المجلد السابع 2024العدد السادس و العشرين

تحقيق العقيدة في أفعال الصلاة وأقوالها

Realization of the doctrine in the actions and words of prayer

      ملخص البحث

يتناول هذا البحث آثارا عقدية هامة تظهر من خلال عبادة عظيمة وهي الصلاة التي هي الركن الثاني من أركان الإسلام ، وقد شرع الله لها أفعالا وأقوالا مخصوصة يتحقق من خلالها كثير من الأصول العقدية الهامة ، وجاء هذا البحث ليتناول تحقيق العقيدة من خلال أفعال الصلاة وأقوالها ، وقد أثار البحث تساؤلا مهما وهو : ما مدى تحقيق أفعال الصلاة وأقوالها وتأكيدها على الأصول العقدية ؟وكيف يكون لهذه العبادة العظيمة أثرا عقديا واضحا في حياة العبد المؤمن ؟ ولقد سلكت المنهج التحليلي الاستنباطي لدراسة هذا البحث واستنباط الآثار العقدية في تحقيق الأصول الإيمانية من خلال أفعال الصلاة وأقوالها ، وبيان أثر ذلك على عقيدة المسلم ، وفي نهاية البحث توصلت إلى عدد من النتائج أهمها : أن في أفعال الصلاة وأقوالها إظهارا وتحقيقا للعقيدة الصحيحة التي يجب أن يعتقدها كل مسلم ، وأن في أفعال الصلاة وأقوالها إثباتا لألوهية الله تعالى وربوبيته وأسماءه وصفاته ، وأن في أفعال الصلاة وأقوالها إثباتا كذلك وتحقيقا لأركان الإيمان الستة مما يدل على حكمة الله تعالى في أوامره ونواهيه وشرائعه.

الصلاة -تحقيق – أفعال وأقوال – عقيدة

                                      Research Summary

This research deals with important doctrinal effects appear through great worship, which is prayer, which is the second pillar of Islam, and God has legislated her actions and words in particular through which many of the important doctrinal assets are achieved, and this research came to address the achievement of faith through the acts of prayer and its words, the research has raised an important question: What is the extent of achieving the acts of prayer and its words and their emphasis on the doctrinal assets? The believing slave? I have taken the analytical deductive approach to study this research and deduce the effects of doctrinal in the achievement of the origins of faith through the acts of prayer and its words, and the statement of the impact on the faith of the Muslim, and at the end of the research reached a number of results, the most important of which are: that in the acts of prayer and its words to show and achieve the correct belief that must be believed by every Muslim, and that in the acts of prayer and its words to prove the divinity of God Almighty and His Lordship and His names and attributes, and that in the acts of prayer and its words as well as proof and the realization of the pillars The six faith, which indicates the wisdom of God Almighty in His commands, prohibitions and laws.

Prayer – investigation – deeds and words – doctrine

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

الصلاة هي عماد الدين الذي لا يقوم إلا به ، وهي الركن الثاني من أركان الإسلام ، وهي الركن الأعظم بعد الشهادتين ، وتأتي الصلاة بعد الشهادتين لتكون دليلا على صحة الاعتقاد وسلامته ، وهي أول ما يحاسب عليه العبد ، وقد فرضت الصلاة ليلة الإسراء والمعراج في السماء قبل الهجرة بنحو ثلاث سنين ، مما يدل على مكانتها وخصوصيتها من بين سائر العبادات .

والصلاة لها أقوال وأفعال مخصوصة علمنا إياها النبي صلى الله عليه وسلم حيث صلى عليه السلام وقال : ( صلوا كما رأيتموني أصلي [1]) فصلى الصحابة رضوان الله عليهم كما صلى نبيهم عليه السلام ، وتعلمتها الأمة من بعدهم وحافظوا عليها وعلى هيئتها وكيفيتها قولا وفعلا ووقتا وشروطا وأركانا .

وللصلاة فضل عظيم ومكانة كبيرة حتى قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم : ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر[2] [3]) فهي الفارق بين الإيمان والكفر ، ولو ذهبنا نبحث في أهمية هذه العبادة الجليلة ، وفي أسباب تفضيلها كل هذا التفضيل لوجدنا أن الصلاة قد حوت معانٍ كثيرة تدل على سلامة الدين وصحة المعتقد ، ولو تأملنا أقوالها وأفعالها لوجدنا ذلك ظاهرا ، ففي كل هذه الأقوال والأفعال تأكيد على العبودية والتوحيد .

 وإذا تكررت هذه الصلاة خمس مرات وتكررت الركعات لأكثر من 17 مرة في الفريضة في اليوم والليلة فإن كل ما تحويه الصلاة من معان ومسائل يكون أقوى وآكد .

ولقد أثارت هذه المسألة تساؤلا لدي : ما أثر الصلاة على عقيدة العبد وإيمانه وتوحيده ؟ فرأيت أن أكتب في هذا الموضوع ، أسأل الله التوفيق والسداد .

أهمية البحث :

تتركز أهمية البحث فيما يلي :

  • أن الصلاة لها آثار على الفرد والمجتمع وهي عمود الإسلام ، ولها مكانة في حياة المسلمين وتعبدهم لله تعالى .
  • أن أداء الصلوات له آثار عقدية بارزة في تحقيق المعتقد الصحيح وتثبيته في قلب المسلم .
  • أن الصلاة لها تأثير بالغ في إصلاح السلوك والأخلاق الذي هو تابع لصلاح المعتقد .
  • أن أقوال الصلاة وأفعالها جاءت متنوعة ومتعددة ولها معان غزيرة ووفيرة تحتاج إلى تأملها وتدبر الحكمة من مشروعيتها .

أهداف البحث :

يهدف البحث إلى عدد من الأهداف المهمة منها :

  • بيان فضل الصلاة وأهميتها في جانب المعتقد .
  • بيان مدى تحقيق أقوال الصلاة للإيمان والتوحيد و الاعتقاد الصحيح .
  • بيان مدى تحقيق أفعال الصلاة للإيمان والتوحيد والاعتقاد الصحيح  .

مشكلة البحث :

يتناول البحث مسألة مدى تحقيق الإيمان وترسيخه من خلال أقوال الصلاة وأفعالها مما يبرز الحكمة من مشروعية الصلاة وتأثيرها في عقيدة العبد وتوحيده .

حدود البحث :

في هذا البحث سأتناول الدلالات العقدية التي تتحقق في أداء الصلاة من خلال أفعال الصلاة وأقوالها ، دون التطرق إلى الأمور الفقهية وما يتعلق بها ، فإن الدراسة في هذا البحث تنحصر في تحقيق العقيدة من خلال أفعال الصلاة وأقوالها فقط ، فالدراسة عقدية ، لا اتطرق فيها للأمور الفقهية ، كما لا أتطرق فيها لغير الأفعال والأقوال مما هو من أركان الصلاة وواجباتها وسننها مثل : الطهارة ، والنية ودخول الوقت ونحوها .

الدراسات السابقة :

لم أقف على دراسة سابقة مماثلة للدراسة الحالية ، فغالب الدراسات في أفعال الصلاة وأقوالها تكون فقهية أو ثقافية ، ولعل أقرب دراسة وقفت عليها تناولت التأمل في أقول الصلاة أو أفعالها ما يلي :

  • كتاب دروس في تدبر معاني أقوال الصلاة ، د. قاسم بن صالح الفهيد ، وهذه الدراسة كانت تدبرية للإعانة على الخشوع في الصلاة من خلال تدبر أقوالها فقط ،  أما الدراسة الحالية فهي دراسة عقدية تعتني باستنباط الأصول العقدية من خلال أفعال الصلاة وأقوالها معا .
  • كتاب الخشوع في الصلاة ، سعيد بن وهف القحطاني ، وهو كتاب يعتني بجميع الأمور التي تعين على الخشوع في الصلاة ووقف في بعض مباحثه على تدبر الأقوال والأفعال بما يعين على الخشوع ، أما الدراسة الحالية فتركز على الأصول العقدية في أقوال الصلاة وأفعالها تحديدا وتتناولها من جانب عقدي .

منهج البحث :

اتبعت في هذا البحث المنهج التحليلي والاستنباطي لاستنباط مدى تأثير أقوال الصلاة وأفعالها على عقيدة المسلم ، واستنباط المسائل العقدية التي جاء التأكيد عليها في الصلاة .

خطة البحث :

يتكون البحث من مقدمة وتمهيد ومبحثان وعدد من المطالب ، جاءت على النحو التالي :

المقدمة : وفيها أهمية الموضوع وأهدافه وتساؤلاته ومنهجه وخطته

التمهيد : وفيه مسألتان :

أولا : مكانة الصلاة وفضلها .

ثانيا : حصر أقوال الصلاة وأفعالها .

 المبحث الأول : تحقيق العقيدة في أفعال الصلاة ، وفيه أربعة مطالب :

المطلب الأول : إظهار العبودية لله وإثبات ألوهيته في أفعال الصلاة

المطلب الثاني : : تعظيم الله تعالى وإثبات ربوبيته في أفعال الصلاة

المطلب الثالث : إثبات صفات الرب تبارك وتعالى وأسمائه في أفعال الصلاة

المطلب الرابع : إثبات وحدانية الله تعالى في أفعال الصلاة

المبحث الثاني : تحقيق العقيدة في أقوال الصلاة ، وفيه سبعة مطالب :

المطلب الأول : إثبات الألوهية لله تعالى في أقوال الصلاة

المطلب الثاني : إثبات ربوبية الله تعالى في أقوال الصلاة

المطلب الثالث : إثبات الأسماء والصفات في أقوال الصلاة

المطلب الرابع : إثبات النبوات في أقوال الصلاة

المطلب الخامس : إثبات الإيمان بالكتب في أقوال الصلاة

المطلب السادس : إثبات الإيمان بالملائكة في أقوال الصلاة

المطلب السابع : إثبات الإيمان باليوم الآخر في أقوال الصلاة

                                     أسأل الله التوفيق والسداد

                                            التمهيد

يتناول التمهيد أمرين :

أولا : فضل الصلاة ومكانتها .

