة رحمة بين خلقه؛ ففي حديث أبي هريرة مرفوعًا للنبي فيما بلغ عن ربِّ العزة قال: «إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الرَّحْمَةَ يَوْمَ خَلَقَهَا مِائَةَ رَحْمَةٍ، فَأَمْسَكَ عِنْدَهُ تِسْعًا وَتِسْعِينَ رَحْمَةً، وَأَرْسَلَ فِي خَلْقِهِ كُلِّهِمْ رَحْمَةً وَاحِدَةً، فَلَوْ يَعْلَمُ الكَافِرُ بِكُلِّ الَّذِي عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الرَّحْمَةِ لَمْ يَيْئَسْ مِنَ الجَنَّةِ، وَلَوْ يَعْلَمُ المُؤْمِنُ بِكُلِّ الَّذِي عِنْدَ اللَّهِ مِنَ العَذَابِ لَمْ يَأْمَنْ مِنَ النَّارِ»([10])، فقوله: (وَأَرْسَلَ فِي خَلْقِهِ كُلِّهِمْ رَحْمَةً وَاحِدَةً) أي بها يتراحم الناس، ويتسامحون، وبها يتعاطف الناس، ويتعاونون فيما بينهم، ويتعافون فيما يجب على أحدهم تجاه الآخر من عقوبة فِي قصاص أو قود أو دية.
أهداف البحث:
تظهر أهداف البحث فيما يأتي:
- تهدف الدراسة لإظهار الجانب النظري لخلق الرحمة، ومحاولة إدراك جانب من الآثار العملية والسلوكية لصفة الرحمة؛ لأنها إحدى قيم الإسلام الخلقية، كما أنها إحدى مقاصد التشريع كمبدأ من مبادئه الأساسية.
- إظهار أوجه العناية الإلهية بصفات الإله الكريمة من الرحمة؛ لأنها صفة الله خالق الكون سبحانه، وقد تكرر ذكرها في سورة الفاتحة مرة في البسملة أولها، ومرة في قوله سبحانه: )الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ(([11]).
- إظهار سلوك أهل الرحمة لأنهم أهل خصوصية في الطباع التي تذكر الناس بأخلاق خاتم الأنبياء وتجذبهم إلى امتثالها؛ فليس لدى كل مسلم القدرة على ذلك، وإنما لأهل الرحمة خاصة، لذلك قال (r): «الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ، الرَّحِمُ شُجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ، فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلَهُ اللَّهُ وَمَنْ قَطَعَهَا قَطَعَهُ اللَّهُ»([12]).
- تتطلع الدراسة إلى خلق الرحمة لإحيائها كقيمة خلقية كريمة، وكسلوك بشري مفتقد؛ لأن الرحمة مما يجب أن يتمتع بها المسلم من أخلاق حميدة، وأن يتخلق بها ويمتثلها سلوكيًّا.
الدراسات السابقة: لم أقف على دراسة أفردت الرحمة والتراحم بدراسة تحليلية، مشتملة على آيات الرحمة في القرآن وعددها، وإنما وقفت على بعض المقالات والخطب التي تناولت ذلك باختصار، وفيما يلي نذكر بعض الدراسات التي تناولت جانبا من هذه الدراسة، وموطن الاتفاق والاختلاف بين هذه الدراسات والدراسة التي معنا:
الدراسة الأولى:
(دستور الأخلاق في القرآن الكريم) د. محمد عبد الله دراز، ترجمة وتعليق د. عبد الصبور شاهين، مراجعة، د. السيد محمد بدوي، الناشر: مؤسسة الرسالة، دار البحوث العلمية.. وتتكون من خمسة فصول الأول عن الالتزام والثاني عن المسؤولية والثالث عن الجزاء والرابع عن النية والدوافع والخامس عن الجهد ثم ختم الدراسة بتنبيه في فصل بعنوان: (الأخلاق العملية) أورد فيه عن الأخلاق الفردية والأخلاق الأسرية والأخلاق الاجتماعية وأخلاق الدولة والأخلاق الدينية.
- مواطن الاتفاق:
قامت الدراسة السابقة بعرض الأخلاق بصفة عامة من وجهة فلسفية، ثم عرض للأخلاق القرآنية العملية، وكذلك تقوم الدراسة الحالية بعرض قيمة من أمهات القيم الخلقية في القرآن والسنة هي قيمة (الرحمة والتراحم)، بصورة عملية عمت الكثير من مظاهر خلق الله في الكون من رحمة بالإنسان والحيوان وبذل هذه الخلق في سلوك عملي.
- مواطن الاختلاف:
قامت الدراسة السابقة على عرض الرؤية الفلسفية للخلق بصفة عامة من خلال قضايا الالتزام والمسؤولية والجزاء، ودوافع ممارسة الخلق ثم الجهد كسلوك عملي، بينما تختص الدراسة الحالية بعرض خصوص قيمة الرحمة والتراحم في كل من الكتاب والسنة النبوية المطهرة.
- إضافة الدراسة الحالية:
تضيف الدراسة الحالية من خلال محاورها جانبًا من آثار التخلق بصفة الرحمة، وآثار التخلي عن هذه القيمة الخلقية.
الدراسة الثانية:
بعنوان: (الفكر الأخلاقي دراسة مقارنة) د. محمد عبد الله الشرقاوي، الناشر: دار الجيل، بيروت لبنان، ط/1، ودار الزهراء بحرم جامعة القاهرة سنة (1410هـ/1990م) وهو في أربعة أقسام القسم الأول: تمهيد عن مقدمات عامة حول الأخلاق. والقسم الثاني: الأخلاق عند الفلاسفة، والقسم الثالث: الأخلاق في الإسلام. والقسم الرابع: عرض لنصوص ونماذج أخلاقية للحكماء الأخلاقيين المسلمين.
- مواطن الاتفاق:
عرضت الدراسة السابقة لجانب من الأخلاق في الإسلام من خلال الكتاب والسنة، من خلال رؤية فلسفية عند فلاسفة الإسلام الأخلاقيين، وتعرض الدراسة الحالية لهذا الجانب القيمي للأخلاق من خلال قيمة الرحمة والتراحم.
- مواطن الاختلاف:
تتسم الدراسة السابقة بسمتين: الأولى: عرض الرؤية الأخلاقية لخصوص الفلاسفة الأخلاقيين المسلمين. الثانية: عموم تلك الرؤية عن مختلف الأخلاق الإسلامية سواء أصول القيم الأخلاقية، أو الأخلاق التي لها أضداد، بينما تتسم الدراسة الحالية بعرض الأخلاق من منظور القرآن والسنة النبوية المطهرة. كما تتسم الدراسة الحالية بعرض خصوص قيمة الرحمة والتراحم.
- إضافة الدراسة الحالية:
تحاول الدراسة الحالية إضافة آثار الرحمة، والآثار المترتبة على نزع هذه الصفة من قلوب العباد.
