العدد السابعالمجلد الثاني 2019

واقع ممارسة مديري المدارس الثانوية الحكومية بمدينة تبوك لإدارة الأزمات

المملكة العربية السعودية

وزارة التعليم العالي – جامعة تبوك

كلية التربية والآداب – قسم الادارة والتخطيط التربوي

دراسة مقدمة الى قسم الادارة والتخطيط التربوي كمتطلب تكميلي

(مشروع بحثي) لنيل درجة الماجستير تخصص ادارة وتخطيط تربوي

إعداد الطالب: عبد الله محمد الرقيقيص

إشراف

د. محمد يوسف مرسي نصر

الاستاذ المشارك بقسم الادارة والتخطيط التربوي

كلية التربية والآداب بجامعة تبوك

1436هـ_2014م

معرف الوثيقة الرقمي : 201995

واقع ممارسة مديري المدارس الثانوية الحكومية بمدينة تبوك لإدارة الأزمات

مقــــدمة:

تسعى الكثير من المنظمات والمؤسسات في ظل التقدم العلمي والتكنولوجي، إلى مواجهة التغيرات الطارئة، أيا كان نوعها والتي قد تؤثر على آداء المنظمة أو المؤسسة، كما أنها قد تعترض سير خططها، التي وضعتها من أجل تحقيق أهدافها. وبالتالي فان التغييرات التي تطرأ فجأة في أي مؤسسة كانت تحتاج الى قيام المسؤولين، باتخاذ القرارات والتدابير اللازمة للخروج منها بأقل الخسائر المحتملة، وهذا ما يطلق عليها بالأزمة.

والأزمات  تعد جزءاً من نسيج الحياة الإنسانية في أي مجتمع، وسمة من سمات الحياة المعاصرة، وقد ازدادت الحاجة إلى التعامل مع الأزمات  في العصر الحالي، الذي يتسم بالتغير السريع في العلم والتكنولوجيا، ونمط الاستهلاك وأنماط العلاقات بين البشر، مما يتطلب استراتيجيات وبدائل وأساليب بديلة أكثر ابداعية، للتعامل مع واقع الحياة المختلفة ، حتى لقد أطلق البعض على عصرنا الحالي(عصر الأزمات ) وأصبح مصطلح الأزمة من المصطلحات الشائعة في لغتنا اليومية مثل الأزمة الاقتصادية، وأزمة التعليم ،وغيرها من الأزمات .(أكبر، 182:2012).

ولحصر نطاق الأزمة في المؤسسات التربوية، نشير إلى واقعها في المدرسة وأنواعها، وما يمكن أن تعكسه على هيكلها وآدائها.

فالمدرسة شأنها شان الكيانات أو التنظيمات الإدارية والاجتماعية، تتعرض خلال عملها اليومي لأنواع عديدة من الأزمات، منها ما يتعلق بالطلبة أو المعلمين أو المديرين أو المجتمع المحلي الذي تقع فيه، مما يشكل وقوع الأزمة فيها اضطراباً في الآداء، وضغوطات قد تهدد وجودها واستمرارها، بل تؤدي الأزمات  إلى مشاكل وصراعات أو صدمات تتطلب اتخاذ الإجراءات العملية للتوصل إلى الحل الجذري من خلال تنظيم أكثر كفاءة لأنظمة الاتصال والمعلومات، وخبرة كافية للمديرين للتعامل مع الأزمات  وتوفير الموارد البشرية اللازمة.(الزاملي، وآخرون67:2007).

ولا شك أن للمدير الذي يقف على قمة الهرم التنظيمي في المدرسة، دور أساسي في إدارة الأزمات المدرسية من خلال ما يتمتع به من قدرات وكفايات تسهم في بلوغه للأهداف المطلوبة واستخدام الأساليب للتعامل مع الأزمات بكفاءة وفعالية.

ومدير المدرسة يمثل العنصر الرئيسي، والمسؤول الأول على سلامة العملية التربوية في مدرسته، وكذلك المعلمين والطلبة، والتي يفترض أن يكون مؤهلا لمواجهة الأزمة قبل حدوثها أو استفحال أمرها، أما من خلال استخدام استراتيجيات فعالة، أو الأخذ بأسباب الحيطة والحذر الملائمين من أجل وأدها في مكانها أو حصرها لمنع تأثيراتها السلبية على سير العملية التعليمية التعلمية. (الحلو،2010 :226).

