تأثير الأنماط القيادية في إدارة الأزمات دراسة حالة على جامعة أم القرى
إعداد الطالبات:
أحلام سعود الريشي آلاء حسن القثامي
أمل محمد اللبدي هنوف حميد المغربي
إشراف:
د. هناء جزاء العتيبي
أستاذ مشارك في كلية إدارة الأعمال
العام الجامعي 1442هـ – 2020م.
معرف الوثيقة الرقمي : 202135
الملخص
يعيش العالم مرحلة حرجة تموج بالتطورات المتسارعة والتغييرات المتلاحقة نتيجة للانفجار المعرفي وثورة المعلومات والاتصالات، وتلعب فيها الجودة والتميز الدور الحاسم في النجاح، ومن هذا المنطلق فإن المؤسسات بمختلف أنواعها ينبغي عليها اللحاق بركب الدول المتقدمة وترك التمسك بالنماذج الإدارية التقليدية، والاتجاه نحو تطبيق المفاهيم والأساليب الإدارية الحديثة للتوافق مع العالم الخارجي.وتُعد القيادة التعليمية الفعالة من أهم الركائز الأساسية لنجاح النظام التعليمي في تحقيق الأهداف المرجوة منه، وللتأكد من جودة المؤسسة التعليمية وكفاءتها وجودة مخرجاتها، يُنظر أولاً إلى قيادتها وما يتوافر لديها من قدرات وإمكانات ووعي متكامل للأدوار المطلوبة منها ولدور المؤسسة التعليمية في المجتمع، ويُخطئ من يظُن أن قيادة المؤسسات التعليمية سهلة ومُيسرة أو أن ظروفها تتشابه مع غيرها من المؤسسات الأخرى
تناول البحث تأثير الأنماط القيادية في إدارة الأزمات دراسة حالة على جامعة أم القرى ومن خلاله تم تأثير النمط القيادي الحديث المتمثل بالنمط القيادي “التحويلي والتبادلي” في ادارة الازمة في المنظمات اعتمادا على قدرتها في التكيف لشتى المواقف والأزمات بما ينعكس إيجابياً على المنظمة والمجتمع. وبناء على ذلك يهدف البحث قياس مدى تأثير متغير النمط القيادي الحديث في إدارة الأزمة حيث ان القيادة هى أساس العملية الإدارية ومفتاحها، وذلك لأنها تسري في جوانب العمليات الإدارية كلها فهي تجعل الإدارة أكثر ديناميكية، وتعمل كأداة لتحقيق أهدافها، فالقيادة أمر لا غني عنه لترشيد سلوك الأفراد وتنمية قدراتهم وتنسيق جهودهم وتنظيم أمورهم وتوجيههم الوجهة الصحيحة من أجل تحقيق الأهداف المنشودة، وعلى هذا تكون القيادة ضرورية لأي عمل ناجح في أي مؤسسة؛ وذلك لأنها تحفز الأفراد على العمل الجاد والكفاح من أجل تحقيق هذه الأهداف، لذا فهي عملية تأثيرية تحدث ما بين القائد وتابعيه وانطلاقاً من الأهمية البالغة والدور الحيوي للقيادة للارتقاء بالمؤسسة والنهوض بها بمختلف مستوياتها ومجالات عملها، فهي الأداة القادرة على صنع المستقبل وتجويده
الكلمات المفتاحية : الأنماط القيادية – ادارة الازمات
Abstract
The world is experiencing a critical phase، rippled with rapid developments and successive changes as a result of the knowledge explosion and the information and communication revolution، in which quality and excellence play a decisive role in success، and from this standpoint، institutions of all kinds should catch up with developed countries and leave adherence to traditional administrative models، and the trend towards applying administrative concepts and methods Modern for compatibility with the outside world.Effective educational leadership is one of the most important pillars of the success of the educational system in achieving its desired goals، and to ensure the quality، efficiency and quality of the outputs of the educational institution، first consideration is given to its leadership and the capabilities، capabilities and integrated awareness of the required roles of it and the role of the educational institution in society، and whoever thinks The leadership of educational institutions is easy and convenient، or that their conditions are similar to other institutions
The research dealt with the impact of leadership styles in crisis management، a case study on Umm Al-Qura University، and through it، the influence of the modern leadership style represented by the “transformative and reciprocal” leadership style in crisis management in organizations depending on their ability to adapt to various situations and crises in a way that reflects positively on the organization and society. Accordingly، the research aims to measure the extent of the influence of the modern leadership style variable in managing the crisis، as leadership is the basis and key of the administrative process، because it applies to all aspects of administrative processes، it makes management more dynamic، and acts as a tool to achieve its goals. Individuals، developing their capabilities، coordinating their efforts، organizing their affairs and directing them in the right direction in order to achieve the desired goals، and accordingly leadership is necessary for any successful work in any organization; This is because it motivates individuals to work hard and strive to achieve these goals، so it is an influential process that occurs between the leader and his followers and based on the critical importance and the vital role of leadership to advance the institution and its various levels and fields of work، as it is the tool capable of making and improving the future.
Key words: Leadership Styles – Crisis Management
المقدمة
يعيش العالم اليوم في دوامة وسلسلة من الأزمات التي تعصف وتهدد استقرار المنظمات والأفراد في مختلف المجالات ويبرز هنا دور القيادة الفعالة والقادرة على العمل بروح الفريق لتجاوز هذه الأزمات ومواجهتها وإدارتها والتغلب عليها من خلال اتخاذ قرار صحيح في الوقت المناسب وبسرعة.
وتتطور الأزمات منذ قديم الزمان، لأنها أصبحت في العصر الحديث جزء من حياتنا، وقد تنعدم المعرفة في كيفية إدارة الأزمات والحد من آثارها السلبية مما يعمق الأزمة ويعقدها لتكون أشد تدميرًا.
وتمثل إدارة مخاطر الكوارث والأزمات تحديات عالمية يمكن استثمارها وتحويلها لفرص يمكن أن تُساهم في التنمية الوطنية للدولة التي تتعرض للأزمات، وبدأت تعي الدول ضرورة وأهمية التخطيط الفعال وتطوير الأفكار المرتبطة بالخطط الوطنية وخطط المنظمة وخطط الحد من مخاطر الأزمات لحماية المنظمة والمجتمع من الخسائر المادية والبشرية والمادية الفادحة.
ويؤكد لنا الواقع أن الكثير من القيادات العليا ومتخذي القرارات يعتمدون على أسلوب الإدارة بمبدأ رد الفعل وليس المبادرة والمبادأة بسبب ضعف المعرفة والعلم والمهارة في كيفية إدارة الأزمات مما يجعل الأزمات أشد عمقًا وأكثر تعقيدًا وأكثر تدميرًا لذا فإن القيادات العليا بحاجة ماسة وضرورية لتشكيل منظومات متكاملة على أسس علمية للتعامل مع الأزمات بمبدأ المبادأة والمبادرة والحد من خسائرها (محمد محمد المغير ومحمد عبد الحميد وهبة عز الدين، 2018).
الإطار العام للبحث
تمهيد
لاشك أن القيادة تمثل المحرك الرئيس في حياة الأفراد والأمم والشعوب، فهي ظاهرة اجتماعية نلمس آثارها في مختلف مناحي الحياة، في المؤسسات والأندية، والمصانع والشركات ومن دونها لا يمكن تحقيق الأهداف سواء كانت مادية أو معنوية، لذا يمكن القول بأن القيادة تعد هامة وضرورية لجميع المؤسسات العامة والخاصة على حد سواء من أجل تحقيق التقدم والتطور والنمو، كما أنها تحتل مكانه كبرى في المجال التعليمي على وجه الخصوص؛ لأنها تهتم بإعداد الإنسان وتنميته من جميع الجوانب: الجسمية والعقلية والاجتماعية والأخلاقية والنفسية؛ لكي يكون قادرا على مواصلة حياته العملية فيما بعد
أولًا: الدراسات السابقة:
فيما يلي عرض للدراسات السابقة وترتيبها من الأحدث إلى الأقدم وتقسيمها إلى ثلاث محاور:-
- المحور الأول: الدراسات السابقة عن إدارة الأزمات
- المحور الثاني: الدراسات السابقة عن الأنماط القيادية
- المحور الثالث: الدراسات السابقة التي ربطت بين القيادة وإدارة الأزمات
المحور الأول: الدراسات السابقة عن إدارة الأزمات
- دراسة (محمد دخيل الله الهاجري، 2020)
هدفت الدراسة إلى التعرف على واقع إدارة الأزمات بمداس المرحلة المتوسطة بمنطقة الفروانیة التعليمية بدولة الكویت من وجهة نظر المعلمين العاملين بها من الجنسين، واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي المسحي التحليلي، والاستبانة كأداة للدراسة، وتم اختیار عینة عشوائیة تكونت من (212) معلمًا ومعلمة،
وتوصلت الدراسة إلى وجود ضعف في إدارة الأزمات التعليمية بمدارس المرحلة المتوسطة من قبل العاملین بها، عدم فعالية فرق التدخل السریع بإدارة الأزمات داخل المدارس عند حدوث الأزمة أو بعدها، ونقص عقد الدورات التدريبية وورش العمل بالمدارس التي تهتم ببیان أهمیة وكیفیة إدارة الأزمات المدرسیة وطرق التعامل معها والاستفادة منها، ضعف الاهتمام بتوزيع المهام والأدوار والمسؤوليات على أعضاء فریق إدارة الأزمات قبل وأثناء حدوث الأزمة. وأوصت الدراسة بضرورة الاهتمام بتدريب العاملین بالمدارس على كیفیة مواجهة الأزمات المدرسیة وطرق التعامل معها، إعداد فرق عمل خاص بالمدرس متخصص بإدارة الأزمات المدرسیة وتعرف كل واحد من أعضاء الفریق بالمهام التي یقوم بها من خلال التدریب وعمل ورش العمل بین المدارس ومؤسسات الدولة (المطافئ، الاسعاف، الشرطة، الدفاع المدني) لتحقیق الاستفادة الكاملة من تفعیل إدارة الأزمات وتطبیقها بالمدارس عند حدوث الأزمة داخل المدرسة لمختلفة. ضرورة وضع قاعدة بیانات لإدارة الأزمات المدرسیة للاستفادة من التجارب السابقة لحل الأزمات المدرسیة التي قد محتمل تحدث مستقبلاً.
