العدد الرابع عشرالمجلد الرابع 2021

نقد المنطق بين ابن تيمية وعلماء الغرب في (باب التصورات)

د/ أسماء محمد بركات

أستاذ مشارك قسم العقيدة -كلية الدعوة

جامعة أم القرى

البريد الإلكتروني : ambarakat@uqu.edu.sa

معرف الوثيقة الرقمي : 202161

الملخص

 إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا، أما بعد

 لما كانت مناهج الفكر اليوناني التي حوتها علوم المنطق قد انتشرت في وسط الفكر الإسلامي وظهر التأثر بها جليا في طرق الاستدلال على العقائد فقد التزم بنقدها طوائف من أهل العلم، وكان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله على رأس أولئك الأخيار حتى أن الغرب لما توجهت علومهم إلى البحث والاستنتاج وأخذوا بنقد علوم أولئك الأوائل كان شيخ الإسلام رحمه الله أسبقهم لأجود ما توصلوا إليه بأحسن عبارة وأبلغ منطق وأبينه .

 ولا يخفى على متبصر بأحوال أهل الكلام ومن حذى حذوهم عظيم أثر الفلسفة المنطقية عليهم حتى بجل كثير منهم علوم اليونان واعتقد نزاهتها في بيان المعقول ؛ وهنا أتى هذا البحث ليبرز الخلل في المنطق اليوناني بما يكشف عن عدم أصالته كمصدر معتمد في مناهج الاستدلال وتلقي المعارف اليقينية ولأجل ذلك اعتمدت إبراز ما توجه إليه من نقود أصيلة ظهرت عناية الإمام ابن تيمية بإبرازها حتى يمنع من الإغترار بمناهج المنطقيين بما فيها من مخالفات للحقائق مقارنة بما تم توجيهه من نقود على المنطق اليوناني من علماء الغرب حتى يدرك ما حققه الإمام من سبق في هذا الباب .

 لذا تطلعت لعمل بحث مصغر أتلمس فيه بعضا من تلك الوجوه المشرقة التي ظهرت فيها جهود شيخ الإسلام الذي كانت له اليد الطولى في نقد علوم المنطق ؛ ملموسة بينة بجانب ما توصلت إليه جهود علماء الغرب المحدثين ، وهذه هي خطتي المقدمة للبحث :

نقد المنطق بين ابن تيمية وعلماء الغرب في (باب التصورات)

الفصل الأول : تاريخ المنطق الأرسطي وفيه

الفصل الثاني : قضايا المنطق الأرسطي

الفصل الثالث : موقف الغربيين من المنطق في باب التصورات

الفصل الرابع : موقف الإمام ابن تيمية من المنطق في باب التصورات

كلمات مفتاحية : منطق، تصورات، نقد، ابن تيمية، غرب

Criticism of logic between Ibn Taymiyyah and Western scholars

In (Chapter of Perceptions)

(Research Summary)

 Praise be to God. We praise Him, seek His help, seek His forgiveness, seek His forgiveness, and seek refuge in Him from the evils of ourselves and from our bad deeds.

Whereas the methods of Greek thought contained in the logic sciences had spread in the midst of Islamic thought and the influence of them was evident in the methods of inference on beliefs, sects of scholars committed themselves to criticizing them, and Sheikh al-Islam Ibn Taymiyyah, may God have mercy on him, was at the head of those good people so that when their sciences were directed to the West Research and conclusion, and they took criticism of the sciences of those early.

It is not clear to anyone who is aware of the conditions of the people of speech and those who follow their example. The impact of logical philosophy on them is great, even if many of them honor the sciences of Greece and believe its integrity in clarifying the reasonable Here, this research came to highlight the flaw in the Greek logic by revealing its lack of authenticity as an approved source in the methods of inference and receiving certain knowledge, and for that I relied on highlighting the original criticism directed to him, the attention of Imam Ibn Taymiyyah by highlighting it in order to prevent it from being deceived by the approaches of the logicians, including the contradictions of facts in comparison. With the money that was directed to the Greek logic by Western scholars in order to realize what the Imam had achieved in this chapter.

Therefore, I looked forward to doing a mini research in which I would touch some of the bright faces in which the efforts of the Sheikh of Islam, who had the upper hand in criticizing the sciences of logic, appeared. A tangible evidence in addition to the findings of the efforts of modern Western scholars, and this is my presented plan for the research:

Criticism of logic between Ibn Taymiyyah and Western scholars in (Chapter of the conceptions)

Chapter One: History and in Aristotelian logic

Chapter Two: Issues of Aristotelian logic:

Chapter Three: Westerners ’stance on logic in the chapter on perceptions

Chapter Four: Imam Ibn Taymiyyah’s position on logic in the chapter on perceptions

******

Key words Logic, Perceptions, Criticism, Ibn Taymiyyah, West

بسم الله الرحمن الرحيم

 إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا، أما بعد

فإن من أعظم ما تفضل الله تعالى به على عباده بعد الاهتداء لأمره والتمسك بشرع نبيه محمد صلى الله علي وسلم ؛الدعوة إلى دينه بالحكمة والموعظة الحسنة التي تقتضي حسن التلقي من المعصوم والاستنباط والاستنتاج، ومن هنا ظهرت أهمية التفكير المنظم الذي يحسن بناء المقدمات الصحيحة والتي تفضي بدورها إلى النتائج السديدة الثابتة، وفقا لمناهج الاستدلال المعتبرة عند المسلمين .

 ولما كانت مناهج الفكر اليوناني التي حوتها علوم المنطق قد انتشرت في وسط الفكر الإسلامي وظهر التأثر بها جليا في طرق الاستدلال على العقائد ؛ فقد التزم بنقدها طوائف من أهل العلم بذلوا الكثير من بيان ما يحمد منها ويذم, فأجلوا القصد وأجملوا الطلب, وبذلوا النصح فما غابوا عن بيان الحق منها بحجة هدم الباطل وكشف زوره، فتناهت مطالبهم إلى أكمل ما يبتغى من حسن النقد، وكان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله على رأس أولئك الأخيار حتى أن الغرب لما توجهت علومهم إلى البحث والاستنتاج وأخذوا بنقد علوم أولئك الأوائل كان شيخ الإسلام رحمه الله قد سبقهم لأجود ما توصلوا إليه بأحسن عبارة وأبلغ منطق وأبينه .

 ولا يخفى على متبصر بأحوال أهل الكلام ومن حذى حذوهم عظيم أثر الفلسفة المنطقية عليهم حتى بجل كثير منهم علوم اليونان واعتقد نزاهتها في بيان المعقول، يقول الإمام ابن القيم رحمه الله :” فنجد أتباع أرسطو الملحد المشرك عابد الأوثان يتبعونه فيما وضعه لهم من قواعد المنطق الطبيعي والإلهي وكثير منهم يرى بعقله نقيض ما قاله ولكن لحسن ظنه به يتوقف في مخالفته وينسب التقصير إلى فهمه والنقص إلى عقله لعظمة أرسطو في نفسه ولعلمه بأنه أعقل منه وهكذا شأن جميع أرباب المقالات والمذاهب يرى أحدهم في كلام متبوعه ومن يقلده ما هو باطل وهو يتوقف في رد ذلك لاعتقاده أن إمامه وشيخه أكمل منه علما وأوفر عقلا هذا مع علمه وعلم العقلاء أن متبوعه وشيخه ليس بمعصوم من الخطأ فهلا سلكوا هذا المسلك مع نبيهم ورسولهم المضمون له العصمة المعلوم صدقه في كل ما يخبر به وهلا قالوا عقله أوفر من عقولنا وعلمه أصح من علومنا”.