عبد الله محمد الرقيقيص

مشكلـــة الدراســة:

المؤسسات التربوية بما بها من متغيرات ناجمة عن أزمات على اختلاف حدتها، فهي تعيق تحقيق مدى نجاح المنظمة التعليمية، لتحقيقها للأهداف المرسومة لها، وعدم الثقة في قدرة المنظمة على القيام بالمهام المنوطة بها.

وبتسليط الضوء على التنظيمات التربوية، نجد أنها تواجه متغيرات بيئية واجتماعية متعددة، سريعة ومفاجئة، تكمن وراءها أسباب متباينة عديدة، تؤدي إلى حدوث أنماط مختلفة من الأزمات تختلف في مستويات حدوثها، وشدة تأثيرها، ودرجة تكرار حدوثها. وتؤثر درجة نجاح إدارة المؤسسة التعليمية في تلك الأزمات، الى حد كبير، ليس على نجاح واستقرار العملية التربوية داخل المؤسسة فحسب، ولكن أيضا على استمرار المؤسسة ذاتها في ادارة بعض الحالات التي تتميز فيها تلك الأزمات بالحدة والتعقد. كما يؤدي عدم نجاح المؤسسة التعليمية في ادارة الأزمات على المدى البعيد الى تراجع مصداقية قدرة المؤسسة على القيام بوظائفها التعليمية.  (الموسى،2005 :4)

والأزمات  المدرسية  تعتبر كثيرة ومتنوعة وتتمثل بنمطين: الأزمات  الداخلية كالوفاة لأحد الطلبة أو المعلمين في المدرسة، أو حدوث انفجار في مختبر الكيمياء ،أو تصدع في بناء المدرسة أو ترويج لسلوكيات غير مقبولة داخل المدرسة، أو تسريب أسئلة امتحان أحد المعلمين ،أو قيام أحد المعلمين بتصرف غير لائق أمام الطلاب، والأزمات  الخارجية مثل العواصف   القوية، أو الزلازل أو حوادث الطرق التي يتعرض لها الطلبة والمعلمون بسبب الامطار، والمشاكل التي تحدث خارج المدرسة بين الأفراد الساكنين بالقرب منها، أو العبث بممتلكاتها ،أو تعرضها للسرقة ،أو حدوث اعتداء على أحد المعلمين خارج المدرسة.(الزاملي وآخرون،2007 :68)

هناك من يرى أن المدارس تتعرض باستمرار لأنواع مختلفة من الأزمات والأحداث المفاجئة أثناء تنفيذ نشاطاتها التربوية اليومية، مما يؤثر سلبا على استمرار العملية التربوية فيها التي تعد المحور الأساس لعملها حيث أصبحت تتعرض للسرقات أو أعمال العنف والتخريب من قبل الطلبة واكتظاظها بأعداد كبيرة من الطلبة، أو استخدام الانترنت والهاتف المحمول كوسائل لغير أهدافها الحقيقية. (الحلو،299:2010).

ويتعين على مدير المدرسة الناجح ان يتخذ التدابير الوقائية واعداد السيناريوهات اللازمة للتعامل مع الأزمات وادارتها والتخفيف من حدة مخاطرها من خلال وضع خطط واستراتيجيات ملائمة تتناسب مع الأزمات المختلفة وفقا لدرجة خطورتها ونوعها والتصدي لها.

وبالتالي ضرورة تعزيز قدرة المدرسة على التعامل مع الأزمات، من خلال وضع خطط للتدخل الأمن من جانب المدرسة، والى أهمية وضع خطة لإدارة الازمة. (الموسى،2005: 81).

وبالنظر الى المؤسسات التربوية فهي تعتبر جزءا هاما من المجتمع الذي تغذية بالمنهجيات اللازمة لتنشئة أبنائها واعدادهم بالعلوم والمعارف لمختلف المراحل التعليمية.

