العدد الثامن عشرالمجلد الخامس 2022

تحفيز خيال الطفل ودوره في الإبداع من خلال ركن الفنون في رياض الأطفال

ورقة عمل مقدمة لـ:

 مؤتمر تربية وتعليم الطفل

Child Education Conference

جدة 21-24 يناير 2019 – الموافق 15-18 جماد الأولى 1440

‏‏تقديم الأستاذة / سامية عاطي صالح الطويرقي

الإدارة العامة للتعليم بالطائف إدارة رياض الأطفال

معرف الوثيقة الرقمي : 1620221

الملخص

 تسعى هذه الورقة إلى تطوير عدة طرق لتنمية الإبداع وتحفيزه لدى الطفل من خلال ركن الفن بالروضة وذلك تماشيا مع رؤية المملكة 2030 وذلك بعد رصد الورقة البحثية للعديد من الملاحظات أثناء عمل الأطفال. كما هدفت الورقة إلى خلق موقف يحفز الطفل على الإبداع واستثمار الخيال وذلك من خلال ركن الطفل بالروضة باستخدام مثير يمثل مشكلة يسعى الطفل لحلها حتى يصل في النهاية إلى العبير بطريقة غير تقليدية مستخدمًا الانسجام بين فصي الدماغ الأيمن والأيسر. وقد توصلت الورقة إلى أن تدريب الأطفال بطريقة إبداعية والبعد عن التقليد والروتين يساهم في توفير الوقت والجهد والمال أثناء العمل الجماعي للأطفال، كما أظهرت النتائج استفادة الأطفال من خلال خروجهم بأفكار إبداعية جديدة بطرق فردية. كما أوصت الورقة بضرورة التأسيس للدراسة الحالية وتعميمها على رياض الأطفال بالمملكة العربية السعودية، وضرورة إيصال الفكرة للمعنيين من أجل تطبيقها للاستفادة من نتائجها والعمل بها.

 الكلمات المفتاحية:

رياض الأطفال _ الإبداع _ تحفيز خيال الطفل _ التحفيز.

Abstract

 This research seeks to develop several ways to develop and stimulate creativity in the child through art in kindergarten this is in line with the Kingdom’s 2030 vision, after the research paper watched many observations during child labor. The research paper also aimed to create a situation that stimulates the child’s creativity and investment of imagination, through the child’s corner in the kindergarten using an exciting problem that the child looks to solve until he finally reaches the aromas in an unconventional way using the harmony between the right and left hemispheres of the brain. The paper concluded that training children in a creative way and avoiding imitation and routine contributes to saving time, effort, and money during children’s teamwork. The results also showed that children benefit by coming up with new creative ideas in individual ways. The paper also recommended the need to set up the current study and circulate it to kindergartens in the Kingdom of Saudi Arabia, and the need to communicate the idea to those concerned to apply it to receive help from its results and work with it.

 key words:

Kindergarten _ Creativity _ Stimulate the child’s imagination _ Stimulus.

المقدمة:

يدين العالم للمبدعين من أبنائه، بكل ما أحرزه من تقدم في العلوم والفنون والآداب، وما توصل إليه من حضارة إنسانية شامخة. وفي ظل التقدم الحضاري المطرد، تتسابق المجتمعات في جميع الميادين، ووسيلتها في ذلك استثمار كل طاقاتها وإمكاناتها وثرواتها، وعلى رأسها الثروة البشرية، فهي المحرك لكل القوى الأخرى، وبدونها تصبح الثروات والإمكانات الأخرى عديمة القيمة، فالبترول والمعادن موجودة في باطن الأرض منذ آلاف السنين، والشمس موجودة منذ بدء الخليقة. ولم تتحول هذه المصادر إلى تلك الطاقة الهائلة التي تدور بها عجلة التكنولوجيا إلا عندما وُجِدَ الإنسان القادر على اكتشافها واستغلالها، ولم يكن ذلك وليد الصدفة، ولكن نتيجة لإعمال الفكر، والجهد الذي بذله الإنسان بشكل منتظم ومحسوب، إلى الحد الذي جعل التقدم العلمي في الوقت الحالي لا يحدث كل فترة – كما كان من قبل – وإنما كل يوم هناك جديد، يضيفه الإبداع العقلي للإنسان، من أجل تطوير الحياة الإنسانية، وتحقيق التقدم والرخاء.

وتمثل مرحلة الطفولة المبكرة أهم المراحل في حياة الإنسان نظراً لما تتميز به من مرونة وقابلية للتعلم، ونمو للمهارات والقدرات المختلفة التي تشكل عالمهم الخاص بكل ما فيه من خبرات تؤدي إلى تنمية جميع جوانب النمو المختلفة لديهم بما فيها النمو المعرفي، الإدراكي، والانفعالي، والاجتماعي، مما ينمي قدرة الطفل على التخيل والابتكار والتفكير اللامحدود.

           تمثل رعاية الطفل نقطة الانطلاق لبناء المواطن الصالح، ولا يقتصر الاهتمام بالطفل على النواحي العقلية والجسدية من شخصيته وإنما يمتد لينمي عواطفه وأخلاقه واتجاهاته ودوافعه وفقاً لمعايير أسرته والمجتمع الذي يعيش فيه. وتعد تنمية المفاهيم الاجتماعية والانفعالية على جانب كبير من الأهمية (العناني، 2013، ص 16).

ويمكن تعريف التحفيز بأنه: هو العملية التي تسمح بدفع الأفراد وتحريكهم من خلال دوافع معينة نحو سلوك معين، أو بذل مجهود معين بقصد تحقيق هدف ما، وعناصر هذا الهدف تمثل الدافع الذي يدفع الفرد إلى سلوك أو اتجاه معين، ويشترط فيه أن يكون قادرا على التحفيز. والمتحفز: هو الشخص الذي تم دفعه للقيام بسلوك معين، ويشترط فيه القدرة والتي تعني: قدرة الشخص المؤهل، ويمكن تحسين أداؤه ورغبته في الوصول إلى الهدف وإدراكه (الحربي، 2013، 34).

وقد عرّف الحريري (2002، 26) رياض الأطفال بأنها: مؤسسة تربوية واجتماعية تقوم بتأهيل الطفل تأهيلا سليما لدخول المرحلة الابتدائية وذلك لكيلا يشعر بالانتقال المفاجئ من البيت إلى المدرسة، تاركة له الحرية التامة لممارسة نشاطاته واكتشاف قدراته وميوله وإمكاناته، أي تساعده على أن يكتسب خبرات جديدة وتتراوح أعمار الأطفال الملتحقين بها ما بين الثالثة إلى السادسة والثامنة حالياً.

