العدد الثاني عشرالمجلد الثالث 2020

التمكين النفسي وعلاقته باتخاذ القرارات الأسرية لدى المعلمات المغتربات من محافظة الأحساء

حوراء عبد الله محمد الدوغان

جامعة الملك فيصل- المملكة العربية السعودية

Alho0or-92@hotmail.com

0550240444

معرف الوثيقة الرقمي : 202012129

ملخص البحث

هدفت الدراسة إلى التعرف على العلاقة بين التمكين النفسي واتخاذ القرارات الأسرية لدى كل المعلمات السعوديات المغتربات من محافظة الأحساء واللاتي تم تعيينهن خارج المحافظة، والكشف عن مستوى التمكين النفسي واتخاذ القرارات الأسرية لدى عينة البحث، كما هدفت الدراسة إلى الكشف عن الفروق في التمكين النفسي واتخاذ القرارات الأسرية بين أفراد العينة وفقًا لمتغير(العمر)، وذلك باستخدام المنهج الوصفي الارتباطي المقارن لمناسبته لأهداف الدراسة، ولتحقيق أهداف الدراسة تم صياغة عدد من الأسئلة والإجابة عنها، وذلك بتطبيق مقياسيّ التمكين النفسي واتخاذ القرارات الأسرية من إعداد الباحثة، على عينة قوامها(162) معلمة سعودية مغتربة، وقد كشفت النتائج عن وجود علاقة ارتباطية موجبة بين التمكين النفسي واتخاذ القرارات الأسرية كما تعبر عنها درجات المعلمات السعوديات المغتربات من محافظة الأحساء على مقياسيّ التمكين النفسي واتخاذ القرارات الأسرية، وأوضحت النتائج أن مستوى التمكين النفسي واتخاذ القرارات الأسرية لدى المعلمات السعوديات المغتربات أعلى من المتوسط، وأنه توجد فروق ذات دلالة إحصائية في التمكين النفسي لدى عينة الدراسة تُعزى لمتغير (العمر) لصالح الفئة العمرية الأصغر من عمر(٢٤-٣٠) سنة، وفي ضوء هذه النتائج تم صياغة مجموعة من التوصيات والمقترحات البحثية.

الكلمات المفتاحية: علم نفس، الاغتراب

Abstract

 The current study aimed to investigate the relationship between psychological empowerment and family decision making, at all “ Saudi expatriate female teachers” from Al-Ahsa region were recruited outside their residential areas، and to find out the level of psychological empowerment and family decision making in the research sample. Also, Exposing the differences in psychological empowerment and family decision-making among the sample members according to the variable (age).

These achieved by using the comparative descriptive approach that suitable to the study`s objectives. To achieve these study objectives two scales have been formulated according the applying of (psychological empowerment and family decision) prepared by the researcher which were answered by sample of (162) Saudi expatriate teachers. The results revealed that there is a appositive correlation coefficient between psychological empowerment and family decision making according to the expatriate teachers, marks on the two scales.

Also, the results showed that the level of psychological empowerment and the family decision of Saudi expatriate teachers is above the level. There were statistically significant differences in psychological empowerment the attributed to the(age)for the least age from (24-30) years old. Based on these results set of recommendations and studies were suggest.

Keywords: Psychology, Alienation

مقدمة

تمارس المرأة السعودية منذ القدم دورًا واضحًا في الأسرة والمجتمع، وها هي اليوم تشارك مشاركة فعلية في الحياة الاجتماعية والاقتصادية، وترى الباحثة أنها بذلك قد فرضت ضرورة اعتراف المجتمع بأهمية عملها؛ مسايرةً للعصر الحالي وما يشهده من أحداث متتالية وتطورات متسارعة والتي أسهمت في إحداث تغيرات جذرية في حياة الأفراد والجماعات في شتى أمور حياتهم، وترى (الصويان،٢٠٠١م،ص٤٩) أن دخول المرأة مجال التعليم والعمل الاجتماعي وانخراطها فيهما أدى إلى ظهور أنماط جديدة من العلاقات الاجتماعية، نتيجة لتغير بعض المعايير التي كانت سائدة خاصة فيما يتعلق بالنظرة للمرأة ومكانتها، واتجاه واقع السلطة التقليدي في العائلة والمجتمع نحو التغير، كذلك تغيير شخصية المرأة وخصائصها الذاتية، وأشار (الشميمري، هيجان، وغنام،2014م، ص١٠١) “إن الحياة عبارة عن سلسلة من القرارات التي يتخذها الفرد، وكذلك الجماعة من أجل التكيف مع البيئة والمواقف الحياتية التي يتعاملون معها، لذلك يمكن النظر إلى عملية اتخاذ القرارات على أنها قوام الحياة”.

أشارت (عبد الجليل، والزهراني،٢٠١١م، ص٤١٢) في دراستها إلى أن المشاركة بين أفراد الأسرة في اتخاذ القرارات الأسرية تعمل على تغذية الروابط والعلاقات الأسرية بين أفراد الأسرة، وتدعيم روح التعاون والانسجام، وعليه، ونظرا لأهمية البناء الأسري وتأثيره المزدوج على البناء التعليمي والمهني أولت الباحثة اتخاذ القرارات الأسرية اهتمامًا خاصًا.

وترى الباحثة أن كلًا من الأسرة ومجالي المهنة والتعليم تشهد الكثير من التطورات والقرارات المستحدثة والتي تسهم بالدور الكبير في صناعة التحول والتأثير في الفكر الإنساني وتوجهاته، وهذا ما هو ظاهر في رؤية ٢٠٣٠ والتي فرضت خصوصية للعصر الراهن وظروفه حيث أصبحت كل من الأسرة ومجالي التعليم والمهنة بحاجةٍ ماسةٍ إلى مستوى عالي من الكفاءة والفاعلية والمسؤولية للعنصر البشري ، وذلك يدعِّم ضرورة مزامنة التغيير المتسارع في مجال العمل والمهنة وتحقيق التمكين النفسي للأفراد؛ بقصد مواجهة ومجابهة التحديات والظروف وتحمل المسؤولية، فضلًا عن الرضا والراحة والمساهمة في تحقيق مستوى عالٍ من الجودة والإنجاز في كافة مجالات الحياة، وذلك تأكيدًا لما ذكرته (شاهين،٢٠١٥م، ص٣) بأن التمكين كسمة نفسية للأفراد من شأنه أن يجعل الشخص متفائلا، مندمجًا في مهام عمله، وملتزمًا به، ولديه القدرة على مواجهة الصعاب والعقبات من خلال شعوره بالمسؤولية والكفاءة، وإن الشخص الذي يتسم بالتمكين ينمو لديه إحساس بقيمة العمل، وتشير الباحثة إلى أن المتأمل لطبيعة الحياة الأسرية يجد أن القضايا المتعلقة بالبعد البشري كثيرة ومن أهمها وأكثرها معاصرة على الصعيد التعليمي والأسري والمهني هي قضية الاغتراب من خلال العمل خارج منطقة السكن، ولعل واقع الاغتراب أصبح قدرًا لا مفر منه لمن يرغب في العمل في القطاع التعليمي الحكومي، وقد واكب ذلك نشوء العديد من المشكلات الخاصة والعامة والتي قد تعترض عطاء وفعالية العامل المغترب والمعلم والمعلمة جزء منهم حيث اتضح ما لها من آثارٍ نفسية على المعلم المغترب وأسرته والمحيطين به، فقد أشارت دراسة الحجاجي (٢٠١٠م) والتي تناولت المشكلات التربوية والاجتماعية لاغتراب المعلمات في بعض قرى محافظة الليث، وما نتج عن هذه الدراسة من نتائج تتعلق بالبعد التربوي وحرمان المعلمة المغتربة من فرص حضور الندوات والمسابقات الثقافية بنسبة 80.4%، وما يتعلق بالبعد الأسري حيث توصلت الدراسة أن 65.1% من المعلمات المغتربات يتركن أولادهن لفترة طويلة مع الخادمة، وأن 87,8 منهن لديهن شعور بالخوف الشديد من مخاطر الطريق في الذهاب والعودة، فضلا عن شعورهن بالإرهاق والتعب عند الاستيقاظ المبكر من النوم لقطع مسافة طويلة في الذهاب إلى مقر العمل وذلك بنسبة 87.6 منهن.