واقع ممارسة مديري المدارس الثانوية الحكومية بمدينة تبوك لإدارة الأزمات

ومن هذا المنطلق تسعى هذه الدراسة بتسليط جهدها للإجابة على سؤالهـــــا الرئيسي والمتمثل في:

ما واقع ممارسة مديري المدارس الثانوية الحكومية بمدينة تبوك لإدارة الأزمات؟

وينبثق منه الأسئلة الفرعية التالية:

ما واقع ممارسة مديري المدارس الثانوية الحكومية بمدينة تبوك لإدارة الأزمات في مرحلة ما قبل الأزمات؟

ما واقع ممارسة مديري المدارس الثانوية الحكومية بمدينة تبوك لإدارة الأزمات في مرحلة أثناء الأزمات؟

ما واقع ممارسة مديري المدارس الثانوية الحكومية بمدينة تبوك لإدارة الأزمات في مرحلة ما بعد وقوع الأزمات؟

هل توجد فروق ذات دلالة احصائية عند مستوى (0.05) في استجابات مجتمع الدراسة حول واقع ممارسة مديري المدراس الثانوية الحكومية بمدينة تبوك لإدارة الأزمات تعزى لمتغير الخبرة والمسمى الوظيفي؟

أولا: الإطار النظري

المبحث الأول: إدارة الأزمات

مقدمة:

سيتناول الإطار النظري مبحثين هما مبحث ادارة الأزمات ومبحث مهام ومسؤوليات المدير في ادارة الأزمات، وبالنسبة للمبحث الأول سوف يتم التطرق الى مفهوم الازمات وادارة الأزمات، وعن مراحل ادارة الأزمات وأهدافها والمبادئ التي تسير وفقها، بالإضافة الى خطوات وأساليب التعامل مع الازمات والشروط المنوطة بها.

تعتبر الوقائع التي تتم في الحقل التربوي محل دور القائمين على العملية التعليمية في تجاوزها، فهم يعملون سوية كشركاء في منظومة متكاملة، تهدف الى توفير البيئة الملائمة للتعلم. 

1– مفهوم الأزمات:

الأزمات هي حالة غير مستقرة وغير عادية يترتب عليها حدوث أثار سلبية على المؤسسة ككل، وتؤدي الى توقف حركة العمل أو انخفاضها الى درجة غير عادية، وتحول دون تحقيق الاهداف الموضوعة. (الخباز،2005: 96).

2– مفهوم إدارة الأزمات:

تعرف بأنها عملية ادارية تتمكن المنظمة من خلالها في وضع مجموعة من السياسات والاجراءات والتعليمات تضمن قيام المنظمة بمجموعة من الأنشطة تحقق مستوى عالي من الجاهزية أو الاستعداد الدائم لمواجهة الأزمات أو الاحداث المتعددة المحتملة التي قد تواجهها المنظمة بأكبر قدر من الفاعلية. (همام د.ت :121).

عبد الله محمد الرقيقيص

3– مراحل إدارة الأزمات:

 وتتحدد مراحل إدارة الأزمات كما يذكرها. (أبو العلا، 2012: 253) على النحو الاتي:

1- مرحلة الإدارة قبل وقوع الازمة وتتمثل في اتخاذ اجراءات وتدابير وقائية من خلال التخطيط وتوفير الامكانات المادية والبشرية اللازمة، وايجاد مناخ معنوي يجسد ولاء وانتماء العاملين في المدرسة.

2- مرحلة الإدارة أثناء وقوع الازمة: والتي تتضح من خلال عمليات اتخاذ القرارات والاتصال وجمع المعلومات وأثر القيادة ودورها في ادارة الازمة.

3- مرحلة الإدارة بعد وقوع الازمة: والاستفادة من التجربة وذلك بتقييم نتائج الازمة للاستفادة من التجربة والعمل على تطوير استراتيجيات التعامل مع الازمة

4-خطوات مواجهة الأزمات:

يشير (الصرايرة، 2009 :19) الى خطوتين لمواجهة الأزمات هما:

  1. المرحلة الوقائية: وذلك من خلال التخطيط السليم المبني على أسس علمية رصينة بما يتعلق بالمدخلات المالية وخطر التمويل طالما كونت الازمة، وتحليل مؤشراتها من خلال وضع برنامج زمني لإدارتها كإجراءات وقائية والاستفادة منها، والتعلم من خلال التغذية الراجعة.
  2. المرحلة العلاجية: والتي تؤكد على جمع البيانات وتحليل الأزمات ووقائعها من أجل ربطها في نماذج خلاقة تخطيطا وتنفيذا ومتابعة، كمبادئ أساسية للتقييم، وادارة الأزمات على مستوى مقبول من خلال دعم البحث العلمي، والدعم المادي لتنمية البنية التحتية، والانفاق على التجهيزات الفنية والادارية.