الدراسة الثالثة:
بعنوان: (المنهاج القرآني في البناء الأخلاقي للإنسان وأثره في رواد مراكز القرآن الكريم وعلومه في دولة قطر) للباحثة مريم حسين علي محمد السادة، بإشراف د. رمضان خميس عبد التواب، قُدّمت هذه الرسالة استكمالا لمتطلبات كليّة الشريعة والدراسات الإسلامية للحصول على درجة الماجستير في التفسير وعلوم القرآن يونيو (2017 م/ 1438 هـ). وهي تتكون من تمهيد وفصلين: وخاتمة اشتملت على أهم النتائج والتوصيات. عرضت في الفصل الأول للبناء الأخلاقي للإنسان في ضوء المنهاج القرآني، والفصل الثاني: مقارنة أثر تطبيق منهاج القرآن الكريم في أخلاق رواد مراكز القرآن الكريم وعلومه في دولة قطر بغيرهم.
- مواطن الاتفاق:
تتفق الدراسة السابقة مع الدراسة الحالية في عرض قيمة الرحمة كإحدى القيم الإسلامية المؤثرة في عموم الفرد والفرد والمجتمع، وما لذلك من آثار تعود بالإيجاب على بناء شخصية سوية تبني المجتمع على قيم التراحم والتواصل الإيجابي.
- مواطن الاختلاف:
عرضت الدراسة السابقة لقيم أخلاقية بصفة عامة منها الأخلاق الإنسانية، ومنها الأخلاق الأسرية وعرض فيها لخلق (الرحمة والصدق والإحسان) كما عرض للأخلاق الاجتماعية من (التعاون والعفو والإصلاح)، والأخلاق الوطنية ومنها: (العدل والأمانة والوفاء).
- إضافة الدراسة الحالية:
تحاول الدراسة الحالية إظهار أثر قيمة الرحمة على الفرد والمجتمع، وذلك من خلال القرآن والسنة.
الدراسة الرابعة:
بعنوان: (الأخلاق في الأديان السماوية) د. السيد أبو ضيف المدني، الناشر: دار الشروق بالقاهرة، ط/1، سنة (1408هـ/1988م) وهو يتكون من الأخلاق في التوراة، والأخلاق في الإنجيل، والإسلام ودعائم الأخلاق، والأخلاق في القرآن، ثم عرض لنماذج من الرذائل ونماذج من الفضائل.
- مواطن الاتفاق:
عرضت الدراسة السابقة جانبًا من الأخلاق في القرآن وبيان طبيعتها ودورها في بناء الفرد والمجتمع، كما عرضت الدراسة السابقة جانبًا من النماذج للرذائل والفضائل الخلقية، وهو ما تعرض الدراسة الحالية وتهتم بعرض وتفصيل ذلك من خلال قيمة الرحمة والتراحم باعتبارهما من الأخلاق العملية التي دعمها القرآن نظريا والسنة النبوية عمليا للحث على الرحمة والتراحم.
- مواطن الاختلاف:
بينما عرضت الدراسة السابقة للأخلاق من وجهة مقارنة بين التوراة والإنجيل والقرآن من خلال رؤية علم مقارنة الأديان فإن الدراسة الحالية تحاول عرض قيمة الرحمة والتراحم من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.
- إضافة الدراسة الحالية:
تضيف الدراسة الحالية من خلال محاورها لجانب من الآثار السلبية لنزع خلق الرحمة والتراحم من قلوب الأفراد، وذلك في محورها الأخير.
خطة البحث:
ينقسم البحث إلى عشرة محاور، وشواهد من القرآن الكريم والسنة النبوية، بيانها كما يلي:
تعريف الرحمة لغة:
- أصل هذه المادة يدل على الرقة والعطف والرأفة، وتراحم القوم: رحم بعضهم بعضا. ومنهم الرحم: وهي علامة القرابة.
- وتطلق الرحمة ويراد بها ما تقع به الرحمة، كإطلاق الرحمة على الرزق والغيث([13]).
معنى الرحمة اصطلاحاً:
- الرحمة رقة قد تقتضي الإحسان إلى المرحوم، وقد تستعمل تارة في الرقة المجردة، وتارة في الإحسان المجرد عن الرقة. وقيل: هي رقة في النفس، تقتضي سوق الإحسان لمن تتعدى إليه([14]).
- وقيل هي رقة القلب، يلامسها الألم تدرك بالحواس أو تدرك الحواس أو يتصور الفكر وجود المسرَّة عند شخص آخر([15]).
- المحور الثاني: التعريف بالتراحم
التعريف بالتراحم لغة:
- التراحم في معجم المعاني الجامع. تراحم: اسم، وقيل مصدر تراحم.
- تراحم الناس: رحم بعضهم بعضًا.
- تراحم فعل تراحم يتراحم، تراحمًا وهو متراحم.
- تراحم القوم: رحم بعضهم بعضًا ومعنى تراحم القوم أن تعاطفوا به.
- وتراحم الناس: تعاطفوا وتعاملوا برقة وعطف ولين، والتراحم هو أبرز ما يميز جميع المسلمين ويتراحم تراحماً فهو متراحم وفي معجم الغنى: تراحم وأرحم مما لازم وتراحم القوم رحم بعضهم بعضًا([16]).
التعريف بالتراحم اصطلاحاً:
- الرحمة الرقة والتعطف، والمرحمة وقد رحِمه بالكسر ترحمه ورحمة أيضا وترحم عليه وتراحم القوم همَّ بعضهم بعضاً والراحمون من الرحمة يقال صوت الرحمة والرحِم القرابة([17]).
المحور الثالث: الفرق بين الرأفة والرحمة
الفرق بين الرأفة والرحمة:
- قال القفال([18])، الفرق بين الرأفة والرحمة: إن الرأفة مبالغة في رحمة خاصة، وهي رفع المكروه وإزالة الضرر كقوله تعالى: )وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ(([19])، أي: لا ترأفوا بهما فترفعوا حدَّ الجلد عنهما، أما الرحمة فإنها اسم جامع يدخل فيه ذلك المعنى، ويدخل فيه الانفصال والإنعام، وقال أبو البقاء الكفوي: الرحمة هي أن يوصل إليك المسار، والرأفة هي أن يرفع عنك المضار؛ فالرحمة بين باب التزكية والرأفة من باب التحلية([20])، والرأفة مبالغة في رحمة مخصوصة، هي رفع المكروه وإزالة الضرر، فذكر الرحمة بعدها في القرآن مطرداً لتكون أعم وأشمل([21]).
المحور الرابع: الفرق بين الرحمة والتراحم
الرحمة هي رقة تقتضي الإحسان إلى المرحوم، والتراحم يعني نشر الرحمة بين الخلق، والتعاون والتعاطف، وهذا يقتضي بذل الخير والمعروف والإحسان لمن هو في حاجة إليه.
ويمكن معرفة الفرق بين الرحمة والتراحم من خلال النقاط التالية:
- أولًا: مفهوم المفاعلة في التراحم: جزء من دلالة التراحم المفاعلة التي يدل عليها صيغة التفاعل.
- ثانيًا: مظاهر الرحمة بين الذات والنفس.
- ثالثا: مظاهر التراحم بين الناس والمجتمع.
المحور الخامس: الرحمة فوائدها، وثمارها، وآثارها.