مشكلة الدراسة وأسئلتها البحثية: تعد الأسرة من أهم النظم الاجتماعية التي يقوم عليها أي مجتمع إنساني ويستمد منها خصائصه المميزة له، حيث ترى الباحثة أن للأسرة الدور الكبير في تشكيل شخصيات الأفراد وسلوكياتهم، وأن عملية اتخاذ القرارات إحدى المقومات الأساسية والمهمة لبناء وتشكيل القوة داخل الأسرة، وترى الصديقي(١٩٨٨م) أن المجتمع السعودي قد تعرض لكثير من التغييرات الاقتصادية والاجتماعية في العقود الأخيرة بسبب الزيادة في الدخل القومي والفردي، وارتفاع المستويات المعيشية والانفتاح على العالم الخارجي، مما انعكس بدوره على خصائص الأسرة السعودية متمثلًا في ارتفاع المستوى التعليمي والاهتمام بتعليم الفتاة السعودية وخروج المرأة للعمل في بعض المهن المناسبة لها، مما أثر على مكانتها عامة بالمجتمع السعودي وتثبيت وجودها وكيانها، فأخذت الزوجة السعودية تشارك في اتخاذ بعض القرارات الأسرية.

وترى الباحثة أن القائمين والمشرفين على شؤون التربية والتعليم على مستوى عالي من الإدراك بأن النظام التعليمي من الأنظمة التي لها وزنها ومكانتها في المجتمع شأنه بشأن النظام الأسري، والذي يجعله يتأثر بمجموعة من الظروف والعوامل، والتي في مقدمتها العوامل النفسية والاجتماعية التي تواجه المعلم فتؤثر بشكل واضح في تمكين المعلم نفسيًا وشخصيًا واجتماعيًا، وبالتالي يتأثر أداؤه في العمل والأسرة سواءً تأثيرًا إيجابيًا أو سلبيًا، مما قد ينعكس عليه في نفسه وفي علاقاته مع أسرته والمحيطين به، والمتتبع لواقع مهنة التعليم في الوقت الحالي يجد أن هناك صعوبات جمة تعاني منها المعلمة، ولعل من أهمها من وجهة نظر الباحثة هي قضية الاغتراب، ويشير زعتر(١٩٨٩م) أن الاغتراب مشكلة إنسانية عامة، وأزمة معاناة للإنسان المعاصر، وإن اختلفت أسبابه ومظاهره ونتائجه من مجتمع لآخر ومن جيل لآخر، فهو يشير إلى حالة ذاتية وهو أيضًا شعور بعدم الانتماء ورفض الفرد للآخرين وللمجتمع الذي يعيش فيه، وقد يظهر الاغتراب في شكل انسحاب أي أن الشخص المغترب يفصل نفسه عن عادات وقيم ومعايير سلوك من حوله ومستوياتهم.

وتؤكد الباحثة طبيعية هذا الاغتراب وتفاصيله الدقيقة والذي يفرض تأثيرًا واضحًا على كل من يعيشه سواء أكان تأثيرًا إيجابيًا أو تأثيرًا سلبيًا، ويذكر (علي،٢٠٠٥م، ص٧٧) أن هناك مشكلات تكيفيه وهي المشكلات الاجتماعية التي تعيق الفرد في المجتمع الذي يعيش فيه والشعور بالغربة والحنين إلى الوطن، وعدم تقبل النظام القيمي للمجتمع، كما يشمل على عدم القدرة على تكوين أصدقاء لإقامة علاقات طيبة معهم، وعليه، ترى الباحثة أن هناك ضرورة بحثية لإجراء هذه الدراسة.

ولذلك حاولت الدراسة التعرف على أبعاد الدراسة من خلال صياغة مشكلة الدراسة في السؤال البحثي الرئيس التالي: ما علاقة التمكين النفسي باتخاذ القرارات الأسرية لدى المعلمات السعوديات المغتربات من محافظة الأحساء؟

وللإجابة عن السؤال البحثي الرئيس هناك عدة أسئلة فرعية، وهي:

-ما مستوى التمكين النفسي لدى المعلمات السعوديات المغتربات من محافظة الأحساء؟

-ما مستوى اتخاذ القرارات الأسرية لدى المعلمات السعوديات المغتربات من محافظة الأحساء؟

أما فروض البحث فتمثلت في الآتي:

-هل توجد فروق في التمكين النفسي لدى عينة الدراسة، تعزى لمتغير العمر؟

-هل توجد فروق في اتخاذ القرارات الأسرية لدى عينة الدراسة، تعزى لمتغير العمر؟

أهداف الدراسة:

الكشف عن العلاقة بين التمكين النفسي واتخاذ القرارات الأسرية لدى المعلمات السعوديات المغتربات من محافظة الأحساء.

-تحديد مستوى التمكين النفسي لدى المعلمات السعوديات المغتربات من محافظة الأحساء.

-تحديد مستوى اتخاذ القرارات الأسرية لدى المعلمات السعوديات المغتربات من محافظة الأحساء.

أهمية الدراسة:

-ارتباطها الوثيق بالأسرة وبالواقع الحالي لنظام وظروف عمل المرأة وهو مجال خصب للبحوث والدراسات.

-ندرة الدراسات التي تناولت هذه المتغيرات والعينة مجتمعة في المملكة العربية السعودية وذلك حسب علم الباحثة.

-الاستفادة من النتائج المتوقعة من الدراسة في تفعيل التمكين النفسي من قِبل وزارة التعليم والاستفادة من تطبيقاته في داخل الأسرة.

منهج الدراسة: المنهج الوصفي الارتباطي المقارن.

مجتمع وعينة الدراسة: يتمثل مجتمع الدراسة في جميع المعلمات السعوديات المغتربات اللاتي تم تعينهن خارج منطقة سكنهن (الأحساء) منذ بداية اغترابها وحتى عام 1438-1439هـ، وقد تعذر على الباحثة حصر عدد مجتمع الدراسة؛ وذلك لعدم وجود قسم خاص في وزارة الخدمة المدنية مختص في إحصاء عدد المعينات خارج الأحساء وأماكن تعيينهن.

مصطلحات الدراسة:

١-التمكين النفسي: كما عرفه كل من توماس، وفيلذويس “بوصفه نشاطًا دافعًا أصيلًا يظهر في أربعة عناصر (المعنى، الجدارة، حرية التصرف، .(Thomas& Veltheus, 1999,666) التأثير)”

تعرفه الباحثة إجرائيًا: بأنه الدرجة التي تحصل عليها المعلمات السعوديات المغتربات على مقياس التمكين النفسي من إعداد الباحثة.

٢-اتخاذ القرارات الأسرية: يعرفهاكل من فرج، وعبد السميح، والهلالي، وريحان (2005م) لاتخاذ القرارات الأسرية بأنها عملية تفكير مدرك في مواجهة مشكلة أو موقف ما في الحياة اليومية، وذلك لاختيار أنسب الطرق أو أفضل البدائل التي تتناسب مع قيم أفراد الأسرة ومواردهم المتاحة، وتعمل على تحقيق أهدافهم واستقرارهم الأسري.

تعرفه الباحثة إجرائيًا: بأنه الدرجة التي تحصل عليها المعلمات السعوديات المغتربات على مقياس اتخاذ القرارات الأسرية من إعداد الباحثة.

الإطار النظري: أولا: التمكين النفسي: يعرفه ملحم (2009م) التمكين من ناحية سيكولوجية على أنه “مفهوم تحفيزي يتمحور ويتمركز حول الدافعية عند الإنسان نحو الكفاءة والاقتدار، أي أنه يشكل دافعية لدى العاملين من أجل تحقيق مستويات عالية من الكفاءة والاقتدار”(ص٣٨).

مستويات التمكين النفسي: تشير الأبحاث الحديثة في مجال التمكين إلى وجود ثلاثة مستويات من التمكين، وهي كما ذكرها لانج ، وكيونيس فان ودي وايت (في مصطفى، 2015م)إلى:

-تمكين على مستوى الفرد: وهو التمكين النفسي الذي يركز على شعور الفرد الداخلي.

-تمكين على مستوى المؤسسات أو المنظمات: ويهتم بالتمكين في بيئة العمل، والعوامل التي توجد في بيئة العمل.

-تمكين اجتماعي: وهو ينظر إلى التمكين بأنه الذي يُبنى على تقاسم السلطة بين الأفراد (ص٢٤).