5– الشروط الواجب توافرها في ادارة الأزمات:

لا يمكن الحديث عن إدارة علمية للازمات دون توافر عناصر الادارة الحديثة وتوافر شروط ادارية معينة، الا ان هناك اجماع على عدد من الشروط كما لخصها (الموسى،2005: 60):

1- تبسيط الإجراءات الإدارية، بمعنى تسهيل عملية صناعة القرار داخل المؤسسة وتسهيل وصول القرار في أسرع وقت ممكن، وبشكل واضح ولا يحتمل اللبس أو الغموض الى القائمين في تنفيذ القرار للتأكد من فهمه وادراكه بشكل دقيق وصحيح من جانب هؤلاء.

2- توافر معايير النضج الإداري للمؤسسة والتزام المؤسسة في عملها بقواعد الادارة الحديثة خاصة الالتزام باليات التخطيط، والتنظيم، والتوجيه، المتابعة، والرقابة. وكلما كانت المؤسسة أكثر التزاما بتلك الاليات كلما كانت أكثر استعدادا للاعتماد على المنهج العلمي في ادارة الازمة.

واقع ممارسة مديري المدارس الثانوية الحكومية بمدينة تبوك لإدارة الأزمات

3- الشعور بالمسئولية والتفاعل الإداري والاستعداد لتحمل العبء كاملا وعدم الهروب من الازمة.

4- تفويض السلطة وهو أحد الشروط المهمة في الادارة العلمية للازمة.

6– مبادئ إدارة الأزمات:

تتحدد مبادئ ادارة الأزمات كما يشير لها (السيد،2008: 1714):

  1. ضرورة التحديد الواضح: بهدف من وجود ادارة الأزمات وبدون تحديد هذا الهدف لا تستطيع ادارة الأزمات تحديد أي الحالات تستلزم تدخل سريع وأيها لا يستلزم كذلك فان عدم تحديد الهدف بوضوح قد يكون سببا في اللبس بين المفاهيم المختلفة المرتبطة بالأزمة (كارثة-مشكلة-صدمة-…الخ).
  2. ضرورة الإعداد والتخطيط المسبق للأزمات المحتملة ورصد المتغيرات البينية المولدة للأزمات مع اعداد سيناريوهات المواجهة.
  3. ضرورة توفير المعلومات الصحيحة والكافية فالأزمة عادة في حالة من عدم التأكد ونقص المعلومات اللازمة لاتخاذ قرارات سليمة.
  4. البحث عن القيادة السوية الرشيدة غير الانفعالية والتي يتوافر لها ثقافة ادارية ملائمة وثقافة عامة حتى يمكنها التعامل مع الأزمة بأسلوب علمي.
  5. العمل على استعادة النشاط بصورة طبيعية بعد حدوث الازمة في أقرب وقت ممكن وبأقل تكلفة ممكنة.

ويتفق (عبد العليم، والشريف، 2010 :233) مع هذه المبادئ ويضيف ايضا:

  • التصعيد التدريجي للردع أو الخيارات المرنة.
  • توسيع قاعدة الدعم اللازم للقرار.
  • تحليل وتقييم الأزمات المسبقة وكشف أي قصور أو خلل في عملية مواجهتها أو الاعداد لها لمحاولة منع تكرارها أو تحسين أسلوب الاعداد والمواجهة.
  • تحصين قرار الأزمات ضد المؤثرات الداخلية. (عيدروس، ومحمد،2011: 508).