المحور الثاني: الدراسات السابقة عن الأنماط القيادية
- دراسة (فاطنة قهيري، 2019)
هدفت الدراسة إلى تحليل أثر الأنماط القيادية الحديثة على جودة الحياة الوظيفية في ظل وجود العدالة التنظيمية كمتغير وسيط بمديرية توزيع الكهرباء والغاز بولاية الجلفة.
وتوصلت الدراسة في جانبها النظري، إلى أن الأنماط القيادية الحديثة تتمثل بشكل أساسي في نمطين هما: القيادة التبادلية التي تعتمد على تبادل شيء له قيمة للقادة والمرؤوسين، ويعتمد القادة في ذلك على المكافآت والعقوبات، والقيادة التحويلية التي تعبر عن التغير في مفهوم التأثير الذي بنيت عليه القيادة والمشاركة في عملية القيادة بين القائد من لأعلى مستويات الإنتاجية، ويقوم من خلاله القائد بالتأثير الإلهامي على المرؤوسين والارتقاء، وإشعارهم بأهمية مساهمتهم بتحقيق أهداف المؤسسة.
المحور الثالث: الدراسات السابقة التي ربطت بين القيادة وإدارة الأزمات
- دراسة (سناء محمد، 2020)
هدفت الدراسة إلى التعرف على أهمية التخطيط للقيادات الإدارية عند مواجهة الكوارث والأزمات، والتعرف على مبادئ ومهارات التخطيط التي تلتزم بها القيادات الإدارية في مراحل مواجهة الأزمة (قبل، أثناء، بعد الأزمة) وتم اختيار وزارة النقل والمواصلات نظرًا لتعدد الأزمات والكوارث التي تواجهها سواء كوارث طبيعية مثل الزلازل والسيول والفيضانات أو حوادث الطرق والقطارات. واعتمدت هذه الدراسة على المنهج الوصفي ومنهج المسح الاجتماعي، وذلك باستخدام استمارة استبيان للمسئولين من إعداد الباحثة، طبقت على المسئولين بوزارة النقل والمواصلات من رؤساء الإدارات المركزية والمهندسين والفنيين العاملين بإدارة الازمات والكوارث.
وتوصلت الدراسة إلى مجموعة من المقترحات اللازمة لممارسة القيادات الإدارية للوعي التخطيطي عند مواجهة الكوارث والأزمات في وزارة النقل والمواصلات.
- دراسة (فتيحة بوداني، 2018)
هدفت الدراسة إلى التعرف على مدى إدراك القائد لطبيعة الأزمات وأسباب كل أزمة وتحديد نوعها، بالإضافة إلى الوقوف على الدور الذي يلعبه القائد في إدارة الأزمات الإدارية، وضبط المفاهيم لمنع الخلط بين الأزمة وبعض المفاهيم المشابهة لها كالمشكلة والوقعة بالإضافة إلى فيما يخص موضوع الدراسة، وكذلك تحديد الخصائص الشخصية وأهم الوظائف للقائد الإداري في التنبؤ بالأزمات وتجنب حدوثها، تحديد الخصائص الشخصية للقيادي الفاعل في مواجهة الأزمات الإدارية ومعرفة التحديات التي تواجه القيادي في كبح الأزمات الإدارية .
وتوصلت الدراسة إلى للقائد الفعال دورًا كبيرًا في إدارة الأزمات والحد من آثارها السلبية .
- دراسة (سامي بشير أبو رمان، 2016)
هدفت الدراسة إلى الكشف عن مستوى ممارسة القيادة التحويلية والاستعداد لإدارة الأزمات في شركتي البوتاس العربية، ومناجم الفوسفات الأردنية، بالإضافة إلى معرفة أثر ممارسة القيادة التحويلية بأبعادها المختلفة في الاستعداد لإدارة الأزمات في هاتين الشركتين، واعتمدت هذه الدراسة على قائمة الاستقصاء بغرض جمع البيانات وتكونت عينة الدراسة ( 359 ) عاملاً وعاملةً في شركتي البوتاس العربية، ومناجم الفوسفات الأردنية، تم اختيارهم بأسلوب العينة العشوائية البسيطة.
وتوصلت الدراسة إلى أن مستوى ممارسة أبعاد القيادة التحويلية بشكل عام وفي المراحل المختلفة يقع ضمن المستوى المتوسط باستثناء بُعد التأثير المثالي والذي وجد أنه يُمارس بمستوى مرتفع، كما أن مستوى الاستعداد لإدارة الأزمات جاء بمستوى متوسط. كما أظهرت أن ممارسة القيادة التحويلية تفسر ما نسبته ( 64.1 %) من الاستعداد لإدارة الأزمات، وأن أكثر أبعاد القيادة التحويلية تأثيراً في الاستعداد لإدارة الأزمات، هو بُعد التمكين، يليه في التأثير بُعد الاعتبار الفردي ثم بُعد الاستثارة الفكرية. وأوصت الدراسة بضرورة تشجيع الإدارات العليا في شركتي البوتاس العربية، ومناجم الفوسفات الأردنية على تبنّي نمط القيادة التحويلية بأبعادها الخمسة، لأن تطبيقها يؤدي إلى نجاح مواجهة الأزمات، مما يرفع من مستوى التنافسية لهاتين الشركتين.
- دراسة (Shadraconis، 2013)
هدفت الدراسة إلى اعتماد نموذج القيادة الذي يلبي احتياجات البيئة المتغيرة ويحقق الاستدامة والنجاح في الأجل الطويل، والتعرف على نمط القيادة التحويلية، بالإضافة إلى التعرف على قدرة هذه القيادة وأثرها في توجيه المنظمة التي تعاني من أزمة، والتعرف على أسباب حدوث إخفاقات تنظيمية كبيرة مرت بها عدد كبير من منظمات الأعمال،
وتوصلت الدراسة إلى أن القائد بمفرده لا يستطيع إدارة الأزمة وذلك بسبب تعقيدها ولكن يجب وضع حل يتضمن مشاركة الآخرين الذين هم تحت ضغط حالة الأزمة، وتوصلت أيضًا إلى أن هناك علاقة بين القيادة والذكاء في إيجاد حلول مبتكرة لمعالجة الأزمة وإدارتها بكفاءة وفعالية.
- دراسة (Kapucu،2012)
هدفت الدراسة إلى تقديم إطار مفاهيمي للقيادة في إدارة الأزمات والكوارث وحالات الطوارئ والتي يمكنها التقليل والحد من الأضرار البشرية والمادية والمعنوية.
وتوصلت الدراسة إلى تقديم نظرة عامة على الكفاءات القيادية والخصائص القيادية اللازمة لإدارة الأزمات والكوارث، وفقًا للظروف البيئية، والمنظمات التي يقودونها، ونطاق الأزمة والكارثة حيث أكدت أن القيادة هي أهم عناصر نجاح إدارة الأزمات والطوارئ والكوارث من خلال القيادة قبل وأثناء وبعد الأزمة والكارثة وكل مرحلة تتطلب مهارة مختلفة من القائد تحتاج إلى صفات وخصائص مختلفة. وأوصت الدراسة بضرورة تمتع القيادات الموكل لها إدارة الأزمات والكوارث بالسمات والكفاءات التالية :الحسم، المرونة، والإعلام، وادارة الإبداع والابتكار، وتخطيط وتنظيم العاملين، والقدرة على التحفيز، وإدارة وبناء فرق العمل متعاون ومترابط ومتكامل، واتخاذ القرار السليم في القوت المناسب، كما أوصت بضرورة تعديل نظام إدارة الأزمات والكوارث، وزيادة الإمكانات المادية والبشرية لها، والاهتمام بعمليات التنسيق بين المؤسسات المعنية.
- دراسة (Irwin، 2010)
هدفت الدراسة إلى التعرف على تأثير تدريب مديري السلامة العامة على قياداتهم للأزمات وذلك من خلال إجراء مقابلات متعمقة مع عينة مكونة من ٢٥ عضوًا من أفراد السلامة العامة المهتمين بتحسين طريقة الاستجابة للطوارئ التي يشاركون بها بشكل يومي.
وتوصلت الدراسة إلى أن التدريب والتغيير الاجتماعي الذي يتم لمديري السلامة العامة يؤثر بشكل مباشر وقوي على قدرتهم في تخفيف والحد من مخاطر الأزمات على المواطنين بشكل فعال.
- دراسة Unlu، and et al، 2010))
هدفت الدراسة إلى التعرف على مدى تطور أنظمة إدارة الأزمات والكوارث بالحكومة والنظام التركي، ومعرفة قدرة نظام إدارة الأزمات على السيطرة على الأزمات والكوارث، وأثر مركزية الدولة على فعاليتها، وقدرة النظام على التعافي منها، واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي، وذلك باستخدام استمارة استقصاء.
وتوصلت الدراسة إلى عدد من النتائج أهمها: وجود مشكلة لدى النظام التركي في عمليات التنسيق، وعدم وضوح آلية معينة لذلك، وأنه يركز على الأزمات والكوارث بعد وقوعها، دون توفر الدعم السياسي والإمكانات والموارد اللازمة لتفعيل نظام المواجهة، مع عدم استفادتهم من التجارب السابقة، والقدرة التنظيمية الضعيفة ومركزية القرار.
التعقيب على الدراسات السابقة:
من خلال عرض الدراسات السابقة نجد أن العديد من الدراسات قامت بربط إدارة الأزمات مع مواضيع عدة، وبعد التمعن في ما توصلت إليه الدراسات السابقة من نتائج وتوصيات تم الاستفادة منها في بناء فكرة وهيكل الدراسة، وتحديد مشكلة وتساؤلات ومتغيرات وفروض وأهداف الدراسة .
ومن خلال العرض السابق للأدب والتراث النظري والدراسات السابقة أيضًا يتضح أن الأزمات بصفة عامة ينتج عنها دمار وخراب وأضرار وآثار سلبية تصيب المنظمة والدولة التي تتعرض لها وتؤدي إلى تعطل الحياة اليومية إضافة إلى الخسائر المادية والبشرية والمعنوية والتي قد يصعب معالجتها بسهولة مما يؤثر على حاضر ومستقبل المنظمة والدولة، ويتوقف مستوى النجاح في مواجهتها على مدى توافر المتطلبات الأساسية لمواجهة الأزمات وكيفية الاستفادة منها وتختلف أهمية هذه المتطلبات على حسب نوع الأزمة وطبيعتها ومدى شدتها وقوتها وأكدت الدراسات السابقة أن أهم المتطلبات لمواجهة الأزمات تتمثل فيما يلي:-
- ضرورة توافر القيادة الفعالة والدعم المادي والمعنوي مع تضافر جهود كافة العاملين والقيادات والجهات المعنية الحكومية وغير الحكومية والإعلامية وتأهيلها وتعاون الجمهور والاستجابة السريعة لتوجيهات الجهات الرسمية ذات الاختصاص.