لذا تطلعت لعمل بحث مصغر أتلمس فيه بعضا من تلك الوجوه المشرقة التي ظهرت فيها جهود شيخ الإسلام الذي كانت له اليد الطولى في نقد علوم المنطق ؛ ملموسة بينة بجانب ما توصلت إليه جهود علماء الغرب المحدثين ، وهذه هي خطتي المقدمة للبحث :

نقد المنطق بين ابن تيمية وعلماء الغرب في (باب التصورات)

تمهيد : التعريف بالمنطق

الفصل الأول : تاريخ المنطق الأرسطي وفيه

المبحث الأول : نشأة المنطق

المبحث الثاني : التعريف بواضعه

الفصل الثاني : قضايا المنطق الأرسطي:

المبحث الأول : باب التصورات

المبحث الثاني : باب التصديقات

الفصل الثالث : موقف الغربيين من المنطق في باب التصورات

المبحث الأول : نشأة المنطق الحديث

المبحث الثاني: نقود علماء الغرب للتصورات

الفصل الرابع : موقف الإمام ابن تيمية من المنطق في باب التصورات

المبحث الأول : موقفه من المنطق اليوناني في باب التصورات

المبحث الثاني : جهوده في نقد المنطق الصوري

الخاتمة

التمهيد

 المنطق في لغة العرب مشتق من النطق أو الكلام، أما في لغة الغرب فإنه مشتق من اللفظ اليوناني لوجوس الذي يعني العقل والكلام .

 أما في المعنى الاصطلاحي فإن المنطق يدل على البحث المنظم عن القوانين والمبادئ العامة التي يتوصل إليها العلم الجزئي وفقا لبعض المعايير العقلية والإجراءات التجريبية .

وفي الجمع بين المعنى اللغوي والاصطلاحي في لغة العرب يقول التهانوي : وإنما سمي المنطق لأن النطق يطلق على اللفظ وعلى إدراك الكليات وعلى النفس الناطقة .

 والجدير بالإشارة وهو الواضع الحقيقي لعلم المنطق لم يستخدم لفظ المنطق في مؤلفاته، وإنما كان يستخدم لفظ التحليلات ليدل على ما نسميه اليوم بالمنطق الصوري .

ولا يعرف على وجه الدقة أول من استخدم لفظ المنطق ولا في أي عصر، وأرجح ما قيل في هذا الصدد أن تكون هذه الكلمة من وضع شراح أرسطو.

 فالمنطق هو العلم الذي يضع قواعد معينة لو راعاها الإنسان لعصم ذهنه من الوقوع في الخطأ أيا كان الموضوع الذي يتحدث عنه، وهذا هو الفهم الذي ركز عليه الفلاسفة المسلمون يقول ابن سينا :” المراد من المنطق أن يكون عند الإنسان آلة قانونية تعصمه مراعاتها عن أن يضل في فكره”.

 أما التعريفات الحديثة للمنطق، فالملاحظ أن الكثير منها يدل على فهم للمنطق داخل الفلسفة، فمنهم من يسميه علم البرهان، ويعني به جزء من نظرية المعرفة بالمعنى الفلسفي، ومعنى ذلك أن المنطق ليس علما مستقلا عن العلوم الفلسفية، بل هو جزء من مباحث الفلسفة وهو نظرية المعرفة.

 ويكاد يتفق المناطقة على أن المنطق علم استدلالي نبدأ فيه بمقدمات نسلم بصحتها لننتهي منها إلى النتائج التي تلزم عنها .

الفصل الأول : تاريخ المنطق الأرسطي وفيه

المبحث الأول : نشأة المنطق

 لقد مرت الفلسفة اليونانية بمراحل متعددة وكانت المرحلة الأولى أو الباكرة تمثل مرحلة السذاجة الفكرية التي تظهر ضعف التفكير المنطقي في تلك الآونة، وكانت المذاهب التي ترتكز عليه الفلسفة آنذاك هي :

 المذهب الطبيعي

 المذهب الرياضي

 المذهب السفسطائي

ويرتكز المذهب الطبيعي على تفسير الوجود تفسيرا ماديا بحتا، حيث ذهب طاليس إلى القول بأن أصل جميع الموجودات هو الماء، وتبعه أبرز الفلاسفة آنذاك على ذلك المنهج حيث فسر كل واحد منهم الوجود على ما رآه، أمثال هرقليطيس، فقال بأن أصل الكون هو النار .

 أما المذهب الرياضي، فتعود نسبته إلى فيثاغورس الذي فسر الوجود بطريقة رياضية واضعا أساس الوجود تحت نظام الأعداد والأشكال الهندسية فرمز إلى الوجود بالنقاط والأعداد ورتبها ترتيبا هندسيا، حتى قدس أتباعه الأشكال الهندسية والرقم سبعة، وأعادوا التكاثر الوجودي إلى استعداد الأرقام للتكاثر .

 وكان المذهب السفسطائي ممثلا لمرحلة التشكيك في تلك المعارف الساذجة التي تم على أساسها تفسير الوجود، ولكنهم تجاوزوا ذلك حتى شكو في ذات المعرفة نفسها فكانوا يعتمدون المغالطات ليصلوا إلى نتائج خاطئة، وكان من أشهرهم بروتاغوراس الذي آمن بعجز العقل عن الإحاطة بالعلم، واعتمد نظرية نقض المقياس الموصل لنقض النتيجة، فأضعف العقل البشري واعتبره مقياسا ناقصا ليصل إلى نقص النتيجة .

 وجاءت المرحلة الثانية من مراحل الفلسفة اليونانية التي تمثل مرحلة النضج الفكري في العصر اليوناني و يطلق عليها المرحلة الذهبية .

 فكان سقراط الذي أعلن إيمانه بعد تعدد الآلهة فسجن لذلك وأخذ يعلم طلابه، ورفض الهروب من السجن حتى لا يكون قدوة سيئة لطلابه، وأهم ما أقام عليه فلسفته بيان أن العقل هو طريق المعرفة، وبشر بالاستقراء، وكان أول من شرع القياس.

 تبعه تلميذه أفلاطون الذي توصل بفلسفته إلى إدراك عالم المثل الذي اعتبره مفتاحا للوصول إلى حقائق الأشياء ومعرفتها، وبذلك كان أول من أسس نظرية الكليات واعتبرها سبيلا لإدراك الجزئيات، ثم أتى بعده تلميذه أرسطو الذي قنن للفكر المنطقي بنظرياته التي بقيت ممثلة مرحلة النضج الفكري في تلك الآونة .

المبحث الثاني

التعريف بواضعه

 اسمه الكامل أرسطو طاليس ولد سنة 348 ق م عرف بأرسطو العقل وذلك لذكائه الحاد ولكونه أفضل طلاب أفلاطون، فقد كان أفلاطون إذا اضطر للسفر كلف أرسطو مهمة التدريس مكانه.

 ولا يعني أن تأثر أرسطو بأفلاطون حمله على أن يكون ناقلا عنه، بل على العكس كان معارضا لبعض أفكار أستاذه الأساسية، أفلاطون صديقي والحق صديقي، ولكن الحق أولى بمحبته .