أساليب التعامل مع الأزمات:

يشير (الشمري،2010 :57-60) الى أن طرق أو أساليب التعامل مع الأزمات تصنف الى فئتين:

أولا: الطرق التقليدية: وهذا النوع له طابع خاص يستمد من خصوصية الموقف الذي يواجه متخذ القرار في ادارة الأزمات، ويتعين الالمام بجوانبها وتتمثل في:

1- إنكار الأزمات بمعنى التعتيم الإعلامي عن الأزمات وانكار حدوثها.

عبد الله محمد الرقيقيص

2-كبت الأزمات أي تأجيل ظهورها.

3-تشكيل لجنة لبحث الأزمات وتهدف إلى:

  • معرفة من هم الذين أدوا الى وجود الأزمات ومن ثم التعامل معهم بواحدة من طرائق التعامل المعروفة.
  • تجميد الموقف وإفقاده قوة الدفع الخاصة به.
  • بخس الأزمات

4-تنفيس الأزمات: معنى فتح مجالات لتنفيس الضغوط وينظر الى الازمة على انها بركان على وشك الانفجار.

5-عزل قوة الأزمات، عن طريق رصد القوة الصانعة للأزمة وعزلها عن مسارها وعن مؤديها.

ثانيا: الطرائق الحديثة: وهي على النحو الاتي:

1– طريقة فريق العمل (أسلوب فريق العمل): وهي من أكثر الطرائق شيوعا واستخداما للتعامل مع الأزمات، اذ يتطلب وجود أكثر من خبير ومتخصص في مجالات مختلفة حتى يحسب كل عامل من العوامل وتحديد التصرف المطلوب للتعامل معه ووجوب عدم ترك شيء للصدفة وقد تكون هذه الفرق مؤقتة للتعامل مع الأزمات. حيث تقوم بتشخيص الأزمة واعداد الخطة لحلها وتنفيذ ومتابعة الخطة، وأن تكون دائميه من الكوادر المتخصصة والمدربة تدريبا جيدا ولها قدرات خاصة للتعامل مع الأزمات.

ان القرار السليم ازاء كل أزمة لا يمكن أن يكون حصيلة فكر واحد بل حصيلة مجموعة من الافكار والآراء ومزيج من الخبرات المتنوعة وهذا ما يدعو إلى تشكيل فريق خاص للتعامل مع الازمة ووضع الحلول والبدائل المناسبة. حيث ان اشتراك مجموعة من الافراد الذين لا يجمعهم تخصص واحد بل كل حسب اختصاصه، ومن الأهمية اختيار أعضاء الفريق بدقة وحذر بحيث يكون كل عضو على قدر كاف من الخبرة والحكمة والمهارة، اضافة الى تمتعه بالصحة الجسمية والنفسية، وأن يمتلك مهارة اتصالية عالية ويكون قادراً على التحليل والربط والاستنتاج والتوقع إضافة الى تحليه بالصبر والمثابرة وهدوء الاعصاب والقدرة على ضبط الاعصاب وعدم الانهيار أو الارتباك أمام الاحداث التي تسببها الأزمة. كما أن عضو الفريق يجب أن يكون على قدر من تحمل المسؤولية وتنفيذ العمليات بحذافيرها وان يكون بعيدا عن التهور والتوتر والارتباك، اضافة الى اتسامه ببعد النظر والانتباه الشديد وحب التضحية والولاء والطاعة والشعور بالانتماء للمؤسسة، وفوق كل هذا وذاك يجب أن يكون من أصحاب التفكير الابداعي الملهم الذي يعمل جاهدا للوصول الى الحلول الناجحة ويتم عادة بعد تشكيل الفريق تدريبه من خلال برامج تدريبية مدروسة بإحكام وذلك لتزويد أفراده بالمهارات اللازمة للتعامل مع الأزمة مع ضرورة توزيع المهام والأدوار.(الحريري د.ت: 87-88).

2– الأسلوب الاحتياطي التعبوي للتعامل مع الأزمات: حيث تستدعي المعرفة بأماكن الضعف في المنظمة التي تتعرض للازمات كإجراء احتياطي وقائي لمواجهة أي اختراق تتعرض له المناطق الضعيفة.

واقع ممارسة مديري المدارس الثانوية الحكومية بمدينة تبوك لإدارة الأزمات

3-أسلوب المشاركة الديمقراطية للتعامل مع الأزمات: تستعمل عندما تتعلق الأزمات بأفراد أو يكون محورها العنصر البشري، بحيث يصار الى المشاركة الديمقراطية بين الرئيس ومرؤوسيه حيث يسهم العنصر البشري بآرائه لحل الأزمة.