ولقد اهتمت حكومة المملكة العربية السعودية بدعم مرحلة ما قبل المدرسة؛ وذلك من أجل رعاية الطفولة والارتقاء بالمستوى التربوي في البلاد، فقد وضعت السياسة التعليمية للمملكة العربية السعودية أهداف لمرحلة رياض الأطفال (الغامدي وعبد الجواد، 2010، ص 117-118) منها: صيانة فطرة الطفل ورعاية نموه الخلقي والعقلي والجسمي في ظروف طبيعية سوية لجو الأسرة متجاوبة مع مقتضيات الإسلام، وتكوين الاتجاه الديني القائم على التوحيد، المطابق للفطرة، وأخذ الطفل بآداب السلوك، وتيسير امتصاصه الفضائل الإسلامية، والاتجاهات الصالحة بوجود أسوة حسنة وقدوة محببة أمام الطفل، وإيلاف الطفل الجو المدرسي، وتهيئته للحياة المدرسية أو نقله برفق مـن (الذاتية المركزية) إلى الحياة الاجتماعية المشتركة مع أترابه.

ويمكن ببساطة ملاحظة الإبداع والخيال في تطوير وتعظيم هذه الاحتياجات وكأن الأمم تتقدم وتزيد مواردها بما تملك من جمال وخيال.

و يعتبر الطفل في المناهج الحديثة هو المحور الأساس في جميع نشاطاتها، فهي تدعوه دائماً إلى النشاطات الذاتية، وتنمي فيه عنصر التجريب والمحاولة و الاكتشاف، وتشجعه على اللعب الحر، كما تعتبر مرحلة رياض الأطفال مرحلة تعليمية هادفة لا تقل أهمية عن المراحل التعليمية الأخرى، وترتكز أهداف رياض الأطفال على احترام ذاتية الأطفال وفرديتهم واستثارة تفكيرهم الإبداعي المستقل وتشجيعهم على التعبير دون خوف، ورعاية الأطفال بدنياً وتعويدهم العادات الصحية السليمة ومساعدتهم على المعيشة والعمل واللعب مع الآخرين، وتعويدهم التضحية ببعض رغباتهم في سبيل صالح الجماعة (العناني،2002).

 يعد موضوع التفكير الإبداعي عند الأطفال من أهم القضايا التي شغلت الباحثين لعقود طويلة من حيث طرق إكسابها وتنميتها. وقد بدأ الاهتمام العلمي بدراسة الإبداع في النصف الثاني من القرن العشرين بين جميع الأمم المتقدمة أو التي تسير نحو التقدم بخطى سريعة أو بطيئة.

وقد حظي هذا الموضوع بالاهتمام في أمريكا وأوروبا واليابان. وبدأ الاهتمام بدراسة التفكير الإبداعي والمبتكرين منذ أن أعلن جليفورد (Gilford,1950) في خطابه أمام جمعية علم النفس الأمريكية الذي قدم فيه نموذجه عن البناء العقلي الإنساني.

والذي يمكن وصفه باستخدام ثلاث أقسام وهي:

  • العمليات العقلية وتتضمن (الذاكرة – المعرفة – عمليات التفكير التباعدي والتقاربي-عمليات التقويم)
  • المحتوى ويشمل (الأشكال – الرموز- الأرقام والحروف)
  • مخرجات النشاط العقلي أو الناتج

وكان ذلك البداية للانطلاق لإجراء البحوث والدراسات العلمية المختلفة في هذا الجانب.

كما ظهرت دراسة د. روجرسبيري والتي أدت الى حصوله على جائزة نوبل وقد تحدثت عن الوظائف المختلفة لنصفي المخ فلقد اكتشف الباحث أن المخ كان يصنف الأنشطة الى مجموعتين يختص النصف الأيمن بجزء منها والنصف الأيسر بجزء آخر وكان الشيء الأكثر أهمية في هذه الدراسة أن كل مخ يحتوي على جميع القدرات الممكنة0

ومما أضاف لأهمية هذه الدراسة هي الدراسة التالية التي قام بها كل من دكتور “روبرت اورنشتين “والدكتور” روبرت بلوك” بالإضافة إلى توني بوزان وعلماء آخرين والتي أظهرت أن تنمية مجموعتي الأنشطة الخاصة بكل نصف من نصفي المخ بشكل متناغم تؤدي إلى مضاعفة القدرات التي خلق بها المخ وقد تم إثباتها من خلال دراسة العباقرة العظماء أمثال ألبرت آينشتاين وكذلك ليوناردو دافنشي أشهر من استخدم نصفي المخ معاً في عملياته الفكرية والإبداعية0

وقد تعددت التعريفات التي تناولت التفكير الإبداعي Creative Thinking

ويعرف كل من فؤاد أبو حطب، وآمال صادق (1994: 627-628) التفكير الإبداعي على أنه” فئة من سلوك حل المشكلة ولا يختلف عن غيره من أنماط التفكير إلا في نوع التأهب أو الإعداد الذي يتلقاه الفرد“

وعلى ذلك فإن الإبداع قدرة عقلية موجودة عند كل فرد وبنسبة معينة تختلف من واحد لآخر، وإبداع الصغير يكون جديداً بالنسبة إليه حتى ولو كان معروفاً للكبار، حيث يرى العلماء أن الإبداع الحقيقي للإنسان الناضج هو نتاج لعملية طويلة يمثل إبداع الصغار الحلقة الأولى منها (عبد الرازق، 1994: 8-9)

 إن التفكير الإبداعي كما يراه تورانس أنه” عملية التحسس بالمشكلات والنواقص والثغرات في المعرفة والعناصر المفقودة وعدم التناسق وغير ذلك، ثم تحديد الصعوبة وتبين هويتها، ثم البحث عن الحلول وإجراء التخمينات”. (عياش، 2009م، ص109)، ويعرفه جيلفورد بأنه “عملية ذهنية معرفية تتضمن الطلاقة والمرونة والأصالة والإثراء بالتفاصيل”. (غانم ،2009م، ص 213)

 ويفترض أن يتضمن محتوى البرنامج المهارات التالية:

  1. الطلاقةFluency:

 عرفها تورانس بأنها “تتمثل بقدرة الفرد على إعطاء أكبر عدد ممكن من الاستجابات المناسبة في فترة زمنية معينة، إزاء مشكلة أو مثير معين في فترة زمنية محددة”. (عياش، 2009م، ص110) وذكر غانم (2009م) بأنها “إعطاء أكثر من حل للمشكلة في وحدة زمنية معينة”. (ص216)

  • المرونةFlexibility:

 عرفها تورانس بأنها” تتمثل بقدرة الفرد على التفكير في اتجاهات مختلفة تتضمن فئات مختلفة من الاستجابات، على أن تكون إنتاجا يشمل أنواعا متعددة من الأفكار، وكذلك إمكان تحويل تفكيره من مدخل لآخر واستخدام مجموعة الاستراتيجيات المختلفة”. (عياش،2009م، ص110)

  • الأصالة: Originality

عرفها تورانس بأنها “تتمثل بقدرة الفرد على إنتاج أكبر عدد من الأفكار الأصيلة الجديدة من الناحية الإحصائية، وهكذا تكون الفكرة أصيلة إذا كانت فريدة ويندر تكرارها وتمتاز بأنها مألوفة أو اعتيادية أو مستقرة”. (عياش ،2009م، ص110)

إن بدايات التفكير الإبداعي ومقوماته لدى الطفل تتمثل في تلك الخصائص التي تميز هذه المرحلة، مثل اهتمامه بتبادل الأشياء والتعامل معها والتعرف عليها، واهتمامه بالاستكشاف والاستطلاع، واهتمامه بالتجريب والتعرف على مكونات أو عناصر الشيء، بجانب القدرة التخيلية التي يتميز بها الطفل، والتي تظهر في مواقف وأنشطة لعبه الإيهامي، وكثرة الأسئلة التي يحاول أن يحصل منها على إشباع لجوعه العقلي وحاجاته إلى البحث والاستقصاء.