 اشتهر أرسطو بعلاقته مع الإسكندر، ولكن الأستاذ لم يحاول استغلال هذه العلاقة، بل لم يستفد منها شخصيا بشيء، ولكنه كان دائما يطلب من الإسكندر أن يوافيه بما يكتشفه في البلاد التي يفتتحها قصد أن يدرس الحضارات الأجنبية، وبالفعل كان الإسكندر يرسل إليه نماذج طبيعية وما يصادفه من مهم في الدراسة .

 ولم يكن لأرسطو طموحات سياسية معينة، بل زهد بالعلم واكتفى به ولم يترك أرسطو جانبا من العلم إلا وخاضه حتى أنه كان فيلسوفا وعالما طبيعيا ونفسانيا ، وأيضا لم يهمل الأخلاق والسياسة والمنطق .

 “وكان يسمى المعلم الأول فطار له في العالم ذكر ولما انقرض أمر اليونان وصار الأمر للقياصرة وأخذوا بدين النصرانية هجروا تلك العلوم كما تقتضيه الملل والشرائع فيها وبقيت في صحفها ودواوينها مخلدة باقية في خزائنهم ثم ملكوا الشام وكتب هذه العلوم باقية فيهم ثم جاء الله بالإسلام وكان لأهله الظهور الذي لا كفاء له وابتزوا الروم ملكهم فيما ابتزوه للأمم وابتدأ أمرهم بالسذاجة والغفلة من الصنائع حتى إذا تبحبح السلطان والدولة وأخذوا من الحضارة بالحظ الذي لم يكن لغيرهم من الأمم وتفننوا في الصنائع والعلوم تشوقوا إلى الاطلاع على هذه العلوم الحكمية بما سمعوا من الأساقفة والقساوسة المعاهدين بعض ذكر منها وبما تسمو إليه افكار الإنسان فيها فبعث أبو جعفر المنصور إلى ملك الروم أن يبعث إليه بكتب التعاليم مترجمة فبعث إليه بكتاب أوقليدس وبعض كتب الطبيعيات فقرأها المسلمون واطلعوا على ما فيها وازدادوا حرصا على الظفر بما بقي منها”

 وبالرغم مما ضاع من مؤلفات أرسطو عبر التاريخ يبقى أرسطو صاحب قلم سيال وأفكار غزيرة، وكانت كتاباته على طريقة أفلاطون في بادئ الأمر حيث اعتمد المحاورات السياسية والأخلاقية والفلسفية، ولكنه بعد نضجه صار يكتب المؤلفات الطويلة ذات الطابع العلمي الرصين، فكانت كتب المنطق والماوراء السياسة والخطابة والشعر، وكان له في المنطق كتاب الآلة الفكرية وكتاب المقولات وكتاب العبارة وكتاب القياس والتحليلات الأولى والثانية أو البرهان وله كتب في الجدل والسفسطة .

 قسم أرسطو المنطق إلى ستة أقسام :

 المقولات العشر : وهي الأوجه التي توجد الأشياء وفقا لها ويجمعها هذين البيتين:

زيد الطويل الأزرق بن برمك في داره بالأمس كان متكي

في يده سيف لواه فالتوى فهذه العشر المقالات سوى

زيد: الجوهر الطول : الكم اللون: الكيف العائلة : النسبة في الدار : المكان الأمس : الزمان الاتكاء : الحالة في يده : الملكية الالتواء : الفعل نتيجة الالتواء : الانفعال.

العبارة وتعني الانطلاق من الجزئي إلى الكلي

 التحليلات الأولى : وتعني القياس بمنهجية مثلا :

كل إنسان ميت سقراط إنسان سقراط ميت

 التحليلات الثانية : في البرهان ويعتبره النتيجة الحتمية للمقدمات القياسية

 الجدل : حيث يجوز الاحتمال والترجيح.

السفسطة : المقدمات الخاطئة التي توصل لنتائج خاطئة .

الفصل الثاني

قضايا المنطق الأرسطي

المبحث الأول ( باب التصورات )

 تنقسم علوم المنطق الأساسية إلى قسمين :

 الأول : علم التصورات

 وهو العلم بمعاني المفردات دون تعرض لإثبات شيء لها أو نفي شيء عنها، ويضرب لذلك مثالا : أن يسألك أحد عن معنى كلمة سيارة، أو مجرة، أو صاروخ، أو إنسان فإذا أخبرته بمعاني هذه الأشياء أو بعضها التي سأل عنها حصلت صورته في ذهنه حسب تعريفك لها، وحصول صورتها في ذهن السائل هو المراد بكلمة تصور، حيث اشتقت من حصول صورة الشيء في الذهن.

فالتصور على ذلك إنما يكون لمجرد تعريف الشيء المفرد المسئول عنه، دون تعرض لإثبات شيء له أو نفي شيء عنه .

 وبمثل ذلك عرف المناطقة الإنسان : بأنه حيوان ناطق، وهذه هي مرحلة التصور التي تقف عند الشرح دون الاشتغال بإثبات أو نفي شيء عن المسئول عنه.

وحتى يتم المراد فإن هذا المبحث يشتمل على المباحث المتعلقة بالألفاظ المفردة، مثل : الدلالة الكلي والجزئي والعلاقة بين الكليين والكليات الخمس ثم يختم هذا القسم بأشرف وأهم موضوعاته وهو التعريفات التي تعتبر المقصد الأهم من هذا القسم، والتي عليها مدار اهتمام العلماء وإليها توجهت نقودهم وملاحظاتهم

 فإن الحدود عند المناطقة القدماء هي موضوعات الفكر، بينما الألفاظ هي الوسيلة التي يعبر بها عن هذه الموضوعات، فالحدود هنا تقوم بوظيفة منطقية وهي أنها تحمل معنى، ولعل هذا هو السبب في أن كثير من المناطقة لا يتحدثون عن حدود، بل عن تصورات، على أساس أن الحدود تعبر في الواقع عن تصور عقلي لموضوع من الموضوعات، وهذا التصور هو أساس الحكم المنطقي الذي هو جوهر المنطق

أولا : تعريف الحد :

الحد لغة : الفاصل بين الشيئين أو طرف الشيء ونهايته،

 الحد هو التعريف وسمي بذلك لكونه مبينا موضحا للماهية التي يعرفها، وقد عرف بعدد من الألفاظ منها :

التعريف : هو تحليل معنى الفظ الكلي

: ما يقال على الشيء لإفادة تصوره

قول تستلزم معرفته معرفة الشيء المعرف

 وللتعريف أنواع كثيرة منها ما هو حقيقي، وهو الذي يعتمد على بيان ماهية الشيء المعرف سواء ببيان ذاتياته أو أعراضه وخواصه .

والنوع الثاني : هو التعريف الخاص الذي يرمي إلى تعريف الشيء إما بالإشارة، أو بالمثال، أو بالمرادف.

وكل هذه الأنواع من التعريفات لا تعتمد حقيقة المعرف أو ماهيته ولا تعتمد الجنس والنوع والفصل.

لذلك ليست هذه الأنواع معتبرة عند المناطقة، فإن التعريف المعتبر عند المناطقة هو التعريف الحقيقي .

وينقسم التعريف الحقيقي إلى قسمين هما : التعريف بالحد والتعريف بالرسم .

والتعريف بالحد ينقسم بدوره إلى قسمين : الحد التام والحد الناقص .

 ويسمى الحد حدا تاما إن كان بالجنس والفصل القريبين، وحدا ناقصا إن كان بالفصل القريب وحده، أو بالجنس البعيد، ورسما تاما إن كان بالجنس القريب أو بالخاصة، ورسما ناقصا إن كان بالخاصة وحدها، أو بها وبالجنس البعيد .