4-أسلوب احتواء الأزمات: بحصر الأزمات في نطاق محدد وتجميدها عند المرحلة التي وصلت اليها.

5-أسلوب تصعيد الازمة: تستخدم عندما تكون الأزمة التي يواجهها متخذ القرار غير واضحة المعالم وبصفة خاصة عندما يكون هناك تكتلا في مراحل تكوين الازمة.

6-أسلوب تفتيت الازمة: وهي أفضل الاساليب للتعامل مع الأزمات الشديدة والخطيرة.

7-اسلوب الوفرة الوهمية: يلجأ اليه متخذو القرار للتعامل مع الأزمات السريعة لخلق انطباع لدى الاخرين بأن هناك وفرة حقيقية في الموارد.

8-أسلوب تحويل مسار الأزمات: يتخذ للتعامل مع الأزمات التي لا يمكن وقف تصاعدها أي التعامل مع الأزمات بالغة العنف، اذ تصبح الازمة كالإعصار لا يمكن وقفه، ولكن فقط تحويل مساره أو احتواء جانب كبير من خسائره عن طريق ازالة كل ما من شأنه أن يدمره في طريقه.

9-أسلوب تدمير الأزمات ذاتيا وتفجيرها من الداخل: وهي من أصعب الطرائق غير التقليدية التي يلجأ اليها متخذو القرار في الكيان الاداري الذي يواجه أزمة مستعصية ذات ضغط عنيف خطرا مدمرا للكيان الاداري.

ومما لا شك فيه ينبغي أن تكون لدى مديري المدارس الالمام التام لمواجهة الازمات من وضع الاجراءات الاستباقية أو الخطط المدروسة داخل المدارس.

حيث ترى دارسة جيليام (1993)، نقلا عن الموسى (2005) الى ضرورة تعزيز قدرة المدرسة على التعامل مع الأزمات من خلال وضع خطط للتدخل الأمن من جانب المدرسة، والى أهمية وضع خطة لإدارة الازمة.

كما ويرى زويلوسكس (1991)، نقلا عن الموسى (2005) الى ان أهم الازمات التي تواجه المدارس تقع تحت ثلاث فئات هي: أزمات تتعلق بالمعايير والقيم الاجتماعية، وازمات تنظيمية، وأزمات اجتماعية.

ويشير يرى ليون بيرغ (Lunenburg،2010) أن المدارس يجب عليها أن يكون لديها خطة أزمات شاملة من أجل التحضير لكل أزمة ممكنة في حال حصول حادث غير متوقع، ولابد من وجود فريق إدارة أزمة مدرسية في المدرسة. وتشكيل مثل ذلك الفريق هي مسؤولية مدير المدرسة أيضا مسؤولية فريق إدارة الأزمة هي تطوير وتقييم خطة شاملة لسلامة المدرسة   

مسؤوليات مدير المدرسة في ادارة الأزمات المدرسية:

يرى (الجهني، 2010: 29) بأن مسؤوليات مدير المدرسة في إدارة الأزمات المدرسية تتم وفقاً لما يلي:

عبد الله محمد الرقيقيص

– التخطيط: ويتم من خلال إعداد سيناريوهات وتصورات عن الأزمات المحتمل وقوعها، وإعداد التدابير المناسبة التي تحد من مسببات الأزمات، وتجهيز فريق لإدارة الأزمات في المدرسة.

– التنظيم: إن وجود الأزمة يستلزم تضافر جميع الجهود لمواجهتها والعمل بشكل جماعي منظم ومتناسق بين كافة الجهود الساعية للعمل في إدارة الأزمة، وذلك للحد من الازدواجية في العمل، ويعني بالتنظيم هنا هو مدى قدرة مدير المدرسة على توزيع المهام والأدوار على فريق إدارة الأزمات المدرسية.

– تبسيط الإجراءات: ونتيجة لما تفرضه الأزمات من ضيق الوقت وتعاقب أحداث الأزمات بشكل سريع كان لا بد من البحث عن إجراءات مبسطة والابتعاد قدر الإمكان على الأعمال الروتينية وذلك لاستغلال الوقت أثناء حدوث الأزمات في المدارس.