- ويجب أن يكون هذا بناءً على خطط وسيناريوهات معدة مسبقًا ترتكز على معايير تنبؤية واستكشافية سليمة وعلمية، فالتخطيط السليم الدقيق الشامل هو الركيزة الأساسية لأي إدارة فعالة للأزمات بغض النظر عن نوعية هذه الأزمات، حيث يمكن تطبيق أسس عملية التخطيط على أي نوع من أنواع الأزمات المحتملة ويهدف التخطيط إلى المشاركة الفعالة في منع حدوث الأزمات والاستعداد للرد عليها أو الاستجابة لها في حالة حدوثها ثم عودة المجتمع المتضرر للوضع الطبيعي بأسرع ما يمكن.
أوجه التشابه والاختلاف بين البحث الحالي عن الدراسات السابقة:
البحث الحالي يتشابه مع الدراسات السابقة في أنه يعتمد على المنهج الوصفي والتحليلي لوصف طبيعة ودور القيادة في التعامل مع الأزمات ومواجهتها، ولكن يختلف البحث الحالي عن الدراسات السابقة في أنه يُطبق على جامعة أم القرى وهي واحدة من أكبر وأهم الجامعات في المملكة العربية السعودية بصفة خاصة وفي المملكة العربية السعودية بصفة عامة.
ثانيًا: مشكلة البحث واسئلتها :
تأتي الأزمات وتتكرر في المنظمات سواء الكبيرة أو الصغيرة منها من حيث حدوثها وعلى الرغم من الاختلاف الواضح في مواجهة الأزمة وإدارتها من قبل القيادة التنفيذية نتيجة الاختلاف في المهارات والقدرات والخبرات في إدارة الأزمات، وإذا كانت الإدارة هي جوهر نجاح المنظمات فإن القيادة هي جوهر نجاح العملية الإدارية بل هي قلبها النابض.
وتأسيسًا على الدراسات السابقة تتمثل مشكلة البحث في الدور الذي يجب أن تطلع به القيادة في مواجهة الأزمة وكيفية إدارتها بالطريقة المثلى التي تعمل على الحد من آثارها وتجاوز كل العقبات والصعوبات التي تحد من مقدرة القيادة وفعاليتها.
وتتمثل مشكلة البحث في السؤال الرئيسي هو ” ما هو تأثير الأنماط القيادية في إدارة الأزمات؟“، وينبثق من هذا السؤال الأسئلة الفرعية التالية:
- ما دور القيادة في مرحلة ما قبل الأزمة؟
- ما دور القيادة في مرحلة أثناء الأزمة؟
- ما دور القيادة في مرحلة ما بعد الأزمة؟
ثالثًا: متغيرات ونموذج البحث
يتمثل المتغير المستقل للدراسة في القيادة، ويتمثل المتغير التابع في مراحل إدارة الأزمات (مرحلة ما قبل وأثناء وما بعد الأزمة).
القيادة |
مراحل إدارة الأزمةمرحلة ما قبل الأزمةمرحلة أثناء الأزمةمرحلة ما بعد الأزمة |
رابعًا: فروض البحث
الفرض الرئيسي هو “هناك علاقة ذات دلالة إحصائية بين دور القيادة وإدارة الأزمات“، وينبثق من هذا الفرض الفروض الفرعية التالية:-
- الفرض الفرعي الأول : “هناك علاقة ذات دلالة إحصائية بين دور القيادة ومرحلة ما قبل الأزمة”.
- الفرض الفرعي الثاني: “هناك علاقة ذات دلالة إحصائية بين دور القيادة ومرحلة أثناء الأزمة”.
- الفرض الفرعي الثالث: “هناك علاقة ذات دلالة إحصائية بين دور القيادة ومرحلة ما بعد الأزمة”.
خامسًا: أهداف البحث
- التعرف على ماهية الأزمات.
- التعرف على ماهية قيادة إدارة الأزمات.
- انطلاقًا من الدور الفعال لإدارة الأزمات عن طريق التخطيط لكافة مراحل الأزمة تهدف هذه الدراسة للوقوف على مدى استعداد القيادات الإدارية بجامعة أم القرى على مواجهة الأزمات المختلفة وعلاقة مستوى وعيها التخطيطي بقدرتها على إدارة الأزمات المختلفة.
- التعرف على دور القيادة في إدارة الأزمات والتعامل معها ومواجهتها بأسلوب علمي وعملي.
- تدعيم قدرة المنظمات بصفة عامة وجامعة أم القرى بصفة خاصة على مواجهة الأزمات ومنع حدوثها وفي حالة حدوثها بالفعل إدارتها بأقصى درجات الكفاءة والفعالية.
- التوصل لمجموعة من التوصيات والمقترحات العلمية والعملية لتدعيم جامعة أم القرى على إدارة الأزمات بأقصى درجات من الكفاءة والفعالية
سادسًا: أهمية البحث
تنبع أهمية البحث من خلال مجالين: العملي التطبيقي والعلمي، وذلك كما يلي:
- الأهمية على المستوي العملي التطبيقي:
- تنبع أهمية البحث من أهمية القطاع المطبق عليه وهو جامعة أم القرى كمؤسسة تعليمية من جانب ومن أهم الجامعات في المملكة العربية السعودية من جانب آخر، وبالطبع تؤثر الأزمات عليها بشكل سلبي وتعرقل تحقيقها لأهدافها.، ومن ثم فإن إنقاذ القطاع التعليمي أو تقليل تأثير الأزمات عليه يمثل هدفًا أساسيًا لصانعي القرار في الدولة، للنهوض بالدولة وتقوية مكانتها على المستوى المحلي والمستوى العالمي.
- تسليط الضوء على أهمية دور القيادة في إدارة الأزمات والتعامل معها.
- يحاول هذا البحث تفعيل دور القيادة في إدارة الأزمات والتعامل معها ومواجهتها بأسلوب علمي وعملي.
- ونظراً لشدة حساسية هذا القطاع للأزمات يسعى هذا البحث إلى التعرف على القيادة الفعالة في إدارة الأزمات في كافة مراحلها والتأكيد على دورها في اتخاذ القرارات المناسبة لإدارة الأزمات بكفاءة وفعالية ومن ثم التعامل مع الأزمات بمبدأ المبادرة والمبادأة بدلاً من رد الفعل وذلك من خلال التشخيص السليم وتقليل حجم الأزمات وآثارها السلبية على الجامعة وتقصير مدة استمرار الأزمة والاستفادة من الإيجابيات التي تطرحها الأزمة والتي قد لا تتوفر في الأوقات العادية، ومن ثم الحفاظ على ثروات المجتمع وزيادة استقرار المجتمع مما يعود بالاستقرار ودفع عجلة التنمية للأمام .
- ب- الأهمية على المستوي العلمي الاكاديمي:
- تكمن أهمية الدراسة في تناولها لأحد الموضوعات الهامة والمعاصرة لواقع المنظمات بصفة عامة وفي الوقت الراهن بصفة خاصة، إذ جاءت لتوضح وتسلط الضوء على دور القيادة في إدارة الأزمات، حيث تساهم القيادة الفعالة في ترشيد إدارة الأزمات ودورها في مواجهة وإيجاد الحلول الناجحة للأزمات من أجل الحفاظ على المنظمات وضمان بقائها واستمرارها. بصفة عامة وعلى جامعة أم القرى بصفة خاصة.
- محاولة سد نقص المراجع العلمية التي تربط القيادة الفعالة وبين إدارة الأزمات بصفة عامة وفي المجتمع السعودي وجامعة أم القرى بصفة خاصة.
سابعًا: منهجية البحث:
تتضمن منهجية البحث المناهج البحثية والأدوات المستخدمة في جمع البيانات اللازمة لإتمام هذا البحث وذلك كما يلي:
- منهجية البحث : يعتمد هذا البحث على المنهج الوصفي التحليلي، وذلك لتحديد المعالم الرئيسية لمجتمع البحث وخصائصه وكانت الوسيلة الرئيسية لجمع الحقائق والبيانات هي المقابلات الشخصية المتعمقة والاستقصاء والملاحظة الشخصية والاطلاع الشخصي على مصادر البيانات المختلفة، بالإضافة إلى المراجعة التحليلية للمراجع العلمية من كتب ودراسات وأبحاث ودوريات ومؤتمرات تناولت موضوع البحث باللغتين العربية والأجنبية.
- أدوات وأساليب جمع البيانات: اعتمد هذا البحث في جمع البيانات أسلوبين أساسين من أساليب الدراسة هما:-
- البيانات الثانوية : تتمثل في الرسائل العلمية والمراجع والدوريات والدراسات المنشورة وغير المنشورة باللغتين العربية والإنجليزية، والتقارير والاستراتيجيات والأبحاث التي تصدرها جامعة أم القرى.
- ب- البيانات الأولية : تم تجميع البيانات الأولية عن متغيرات الدراسة من الواقع الميداني، وذلك عن طريق:
- المقابلة الشخصية: وذلك من خلال أسلوب مقابلة مع المسئولين في جامعة أم القرى، بغرض التعرف على دور القيادة وتأثيرها في إدارة الأزمات، والملاحظة عن قرب.
-قائمة الاستقصاء: تم استيفاء قوائم الاستقصاء عن طريق المقابلة الشخصية مع المستقصي منهم “رئيس الجامعة ونوابه وعمداء الكليات وبعض أعضاء هيئة التدريس أو من ينوب عنهم وبعض العاملين بالجامعة” والبالغ عددهم (٢٣٠٠)، وتم تصميمها أيضًا بناءًا على مشكلة وأهداف وفروض البحث موجهًا بما يتضمنه أدبيات الدراسة حول دور القيادة في إدارة الأزمات.
- مجتمع وعينة البحث : يبلغ عدد العاملين في جامعة أم القرى (٢٣٠٠) .
وعينة البحث: لحساب عينة العاملين بجامعة أم القرى، واستخدمت الباحثة أسلوب المتوسط لحساب عينة الدراسة لمعرفة حجم المجتمع عن طريق استخدام المعادلة التالية[[1]]:
وقد اختارت الباحثة عينة عشوائية من مجتمع الدراسة، ولتحديد حجم العينة تم استخدام المعادلة التالية:
حيث إن:
n: حجم العينة المطلوبة
N: حجم مجتمع الدراسة
P: نسبة المجتمع أن تساوي 50‚.