وتفصيل هذا كما يلي :

أولا : الحد التام : وهو أكمل أنواع التعريفات لذكر جميع الذاتيات فيه على وجه طبعي، وعرفه الجرجاني بأنه: قول دال على ماهية الشيء”، وهو ذكر الجنس القريب مع الفصل، فهذان هما جزءا الماهية، الجزء الأول : الجنس، والجزء الثاني : الفصل .

ومثاله الإنسان : حيوان ناطق

فحيوان : جنس

ناطق : فصل.

والجنس اسم دال على كثيرين مختلفين بأنواع وكلي مقول على كثيرين مختلفين بالحقيقة في جواب ما هو من حيث هو كذلك”.

 ثانيا : الحد الناقص :

ويكون بالجنس البعيد والفصل، أو بالفصل وحده دون ذكر للجنس قريبا أو بعيدا، مثال : الإنسان ناطق، أو الإنسان جسم ناطق .

 أما بالتعريف بالرسم فهو تعريف الشيء بخواصه، وله صور :

 أن يكون بالجنس البعيد مع الخاصة .

مثل تعريف الإنسان بأنه جسم ضاحك

 أن يكون بالخاصة وحدها، مثل تعريف الإنسان بأنه ضاحك، أو بعرضيات تختص جملتها بحقيقة واحدة كقولنا في تعريف الإنسان إنه ماش على قدميه عريض الأظفار بادي البشرة مستقيم القامة ضحاك بالطبع.

ويشترط في التعريف :

 أن يكون جامعا وشاملا لأفراد المعرف جميعا

 أن يكون مانعا من دخول أفراد غير المعرف في التعريف

وهذا معنى قولهم : أن يكون التعريف جامعا مانعا، فلابد أن يجمع جميع أفراد المعرف فلا يخرج منهم شيء، وأن يمنع دخول غير أفراد المعرف في التعريف .

المبحث الثاني

(باب التصديقات)

ثانيا : علم التصديقات

وهذا القسم هو لب المنطق ومقصده، لأن التصورات ما هي إلا مبادئ للتصديقات، والتصديق يراد به الحكم على الشيء بتقديم البرهان له .

ويتمثل هذا بالقياس فإنه المقصد الأساس من قسم التصديقات

ويتكون القياس من قضايا، وتعرف القضية بأنها : قول يصح أن يقال لقائله إنه صادق فيه أو كاذب، وهي حملية أن انحلت بطرفيها إلى مفردين، كقولك : زيد عالم، زيد ليس بعالم، وشرطية إن لم تفصل .

وما يهمنا هنا هو عرض مجمل لما توجه له نقود العلماء المسلمين أو الغربيين، وبالتالي فإن تفصيل القول في هذا الباب لا محل له هنا .

وأبدأ بالحديث عن تعريف القضية

سميت بذلك لأنها تشتمل على موضوع حكم عليه بالمحمول سواء كان الحكم إيجابا أو سلبا .

وتعرف بأنها القول الجازم وهو ما احتمل أن يصدق به أو يكذب به .

أو ما حكم فيها بثبوت شيء لشيء أو نفي شيء عن شيء

مثاله : الحديد معدن، أو الورد نبات

فالحديد والورد هو الموضوع والمعدن والنبات هو المحمول

وتنقسم إلى شخصية وهي التي يكون فيها الحكم على شخص واحد، مثل : محمد كاتب، والمهملة : التي يكون موضوعها كليا، مثل : الطالبات مجتهدات .

والكلية التي يكون موضوعها كليا والحكم على جميع الأفراد مثل : كل ساكني مكة مسلمون

والجزئية التي يكون الموضوع فيها : الحكم على بعض أفراد الموضوع، مثل : بعض النبات ورد .

والطبيعة ما كان الحكم فيها على الحقيقة والماهية، مثل : ليس الحيوان جمادا

ونصل الحديث بنتيجة التعريف في القضية، إذ القضية هي مفردة من مفردات القياس لذي هو لب المنطق، والقياس هو الاستدلال، وهو الهدف الأساس الذي يعمد إلى إدراكه المناطقة في علومهم .

والاستدلال هو تلك العملية الذهنية التي ننتقل فيها من شيء متاح لنا معرفته إلى شيء آخر يرتبط بالشيء الأول بطريقة معينة، إذ الغرض الأساسي من المنطق هو الانتقال من معلوم إلى مجهول انتقالا سليما لا خطأ فيه، ويبدأ الاستدلال المنطقي من مقدمات وهي أقوال نسلم بها تسليما أو نعتقد بصحتها لسبب من الأسباب ليصل بنا إلى نتائج تلزم عن تلك المقدمات .

 والقياس لغة المساواة والتقدير واصطلاحا : حمل مجهول على معلوم لمساواته له في علية حكمه ” وهو ثلاثة أقسام : قياس الشمول، قياس التمثيل قياس الاستقراء

أما القياس الشمولي الذي هو لب الاستدلال المنطقي فإنه يعرف بأنه قول مؤلف من قضايا متى سلمت لزم عنها لذاتها قول آخر .

مثاله : محمد مجتهد، وكل مجتهد ناجح، النتيجة : محمد ناجح

فهذا قياس مركب من أربع قضايا .

ومن هذا المثال يتضح التعريف، فإن النتيجة التي هي : محمد ناجح سلمنا بها لتسليمنا بالقضايا السابقة لها .

وهذا ما يسمى بالقياس الحملي، وهو ما يتركب من مقدمة صغرى، وهي المقدمة الأولى في القياس . وتشتمل على موضوع النتيجة

ومقدمة كبرى وهي المقدمة الثانية من القياس، وتشتمل على محمول النتيجة

والنتيجة ما يستنتج من القياس، أي من المقدمتين بعد حذف الحد الأوسط، وهذا هو النوع الأول من القياس .

أما النوع الثاني، فهو القياس الاستثنائي ويعرف بأنه ما ذكرت فيه النتيجة أو نقيضها بمادتها وهيئتها، مثاله : إذا كان هذا الطالب مصريا فهو أفريقي لكنه مصري فهو أفريقي

وسمي استثنائيا لوجود لفظة لكن فيه .

أما قياس التمثيل فيعرف بأنه إلحاق أمر بأمر آخر لاشتراكهما في علة الحكم عند المثبت .

أو الانتقال بالحكم من الأصل إلى الفرع لعلة جامعة بينهما

النبيذ مسكر والمسكر خمر فالنبيذ خمر

أما الاستقراء فإنه يعرف بأنه التتبع والجمع، ويعرف بأنه تصفح جميع جزئيات ظاهرة ما ثم الحكم عليها بما ثبت لها جميعا وينقسم إلى قسمين :

استقراء تام

استقراء ناقص

ويسمى الاستقراء العلمي، وهو تفحص بعض جزئيات ظاهرة ما ثم يأخذ الحكم الذي توصل إليه من خلال هذه الجزئيات، فيعممه على أفراد الظاهرة كلها

ومشكلته في هذا الانتقال المطلق من مجموعة من الجزئيات إلى جميع أفرادها دون استثناء، والحكم عليها حكما كليا مسبقا قبل تحققها في الواقع ويعتمد على قانون العلية وقانون الاطراد

أما قانون العلية أو السببية، فإنه يعني أن كل ظاهرة أو حادثة إنما هي معلولة لعلة أحدثتها وتسببت فيها، والسببية بهذا المفهوم مبدأ عقلي ضروري فطري لا يمكن الاستدلال له لأن المبادئ العقلية الضرورية هي أساس الاستدلال، كما لا يمكن تصور ما يناقض هذا المبدأ، لأن العقل بفطرته لا يقبل الشك في المبادئ العقلية

وقانون الاضطراد يعني : أن العلة الواحدة ينشأ عنها دائما معلولات متشابهة، ويعني أن نفس العلة تؤدي إلى نفس النتيجة .