فوائد الرحمة وثمارها:
للتحلي بخلق الرحمة فوائد عظيمة وثمار جليلة، فما أن يتحلى المؤمن بهذه الحِلية، ويتجمل بهذه السخية حتى تظهر آثارها وتؤتي أعمالها ليس عليه فقط، بل عليه وعلى من حوله ويستقر عند البعض هذه الآثار، وفيما يلي نذكر بعض فوائد الرحمة وثمارها:
- أنها سبب للتعرض لرحمة الله، فأهلها مخصوصون برحمته جزاء لرحمتهم بخلقه.
- محبة الله للصبر، ومن ثم محبة الناس له.
- ومن أعظم فوائدها، أن المتحلي بها يتحلى بخلق تحلى به رسول الله (r).
- أنها ركيزة عظيمة، يُبنى عليها المجتمع المسلم المتماسك يُحسُّ بعضه ببعض، ويعطف بعضه على بعض، ويرحم بعضهم بعضاً.
- أنها تشعر المرء بصدق انتمائه للمجتمع المسلم، فمن لا يرحم لا يستحق أن يكون فرداً في المجتمع وجزاءً منه([22]).
- قال رسول الله (r): «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيَعْرِفْ شَرَفَ كَبِيرِنَا» ([23]).
- أنه على قدر حظ الإنسان من الرحمة تكون درجته عند الله تبارك وتعالى، وقد كان الأنبياء أشد الناس رحمة وكان الرسول (r) أوفرهم حظًّا منها.
- أنها سبب لمغفرة الله –تعالى-، وكريم عفوه، كما أن نقضها سبب في سخط الله تعالى وغضبه، واستحقاق عذابه.
- من أعظم فوائدها أنها خلق يمتد أثره إلى جميع الخلق.
- أنها سبب للالتفاف حول الفئات الضعيفة في المجتمع، من الفقراء والمساكين والأرامل، والأيتام والكبار في السن، والمهجرين واللاجئين والمشردين ممن لا مأوى لهم أو عائل ،، وغيرهم.
آثار الرحمة وفوائدها في الواقع:
للتحلي بخلق الرحمة فوائد عظيمة وثمار جليلة، فما أن يتحلى المؤمن بهذه الحلية، ويتجمل بهذه السخية حتى تظهر آثارها وتؤتي أعمالها ليس عليه فقط، بل عليه وعلى من حوله ومن ذلك:
- أنها سبب للتعرض لرحمة الله، فأهلها مخصوصون برحمته جزاء لرحمتهم بخلقه.
- ومن أعظم ثمارها أن المتحلى بها يتحلى بخلق تحلى به رسول الله (r).
- أنها ركيزة عظيمة تبني المجتمع المسلم المتماسك.
- يحن بعضه ببعض ويعطف بعضه على بعض ويرحم بعضهم بعضا.
- أنها تشعر المرء بصدق ائتمانه للصف المسلم إذ أن من لا يرحم لا يرحم ولا يستحق أن يكون فرداً أو جزءاً منه لذا قال (r): «ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف شرف كبيرنا»([24]).
المحور السادس: حديث القرآن عن الرحمة.
الترغيب في الرحمة في القرآن الكريم:
ذكر الله هذه الصفة العظيمة في غير آية في كتابه الكريم، إمَّا في معرض تسميه واتصافه بها، أو في معرض الامتنان على العباد بما يسبغ عليهم من أثارها، أو تذكيرهم بها، أو من باب المدح والثناء للمتحلي بمعانيها، أو غير ذلك من السياقات، ومن ذلك:
- تسميه جل وعلا باسم الرحمن الرحيم، واتصافه بصفة الرحمة، وهذا كثير جداً في القرآن، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: قوله تعالى: )الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ(([25]).
- فقد سمى الله نفسه بهذين الاسمين المشتملين على صفة الرحمة، قال ابن عباس (t): هما اسمان رقيقان، أحدهما أرق من الآخر، أي: أكثر رحمة، ومن ذلك أن الله جعل هذه الصفة لصفوة خلقه، وخيرة عباده وهم الأنبياء والمرسلين ومن سار على منهجهم، واقتفى آثارهم وسلك دربهم حتى لقي الله على ذلك.
قال الطبري إن الرحمة التي ذكرها جل ثناؤه في هذا الموضع المطر، ومن هذا القبيل قوله عز وجل: )فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ(([26]).
المحور السابع: حديث السنة عن الرحمة، وذكر بعض شواهد منها.
حديث الرحمة في السنة النبوية:
وفي الحديث قال رسول الله (r): «تَرَى المُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ، كَمَثَلِ الجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى عُضْوًا تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالحُمَّى»([27])، يقول النووي معلقاً على هذا الحديث: هذه الأحاديث صريحة في تعظيم حقوق المسلمين بعضهم على بعض، وحثهم على التراحم والملاطفة والتعاضد، في غير إثم ولا مكروه.
وقال ابن أبي جمرة: الذي يظهر أن التراحم والتودد، والتعاطف وإن كانت متقاربة في المعنى لكن بينهما فرق لطيف، فأما التراحم فالمراد به إعانة بعضهم بعضاً كما يعطف الثوب عليه ليقويه. وعن عائشة (رضي الله عنها) قالت: جاء أعرابي إلى النبي (r) فقال: تقبلون الصبيان؟ فما نقبلهم، فقال النبي (r): «أو أملك لك أن نزع الله من قلبك الرحمة»([28]).
ورى أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «بينا رجل يمشي، فاشتد عليه العطش، فنزل بئرًا، فشرب منها، ثم خرج فإذا هو بكلب يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال: لقد بلغ هذا مثل الذي بلغ بي، فملأ خفه، ثم أمسكه بفيه، ثم رقي، فسقى الكلب، فشكر الله له، فغفر له “، قالوا: يا رسول الله، وإن لنا في البهائم أجرا؟ قال: «في كل كبد رطبة أجر»([29])،
- فهذه الأحاديث وغيرها، تحث على استعمال الرحمة للخلق كلهم، حتى مع الحيوانات والرفق بها، وأن ذلك مما يغفر الله تعالى به الذنوب، ويكفر به الخطايا، فينبغي لكل مؤمن أن يرغب في الرحمة وأن يأخذ حظه من الرحمة، ويستعمله في كل حيوان، وقد دل الواقع المشاهد لا يوهم الناس ولا يقطف عليهم إذا صادف موقفا يحتاج فيه إلى رقمهم فهم لا يتراحمون، ولا يتعاطفون عليه.
- واستفاضت الأحاديث الدالة على الرحمة بمفهومها وهي لا تكاد تحصى؛ وذلك لأنه ما من معاملة من المعاملات، أو رابطة من الروابط الاجتماعية والإنسانية إلا وأساسها وقوامها الرحمة من علاقة الإنسان بنفسه وعلاقته بذويه وأهله، أي علاقته بمحبيه، المحيطين به أي معاملته لجميع خلق الله من إنسان أو حيوان، كل ذلك مبني على هذا الخلق الرفيع والسجية العظيمة.
- أحاديث عن الرحمة:
- قال رسول الله (r): «جعل الله الرحمة مائة جزء، فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءًا، وأنزل في الأرض جزءًا واحدًا، فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق، حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها، خشية أن تصيبه»([30]).
- قال رسول الله (r): «إن لله مائة رحمة أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام، فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تعطف الوحش على ولدها، وأخر الله تسعًا وتسعين رحمة، يرحم بها عباده يوم القيامة»([31]).