D: نسبة الخطأ الذي يمكن التجاوز عنه وأكبر قيمة له 05‚.
X2: قيمة مربع كاي بدرجة حرية واحدة = 841‚3 عند مستوى ثقة 95% أو مستوى دلالة 5%.
وبالتعويض بهذه القيمة في المعادلة السابقة وبمعلومية حجم المجتمع والبالغ () موظفًا كان حجم العينة (384) موظفًا.
حيث إن :
جدول (1) يوضح حجم عينة العاملين بجامعة أم القرى
E | نسبة الخطأ المسموح به، و قد أعتبرته الباحثة 5 %. |
N | حجم مجتمع الدراسة وهو يساوى () فرد . |
N | حجم العينة وهو يساوى 384 مفردة . |
ثامنًا: أساليب تحليل البيانات:
لتحقيق أهدف البحث ولاختبار صحة الفروض استخدمت الباحثة الأساليب الإحصائية الوصفية والأساليب التحليلية وتحليل الاستبانات باستخدام البرنامج الإحصائي (spss) ومنها:-
- معامل الثبات والصدق: وذلك للتأكد من مدى صدق الفقرات وثباتها (العبارات/ الأسئلة) الواردة بقائمة الاستقصاء.
- التكرارات والنسب المئوية: وذلك لتحليل إجابات مفردات مجتمع البحث الذين قاموا بالإجابة على الاستقصاء وتوضيح الفروق بينها.
- الوسط الحسابي: وذلك لتحديد اتجاهات مفردات مجتمع البحث حيال بعض متغيراته، والانحراف المعياري، معامل الاختلاف، والترتيب لتحديد سمات مجتمع البحث.
- تحليل الارتباط: (لقياس درجة العلاقة بين المتغيرات) فإذا كان مستوى المعنوية أقل من 0.5 دل ذلك على وجود علاقة ذات دلالة إحصائية، وإذا كان مستوى المعنوية أكبر من 0.5 دل ذلك على عدم وجود علاقة ذات دلالة إحصائية.
- تحليل الانحدار الخطي المتعدد: وذلك لكشف العلاقة بين المتغير المستقل “أبعاد نظم المعلومات المعتمدة على الحاسب” والمتغير التابع “مراحل إدارة الأزمات”.
تاسعًا: حدود البحث:
- الحدود الموضوعية: ينصب هذا البحث على أنماط القيادة في مراحل إدارة الأزمات فقط، كما اقتصر البحث أنماط قيادة إدارة الأزمات (القيادة التشاورية والقيادة المتسيبة والقيادة المستجدة) حيث أن هذه الأنماط هي الأنماط القيادية الخاصة بإدارة الأزمات.
- الحدود البشرية: رئيس الجامعة ونوابه وعمداء الكليات وبعض أعضاء هيئة التدريس أو من ينوب عنهم وبعض العاملين بجامعة أم القرى”.
- الحدود المكانية: جامعة أن القرى بالمملكة العربية السعودية فقط.
- الحدود الزمنية : من 2020 : 2021.
الإطار النظري للبحث
أولًا: مفهوم الأزمة وإدارة الأزمات:
- الأزمة: اقترن مفهوم الأزمة في الفكر الإداري بمعاني كثيرة من حيث المفهوم الاصطلاحي واللغوي من الأصل الإغريقي لاتيني Crisis حيث إن كلمة أزمة تعني نقطة الانتقال إلى الأحسن أو الأسوأ. كما أن مصطلح الأزمة (Crises) مشتق من الكلمة اليونانية (Krisis) والتي تعني لحظة القرار، وهي بالصينية مكونة من حرفين يرمز الأول للخطر والآخر يرمز للفرصة. وتشير كلمة الأزمة الى لحظة مصيرية أو زمن مهم، كما تشير الى معنى التغيير المفاجئ وفي الغالب نحو الاسوأ.
وفي الحضارة الإغريقية القديمة الأزمات هي مواقف تحتاج إلى صناعة القرار، والأزمات تشكل نقطة ومرحلة تحول تاريخية حيث تكون الخيارات والقرارات الإنسانية قادرة على احداث تغييرات أساسية وجوهرية في المستقبل (غسان قاسم داود اللامي وخالد عبدالله إبراهيم العيساوي، 2015).
وتُعرف أيضًا على أنها “حادث خطير يؤثر على أمن الإنسان أو البيئة وسمعة المنظمة، ويؤدي إلى صعوبة سير العمل لما هو مقرر له، بسبب خلل وارتباك شديد في النظام المؤسسي مما يؤدي إلى حتمية تحطم المنظمة إذا لم تحسن التعامل مع الأزمة”. كما تعرف أيضًا على أنها ” تعبر عن موقف وحالة يواجهها متخذ القرار في أحد الكيانات الإدارية،(دولة-مؤسسة- مشروع- أسرة) تتلاحق فيها الأحداث وتتشابك معها الأسباب بالنتائج، ويفقد معها متخذ القرار قدرته على السيطرة عليها، أو على اتجاهاتها المستقبلية .
وبناءً على ما سبق الأزمة غالبًا ما تكون فجائية، وتتسبب في حالة من الفوضى والتخطيط وعدم التوازن، وتهديد القيم والمصالح الإستراتيجية للمنظمة، تنتج رد فعل من طرف القيادة بالمنظمة تستخدم فيه جميع الإمكانات والأساليب، للخروج بأقل الأضرار واستثمارها بما يخدم المصلحة العليا للمنظمة (فتحية وداني، 2018).
- إدارة الأزمة هي “عملية إدارية تهتم بالتنبؤ بالأزمات المحتملة من خلال الاستشعار ورصد المتغيرات البيئية الداخلية والخارجية وتعبئة الموارد والإمكانات المتاحة لمنع أو التعامل مع الأزمة بأكبر قدر من الكفاءة والفعالية” (صلاح الدين حسن محمد عبد الله، 2018).
- إدارة الأزمة: كيفية التغلب على الأزمة بالأساليب العلمية غير التقليدية بوسائل مختلفة تحد من مخاطرها على مستوى الإدارة العليا وتجنب سلبياتها والاستفادة من إيجابياتها .
- إدارة الأزمة: سلسة الإجراءات الهادفة إلى السيطرة على مخاطرها والحد من تفاقمها حتى لا ينفلت زمامها مما يؤدي إلى نشوب انهيار المنظمة والدولة وبذلك تكون الإدارة الرشيدة للأزمة هي التي تتضمن الحفاظ على المصالح الحيوية للمنظمة والدولة وحماياتها (ويليامز & محمد محمد المغير ومحمد عبد الحميد وهبة عز الدين، 2018).
ثانيًا: مراحل إدارة الأزمة:
- المرحلة الأولى: مرحلة ما قبل الأزمة: وفي هذه المرحلة تكون الأزمة لم تقع بالفعل، هي مرحلة جمع المعلومات حول الأزمة المحتمل وقوعها، ووضع واتخاذ الإجراءات الوقائية والتخطيط الجيد والفعال والمحكم عن طريق توفير الإمكانيات المادية والبشرية للاستعداد لمواجهة أي أزمة محتملة واتخاذ التدابير الآمنة، وتشتمل على ما يلي:
- جمع المعلومات عن الأزمة المحتملة وتنظيمها وتحليلها وتفسيرها لوضع خطط فعالة لمنع حدوث الأزمة أو التغلب على الأزمة والحد من خسائرها.
- التخطيط والاستعداد لإدارة الأزمات من خلال وضع خطة محددة محدد بها الأهداف أو الهدف وقابليته للتنفيذ وكيفية تحقيقه وتنفيذه للوصول للحل المناسب ومواجهة الأزمة (هانم أحمد أحمد سالم وأميرة محمد بدر محمد، 2017).
- تحليل النقاط الحرجة : تفشل الكثير من المنظمات في التعامل مع الأزمات بدرجة عالية من الفعالية، وذلك لعدة أسباب أهمها أن هذه المنظمات لا تتمكن من تشخيص وتحديد احتمالية حدوث الأزمة من حيث تحليل النقاط الحرجة وكشف الأسباب البيئية أو التنظيمية أو نتيجة التفاعل بين كليهما .
- نظم التحذير والإنذار المبكر: تحتاج الإدارة الفاعلة لإدارة الأزمات لوجود نظم للتحذير والإنذار المبكر، وهذه النظم تدعم وتمد المنظمة بمراجعة دورية عن الأداء الإداري، والأداء المالي، والأداء التنظيمي على مستوى المنظمة، ويتم قياس هذه الأنواع من الأداء في ضوء المقارنة المرجعية لنفس المنظمة مع الماضي ومع منظمات أخرى (حميد سالم الكعبي، 2017 & عبد السلام يونس، 2019) .
ونستنتج مما سبق أن المنظمات التي تنجح في وضع خطط فعالة لإدارة الازمات ستكون قادرة على التعامل مع الأزمات واتخاذ قرارات عقلانية رشيدة اثناء الازمات وستكون قادرة على تقصير مدة الأزمة وآثارها السلبية.
- المرحلة الثانية: مرحلة أثناء الأزمة : في هذه المرحلة الأزمة تكون حدثت ووقعت بالفعل، هي مرحلة سرعة احتواء الضرر أو الحد منه عن طريق السيطرة على الأزمة وعدم اتساعها وعدم انتشارها حتى يمكن ويسهل التعامل معها عن طريق الاتصال والتواصل مع المعنيين بالأزمة بالإضافة إلى ما يمتلكه القائد من مهارات وكفاءات لاستيعاب الأزمة وتمكن المنظمة أداء كافة الأنشطة اليومية المعتادة وإعادة التوازن، ويتم وضع وتوجيه وتنفيذ ارشادات تتعلق بالمستويات الإدارية المختلفة بالمنظمة والعاملين بها وهذه الارشادات تتعلق بما يجب فعله والقيام به حتى تكون الأزمة تحت السيطرة وبأقل قدر ممكن من الخسائر، واتخاذ القرارات في ظل هذه المرحلة يكون القائد والعاملين تحت الضغط وفي ظل ظروف عدم التأكد وضيق الوقت لذلك يفضل الاعتماد على أسلوب فرق العمل والأساليب العلمية المناسبة والمتميزة في صناعة واتخاذ القرارات ومن أهم المتطلبات للتعامل مع الأزمة بنجاح في هذه المرحلة تتمثل فيما يلي:
- نظام الاتصالات والتواصل مع الآخرين: وهو قدرة قائد المنظمة على الاستفادة من المعلومات التي تم جمعها والاتصال والتواصل المستمر والفعال مع الجهات المعنية بالاعتماد على الوسائل الاتصال الفعالة والمتقدمة لمتابعة الأزمة مع ضرورة مراعاة السرية والدقة عند التعامل مع المعلومات.