ثانيا : حصر أفعال الصلاة وأقوالها .

أولا : فضل الصلاة ومكانتها :

الصلاة في اللغة : الدعاء ، أو الدعاء بالخير [4]، قال تعالى : { وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم [5]} ، أي أدع لهم [6] .

الصلاة اصطلاحا : “أقوال وأفعال مخصوصة مفتتحة بالتكبير ومختتمة بالتسليم” [7].

فالصلاة في أصلها مجموعه من الأفعال والأقوال المخصوصة التي خصصتها الشريعة ، الثابتة في السنة الفعلية من فعل النبي صلى الله عليه وسلم ، والصلاة في جملتها مجموعة متنوعة من عبادات الجوارح ، وهذا بخلاف جميع العبادات غيرها .

وفرضية الصلاة معلومة من دين الإسلام بالضرورة على كل مسلم عاقل بالغ [8] ، فقد أمر الله تعالى بها في آيات كثيرة منها قوله تعالى : { إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا [9]} وقوله تعالى : { قل لعبادي اللذين آمنوا يقيموا الصلاة [10]} .

وللصلاة منزلة عظيمة في الإسلام ، ولها مكانة مرموقة من بين جميع العبادات التي فرضها الله تعالى ، ويتبين فضلها ومكانتها فيما يلي :

  1. أن الصلاة هي أول ما فرض الله تعالى من العبادات ، فقد فرضت الصلاة في العهد المكي في ليلة الإسراء والمعراج في السماء ، وهذا ما يميزها عن بقية العبادات والشعائر ، يقول أنس رضي الله عنه : “فرضت الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به خمسين صلاة ، ثم نقصت حتى جعلت خمس ، ثم نودي يا محمد إنه لا يبدل القول لدي ، وإن لك بهذه الخمس خمسين [11]“ولا شك أن فرضيتها التي جاءت بهذا التدبير الإلهي لهو دليل على  فضلها ومكانتها .
  2. أن الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام ، وهي الركن الأعظم بعد الشهادتين ، ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ، وحج البيت وصوم رمضان [12]) وجاءت الصلاة مرتبة بهذا الشكل بعد الشهادتين لتدل على صحة المعتقد ولتبرهن على صدق الإيمان وتحققه .
  3. أن الصلاة هي الحد الفاصل بين الكفر والإيمان ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة ، فمن تركها فقد كفر [13]) وقال عليه السلام : ( إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة [14] ) .
  4. أن الصلاة هي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته فإن صلحت فقد أفلح وأنجح وإن فسدت فقد خاب وخسر [15])
  5. أن الصلاة واجبة على كل مسلم بالغ عاقل ذكر كان أو أنثى ، ولا تسقط أبدا إلا بزوال العقل ، حتى في حال المرض أو الخوف أو المطر فإنها لا تسقط ، وتؤدى بقد المستطاع .

وقد بين الله تعالى في كتابه صفة صلاة الخوف التي تكون في حال الحرب ومواجهة العدو فقال تعالى : { فإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك وليأخذوا أسلحتهم فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم [16]} ، فدلت الآية على الصلاة لا تسقط حتى في هذه الحالة الشديدة وهي مواجهة الأعداء ، فأداؤها في حالة الطمأنينة أوجب وآكد [17].

وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع فراقدا فإن لم تستطع فعلى جنب [18])

  • أن الصلاة يمحو الله بها الخطايا ويغفر بها الزلات ، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات ، هل يبقى من درنه شيء ؟ ، قالوا : لا يبقى من درنه شيء ، قال : فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا [19])
  • أن الصلاة تمنع العبد من المعاصي والذنوب ، يقول الله تبارك وتعالى : { إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر [20]} يقول أبو العاليه رحمه الله تعالى : “إن الصلاة فيها ثلاث خصال :…..الإخلاص والخشية وذكر الله ، فلإخلاص يأمره بالمعروف ، والخشية تنهاه عن المنكر ، وذكر الله يأمره وينهاه [21]) ، ويقول العلامة السعدي رحمه الله تعالى : “ووجه كون الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ، وأن العبد المقيم لها ، المتمم لأركانها وشروطها وخشوعها ، يستنير قلبه ، ويتطهر فؤاده ، ويزداد إيمانه ، وتقوى رغبته في الخير ، وتقل أو تعدم رغبته في الشر ، فبالضرورة المداومة والمحافظة عليها على هذا الوجه تنهى عن الفحشاء والمنكر ، وهذا من أعظم مقاصدها وثمراتها [22]“.

وأعظم من ذلك أن الصلاة قد اشتملت على ذكر الله بالقلب واللسان والبدن ، والله تعالى قد خلق الخلق لعبادته ، وأفضل عبادة تقع من العباد هي الصلاة ، وفيها عبادات الجوارح كلها ما ليس في غيرها ، ولهذا قال الله تعالى : { إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر [23]} فالصلاة لها فضل عظيم ، وما احتوت عليه من الذكر والعبادات المختلفة أكبر وأعظم ، فهي عبارة عن عبادات متعددة مجموعة في عبادة واحدة [24].

  • أن الصلاة كانت هي آخر وصايا النبي صلى الله عليه وسلم ، فقد وصى بها الأمة في آخر حياته فقال : (  الصلاة وما ملكت أيمانكم [25]) .

ثانيا حصر أفعال الصلاة وأقوالها

أفعال الصلاة وأقوالها معروفة لدى كل مسلم ، فقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم أمام أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين ، وقال لهم : ( صلوا كما رأيتموني أصلي [26]) ، ونقل الصحابة رضوان الله عليهم صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بأقوالها وأفعالها وسننها ، وتعلمتها الأمة من بعدهم .

وهذه الأفعال والأقوال تنقسم إلى أركان وواجبات وسنن ، وفي هذا البحث سنتناول من كل ذلك ما كان فعلا أو قولا في الصلاة دون غيره مما له دلالة عقدية واضحة .

فمن أفعال الصلاة :

  1. استقبال القبلة : وهو التوجه نحو الكعبة عند أداء الصلاة في أي مكان كان في هذا العالم ، وهو شرط من شروط الصلاة .
  2. القيام : وهو الوقوف باستقامة دون ميل أو انحناء ، وهو ركن في الفرض دون النافلة .
  3. الركوع : وهو انحناء الظهر للأمام ، ويكون مرة واحدة في كل ركعة ، وهو ركن من أركان الصلاة .
  4. السجود : وهو ملامسة الركبتين واليدين والجبين والأنف وأصابع القدمين للأرض ، ويكون مرتين في كل ركعة ، وهو ركن من أركان الصلاة .
  5. الجلوس للتشهد الأول يكون في نهاية الركعة الثانية في الصلاة الثلاثية والرباعية ، وهو  واجب من واجبات الصلاة.
  6. الجلوس للتشهد الثاني في نهاية الصلاة ، وهو ركن من أركان الصلاة .
  7. التسليم : ويكون بتوجيه المصلي رأسه نحو اليمين ثم نحو اليسار مرة في كل ناحية ، ويكون في آخر الصلاة ، وهو دليل نهايتها ، وهو ركن من أركان الصلاة .
  8. النظر في موضع السجود: بأن ينظر المصلي في غالب وقت الصلاة نحو موضع سجوده ، وهو سنة من سنن الصلاة .
  9. حركة الإصبع عند التشهد الأول والثاني ، وهي سنة من سنن الصلاة [27].
  10. رفع اليدين عند تكبيرة الإحرام وعند التكبير في بعض المواضع في الصلاة .

ومن أقوال الصلاة :

  1. التكبير : وهو قول : ( الله أكبر ) في بداية الصلاة وعند كل فعل من أفعالها تقريبا ، وهو واجب من واجبات الصلاة ماعدا تكبيرة الإحرام فإنها ركن .
  2. دعاء الاستفتاح : وهو دعاء يستفتح به المصلي الصلاة ، وهو سنة من سنن الصلاة . وجاء بصيغ متعددة
  3. قراءة الفاتحة : ويكون في كل ركعة من ركعات الصلاة ، وهو ركن من أركان الصلاة .
  4. التسبيح في الركوع والسجود : وهو قول ( سبحان ربي العظيم ) في الركوع ، وقول ( سبحان ربي الأعلى ) في السجود ، وهو واجب من واجبات الصلاة ، ويكون مرة واحدة وما زاد على ذلك فهو سنة .
  5. قول سمع الله لمن حمده : ويكون عند الرفع من الركوع ، وهو واجب في حق المأموم والمنفرد .
  6. الدعاء بين السجدتين ، وهو واجب مرة واحدة في كل ركعة .
  7. التشهد الأول : وهو قول : ( التحيات لله والصلوات والطيبات ، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسول ) . وهو واجب من واجبات الصلاة .
  8. التشهد الثاني : وهو قول : ( التحيات لله …..) والصلاة الإبراهيمية ، وهو ركن من أركان الصلاة .
  9. الدعاء في نهاية الصلاة قبل التسليم : وهو سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم
  10. التسليم : وهو قول ( السلام عليكم ورحمة الله ) يمينا ويسارا ، مرة في كل ناحية في نهاية الصلاة [28].

 المبحث الأول : تحقيق العقيدة في أفعال الصلاة

المطلب الأول  : إظهار العبودية لله وإثبات ألوهيته في أفعال الصلاة

العبودية هي إظهار العبادة ، والعبادة هي الخضوع والذل ، والعرب تقول هذا طريق معبد أي مذلل من كثرة وطء الأقدام عليه [29].