خطوات تنفيذ التمكين النفسي في المؤسسات التربوية: يرى البندر (في عاصم، والمصري، 2018م) أن تطبيق التمكين يمكن أن يتم من خلال الخطوات التالية:

-وضع الأهداف بطريقة تحفز الأفراد على تحقيقها وتعريفهم كيفية تحقيق تلك الأهداف، ثم تعريف الأفراد بكيفية الحصول على المواد اللازمة لتحقيق تلك الأهداف، وإزالة العوائق التي تحد من المشاركة والاتصال الفعال، حيث إظهار الثقة في قدرة المرؤوسين على تحقيق الأهداف واتخاذ القرارات، وزيادة الفرص المتاحة للمشاركة في اتخاذ القرارات المتعلقة بكافة جوانب المنظمة، وتدريب العاملين على التفكير الإبداعي وحل المشكلات لتحقيق نتائج أفضل(ص١٩٦).

نظريات التمكين النفسي: يشير ملحم (٢٠٠٩م) أنه خلال عام 1920م بدأ التركيز على الجوانب الإنسانية يتنامى ويؤثر في الفكر الإداري، فظهرت عدة نظريات تبدو في واقعها ثورة حقيقية على النظريات التقليدية السابقة التي لم تتعرض للجانب الإنساني، وإذا تعرضت للجوانب الإنسانية فبهدف زيادة الكفاءة والإنتاجية وليس بهدف الإنسان وتلبية رغباته وتنميته أو حل مشاكله، من هنا بدأت نظريات أخرى تنحو منحى آخر وهو الاهتمام بالجوانب الإنسانية، وهذه التوجهات تعتبر ذات علاقة مباشرة أو غير مباشرة بتمكين الإنسان ومنحه حرية ومشاركة أكبر (ص١٩)،ويؤكد ملحم (٢٠٠٩م) أن من أهم النظريات ذات التأثير الهام في الفكر الإداري الإنساني هي دراسات هوثورن وحركة العلاقات الإنسانية، نظرية الحاجات لماسلو، ونظرية X and Y لصاحبها دجلوس ماكقريقور (Douglas McGregor).

ثانيا: اتخاذ القرارات الأسرية: كما ذكر جابر، وكفافي(1990م) بأنها “القدرة على اتخاذ قرارات ذكية ومستقلة، وفي مجال الارشاد النفسي يهدف المرشد النفسي إلى اثرائها وتنميتها عند العميل(المسترشد)، فالمرشد والعميل يكتشفان ويقيِّمان المساقات العملية للفعل، آخذين في الاعتبار أهداف العميل”(ص867).

العناصر الأساسية للقرار: يرى عفيفي (199١م) أن العناصر الأساسية للقرار هي:

-عنصر المشكلة: حيث توجد مشكلة أو صعوبة تعترض الفرد، لذلك فإن إرادة الإنسان لا تتحرك نحو اتخاذ القرار إلا بوجود تلك المشكلة من جانبه.

-تعدد الحلول والبدائل: فالقرار لابد أن يكون وليدًا لعملية المفاضلة والموازنة الرشيدة والفعالة بين عدد من الحلول والبدائل المتاحة.

ولكي يتحقق ذلك يجب تعديل القرار وتطويره بما يتفق عقليًا مع الحل الأمثل للمشكلة التي يجابهها الفرد، وبما يحقق الهدف المطلوب(ص203).

أنواع القرارات في الأسرة: ذكر أجخرى (2008م) أننا نستطيع أن نعدد القرارات طبقًا لمجال نشاطها والأهداف التي تسعى لتحقيقها، فتكون في الشكل الآتي: القرارات من حيث الأهمية والتعقيد، القرارات وفقا لأسبابها ونتائجها، القرارات الفردية والجماعية، والقرارات طبقًا لمجال النشاط الملائم لها والأهداف التي تسعى لتحقيقها.

نظريات اتخاذ القرار: يقسم السلمي (في حبيب، 199٩م) المدارس الفكرية في عملية اتخاذ القرارات ويعرضها على النحو التالي:

-المدرسة الواقعية: تنظر هذه المدرسة إلى عملية اتخاذ القرارات بطريقة علمية وعملية في الوقت نفسه، وتعمد إلى اتخاذ القرارات في ضوء دراسة المشكلة الحالية والبدائل المتاحة أمام حل هذه المشكلة، وتكلفة كل بديل في ضوء الإمكانات المتاحة والظروف البيئية المحيطة.

– المدرسة الاستراتيجية: تنظر هذه المدرسة إلى كافة المواقف التي تمر بها المنظمة، وتعتبر أنه يجب النظر إلى كل موقف أو مشكلة داخل المنظمة في أثناء عملية المفاضلة بين البدائل المتاحة لاتخاذ القرار في ضوء الاستراتيجية العامة التي تنتهجها المنظمة، وبناءً على ذلك يمكن أن تتصف القرارات التي تصل إليها المنظمة أحيانا بعدم الرشد؛ نظرا لوجود متغيرات استراتيجية تلعب دورًا في ترجيح البديل الأمثل الذي يُتخذ بناءً عليه القرار(ص86).

المدرسة المختلطة: يشير المنيف (1977م) إلى وجود ثلاثة مداخل نظرية لاتخاذ القرار، حسب آراء كل من تشستر برنارد، وسايمون وكبنر، وتريجو، يتعلق كل منها بوجهات النظر، إما باستخدام المنطق والتحليل العلمي عند كل من سايمون، وكبنر، وتريجو أو بالتركيز على الحدس باستخدام الحكمة والتجارب الشخصية عند تشستر برنارد(ص7).

دراسات سابقة: يتناول هذا المحور عرضًا لدراسات سابقة ذات صلة بموضوع الدراسة وأهدافها، وحيث أنه لم توجد دراسات عربية أو أجنبية حسب-علم الباحثة – تناولت متغيري التمكين النفسي واتخاذ القرارات الأسرية، فسيتم عرض دراسات تناولت كل متغير وعلاقته ببعض المتغيرات الديموغرافية وهي في الآتي:

  • -دراسة المعجل، 2014م هدفت إلى التعرف على بعض العوامل المؤثرة على دافعية الإنجاز واتخاذ القرارات لربة الأسرة السعودية، وذلك وفقا للمنهج الوصفي، وقد أسفرت نتائج الدراسة إلى أن هناك علاقة ارتباطية دالة إحصائيا بين دافعية الإنجاز للزوجة ومشاركة ربة الأسرة في اتخاذ القرارات، كما أن هناك فروق دالة إحصائيا في درجة مشاركة المرأة السعودية في اتخاذ القرارات.
  • -دراسة سكوت وآن، ٢٠١٤م هدفت إلى التعرف على العوامل المؤثرة في التمكين النفسي للمعلمين، في مدارس مدينة كولومبوس، وفقا للمنهج الوصفي، وقد أشارت النتائج إلى أن التمكين النفسي لا يتصف بالثبات عبر العمر الوظيفي، ويمثل مستوى أقل في المراحل المبكرة والمتأخرة من الحياة الوظيفية للمعلمين.
  • -دراسة كوردزانجينيه، وجيرفاند،٢٠١٦م هدفا إلى فحص العلاقة بين التمكين النفسي والذكاء الروحي والرضا الزواجي لدى عينة من المعلمين والمعلمات في إيران واستخدمت الدراسة المنهج الوصفي، وقد أشارت النتائج إلى ارتباط موجب بين التمكين النفسي والذكاء الروحي.
  • -دراسة أبو النور، ومحمد، 2018م هدفت إلى التعرف على التمكين النفسي للمعلمين والمعلمات بمؤسسات التعليم قبل الجامعي بقطاعيه الحكومي والخاص في القاهرة، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفي، وقد أشارت النتائج إلى أنه توجد فروق بين أفراد العينة تعزى إلى متغير العمر ولكن هذه الفروق غير دالة، وهي لصالح مجموعة المعلمين أقل من (40) سنة مقارنة بالمجموعة أقل من (40) سنة.
  • -دراسة العتبيبي، 2018م هدفت إلى دراسة عمل المرأة وعلاقته باتخاذ القرارات الأسرية لدى بعض النساء العاملات في مدينة الرياض في ضوء بعض المتغيرات، وفقا لمنهج المسح الاجتماعي، وقد أسفرت نتائج الدراسة فيما يخص متغير العمر وعلاقته باتخاذ القرارات الأسرية عن عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية وذلك فيما يخص القرارات الاجتماعية والثقافية، أما القرارات الاقتصادية فقد أسفرت النتائج عن وجود فروق ذات دلالة إحصائية، وهي لصالح اللاتي أعمارهن من(34-30 سنة) مقارنة بالفئات أقل من (25) سنة، و من (25-29) سنة، و(35-39) سنة، وأكثر من (40) سنة.