- المهارات القيادية: هي مجموعة من السمات الشخصية والفنية والعلمية لدعم قدرته على تحليل الزمة واتخاذ القرار في الوقت المناسب والقدرة على التفويض مع تحمل المسئولية وتوزيع المهام والمرونة والتحفيز للعاملين في المنظمة (هانم أحمد أحمد سالم وأميرة محمد بدر محمد، 2017).
- تحديد الموارد المتاحة في المنظمة التي يمكن أن تستخدمها الإدارة في مواجهة الأزمة.
- تحديد الأهداف المرحلية التي تتيح لإدارة المنظمة إمكانية تحديد المهام والأنشطة اللازمة للتعامل المرحلي مع الأزمة .
- السرعة المدروسة في التعامل مع الأزمة .
- الاستفادة من الخبرات والمعارف السابقة والمتراكمة عن الأزمات بجوانبها المعرفية النظرية وجوانبها العملية .
- العمل على احتواء الأزمة وعدم السماح بتداخل وتضارب هذه الأزمة مع أنشطة المنظمة.
- التقدير الدقيق والسليم لحجم الأزمة وقوة وشدة ومدى عمق تغلغلها في المنظمة دون مبالغة ودون تهاون (حميد سالم الكعبي، 2017 & عبد السلام يونس، 2019).
- المرحلة الثالثة: مرحلة ما بعد الأزمة: وفي هذه المرحلة تكون الأزمة انحصرت وتلاشت واختفت، وعلى قائد إدارة الأزمات تحليل الموقف الحالي للمنظمة (موقف ما بعد الأزمة) والاستفادة من الأزمة، والاعتماد على مبدأ الوقاية والحيطة والحذر، والاعتماد على مبدأ التطوير وتحسين المستمر للمنظمة، وبناء قدرات المنظمة من أجل ضمان استمرار التغلب على قوى الأزمة من أجل ضمان توفر القدرات الكفيلة التي تجعل المنظمة قادرة على مواجهة أي أزمة مستقبلية وبناء مشاعر العجز والفشل والاحباط لدى قوى صنع وافتعال الأزمات وبناء مشاعر الثقة والقدرة على التحدي والمواجهة لدى المنظمة، وتشمل هذه المرحلة :- (حميد سالم الكعبي، 2017 & عبد السلام يونس، 2019).
- التعلم واستعادة النشاط: وهي مرحلة التعلم المستمر وتحليل الأزمة السابقة وإعادة ترتيب وتنظيم وتنسيق الأفكار والآراء والخبرات والاستفادة منها في الاستعداد للأزمات التالية وتطوير أداء المنظمة ليكون أفضل وأقوى ضد الأزمات، واستعادة التوازن للمنظمة (هانم أحمد أحمد سالم وأميرة محمد بدر محمد، 2017).
وفيما يلي الشكل التالي يوضح مراحل إدارة الأزمات
مراحل إدارة الأزمات |
مرحلة ما قبل الأزمة |
مرحلة أثناء الأزمة |
مرحلة ما بعد الأزمة |
اكتشاف إشارات الإنذار المبكر |
الاستعداد والوقاية |
حدوث الأزمة |
احتواء الأضرار |
استعادة النشاط |
التعلم |
شكل (1) مراحل إدارة الأزمات
ثالثًا: كيفية التعامل مع الأزمة في مختلف مراحلها:
النجاح في إدارة الأزمة بالتخطيط الجيد لها ومراعاة تحديد الأهداف والتأكد من فهم الأفراد المحيطين بالأزمة وأبعادها المختلفة، وكذلك التنسيق مع الجهات الأخرى التي تتعلق بالأزمة، مع مراعاة الدقة عند اتخاذ القرارات المختلفة، وإعداد سيناريوهات وتصورات متعددة لمواجهة الأزمة وحلها وذلك بعرض ما يمكن أن يحدث من تطورات باستخدام أسلوب الانطلاق الفكري الذي يتيح إعطاء تصورات لمسارات مختلفة للازمة وردود الفعل الممكنة، وتوقع والتنبؤ بالنتائج التي تترتب عليها، وقد وضع الفكر الإداري الحديث مجموعة من الخطوات والإجراءات يمكن إتباعها عند حدوث الأزمة لضمان التعامل معها بشكل سليم، وهي تتمثل فيما يلي:
- منح فريق إدارة الأزمات كافة الصلاحيات والمسئوليات وإمداده بأفضل الكوادر والتجهيزات والأدوات.
- تخطيط الوقت أثناء الأزمات والاستفادة من كل دقيقة في تخفيف أثر الأزمات.
- الرفع من معنويات العاملين وقت الأزمات مما يشعرهم بالحماس والحيوية والثقة في أنفسهم وفي المنظمة والالتزام بالعمل.
- الإبداع والتجديد في المواقف العصيبة وإشعال روح الإبداع لدى العاملين لتقديم حلول وآراء غير مسبوقة.
- حل المشكلات وقت الأزمات بتحديد المشكلة وإجراء المشورة ومن ثم اختيار الحل الأنسب من الحلول المتاحة.
- تقبل التغيير وقت الأزمات.
- العمل على حصر الأزمات التي من المتوقع أن تحدث في الحاضر والمستقبل والعمل على دراستها ووضع بدائل للحلول المناسبة لها (سناء محمد زهران عمر، 2020).
- الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا الحديثة خاصة تكنولوجيا المعلومات واستخدام آليات حديثة مثل نظم المعلومات والذكاء الاصطناعي والنظم الخبيرة.
- استخدام منهجيات جديدة تعتمد على الأسلوب العلمي والتحاور والاجتماع عن بعد.
- تنمية مهارات وقدرات القائمين على إدارة الأزمات على التعامل مع عناصرها في ظل المفاجآت وصعوبة التفاعل النشط والتكامل مع الكارثة منذ بدايتها وتداعى أحداثها ومتغيراتها.
- استمرار رصد وتحليل وتطوير الأساليب العلمية للتوقع والتنبؤ بالكوارث.
- ضرورة استمرارية الاعتماد على الدراسات والبحوث والمعلومات التاريخية ونماذج بحوث العمليات ودعم اتخاذ القرار.
- ضرورة بقاء فريق إدارة الازمات والكوارث في حالة استعداد تام لمواجهة الكارثة عند حدوثها.
- الاعتماد على العمل الجماعي في إدارة الكارثة والاهتمام بالتواصل بين الأزمنة، المختلفة والمواقع الجغرافية والتنظيمية والتخصصات المختلفة (سناء محمد، 2020).
رابعًا: مفهوم القيادة والأنماط القيادية:
- القيادة: هي عملية اجتماعية يسعى من خلالها القائد على مشاركة اختيارية من العاملين من أجل تحقيق الأهداف،(Kreinter1999) .
- القيادة: عملية يتم من خلالها تأثير القائد على أفراد المجموعات نحو تحقيق أهداف المنظمة.
- النمط القيادي: هو السلوك المميز لتصرفات القائد داخل التنظيم كما أنه يُعرف بأنه عملية التأثير بالآخرين من أجل اتفاق مشترك حول المهام والأعمال المطلوب عملها و انجازها بفاعلية وتسهيل للجهود الفردية والجماعية لتحقيق الأهداف المشتركة.
- الأنماط القيادية: الأسلوب الذي يستخدمه القائد في توجه ذاتي من جانبه لقيادة العاملين في المنظمة وحملهم على أداء مهامهم (عصام ناجي أبو شهاب وياسين علي محجوب، 2018).
خامسًا: العلاقة بين القيادة وإدارة الأزمات:
للقيادة دور فعال في إدارة الأزمات والمخاطر داخل المنظمة من خلال اتباع إجراءات وأساليب وقائية لمنع حدوث الأزمات ومواجهتها بأقل التكاليف والأضرار والخسائر وكذلك يقوم قائد إدارة الأزمات بتدريب العاملين وتوجيههم وإرشادهم والتخطيط المسبق المحكم للتنبؤ بأي أزمة والسيطرة عليها وهناك وسائل وأدوات تُساعده في ذلك أهمها توافر نظام معلومات فعال وجيد يتم تحديثه بشكل دوري ومستمر ووسائل اتصال حديثة فعالة وذلك لضمان تبادل المعلومات في الوقت المناسب وتنسيق الجهود والتحكم في الأمور وإدارة الأزمة بأقصى كفاءة وفعالية.
وأكد (phengetd، 1999) أنه بصرف النظر عن نوع الأزمة ومدى قوتها وشدتها فإن القيادة الإدارية الناجحة لها دور في إدارة الأزمة بصورة جيدة وبأقصى درجات من الكفاءة والفعالية.
ويتعاظم دور القيادة في إدارة دور الأزمة، حيث يؤدي ظهور الأزمة إلى تعظيم دور القيادة رغم الظروف المختلفة سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، وينتج تعظيم دور القائد لأسباب عديدة تتمثل فيما يلي:
- إدارة الأزمات تتطلب السرعة في اتخاذ القرار في ظل المفاجأة وضيق الوقت.
- مواجهة التهديد على كافة المستويات.
- تحقيق الانسجام بين كافة الأهداف والمصالح المتعارضة.
- تعظيم المنافع واستغلال الفرص والحد من الخسائر.
- العمل على توفير القيادة البديلة أو الصف الثاني بالتدريب والتأهيل.
- الاعتماد على توفير أكبر قدر من المعلومات والعمل على تحليلها ونجاح القائد في إدارة الأزمة يعتمد على إلمامه بالمعلومات اللازمة.
وتحتاج إدارة الأزمة إلى مدير وقائد، فالإدارة تعتمد على التخطيط ومحاولة الحد من عنصر المخاطرة، و وتعتمد القيادة على التكامل والتوجيه والالتزام والدفع والتحفيز المستمر مما يُساعد على تفجر الطاقات الكامنة.