- قال رسول الله (r): « «لما خلق الله الخلق كتب في كتابه وهو يكتب على نفسه وهو وضع عنده على العرش إن رحمتي تغلب غضبي»([32]).
- عن عمر بن الخطاب قال: قدم على النبي (r) سبي، فإذا امرأة من السبي قد تحلب ثديها تسقي، إذا وجدت صبيا في السبي أخذته، فألصقته ببطنها وأرضعته، فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم: «أَتُرَوْنَ هَذِهِ طَارِحَةً وَلَدَهَا فِي النَّارِ» قُلْنَا: لاَ، وَهِيَ تَقْدِرُ عَلَى أَنْ لاَ تَطْرَحَهُ، فَقَالَ: «لَلَّهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هَذِهِ بِوَلَدِهَا» ([33]).
- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله (r): «قاربوا وسددوا، واعلموا أنه لن ينجو أحد منكم بعمله» قالوا: يا رسول الله ولا أنت؟ قال: «ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل»([34]).
المحور الثامن: اتساع الرحمة من حيث الغريزة، وأنواعها بالنسبة للعبد.
أنواع الرحمة ؟ ولِمن تكون؟
مِن أنواع الرحمة رحمة الأرملة والمسكين: والأرملة: هي المرأة التي فقدت زوجها بالموت، وأصبحت تواجه الحياة بمفردها، من أجل الإنفاق على أولادها أما المسكين: فهو من لا شيء له أو له مالا يكفيه أو أسكنه الفقر، أي: قلل حركته، وقد ورد في الذليل والضعيف عن صوان بن مسلم، يرفعه إلى النبي (r) قال: «الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أو كالذي يصوم النهار ويقوم الليل»، وفي رواية عن أبي هريرة (t) قال رسول الله (r) «الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أو أحسبه قال: كالقائم لا يفتر أو كالصائم لا يفطر»([35]).
- من صور الرحمة من يرحم المرأة الأرملة، فهي ضعيفة لكونها امرأة في مواجهة الدنيا، وضعيفة لأنها بلا زوج يحميها، وضعيفة لأنها مسؤولة عن الرعاية على أبنائها الأيتام ومن يسعى من أجل مساعدة هذه الأرملة ويحميها من وعورة الحياة وقسوتها، فهو مثاب بأعلى درجات المثوبة في عمل الطاعات، ثواب المجاهد في سبيل الله، وثواب الصائم وقائم الليل، تساوى من يكد على المرأة والمسكين.
وهذا من القيم الإسلامية التي تعلي شأن العمل والكد، فالعامل المكد المنهك خير من العابد العاطل، وكذلك الحال مع المسكين، الذي ضاقت به سبل الحياة في الدنيا وأن الجمع بين الأرملة والمسكين في مستوى الحاجة وفي مستوى الفضل والمثوبة، وعليه: فالطفل اليتيم يساوي المسكين، لأنه طفل ولأنه بلا أب، ومن وجه آخر فإن بذل الفرد المال لمساعدة الأرملة والمسكين، يدل على أن نفسه طيعة لأن المال شقيق الروح، وفي بذله مخالفة النفس وطلب رضى الرب([36]).
- · و اللبالرحمة بالخادم: فأنس بن مالك (t) يقول: «لَمَّا قَدِمَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ المَدِينَةَ، أَخَذَ أَبُو طَلْحَةَ بيَدِي فَانْطَلَقَ بي إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ أَنَسًا غُلَامٌ كَيِّسٌ فَلْيَخْدُمْكَ، قالَ: فَخَدَمْتُهُ في السَّفَرِ وَالْحَضَرِ، وَاللَّهِ ما قالَ لي لِشيءٍ صَنَعْتُهُ: لِمَ صَنَعْتَ هذا هَكَذَا؟ وَلَا لِشيءٍ لَمْ أَصْنَعْهُ: لِمَ لَمْ تَصْنَعْ هذا هَكَذَا؟»([37]).
- فالخلق العظيم الرحيم بالخدم فيه شارتان: الأولى إلى من يقوم بأمر الخدمة والعمل عند الآخرين أن يتخلق بالأخلاق الإسلامية في طاعة سيده أو رئيسه فيقوم بما يريده ويسرع إلى العمل وألا يتكاسل. الإشارة الثانية: إلى رب العمل أو صاحب الدار، أن يحسن إلى من يعمل عنده فإن الإحسان يمتلك القلوب، والرحمة أيسر السبل للتعليم.
المحور التاسع: علاقة مفهوم الرحمة بالرحم
مفهوم الرحمة وما هي علاقته بالرحم:
الرحمة مأخوذ من (رحم) وتعني الرقة والعطف، والرأفة، ويقال رحمه ويرحمه، عندما يُعطف عليه، وبالتالي فإن الرحم والرحمة والمرحمة تحمل المعنى نفسه، والرّحم بمعنى علاقة القرابة، وعليه كانت تسمية رحم الأنثى رحماً، فالرحمة هي عبارة عن الانفعالات والعواطف التي تبدو على الشخص بظواهرها، وليس بحقيقة تكوينها، ولعل أهمية الرحمة ترجع إلى اتصاف الخالق جل وعلا بها في أكثر من آية قرآنية. يقول تعالى: )ووَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَل لَّهُم مَّوْعِدٌ لَّن يَجِدُوا مِن دُونِهِ مَوْئِلًا(([38])، وقد جاءت كلمة الرحمة في الذكر الحكيم على معانٍ متعددة وهي كالآتي:
الرحمة تعني الجنة كما في قوله تعالى: )أُوْلَـئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ(([39]).
- الرحمة تعني النبوة: من ذلك قوله سبحانه: {والله يختص برحمته من يشاء} (البقرة:105)
- الرحمة بمعنى القرآن. من ذلك قوله تعالى: {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا} (يونس:58).
- الرحمة بمعنى المطر؛ من ذلك قوله تعالى: {وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته} (الأعراف:57)، ومن هذا القبيل قوله عز وجل: {فانظر إلى آثار رحمة الله} (الروم:50).
- النعمة والرزق؛ من ذلك قوله سبحانه: {أو أرادني برحمة} (الزمر:38)، قال الشوكاني: الرحمة: النعمة والرزق. ومن هذا القبيل قوله عز من قائل: {قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي} (الإسراء:100)، قال البيضاوي: أي: خزائن رزقه، وسائر نعمه. ومنه قوله عز وجل: {ما يفتح الله للناس من رحمة} (فاطر:2).
- النصر؛ من ذلك قوله تعالى: {قل من ذا الذي يعصمكم من الله إن أراد بكم سوءا أو أراد بكم رحمة} (الأحزاب:)، قال القرطبي: أي: خيراً ونصراً وعافية.
- العفو والمغفرة؛ من ذلك قوله تعالى: {كتب ربكم على نفسه الرحمة} (الأنعام:54)، أي: أنه سبحانه يقبل من عباده الإنابة والتوبة. ومن ذلك أيضاً قوله تعالى: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله} (الزمر:53)، أي: لا تيأسوا من مغفرته وعفوه.