وفي هذا الصدد توضح دراسة عثمان (2000) أهمية التفكير الإبداعي لدى الطفل وكيفية تنميته من خلال ألعابه الحرة، والإيهامية، ومن خلال الأنشطة الفنية المختلفة التي تساعد على تأصيل مجموعة العادات الفكرية الإبداعية المهمة، فهذه الأنشطة ذات نسق مفتوح وتساعد على المرونة الذهنية للطفل، وتنمية قدراته الإبداعية، كما تعمل على إبراز تفرده، وتميزه عن الآخرين.

ويعد المعلم بالمقابل من أهم عوامل نجاح برامج تعليم التفكير الإبداعي لأن النتائج المتحققة من تطبيق أي برنامج لتعليم التفكير الإبداعي تتوقف بدرجة كبيرة على نوعية التعليم الذي يمارسه المعلم داخل الغرف الصفية. لذلك لابد من تنشئة اتجاه إيجابي للإبداعية عند المعلم حتى يصير مقتنعاً بممارسة هذا السلوك مع تلاميذه، الذين يتصل بهم ويتفاعل معهم كل يوم ويؤثر فيهم، وبذلك نضمن إلى حد بعيد أن العائد من العملية التعليمية سيكون إيجابياً في اتجاه المستقبل الأفضل من خلال جيل قادر على أن يسلك السلوك الإبداعي. إنّ إعداد المعلم ليستخدم طريقة في التدريس تشجع التفكير الإبداعي لدى تلاميذه قد تكون له الفعالية في زيادة إبداعهم بالفعل، فالمعلم متغير أساسي في تنمية إبداع التلاميذ، وإعداده لتعليم التفكير الإبداعي يتطلب إعادة النظر في كثير من البرامج الراهنة في كليات ومعاهد إعداد المعلم، بحيث تخلق لديه نظرة جديدة إلى طبيعة التربية وخصائص التلاميذ (آمال صادق، 1994: 174)

إن تعليم التفكير الإبداعي في الطفولة المبكرة مسئولية المعلم وضرورة تدريبه على ترجمة الإبداع إلى ممارسات صفية وذلك عن طريق المعرفة الجيدة والفهم بنمو الطفل، وخلق البيئة التعليمية المنتجة والمشجعة والمثيرة للإبداع واستخدام التكنيكات المناسبة والشاملة لعملية تفاعل المعلم والطفل وتنمية قدراتهم على التشخيص الدقيق لقدرات الأطفال والبرمجة المناسبة لهم. (Carter, M., 1992: 38-42)

وبذلك تحدد أهداف برامج تدريب المعلم في إطار الإبداع في هدفين أساسيين متكاملين أقرب إلى أن يكونا وجهين لعملة واحدة، يتعلق إحداهما تغيير اتجاهات المعلمين نحو أهداف التعليم وعملية التدريس، بحيث يقدر المعلمون أهمية تطوير التعليم على أسس إبداعية، والثاني يتعلق بتمكين المعلمين من التدريس من أجل الإبداع. (فايز مينا، 2000)

ويُعتبر الفن واحداً من أهمّ عناصر ومظاهر أيّ نهضة حدثت، وتحدث، وستحدث على هذه الأرض، فهو الوسيلة المؤثّرة والقادرة على إظهار ما لدى الشعب من ثقافة، وتحضّر، وأخلاق رفيعة، وقيمٍ، ومُثُلٍ عُليا؛ فهو يعمل عمل المرآة، فأيّ حضارةٍ عظيمة ستُنتج فنوناً عظيمة خاصّة بها، والعكس حتماً صحيح. ولا يمكن للفنّ أن يزدهر، أو أن ينمو، دون أن تتوفّر البيئة الحاضنة للإبداع، والمبدعين، والتي تُساعدهم، وتأخذ بأيديهم لإحداث نهضة فنيّة حقيقيّة في المجتمع، تُساعد على السموّ بالنفوس الإنسانيّة، وإيصالها إلى أعلى مراتب الأخلاق، وتهذيب النفس.

إنّ العناية بالفنانين هي مُهمّة أساسيّة وتقع على عاتق كافّة أبناء المجتمع، فالفنان الحقيقي، إذا ما امتلك الإبداع، والأخلاق الحميدة، والالتزام بالقضايا المجتمعيّة، فإنّه سيُسهم بشكلٍ أو بآخر بتوعية الناس، وتهذيب مسالكهم، وإحداث نهضة حقيقيّة لديهم، مبنيةً على الأخلاق، والمبادئ، وهو ما يعتبر مطمحاً لكافّة الفضلاء ممّن نذروا حياتهم لخدمة القضايا العامّة، والإنسانيّة، والمجتمعيّة وهناك حدوث تحالفات مهمّة بين كافّة المصلحين، والمفكرين، وبين الفنانين الحقيقيّين على مرِّ الأزمان والعصور.

ويُعتبر ازدهار عالم الفن والإبداع في أيّ منطقة، أو أمّة، عاملاً رئيسيّاً من عوامل التحضُّر، وهذا التحضُّر قد يدخل إلى كافّة المجالات الحياتيةّ على اختلافها؛ كالاقتصادية، والفكريّة، والاجتماعيّة، والسياسيّة، وغيرها من المجالات التي تُلامِس الناس بشكلٍ كبير؛ سواءً كانوا أفراداً، أو جماعات.

والعناية الحقيقية بالأفراد تبدأ من سن الطفولة المبكرة وكثير ما نادى المختصين بضرورة العناية بالأطفال والبرامج المقدمة لهم مبكراً حتى تكون النتائج أفضل وأكثر تميزاً، ومن أولى المؤسسات التربوية التي تعنى بالأطفال هي رياض الأطفال.

إن رياض الأطفال عبارةً عن مؤسّسة تربوية واجتماعية للأطفال من عمر الثالثة وحتى الثامنة ، تعمل على تأهيل الطفل بشكل سليم، حتى يصبح مؤهلاً للالتحاق بالمرحلة التعليميّة التالية، من دون أن يشعر بأيّ انتقال مفاجئ من البيت إلى المدرسة، وخلال هذه المرحلة التعليمية، تترك الحرية التامّة للطفل، حتى يتمكّن من ممارسة نشاطاته، واكتشاف قدراته، واكتساب المهارات اللغوية والاجتماعية، والخبرات الجديدة، كما يحتاج الطفل خلال هذه المرحلة إلى التشجيع، من أجمل تنمية روح المشاركة والعمل الجماعيّ لديه، والاعتماد على النفس، والتعبير عنها بكلّ ثقة وبالرغم من ذلك يبقى العمل داخل رياض الأطفال قصدي وموجه ليحقق أهدافه وأهم هذه الأهداف تعويد الطفل على توليد الأفكار الإبداعية بما يتناسب والمرحلة العمرية حتى يكون قادراً على تحقيق رؤية المملكة ٢٠٣٠.