سادسًا: الأنماط القيادية في إدارة الأزمات:
تُعد الأزمة منبهًا لظهور أنواع مختلفة من السلوك ومن ثم استجابات مختلفة تجاه الأزمات، حيث إن المنظمات تتعرض إلى أزمات مختلفة يتبع فيها القائد أنماط وسلوكيات مختلفة ومن الطبيعي أن يتعامل القائد مع كل أزمة تحدث بأنماط وأسلوب مختلف وفقًا لطبيعة الأزمة وطبيعتها ونوعها ومدى تأثيرها فما يُناسب لإدارة أزمة قد لا يُناسب لأزمة أخرى وحتى لا يُناسب أزمة مشابهة من فترة زمنية لفترة زمنية أخرى، وهنا تظهر قدرة قائد إدارة الأزمات على سرعة الفهم الصحيح لطبيعة الأزمة وأبعادها وتأثيراتها ومن ثم اختيار الأسلوب المناسب لإداراتها.
ويؤدي التعاون والاحترام دورًا هامًا بين القائد والعاملين وفيما بينهم مما يسهل عملية احتواء الأزمة، حتى يتم التوصل إلى النمط القيادي الأمثل كما يمكن استخدام أكثر من نمط في الوقت نفسه.
إذ لا يوجد نمطًا قياديًا ثابتًا أو أمثل يتبعه القائد في كافة المواقف، ويمكن توضيح أنواع أنماط السلوك القيادي ورؤيته للأزمات في الجدول التالي:
- القيادة الشورية: وتتميز هذه القيادة في وقت الأزمات بأنها تنظر للأزمة بواقعية من حيث المخاطر والتهديدات والفرص ويقوم القائد بتشجيع وحث الجميع على المبادرة والمبادأة وتوفير جو من التعاون والحب والاحترام ويعتمد على التفكير الإبداعي في البدائل المناسبة لحل الأزمة وإدارتها بكفاءة وفعالية .
- القيادة المتسيبة: يتسم القائد بهدوء ظاهري ويتجاهل البيانات والمعلومات المتعلقة بالأزمة ويكون غير قادر على اتخاذ القرارات ويترك التصرف والتعامل مع الأزمة للعاملين مما يؤدي إلى زيادة الإضراب والفوضى والخلل وزيادة الخسائر المادية والبشرية والمعنوية في الوقت الحالي وفي المستقبل.
- القيادة المستجدة: القائد يبالغ في التوتر وحجم الأزمة ويهدف للخروج منها بسرعة لأنه يرى أن الأزمة خطر يهدد كيان المنظمة وبقاءها واستمرارها، ويتخذ القرارات بنفسه بمفرده وبسرعة ومن ثم الفشل في إدارة الأزمة وزيادة المخاطر والتهديدات (مريم بودوشة، 2017).
- القيادة المتعامية : تنكر وجود أية أزمة وتحاول التغطية والتعتيم على ظواهرها .
- القيادة المنفصلة : تلقي اللوم على الغير وتحاول التخلص من مسؤوليتها القيادية اتجاه الأزمة وتفوض العاملين بحرية التصرف واتخاذ القرار .
- القيادة المسوفة : تؤجل اتخاذ الإجراءات اللازمة لموجهة الأزمة وإدارتها بشتى الطرق المتاحة .
- القيادة المستسلمة : لا تحرك ساكنًا وبانتظار النهاية ومجريات الأمور.
- القيادة المهنية : تتعامل مع الأزمة كواجب إداري يجب القيام به دون انتظار النتائج.
- القيادة الخبيرة : تتعامل مع الأزمة استنادًا إلى الخبرة السابقة .
- القيادة الملهمة : تتعامل مع الأزمة بفاعلية وكفاءة محفزة ومشجعة للعاملين على العمل بتنسيق وانسجام وثقة مطلقة (غسان قاسم داود اللامي وخالد عبدالله إبراهيم العيساوي، 2015).
جدول (1) أنماط السلوك القيادي في الأزمات
نمط السلوك القيادي ورؤيته للأزمات | |
1.القائد البيروقراطي (المنسحب) | ربما ينكر وجود الأزمات في البداية، دوافع ايجابية (حب البقاء والعيش بسلام)، دوافع سلبية (الخوف من الطرد من الوظيفة) والتهرب من صنع القرارات ورفعها إلى المستويات الأعلى يبرز تأجيل اتخاذ القرارات بنقص البيانات والمعلومات عن الأزمة، هروبي، دفاعي في وقت الأزمات، لا يعد مناسبًا” لإدارة الأزمة. |
2.القائد الدكتاتوري (السلطوي) | يرى الأزمات بعدسة مكبرة وقد يبالغ في تقدير حجمها ومدى تأثيرها، دوافع ايجابية (حب السيطرة وممارسة السلطة)، دوافع سلبية، (الخوف من الفشل)، يحاول الخروج من الأزمات بسرعة ذلك لان درجة توتره في علاج الأزمة مرتفع، يميل لاتخاذ القرارات بمفرده وبسرعة، لديه يقظة مفرطة. |
3.القائد المجامل (المتساهل) | يتمتع بهدوء ظاهر وعجيب في أوقات الأزمات . دوافع ايجابية (التمتع بالحب والتعاون بين العاملين وبينه)، دوافع سلبية، (الخوف مما تسببه الأزمات من توتر وقلق بين العاملين)، يترك التصرف للمحيطين من حوله فرأيهم يمثل رأيه. غير قادر على اتخاذ القرارات على الرغم من كثرة البيانات . |
القائد الزئبقي (المتأرجح) | يحس بالأزمات بنبض الأغلبية، دوافع ايجابية (أقامة علاقات مع العاملين) ينفذ ما تتفق عليه الأغلبية، دوافع سلبية، (الخوف من فقدان مكانته حال الفشل في إدارة الأزمة)، يعتمد أسلوب اللجان بشكل صوري لإعطاء إحساس بالديمقراطية، عندما يزداد الضغط عليه يأخذ برأي العاملين القريبين منه. |
5 ـ قائد الفريق | يهتم بتشخيص الأزمة ودرجة شدتها والسيطرة عليها بالوقت المناسب، دوافع ايجابية (تقدير واحترام العاملين)، دوافع سلبية، (الخوف من فقدان ثقة الآخرين)، ينظر للأزمات فرصة لتحسين الأوضاع، يحتفظ برباطة جأشه في الأزمات لثقته بنفسه وبالآخرين من حوله، يتخذ القرارات بمشاركة العاملين، يخطط لكي لا تتكرر الأزمة، يكون فريقًا” لإدارة الأزمات، يطور نفسه ذاتيا” |
*المصدر: غسان قاسم داود اللامي وخالد عبد الله إبراهيم العيساوي، “إدارة الأزمات الأُسُس والتطبيقات“، 2015.
سابعًا: خصائص ومهارات قائد الأزمات:
يُعد التعامل مع الأزمات وكيفية إدارتها بأقصى درجات من الكفاءة والفعالية أحد محاور الاهتمام في الإدارة، حيث أنه يتطلب وجود نوع مميز من القادة الذين يتسمون بالعديد من المهارات منها الشجاعة والثبات والاتزان الانفعالي والقدرة على التفكير الإبداعي، والقدرة على الاتصال والتواصل والحوار وصياغة ورسم التكتيكات اللازمة للتعامل مع الأزمة. إن التعامل مع الموقف الأزموي وإدارة الأزمة يتطلب استخدام عدة أساليب إدارية متطورة تعمل على تحقيق المناخ المناسب للتعامل مع الأزمة، وفي الوقت نفسه تتيح لفريق التعامل مع الأزمات حرية الحركة بالكامل.
وبناءً عليه تحتاج إدارة الأزمات إلى متطلبات إدارية خاصة وأيضًا إلى مهارات إدارية استثنائية/ خاصة، ويطلق عليها مصطلح الإدارة بالاستثناء ” Exception Management By” ويُقصد بها خروج الأوامر الإدارية عن مسار الأوامر العادية والتقليدية وعن الهيكل التنظيمي القائم وتصبح السلطات منزوعة ومسندة إلى فريق عمل له كافة الصلاحيات والمسؤوليات للتعامل مع الأزمة وإدارتها.
ويتمتع قائد الأزمات بمهارات وخبرات ومؤهلات مميزة وخاصة تمكنه من إدارة الأزمات بأقصى فعالية وكفاءة واتخاذ قرارات مناسبة غير تقليدية للاستفادة من إيجابيات الأزمات والحد من خسائرها وآثارها السلبية، وتتمثل هذه المهارات فيما يلي:-
- المهارات الفنية: ضرورة إلمام قائد الأزمات بطرق وأساليب التعامل مع الأزمات، والقدرات من حيث توافر الكفاءة والخبرة في مجال الأزمات، كل ذلك يؤدي إلى معرفة القائد بطرق التعامل مع الأزمة وإداراتها وتجاوز آثارها.
- المهارات الإدارية: ويُقصد بها معرفة قائد الأزمات وإلمامه بمبادئ وأصول الإدارة، إضافة للمعارف المساعدة مثل الإحصاء وبحوث العمليات والحاسب الآلي وبرامجه، مما يمكن قائد الأزمات على التنبؤ بالأحداث والاستعداد لمواجهة الأزمات المتوقعة.
- المهارات الفكرية: تتمثل في الذكاء وقوة الملاحظة والبديهة الحاضرة وحسن البصيرة والتفكير المنطقي عند اتخاذ القرارات.
- المهارات الإنسانية: يجب أن يكون قائد الأزمات أن يتمتع بروح الفريق والتفاعل القوي والإيجابي مع فريق العمل حتي يتمكن من التأثير والتأثر فيمن حوله، فالعلاقات الإنسانية مدخل مهم في كيفية التفاعل وتنفيذ الخطط المتعلقة بالأزمات (صلاح الدين حسن محمد عبد الله، 2018).
وبناءً على ما سبق قائد الأزمات هو قائد غير تقليدي وغير معتاد، هو قائد قادر على التنبؤ السليم واتخاذ القرارات السليمة في الوقت المناسب في التعامل مع الأزمات ومواجهتها والتعامل معها. فإدارة الأزمات تتطلب وجود قائد من نوع خاص ومميز يتسم بالعديد من المهارات أهمها الشجاعة والاتزان الانفعالي وخبراته وحسن تنبؤه بالأمور والأزمات، والقدرة على التفكير الإبداعي والقدرة على الحوار وصياغة ورسم التكتيكات اللازمة للتعامل مع الأزمة باعتبارها عملية إدارية خاصة تتمثل في مجموعة من الإجراءات الاستثنائية التي تتجاوز الوصف الوظيفي المعتاد للمهام الإدارية وتدار بواسطة مجموعة من القدرات الإدارية ذات كفاءة عالية ومدربة تدريبًا خاصًا في مواجهة الأزمات، بهدف تقليل الخسائر إلى الحد الأدنى بالاعتماد على الأسلوب العلمي لاتخاذ القرار (عبد السلام يونس، 2019).