- الرحمة بمعنى (العطف والمودة)، من ذلك قوله سبحانه: {محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم} (الفتح:29)، قال البغوي: متعاطفون متوادون بعضهم لبعض، كالولد مع الوالد. ونحو هذا قوله عز وجل: {وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة} (الحديد:27)، أي: مودة فكان يواد بعضهم بعضاً.
- الثواب والأجر ، من ذلك قوله سبحانه: {إن رحمت الله قريب من المحسنين} (الأعراف:56)، قال سعيد بن جبير: الرحمة ها هنا الثواب.
- استجابة الدعاء؛ من ذلك قوله سبحانه: {ذكر رحمة ربك عبده زكريا} (مريم:2)، قال الشوكاني: يعني إجابته إياه حين دعاه وسأله الولد.
المحور العاشر: اتصاف الرسول –صلى الله عليه وسلم- وصحبه الكرام بالرحمة.
كان الرسول (r) أرحم الناس بالناس وأرأفهم بهم، فرحمته شملت المؤمنين ومن لم يكن يدين بدين الإسلام أصلًا، بل رحمته (r) تعدّت ذلك إلى الحيوان والجماد.
- قال تعالى واصفًا الرسالة الخاتمة للنبي الخاتم (r): )وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ( ([40]). وقال تعالى واصفًا نبيه الكريم (r): )لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ(([41]).
- عن عائشة (رضي الله عنها) زوج النبي (r) أنها قالت: للنبي (r) هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد؟ قال: لقد لقيت من قومك ما لقيت، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على ابن عبد يا ليل بن عبد الجلال، فلم يجبني إلى ما أردت فانطلقت، وأنا هائم على وجهي، فلم استفق إلا وأنا بقرن الثعالب. فرفعت رأسي فإذا فيها جبريل، فناداني فقال: أن الله قد سمع قول قومك لك وما ردّوا عليك، وقد بعث الله إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، فناداني فسلم عليّ ثم قال: يا محمد، فقال: ذلك فيما شئت، إذ شئت، أن أطبق عليهم الأخشبين فقال النبي (r): «بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده، لا يشرك به شيئا»([42]).
قال ابن حجر: في هذا الحديث بيان شفقه النبي (r) على قومه ومزيد حلمه، وهو موافق لقوله تعالى: )فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُم(([43])، وقوله: )وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ(([44]).
- رحمته بالحيوان (r) شملت الطيور والحيوانات.
- الرحمة في الإسلام قيمة تملأ القلب لا تختص بالبشر وحدهم، بل أمر الدين الحنيف بالرحمة لكل ذي روح ، تأكيدًا على أهمية هذا الخلق العظيم، واعتباره شيئاً أساسياً في أخلاق المسلم مع من حوله وفي أقواله وأفعاله كلها، للناس أجمعين عربهم وعجمهم مؤمنهم وكافرهم ولم تتوقف عند البشر، بل شملت رحمته (r) بالطير والحيوان وحث النبي (r) على الرحمة بالبهائم، والرفق بها وعدم تحميلها ما لا تطيق.
- فعن عبد الله بن مسعود (t) قال: كنا مع رسول الله (r) في سفرنا فانطلق لحاجته فرأينا حمرة طائر صغير معها فرخان، فأخذنا فرخيها، فجاءت الحمرة فجعلت تعرش بجناحيها ترفرف بجناحيها فجاء النبي (r) فقال: «من فجع هذه بولدها؟ ردوا ولدها إليها»([45]).
- ومن صور رحمته (r) بالحيوان نهيه عن المثلة بالحيوان وهو قطع قطعه من أطرافه وهي حي ولعن من فعل ذلك فعن ابن عمر (t) «أن النبي (r) لعن من مثل بالحيوان»([46]).
- وعن جابر (t) «أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ مَرَّ عليه حِمَارٌ قدْ وُسِمَ في وَجْهِهِ فَقالَ: لَعَنَ اللَّهُ الذي وَسَمَهُ»([47]).
- وحتى في حال ذبحها فأمر بالإحسان إلى البهائم حال ذبحها والتي على فعل ذلك، بل ونهى أن تجد آلة الذبح أمامها فعن شداد بن أوس (t) عن رسول الله (r) قال: إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح وليجد أحدكم سفرته فليرخ ذبيحته([48]).
- فهو (r) شملت رحمته جميع الصور في الإحسان والرحمة بالحيوان والرأفة بهم حتى في حال الذبح الذي وجه بها محمد (r) فهذه تتضمن أخلاقه (r) التي شملت كل شيء.
الخاتمة
بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وبعد،
فقد اشتملت هذه الخاتمة على أهم النتائج والتوصيات التي توصلت إليها هذه الدراسة، وفيما يلي ذكرها:
أولًا: النتائج:
1. الوقوف على المعنى الدقيق للرحمة.
2. مناسبة مفهوم الرحمة لغيره من المفهومات الموازية في المعنى.
3. صور من رحمته – سبحانه وتعالى – بخلقه.
4. رحمة النبي – صلى الله عليه وسلم – التي اشتملت على جميع المخلوقات.
5. شدة اعتناء القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة بالرحمة.
6. بيان مدى أهمية تطبيق مفهوم الرحمة في حياتنا.
7. بيان مدى تأثير الرحمة في التأليف بين قلوب العباد.
8. بيان مدى اختصاص مفهوم الرحمة من الله – سبحانه وتعالى- لعباده المصطفين.
9. دور الرحمة في البناء الخلقي والمجتمعي للفرد.
10. بيان دور الاتصاف بالرحمة في النجاة من المكروه والضرر.
ثانيًا: أهم التوصيات التي أوصي بها:
1. الاعتناء بفهم مصطلح الرحمة، والمقارنة بين أقوال العلماء فيه.
2. استخلاص المعاني المشابهة لمفهوم الرحمة.
3. معرفة صور وأنواع الرحمة.
4. تطبيق بعض من صور الرحمة في الحياة.
5. اتباع هدى النبي – صلى الله عليه وسلم – في رحمته بجميع المخلوقات.
المراجـــــــــــــــــــــــــــع
- القرآن الكريم كتاب الله تعالى .
كتب التفسير وعلوم القرآن:
- الراغب، الحسين بن محمد الراغب الأصفهاني، المفردات في غريب القرآن، (ت: 502هـ) تحقيق: صفوان عدنان الداودي، الناشر: دار القلم، الدار الشامية، دمشق بيروت، ط/1، (1412 هـ).
- الطبري، محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، أبو جعفر الطبري، جامع البيان في تأويل القرآن. تحقيق: د. عبد الله بن عبد المحسن التركي، بالتعاون مع مركز البحوث والدراسات الإسلامية بدار هجر ، د. عبد السند حسن يمامة، الناشر: دار هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان، ط/1، (1422 هـ /2001 م).
- ابن كثير، أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي (ت: 774هـ)، تفسير القرآن العظيم، تحقيق الألباني، المكتب الإسلامي، عمان، الأردن، الطبعة: الخامسة، 1416هـ/1996م.
- الرازي، محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين أبو عبد الله التيمي بفخر الدين الرازي خطيب الري (ت: 606هـ)، التفسير الكبير، الناشر: دار إحياء التراث العربي– بيروت، ط/3، (1420 هـ).