التعقيب على الدراسات السابقة:

أوجه الاتفاق والاختلاف بين الدراسات السابقة والدراسة الحالية:

-منهج الدراسة: اتفقت جميع الدراسات السابقة مع هذه الدراسة فيالمنهج حيث استخدمت جميع الدراسات المنهج الوصفي باختلاف الأساليب.

– عينة الدراسة: اتفقت دراسة أبو النور، ومحمد، ٢٠١٨م، وكوردزانجينيه، وجيرفاند،٢٠١٦م، وسكوت وآن،٢٠١٤م مع الدراسة الحالية في عينة الدراسة وهي المعلمين، واختلفت دراسة العتيبي والمعجل عنها في ذلك.

– الموقع الجغرافي: اتفقت دراسة العتيبي، ٢٠١٨م، والمعجل،٢٠١٤م مع الدراسة الحالية في الموقع وهو المملكة العربية السعودية، واختلفت دراسة أبو النور، ومحمد، وكوردزانجينيه، وجيرفاند، وسكوت وآن في ذلك.

– النتائج: اتفقت دراسة أبو النور، ٢٠١٨م مع الدراسة الحالية في وجود فروق في التمكين النفسي في متغير العمر، واتفقت دراسة كوردزانجينيه، وجيرفاند،٢٠١٦م مع الدراسة الحالية في وجود علاقة بين متغيرات الدراستين، بينما اختلفت دراسة سكوت وآن، ٢٠١٤ مع الدراسة الحالية في مستوى التمكين النفسي حيث ذكرت دراسة سكوت وآن، ٢٠١٤ بأن مستواه أقل في المراحل المبكرة والمتأخرة من الحياة الوظيفية للمعلمين، وقد اتفقت دراسة العتبيبي، 2018م مع الدراسة الحالية في عدم وجود فروق في اتخاذ القرارات الأسرية فيما يخص القرارات الاجتماعية والثقافية واختلفت فيوجود فروق في اتخاذ القرارات الأسرية، وهي لصالح اللاتي أعمارهن من(34-30 سنة)، وأخيرا اتفقت دراسة المعجل، 2014م مع الدراسة الحالية في وجود علاقة بين متغيرات الدراستين ، واختلفت في وجود فروق في اتخاذ القرارات الأسرية في متغير العمر لدى دراسة المعجل، 2014م.

إجراءات الدراسة: تمثلت إجراءات الدراسة في الاطلاع على الإطار النظري للبحث وتحديد منهج البحث، ثم اختيار مجتمع وعينة البحث، وتصميم أداتي الدراسة وتقنينهما، وتوزيع الأداة على عينة البحث؛ لجمع وتحليل النتائج ومناقشتها واستخراج التوصيات. SPSS البيانات وتفريغها على برنامج

أدوات الدراسة:

الأداة الأولى: مقياس التمكين النفسي (إعداد الباحثة):

استخدمت الباحثة هذه الأداة لقياس أهداف الدراسة، وقد استفادت الباحثة من مقياس التمكين النفسي لسبرتزر Spreitzer,1995 في بناء أداتها، وذلكبالاعتماد على صورة المقياس الأصلية، حيث تكونت صورة المقياس الأصلية من أربعة أبعاد وهي (المعنى – الكفاءة – الاستقلالية الذاتية – التأثير)، وذلك بمجموع (12) عبارة، كل بُعد تمثله (3) عبارات.

الخصائص السيكو متريه للأداة:

أولًا: الصدق: تم التحقق من صدق المقياس عن طريق صدق المحكمين حيث تم عرضه على مجموعة من المحكمين والخبراء في المجال.

ثانيًا: الثبات: قامت الباحثة بحساب ثبات المقياس وذلك عن طريق:

معامل ألفا كرونباخ Cronbach’s Alpha، وطريقة التجزئة النصفية.

ويأتي تفصيلها في التالي: تم حساب الثبات لأبعاد المقياس والدرجة الكلية وفق ألفا كرونباخ Cronbach’s Alpha، وبطريقة التجزئة النصفية وفق معادلة سبيرمان براون Spearman –Brown Coefficient كما يبينها الجدول (١).

جدول (١) معاملات الثبات بطريقة ألفا كرونباخ والتجزئة النصفية(ن=30)

البعدعدد البنودألفا كرومباخالتجزئة النصفية
المعنى60.5740.493
الكفاءة70.8320.805
الاستقلالية الذاتية70.7910.765
التأثير60.8020.792
الدرجة الكلية260.9110.849

يُلاحظمن القيم في الجدول (١) أن المقياس يتمتع بدرجة مطمئنة.

ثالثا: الاتساق الداخلي:

تم حساب الاتساق الداخلي للمقياس من خلال حساب معاملات الارتباط بيرسونPearsonبين درجة كل بند والدرجة الكلية للبعد، ومعاملات الارتباط بين درجة كل بعد والدرجة الكلية للمقياس، ويوضح جدول (٢) و(٣) هذا الارتباط.

جدول (٢) معاملات الارتباط بين فقرات كل بعد والبعد الذي تنتمي إليه بعد حذف المفردة في مقياس التمكين النفسي(ن=30)

 بعد المعنىبعد الكفاءةبعد الاستقلالية الذاتيةبعد التأثير
رقم البندمعامل الارتباطرقم البندمعامل الارتباطرقم البندمعامل الارتباطرقم البندمعامل الارتباط 
1.571**7.674**14.755**21.777**   
2.543**  8.675**  15.787**  22.819**   
3.563**  9.658**  16.604**  23.472**   
4.606**  10.705**  17.652** .00024.540**   
5.609**  11.781**  18.781**  25.788**   
6.581**12.692**  19.449**  26.811**   
  13.766**20.623**   

جميع معاملات الارتباط دالة عند 0.01**

يُلاحظ من القيم في الجدول (٢) أن المقياس يتمتع باتساق داخلي مطمئن، كما تم حساب الاتساق الداخلي أيضا من خلال حساب معاملات الارتباط بين درجة كل بعد من الأبعاد المكونة لمقياس التمكين النفسي والدرجة الكلية للمقياس كما يبينها جدول (٣).

جدول (٣) معاملات الارتباط بين كل بعد من أبعاد مقياس التمكين النفسي والدرجة الكلية للمقياس(ن=30)

البعدمعامل الارتباط
المعنى.700**
الكفاءة.875**
الذاتية الاستقلالية  .874**
التأثير.855**

جميع معاملات الارتباط دالة عند 0.01**

يُلاحظ من الجدول (٣) أن معاملات الارتباط بين كل بعد والدرجة الكلية للمقياس كانت دالة عند مستوى دلالة 0.01، مما يدل على تمتع المقياس باتساق داخلي مطمئن.

الأداة الثانية: مقياس اتخاذ القرارات الأسرية (إعداد الباحثة):

أعدت الباحثة هذه الأداة لقياس أهداف الدراسة، حيث صممت الأداة مكونة من (42) عبارة، تم صياغتها بصورة مبدئية، موزعة على (5) أبعاد.

الخصائص السيكو مترية للأداة:

أولًا: الصدق: تم استخدام صدق المحكمين لحساب صدق المقياس وذلك بعرضه على عدد من المختصين والخبراء في المجال الذي يقيسه المقياس.

التحليل العاملي الاستكشافي: أسفر التحليل العاملي عن خمسة عوامل تشبع عليها (36) مفردة (بعد حذف البنود التي لم تتشبع تحت أي عامل) تشبعت تحت عواملها بعد التدوير، وبلغت قيمة التباين الكلي لها

 (٣٨.٠٣٤٪) أي فسرت 38% من التباين الكلي لعبارات المقياس وهي كمية مقبولة من التباين المفسر بواسطة هذه العوامل الخمسة ويبين جدولي (5) نتائج التحليل العاملي.