ثامنًا: مهام قائد إدارة الأزمات:
- فهم طبيعة وظروف الأزمة وأسبابها والعوامل المؤثرة فيها والعوامل المساعدة على إدارة الأزمة.
- تقدير المدي الزمني للأزمة.
- إدارة فريق العمل وفريق إدارة الأزمات.
- القدرة على حشد الموارد والامكانيات المالية والمادية والبشرية بالشكل المناسب في الوقت المناسب لمنع حدوث الأزمات أو إدارتها والتغلب عليها والحد من سلبياتها (مريم بودوشة، 2017).
- تحديد الهدف وترتيب الأولويات: حيثمن الصعب على قائد إدارة الأزمات اكتساب ثقة مرؤوسيه إذا كان لا يستطيع تحديد الأولويات أثناء الأزمة وذلك لأن الجميع يحاول المشاركة وتقديم المساعدة وهو ما يمكنه زيادة تعقيد وشدة الأزمة أو تكون غير مجدية في حالة عدم توجيها نحو هدف محدد من قبل.
- المرونة والمبادرة: أحيانا شدة وقوة ومفاجأة الأزمة تضع المنظمة والقيادة في حالة ذهول ولا يستطيع فعل شيء أمام الضغوط وتعتبر هذه أسوأ وأخطر أنواع الاستجابة، وعليه فإن أولى الخطوات نحو تحقيق الهدف هو التخلص من مشكلات الحاضر وعدم النظر الى الماضي والتركيز على المستقبل واتباع المبادرة والمبادأة المحسوبة للتعامل مع الأزمات وإدارتها.
- المفاجأة : تمثل هذه الخطوة أحد الأسس الهامة في مواجهة الأزمة وإدارتها فإعلان خطوات المواجهة بالتفصيل أو إفشاء أسرار الحركة الموجهة لتخفيف أثار الأزمة يمكن أن يفشل الجهود (عبد السلام يونس، 2019).
- الحفاظ على أصول وممتلكات المنظمة وعلى قدرتها على تحقيق أهدافها كذلك الحفاظ على العاملين ضد المخاطر المختلفة والعمل على تجنب المخاطر المحتملة وتخفيف آثارها السلبية والمدمرة على المنظمة والعاملين بها والمجتمع في حالة عدم التمكن من تجنب الأزمة بالكامل (فتحية بوداني، 2018).
تاسعًا: إدراك القائد لإدارة الأزمات:
ويُقصد بإدراك القائد لإدارة الأزمات مجموعة من السمات الشخصية والذهنية والعقلية والخبرات والمؤهلات العلمية والعملية التي تزيد من قدرته على فهم الأزمة والحقائق الموضوعية للأزمة وتفسير الأحداث بشكل دقيق وسليم وملابستها وأبعادها وتأثيراتها الحالية والمستقبلية، وكلما كان إدراك قائد الأزمات سليم ودقيق كلما تمكن من السيطرة على الأزمة والاستفادة منها والحد من خسائرها الحالية والمستقبلية.
- إدراك القائد لمدى خطورة الأزمة: كلما زاد إدراك القائد لخطورة الأزمة وضرورة الاستعداد للأزمات وكلما أدرك أن الأزمة ستؤثر على أهدافه سواء بشكل إيجابي أو سلبي كلما زاد ميله إلى التعامل معها بنفسه ودون الاعتماد أو انتظار الإجراءات الروتينية ليستعد للأزمة بكل حزم ويمتع حدوثها وإذا وقعت بالفعل يسيطر عليها ويستفيد منها والحد من خسائرها وتقصير مدتها.
- إدراك القائد لأثر الأزمة على أهداف الدولة: مدى إدراك القائد لأثر الأزمة على أهداف الدولة والقائد المميز هو الذي يدرك مدى تأثير الأزمة على الدولة وكيفية التعامل معها فيحاول الحد من تأثرها السلبي على أهداف واستقرار الدولة سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا ونفسيًا.
- إدراك القائد لعنصر الوقت : أي مدى إدراك القائد للوقت المتاح له للتصرف واتخاذ القرار السليم في الوقت المناسب تجاه الأزمة والتدخل بها وتوجيها والسيطرة عليها (محمود وهيب السيد، 2007).
الخاتمة
يعتمد القائد الفعال في إدارته للأزمات على مجموعة من الاستراتيجيات والأساليب والنظريات، مما يؤكد على أهمية دوره في استخدام الأسلوب المناسب الذي يتماشى مع طبيعة ونوع الأزمة التي يواجهها حيث يقوم بتحديد أسباب الأزمات وأبعادها وكيفية ومتطلبات التعامل معها وأبعادها الإستراتيجية، وبناءً على ذلك يحدد ويستخدم الأسلوب المناسب الذي يتوافق مع طبيعة ونوع الأزمة.
ويواجه القائد مجموعة من التحديات في ظل متغيرات البيئة الداخلية والخارجية، لذلك يجب عليه ضرورة مواجهة الأزمات وإدارتها بأقصى درجات الكفاءة والفعالية، وذلك من خلال اكتشاف نقاط القوة والضعف لفريق إدارة الأزمات ومواجهة التحديات والمشاكل، والتنبؤ بالأزمات ومواجهتها قبل وقوعها واتخاذ الحلول المناسبة ومعرف كيفية الاستفادة من الظروف والإحداث المحيطة واستغلالها بالشكل الأمثل وتحديد الأسلوب المناسب الذي يتواكب مع طبيعة الأزمة ومدى شدتها وتأثيرها.
وبناءً على ما سبق فإن قائد إدارة الأزمات قائد مميز يتميز بمجموعة من الخصائص والسمات والمزايا والمؤهلات العلمية والعملية والخبرات والقدرات الذهنية والنفسية والعقلية التي تؤهله للتعامل مع كافة أنواع الأزمات والحد من آثارها السلبية في الحاضر والمستقبل.
النتائج
- إن إدراك القائد لموقف الأزمة وتأثره بأشياء وعامل عديدة فإنه يتأثر أكثر بشخصية القائد ودوافعه واهتماماته الذاتية ومتطلباته الشخصية وأهدافه من خلال الوظيفة كما يتأثر أيضًا بالعوامل الذاتية المرتبطة بالأزمة ومدى خبرة القائد ومرونته.
- هناك علاقة بين الإدراك والقيادة حيث الإدراك يمثل أحد مكونات البناء الشخصي للإنسان بصفة عامة والقائد بصفة خاصة، لذلك فإن الإدراك يأخذ أهمية القصوى إذا ارتبط بإدارة الأزمات.
- هناك حلقة تنسيق مفقودة في مواجهة الأزمات في إدارة جامعة أم القرى وهي التنسيق على مستوى الإدارة المتوسطة، لذا لابد من مشاركة كافة المستويات الإدارية في إدارة الأزمات لضمان إدارتها بشكل فعال وشامل.
- تتنوع الأزمات ولكن هناك قصور واضح في عملية توثيقها والاحتفاظ بسجلات الأزمات والتقارير السابقة وذلك في إطار توحد مصادر ومخرجات البيانات المتعلقة بالأزمات.
- يوجد ضعف في نظام الإدارة العليا على مستوى جامعة أم القرى في إدارة الأزمات سواء فيما يتعلق بتطبيق مرحل إدارة الأزمات وذلك بسبب نقص الإمكانيات المادية أو نقص الكوادر البشرية وإعدادها وقصور الخطط الموضوعة مسبقًا وتنفيذها.
- لا يوجد نمطًا قياديًا ثابتًا أو أمثل يتبعه القائد في مواجهة كافة الأزمات، حيث تُعد الأزمة منبهًا لظهور أنواع مختلفة من الاستجابات والسلوكيات المختلفة تجاه الأزمات، لذلك يجب أن يتعامل القائد مع كل أزمة تحدث بنماط وأسلوب مختلف وفقًا لطبيعة الأزمة وطبيعتها ونوعها، وهنا تظهر قدرة قائد إدارة الأزمات على سرعة الفهم الصحيح لطبيعة الأزمة وأبعادها وتأثيراتها ومن ثم اختيار الأسلوب المناسب لإداراتها، ويمكن للقائد الجمع بين عدة أنماط لمعالجة وإدارة نفس الأزمة.
- للتعاون والاحترام دورًا هامًا بين القائد والعاملين وفيما بينهم في تسهيل وسرعة احتواء الأزمة وتقصير مدتها.
التوصيات
في ضوء التحليل النظري والإحصائي السابق يمكن صياغة مجموعة من التوصيات العلمية العملية التي تُساعد القيادات في جامعة أم القرى على منع حدوث الأزمات وفي حالة حدوثها بالفعل تدعيم قدرة الجامعة على إدارة الأزمات بكفاءة وفعالية، تتمثل هذه التوصيات فيما يلي:-
- إنشاء فريق أو إدارة أو قسم لإدارة الأزمات .
- ضرورة اهتمام جامعة أم القرى بتأهيل القادة ورفع مهاراتهم الإدارية وإدارة الأزمات والمهارات الشخصية والذهنية والبدنية.
- عقد مجموعة من الدورات التدريبية باستمرار بهدف صقل مهارات ومعارف وخبرات القائد وكافة العاملين.
- توفير الأدوات والمعدات اللازمة من أهمها توفير نظام معلومات لإدارة الأزمات ويتم تحديثه باستمرار وتوفير الحاسبات الإلكترونية وشبكات الإنترنت وشبكات الاتصال وأجهزة ووسائل الاتصال.
- ضرورة اهتمام الجامعة بتوفير البيانات والمعلومات الجيدة والتنبؤ بالأحداث والاستعداد من خلال توفير نظم فعالة للإنذار المبكر.
- التصدي للأزمة وإدارتها بأسلوب علمي صحيح مخطط ومناسب.
- عقد الندوات والمحاضرات وورش العمل والدورات التدريبية بهدف توعية العاملين بجامعة أم القرى بأهمية تحديد المشاكل التي يمكن أن تسبب أزمات أو تسبب تفاقهما ومعالجتها ووضع الحلول المناسبة لها، فضلاً عن تبني المفاهيم الضرورية لإدارة الأزمة خاصةً القيادات الإدارية في جامعة أم القرى.