وعرف شيخ الإسلام ابن تيمية العبادة بأنها :” اسم جامع لكل ما يحبه الله و يرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة” [30] .

وهذه العبادة هي الغاية العظمى المحبوبة والمرضية لله تعالى والتي من أجلها خلق الله الخلق[31] ، يقول الله تعالى : { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون [32]} .

وإثبات الألوهية لله تعالى وكونه مألوها محبوبا يعبده عباده حبا وخضوعا وتذللا يظهر جليا في كل عبادة يصرفها العبد لله تعالى وحده سواء كانت قولا أو فعلا ، وسواء كانت عبادة ظاهرة أم عبادة باطنة .

ولقد دل القرآن الكريم على ذلك ، فقال الله تعالى : { يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم واللذين من قبلكم لعلكم تتقون [33]} ، وقال تعالى : { واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا [34]}

والصلاة في جملتها هي أعظم عبادة يؤديها العبد لربه ، وهي جملة من العبادات مجتمعة كما بينا قبل ذلك ، والصلاة أكبر مظاهر الألوهية الظاهرة والباطنة التي يؤديها العبد ويتوجه بها لربه سبحانه .

وفي الصلاة إظهار للعبودية وإثبات لألوهية الله تعالى وكونه مألوها محبوبا يخضع له العباد ويتذللون له ، ويظهر ذلك في أفعال الصلاة المتنوعة .

فالقيام وهو وقوف العبد منتصبا بين يدي الله تعالى بلا انحناء ولا ميل هو تحقيق وإثبات للألوهية لله تعالى وحده ، يقول الله تعالى : { وقوموا لله قانتين [35]} ، والقيام دليل إقبال العبد بقلبه وجسده تعظيما لربه ، فلا يلتفت ولا يميل لا بقلبه ولا ببصره ولا بجسده .

ومعلوم أن القيام هو دليل الخضوع والتعظيم والإجلال ، ألا ترى القوم إذا دخل عليهم الرجل العظيم قاموا له وأطرقوا – ولله المثل الأعلى – ولذا كان على العبد تعظيم ربه عند صلاته بأن يقف بين يديه خاشعا ذليلا مطرقا مطمئنا ، ليدل بهيئته هذه على إجلاله وتعظيمه [36].

والمصلي في حالة قيامه يضع يده اليمنى على كفه اليسرى ، وينظر في موضع سجوده ، وهذه كلها أفعال تدل بلا شك على الخضوع والذل والانكسار بين يدي الله تعالى ، وقد سئل الإمام أحمد رحمه الله تعالى عن ذلك فقال : “هو ذل بين يد العزيز ” [37]

والركوع كذلك وهو الانحناء إلى الأمام ، وهو أيضا تعظيم وإجلال للرب تبارك وتعالى ، كما يدل على الذل بظاهر الجسد ، وهذا الذل دليل التعظيم والافتقار لله الخالق الملك المدبر ، والركوع عبادة عظيمة فيها معنى الخضوع والذل ، وكانت العرب تسمي من آمن بالله تعالى ولم يعبد الأوثان راكعا ، يقولون : ركع إلى الله ، أي اطمأن إليه خالصة [38]،  يقول الراغب : “الركوع : الانحناء ، فتارة يستعمل في الهيئة المخوصة في الصلاة كما هي وتارة في    التواضع والتذلل ، إما في العبادة وإما في غيرها [39]

والركوع في الحقيقة الانحناء لذي قدر ومكانة في نفس فاعله ( الراكع ) تعظيما وإجلالا للدلالة على الخضوع والاستسلام والطاعة تعبدا [40]، فالركوع دليل تعظيم الرب وتقديره وإجلاله في نفس العبد ، وهذا ما دل عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( وأما الركوع فعظموا فيه الرب [41]) .

وأما السجود وهو التطامن إلى الأرض [42]، والسجود مصدر الفعل ( سجد ) أي خضع ، وسجد سجودا أي : خاضعا مطمئن الجبهة على الأرض [43] ، والسجود يكون بالانحناء ووضع أعضاء السجود ( الأعضاء السبعة ) [44] على الأرض في مكان الصلاة [45]والسجود يكون بمعنى الخضوع والانكسار ، يقول الله تعالى : { والنجم والشجر يسجدان [46]} ، أي يخضعان [47].

والسجود في الصلاة هو غاية التعظيم والإجلال والخضوع والانكسار للرب العظيم ، وفيه تجتمع الصورة الحسية للعبد مع أعمق صور التذلل في العبادة ، وبيان عظمة الرب والافتقار إليه ، وهذا ما يظهر معه كمال العبودية لله تعالى ، ولذا كان العبد في هذا الفعل وبهذه الهيئة أقرب ما يكون للرب تبارك وتعالى ، حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( أقرب ما يكون العبد إلى الله وهو ساجد [48]) ،ولذا سميت الصلاة سجودا ، فعن ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه ، قال: كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته بوضوئه وحاجته فقال لي: (سل ) فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة. قال: ( أو غير ذلك ) قلت: هو ذاك. قال: «فأعني على نفسك بكثرة السجود[49]) يعني بكثرة الصلاة ، فالسجود يكثر في الصلاة وفيه الخشوع والتعظيم .

وقال تعالى : { ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا [50]} أي أكثر من السجود ، والإكثار من السجود لا يكون إلا بالإكثار من الصلاة [51].

وبين السجدتين في كل ركعة يجلس العبد للدعاء بهيئة وكيفية خاصة يضع فيها يديه على ركبتيه أو فخذيه ، وهذا دليل على التذلل لله تعالى والخضوع له ، ويجلس بنفس هذه الهيئة كذلك للتشهد الأول والثاني .

وفي الصلاة كذلك رفع اليدين عند التكبير حذو المنكبين أو الأذنين في أربع مواضع في الصلاة [52] ، وهذا الفعل دليل الاستسلام لله تعالى والانقياد له ، وحال العبد بهذا الفعل كحال الأسير المستسلم ، وهذا مما هو معروف في عرف الناس ، وهو دليل أيضا على دفع الكبرياء عن غير الله تعالى [53].

فالقيام والركوع والسجود من أخص دلالات الخضوع والتذلل والتواضع لله عز وجل ، ولذا كانت الملائكة على ديمومة الركوع والسجود كما  قال عليه الصلاة والسلام : ( أطت السماء وحق لها أن تئط ليس فيها موضع قدم إلا عليه ملك راكع أو ساجد[54]) [55]

       المطلب الثاني  : تعظيم الله تعالى وإثبات ربوبيته في أفعال الصلاة

تعظيم العبد لله تعالى يكون بإثبات أفعال الجلال والعظمة وصفات الكمال لله تعالى .

فالإيمان بعظمة الله يكون لما اختص الله به من صفات العظمة ولما تفرد الله به من الأفعال العظيمة التي لا يستطيعها أحد من خلقه . فالقيام والركوع والسجود من أخص دلالات الخضوع والتذلل والتواضع لله عز وجل ، ولذا كانت الملائكة على ديمومة الركوع والسجود كما قال الله تعالى : (  أطت السماء وحق لها أن تئط ، ما فيها موضع أربعة أصابع إلا وفيها ملك واضع جبهته ساجدا لله تعالى  [56])

وقد أمر الأنبياء أقوامهم بتعظيم الله تعالى ، فقد ذكر الله في كتابه العزيز مقالة نوح لقومه : { مالكم لا ترجون لله وقارا [57]} ، قال ابن عباس رضي الله عنه : “أي مالكم لا تعظمون الله حق عظمته “[58].

والمشركون الذين وقعوا في الشرك في عبادتهم لله تعالى قال الله عنهم : { وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة [59]} فهؤلاء المشركون لم يعظموا الله تعالى حق تعظيمه ففعلوا ما يناقض ذلك التعظيم من الشرك بالله ومساواته بمن هو ناقص في أوصافه وأفعاله  [60].

وتعظيم الله تعالى يلزم منه إثبات الربوبية له وحده دون سواه .

والربوبية مأخوذة من الرب ، وتعني السيد والملك والمصلح والمربي [61]، وأما إثبات الربوبية لله تعالى فتعني إفراد الله تعالى بأفعاله ، كالخلق والملك والرزق والتدبير والإحياء والإماتة والسيادة والعطاء والمنع والنفع والضر وغيرها من الأفعال الربانية التي تفرد الله تعالى بفعلها فلا يستطيع أحد من خلقه على فعلها ، يقول الله تبارك وتعالى : { ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين [62]}وقال تعالى : { قل من رب السموات والأرض قل الله [63]} .

واثبات الربوبية لله تعالى يلزم منه إثبات ألوهيته وحده وصرف جميع أنواع العبادة لله ، والمقر بربوبية الله تعالى لا يقال عنه موحد لله حتى يتوجه إليه بجميع عباداته ولا يصرفها لأحد سواه . وأما إثبات الألوهية لله فهو يتضمن الإقرار بربوبية الله وحده دون ما سواه .

وعلى ذلك فإن كل أفعال الصلاة -التي ذكرنا أنها أقصى علامات الإيمان بألوهية لله تعالى – تدل ضمنا على اثبات ربوبية الله تعالى بلا شك ، ولذا كان من ثمرات توحيد الله في ربوبيته الإقرار بالألوهية لله سبحانه والتوجه له بالعبادة .

والصلاة في أفعالها هي جملة من العبادات التي يظهر فيها تعظيم الرب وإجلاله تبارك وتعالى ، وفي كل ذلك إقرار بربوبيته أيضا واعتراف بملكه وقدرته وهيمنته على خلقه .

فالقيام والركوع والسجود ورفع الأيدي عند التكبير وغيرها من أفعال الصلاة ، وتكرار هذه الأفعال في كل ركعة لهو دليل على اثبات العبد للربوبية الكاملة لله تعالى ، وهذا الاثبات هو المتضمن لإيمانه بألوهية الله وحده .