العاملرقم العبارةالجذر الكامنالتباين المفسر
محيط الأسرة١٨١١٢٧٢٩٣٦٣٧٣٨٢٦٣٠
٦٨.٥٦.٤٠.٤١.٤٢.٥٤.٥٧.٥٧.٥٧.٥٧.٤.٥٩١٢.٠٨
القرارات الاقتصادية٢٠٢٢٢٣٣٢٣٣٣٥١٢١٦١٧١٩٣.٥٥٩.٣٤
٦٦.٦٧.٧١.٦٠.٥٤.٦٦.٦٧.٧١.٦٠.٥٤.
القرارات الاجتماعية٤٥٦٩١٠١٤١٥١٨٢٨٣١٢١٢٥
٤٨.٦٠.٤٠.٤١.٥٨.٦٦.٤٤.٣٥.٤٧.٣٤.٤٨.٦٠.
الجذر الكامن٢.٥٢التباين المفسر٦.٦٥
المسؤولية الذاتية٢٣٧٢٤٢٦٣٠٣٥الجذر الكامنالتباين المفسر
٥٥.٥٧.٥١.٥٧.٥١.٤٢.٣٤.٢.٠٤٥.٣٦
عوامل مؤثرة١٢١٦١٧١٩٢١٢٥الجذر الكامنالتباين المفسر
٣٦.٤١.٤٨.٥٥.٥٤.٤١.١.٧٥٤.٦٠

من الجدولين (٤) نلاحظ أن التحليل العاملي بعد تدوير المحاور أسفر عن خمسة عوامل تشبع عليها (36) مفردة؛ وقبل التحليل العاملي كان عدد بنود المقياس (38) وتم حذف بندان لم تتشبع تحت أي عامل.

ثانيًا: الثبات:

قامت الباحثة بتقدير ثبات المقياس وذلك عن طريق معامل ألفا كرونباخ Cronbach’s Alpha، طريقة التجزئة النصفية Split half، ويأتي ذلك تفصيلا في التالي: تم حساب الثبات لأبعاد المقياس والدرجة الكلية وفق ألفا كرونباخ Cronbach’s Alpha، وبطريقة التجزئة النصفية وفق معادلة سبيرمان براون Spearman –Brown Coefficient كما يبينها الجدول (٥):

جدول (٥) معاملات الثبات بطريقة ألفا كرونباخ والتجزئة النصفية (ن=30)

البعدعدد البنودالفا كرونباخالتجزئة النصفية
الأول80.6950.672
الثاني50.7660.643
الثالث100.6840.71
الرابع70.3410.545
الخامس60.4310.522
الدرجة الكلية360.700.506

يُلاحظ من الجدول (٥) أن معامل الثبات ألفا كرونباخ كان مطمئنًا، حيث بلغت قيمته (٠.٧٠) في الدرجة الكلية، بينما معامل التجزئة النصفية كان متوسطًا حيث بلغت قيمته (٠.٥٠) وهذه القيم جميعها تعتبر مطمئنة مما يدل على تمتع المقياس بنسبة ثبات مطمئنة.

محيط الأسرةالقرارات الاقتصاديةالقرارات الاجتماعيةالمسؤولية الذاتيةعوامل مؤثرة
رقم البندمعامل الارتباطرقم البندمعامل الارتباطرقم البندمعامل الارتباطرقم البندمعامل الارتباطرقم البندمعامل الارتباط
1.59**  20.72**  4.44**  2.425**  12.43**  
8.61**  22.74**  5.53**  3.287**  16.49**  
11.52**  23.73**  6.47**  7.511**  17.48**  
27.58**  32.68**  9.53**  24.612**  19.21**  
29.54**  33.71**  10.57**  26.562**  21.53**  
36.515**       14.58**  30.533**  25.16*  
37.584**  15.531**  35.502**   
38.614**  18.523**   
 28.576**  
31.436**  

ثالثا: الاتساق الداخلي: تم حساب الاتساق الداخلي للمقياس بتطبيقه على عينة استطلاعية مقدارها (30) معلمة مغتربة، وذلك من خلال حساب معاملات الارتباط بيرسونPearson بين درجة كل بند والدرجة الكلية للبعد، ومعاملات الارتباط بين درجة كل بعد والدرجة الكلية للمقياس، كما يبينها جدول (٦) و(٧):

جدول (٦) معاملات الارتباط بين فقرات كل بعد والبعد الذي تنتمي إليه بعد حذف المفردة في مقياس اتخاذ القرارات الأسرية (ن=30)

جميع معاملات الارتباط عند مستوى الدلالة 0.01**

جميع معاملات الارتباط عند مستوى الدلالة 0.05*

يُلاحظ من الجدول (٦) أن جميع معاملات الارتباط بين درجة كل بند والدرجة الكلية للبعد كانت دالة عند مستوى الدلالة 0.01، ويُلاحظ من الجدول (٦) أن العبارة رقم (25) كانت عند مستوى دلالة 0.05وهي من عبارات البعد الخامس وقيمتها (0.16)، مما يدل على أن المقياس يتمتع باتساق داخلي مطمئن، كما تم حساب الاتساق الداخلي أيضا من خلال حساب معاملات الارتباط بين درجة كل بعد من الأبعاد المكونة لمقياس اتخاذ القرارات الأسرية والدرجة الكلية للمقياس كما يبينها جدول (٧).

جدول (٧) معاملات الارتباط بين كل بعد من أبعاد مقياس اتخاذ القرارات الأسرية والدرجة الكلية للمقياس(ن=30)

البعدمعامل الارتباط
القرارات في محيط الأسرة.752**
قرارات الأسرة الاقتصادية.469**
قرارات الأسرة الاجتماعية.635**
المسؤولية الذاتية في اتخاذ القرارات الأسرية.554**
عوامل مؤثرة في اتخاذ القرارات الأسرية.419**

جميع معاملات الارتباط دالة عند 0.01**

يُلاحظ من الجدول (٧) أن معاملات الارتباط بين كل بعد والدرجة الكلية للمقياس كانت دالة عند مستوى دلالة 0.01 مما يدل على صدق المقياس وأنه يقيس بنية واحدة وهي اتخاذ القرارات الأسرية.

المعالجة الإحصائية استخدمت الباحثة في هذه الدراسة الحزمة الإحصائية للعلوم الاجتماعية في تحليل البيانات للحصول على نتائج الدراسة، وذلك من خلال استخدام معامل الارتباط بيرسون ((Person Correlation،معامل الثبات ألفا كرونباخ (Alpha Cronbach’s)،التجزئة النصفية، المتوسط الحسابي والانحراف المعياري، التحليل العاملي الاستكشافي Expletory Factor Analysis، اختبار ت ((Independent Sample T testبين مجموعتين، اختبار ت (One Sample Test)، اختبار تحليل التباين (ANOVA)، و اختبار شيفيه (Scheffe) .

مناقشة نتائج الدراسة

نتيجة السؤال الأول، ونصه: “ما مستوى التمكين النفسي لدى المعلمات السعوديات المغتربات من محافظة الأحساء؟”

وللإجابة عن هذا السؤال كان لابد من حساب المتوسط الفرضي لدرجات المقياس، واستخراج المتوسط الحقيقي لدرجات المعلمات السعوديات المغتربات على المقياس، وحساب الفرق بين المتوسط الفرضي والمتوسط الحقيقي عن طريق (One Sample T Test) على مقياس التمكين النفسي.

ووفقًا لذلك فجدول (٨) يبين المتوسط الحقيقي، والمتوسط الفرضي، وقيمة ت ومستوى الدلالة لدرجات المعلمات السعوديات المغتربات في مقياس التمكين النفسي.

جدول (٨) المتوسط الحقيقي والفرضي وقيمة ت ومستوى الدلالة لدرجات المعلمات المغتربات في مقياس التمكين النفسي، (ن=162)

المتوسط الحقيقيالمتوسط الفرضيقيمة تمستوى الدلالةالدلالة
80.066517.9230.00دال

يُلاحظ من الجدول رقم (٨) أن المتوسط الحقيقي لدرجات المعلمات السعوديات المغتربات في مقياس التمكين النفسي يساوي (٨٠.٦٠)، وعند مقارنته بالمتوسط الفرضي للمقياس وهو (٦٥)، يكون المتوسط الحقيقي أعلى، وهو دال عند مستوى دلالة (٠.٠٠)، وبالتالي يمكن القول إن مستوى التمكين النفسي لدى المعلمات السعوديات المغتربات من محافظة الأحساء أعلى من المتوسط.