- ابن عاشور، محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور التونسي (ت: 1393هـ)، التحرير والتنوير، الناشر : الدار التونسية للنشر، تونس، سنة النشر: (1984م).
كتب السنة النبوية:
- الإمام البخاري، محمد بن إسماعيل أبو عبد الله البخاري الجعفي، الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله (r) وسننه وأيامه تحقيق: محمد زهير بن ناصر الناصر، الناشر: دار طوق النجاة مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي، ط/1، (1422هـ).
- البخاري، محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري، أبو عبد الله (ت: 256هـ)، الأدب المفرد، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، الناشر: دار البشائر الإسلامية– بيروت، ط/3، (1409هـ/1989).
- الإمام مسلم، مسلم بن الحجاج أبو الحسن القشيري النيسابوري (ت: 261هـ)، المسند الصحيح المختصر بنقل العدل عن العدل إلى رسول الله (r)، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، الناشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت، (دون: ت).
- الجامع (منشور كملحق بمصنف عبد الرزاق)، معمر بن أبي عمرو راشد الأزدي مولاهم، أبو عروة البصري، نزيل اليمن (ت: 153هـ)، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، الناشر: المجلس العلمي بباكستان، وتوزيع المكتب الإسلامي ببيروت، ط/2، (1403 هـ).
- أبو داود، سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد بن عمرو الأزدي السِّجِسْتاني (ت: 275هـ)، سنن أبي داود، تحقيق: شعَيب الأرنؤوط، محَمَّد كامِل قره بللي، الناشر: دار الرسالة العالمية، ط/1، (1430هـ/2009).
- الترمذي، محمد بن عيسى بن سَوْرة بن موسى بن الضحاك، الترمذي، أبو عيسى (ت: 279هـ)، الجامع الكبير، سنن الترمذي، تحقيق: د. بشار عواد معروف، الناشر: دار الغرب الإسلامي ، بيروت، سنة النشر: (1998م).
- الإمام أحمد، أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني أبو عبد الله (ت: 241هـ)، مسند الإمام أحمد، تحقيق: شعيب الأرنؤوط، عادل مرشد، وآخرون، إشراف: د عبد الله بن عبد المحسن التركي، الناشر: مؤسسة الرسالة، ط/1، (1421هـ/2001 م).
- ابن حبان، محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن مَعْبدَ، التميمي، أبو حاتم، الدارمي، البُستي (ت: 354هـ)، صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان، تحقيق: شعيب الأرنؤوط، الناشر: مؤسسة الرسالة، بيروت، ط/2، (1414 هـ/1993م).
- الحاكم محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه بن نُعيم بن الحكم الضبي الطهماني النيسابوري المعروف بابن البيع أبو عبد الله (ت: 405هـ)، المستدرك على الصحيحين، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت، ط/1، (1411 هـ/1990م).
- الحاكم محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه بن نُعيم بن الحكم الضبي الطهماني النيسابوري المعروف بابن البيع أبو عبد الله (ت: 405هـ)، معرفة علوم الحديث، تحقيق: السيد معظم حسين، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت، ط/2، (1397هـ/1977م).
- البيهقي، أحمد بن الحسين بن علي بن موسى الخُسْرَوْجِردي الخراساني، أبو بكر البيهقي (ت: 458هـ)، دلائل النبوة، تحقيق: د. عبد المعطي قلعجي، الناشر: دار الكتب العلمية، دار الريان للتراث، ط/1، (1408هـ/1988م).
- النووي، يحيى بن شرف، أبو زكريا محيي الدين النووي (ت: 676هـ)، رياض الصالحين، تحقيق: شعيب الأرنؤوط، الناشر: مؤسسة الرسالة، بيروت، لبنان، ط/3، (1419هـ/1998م).
- العيني، محمود بن أحمد بن موسى بن أحمد بن حسين أبو محمد الغيتابى الحنفى بدر الدين العينى، عمدة القاري شرح صحيح البخاري، الناشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت، (دون: ت).
- العسقلاني، أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني الشافعي، فتح الباري شرح صحيح البخاري، رقم كتبه وأبوابه وأحاديثه: محمد فؤاد عبد الباقي، تصحيح: محب الدين الخطيب، تعليق: عبد العزيز بن عبد الله بن باز الناشر: دار المعرفة، بيروت، ط/1، سنة (1379هـ).
- البوصيري، أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل بن سليم بن قايماز بن عثمان البوصيري الكناني الشافعي أبو العباس شهاب الدين (ت: 840هـ)، إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة، تقديم: فضيلة الشيخ الدكتور أحمد معبد عبد الكريم، تحقيق: دار المشكاة للبحث العلمي بإشراف أبو تميم ياسر بن إبراهيم، دار النشر: دار الوطن للنشر، الرياض، ط/1، (1420هـ/1999م).
- الألباني محمد ناصر الدين الألباني (ت: 1420هـ)، صحيح سنن أبي داود، الناشر: مؤسسة غراس للنشر والتوزيع، الكويت، ط/1، (1423 هـ/2002 م).
- الألباني محمد ناصر الدين الألباني (ت: 1420هـ)، صحيح وضعيف سنن أبي داود، برنامج منظومة التحقيقات الحديثية المجاني، من إنتاج مركز نور الإسلام لأبحاث القرآن والسنة بالإسكندرية، إعداد وفهرسة وتنسيق: أحمد عبد الله.
- الألباني محمد ناصر الدين الألباني (ت: 1420هـ)، صحيح وضعيف سنن الترمذي، برنامج منظومة التحقيقات الحديثية المجاني، من إنتاج مركز نور الإسلام لأبحاث القرآن والسنة بالإسكندرية.
- الألباني محمد ناصر الدين الألباني (ت: 1420هـ)، صحيح وضعيف سنن النسائي، برنامج منظومة التحقيقات الحديثية المجاني، من إنتاج مركز نور الإسلام لأبحاث القرآن والسنة بالإسكندرية.
- الألباني محمد ناصر الدين الألباني (ت: 1420هـ)، صحيح وضعيف سنن ابن ماجة، برنامج منظومة التحقيقات الحديثية المجاني، من إنتاج مركز نور الإسلام لأبحاث القرآن والسنة بالإسكندرية.
- الألباني، محمد ناصر الدين، بن الحاج نوح بن نجاتي بن آدم، الأشقودري الألباني أبو عبد الرحمن (ت: 1420هـ) صحيح الجامع الصغير وزياداته، الناشر: المكتب الإسلامي، (دون: ط، ت).
- العثيمين، محمد بن صالح بن محمد العثيمين (ت: 1421هـ)، شرح رياض الصالحين، الناشر: دار الوطن للنشر، الرياض، ط/1، سنة: (1426هـ).
كتب اللغة العربية:
- الجوهري، إسماعيل بن حماد الجوهري الفارابي أبو نصر (ت: 393هـ)، الصحاح تاج اللغة، تحقيق: أحمد عبد الغفور عطار، الناشر: دار العلم للملايين، بيروت، ط/4، (1407 هـ /1987 م).
- ابن فارس، أحمد بن فارس بن زكرياء القزويني الرازي، أبو الحسين (ت: 395هـ)، معجم مقاييس اللغة، تحقيق: عبد السلام محمد هارون، الناشر: دار الفكر، عام النشر: (1399هـ/ 1979م).