فإن عبادة الله وتأليهه متضمنة بلا شك للإيمان بربوبيته ، وهو الإيمان بأن الله سبحانه هو وحده الخالق المالك المدبر المتصرف في الكون وهو بذلك وحده المستحق للعبادة دون سواه [64].

فأفعال الصلاة والتقرب بها لله وحده دليل اقتران الإيمان بربوبية الله مع الإيمان بألوهيته في قلب المؤمن .

          المطلب الثالث : إثبات صفات الرب تبارك وتعالى وأسمائه  في أفعال الصلاة

إثبات الأسماء الحسنى والصفات العلى لله تعالى أمر لازم لكل إنسان موحد لربه .

وإثبات الأسماء والصفات للرب تعالى يشمل الإيمان بربوبية الله تعالى وألوهيته ، ذلك أن إثبات الأسماء والصفات لازم من لوازم إثبات الألوهية لله وحده .

فإن كل من آمن بالله وآمن بربوبيته وتفرده بالخلق والملك والتدبير لزمه أن يؤمن بألوهية الله وكونه إلها مستحقا للعبادة دون سواه ، ومن كان كذلك لزمه اعتقاد اتصاف الرب تبارك وتعالى الذي هو معبود بصفات الجلال ونعوت الكمال ، ولذا كان مستحقا للعبادة متفردا في الربوبية ، ولذا كان المقر بأسماء الله وصفاته هو مقر بربوبية الله وألوهيته أيضا .

وعلى ذلك فإن كل أفعال الصلاة المخصوصة التي يتحقق معها التأكيد على ألوهية الله وربوبيته وعظمته هي أيضا دالة على إثبات الأسماء والصفات لله تعالى وعلى تحقق ذلك .

فهذه الأفعال من القيام والركوع والسجود فيها وصف لله تعالى بصفات الكبرياء والعظمة والعلو ، وفيها تعظيم للرب لما يستحقه من العبودية ، ولما اتصف به من صفات الكمال ونعوت الجلال .

والإيمان بعظمة الله تعالى وجلاله يتضمن الإقرار بأنه سبحانه متفرد في أسمائه الحسنى وصفاته العلى التي لا يشابهه فيها أحد من خلقه .

وإذا ذل العبد لربه بالركوع والسجود وصف ربه بصفات العز والكبرياء والعظمة والعلو ، فكأنه يقول : الذل والتواضع وصفي والعلو والعظمة والكبرياء وصفك ، فلهذا شرع للعبد في ركوعه أن يقول “سبحان ربي العظيم ” ، وفي سجوده : “سبحان ربي الأعلى ” ، وكان عليه الصلاة والسلام أحيانا يقول في ركوعه وسجوده : ( سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة[65] ) ، فدلت هذه الأفعال مجتمعة مع الأقوال في الصلاة على إثبات هذه الصفات لله تعالى . [66]

         المطلب الرابع : إثبات وحدانية الله تعالى في أفعال الصلاة

وحدانية الله تعالى يقصد بها كونه سبحانه واحدا في ألوهيته وربوبيته وصفاته وأسمائه وعظمته و قيوميته على خلقه . وقد دل على وحدانية الله تعالى آيات كثيرة في كتاب الله ، منها قوله تعالى : { قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد [67]}

وإن من إقرار العبد بوحدانية الله تعالى لجوؤه إلى ربه عندما يصيبه الشر أو الحزن أو الهم أو الحاجة ، فيفزع إلى ربه ويلجأ إليه ولا يلجأ لغيره لعلمه أن الله وحده هو النافع وهو الضار وهو المدبر المتصرف في هذا الكون .

وفي الصلاة بالجملة يكون توجه العبد ولجوؤه لخالقه وصلته واتصاله به عن طريق هذه الأفعال والأقوال المخصوصة .

ولذا كانت الصلاة قرة عين للمؤمنين والمخبتين ، فقد قال عليه الصلاة والسلام عن الصلاة : ( يابلال أقم الصلاة ، أرحنا بها  [68]) ، فهذه الراحة المقصودة من قول النبي صلى الله عليه وسلم ، لأن في الصلاة إعطاء للقلب السكينة والطمأنينة في الوقوف بين يدي الله عزوجل وإظهار هذه العبودية لله وحده دون سواه ،كما أن في الصلاة راحة تتمثل في صلة العبد لربه ، ولتوافقها مع فطرته التي أساسها إثبات الوحدانية للرب تعالى .فبالصلاة يتحقق إثبات وحدانية العبد لربه وتقربه له وتعبده له وحده سبحانه .

وهذه الوحدانية فطرة خلق الله الخلق عليها ، وإنما جاءت الرسل للتذكير بها ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : (ما من مولود إلا ويولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه [69])

والفطرة هي الإسلام والتوحيد واثبات الوحدانية لله تعالى [70].

ولذا كانت أفعال الصلاة كاملة من القيام والركوع والسجود والذل والانكسار والخشوع بين يدي الله تعالى من لوازم الفطرة الإنسانية ودليل الوحدانية لله تعالى .

كما أن استقبال القبلة الذي هو فعل من أفعال الصلاة وشرط من شروط صحتها فيه إظهار لتحقيق وحدانية الله تعالى وإثباتها ، يقول الله تبارك وتعالى : { قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فلول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ماكنتم فولوا وجوهكم شطره [71]} ، والقبلة هي الكعبة ، واستقبال القبلة يقصد به التوجه نحو الكعبة والتي هي بيت الله الحرام ، وهي أعظم مقدسات المسلمين ، يستقبلها المسلمون استقبال تكريم وتشريف وتعظيم لبيت الله الحرام ، وهي وجهة الوقوف بين يدي الله تعالى.

ولا شك أن من يتجه إلى الكعبة أو إلى البيت لا يقصدها بالعبادة ، وإنما يقصد بذلك عبادة الله وتوحيده والتوجه إليه دون سواه ، فكل صاحب معبود يتوجه إلى معبوده في أي اتجاه كان ، إلا أهل الإسلام فيتجهون في صلاتهم نحو بيت الله حيثما كانوا في أي بقعة من الأرض ، وهم يقصدون ربهم فيتجهون نحو بيته المعظم . وفي استقبال الكعبة في كل صلاة دليل على توجه قلوب المسلمين جميعهم ووجوههم عند أداء هذه العبادة إلى البيت الحرام ، وهذا الفعل بلا شك فيه من مظاهر توحيد الله تعالى وإثبات وحدانيته ما هو ظاهر وبيّن ، وهو يدل على أن كل عبد عليه التوجه أولا إلى ربه وحده مخلصا في عبادته فكانت إشارة ذلك ودليله استقبال البيت الحرام في هذه العبادة العظيمة ، وكل ما تكررت هذه الصلاة تكرر هذا الاستقبال والتوجه بالجسد والوجه والقلب نحو بيت الله تعالى .

وكذلك رفع الاصبع عن التشهد الذي دلت عليه أحاديث كثيرة ، تدل بمجملها على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع اصبعه السبابة ليده اليمنى في التشهد عند ذكر لفظ اسم الله تعالى وكلمة التوحيد ليدل على وحدانية الله سبحانه في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته.

         المبحث الثاني : تحقيق العقيدة في أقوال الصلاة

الصلاة فيها أقوال مخصوصة علمها النبي صلى الله عليه وسلم لأمته ، ولا يجوز أن يقال في الصلاة إلا ما خصصه النبي صلى الله عليه وسلم من الأقوال بالهيئة والموضع والكيفية التي علمها للأمة ، والمتأمل لهذه الأقوال يجد فيها تأكيدا وتحقيقا لأصول عقدية رئيسية ، فالعبد عندما يقيم الصلاة بأقوالها المخصوصة تتحقق في قلبه العقيدة الصحيحة وبتكرارها يتأكد معناها ويستوثق إيمانه بالله تعالى ، ويلزم ذلك أن يعمل بمقتضى هذه الأصول الإيمانية العظيمة ، وفيما يلي بيان لأهم هذه الأصول العقدية التي تتحقق في أقوال الصلاة .

المطلب الأول : إثبات الألوهية لله تعالى في أقوال الصلاة

هذه الأقوال التي خصها الشارع الحكيم يظهر فيها جليا تحقيق الألوهية لله تعالى وكونه إلها معبودا وحده دون غيره ، وذلك في كثير من أقوال الصلاة في مواطن مختلفة .

فالتكبير وهو قول ( الله أكبر ) وأوله تكبيرة الإحرام وهي ركن من أركان الصلاة وبقية التكبيرات واجبة [72]،والتكبير عبادة قولية وهو تعبد لله تعالى يفتتح العبد به الصلاة ويسبق كل فعل فيها ، ويتكرر في الصلاة بشكل واضح .

وقول ( الله أكبر ) يدل على أن الله أكبر من كل شيء في ذاته وفي صفاته ، وهذا التكبير جامع لإثبات معان كثيرة من الكمال لله تعالى ، وهو أيضا يتضمن تنزيه الله تعالى عن كل نقص وعيب ، ويتضمن تعظيمه وإجلاله سبحانه .

وهذا التكبير جاء أولا في استفتاح الصلاة حتى يستشعر العبد بقلبه عظمة الله تعالى فيقبل بجسده وقلبه ولا ينشغل بغيره ، فالله أكبر وأعظم من كل شيء [73].

وكذلك قراءة سورة الفاتحة والتي هي ركن من أركان الصلاة فيها إثبات لألوهية الله سبحانه وذلك في قوله تعالى : { إياك نعبد وإياك نستعين [74]}فهذه الآية تدل على أن الله تعالى وحده هو المعبود المستحق للعبادة الظاهرة والباطنة ، فهي دالة على توحيد الله في ألوهيته ، وفيها اعتراف من العبد بالتوحيد والخوف والرجاء والاستعانة على الطاعة وعلى كل الأمور ، وقدم العبادة لأنها هي المقصودة ، والاستعانة وسيلة إليها .