و تفسر الباحثة هذه النتيجة بناءً على ما هو ظاهر في المملكة العربية السعودية والتطورات السريعة التي شهدتها الدولة فيما يخص نظام الدولة ككل وما يخص المرأة تحديدًا، وهذا ما نراه واضحًا في رؤية 2030 وتوجيه اهتمامها بموضوع تمكين المرأة السعودية، حيث وضعت المرأة من الأولويات، وأكدت على مشاركتها الكاملة في سوق العمل حيث رفعت نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل من(22٪) إلى (30٪)، وتسعى إلى مساواتها بالرجل في كل الفرص الوظيفية التي تتوافق مع طبيعتها الأنثوية، من خلال استثمار طاقاتها وتمكينها من الحصول على الفرص المناسبة لبناء مستقبلها والإسهام في تنمية مجتمعها واقتصاده(المملكة العربية السعودية،2016م) ، وذكرت الراجح(2018م) أن المملكة العربية السعودية صادقت على المادة السابعة في اتفاقية عقدتها مع هيئة الأمم المتحدة بشأن حقوق الإنسان في المملكة حيث نصت المادة السابعة على: ” تتخذ الدول الأطراف جميع التدابير المناسبة للقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة في الحياة السياسية والعامة للبلد وبوجه خاص تكفل للمرأة حق المساواة مع الرجل في المجالات التالية، وذكر منها شغل الوظائف العامة، وتأدية جميع المهام على جميع المستويات الحكومية”، وعند هذه الفقرة أوضح التقرير أن نظام الخدمة المدنية والذي يرجع إليه توظيف المعلمات يتماشى مع هذه الفقرة من المادة السابعة في الاتفاقية، حيث أن للمرأة حق شغل الوظائف العامة في المملكة، وأن الجدارة هي أساس شغل الوظائف العامة في الدولة، هذا ما جعل المعلمة السعودية المغتربة تُقبل على العمل والاغتراب نظيرها بنظير الرجل تمامًا، فأصبحت بذلك تعمل معلمة في أي منطقة من مناطق المملكة بمستوى تمكين عالي.

نتيجة السؤال الثاني، ونصه: “ما مستوى اتخاذ القرارات الأسرية لدى المعلمات السعوديات المغتربات من محافظة الأحساء؟”

وللإجابة عن هذا السؤال كان لابد من حساب المتوسط الفرضي لدرجات المقياس، واستخراج المتوسط الحقيقي لدرجات المعلمات السعوديات المغتربات على المقياس، وحساب الفرق بين المتوسط الفرضي والمتوسط الحقيقي عن طريق (One Sample T Test) على مقياس اتخاذ القرارات الأسرية، ووفقًا لذلك فجدول (٩) يبين المتوسط الحقيقي، والمتوسط الفرضي، وقيمة ت ومستوى الدلالة لدرجات المعلمات السعوديات المغتربات في مقياس اتخاذ القرارات الأسرية.

جدول (٩) المتوسط الحقيقي والفرضي وقيمة ت ومستوى الدلالة لدرجات المعلمات المغتربات في مقياس اتخاذ القرارات الأسرية، (ن=162)

المتوسط الحقيقيالمتوسط الفرضيقيمة تمستوى الدلالةالدلالة
141.9610837.3430.00دال  

يُلاحظ من الجدول رقم (٩) أن المتوسط الحقيقي لدرجات المعلمات السعوديات المغتربات في مقياس اتخاذ القرارات الأسرية يساوي (١٤١،٩٦)، وعند مقارنته بالمتوسط الفرضي للمقياس وهو (١٠٨) يكون المتوسط الحقيقي أعلى، وهو دال عند مستوى دلالة (٠.٠٠)، وبالتالي يمكن القول إن مستوى اتخاذ القرارات الأسرية لدى المعلمات المغتربات من محافظة الأحساء أعلى من المتوسط، وهذا يبين أنهن يمارسن اتخاذ القرارات الأسرية بشكل معقول ومناسب.

يمكن تفسير هذه النتيجة نظرًا لما قدمته المملكة العربية السعودية من جهود فيما يخص توفير مطارات في معظم مناطق المملكة الأمر الذي سهّل عملية التنقل بين منطقة تعيين المغتربة ومنطقة سكنها، وأيضًا تعبيد الطرق وتوفير الرحلات اليومية بأوقات مختلفة وأسعار مناسبة في سكك الخطوط الحديدية والتي تربط بين الرياض مرورًا بالدمام وابقيق والهفوف، فضلًا عن باصات النقل الجماعي المصرحة من قبل الدولة والتي تنقل المعلمات المغتربات من مناطق مختلفة في المملكة بشكل أسبوعي، كل ما سبق سهّل عملية وصول المعلمة السعودية المغتربة إلى أهلها وبالتالي ساعد في مشاركتها في اتخاذ القرارات الأسرية مع أسرتها.

ويمكن تفسير هذه النتيجة من منطلق ما هو ظاهر في المجتمع السعودي من ترابط أسري وتعلق أفراد الأسرة الواحدة ببعضهم البعض، فالمجتمع السعودي كما يرى التويجري(2001م)، يدين أبناءه بدين الحق ويعملون بما أمر به الله ورسوله تحكم الحياة الأسرية فيه دعائم شرعية وسلوكية بين الأعم والأغلب من الأسر فيما يتعلق بصلة الرحم والتشاور بينهم وفقًا لما قال الله تعالى: {وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ}(سورة الإسراء:26)، وقوله تعالى: {وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ}(سورة الشورى:38)، فضلًا عن العلاقة المترابطة بين الأبناء ووالديهم، وبين الإخوة والأخوات، الأمر الذي يحتم على جميع أفراد الأسرة مشاركة فرد الأسرة المغترب بالعمل خارج منطقة في اتخاذ القرارات الأسرية وكأنه متواجد بينهم.

نتيجة السؤال الثالث، ونصه: “ما علاقة التمكين النفسي باتخاذ القرارات الأسرية لدى المعلمات السعوديات المغتربات من محافظة الأحساء؟”

وللإجابة عن هذا السؤالفقد تم حساب معامل الارتباط بيرسون Pearson Correlation بين درجات المعلمات السعوديات المغتربات من محافظة الأحساء في مقياس التمكين النفسي ودرجاتهن في مقياس اتخاذ القرارات الأسرية، كما يبينها جدول (١٠):

جدول (١٠) معامل الارتباط بيرسون بين درجات أفراد العينة في مقياس التمكين النفسي ودرجاتهن في مقياس اتخاذ القرارات الأسرية (ن=162)

معامل الارتباطمستوى الدلالةالدلالة
.301**0.00**دال

معامل الارتباط دال عند ٠.٠٠**

ويتضح من الجدول رقم (١٠) وجود علاقة ارتباطية موجبة بين التمكين النفسي واتخاذ القرارات الأسرية كما تعبر عنها درجات المعلمات السعوديات المغتربات من محافظة الأحساء على مقياسيّ التمكين النفسي واتخاذ القرارات الأسرية، إذ بلغت قيمة معامل الارتباط بينهما (٠.٣٠**)، عند مستوى دلالة (٠.٠٠**)

يمكن تفسير هذه النتيجة بناءً على طبيعة العلاقة الطردية التبادلية بين مفهومي التمكين النفسي واتخاذ القرارات والتي أسفرت النتائج عن وجودهما لدى عينة البحث بمستوى مرتفع، حيث يرى جوردن وتورنير (Gordon& Torner,2004) أن تقوية التمكين تتم من خلال تنمية الدوافع والراحة النفسية وحل المشكلات والتوجيه الذاتي واتخاذ القرار، فعملية اتخاذ القرار تتحقق بشكل اوتوماتيكي مع وجود التمكين النفسي لدى الفرد، فالتمكين النفسي يعمل بمثابة المظلة الكبيرة الذي يستظل تحت اتخاذ القرار والكثير من العمليات النفسية والتي تنمو من خلال الحوافز والمكافآت والعوامل الخارجية التي تقدمها البيئة الممكنة مثل (الدعم الاجتماعي)، مما يزيد من حماس و أمل الفرد في الوصول إلى أهدافه وتحقيق الرضا عن نفسه وعن حياته المهنية والأسرية.