فرض الدراسة: تفترض الدراسة الحالية أنه: يمكن تحفيز خيال الطفل وأن هذا التحفيز القائم على الخيال له دور في عملية الإبداع وذلك من خلال استخدام الفنون في رياض الأطفال في المملكة العربية السعودية.

منهج الدراسة: اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي باعتباره أنسب المناهج التي تتفق وطبيعة هذه الدراسة؛ وذلك بهدف دراسة وتحليل واقع المشكلة بأهم أبعادها. كما اتبعت الدراسة المنهج شبه التجريبي لأجراء الدراسة والتحقق من فروضها.

حدود الدراسة: تقتصر الدراسة الحالية على استخدام الفنون من أجل تحفيز خيال الطفل ودوره في عملية الإبداع لدى أطفال رياض الأطفال بالمملكة العربية السعودية.

الدراسات السابقة:

1_ دراسة منى حسين الدهان (2009) بعنوان (فاعلية برنامج للدراما الإبداعية في تنمية السلوك الابتكاري ومفهوم الذات والكفاءة لدى طفل الحضانة المعاق بصريا)

استخدمت الدراسة المدخل الدرامي الذي يمثل أهمية بالنسبة للأطفال العاديين فهو أكثر أهمية بالنسبة للأطفال ذوو الإرادة والمكفوفين والمعوقين عقليا الذين فقدوا حاسة أو أكثر مما يؤثر على نموهم المعرفي والاجتماعي والنفسي وهدف البحث يهدف البحث الحالي إلى التعرف على مدي فاعلية الدراما الإبداعية بما تحويه من أنشطة لعب تلقائي ودرامي وابتكاري وجماعي وتدريب حواس علي تحسين مستوي السلوك الابتكاري ومفهوم الذات والكفاءة الاجتماعية لدي طفل الحضانة المعوق بصريا.

2_ دراسة أحمد إبراهيم أحمد أل سعد الغامدي (2021) بعنوان (أثر استخدام القصة في تدريس التربية الفنية لتنمية بعض مهارات الخيال الفني لدى طلاب المرحلة المتوسطة) وتلميذة، واعتمد البحث على المنهج شبه التجريبي، نظرًا لمناسبة هذا التصميم لمتغيرات البحث، واعتمد البحث على الأدوات الآتية: قائمة مهارات الخيال الفني اللازمة لتلاميذ الصف الثاني المتوسط إعداد الباحث، مقياس مهارات الخيال الفني لطلاب الصف الثاني المتوسط إعداد الباحث، وأسفرت نتائج البحث عن وجود فرقا دالا إحصائياً عند مستوى دلالة إحصائية (0.01) بين متوسطي درجات الطلاب في کل من القياسين القبلي والبعدي على الأبعاد والدرجة الکلية لمقياس مهارات الخيال الفني لطلبة المرحلة المتوسطة لصالح القياس البعدي؛ مما يشير إلى فاعلية القصة في تدريس التربية الفنية في تنمية بعض مهارات الخيال الفني لدى طلاب المرحلة المتوسطة.

3_ أسماء محمد نصر (2011) بعنوان (دراسة الفروق بين الجنسين (ذكور وإناث) في الخيال والإبداع وطبيعة العلاقة بينهما لدى طلاب مرحلة التعليم المتوسط في مدينة طرابلس)

وهدفت هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على متغيرين مهمين في الطبيعة البشرية هما الخيال والإبداع بوجه عام وفي العملية التعليمية بوجه خاص وكذلك هدفت أيضا إلى التعرف على الفروق ذات الدلالة الإحصائية في الخيال بين الجنسين(ذكور وإناث)، والتعرف على ما إذا كانت هناك فروق ذات دلالة إحصائية في الإبداع بين الجنسين(ذكور وإناث)، والتعرف على مستوى معدل انتشار التفكير الخيالي لدى الإناث من طلبة المرحلة الثانوية، ومستوى معدل انتشار التفكير الخيالي لدى الذكور من طلاب مرحلة الثانوية، والتعرف على مستوى معدل انتشار التفكير الإبداعي لدى الإناث من طلاب مرحلة الثانوية. ومستوى معدا انتشار التفكير الإبداعي لدى الذكور من طلاب مرحلة الثانوية، والكشف عن العلاقة بين الخيال والإبداع لدى الجنسين (ذكور وإناث).

4_ دراسة علي مصلح العودات (2009) بعنوان (أثر برنامج تدريبي لتعليم مهارات التفكير الإبداعي لدى عينة من طلبة رياض الأطفال في الأردن).

وهدفت هذه الدراسة إلى التعرف على أثر برنامج تدريبي في تعليم مهارات التفكير في تنمية التفكير الإبداعي لدى عينة من طلبة رياض الأطفال في الأردن، ولتحقيق هذا الهدف تم تصميم برنامج تدريبي لمهارات التفكير من أجل قياس أثره على التفكير الإبداعي.

5_ دراسة دلال محمود محمد الكندري (2013) بعنوان (الاستعداد المدرسي والإبداع لدى الأطفال المتلقين للمنهج المطور والأطفال المتلقين لمنهج إدخال المواد في رياض الأطفال بدولة الكويت).

هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على مستوى الاستعداد المدرسي والإبداع عند أطفال الروضة المتلقين للمنهج المطور والأطفال المتلقين منهج ادخال المواد بدولة الكويت. وقد جاءت النتائج بتأكيد وجود فروق ذات دلالة إحصائية في مستوى الاستعداد المدرسي في المجال (المعرفي _ الحركي _ اللغوي) وفي الإبداع بين الأطفال المتلقين للمنهج المطور والأطفال المتلقين لمنهج إدخال المواد ولصالح منهج إدخال المواد. ولم تدل النتائج وجود فروق ذات دلالة إحصائية في مستوى الاستعداد المدرسي في المجال (الاجتماعي الانفعالي) بين الأطفال المتلقين للمنهج المطور والأطفال المتلقين لمنهج ادخال النظم.

أولاُ: الأهــداف العــامــة للتربية الفنية والمهنية في التعليــم العـــام:

  1. تحقيق غــايــة التعليــم بفهــم المتعلــم لقيمـــة العمــل في إطـار تعـاليـم الدين الإسلامي.
  2. ربط التعليـم العـام بخطط التنميـة للمجتمــع السعودي وتزويده باحتياجـاتـــه من الأيدي العــاملــة المهنيـــة الوطنيــــــة.
  3. تكويــن المفاهيـــم والقيــم التشكيليـــة لدى المتعلمين على أسس موضوعيـة لفهـم العناصر التشكيليـة في التكـوينــات العــامــة للعمــل الفنـــي.
  4. تنميــة هوايـــات نافعــة لدى المتعلميــن لاستثمــار أوقـــات الفــراغ بما يعــود عليهـــم وعلى المجتمــع بالفــائدة.
  5. تحسيــن العمليـــة التعليميــة من خــلال التوازن بين النشــاطات النظريـــة والعمليــة ببرامج التعليــم العـــام.
  6. تكويــن اتجــاهــات إيجـــابيــة لدى المتعلميــن نحــو المهــن والحــرف المختلفـــة وتغييــر المفاهيــم السلبيـة نحوها للمساهمة في الوفـاء بحاجة المجتمــع السعودي من القوى البشريــة.
  7. اكتشــاف الموهوبيـن فنيــاً ومهنيــاً ورعــايتهــم وتوجيــه قدراتهــم بشكــل سليــم.
  8. تكــوين المفاهيــم والقيــم الجمـاليـة لدى المتعلميـن على أسس موضوعيــة لنشــر الثقــافــة البصريــة الجمــاليـة في المجتمــع الدراسي.
  9. توعيـة المتعلم بمجـالات العمل والمهـن المختلفـة ومتطلبــات ومهــارات الالتحــاق بهــا.
  10. اكتساب المتعلميـن قدر منــاسب من الثقــافــة والمهــارات والخبرات المهنيــة البسيطــة التي تفتح لهـم أفــاق مختلفــة في حب العمــل المهنــي والإقبال عليــه.
  11. إكســاب المتعلميـن رصيد من الخبرات في النقــد والتحليل والتفسيــر والتقويــم للأعمــال الفنيــة وتبصيرهـــم بمقومـــات العمــل الفنــي الجيـــد.
  12. تكــويــن اتجــاهات إيجــابيــة لدى المتعلميــن نحــو الفنــون والحــرف النــابعــة من التراث الإســلامي والمحلـــــي.
  13. تخطــي المتعلــم حــاجز الخــوف من استخــدام الأدوات العلميــة والتقنيــة وصيــانتهــا مع الأخــذ بأســاليب الأمن والســـلامـــة.
  14. إكســــاب المتعلـــم مهــارات تطبيقيـــة أســاسيــة تســاعده على استخدام الأدوات والمعدات استخدام سليمــاً.
  15. تزويد المتعلــم بالمهــارات والخبــرات والمعــارف والقيـــم المنــاسبــة لظــروف البيئــة الاجتمــاعيــة والمــاديــة التي يعيشــون فيهـــــا.

 ومما سبق يمكننا أن نعرف مـجالات التربيـة الفنيــة: بأنه مجموعــة من الخبرات الفنيــة المتنوعــة تعمــل على تعديل سلوك التلاميــذ وتحسيـن علاقــاتهــم وأسـاليب حيــاتهـم وأخلاقهــم عن طريـق ممارسـة الأعمـال الفنيـة وتذوقهـــا: خبرات الرســــم، وخبرات التصوير التشكيـلي، وخبــرات في الطبـــــــع، وخبرات في النسيــــــج ، وخبرات شكليــــــــــــة ، وخبرات تركيبيــــــــــة .

ثانياً: دور التوليف بين الخامات في العمل الفني الواحد:

طالما أن العمل الفني شكل معبر بلغة وسيطة، فإن مراعاة الإمكانات التشكيلية والتعبيرية لذلك الوسيط، تكون ذات أهمية، حتى تصبح الخامة مناسبة للشكل، وما يتضمنه من محتوى تعبيري، وقد أضاف الفنان وسائط أخرى، بغرض تأكيد الخصائص التشكيلية والتعبيرية للخامة التي تسود عمله الفني، فمن المعروف أن الضوء يتأكد بالظل والليونة تتأكد بالصلابة إلى آخره، فكل شيء يتأكد بضده وتبرز سماته وتكثف، عندما يقترن بسمات مضادة. وهنا نجد أن الجمع بين خامتين من طبيعة مضادة في عمل فني واحد، يبرز إمكانات كل منهما فإن التوليف بين الخامات، يؤدي إلى الحفاظ على وحدة العمل العضوية.

  • توليف بخامات مخلقة:                                                                                     

يقصد بالمواد المخلقة، مواد المركبات العضوية التي تم تخليقها كيميائيا. ومن أمثلة هذه المواد البلاستيك والنايلون، والمطاط الصناعي، والبولي استر، وغيرها.

أ _ توليف بخامات بهيئتها المخلقة: وهذه الخامات المخلقة توجد في هيئة مساحيق أو عجائن أو محاليل، والفنان عندما يقوم بتشكيل هذه الخامات، تتخذ أشكالا تتفق مع طبيعة التشكيل بها، فهي تسيل وتزحف وتتجمع في كتل ذات أشكال عشوائية، وفي أشكال عضوية.

ب _ توليف بخامات مخلقة تم تصنيعها: في هذا النوع من التوليف يتم استخدام الخامات المختلفة في أشكال مصنعة، كخيوط، أو رقائق، أو مسطحات، أو كتل، أو أنابيب بأقطار مختلفة، وقد يتم استخدام النفايات المصنوعة من البلاستيك أو المطاط وغيرهما.

ثالثاً: أنواع التوليف وفق طرق التنفيذ (تقنيات الاداء):

الإلصاق، والتركيب، والتجميع، والتأليف، والاتصال.

1- فن القص واللصق (التلصيق) كولاج Collage:

هو تجميع أشكال ومصورات، ليكون بعد قصها ولصقها جنبا إلى جنب شكل عام أو نسق فني وهو نوع من الفن التجريدي، الذي تستخدم فيه قصاصات الورق، وتوضع مع بعضها البعض لتخلق مسطح التكوين.

2-التركيب Assemblage:

إن التوليف في التعبير المجسم يطلق عليه لفظ Assemblage, وهو يعني التركيب أو التجميع، وهو مصطلح دونه أو سجله جون دوبوفي للدلالة على استخدام خامات مختلفة في تشكيل وبناء المجسم الفني، وهو قريب للكولاج، باستخدامه لقصاصات وشذرات من خامات وأدوات مختلفة، وهناك بعض المرادفات لكلمة التركيب، ألحقها ثروت عكاشة بتعريفه الاصطلاحي، مثل كلمة تلبيس، ترصيع، تكفيت، تنزيل، وعرفها بأنها (طريقة في الزخرفة قوامها حفر رسوم على السطح المرصع، ثم ملء الشقوق التي تؤلف هذه الرسوم بقطع أخرى, من مادة أثمن قيمة، أو عمل زخارف غائرة على أسطح معدنية كالنحاس, أو أسطح معدنية نفيسة كالفضة أو الذهب، ثم ترصيعها بالأحجار الكريمة، أو الجواهر الثمينة).

3-التجميع:

لكل شكل مفرد، قوة جاذبية، تجاه الأشكال الباقية في العمل الفني الواحد. تلك القوى الجاذبة لها تأثيرها، فهي تعطى أجزاء الشكل المختلفة، شحنة من درجات مختلفة من الشد الديناميكي. فوجود مفردات على أرضية واحدة، يخلق قوة جذب معينة تتضح من التباين الذي تصنعه مع الأرضية، ودرجة التقارب، تنشأ نوع من التوتر الناشئ في المجال، وتساهم في ربط المفردات وهو ما يطلق عليه (الشد الفراغي).