وقدم الضمير الدال على المفعول في الآية ليدل على الحصر ، والمعنى : جميع العبادات محصورة ولا تكون إلا لله تعالى ، وكذلك طلب العون لا يكون إلا من الله تعالى [75]، وفي هذا تحقيق لألوهية الله تعالى وكونه وحده هو المعبود وهو الذي تلجأ إليه الخلائق .

كذلك من أقوال الصلاة الدعاء الذي يتكرر في مواضع كثيرة في الصلاة وبصيغ مختلفة .

فمنه ما يكون في دعاء الاستفتاح ، وفي السجود ، وفي الجلسة بين السجدتين ، وفي دبر الصلاة ، فلا تخلو صلاة من دعاء ، والدعاء عبادة ، بل هو من أعظم مظاهر العبادة لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( الدعاء هو العبادة [76]) ففيه تحقيق لإثبات ألوهية الله تعالى وحده حيث يلجأ إليه الخلق ويدعونه دون سواه .

كذلك من أقوال الصلاة ( التسبيح ) والذي يتكرر في الصلاة أيضا في مواضع كثيرة ، فيأتي التسبيح في دعاء الاستفتاح في قول : ( سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك [77]) ، ويأتي التسبيح كذلك في الركوع في قول : ( سبحان ربي العظيم ) وفي السجود في قول : ( سبحان ربي الأعلى ) .

والتسبيح عبادة قولية تتضمن تنزيه الله تعالى عن كل نقص وعيب ، وتثبت له الكمال المطلق في ذاته وأسمائه وصفاته ، وفيه أيضا تعظيم لله تعالى وإجلال له عما لا يليق به [78].

وفي الصلاة حمد وثناء على الله تعالى ، وهو أيضا عبادة قولية ، حيث يبدأ العبد صلاته بقراءة الفاتحة والتي تبدأ بقوله تعالى : { الحمد لله رب العالمين [79]}والحمد فيه وصف لله تعالى بصفات الكمال مع الحب والتعظيم للرب تبارك وتعالى ، وهو يتضمن الشكر والثناء لله تعالى بكل ما يستحقه من أجناس الحمد وأصنافه ، والحمد شكر خالص لله دون سائر ما يعبد من دونه [80].

والحمد كذلك يأتي بعد الرفع من الركوع في قول العبد : ( سمع الله لمن حمده ) أي اثبات استجابة الله لمن يحمده ، لأن الحمد ثناء ودعاء ورجاء [81].

ومن أعظم أقوال الصلاة كلمة التوحيد والشهادة لله تعالى بأن لا إله إلا هو وحده سبحانه ، وقد جاءت هذه الكلمة في الصلاة في دعاء الاستفتاح في قول : ( سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك [82]) ، وتكررت كذلك في التشهد الأول في التحيات وهو قول : ( التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله [83]) وكلمة التوحيد هذه والشهادة لله بها تفيد الإقرار والاعتراف بأنه لا معبود بحق إلا الله تعالى ، وهو أعظم ما يقال في توحيد الألوهية وإظهاره .

وبذلك يتضح جليا تحقيق  أقوال الصلاة  لكثير من جوانب إثبات الألوهيه لله تعالى .

         المطلب الثاني : إثبات ربوبية الله تعالى في أقوال الصلاة

يتحقق في أقوال الصلاة أيضا إثبات الربوبية لله تعالى كما يتحقق في أفعال الصلاة ، فالرب هو السيد والمربي والملك والخالق كما مر معنا ، وقد تكرر ذكر لفظ ( الرب ) و( ربي ) و( ربنا ) في الصلاة في مواضع كثيرة .

منها في صورة الفاتحة في قوله تعالى : { الحمد لله رب العالمين [84]} ، ومعناها أن الله تبارك وتعالى هو الرب وهو الخالق المتصرف في جميع العوالم من أصناف المخلوقات في السموات والأرض [85]، وهو اثبات لربوبية الله وقيوميته على خلقه .

وفي الركوع يتكرر اثبات الربوبية لله تعالى في قول : ( سبحان ربي العظيم ) وفي السجود كذلك في قول : ( سبحان ربي العظيم ) ، وقالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده : سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر بي [86]) وفي الرفع من الركوع في قول : ( ربنا ولك الحمد ) ، وكذلك في الدعاء بين السجدتين في قول : ( رب اغفر لي ، رب اغفر لي [87]) ، ويتكرر كذلك في كل دعاء يدعو به العبد في صلاته . وكل تكبير وتسبيح وحمد وثناء على الله تعالى هو اثبات لألوهية الله متضمن لإثبات ربوبيته أيضا .

  ولا شك أن في ذلك تحقيق لربوبية الرب العظيم المتصرف في هذا الكون بعظمته وقوته

 المطلب الثالث : إثبات الأسماء والصفات في أقوال الصلاة

وفي أقوال الصلاة يتحقق اثبات كمال الأسماء والصفات له وحده سبحانه ، وذلك في أقوال متكرره .

فدعاء الاستفتاح فيه وصف لله تعالى وتمجيد له وحمده بصفات الكمال والجلال وذلك في قوله : ( سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك ) ففي هذا الدعاء تنزيه الله تعالى عن كل وصف فيه نقص أو عيب ،فقول : ( سبحانك اللهم وبحمدك ) تتضمن تنزيه وإثبات ، ففيها تنزيه الله عن كل نقص ، وعن كل كمال فيه نقص ، والحمد لله وصف المحمود بالكمال مع المحبة والتعظيم ، ولازم ذلك أن يكون كاملا في صفاته وأفعاله .

 وفي قول : ( وتعالى جدك ) تعظيم لله تعالى ، فالجد : العظمة ، والمقصود : أي : علت عظمتك فوق عبادك ، وذلك بما اتصف به الرب من الصفات والأفعال المحمودة [88].

وكذلك التكبير وهو قول : ( الله أكبر ) في الصلاة فيه اثبات صفات العظمة لله تعالى ، وأنه أعظم وأكبر من كل شيء في الوجود .

وكذلك في سورة الفاتحة في قوله تعالى : { الرحمن الرحيم [89]} فيها اثبات اسمان من أسماء الله الحسنى ( الرحمن – الرحيم ) واثبات صفة الرحمة لله تعالى .

فهما اسمان مشتقان من الرحمة على وجه المبالغة ويدلان على صفة الرحمة [90].

وكذلك في الركوع قول : ( سبحان ربي العظيم ) وفي السجود قول : ( سبحان ربي الأعلى ) وفي ذلك تنزيه لله عن النقائص ، واثبات أسمائه الحسنى ومنها ( العظيم – الأعلى ) واثبات صفتي العظمة والعلو ، وفي هذين القولين تنزيه واثبات ، فالتسبيح هو تنزيه الله عن مطلق النقص كالجهل والعجز والتعب ، ثم اثبات اسم الله ( العظيم ) أي في ذاته وصفاته ، فهو سبحانه أعظم من كل مخلوق ومن كل شيء ، واسم الله العظيم يدل على صفة العظمة . وكذلك اثبات اسم الله ( الأعلى ) وهو المتصف بصفة العلو .

والعبد في سجوده ينزل إلى أخفض منطقة وهي مستوى الأرض تماما ، ويكون في أذل مايكون للرب سبحانه واضعا أشرف شيء في جسده وأعلاه وهو رأسه ووجهه في الأرض ، فكان مناسبا أن ينزه العبد الساجد ربه عن النقص الذي حصل له ويثبت له كمال العلو وكمال علو الصفة ، فهو سبحانه علي في ذاته وصفاته وقدره وقهره ، وهو أعلى من كل شيء ، ولذا كان السجود أكبر دليل على العبودية ، حيث يكون العبد أقرب ما يكون لربه مع أنه الأعلى على كل شيء سبحانه[91].

ومن أقوال الركوع والسجود أيضا قول : ( سبوح قدوس ، رب الملائكة والروح ) و( سبوح  ): اسم من أسماء الله تعالى ، أي الذي تنزه عن كل شيء لا ينبغي له ،وهو صيغة مبالغة من ( التسبيح ) ،  و ( القدوس ) هو اسم من أسماء الله تعالى أي : الطاهر من كل عيب ونقص ، وهي صفة مبالغة من التقديس ، والمعنى : أن الله تعالى هو المسبَّح والمقدَّس [92].

وكذلك في قول ( سمع الله لمن حمده ) بعد الرفع من الركوع فيه إثبات صفة السمع لله تعالى وهي دالة على اسم الله ( السميع ) .

وفي التشهد قول : ( إنك حميد مجيد ) وهما اسمان لله تعالى ( الحميد – المجيد ) .

وبذلك يظهر تحقيق اثبات الأسماء والصفات لله تعالى من خلال أقوال الصلاة .

 المطلب الرابع : إثبات النبوات في أقوال الصلاة

الإيمان برسل الله تعالى وأنبيائه ركن من أركان الإيمان الذي لا يصح إيمان العبد إلا به ، وفي أقوال الصلاة ما يتحقق به هذا الركن العظيم ، منها ما يكون في التشهد ، وفي لفظ التحيات وهي قول : ( التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الصالحين [93]) هنا جاء التأكيد والإيمان بنبوة النبي صلى الله عليه وسلم ورسالته وعبوديته لله .

فقول ( السلام عليك أيها النبي ) أي التسليم والدعاء للنبي بالسلامة من كل آفة ، وهذا في حياته ، وبعد موته التسليم والدعاء له بالسلامة من أهوال القياومة ، والدعاء لسنته وشرعه بالسلامة ، وقيل المراد اسم الله لأن ( السلام ) اسم من أسماء الله الحسنى ، والمعنى : أن الله عليك أيها النبي بالحفظ والعناية أي رقيب وحافظ .