ويمكن تفسير هذه النتيجة إلى أن المعلمة التي لديها مستوى تمكين عالي لديها قدرة أكبر على مواجهة الظروف المحيطة بها مهما بلغت حدتها، ويرى المغربي(2001م) أنه حتى يصل الفرد إلى مستوى تمكين مرتفع لابد أن يمر بعدة مراحل تتطلب توجهًا إداريًا مؤيدًا وبيئة داعمـة، ويتأكـد بزيادة الثقة الذاتية واستمرار دعم السلوك المطلوب بالحوافز المادية والمعنوية بما يسهم في تثبيت عملية التمكين ويكون ذلك مرورًا بمستويات التمكين المختلفة ابتداءً من المستوى الشخصي ووقوفًا على المستوى الاجتماعي، كل ذلك ساهم في تكوين مسؤولية ذاتية في اتخاذ القرارات الأسرية بشكل أقرب للطبيعي رغم ما تفرضه الظروف المحيطة بالمعلمة المغتربة من البعد عن الجو الأسري الطبيعي، وقلة الفرص المتاحة أمامها للتواصل المباشر مع أسرتها.

نتيجة السؤال الرابع، ونصه: “هل توجد فروق في التمكين النفسي لدى عينة الدراسة، تعزى لمتغير العمر؟”

وللإجابة عن هذا السؤال تم استخدام اختبار تحليل التباين الأحادي one – way anova (ANOVA) كما يبينها الجدول (١١):

جدول (١١) نتيجة اختبار تحليل التباين الأحادي (ف) لدلالة الفروق بين متوسطات درجات المعلمات تبعًا لمتغير (العمر) على مقياس التمكين النفسي(ن=162)

العمرنالمتوسطالانحراف المعياريفمستوى الدلالةالدلالة
عمر 24-307581.2810.346  3.227  0.042  دال  
عمر 31-376680.3610.013
عمر 38 فما فوق2174.7112.744
المجموع16280.0610.692

نلاحظ من الجدول (١١) وجود فروق ذات دلالة إحصائية في التمكين النفسي لدى عينة الدراسة تُعزى لمتغير (العمر)، حيث أن مستوى الدلالة يساوي (٠.٠٤٢).

 ولمعرفة اتجاه الفروق تم استخدام “شيفيه” كما يبينها جدول (١٢):

العمرالعمرفروق المتوسطاتالخطأ المعياريالدلالة
عمر 24-30عمر 31-370.9161.7800.876
عمر 38 فما فوق6.566*2.6040.044
عمر 31-37عمر 38 فما فوق5.6492.6420.105

جدول (١٢) اتجاه الفروق في متغير (العمر) على مقياس التمكين النفسي، (ن=١٦٢)

نلاحظ من الجدول (١٢) أن اتجاه الفروق كانت لصالح الفئة العمرية من عمر (٢٤-٣٠) سنة، عند مستوى دلالة يساوي (٠.٠٤).

ويمكن تفسير هذه النتيجة بناءً على السمات الشخصية لهذه الفئة العمرية والتي قد أنهت دراستها الجامعية حديثًا، وما تتميز به من حماس واقبال على العمل مع وجود الوفرة والحداثة في والمعلومات والأفكار مع والرغبة في اثبات الذات والذي يمثل الدافع إلى بذل المزيد من الجهد و المرونة وتقبل ظروف وضغوط العمل، ويمكن القول أنه ربما هذه الفئة العمرية الصغيرة لديها الرغبة في التغيير المصاحب للدافعية أكثر من الفئة العمرية الكبيرة وذلك وفقًا لما أشار إليه سافري ولوكس (Savery &Luks,2001p99) أن التمكين النفسي يتضمن الدافعية والاتجاه الإيجابي للعمل، وإدراك قيمة العمل والمسؤولية اتجاهه هذا مع وجود الإيمان بالقدرة على التأثير في بيئة العمل.

نتيجة السؤال الخامس، ونصه: “هل توجد فروق في اتخاذ القرارات الأسرية لدى عينة الدراسة، تعزى لمتغير العمر؟”

وللإجابة عن هذا السؤال تم استخدام اختبار تحليل التباين الأحادي one – way anova (ANOVA) كما يبينها الجدول (١٣):

جدول (١٣) نتيجة اختبار تحليل التباين الأحادي (ف) لدلالة الفروق بين متوسطات درجات المعلمات تبعًا لمتغير (العمر) على مقياس اتخاذ القرارات الأسرية

العمرنالمتوسطالانحراف المعياريفمستوى الدلالةالدلالة
عمر 24-3075141.4710.98    0.29    0.746    غير دال      
عمر 31-3766141.9811.47
عمر 38 فما فوق21143.6714.15
المجموع162141.9611.57

نلاحظ من الجدول (١٣) عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية في اتخاذ القرارات الأسرية لدى عينة الدراسة تُعزى لمتغير (العمر)، وذلك بالنسبة للدرجة الكلية لمقياس اتخاذ القرارات الأسرية (٠.٢٩) وهي عند مستوى الدلالة (٠.٧٤).

يمكن تفسير ذلك بالنظر إلى الخلفية التعليمية والتأهيل الأكاديمي الموحد لكافة المعلمات السعوديات المغتربات باختلاف فئاتهم العمرية، فجميعهن جامعيات وقد تلقين تأسيس أكاديمي، ومحتوى دراسي تربوي ونفسي قد يكون له الأثر في تأصيل اتخاذ القرارات لديهن، فضلًا عن كون هذه الوظيفة لا تحصل عليها الا الخريجات ذوات المعدلات المرتفعة، سواء في الجامعة أو في اختبارات القدرات، وكون أن هذه المعلمة استطاعت اجتياز الدراسة الجامعية والنجاح فيها واجتياز اختبارات القدرات والذي أعطاها الأولوية في الحصول على الفرصة الوظيفية فإنها بالكاد قادرة على اتخاذ قراراتها الشخصية والأسرية بشكل جيد، فالتعليم كما يرى برنوطي(2001م) يمنح الفرد المعارف والمؤهلات العامة لتحسين قدرات الفرد بشكل عام.

وقد تفسر هذه النتيجة أيضًا وفقًا للوضع الراهن في المجتمع السعودي والذي بدأ يُبرز مفاهيم جديدة حول المرأة وتمكينها سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا والذي عنت به رؤية 2030 ، حيث أخذت هذه المفاهيم بالتداول والانتشار في المجتمع السعودي ووسائل التواصل الاجتماعي حتى أصبحت مطلبًا وقوة داعمة للنساء، وقد عزز هذا المفهوم الوعي المجتمعي وارتفاع معدلات التعليم والعمل في المجتمع عامةً ولدى النساء خاصةً، حتى أصبح من حق المرأة الانضمام لمقاعد مجلس الشورى السعودي وذلك وفقًا لما نشره موقع العربية(2013م) للمرسوم الملكي بتعيين 20% من مقاعد مجلس الشورى السعودي للنساء من دون النظر إلى عمرها، فإن كانت هذه الدولة العريقة داعمة ومعززة لدور المرأة في المشاركة في اتخاذ القرارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية على مستوى دولة ومجتمع كامل، فإنه بالكاد سيعود إيجابًا على شخصية المرأة وسيعزز دورها الشخصي في مجتمعها الصغير وأسرتها وسيساعد في قدرتها على المشاركة في اتخاذ القرارات الأسرية، وتؤكد عبدالرحيم(٢٠١٢م) أن المجتمع السعودي خلال هذه السنوات ومنذ بداية عام (2000م) وحتى الآن يعيش تطورًا ملحوظًا في تعزيز البيئة المناسبة لتفاعل المرأة في مختلف ميادين الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

التوصيات ومن خلال النتائج التي ظهرت بها الدراسة، تعرض الباحثة العديد من التوصيات، وهي:

-إعداد وتنظيم البرامج التدريبية التي تهدف إلى تأكيد التمكين النفسي لدى المعلمات السعوديات المغتربات؛ لما للتمكين النفسي من أثر في زيادة شعور المعلم بالرضا والإقبال على العمل والإنتاجية، وذلك من خلال وزارة التعليم وبالتعاون مع مركز التدريب التربوي الخاص بإدارة كل منطقة.