وبين العلم والفن علاقة وثيقة لما لتكاملهما من أثر فعال في تطور الحياة فنحن”…. لا نستطيع أن نتصور شخصا يمكنه أن يدرك العلم تماما الإدراك دون أن يعني في دراسته بالجوانب الفنية المتممة كما أنه من المتعذر أن نعثر على فنان لم يتأثر في تكوينه بالاتجاهات العلمية المختلفة. فكل من الفن والعلم يتمم أحدهما الآخر ولا يستطيع الانسان أن يكون صورة كاملة عن ناحية من نواحي الخبرة إلا إذا كانت باقي النواحي قد مرت عليه في خبراته وعالجها بشيء من التبصر (البسيوني، 1996)

إضافة الى ذلك فإن أهداف التربية الفنية جزء متمم لأهداف التربية بشكل عام باعتبارها وسيلة من الوسائل التي تعتمد عليها المدرسة لتحقيق أهدافها. فهي تهدف إلى تنمية الناحية العاطفية لدى الطالب من خلال ممارسته للفن الذي يغني الإحساس والعاطفة بقيمة العمل الفني الذاتي، وبالتالي سيؤدي إلى تمكنه من التعبير عن نفسه وإنماء قدرته على الرؤية الفنية للطبيعة وللأعمال الفنية وللإحساس بما توحي به من قيم جمالية من خلال تربية الوجدان وتدريب الحواس لدى الطالب وكيفية استخدامها، كما تهدف إلى إبراز خصوصية الفرد في الرؤية والتفكير والتعبير عن الانفعال والحركة واللون والخط والقيم الهندسية والمعمارية وبأشكال متعددة ومتنوعة لأن الفن متنوع بتنوع الطبيعة الإنسانية، فالفرد يستطيع أن يعبر عن الطبيعة بطرق شتى وهذا لا يأتي إلا عن طريق تربية الحس الجمالي وتنمية الخيال لديه ليرى العالم برؤية جديدة، وبالتالي سيكون الفن من المقومات الأساسية لتكامل شخصية الطالب والفنان على حد سواء وتحقيق الاتزان الانفعالي لديه.

كما أن معلم التربية الفنية تقع مسؤولية نقل أو عكس أثر التربية في سلوك الطالب، ومن جانب فهو ملزم بأن تكون واعيا غنيا بالثقافة الفنية والاطلاع على مصادر التربية الفنية ومعرفة مفاهيم التدريس ليدعم المادة المطروحة بالحقائق العلمية والاستقصاء المتواصل في بناء التوجيه على تفكير صحيح ينقله بطريق غير مباشر إلى تلامذته بمختلف الأساليب العلمية والنظرية، وفي الوقت نفسه أن يكون له نتاجا فنيا خاصا يحمل فرديته وأصالته المميزة ويتصف بالتجديد والابتكار.

مشكلة الورقة البحثية:

تعتبر مرحلة الطفولة وبالأخص السنوات الست الأولى من عمر الطفل من أهمّ المراحل التي يمر فيها الفرد وذلك حسب الكثير من الدراسات والابحاث؛ لأنّ هذه المرحلة لها الكثير من التأثيرات على بناء وتكوين الشخصية.

وتسعى التربية الفنية إلى خلق شكل جديد من النشاط غير مألوف يكون الفرد فيه متمكنا من الخلق والإبداع، فتمنح الفرص لكل فرد من أن يعبر عن خصوصيته، وهذه الخصوصية شيء لا يحرزه أي شخص غير الشخص المبتكر الفريد في تعبيره، وفي هذه الحالة تكون خصوصية الفرد في الفن ذات قيمة للمجتمع وتكون ذات فائدة لا تحصر للإنسانية، ونعني من هذه الخصوصي فردية الفرد في الرؤية والتفكير والاكتشاف والتعبير عن الشعور الاجتماعي والانفعال، وتشجع التربية الفنية على نمو الفن المتعدد الاتجاهات لدى المتعلمين، وتدعو إلى أن يكون لكل فرد حقه الشرعي في ممارسة الاتجاه الفني الذي يميل إليه، وتهدف الى نمو الحرية في التعبير الفني ليعبر الفرد عن مشاعره وانفعالاته الذاتية بما يرضي حاجته، فهي تجنب الإكراه وتأخذ دورها شكل اللعب بالخامات والاستمتاع بها، على أن يحقق الفرد فيها التناسق والتوافق والتنظيم بين أشاكله وألوانه. وتعتمد التربية الفنية على خاصية التفكير والخيال أكثر من اعتمادها على المهارات التقنية فهي تضمن نمو قدرات الفرد الابتكارية وخبراته الفنية عن طريق التعبير الحر وتكسبه أنماطا فنية جديدة تتكيف مع ظروف بيئية وتمكنه من مواجهة مشاكله.

ويعتمد تطوّر المجتمعات والدول حول العالم على مدى اهتمامها في تطوير أنظمتها التربوية بحيث تكون ملائمة مع مستجدات ومتطلبات العصر، لذلك يجب الحرص والسعي الحثيث على تطوير وتحديث مناهج رياض الأطفال بشكل يناسب احتياجات الأطفال ويناسب التطور المتلاحق في المعرفة والتكنولوجيا والحرص على تحديث الوسائل التعليمية المستخدمة.

وبالتالي فان هذه الورقة تسعى إلى تطوير طرق مختلفة لتنمية الإبداع من خلال ركن الفن تماشياً مع رؤية المملكة ٢٠٣٠ وذلك بعد رصد عدة ملاحظات أثناء عمل الأطفال داخل الركن منها:

  • التكرار في رسوم الأطفال فيما يخص الطفل نفسه أو بين الطفل وأقرانه قد يكون منشأه إحساس الطفل بإعجاب المعلمة أو غياب المحفز للإبداع ٠
  • كثرة استهلاك الورق داخل الركن وصرف ميزانية عالية لا تتناسب والمخرج من الركن.
  • لا جديد لا خروج عن المألوف لا توجد إشارة ترفع من سقف طموحاتنا.
  • لم يخلق الركن بالرغم من كثرة الخامات وتنوعها وبالرغم من مرور زمن طويل جانب إبداعي يمكن من خلاله التنبؤ عن وجود قدرات ما.

من هنا كان لزاماً علينا التفكير بخلق موقف محفز للإبداع خاصة ونحن نعلم أن لدينا جميعاً القدرة على الإبداع، ولكن يتهرب منه الغالبية خشية الوقوع في الخطأ، فتجد الناس يفضلون السير على الطريق المستقيم والضيّق لكونه فقط آمناً بالنسبة لهم، فلو سار كل الناس على ذلك النهج ما تغير العالم قط وما كانت هناك مخترعات ومبتكرات تيسر حياة الإنسان على الأرض.

ويمثل الإبداع اليوم العامود الفقري للاقتصاد والتطور والمهيمن في المهن والأعمال والتجارة والاقتصاد، وصار المقياس الأساس للتقدم والازدهار، ويندرج في هذا المجال الملكية الفكرية، وحقوق النشر، والنماذج، والعلامات التجارية، والتصاميم، وبراءات الاختراع، والأعمال الفنية، والموسيقى، وبرامج الحاسوب، والتصوير الضوئي، والأفلام، والفيديو، والألعاب، والعمارة، والبحوث، والتطوير، وتصميم الملابس، والمنتجات.