ويستند التعميم الاستقرائي إلى الحكم بضرورة التلازم بين الأسباب والمسببات، بحيث يلزم إذا وجد السبب أن يكون السبب موجودا، وإذا وجد السبب أن يتبعه المسبب ضرورة

والمقصود هنا بالضرورة الضرورة العقلية التي هي مستند الحكم بالاطراد الذي هو ثمرة الاستقراء.

وذلك لأن الاضطراد هنا إما أن يكون لضرورة أو أن يكون صدفة، ولا يمكن أن يكون صدفة، لأن الصدفة لا يمكن أن تطرد، فلزم أن يكون الاضطراد ضرورة عقلية لكونه مؤسسا على ضرورة موضوعية مطردة هي مقتضى الخصائص الذاتية للأشياء.

الفصل الثالث

(موقف الغربيين من المنطق في باب التصورات)

المبحث الأول

 (نشأة المنطق الحديث)

 اتجهت الدراسات الفلسفية المنطقية في العصر الحديث إلى اعتماد التجربة والتفكير العقلي مقياسا لصحة العلوم وسلامتها، ومن هنا يمكن القول بأن الفلسفة في العصر الحديث، حملت طابعين أو اتجاهين هما :

الأول : الاتجاه التجريبي ، ويمثله فرانسيس بيكون وجون لوك .

الثاني : الاتجاه العقلي ويمثله ديكارت ومالبرانش وأسبنوزا .

 أما المذهب التجريبي فهو يرى أن المعرفة بجميع أنواعها تعتمد على التجربة ولا تستمد إلا منها، أي أن الإحساس هو الأداة الوحيدة لتحصيل المعرفة، وأن كل العلوم مستنبطة منه، وأن العقل يسجل معلوماته من دراسة الظواهر في مجال التجربة، فقبل التجربة ليس هناك علم ولا يعدو العقل أن يكون صفحة بيضاء، فالتجربة هي أصل العلم وهي التي تدل العقل على العلم .

ولهذا رفض أصحاب هذا المذهب الأفكار الفطرية الموروثة والمبادئ العقلية البديهية والقواعد الخلقية التي لا تأتي اكتسابا .

 فقد أدرك هذا الاتجاه أن العيب الأساس في طريقة تفكير فلاسفة اليونان هو الاعتقاد بأن العقل النظري وحده كفيل بالوصول إلى العلم، وحمل على الفكرة القائلة بأن مما يحط من قدر الذهن البشري أن يظل عاكفا مدة طويلة ودون انقطاع على الاتصال بالتجارب والجزئيات، التي هي موضوعات الحس وأن يقتصر على المادة وحدها .

 فثار بيكون ضد تراث أفلاطون وأرسطو بأسره، وظهر له أن الفلسفة المدرسية شيئ مليء بالثرثرة غير واقعي مملا للغاية كما أنها لم تؤد إلى نتائج، وذلك لأنهم عنده لم يهتموا بدراسة الطبيعة وتفسيرها، واعتنوا بتسجيل هواجس العقل وخواطره، ووصلوا في تقديرهم للعقل الإنساني إلى حد التقديس والعبادة .

 وأهم ما آتى به بيكون الدعوة إلى الاستقراء فهو يمثل الجانب الإيجابي من منهجه، فقد حاول بيكون أن يعرض منهجه ناسخا به منطق أرسطو القائم على القياس ويتمثل في الكشف عن المنهج العلمي القويم وتطبيقه وإخضاع كل قول مهما كان مصدره للملاحظة والتجربة .

وأخذ ديكارت على نفسه السير في نفس هذا المنهج العقلي، فقد كان مؤمنا بأن الفكر الفلسفي في حاجة ملحة إلى منهج جديد يطهره من رواسب الفلسفة المدرسية، ويوجهه إلى البحث المتحرر من أسس التفكير القديم والوسيط لذلك فهو يرى لأنه لكي نحصل على الحقيقة ينبغي أن يتخلص الإنسان دفعة واحدة من جميع الآراء التي سبق وأن تلقاها، ثم يبدأ من جديد في بناء جميع نظمه ومعارفه وفق منهج عقلي، وهو مجموعة من القواعد التي إذا اتبعها الإنسان أمن من الوقوع في الخطأ واستطاع أن يصل إلى اليقين

فوضع لتحقيق ذلك منهج الشك المنهجي، ولكن وضعه له سوى خطوة أولية ليصل إلى كيفية معرفة الموجودات معرفة يقينية

ويختلف الشك المنهجي عن الشك المذهبي في أنه لا ينكر الحقيقة كما ينكرها الشك الارتيابي، بل يبحث عن الحقيقة المطلقة ويحاول أن يجد لها أساسا راسخا

فهو يرى أنه يجب التخلي عن كل معرفة يكون فيها مجال للشك حتى لا يتبقى في النهاية إلا المعارف اليقينية، ويشبه ديكارت ذلك بما يفعله المهندس المعماري عندما يريد أن يقيم بناء ثابتا، حيث يعمد إلى الحفر في المكان المطلوب إقامة البناء فيه ويقوم بإزالة كل الرمال والمخلفات حتى يصل في النهاية إلى أرض صلبة يستطيع أن يشيد فوقها أبنية راسخة

المبحث الثاني

نقد باب التصورات عند علماء الغرب المحدثين

وجد علماء الغرب المعنيين بالمنطق القديم الكثير من المآخذ التي دفعتهم إلى إبداء نوع من التعديلات أو النقود عليها، ولما كان استقصاء ما ذكره علماؤهم في هذا الصدد من المتعذر في هذا المبحث اعتمدت الاقتصار على بعض ما ذكروا مما يمكن مقابلته بنقود شيخ الإسلام التي ستأتي لاحقا :

 مشكلة المنطق الصوري:

لاحظنا في عرض أهم مبادئ المنطق اعتناءه بالهيئة الفكرية والصورة العقلية، وهذا كان من أول المآخذ التي وجدها علماء الغرب المحدثون على المنطق الأرسطي ، فديكارت الذي يلقب بأنه أبو الفلسفة الحديثة ركز على أن هذا خلل في تلقي المعرفة الحقة، وأكد بأن المنطق الصحيح هو : جملة قواعد مؤكدة، تعصم مراعاتها ذهن الباحث من الوقوع في الخطأ، وتمكنه من بلوغ اليقين في جميع ما تستطيع معرفته، دون أن يستنفذ قواه في جهود ضائعة .

فهو يتساءل عن جدوى الدراسات والبحوث التي لا نكتسب منها إلا آراء ظنية أو احتمالية .

وهذه بعض من مواضيع المنطق التي وجدت لها مثارا جدليا بين علماء الغرب.

 أولا مشكلة تعريف الكليات :

 لقد انقسم الناس في الحكم على إمكان تعريف الكلي ووضع حد له يصدق عليه، وذلك لما لمسوه من مشكلة مصداقية التعريف بحيث يصح أن يقابله شيء خارج عنه في الواقع، فقد تعددت وجهات النظر إزاء هذه المسألة إلى ثلاث فرق :

 أنصار المذهب الإسمي:

فقد أنكروا وجود شيء مناظر للحدود الكلية ورأوا أنها لا تتعلق إلا بمجرد اللفظ، وأنه لا يتم فهم الكلي إلا عن طريق جزئي من جزئياته .