ثم قول ( أشهد أن محمدا عبده ورسوله ) وهي شهادة في الصلاة بأن النبي صلى الله عليه وسلم عبد لله تعالى ، وهو بشر مثلنا ، تميز عنا بالوحي ، وهو رسول أرسله الله وجعله واسطة بينه وبين الخلق في تبليغ شرعه .

وفي العبارتين اثبات النبوة والرسالة والعبودية للنبي صلى الله عليه وسلم والشهادة له بذلك [94].

وأيضا في التشهد الأخير زيادة الصلاة الإبراهيمية وهي قول : ( اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد [95]) .

فقول (صل على محمد) تدل على أن صلاة الله تعالى على نبيه تعني ثناؤه عليه في الملأ الأعلى وعند الملائكة المقربين ، وقيل المعنى:أي عظّمه في الدنيا بإعلاء ذكره وإظهار شريعته في الآخرة بتشفيعه في أمته .

وقوله : ( كما صليت على إبراهيم ) هذه العبارة فيها إشارة إلى فضل سابق للرب تبارك وتعالى على رسوله ونبيه وخليله إبراهيم عليه الصلاة والسلام وعلى أتباعه وآله .

وهنا يدعو العبد بأن يلحق الله تعالى الفضل بمحمد صلى الله عليه وسلم وأتباعه .

وكذلك تكرر الدعاء بالبركة وهي كثرة الخيرات ودوامها لمحمد صلى الله عليه وسلم وأتباعه كما سبق وأن بارك على إبراهيم عليه السلام وأتباعه [96]، وفي هذا القول بيان وتأكيد لنبوة هذين النبيين العظيمين ( الخليلين ) إبراهيم ومحمد عليهما السلام ، وفيه إشارة إلى أن ما جاءت به الرسل أمر واحد ، وأن دعوة الرسل واحدة ، وأنهم بعثوا بأمر واحد وهو التوحيد ، وأن الإيمان بنبوة النبي صلى الله عليه وسلم يتضمن الإيمان بنبوة جميع الأنبياء السابقين ، ذلك لأن إبراهيم عليه السلام هو أبو الأنبياء ، وآل إبراهيم فيهم كل الأنبياء الذين جاءوا من بعده وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم .

والمقصود أن في هذا القول إشارة إلى الإيمان بالأنبياء والرسل والدعاء لهم بالخير والبركة .

المطلب الخامس : إثبات الإيمان بالكتب في أقوال الصلاة

الإيمان بالكتب السماوية ركن من أركان الإيمان ، ويتحقق هذا الأصل العظيم في أقوال الصلاة ، خاصة وأن كل ركعة من ركعات الصلاة تبدأ بقراءة الفاتحة وهي أم الكتاب وقراءتها من أركان الصلاة ، وكذلك قراءة ما تيسر من القرآن الكريم وهو سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم . فقد أوجب النبي صلى الله عليه وسلم قراءة الفاتحة في الصلاة وقال : ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب [97]) ، وقال الله تعالى : { فاقرأوا ما تيسر منه [98]} ، وورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقرأ بفاتحة الكتاب وبعض السور في الصلاة ، فعن أبي قتادة رضي الله عنه قال : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين من الظهر والعصر[99] بفاتحة الكتاب وسورة سورة – يعني : يقرأ سورة في كل ركعة [100])، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بعد الفاتحة السورة كاملة أو ربما قرأ أول السورة ، أو يقرأ سورتين في ركعة في النافلة ، والمقصود أن قراءة ما تيسر من القرآن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم [101]

ولا شك أن قراءة القرآن في الصلاة فيه تحقيق للإيمان بالكتب السماوية ، فالقرآن الكريم هو أحد هذه الكتب التي نزلت من عند الله تعالى ، وتلاوة القرآن الكريم دليل على الإيمان به وبنزوله على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأنه كلام الله حقيقة وهدايته ورسالته إلى أهل الأرض .

المطلب السادس : إثبات الإيمان بالملائكة في أقوال الصلاة

الإيمان بالملائكة ركن من أركان الصلاة ، والملائكة عباد طائعون لله خلقهم من نور لحكم عظيمة ، وأوكل لهم وظائف جليلة ، وعددهم لا يعلمه إلا الله تعالى .

ويظهر الإيمان بالملائكة في أقوال الصلاة في دعاء الاستفتاح في قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة ، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم [102])  فقد ذُكر في الدعاء ثلاثة من الملائكة ، وهم جبريل وميكائيل وإسرافيل عليهم السلام ، وذكرهم في الدعاء تعظيما لقدرهم وتشريفا لهم ، فإن لهم من الوظائف أعظمها ، فجبريل عليه السلام موكل بالوحي والرسالة بين الله تعالى وبين رسله وأنبيائه وتبليغ شرعه ، وميكائيل عليه السلام موكل بالقطر والنبات ، وإسرافيل عليه السلام موكل بالنفخ في الصور ، والإيمان بهؤلاء الملائكة يتضمن الإيمان بجميع الملائكة إيمانا مجملا. وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله : ( إذا قال الإمام : { غير المغضوب عليهم ولا الضالين [103]} قولوا آمين ، فمن وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه [104]) ولا شك أن في هذا تثبيت للإيمان بالملائكة في قلب العبد المؤمن .

المطلب السادس : إثبات الإيمان باليوم الآخر في أقوال الصلاة

الإيمان باليوم الآخر هو ركن من أركان الإيمان ، وهو يشمل الإيمان بكل ما يحصل للإنسان من موته إلى أن يستقر أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار .

والإيمان باليوم الآخر يتحقق في أقوال الصلاة في مواضع كثيرة ، ففي سورة الفاتحه قوله تعالى : { مالك يوم الدين [105]} ، ويوم الدين هو يوم القيامة ، حيث يدين الله تعالى العباد بأعمالهم إن خيرا فخير وإن شرا فشر ، والدين هو الجزاء ، والله سبحانه وتعالى هو مالك ذلك اليوم وملكه[106] ، فلا يملك مع الله في ذلك اليوم أحد ، فالله هو المالك وهو الحاكم وهو المحاسب دون غيره .

ويوم الدين هو يوم القيامة الذي يبعث فيه الناس ويخرجون من قبورهم ويحاسبون على أعمالهم ، وتتطاير فيه الصحف ، ويقوم فيه الأشهاد والشفعاء ، وتوضع فيه الموازين ، وينصب فيه الصراط ،  ويتفاوت فيه الناس وينقسمون فمنهم شقي وسعيد ، فأما الأشقياء فإلى النار مصيرهم ، وأما أهل السعادة فإن الجنة دارهم .

وقوله تعالى : { مالك يوم الدين [107]} تدل على كل هذه التفاصيل التي تكون في ذلك اليوم العظيم .

والإيمان باليوم الآخر يتحقق في الصلاة في الدعاء الذي يكون بطلب المغفرة مثل الدعاء الذي يكون في الجلسة بين الجلستين حيث يقول العبد : ( اللهم  اغفر لي وارحمني واهدني ، واجبرني ، وارزقني  [108]) وقول : (رب اغفر لي رب اغفر لي ) ، فهذا الداء فيه طلب المغفرة ، والمغفرة لا تكون إلا بمحو السيئات من صحائف الأعمال التي تنشر في الآخرة ، فطلب المغفرة دليل على تحقق الإيمان باليوم الآخر .

وكذلك الدعاء في دبر الصلاة فقد استعاذ فيه النبي صلى الله عليه وسلم من عذاب جهنم ومن عذاب القبر حيث قال : ( اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن شر فتنة المسيح الدجال [109]).فهذا الدعاء فيه طلب الاستعاذة بالله من هذه الأمور الأخروية ، ففيه طلب الاستعاذة من عذاب جهنم الذي ورد وصفه في الكتاب والسنة ، ومن عذاب القبر وهو عذاب البرزخ وهي الحياة التي تكون من موت الإنسان إلى قيام الساعة .

وفيه طلب الاستعاذة من فتنة المحيا والممات ، والفتنة هي  الامتحان والابتلاء والاختبار ، وفتنة المحيا ما يعرض للإنسان في حياته من شهوات وشبهات وفتنة وجهل ، وفتنة الممات ما يكون عند الموت وما يكون بعد الموت مباشرة من سؤال الملكين للميت في قبره عن ربه ودينه ونبيه .

وفيه طلب الاستعاذة من شر فتنة المسيح الدجال ، وهذه الفتنة العظيمة التي أنذر منها النبي صلى الله عليه وسلم والأنبياء من قبله ، وتكون هذه الفتنة متقدمة عن قيام الساعة وهي علامة من علاماتها .

وهذه الفتن الأربعة هي مجامع الشر كله ، فالشر إما عذاب الآخرة وإما أسبابه من الفتن وأعظمها  فتنة المحيا والممات وفتنة المسيح الدجال [110].

وبذلك يظهر أن في أقوال الصلاة ما يتحقق به الإيمان باليوم الآخر في قلب العبد المؤمن .

الخاتمة :

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، فقد أعانني الله تعالى على إكمال هذ البحث الذي توصلت من خلاله إلى عدد من النتائج أهمها :

  1. أن الصلاة من أعظم العبادات التي شرعها الله تعالى لما لها من تأثير في حياة العبد المؤمن وفي ترسيخ العقيدة في قلبه .
  2. أن في أفعال الصلاة وأقوالها تأثير بالغ في تحقيق المعتقد الصحيح ، وتثبيت العقيدة الصافية ، وتذكير المؤمن بكثير من الأصول العقدية التي لا يصح إيمان العبد إلا بتحقيقها وإظهارها .
  3. أن الواجب على المؤمن التأمل والتفكر في أفعال الصلاة وأقوالها ، والتعرف على الحكمة من مشروعيتها حتى يقبل العبد على ربه ويقف بين يديه وهو أخشع قلبا وأصدق توبه .
  4. أن في تكرار الصلوات والركعات بما فيها من كل هذا التأكيد على أهم الأصول واللوازم العقدية لهو دليل على أهمية الاعتقاد الصحيح في حياة العبد ، وضرورة تمسك العبد بهذه الثوابت الإيمانية الأصيلة .
  5. ظهر من خلال البحث أهمية العقيدة الصحيحة التي جاءت مفصلة في أهم عبادة في الإسلام وهي الصلاة التي هي عمود الدين .