أهداف الورقة البحثية:

أولاً: الهدف العام للورقة البحثية:

خلق موقف يحفز الطفل على الإبداع واستثمار الخيال وذلك من خلال ركن الفن بالروضة باستخدام مثير يمثل مشكلة يسعى الطفل لحلها حتى يصل في النهاية الى التعبير بطريقة غير تقليدية مستخدما الانسجام بين فصي الدماغ الأيمن والأيسر.

ثانياً: الأهداف الفرعية للورقة البحثية:

  1. الاهتمام بالأطفال في هذه المرحلة الهامة واستغلال الموارد المتاحة الاستغلال الأمثل.
  2. توليد مجموعة من الأفكار الإبداعية يمكن ان تستخدم لدى اطفال الروضة في ركن الفنون.
  3. تنسيق العمل بين فصي الدماغ الأيمن والأيسر عند الأطفال لتحفيز الإبداع وهو محور الدراسة الرئيسي.
  4. تطوير طرق يمكن ان تستفيد منها معلمة رياض الأطفال في اكتشاف ودعم الموهبة لدى أطفالها داخل ركن الفنون في فترة العمل داخل الأركان دون إطلاق للأحكام أو وضع الأطفال داخل صندوق يصعب عليه الخروج منه لاحقاً.
  5. الوصول الى توصيات محددة ممكن ان تستفيد منها المعلمة وأولياء الأمور في تحفيز الإبداع عند الأطفال من 3-8 سنوات.

الجهات المستفيدة من الورقة البحثية:

  • اطفال الروضة من 3-6 سنوات
  • المعلمات وادارات الروضات
  • أولياء الأمور

الجهات المسؤولة عن الوصول بالأطفال الى الإبداع عن طريق تحفيز خيال الطفل:

  • الأطفال أنفسهم
  • المعلمات
  • ادارات الروضات
  • اولياء الأمور.
  • الباحثين من خلال اجراء دراسات بحثية على مدى تقدم الأطفال.

منهجية وآلية التنفيذ:

تم طرح الفكرة داخل روضة حكومية وطبقت هذه الفكرة بالطريقة التالية:

تقديم ورق للطفل يحتوي على طباعة أو رسم أو قصاصة ورقية لأشكال هندسية أو غير ذلك.

 وضعت للطفل الألوان وترك له حرية إكمال العمل دون فرض أو تدخل من قبل المعلمة.

هذا يمثل تحدي أو مثير أو ما يمكن تسميته بمشكلة يجد الطفل نفسه في تحدي للخروج من الركن بعمل فني يرضيه ويكون بفكرة غير متوقعة ناتجة عن العمليات العقلية التي حدثت أثناء اخراج العمل الفني بصورته النهائية.

  1. عند استخدام الألوان والأشكال وغير ذلك يكون الطفل مستخدماً لنصف الدماغ الأيمن الذي يهتم بالألوان والرسوم والأشكال والخيال وعند تعريض الطفل لتحدي إكمال العمل يقوم بالتحليل والتصنيف والتخطيط ومحاولة الربط للخروج بمنتج فني وهذا ما يقوم به فص الدماغ الأيسر.
  2. في هذه الحالة استطعنا عمل تناغم بين الفص الأيمن والأيسر وهو أحد وسائل تنمية الإبداع لدى الأطفال وهذه ستكون المرحلة الاولى.
  3. المرحلة التالية ستكون أيضاً بتعلية النشاط، بتغيير شكل الورقة عن الشكل التقليدي وإضافة خامات تتدرج في العدد والحجم للعمل على تحفيز الطفل لإنتاج أكثر ابداعاً المهم وجود مثير داخل العمل وخلق مجموعة منوعة من الاستجابات.
  4. لا نقصد بالإبداع أن ننتظر من الطفل إخراج لوحات مبهرة أو حتى معبرة بالنسبة لنا، ولكن الأهم هو كون هذه الطريقة تساعد في تمرين الدماغ على الإبداع.
  5. تستمر المحاولات بهذه الطرق وطرق مختلفة حتى يتمكن الأطفال من التفكير بطرق إبداعية وتمرين دماغ الأطفال على ذلك وتخلق لديهم قدرة على حل المشكلات بطريقة مختلفة وتهيئ للجميع الفرص ليكونوا مبدعين بالمستقبل.

تم تطبيق الخطوات التالية:

  1. تحديد مستوى الإبداع في الفن لدى عينة من الأطفال في مستويات مختلفة كقياس قبلي.
  2. تدريب الأطفال على التعامل بطريقة إبداعية من خلال تنمية حل المشكلات وتوفير الأدوات والوسائل والمواد للاستفادة منها بطرق مختلفة والسماح للأطفال بالإبداع.
  3. ترك حرية للطفل أثناء مواجهة المشكلة (المثير) في العمل في استخدامه أو إهماله واحترام إنتاج الطفل مهما يكن.
  4. 4.   عمل قياس بعدي لمستوى الإبداع في الفن لدى الأطفال.
  5. تم الخروج بالتوصيات المناسبة بعد الانتهاء من المرحلة الأولى.

الخاتمة:

 بعد الانتهاء من عرض وتحليل موضوع ورقة العمل وهو تحفيز خيال الطفل ودوره في الإبداع من خلال الفنون في رياض الأطفال فقد توصلت الباحثة إلى مجموعة من النتائج معتمدة على الدراسات النظرية والتطبيقية والتي أكدت فروض الدراسة بعد التوصل إلى النتائج وهي كالتالي:

  1. توصلت الورقة إلى أن تدريب الأطفال بطريقة إبداعية والبعد عن التقليد والروتين يساهم في توفير الوقت والجهد والمال أثناء العمل الجماعي للأطفال
  2. كما أظهرت النتائج استفادة الأطفال من خلال خروجهم بأفكار إبداعية جديدة بطرق فردية.
  3. نمو الحرية في التعبير الفني ليعبر الطفل عن أفكاره وانفعالاته الذاتية بما يتناسب مع حاجته وأخذ دور الاستمتاع باللعب والألوان بعيدا عن الإكراه.
  4. اعتماد الطفل على المهارات الفنية التي تعمل على نمو قدراته الابتكارية وخبراته الفنية واكتسابه أنماط فنية جديدة تمكنه من الإبداع والتكيف مع ظروف البيئة المحيطة به.
  5. تمكين طفل الروضة من مواجهة مشاكله واستخدام فصي الدماغ الأيمن والأيسر في التعامل مع المثير.

التوصيات التي خرجت بها الورقة:

بناء على ما جاء في الورقة فإنه يوصى بما يلي:

  1. استخدام الآلية المحددة في ركن الفنون داخل رياض الأطفال كنوع من تمرين الدماغ على الإبداع.
  2. إعطاء الصلاحية للمعلمين لكي يستخدموا طرقا مختلفة في ركن الفنون لتمرين دماغ الأطفال على الإبداع على أن تكون طرق علمية مدروسة.
  3. تعليم الأطفال من عمر 3-8 سنوات حل المشكلات بطرق إبداعية بعيدا عن التقليد والروتين.
  4. توفير تعليم جماعي للأطفال يمكن أن يبدعوا من خلاله بأفكار إبداعية توفر عليهم الكثير من الجهد والمال والوقت.
  5. طرح أفكار غامضة على الأطفال فيها مشكلات بسيطة وتعليمهم كيفية الخروج بالفكرة الجديدة بطرق فردية.
  6. اعتبار كل طفل من الأطفال بعمر 3-8 سنوات هو مشروع طفل مبدع قادر على الإنتاج والابتكار في حياته.
  7. تأسيس الدراسة الحالية وتعميمها على رياض الأطفال في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية.
  8. إيصال فكرة الدراسة إلى المعنين للعمل بها.