ولهذا أنكروا وجود ما يقابل الكلي في الخارج سواء كان في الواقع الخارجي أو بالأفكار، فنفوا وجود الأفكار المجردة، أمثال ديفيد هيوم وبيركلي.

 المذهب الواقعي:

ذهبوا إلى واقعية الكليات، وقصر استمدادها من الوجود الخارجي، وكان أفلاطون هو أول من قال بذلك، وكان عالم المثل عند أفلاطون هو المعبر عن هذه الفكرة، حيث زعم وجود عالم الكليات في مقابل الأشياء الجزئية التي تقع في الحس.

فالواقعيون يتفقون على القول باستقلالية الكليات في وجودها عن التصور العقلي لها، وأن التصور الكلي لابد أن يستند إلى حقيقة كلية موضوعية وإلا لزم وجود المحمول الذي هو التصور الكلي دون وجود موضوعه.

المذهب المثالي:

عكس المذهب الواقعي فهو يرى أنه لا شيء سوى هذه الكليات المقولة في الأذهان، وأنه ليس هناك حقيقة إلا ذواتنا المفكرة، أما وجود الأشياء فقائم في أن تكون مدركة عن طريق هذه الذوات ولا حقيقة لها وراء ذلك .

 المذهب التصوري :

قال أصحابه بأن الكليات لها وقوع تصوري في الأذهان أما في الخارج فلا يوجد طبائع مشتركة، بل أفراد مختلفة، ولكن يمكن تكوين تصورات في الذهن تناظر إلى حد ما كل مجموعة من الأفراد .

 المذهب الوضعي

يقوم على إنكار الكليات على اعتبار أنها أمر غيبي ميتافيزيقي، وأن الكلام فيها عبارة عن وهم لا حقيقة له نتج عن سوء فهم في اللغة، ويبرهنون لهذا بوجود كليات يقطع بأن أفرادها لا وجود لهم في الخارج، وهم الغيلان، وبالتالي فهم ينكرون لهذا وجود كليات تكون سبيلا للإقناع بوجودها في الخارج، وبهذا فهم ينكرون أن يكون للفظ الكلي مفهوم خارج عن المصادق له .

 فلسفة ديكارت :

وهذا ديكارت يرفض أن يكون للكليات أو الأفكار العامة كما يعرفها، ما صدق في الخارج، بل هي عبارة عن حقائق محصورة في الإدراك الذهني فقط، يقول :”وكذلك العدد الذي ننظر فيه بوجه عام، دون تفكير في أي شيء آخر مخلوق ليس له وجود خارج فكرنا و كما لا وجود في الخارج لجميع تلك الأفكار العامة الأخرى التي يسميها المدرسيون باسم الأمور الكلية والكليات” .

فإن وجود هذا العالم المادي عند ديكارت لا يمكن أن ينحل إلى العقل، على نحو ما سيذهب الفلاسفة المثاليون الذين جاءوا بعده، فالعقل عند ديكارت له حق الولاية أو الرقابة على المادة، ولكنه لا يشتط في استغلال هذا الحق حتى يذهب وجودها فيه ويفقدها شخصيتها .

ثانيا مشكلة حصر التعريف بالحد المنطقي :

انقسم العلماء الغربيون في هذه المسألة إلى مذاهب :

 الاتجاه الاصطلاحي :

رأوا أنه لا بد حتى يصح التعريف من ذكر الخصائص الرئيسية الجوهرية، وهي الجوهر والفصل، وهي التي تعرف الإنسان تعريفا يميزه عن سائر الكليات.

 الاتجاه الذاتي:

يرى أنه لا مشاحة في الاصطلاح، فلا يلزم الاقتصار على الجوهر والفصل، فلا بأس من ذكر الأعراض الخاصة، وكل ما يرتبط ويستدعيه اللفظ في ذهن القارئ من معان وخواطر .

الاتجاه الموضوعي

التوسط حتى يكتفى بمجموعة الصفات التي تدل على المراد .

ثالثا : مشكلة غموض التعريف بالحد المنطقي :

يذهب أنصار التعريف الإسمي إلى أن التعريف هو دائما تقرير من اللفظ عن الأشياء، فلا شأن للتعريف ببيان طبيعة الشيء وجوهره، وإنما بيان لما يقصده الناس بهذا اللفظ .

فالمذهب الإسمي يبين أن مهمة الحد : هو تحديد الطريقة التي تستعمل بها كلمة من كلمات اللغة .

فليس هدف التعريف تحديد جوهر الشيء، بل هدفه تحديد معنى الكلمة في الاستعمال.

وقد أدرك ديكارت وعورة مسلك المنطقيين في ذلك فقال :” إني لاحظت أن الفلاسفة أرادوا أن يفسروا وفقا لقواعد منطقهم أشياء هي في ذاتها جلية واضحة فلم يستطيعوا إلا أن يجعلوها أشد غموضا” .

ويذهب كانت إلى أن معرفة الأشياء لا تكمن في معرفتها على حقيقتها وإنما في معرفتها كما تبدو لنا، وبهذا فهو يرى أن ما يمكن إدراكه من الأشياء ليس هو حقيقتها وإنما ما يظهر لنا منها .

ولا شك أن في موقفه هذا مخالفة لسلفه من الفلاسفة الذين كانوا يذهبون إلى إمكان مطابقة عالم الأذهان لعالم الأعيان، ولذلك سميت فلسفته بالفلسفة المثالية .

الفصل الرابع

موقف الإمام ابن تيمية من المنطق في باب التصورات

المبحث الأول

(موقفه من المنطق اليوناني في باب التصورات)

لقد سلك شيخ الإسلام رحمه الله مسالك عدة في نقد علوم اليونان التي افتتن بها الكثير من علماء المسلمين حتى جعلوها المعول عليه في تحصيل العلوم وإدراك المراد منها، وكان رحمه الله في كل ما قدم من ذلك النقد على جانب عظيم من الإنصاف والعدل وتحري موافقة الحق بالحجة المستنيرة والبرهان الحاضر.

ومن هنا فلم يكتف شيخ الإسلام بالرد الإيجابي المقعد بأدلة البرهان والذي ربما لا يفطن إلى مراده إلا بعضا ممن آتهم الله بسطة في العلم، بل تعداه إلى طرح نقود يستنير بفهمها عقول العامة قبل الخاصة وهي التي تسمى بالنقود السلبية، حتى لا يدع ثمة ثغرة يلج منها مخالفوه في الحكم على هذا الفن الدخيل على بلاد المسلمين .

وقد أكد رحمه الله في كل ذلك على عدم أهمية علوم اليونان المنطقية في إدراك الحقائق تعريفا وتصديقا، وأن العلم حاصل بالأشياء قبل علم اليونان بعلوم منطقهم، يقول :”ونفس الحذاق منهم لا يلتزمون قوانينه في كل علومهم، بل يعرضون عنها إما لطولها، وإما لعدم فائدتها ،وإما لفسادها وإما لعدم تميزها وما فيها من الإجمال والاشتباه، فإن فيه مواضع كثيرة هي لحم جمل غث على رأس جبل وعر لا سهل فيرتقى ولا سمين فينتقى، ولهذا ما زال علماء المسلمين وأئمة الدين يذمونه ويذمون أهله وينهون عنه وعن أهله “.