ومن التوصيات :

أوصي طلبة العلم والباحثين بالكتابة في هذه الموضوعات التي يتضح من خلالها أهمية الشعائر الإسلامية في الجانب العقدي ، لأهمية ذلك في لفت انتباه العباد إلى هذه المعاني العظيمة .

قائمة المصادر والمراجع :

  1. القرآن الكريم
  2. أساس البلاغة ، محمود بن عمر الخوارزمي الزمخشري ، دار الكتب العلمية – بيروت ، ط.1 ، 1419هـ -1998م
  3.  أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن ،  محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الجكني الشنقيطي ، دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع بيروت – لبنان ، ط.د ، 1415 هـ – 1995 مـ
  4. بدائع الفوائد ، محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية ، دار الكتاب العربي، بيروت، لبنان ، ط. د، ت. د
  5. تفسير القرآن ، أبو المظفر، منصور بن محمد بن عبد الجبار ابن أحمد المروزى السمعاني التميمي الحنفي ثم الشافعي ، المحقق: ياسر بن إبراهيم وغنيم بن عباس بن غنيم ،  دار الوطن، الرياض – السعودية ، ط. 1، 1418هـ- 1997م
  6. تفسير القرآن العظيم ، أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي ،  محمد حسين شمس الدين ، دار الكتب العلمية، منشورات محمد علي بيضون – بيروت ، ط.د ، 1419 هـ
  7. توضيح الأحكام في بلوغ المرام ، أبو عبد الرحمن عبد الله بن عبد الرحمن بن صالح بن حمد بن محمد بن حمد بن إبراهيم البسام التميمي ، مكتَبة الأسدي، مكّة المكرّمة ، ط. 5، 1423 هـ – 2003 م
  8. تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد ، عبد الرحمن بن ناصر السعدي  المكتب الاسلامي، بيروت، دمشق ، ط.1، 1423هـ/2002م
  9. تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ، عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله السعدي ، عبد الرحمن بن معلا اللويحق ،  مؤسسة الرسالة ، ط. 1 ، 1420هـ -2000 م
  10.  جامع البيان في تأويل القرآن ( تفسير الطبري ) محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، أبو جعفر الطبري ، المحقق: أحمد محمد شاكر ،  مؤسسة الرسالة ، ط.1، 1420 هـ – 2000 م
  11. الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه (صحيح البخاري )، محمد بن إسماعيل أبو عبدالله البخاري الجعفي ،ط.1، 1422ه
  12. حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح ، محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية ، مطبعة المدني، القاهرة ، ط. د، ت.د
  13. حاشية الروض المربع شرح زاد المستقنع ، عبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي الحنبلي النجدي ، ط.1 – 1397 هـ
  14. الخشوع في الصلاة ، ابن رجب الحنبلي ، دار الرسالة – القاهرة ، ط.1 ، 1430هـ -2009م
  15. الروض المربع شرح زاد المستقنع ، منصور البهوتي الحنبلي ، دار المؤيد – مؤسسة الرسالة ، ط.د، ت.د
  16. زاد المعاد في هدي خير العباد ، محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية ، مؤسسة الرسالة، بيروت – مكتبة المنار الإسلامية، الكويت ، ط27, 1415هـ /1994م
  17. سنن ابن ماجه ،  ابن ماجة أبو عبد الله محمد بن يزيد القزويني، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي ،  دار إحياء الكتب العربية – فيصل عيسى البابي الحلبي ، ط. د، ت. د
  18. سنن أبي داوود ، أبو داود سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد بن عمرو الأزدي السِّجستاني ، المحقق: محمد محيي الدين عبد الحميد ،  المكتبة العصرية، صيدا – بيروت ، ط. د، ت. د
  19. سنن الترمذي ، أبو عيسى محمد بن عيسى بن سَوْرة بن موسى بن الضحاك، الترمذي ، تحقيق وتعليق:أحمد محمد شاكر ، ومحمد فؤاد عبد الباقي ،شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي – مصر ، ط.2، 1395 هـ – 1975 م
  20. شرح السنة ، أبو محمد الحسين بن مسعود بن محمد بن الفراء البغوي الشافعي ،المكتب الإسلامي – دمشق، بيروت ، ط.2 ، 1403هـ – 1983م
  21. شرح الكريم بشرح وسائل التعليم ، سعيد بن محمد الحضرمي ، دار المنهاج ، جدة ، ط.1،ت.د
  22. الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية  أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري الفارابي ، تحقيق: أحمد عبد الغفور عطار ، دار العلم للملايين – بيروت ، ط. 4 ، 1407 هـ‍ – 1987 م
  23. صحيح مسلم ، مسلم بن الحجاج أبو الحسن القشيري النيسابوري ، دار إحياء التراث العربي – بيروت ، ط. د، ت. د
  24. غريب القرآن ،  أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري ، المحقق: أحمد صقر ، دار الكتب العلمية – بيروت ،ط.د ، 1398 هـ – 1978 م
  25. القول المفيد على كتاب التوحيد ، محمد بن صالح بن محمد العثيمين ، دار ابن الجوزي، المملكة العربية السعودية ، ط.2 ، محرم 1424هـ
  26. لسان العرب ، محمد بن مكرم بن على، أبو الفضل، جمال الدين ابن منظور الأنصاري الرويفعى الإفريقى ، دار صادر – بيروت ، الطبعة .3 ، 1414 هـ
  27. مجموع الفتاوى ،تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني ، جمع وتحقيق : عبد الرحمن بن محمد بن قاسم ،  مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، المدينة النبوية، المملكة العربية السعودية ،  1416هـ/1995م
  28. مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين ، محمد بن شمس الدين بن قيم الجوزية ، دار الكتاب العربي – بيروت ، ط.3 ،1416هـ-1996م
  29.  المسند الصحيح المختصر بنقل العدل عن العدل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
  30. المفردات في غريب القرآن ، أبو القاسم الحسين بن محمد المعروف بالراغب الأصفهانى ،دار القلم، الدار الشامية – دمشق بيروت ، ط. 1 -1412 هـ
  31. الملخص الفقهي ، د.صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان ، دار العاصمة، الرياض، المملكة العربية السعودية ، ط.1، 1423هـ
  32. المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج ، أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي ،  دار إحياء التراث العربي – بيروت ، ط.2، 1392هـ
  33. المنهل العذب المورود شرح سنن الإمام أبي داود ، محمود محمد خطاب السبكي ، تحقيق : أمين محمود محمد خطاب ، مطبعة الاستقامة، القاهرة – مصر ، ط.1، 1351 – 1353 هـ

[1] صحيح البخاري ، كتاب الأذان ، باب الأذان للمسافر : 1/128 ، حديث رقم 631

[2] الكفر نوعان : الكفر الأكبر وهو مخرج من الملة ، والكفر الأصغر وهو لايخرج من الملة ، وقد اختلف العلماء في كفر تارك الصلاة ، فمنهم من يرى أنه كفر أصغر لا يخرج من الملة إذا كان تركها تهاونا وكسلا وليس جحودا  ، ومنهم من يرى أنه كفر أكبر إذا كان تارك الصلاة جاحدا لها ولوجوبها ، ينظر : مدارج السالكين ، ابن القيم 1/ 335-336

[3] سنن الترمذي ، أبواب الإيمان ، باب ماجاء في ترك الصلاة : 5/13 ، حديث رقم 2621 ، قال الترمذي : ” هذا حديث حسن صحيح غريب “

[4] ينظر : الصحاح ،  للجوهري : 6/2402

[5] سورة التوبة : آية 103

[6] ينظر : غريب القرآن ، ابن قتيبة : 6/2402

[7] الروض المربع شرح زاد المستقنع ، للبهوتي : 1/60

[8] ينظر المصر نفسه : : 68

[9] سورة النساء : آية 103

[10] سورة إبراهيم : آية 31

[11] ينظر : شرح السنة ، للبغوي : 7/104

[12] صحيح البخاري ، كتاب الإيمان ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( بني الإسلام على خمس ) ، 1/11، حديث رقم 8 ، وصحيح مسلم ، كتاب الإيمان ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( بني الإسلام على خمس ): 1/45، حديث رقم 19

[13] تقدم تخريجه ص2

[14] صحيح مسلم ، كتاب الإيمان ، باب بيان إطلاق اسم الكفر على من ترك الصلاة : 1/88 ، حديث رقم 134

[15] سنن الترمذي ، أبواب الصلاة ، باب ما جاء أن أول ما يحاسب به العبد : 2/269، حديث رقم 413

[16] سورة النساء : آية 102

[17] ينظر تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ، للسعدي : 161

[18] صحيح البخاري ، أبواب تقصير الصلاة ، باب إذا لم يطق قاعدا صلى على جنب : 2/48، حديث رقم 1117

[19] صحيح البخاري ، كتاب مواقيت الصلاة ، باب الصلوات الخمس كفاره :1/112 ، حديث رقم 528 ، وصحيح مسلم ، كتاب المساجد ، باب المشي إلى الصلاة تمحى به الخطايا : 1/462 ، حديث رقم 283

[20] سورة العنكبوت / آية 45

[21] تفسير القرآن العظيم ، ابن كثير : 6/255

[22] تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ، للسعدي : 581

[23] سورة العنكبوت : آية 45

[24] ينظر: تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ، للسعدي : 581-582

[25] سنن ابن ماجه ، كتاب الجنائز، باب ما جاء في ذكر مرض رسول الله : 1/519 ، حديث رقم 1625 ، قال المحقق محمد فؤاد عبد الباقي : إسناده صحيح على شرط الصحيحين .