- الفيروزآبادي، أبو طاهر محمد بن يعقوب، القاموس المحيط، تحقيق: مكتب تحقيق التراث في مؤسسة الرسالة بيروت: مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، (1426هـ/ 2005 م).
- الرازي، محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الحنفي الرازي زين الدين أبو عبد الله (ت: 666هـ)، مختار الصحاح، تحقيق: يوسف الشيخ محمد، الناشر: المكتبة العصرية، الدار النموذجية، بيروت، صيدا، ط/5، (1420هـ/1999م).
- ابن الأثير، مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن محمد ابن عبد الكريم الشيباني الجزري ابن الأثير النهاية في غريب الحديث والأثر، تحقيق: طاهر أحمد الزاوى د. محمود محمد الطناحي، الناشر: المكتبة العلمية، بيروت، سنة: (1399هـ/1979م).
- الكفوي، أيوب بن موسى الحسيني القريمي الكفوي، أبو البقاء الحنفي (ت: 1094هـ)، الكليات معجم في المصطلحات والفروق اللغوية، تحقيق: عدنان درويش ، محمد المصري، الناشر: مؤسسة الرسالة – بيروت، (دون: ط، ت).
كتب الأخلاق والدعوة:
- محمد عاطف غيث، قاموس علم الاجتماع، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1979م).
- محمد عبد الله الشرقاوي، الفكر الأخلاقي: دراسة مقارنة، دار الجيل، بيروت، الطبعة الأولى، 1990م، ص:111.
- السيد أبو ضيف المدني، الأخلاق في الأديان السماوية، دار الشروق، ط/1، (1988م).
- محمد عبد الله دراز، مختصر دستور الأخلاق في القرآن، الناشر: دار الدعوة للطبع والنشر والتوزيع، الإسكندرية، ط/1، (1996م).
- يعقوب المليجي، الأخلاق في الإسلام مع المقارنة بالديانات السماوية والأخلاق الوضعية، مؤسسة الثقافة الجامعية، الإسكندرية، (1985م).
- إبراهيم بن عبد الله المطلق، التدرج في دعوة النبي، ط. 1 وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، مركز البحوث والدراسات الإسلامية، 1417هـ.
- جميل صليبا، المعجم الفلسفي، دار الكتاب اللبناني، بيروت، (1982).
- إبراهيم زيد الكيلاني، الرأي العام في المجتمع الإسلامي، الناشر: الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، الطبعة: السنة السادسة عشرة، العدد الواحد والستون، محرم، صفر ، ربيع الأول (1404هـ/1984م).
- ابن القيم، محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد ابن قيم الجوزية، إعلام الموقعين عن رب العالمين، تحقيق: محمد عبد السلام إبراهيم، دار الكتب العلمية، بيروت، ط/1، (1411هـ/1991م).
- أبو المجد، سيد نوفل، أساليب الدعوة إلى الله في القرآن الكريم، الناشر: مجلة الجامعة الإسلامية، المدينة المنورة، 1417هـ.
- حمود بن جابر بن مبارك الحارثي، فقه الدعوة إلى الله فيما انفرد به الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه عن الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه دراسة دعوية للأحاديث، (من أول كتاب البيوع إلى نهاية كتاب الرؤيا)، إشراف: أ. د. خالد بن عبد الرحمن القريشي، العام: 1429 هـ/2008 م.
- السديري، توفيق بن عبد العزيز السديري. جهود وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في ترجمة السنة والسيرة النبوية.
- وسيم، فتح الله، أساليب التربية والدعوة والتوجيه من خلال سورة إبراهيم، الناشر: الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات.
- الراجحي، عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن الراجحي، القول البين الأظهر في الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الناشر: الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية، بدون بيانات.
- صالح بن عبد الله بن حميد، مفهوم الحكمة في الدعوة، وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، السعودية، سنة (1422هـ).
- القحطاني، سعيد بن علي بن وهب القحطاني، فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري، أصل الكتاب: رسالة دكتوراه، من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الناشر: الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، ط/1، (1421هـ).
- القحطاني، سعيد بن علي بن وهف القحطاني، كيفية دعوة عصاة المسلمين إلى الله –تعالى-في ضوء الكتاب والسنة، مطبعة سفير، السعودية، (د.ت).
- مجموعة من العلماء، وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، بحوث ندوة أثر القرآن الكريم في تحقيق الوسطية ودفع الغلو، المملكة العربية السعودية، ط/2، سنة 1425هـ.
- مناهج جامعة المدينة العالمية، أصول الدعوة وطرقها، مرحلة البكالوريوس، الناشر: جامعة المدينة العالمية، (د.ت).
- ناجي بن دايل السلطان، دليل الداعية، ط/1، الناشر: دار طيبة الخضراء، (د.ت).
- الكيلاني، إبراهيم زيد الكيلاني، الرأي العام في المجتمع الإسلامي، الناشر: الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، الطبعة: السنة السادسة عشرة، العدد الواحد والستون، محرم، صفر، ربيع الأول 1404هـ/1984م.
- ثابت، سعيد بن علي ثابت، الجوانب الإعلامية في خطب الرسول، الناشر: وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، المملكة العربية السعودية، ط/1، سنة 1417هـ.
- الحقيل، سليمان بن عبد الرحمن الحقيل، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في ضوء الكتاب والسنة. ط/4، سنة 1417هـ/ 1996م.
- نوفل، أبو المجد سيد نوفل، أساليب الدعوة إلى الله في القرآن الكريم، الناشر: مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
- السمالوطي، د. نبيل السمالوطي، بناء المجتمع الإسلامي، دار الشروق للنشر والتوزيع والطباعة، الطبعة: الثالثة 1418هـ/1998م.
- السعدي، عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله السعدي، تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، تحقيق: عبد الرحمن بن معلا اللويحق، الناشر: مؤسسة الرسالة، ط/1، (1420هـ/2000 م).
- ابن القيم، محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية، إعلام الموقعين عن رب العالمين، تحقيق: محمد عبد السلام إبراهيم، الناشر: دار الكتب العلمية – ييروت، الطبعة: الأولى، 1411هـ /1991م.
- الدعوة إلى الإصلاح محمد الخضر حسين، الناشر: المطبعة السلفية، سنة 1346هـ .
- الدعوة الإسلامية أصولها – وسائلها – أساليبها في القرآن الكريم، د. أحمد غلوش، الناشر: مؤسسة الرسالة، القاهرة سنة 2005.
- مع الله-دراسات في الدعوة والدعاة: الأستاذ محمد الغزالي، الناشر: دار نهضة مصر، الطبعة الأولى.
- د/ محمد أبو الفتح البيانوني، المدخل إلى علم الدعوة الإسلامية الناشر: مؤسسة الرسالة ط/3 سنة (2001 م).
- المواقع الألكترونية:
- موسوعة الأخلاق الدرر السنة مرجع علمي موثوق على منهج أهل السنة والجماعة، علوي بن عبد القادر السقاف.
- إسلام ويب، المكتبة الإسلامية.
والله أسأل القبول من عنده سبحانه والتوفيق بإذنه.