ومع هذا فلم ينكر كما هو منهجه رحمه الله في النقد شيئا من الحقائق التي نبه إليها علماء المنطق وإنما كان مبرزا لها على جهة تؤكد أنهم في ذلك لم يأتوا بجديد في علوم العقل والبرهان التي تحقق طلبها ومعرفتها على أيدي الرسل الكرام وأتباعهم من لدن آدم عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وسلم .

ومثال ذلك وجود الكليات، فمن المعلوم أن الحديث عن الكليات في الحاضر والماضي أثار جدلا عريضا بين من أثبتها وبين من أنكرها وبين من حصر وجودها مقترنا بجزئياتها ومن عارض ذلك فأثبت لها وجودا مستقلا عن جزئياتها، ومع تنوع أهداف هؤلاء العلماء وأغراضهم من موقفهم من هذه الكليات فإن الاضطراب فيها نتج عنه خلل عقدي كبير، لذا كان الدافع لتوضيح الحق فيها كبيرا عند شيخ الإسلام رحمه الله .

وقبل ذلك ما هو الكلي؟ فقد عرف بأنه : اسم مشترك يطلق على معنيين هو بأحدهما موجود في الأعيان وبالمعنى الثاني موجود في الأذهان، وعند المنطقيين الكليات هي المعاني المجردة : الجنس والنوع والفصل والخاصة والعرض العام.

ويعتمد إدراك الكليات على التجريد العقلي والذي يكون على درجتين :

الدرجة الأولى : تجريد الشيء الجزئي من حيث هو جزئي من حقيقته المادية الموجودة في الواقع إلى صورة عقلية مطابقة لوجوده الواقعي.

الدرجة الثانية : التصور العقلي للقدر المشترك بين تلك الجزئيات المتشابهة .

فاللفظ قد يكون جزئيا وقد يكون كليا والجزئي هو الذي نفس تصور معناه يمنع وقوع الشركة فيه مثل المتصور من زيد وإذا كان الجزئي كذلك فيجب أن يكون الكلي ما يقابله وهو الذي نفس تصور معناه لا يمنع وقوع الشركة فيه”.

فقد أكد على وجود الكليات وأن من أعظم صفات العقل معرفة الكليات، يقول رحمه الله :”فمن أعظم صفات العقل معرفة التماثل والاختلاف، فإذا رأى الشيئين الشيئين المتماثلين علم أن هذا مثل هذا، فجعل حكمهما واحدا، كما إذا رأى الماء والماء والتراب والتراب والهواء والهواء، ثم حكم بالحكم الكلي على القدر المشترك “.

ولكنه يؤكد مع ذلك أن هذه الكليات لا وجود لها في الخارج، بل وجودها في الأذهان أما الخارج فلا يوجد سوى جزئياتها المحسوسة التي أوصلت العقل إلى معرفة الكلي المتعلق بها وهو القدر المشترك بينها .

فوجودها في الأذهان لا في الأعيان .

وحتى لا يطول بي المقام سأعرض أهم ما نقد به شيخ الإسلام جانب التصورات عندهم : أولا : نقد دعواهم بأن التصورات غير البديهة لا تنال إلا بالحد :

حيث حاكمهم إلى منطق العقل والإنصاف بأنه يجب على من منع حصول العلم بالتعريف إلا على طريقة المناطقة أن يحضر الدليل على ذلك وإلا كان كلامه مجرد دعوى لا تستند إلى بينة تمنع من ورود المنع عليها

ثانيا : أن الحد الذي هو التعريف إنما ينسب إلى قائله فهو من وضعه لذا يمكن أن يعترض عليه بأنه من أين له هذا الحد هل عرفه بحد وضعه أحد قبله أم بغيره فن كان الأول صح أن يرد عليه نفس السؤال وإن كان الثاني امتلكنا الاعتراف منهم أنه يمكن معرفة الأشياء المعرفة بالحد قبل وضع الحد عليها .

ثالثا :أن الأمم والناس أجمعون يعرفون صناعاتهم وعلومهم منذ سالف الزمان دون أن يكون لهم معرفة بالحد المنطقي، إذا بطل قولهم بأن العلوم لا تنال إلا به

رابعا : أن المناطقة وضعوا شروطا وقيودا للحد النطقي وكانوا هم أول من فشل في التقيد بتلك الشروط، فإن أشهر ما لديهم من الحدود قولهم بأن الإنسان حيوان ناطق حيث اعترض عليه بالكثير من الاعتراضات على طريقتهم، ومن أشهرها أنه غير مانع من دخول الملائكة فيه ولو أضافوا كلمة مائت لكان أيضا غير مانع من دخول الجن فيه .

خامسا: صعوبة التفريق بين ما هو من الماهية وما هو لا زم لها جعل التقيد بالحد المنطقي الذي يقوم على معرفة الذاتيات العامة والخاصة أمرا صعبا ومعقدا للغاية، ويكفي هذا في نقد دعواهم أن العلوم لا تعرف إلا بالحد المنطقي لأن من شروط المعرفة الصحيحة أن تكون في متناول الجميع بعيدة عن الغموض والتعريف لا سيما وأن التعريف مما تحتاجه جميع الأمم لإدراك علومها وصناعاتها .

سادسا : أن ما لا يقع تحت جنس يصح أن يندرج تحته الكثير لا يمكن أن يعرف على طريقتهم وهذا يجعل تعريف الأشياء التي لا تدخل في نطاق التعدد أمرا ممنوعا، كالعقل والنفس، وبالتالي فإنه يظهر بطلان ادعائهم هنا .

سابعا : أن التفرقة بين ما هو مميز وبين خاصة وعرض أمر صعب ومعقد وغير مهم، لأن التعريف بهما يؤدي إلى نفس الغرض وهو حصول الإدراك والتمييز للمحدود

ثامنا :أن الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام قد قاموا بدعوة أنبيائهم وتبليغ أقوامهم، وقد وعى عنهم أقوامهم وأممهم تلك الرسالات دون الحاجة إلى هذه الحدود المنطقية فدل ذلك على عدم صحة قولهم إن العلوم غير البديهية لا تنال إلا بالحد.

تاسعا: أنه يصح للمعترض على الحد أن يطعن فيه إما بالنقض أو بالمنع، وكلاهما لا يمكن إلا بعد تصور المحدود فعلم إذا إمكان تصوره بدون الحد المعروف عند المناطقة .

(المبحث الثاني )

جهود الإمام في نقد المنطق الصوري

 لقد سبق شيخ الإسلام رحمه الله علماء الغرب لكل نقد صحيح وجه للمنطق، كما هو واضح من خلال عرض بعض مذاهبهم في الحكم على الحد المنطقي، فقضية غموض الحد وتعسر تحقق شروطه كانت من أهم ما قدمه علماء الغرب من نقود للحد الأرسطي، وكما هو ظاهر فقد فطنوا إلى اعتناء المنطق بالصور العقلية مما يجعله بعيدا عن الواقع الإدراكي المتعلق بفهم العلوم وتداولها بين العامة والخاصة .

أما في الكلام عن الكليات فإن الواقع المذهبي والعقدي لكل طائفة من هؤلاء العلماء الغربيين يعطي تفسيرا صادقا لموقفهم من الكليات .