-إعداد برامج لتأكيد الأداء المهني للمعلمين في ضوء مهارات وأساليب اتخاذ القرار وجعلها أحد شروط الحصول على رخصة مزاولة مهنة التدريس للمعلمين الجدد، وشرط الحصول على الترقية للمعلمين القدامى.

-تأهيل وتدريب كوادر مهنية قادرة على تقديم الاستشارات اللازمة للمعلمات السعوديات المغتربات في كافة المجالات المختصة بالحياة والعمل؛ وذلك لتعزيز الصحة النفسية والأدائية للمعلمات السعوديات المغتربات.

المقترحات

-علاقة التمكين النفسي بالقدرة على التكيف مع المواقف الحياتية الضاغطة لدى المعلمات السعوديات المغتربات من محافظة الأحساء.

-علاقة اتخاذ القرارات الأسرية بتمكين المرأة السعودية لدى عينة من النساء العاملات والغير عاملات في محافظة الأحساء.

المراجع العربية:

  1. 1. -أبو النور، محمد، ومحمد، هناء. (2018م). التمكين النفسي للمعلمين والمعلمات بمؤسسات التعليم قبل الجامعي بقطاعيه الحكومي والخاص. مجلة دراسات الطفولة، مصر، 21(78)، 127- 138.
  2. -برنوطي، سعاد. (2001م). إدارة الموارد البشرية. الأردن: دار وائل للطباعة والنشر.
  3. -التويجري، محمد. (2001م). الأسرة والتنشئة الاجتماعية في المجتمع العربي السعودي. الرياض: مكتبة العبيكان.
  4. -حبيب، عبد الكريم. (1999م). سيكولوجيا صنع القرار. القاهرة: مكتبة النهضة المصرية.
  5. -جابر، جابر، وكفافي، علاء الدين. (1990م). معجم علم النفس والطب النفسي، القاهرة: دار النهضة العربية.
  6. -الحجاجي، نائلة. (2010م). المشكلات التربوية والاجتماعية لاغتراب المعلمات في بعض قرى محافظة الليث. رسالة دكتوراة غير منشورة، كلية التربية، جامعة أم القرى، مكة المكرمة.
  7. 7. -الراجح، شريفة. (2018م). المرأة السعودية في التعليم العالي الواقع والمأمول. الكويت: دار المسيلة للنشر والتوزيع.
  8. -زعتر، محمد. (١٩٨٩م). بعض سمات الشخصية وعلاقته بالاغتراب النفسي لدى الشباب الجامعي. رسالة دكتوراه غير منشورة، جامعة الزقازيق، مصر.
  9. -شاهين، هيام. (2015م). التمكين النفسي والاحتراق النفسي المهني لدى معلمي التربية الخاصة، مجلة العلوم التربوية، كلية التربية، جامعة عين شمس، مصر، 23(2) 267- 312.
  10. -الشميمري، عبد الرحمن، وهيجان، عبد الرحمن، وغنام، بشرى. (2014م). مبادئ إدارة الأعمال. الرياض: مكتبة العبيكان للنشر.
  11. -الصديقي، هدى. (١٩٨٨م). دور المرأة السعودية في اتخاذ القرارات الأسرية في مدينة الرياض، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة الملك سعود، الرياض.
  12. -الصويان، نورة. (2001م). أثر عمل الزوجة على مشاركتها في القرارات الأسرية (دراسة مقارنة لعينة من الزوجات العاملات وغير العاملات في مدينة الرياض). رسالة ماجستير غير منشورة، كلية الدراسات العليا، جامعة الملك سعود، الرياض.
  13. عاصم، طارق ۏ المصري، إيهاب. (2018م). القيادة الإدارية والتمكين الإداري. القاهرة: المكتب العربي للمعارف.
  14. -عبد الجليل، زينب، ۏالزهراني، نورة. (2011م). الاستقرار الأسري وعلاقته بأساليب اتخاذ القرارات بالأسرة السعودية. مجلة بحوث التربية النوعية، جامعة المنصورة، مصر، (21)، 408-437.
  15. -عبد الرحيم، آمال (2012م). المرأة السعودية والمشاركة في صنع واتخاذ القرار (اتجاه الطالبة الجامعية السعودية نحو تمكين المرأة من المشاركة في صنع واتخاذ القرار)، مجلة شؤون اجتماعية، 123 ،53-9. زيارة الموقع 25-7-2019م، مسترجع من:https://platform.almanhal.com/Files/2/73044
  16. -علي، بشرى. (٢٠٠٥م). الاغتراب النفسي لدى ا العتيبي، ريم. (2018م). عمل المرأة وعلاقته باتخاذ القرارات الأسرية لدى بعض النساء العاملات في مدينة الرياض في ضوء بعض المتغيرات. مجلة البحث العلمي في التربية، مصر، 3(19)، 587- 643.
  17. -عفيفي، مصطفى. (1991م). مبادئ أصول علم الإدارة العامة. الإمارات العربية المتحدة: كلية شرطة دبي.
  18. -فرج، لورا والهلالي، الهلالي وريحان، الحسيني، وعبد السميح، أيريني. (2005م). المستوى الاجتماعي والاقتصادي وتأثيره على أسلوب اتخاذ القرارات الأسرية، مجلة بحوث التربية النوعية بجامعة المنصورة، (6)، 293-222.
  19. -مصطفى، منال. (2015م). مناصرة الذات وتصورات الطالبات للفصول العادلة كتغيرات تنبؤية بالتمكين النفسي لطالبات الجامعات، مجلة كلية التربية، مصر، جامعة القاهرة، (162) ،11 -82.
  20. -المعجل، وفاء. (2014م). دراسة لبعض العوامل المؤثرة على دافعية الإنجاز واتخاذ القرارات لربة الأسرة السعودية. مجلة كلية التربية، مصر، 25(97)، 39- 71.
  21. -المغربي، عبد الحمید. (2001م). تمكین العاملین في المصالح الحكومیة ومنظمات القطاع الخاص دراسة تطبيقية على المنظمات العاملة بمحافظة دمياط. المجلة العلمية للتجارة والتمويل، مصر، جامعة طنطا، (1) ،42-1.
  22. -ملحم، يحيى. (2009م). التمكين كمفهوم إداري معاصر. القاهرة: المنظمة العربية للتنمية الإدارية.
  23. -المملكة العربية السعودية. (2016م). رؤية المملكة العربية السعودية 2030. مسترجع من: https://vision2030.gov.sa/
  24. -المنيف، إبراهيم. (19٧7م). المفاهيم العامة والأسلوب المنهجي في اتخاذ القرارات. مجلة الإدارة العامة بالرياض، 13(20)، 7.
  25. 25. -موقع العربية. (2013م). النساء يدخلن مجلس الشورى السعودي لأول مرة في التاريخ. زيارة الموقع 23-7-2019م، مسترجع من: https://www.alarabiya.net/ar/saudi-today/2013/01/11/%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B3%D8%A7%D8%A1-%D9%8A%D8%AF%D8%AE%D9%84%D9%86-%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%88%D8%B1%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A-%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84-%D9%85%D8%B1%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE#.

المراجع الأجنبية

  1. 1. Kordzangeneh,Z & Jayervand, H. (2016). Relationship between psychological empowerment and spiritual intelligence with marital satisfaction in female and male teachers in ahvaz. Asian Social Science,12(6),132-139.
  2. Savery, L& Luks, J. (2001). The Relationship between empowerment job satisfaction and reported street levels. Leadership& Organization Development Journal,22(3),97-104.
  • 3. Scott, I & Elizabeth, A. (2014) k-12 Urban teachers’ perceptions of psychological empowerment, unpublished doctoral dissertation, faculty of the department of educational, university of Minnesota,U.S.A.
  • 4. Thomas, K& Velthouse, B. (1999). Cognitive elements of empowerment: An interpretive model of intrinsic task motivation, Academy of Management Review, 15(4).666-681.

قيم البحث الأن

راجع البحث قبل التقييم

راجع البحث قبل التقييم

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !

حوراء عبد الله محمد الدوغان

باحثة- جامعة الملك فيصل- المملكة العربية السعودية

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتًا
التقيمات المضمنة
عرض كل التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا الأن
1
هل تحتاج الي مساعدة او نشر بحثك !
Scan the code
مجلة scp الماليزية
مرحبا
كيف استطيع مساعدتك !