([1]) سورة الأنعام، آية رقم (54).
([2])جامع البيان في تأويل القرآن، لابن جرير الطبري، (9/172-173).
([3]) سورة الأعراف، آية رقم (156).
([4])سورة الشورى، آية رقم (25).
([5]) سورة الأحزاب، آية رقم (5).
([6]) سورة البقرة، آية رقم (225).
([7]) سورة الأنعام، آية رقم (54).
([8]) سورة الأعراف، آية رقم (156).
([10])متفق عليه: أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الرقاق، باب: الرجاء مع الخوف، (8/ 99) رقم: (6469) واللفظ له، ومسلم في صحيحه كتاب التوبة، باب: فِي سِعَةِ رَحْمَةِ اللهِ تَعَالَى وَأَنَّهَا سَبَقَتْ غَضَبَهُ ، (4/ 2108) رقم: (2752) كلاهما من حديث أبي هريرة.
([11]) سورة الفاتحة، آية رقم (1– 2).
([12])أخرجه أبو داود في سننه كتاب الأدب باب: في الرحمة، ت الأرنؤوط (7/ 298)، رقم: (4942)، والترمذي في سننه أبواب البر والصلة باب: مَا جَاءَ فِي رَحْمَةِ الْمُسْلِمِينَ، (4/ 324) رقم: (1924) وقال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. كلاهما من حديث عبد الله بن عمرو. رضي الله عنهما.
([13]) انظر الصحاح للجوهري (5/229/مختار الصحاح للرازي صـ 12).
([14]) مفردات القرآن للراغب (1/347).
([15]) التحرير والتنوير (21/21/رقم 388).
([16]) المعجم الوسيط جميع اللغة العربية صـ 719 (13/96).
([17]) مختار الصحاح مادة رحم القاموس المحيط ما ورد مكتبة الأدب بالقاهرة، (ط2 / جـ2 صـ 792، 793).
([18]) القفال: (291-365هـ) هو: محمد بن علي بن إسماعيل الفقيه الشافعي، صاحب المصنفات، قال ابن قاضي شهبة: كان إماما، وله مصنفات كثيرة ليس لأحد مثلها، وهو أول من صنّف الجدل الحسن من الفقهاء، وله كتاب حسن في أصول الفقه، وله «شرح الرسالة» وعنه انتشر فقه الشافعي فيما وراء النهر. وقال النووي في «تهذيبه»: إذا ذكر القفّال الشاشي، فالمراد هذا، وإذا ورد القفّال المروزي فهو الصغير، ثم إن الشاشي يتكرر ذكره في [كتب] التفسير، والأصول والحديث والكلام، والمروزي يتكرر ذكره في الفقهيات. ومن تصانيف الشاشي «دلائل النبوة» و «محاسن الشريعة» و «آداب القضاء» ينظر: سير أعلام النبلاء للذهبي، (16/ 283-284) وشذرات الذهب في أخبار من ذهب لابن العماد (4/345- 346)، الأعلام للزركلي (6/ 274) معجم المؤلفين لكحالة، (10/ 308).
([19]) سورة النور، آية رقم (2).
([22]) موسوعة الأخلاق الدرر السنة مرجع علمي موثوق على منهج أهل السنة والجماعة، علوي بن عبد القادر السقاف (ص:241).
([23])أخرجه الترمذي في سننه أبواب البر والصلة، باب: ما جاء في رحمة الصبيان (4/ 322) رقم: (1920) وَقالَ الترمذي: (حديثٌ حسنٌ صحيح.)
([24]) أخرجه الترمذي في سننه، أبواب البر والصلة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، باب ما جاء في رحمة الصبيان (4/ 321)، برقم: (1919). وقال: “هذا حديث غريب وزربي له أحاديث مناكير عن أنس بن مالك وغيره”.
([25]) سورة الفاتحة، آية رقم (1– 2).
([26]) سورة الروم، آية رقم (50).
([27])أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الأدب باب: رَحْمَةِ النَّاسِ وَالبَهَائِمِ (8/10) رقم (6011) من حديث النعمان بن بشير.
([28])ينظر فتح الباري لابن حجر (10/439)، والحديث أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الأدب، باب رحمة الولد وتقبيله ومعانقته (8/ 7)، برقم: (5998). ومسلم في صحيحه، كتاب الفضائل، باب رحمته صلى الله عليه وسلم الصبيان والعيال وتواضعه وفضل ذلك (4/ 1808)، برقم: (2317).
[29])) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب المساقاة، باب فضل سقي الماء (3/ 111) ، برقم: (2363). ومسلم في صحيحه، كتاب السلام، باب فضل ساقي البهائم المحترمة وإطعامها (4/ 1761)، برقم: (2244).
([30]) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الأدب، باب: جعل الله الرحمة مائة جزء، (8/ 8)، برقم: (6000). ومسلم في صحيحه، كتاب التوبة، باب في سعة رحمة الله تعالى وأنها سبقت غضبه (4/ 2108)، برقم: (2752). من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
([31]) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب التوبة، باب في سعة رحمة الله تعالى وأنها سبقت غضبه (4/ 2108)، برقم: (2752). من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
([32]) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: {ويحذركم الله نفسه} [آل عمران: 28](9/ 120)، برقم: (7404). من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
([33]) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الأدب، باب رحمة الولد وتقبيله ومعانقته (8/ 8)، برقم: (5999).
([34]) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب صفة القيامة والجنة والنار، باب لن يدخل أحد الجنة بعمله، بل برحمة الله تعالى، (4/ 2170)، برقم: (2816).
[35])) متفق عليه، أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب النفقات، باب فضل النفقة على الأهل (7/ 62) ، برقم: (5353).
([36]) الذل مخالفة النفس ومجاهدة النفس.
[37])) متفق عليه، أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الوصايا، باب استخدام اليتيم في السفر والحضر، إذا كان صلاحا له، ونظر الأم وزوجها لليتيم (4/ 11) ، برقم: (2768). ومسلم في صحيحه، كتاب الفضائل، باب كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا (4/ 1804)، برقم: (2309).
([38]) سورة الكهف، آية رقم (58).
([39]) سورة البقرة، آية رقم (218).
([40]) سورة الأنبياء، آية رقم (107).
([41]) سورة التوبة، آية رقم (28).
([42]) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب بدء الخلق، باب إذا قال أحدكم: آمين والملائكة في السماء، آمين [ص:114] فوافقت إحداهما الأخرى، غفر له ما تقدم من ذنبه (4/ 115)، برقم: (3231 ).
([43]) سورة آل عمران، آية رقم (159).
([44]) سورة الأنبياء، آية رقم (7). فتح الباري (316/6).
([45]) أخرجه أبو داود في سننه، كتاب الجهاد، باب في كراهية حرق العدو بالنار (3/ 55)، برقم: (2675)، وصحح إسناده الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (1/ 878).
([46]) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الذبائح والصيد، باب ما يكره من المثلة والمصبورة والمجثمة (7/ 94)، برقم: (5515).
([47]) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب اللباس والزينة، باب النهي عن ضرب الحيوان في وجهه ووسمه فيه، (3/ 1673)، برقم: (2117).
قيم البحث الأن
راجع البحث قبل التقييم
راجع البحث قبل التقييم