[26] تقدم تخريجه ص2

[27] ينظر الملخص الفقهي ، د. صالح الفوزان : 74- وما بعدها

[28] ينظر الملخص الفقهي ، د. صالح الفوزان : 74-ومابعدها

[29] ينظر : لسان العرب ، ابن منظور : 3/273

[30] مجموع الفتاوى ، ابن تيمية : 10/149

[31] ينظر : المصدر السابق : 10/150

[32] سورة الذاريات : آية 56

[33] سورة البقرة : آية 21

[34] سورة النساء / آية 36

[35] سورة البقرة / آية 238

[36] ينظر: الخشوع في الصلاة ، ابن رجب ، 22، وينظر: بدائع الفوائد ، ابن القيم : 435

[37] ينظر: الخشوع في الصلاة ، ابن رجب /، 21

[38] ينظر: أساس البلاغة ، الزمخشري  : 1/381

[39] المفردات في غريب القرآن ، للراغب الأصفهاني  : 364

[40] ينظر: تفسير القرآن للسمعاني : 1/73

[41] صحيح مسلم ، كتاب الصلاة ، باب النهي عن قراءة القرآن في الركوع : 1/348 ، حديث رقم 207

[42] ينظر : لسان العرب ، ابن منظور : 3/204

[43] ينظر: مختار الصحاح ، للجوهري : 1/142

[44] وهي : الجبهة والأنف ، وباطن الكفين ، والركبتين ، وأصابع القدمين

[45] ينظر : الملخص الفقهي ، د. صالح الفوزان : ، ينظر: شرح الكريم بشرح وسائل التعليم ، سعيد بن محمد الحضرمي : 208-209

[46] سورة الرحمن / آية 6

[47] ينظر : تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ، للسعدي : 769

[48] صحيح مسلم ، كتاب الصلاة ، باب ما يقال في الركوع والسجود :1/350 ، رقم 482

[49] صحيح مسلم ، كتاب الصلاة ، باب فضل السجود والحث عليه : 1/ 353 ، حديث رقم 489

[50] سورة الإنسان : آية 26

[51] ينظر: تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ، السعدي : 836

[52] عند تكبيرة الإحرام ، وعند الركوع ، وعند الرفع من الركوع ، وبعد القيام من التشهد الأول ، ودلَّ على ذلك ما رواه البخاري حديث رقم (739) عنْ نَافِعٍ : ” أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ إِذَا دَخَلَ فِي الصَّلَاةِ كَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ ، وَإِذَا رَكَعَ رَفَعَ يَدَيْهِ ، وَإِذَا قَالَ : سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ رَفَعَ يَدَيْهِ ، وَإِذَا قَامَ مِنْ الرَّكْعَتَيْنِ رَفَعَ يَدَيْهِ ، وَرَفَعَ ذَلِكَ ابْنُ عُمَرَ إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ “

[53] ينظر :توضيح الأحكام في بلوغ المرام ، للبسام : 2/ 28 ، حاشية الروض المربع ، ابن قاسم : 2/ 11

[54] سنن الترمذي ، أبواب الزهد ، باب في قول النبي صلى الله عليه وسلم ، لو تعلمون ما أعلم : 4/ 556 ، حديث رقم 2312 ، قال الترمذي : ” حديث حسن غريب “

[55] ينظر تفسير القرآن للسمعاني : 4/ 420

[56] تقدم تخريجه في نفس الصفحه

[57] سورة نوح : آية 13

[58] تفسير الطبري ، ابن جرير الطبري   : 23/ 296

[59] سورة الزمر : آية 67

[60] ينظر:  تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ، السعدي : 729 ، وينظر : أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن ، محمد الأمين الشنقيطي : 5/ 304

[61] ينظر : لسان العرب ، ابن منظور : 1/ 400

[62] سورة الأعراف : آية 54

[63] سورة الرعد : آية 16

[64] ينظر: تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد ، للسعدي : 33 ، وينظر : القول المفيد على كتاب التوحيد ، ابن عثيمين : 1/ 14

[65] سنن أبي داوود ، باب تفريع أبواب الركوع والسجود ، باب ما يقول الرجل في ركوعه وسجوده : 1/230 ، حديث رقم 873 ، وذكر المحقق تصحيح الألباني للحديث ، وذكره الترمذي في الشمائل المحمدية : 1/256 ، حديث رقم 314

[66] ينظر : الخشوع في الصلاة ، ابن رجب : 41-43

[67] سورة الإخلاص

[68] سنن أب داوود ، كتاب الأدب ، باب في صلاة العتمة : 4/296، حديث رقم 4985 ، صحيح كما ذكر المحقق

[69] صحيح البخاري ، كتاب الجنائز ، باب إذا أسلم الصبي فمات ، هل يصلى عليه : 2/94 ، حديث رقم 1358

[70] ينظر : مجموع الفتاوى ، ابن تيمية : 4/244

[71] سورة البقرة : آية 144

[72] ينظر : الملخص الفقهي ، د. صالح الفوزان : 93

[73] ينظر: حاشية الروض المربع : 2/ 11

[74] سورة الفاتحة : آية 4

[75] ينظر : تفسير القرآن العظيم ، ابن كثير : 1/ 25 ، بدائع الفوائد ، ابن القيم : 1/9

[76] سنن الترمذي ، أبواب تفسير القرآن ، باب : ومن سورة البقرة : 5/211، حديث رقم 2969

[77] سنن الترمذي ، أبواب الصلاة ، باب ما يقول عند افتتاح الصلاة : 2/11 ، حديث رقم 243 ، صححه الألباني كما ذكر المحققون

[78] ينظر : حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح ، ابن القيم : 352

[79] سورة الفاتحة : آية 1

[80] ينظر : تفسير القرآن العظيم ، ابن كثير : 1/ 25

[81] ينظر : المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج ، النووي : 4/ 139

[82] تقدم تخريجه في نفس الصفحه

[83] صحيح البخاري ، كتاب الأذان ، باب التشهد في الآخره : 1/166 ، حديث رقم 831

[84] سورة الفاتحة : آية 1

[85] ينظر : تفسير القرآن العظيم ، ابن كثير : 1/25

[86] صحيح البخاري ، كتاب الأذان ، باب الدعاء في الركوع : 1/158، حديث رقم 794

[87] سنن ابن ماجه ، كتاب الصلاة والسنة فيها ، باب ما يقول بين السجدتين : 1/289، حديث رقم 897 ، صححه الألباني كما ذكر المحقق

[88] ينظر : المنهل المورود في شرح سنن أبي داوود : 5/ 187

[89] سورة الفاتحة : آية 2

[90] ينظر : تفسير القرآن العظيم ، ابن كثير : 1/ 27

[91] ينظر : بدائع الفوائد ، ابن القيم : 3/57

[92] ينظر: المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج ( شرح صحيح مسلم )، النووي : 4/ 198

[93] صحيح البخاري ، كتاب الأذان ، باب التشهد في الآخرة ، رقم 831 ، صحيح مسلم ، كتاب الصلاة ، باب التشهد في الصلاة ، رقم 402 .

[94] ينظر : المنهل العذب المورود في شرح سنن أبي داوود : 6/ 71-73 ، وحاشية الروض المربع ، : 2/ 66-69

[95] صحيح البخاري ، كتاب الدعوات ، باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم : 8/77، حديث رقم 6357  

[96] ينظر : المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج ( شرح النووي ) : 4/ 125

[97] صحيح البخاري ، كتاب الأذان ، باب وجوب القراءة للإمام والمأموم في الصلوات : 1/151، حديث رقم 756

[98] سورة المزمل : آية 20

[99] يعني الركعة الأولى والثانية من صلاة الظهر والعصر ، ولا يقرأ بعد الفاتحة في الثالثة ولا الرابعة

[100] صحيح البخاري ، كتاب الأذان ، باب القراءة في العصر : 1/152، حديث رقم 762

[101] ينظر زاد المعاد ، ابن القيم : 1/ 214-215

[102] صحيح مسلم ، كتاب صلاة المسافرين وقصرها ، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه :1/152 ، حديث رقم 770

[103] سورة الفاتحة : آية 7

[104] صحيح البخاري ، كتاب الأذان ، باب جهر الإمام بالتأمين : 1/156، حديث رقم 780، وصحيح مسلم ، كتاب الصلاة ، باب التسميع والتحميد والتأمين : 1/306، حديث رقم 410

[105] سورة الفاتحة / آية 3

[106] ينظر : تفسير القرآن العظيم ، ابن كثير : 1/ 26

[107] سورة الفاتحة : آية 3

[108] سنن الترمذي ، أبواب الصلاة ، باب مايقول بين السجدتين : 2/76، حديث رقم 284 ، صححه الألباني كما ذكر المحققون

[109] صحيح البخاري ، كتاب الجنائز ، باب التعوذ من عذاب القبر ، رقم 1377 ، وصحيح مسلم ، كتاب المساجد ، باب ما يستعاذ منه في الصلاة ، رقم 588

[110] ينظر : حاشية الروض المربع ، 2/ 74

د. مواهب بنت علي منصور فرحان

الأستاذ المساعد بقسم العقيدة كلية الدعوة وأصول الدين- جامعة أم القرى

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتًا
التقيمات المضمنة
عرض كل التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا الأن
1
هل تحتاج الي مساعدة او نشر بحثك !
Scan the code
مجلة scp الماليزية
مرحبا
كيف استطيع مساعدتك !