فالإلحاد الذي عمت به البلوى في العصور الحديث عند الغرب حمل الكثير منهم على نفي كل طريق يؤدي إلى الإيمان بعالم الغيب حتى ولو أدى ذلك إلى نفي المسلمات أو البديهيات، فلما كانت الكليات تتعلق تعلقا كبيرا بالمفاهيم الغيبية والأخلاق والمثل جنح أكثرهم إما إلى نفيها تماما أو إلى استحالة خروجها عن الواقع الحسي بحيث لا يمكن عندهم أن تفارق جزئياتها المحسوسة أمثال أصحاب المذهب الواقعي أو الوصفي أو الوجودي .

وربما يذهب بعضهم إلى عدم نفيها، ولكن يتضح من موقفهم حيالها تقليلا من قيمتها لإدراك الحقائق، أمثال أصحاب المذهب المثالي فحين يجعلونها سبيلا إلى فهم الحقائق الخارجة عن الإدراك فإنهم بذلك يرمون إلى التقعيد للذاتية .

بينما نجد شيخ الإسلام رحمه الله يقف موقفا صادقا نحوها فلا هو مبطل لها ولا هو مقل من شأنها ولا هو رافع إياها فوق شأنها.

فقد أقر بوجودها، ولكن في الذهن وقد أطلق عليه القدر المشترك، وإثبات هذا القدر المشترك لا ينتج عنه اعتقاده الخلط بين الحقائق الخارجة عنه مع أنه استمد وجوده في الذهن منها، وهذه هي الحقيقة التي اعتنى شيخ الإسلام ببيانها وأقام عليها الكثير من القواعد المتعلقة بالإيمان بالله تعالى وأوصافه الثابتة في الكتاب والسنة .

الخاتمة

 الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد فبعد الانتهاء من هذا البحث يمكن الخلوص إلى ما يلي كنتائج يخلص في هذه الدراسة البحثية :

 المنطق اليوناني تمثل بأفلاطون الذي توصل بفلسفته إلى إدراك عالم المثل الذي اعتبره مفتاحا للوصول إلى حقائق الأشياء ومعرفتها، وبذلك كان أول من أسس نظرية الكليات واعتبرها سبيلا لإدراك الجزئيات، ثم أتى بعده تلميذه أرسطو الذي قنن للفكر المنطقي بنظرياته التي بقيت ممثلة مرحلة النضج الفكري في تلك الآونة.

 التعريفات الحديثة للمنطق، فالملاحظ أن الكثير منها يدل على فهم للمنطق داخل الفلسفة، فمنهم من يسميه علم البرهان، ويعني به جزء من نظرية المعرفة بالمعنى الفلسفي، ومعنى ذلك أن المنطق ليس علما مستقلا عن العلوم الفلسفية، بل هو جزء من مباحث الفلسفة وهو نظرية المعرفة.

 التصور إنما يكون لمجرد تعريف الشيء المفرد المسئول عنه، دون تعرض لإثبات شيء له أو نفي شيء عنه . والتصورات هي المباحث المتعلقة بالألفاظ المفردة، مثل : الدلالة الكلي والجزئي والعلاقة بين الكليين والكليات الخمس ثم يختم هذا القسم بأشرف وأهم موضوعاته وهو التعريفات .

 الحدود عند المناطقة القدماء هي موضوعات الفكر، بينما الألفاظ هي الوسيلة التي يعبر بها عن هذه الموضوعات، وعلى أساس أن الحدود تعبر في الواقع عن تصور عقلي لموضوع من الموضوعات، يعد هذا التصور هو أساس الحكم المنطقي الذي هو جوهر المنطق

 اتجهت الدراسات الفلسفية المنطقية في العصر الحديث إلى اعتماد التجربة والتفكير العقلي مقياسا لصحة العلوم وسلامتها، لهذا ذهب علماء الغرب إلى أن الخطأ الأساس في طريقة تفكير فلاسفة اليونان هو الاعتقاد بأن العقل النظري وحده كفيل بالوصول إلى العلم.

 سبق شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في باب نقد المنطق لعلماء الغرب الذين ظهرت عنايتهم بنقد المنطق اليوناني بأجود ما توصلوا إليه بأحسن عبارة وأبلغ منطق وأبينه.

المراجع:

  1.  مهران ، محمد ،مدخل إلى المنطق الصوري ، دار الثقافة .
  2.  يحيى هويدي ، مقدمة في الفلسفة العامة ، دار الثقافة
  3.  كامل، فؤاد، جلال العشري وآخرون ، الموسوعة الفلسفية المختصرة ، ، دار القلم ، لبنان
  4.  ابن القيم ، الصواعق المرسلة ، ت علي الدخيل الله ، ط الأولى ، دار العاصمة الرياض
  5.  المعجم الفلسفي ، مراد وهبة ، ط 1998، دار قباء ، القاهرة
  6.  جوتيب، انتوني ، حلم العقل ، ت محمد نصار ، ط الأولى ، مؤسسة هنداوي مصر .
  7. ابن تيمية ، مجموع الفتاوى ، ت بن قاسم ، طبعة أولى ، مجمع الملك فهد .
  8.  ابن سينا ، الإشارات والتنبيهات ، ت مجتبى الزارعي ط الثالثة ، مؤسسة بستان كتاب
  9.  بدوي، عبد الرحمن ، أرسطو طاليس في النفس ، وكالة المطبوعات ، دار القلم ، لبنان
  10. بدوي، عبد الرحمن ، أرسطو عند العرب ، الطبعة الثانية ، وكالة المطبوعات ، الكويت .
  11. بدوي، عبد الرحمن، الأفلاطونية المحدثة عند العرب ، الطبعة الثانية ، وكالة المطبوعات ، الكويت
  12.  قرني، عزت ، الفلسفة اليونانية حتى أفلاطون ، 1993، جامعة الكويت .
  13.  رمضان، أحمد السيد، الفلسفة الحديثة ، الطبعة الأولى ، الفيصلية
  14.  القرني، عبد الله محمد ، المعرفة في الإسلام ، الطبعة الأولى، دار عالم الفوائد
  15.  أمين، عثمان ، ديكارت مبادئ الفلسفة ، دار الثقافة
  16.  أمين، عثمان، رواد المثالية في الفلسفة الغربية ، دار الثقافة
  17. مهران، محمد، مقدمة في المنطق الرمزي ، دار الثقافة للنشر والتوزيع
  18.  مزروعة، محمود، المنطق القديم ، ، الطبعة الأولى ، إحياء التراث
  19.  نجار، رمزي، الفلسفة العربية قبل التاريخ ، دار الآفاق الجديدة .
  20.  قنوجي، صديق، أبجد العلوم الطبعة الأولى ، دار ابن حزم .
  21.  النشار، على ، نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام ، الطبعة الثانية ، دار السلام .
  22.  عمانوئيل ، نقد العقل المحض ، ترجمة موسى وهبة ، ط 2015، دار التنوير للطباعة والنشر
  23.  غازي، فيصل، في الفلسفة والمنطق والفكر العربي المعاصر ، الطبعة الأولى ، دار عدنان .
  24.  الرازي، محمود، تحرير القواعد المنطقية ، مطبعة مصطفى البابي

قيم البحث الأن

راجع البحث قبل التقييم

راجع البحث قبل التقييم

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !

أ د.أسماء محمد بركات

أستاذ مشارك قسم العقيدة -كلية الدعوة جامعة أم القرى

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتًا
التقيمات المضمنة
عرض كل التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا الأن
1
هل تحتاج الي مساعدة او نشر بحثك !
Scan the code
مجلة scp الماليزية
مرحبا
كيف استطيع مساعدتك !