- تولي الاهتمام الكافي بكشف العوامل والأسباب الرئيسة التي تؤدي إلى ظهور الأزمة أو تفاقمها من أجل تجنبها في المستقبل.
- تدريب القادة والعاملين المستمر واكسابهم المهارات الخاصة بإدارة الأزمة، وتبني السلوكيات المناسبة لإعادة بناء جامعة أم القرى لتكون قوية قادرة على منع الأزمات والتصدي لها قبل وقوعها وحسن إدارتها حين وقوعها بالفعل.
- المراجعة الموضوعية للأزمات الماضية، والتعلم في الأخطاء، واستنتاج الدروس منها بهدف الإعداد السليم للأزمات المستقبلية.
- تطوير قدرات القادة الإداريين في مختلف المستويات الإدارية بجامعة أم القرى وتصحيح المعتقدات الخاطئة لديهم عن إخفاء المشاكل والاعتقاد أن الجامعة غير معرضة للمخاطر، بل يكونوا على وعى بمجالات تعرضهم للمخاطر وأن يبادروا بإصلاح أوجه القصور مما يمكنهم من مواجهة كل التحديات.
- محاولة التنبؤ بالأزمات وذلك من خلال التحليل المستمر للمعلومات المتوفرة والتعرف على المؤشرات المبكرة لحدوث الأزمة.
- على قيادة جامعة أم القرى التخلص من الأساليب التقليدية التي تعتمد على رد الفعل والأخذ بالأساليب الحديثة التي تعتمد على التخطيط الاستراتيجي ومنهج إدارة الأزمات.
- على قيادة جامعة أم اقرى أن تعمل على خلق مناخ داعم لإدارة الأزمات يتسم بحرية التفكير والإبداع والشفافية والمصداقية.
- بناء سلوك فعال في إدارة الأزمات على المستوى الجزئي والمستوى الكلي يعتمد على كافة الأدوات والأجهزة والخطوات في شكل منظومي متكامل .
- إن التعامل مع موقف الأزمة من خلال تحليل عناصرها جيدًا ودراسة كافة عنصر فيها دراسة علمية موضوعية والاستعانة بالمعاونين الأكفاء والقادرين على إعطاء الرأي والمقترح والمشورة العلمية المعتمدة على أسس سليمة لإدراكها بشكل سليم ودقيق وواقعي وتحديد مدى حجم وخطورة الأزمة وضمان سلامة موقف إدارة الأزمة.
- ضرورة التدريب العملي من خلال نماذج محاكاة واقعية وسليمة أسلوب مفيد وفعال يُساعد القائد للتعامل المستقبلي مع موقف الأزمة بطريقة عملية تحد من أثر الإدراكات المسبقة له عن موقف الأزمة، حيث إن ذلك التدريب يهمش كثيرًا الأثر النفسي لموقف الأزمة وتداعياتها على إدراكات القائد ويُقارب بينه وبين الإدارة النمطي أو المعتاد أو التقليدي.
- إن معرفة القائد لطبيعة عملية الإدراك ومؤثراتها وارتباطاتها وجذورها وكذلك تأثير موقف الأزمة على عملية الإدراك نفسها هو أمر مفيد للغاية يجعله يعرف أين يقف؟ ويفهم مؤثرات الموقف وطبيعته وخصائصه وتأثير ذلك الموقف على الأزمة نفسها، ومن ثم توجيه الإدارة بشكل أكثر صحة ورشدًا.
- ضرورة توفير أنظمة إنذار مبكر تتسم بالكفاءة والفعالية والدقة والقدرة على رصد إشارات الخطر وتحليلها وتوصيل هذه الإشارات إلى متخذي القرارات، وذلك لتسليط الضوء على الإشارات المسبقة لاحتمالية حدوث خلل ماما يمكن من خلالاها التعرف على أبعاد المخاطر ما قبل التدهور وتحوله إلى أزمة تمثل مصدر للخطر على المنظمة.
- إنشاء قاعدة ونظام ماع معلومات شاملة وحقيقة من المعلومات والبيانات الخاصة بكافة أنشطة الأزمات والمخاطر التي قد تتعرض لها وآثار تداعيات ذلك على مجمل نشاطاتها.
- ضرورة توفير أنظمة اتصالات تتسم بالكفاءة والفعالية حيث بقدر سرعة ووفرة المعلومات الجيدة بقدر نجاح القائد والإدارة العليا في جمع وحشد وتعبئة الموارد ومواجهة الشائعات المضرة والسلبية لكسب احترام وثقة العاملين بالمنظمة والجماهير الخارجية التي تتعامل معها المنظمة وكسب الرأي اعام.
- إدراك أهمية الوقت لأنه نظرًا لخطورته خاصةً في إدارة الأزمات والتعامل معها بفعالية ومن أهم متطلبات استيعاب الأزمة والتفكير في البدائل واتخاذ القرارات المناسبة والسرعة في تحريك فريق إدارة الزمة في الاتجاه الصحيح لإدارة الأزمة والتعامل معها في مختلف مراحلها.
المصادر والمراجع
- حميد سالم الكعبي، “دور القيادات الإدارية الناجحة في إدارة الأزمة دراسة تحليلية لعينة من الشركات في وزارة النقل والموصلات / العراق“، كلية الرافدين الجامعة، 2017.
- سامي بشير أبو رمان، ” أثر القيادة التحويلية في الاستعداد لإدارة الأزمات، المجلة الأردنية في إدارة الأعمال، المجلّد 12، العدد 3، 2016.
- سناء محمد زهران عمر، “الوعي التخطيط للقيادات الإدارية في مواجهة الأزمات والكوارث دراسة مطبقة على وزارة النقل والمواصلات“، مجلة دراسات في الخدمة الاجتماعية والعلوم الإنسانية، العدد (50)، المجلد (3)، إبريل 2020.
- صلاح الدين حسن محمد عبد الله، “دور القيادة في إدارة الأزمات“، مجلة جامعة دنقلا للبحث العلمي، كلية الدراسات العليا، جامعة دنقلا، السودان، السنة (8)، العدد (14)، يناير 2018.
- عبد السلام يونس، “دور القيادة الإدارية في مواجهة الأزمات – دراسة ميدانية لعينة من القادة الإداريين بالمصارف الليبية“، مجلة تنمية الموارد البشرية للدراسات والبحوث، المركز الديمقراطي العربي للدراسات الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ألمانيا، برلين، العدد (6)، أكتوبر 2019.
- عصام ناجي أبو شهاب وياسين علي محجوب، “الأنماط القيادية السائدة لدى مشرفي الأنشطة الرياضية في مديريات التربية والتعليم وعلاقتها بإدارة الأزمات من وجهة نظر رؤساء الأقسام“، دراسات، العلوم التربوية، الجامعة الأردنية، المجلد (45)، ملحق، 2018.
- غسان قاسم داود اللامي وخالد عبدالله إبراهيم العيساوي، “إدارة الأزمات الأُسُس والتطبيقات“، 2015.
- فاطنة قهيري، “أثر الأنماط القیادیة الحدیثة على جودة الحیاة الوظیفیة من خلال توسیط العدالة التنظیمیة دراسة حالة مدیریة توزیع الكهرباء والغاز بولایة الجلفة“، رسالة دكتوراه، كلیة العلوم الاقتصادیة والعلوم التجاریة وعلوم التسییر، جامعة زیان عاشور الجلفة، 2019.
- فتيحة بوداني، ” الأنماط القيادية ودورها في حل الأزمات“، رسالة ماجستير، كلية الحقوق والعلوم السياسية، جامعة الجيلالي بونعامة خميس مليانة، 2018.
- محمد دخيل الله الهاجري، ” واقع إدارة الأزمات بمدارس المرحلة المتوسطة بمنطقة الفروانية التعليمية بدولة الكويت من وجهة نظر المعلمين“، مجلة كلیة التربیة، جامعة الأزهر، العدد (186)، الجزء الثالث، إبريل لسنة 2020.
- محمد محمد المغير ومحمد عبد الحميد وهبة عز الدين، “واقع الإدارة العليا للأزمات والكوارث في قطاع غزة“، مجلة الجامعة الإسلامية للدراسات الاقتصادية والإدارية، شئون البحث العلمي والدراسات العليا، الجامعة الإسلامية بغزة، المجلد (26)، العدد (2)، إبريل 2018.
- محمود وهيب السيد، “إدراك القائد أثناء إدارة الأزمة“، الفكر الشرطي، القيادة العامة لشرطة الشارقة، مركز بحوث الشرطة، المجلد (16)، العدد (2)، يوليو 2007.
- مريم بودوشة، “دور القيادة في إدارة الأزمات داخل المؤسسة دراسة ميدانية بالمؤسسة المينائية لسكيكدة“، رسالة ماجستير، كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية، جامعة العربي بن مهيدي – أم البواقي، 2017.
- هانم أحمد أحمد سالم وأميرة محمد بدر محمد، “النموذج البنائي للعلاقات بين الذكاء التنظيمى والإبداع وإدارة الأزمات المدرسية لدى مديرى المدارس الثانوية في ضوء بعض المتغيرات الديموغرافية كما يدركه المعلمون“، مجلة الإرشاد النفسي، مركز الإرشاد النفسي، جامعة عين شمس، العدد (52)، ديسمبر 2017.
- Demiroz، F.، & Kapucu، N.، “The Role of Leadership in Managing Emergencies and Disasters“، European Journal of Economic and Political Studies، 5 (1)، 2012.
- Irwin C. Harrington.، “Improving Public Safety Emergency Response Efficiency amid Uncertainty through Crisis Leadership Training“، Ph.D.، College Of Social and Behavioral Sciences، Walden University، USA، 2010.
- Shadraconis، S.، “Organizational Leadership in Times of Uncertainty: Is Transformational Leadership the Answer?”، LUX: A Journal of Trans disciplinary Writing and Research from Claremont Graduate University، 2 (1)، 2013.
- Unlu، and et al، “Disaster and crisis management in Turkey: a need for a unified crisis management system“، Turkey، 2010.
[[1]] ينظر: جلال مصطفى الصياد/ ومصطفى ﺟﻼل مصطفى، “اﻟﻤﻌﺎﯾﻨﺔ اﻹﺣﺼﺎﺋﯿﺔ“، ﻣﻜﺘﺒﺔ عين شمس-القاهرة، 2003م.
قيم البحث الأن
راجع البحث قبل التقييم
راجع البحث قبل التقييم