المراجع:

  1. أبو حطب، فؤاد وصادق، آمال (1991). مناهج البحث وطرق التحليل الإحصائي في العلوم النفسية والتربوية والاجتماعية، الأنجلو المصرية، القاهرة.
  2. البسيوني، محمود (1996). أصول التربية الفني، القاهر، دار المعارف، مصر.
  3. إبراهيم أحمد آل ساعد الغامدي، ا.، & احمد. (2021). أثر استخدام القصة في تدريس التربية الفنية لتنمية بعض مهارات الخيال الفني لدى طلاب المرحلة المتوسطة. مجلة بحوث التربية النوعية, 2021(63)، 23-50.
  4. جروان، فتحي (1999). الموهبة والإبداع والتفوق، ط1، دار الكتاب الجامعي، العين.
  5. أبو العز، وائل (2018). سيكولوجية رسوم الأطفال، مركز ديبونو لتعليم التفكير، الطبعة الأولى.
  6. الحريري، رافده. (2002). نشأة وإدارة رياض الأطفال من المنظور الإسلامي والعلمي. الرياض: مكتبة العبيكان.
  7. حسن، محمد ثابت محمد (2002). “القيم الفنية والفكرية المستحدثة في فن التصوير المصري في النصف الثاني من القرن العشرين، رسالة ماجستير، كلية الفنون الجميلة، المنيا.
  8. حسين الدهان، م. (2009). فاعلية برنامج للدراما الإبداعية في تنمية السلوك الابتكاري ومفهوم الذات والكفاءة الاجتماعية لدي طفل الحضانة المعوق بصرياً. مجلة بحوث التربية النوعية, 2009(15)، 47-122.
  9. السرور، نادية (2002): مقدمة في الإبداع. دار وائل للطباعة والنشر
  10. صادق، آمال أحمد مختار (1994). تنمية الإبداع في الفنون عند تلاميذ مرحلة التعليم الأساسي، بحوث ودراسات سيكولوجية، الموسيقى والتربية الموسيقية، مكتبة الأنجلو المصرية.
  11. عبد الرازق، محمد السيد (1994). تنمية الإبداع لدى الأبناء، سلسلة سفير التربوية (16)، وحدة ثقافة الطفل بشركة سفير، القاهرة.
  12. عبد القادر، وائل عبد الصبور (2004). “الرؤية الإبداعية في فن الحفر والطباعة الغائرة بين مباشره التعبير وإشكاليات التقنية”، رسالة دكتوراه، كلية الفنون الجميلة، جامعه المنيا.
  13. عثمان، عبلة (2000). تنمية التفكير الابتكاري للطفل، مجلة خطوة، ع9، المجلس العربي للطفولة والتنمية، فبراير.
  14. العناني، حنان، (2002)، نمو الطفل المعرفي واللغوي، ط1، دار الفكر والنشر والتوزيع، عمان.
  15. العناني، حنان. (2013). مقدمة التربية في رياض الأطفال وحقوق الطفل. عمان: دار الفكر.
  16. عياش، ليث محمد. (2009). الأسلوب المعرفي وعلاقته بالإبداع. عمّان: دار صفاء للنشر والتوزيع.
  17. العودات، علي مصلح. (2009). أثر برنامج تدريبي لتعليم مهارات التفكير الإبداعي لدى عينة من طلبة رياض الأطفال في الأردن. عمان. رسالة ماجستير. منشورة. الجامعة الأردنية. كلية الدراسات العليا. الأردن.
  18. الغامدي، حمدان، عبد الجواد، نور الدين. (2010). تطور نظام التعليم في المملكة العربية السعودية. ط (2). مكتبة الرشد، الرياض.
  19. غانم، محمود محمد. (2009). مقدمة في تدريس التفكير. عمّان: دار الثقافة للنشر والتوزيع.
  20. الحربي، غروب عوض. (2013). مداخل متنوعة لتحفيز التعبير التلقائي في رسوم أطفال المرحلة الابتدائية في دولة الكويت، رسالة ماجستير، غير منشورة، كلية التربية الفنية، جامعة حلوان.
  21. الكندري، دلال محمود محمد (2013). الاستعداد المدرسي والإبداع لدى الأطفال المتلقين للمنهج المطور والأطفال المتلقين لمنهج إدخال المواد في رياض الأطفال بدولة الكويت. رسالة ماجستير. منشورة. جامعة الخليج العربي. كلية الدراسات العليا. الكويت.
  22. محمد، هدى أنور (1989). “أثر برنامج مقترح للرسم والتصوير في مادة التربية الفنية على معلومات ومهارات واتجاهات تلاميذ الصف الثاني التعليم الأساسي“، رسالة ماجستير، كليه التربية، جامعه المنيا.
  23. المناعي، شمسان (2018). استراتيجيات التعلّم الإبداعي: أنشطة وتطبيقات عملية، عمّان، مركز ديبونو لتعليم التفكير.
  24. مردان، نجم الدين. (2004). المرجع التربوي العربي لبرامج رياض الأطفال، عمان: مكتبة الفلاح.
  25. مينا، فايز مراد مينا (2000). الإبداع والتدريب، في منفشو الإبداع في التعليم، (المحرران) مراد وهبة، منى أبو سنة، دار قباء، القاهرة.
  26. المناعي، شمسان. (2018). الإبداع في الفن رؤية معاصرة: مملكة البحرين نموذجا، عمّان، مركز ديبونو لتعليم التفكير.
  27. نصر، أسماء محمد (2011). دراسة الفروق بين الجنسين (ذكور وإناث) في الخيال والإبداع وطبيعة العلاقة بينهما لدى طلاب مرحلة التعليم المتوسط في مدينة طرابلس. طرابلس. رسالة ماجستير. جامعة طرابلس. كلية الآداب.
  • Guilford, J.P. (1950) Creativity, American Psychologist, 5(9), 444–454
  • Carter, M.: Training Teachers for Creative Learning Experiences, Child Care Information Exchange. No. 85. May- Jan 1992.
  • Edward de Bono, parallel thinking for Socratic to de bono thinking, penguin books, 2016.

قيم البحث الأن

راجع البحث قبل التقييم

راجع البحث قبل التقييم

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !

سامية عاطي صالح الطويرقي

الإدارة العامة للتعليم بالطائف إدارة رياض الأطفال

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتًا
التقيمات المضمنة
عرض كل التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا الأن
1
هل تحتاج الي مساعدة او نشر بحثك !
Scan the code
مجلة scp الماليزية
مرحبا
كيف استطيع مساعدتك !