– اتخاذ القرارات: إن إدارة الأزمات تكون بأمس الحاجة إلى اتخاذ قرارات دقيقة وعاجلة حيال موقف الأزمات، ويحب أن تمتاز هذه القرارات بوضوحها وسهولة تنفيذها ضمن الإمكانيات المتاحة في المدرسة.

– التواجد في موقع الأحداث: إن لوجود مدير المدرسة في موقع الحدث له أثار ايجابية على نفوس المعلمين والطلبة حيث يبعث الطمأنينة ويخفف من الآثار النفسية الناجمة عن الأزمة، وكما تمد المدير بالمعلومات الصحيحة وتطلعه على المعلومات التي يحتاجها عن تطورات الأحداث.

وينبغي أن يولي القائمين على التعليم والمسؤولين بالتوجه لإشراك العاملين في المدارس ضمن برامج تدريبية كما كينج شوت (Kingshott،2013) أن الغالبية العظمى من المدرسين والمدراء وكوادر المدارس في قطاع المدارس الكبيرة قد تلقوا نوعا من التدريب على السلامة في العمل وكان من المقترح أنه يجب أن تلعب خطط الإخلاء التفصيلية والتدريبات عليها دوراً بارزاً في خطة طوارئ شاملة تغطي القطاع كله.

يرى كورنل (cornell،1998) أن معظم عمليات إدارة الأزمة أخفقت لسبب أغلبه الافتقار للمهارات لدى كادر المدرسة في إدارة الأزمات،بالإضافة الى أن إن الاستجابة للأزمة بمهارة وكفاءة أمر هام ليس فقط في الاستجابة للأخطار الفورية للحالة بل ولإعداد طريقة للعودة للوضع الطبيعي بشكل أسرع.

ملخص النتائج والتوصيات والمقترحات:

تتلخص الدراسة التي توصلت إليه الدراسة، وذلك بعد استخدام المعالجات الإحصائية اللازمة لتحقيق أغراض الدراسة وهي الكشف عن واقع ممارسات المدراء والوكلاء في المدارس الثانوية الحكومية التابعة لمدينة تبوك في المملكة العربية السعودية بالإضافة إلى تقديم بعض التوصيات في ضوء النتائج.

واقع ممارسة مديري المدارس الثانوية الحكومية بمدينة تبوك لإدارة الأزمات

أولا: ملخص النتائج:

  • أنّ المتوسط العام لاستجابات مجتمع الدراسة على الاستبانة وعددهم (52) مدير ووكيل المدرسة الثانوية وعلى جميع المحاور الثلاثة فقد بلغ (3.74) وهذا مؤشر على توافر درجة كبيرة لدى مدراء المدارس في تعاملهم مع ادارة الأزمات في المدارس الثانوية الحكومية في مدينة تبوك وفقا لمقياس ليكرت الخماسي التدريج.
  • لقد اخذ المحور او المرحلة الثانية (اثناء الازمة) المرتبة الأولى بمتوسط حسابي بلـغ (3.85) مما يعكس درجة توافر كبيرة لإدارة الازمة في مدارس تبوك وفي المرتبة الثانية جاء المحور أو المرحلة الثالثة (ما بعد الازمة) بمتوسط حسابي بلـغ (3.72) وبدرجة توافر كبيرة في ادارة الازمة في المدارس الثانوية الحكومية بتبوك كما اخذ محور (ما قبل الازمة)، المرتبة الثالثة وبمتوسط حسابي (3.66) وبدرجة توافر كبيرة.
  • بلغ المتوسط الحسابي لدرجة ممارسة مديري المدارس الثانوية الحكومية بمدينة تبوك لإدارة الأزمات في مرحلة ما قبل الازمة (3.66) بانحراف معياري (0.84)، وهذا الرقم يعكس درجة توافر كبيرة لدى مديري المدارس بمدينة تبوك لهذا المحور (ما قبل الأزمة) وفق مؤشرات المتوسط الحسابي المرجح لمقياس ليكرت.
  • بلغ المتوسط الحسابي لدرجة ممارسة مديري المدارس الثانوية الحكومية بمدينة تبوك لإدارة الأزمات في مرحلة اثناء الازمة (3.85) بانحراف معياري (0.77)، وهذا الرقم يعكس درجة توافر كبيرة لدى مديري المدارس بمدينة تبوك لهذا المحور (أثناء الازمة) وفق مؤشرات المتوسط الحسابي المرجح لمقياس ليكرت.
  • بلغ المتوسط الحسابي لدرجة ممارسة مديري المدارس الثانوية الحكومية بمدينة تبوك لإدارة الأزمات في مرحلة ما بعد الازمة 3.72 بانحراف معياري 0.92 وهذا الرقم يعكس درجة توافر كبيرة لدى مديري المدارس بمدينة تبوك لهذا المحور (ما بعد الأزمة) وفق مؤشرات المتوسط الحسابي المرجح لمقياس ليكرت.
  • عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة الإحصائية (0.05) في متوسطات تقديرات مجتمع الدراسة حول درجة ممارسة مديري المدارس الثانوية الحكومية لإدارة الأزمات بمدينة تبوك، تعزى لمتغير المسمى الوظيفي.
  • عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة الإحصائية (0.05) في متوسطات تقديرات مجتمع الدراسة حول درجة ممارسة مديري المدارس الثانوية الحكومية لإدارة الأزمات بمدينة تبوك، تعزى لمتغير الخبرة.
  • عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة الإحصائية (0.05) في متوسطات تقديرات مجتمع الدراسة حول درجة ممارسة مديري المدارس الثانوية الحكومية لإدارة الأزمات بمدينة تبوك، تعزى لمتغير المسمى الوظيفي لكل محور على حدة من محاور الدراسة الثلاثة.
  • عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة الإحصائية (0.05) في متوسطات تقديرات مجتمع الدراسة حول درجة ممارسة مديري المدارس الثانوية الحكومية لإدارة الأزمات بمدينة تبوك، تعزى لمتغير الخبرة لكل محور على حدة من محاور الدراسة الثلاثة (ما قبل الازمة، اثناء الازمة، ما بعد الازمة).

عبد الله محمد الرقيقيص

ثانيا: التوصيات:

  1. توفير دورات تدريبية لمدراء ووكلاء المدارس الثانوية الحكومية عن إدارة الأزمات. 
  2. تفعيل الدور الإعلامي لإدارة الأزمات من خلال توزيع نشرات للتنبؤ بحدوث الأزمات المدرسية.
  3. تلبية كافة احتياجات فريق إدارة الأزمات المدرسية الذي يتولى عملية التخطيط لها.
  4. العمل على تشجيع العاملين في المؤسسات التعليمية لإجراء دراسات وبحوث متعلقة بالأزمات المدرسية.
  5. تشكيل وحدات خاصة بإدارة الأزمات تتولى مهام خاصة في ادارة الأزمات المتوقعة في المدارس الثانوية الحكومية.
  6. إعادة النظر في برامج تأهيل مديري المدارس بحيث يتضمن المهارات النوعية اللازمة كمهارة.

المراجـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

المراجع العربية:

الكتب:

  • عبد العليم، أسامة محمد شاكر، والشريف، عمر أحمد أبو هاشم (2010) المداخل الإدارية الحديثة في التعليم، دار المناهج للنشر والتوزيع.
  • عيدروس، أحمد نجم الدين، ومحمد، أشرف محمود (2011) الإدارة التربوية، جدة مكتبة خوارزم التعليمية.
  • الموسى، ناهد عبد الله (2005) ادارة الأزمات المدرسية، الرياض مكتبة الملك فهد الوطنية للنشر.

الرسائل العلمية:

  • الجهني، عبد الله (2010) أساليب اتخاذ القرار في إدارة الأزمات المدرسية من وجهة نظر مديري المدارس بمحافظة ينبع رسالة ماجستير غير منشورة كلية التربية، جامعة الملك عبد العزيز.

المجــلات:

  • أبو العلا، ليلى محمد حسني (2012) واقع ادارة الأزمات في المدارس الحكومية للبنات في الطائف من وجهة نظر المشرفات، المجلة العلمية كلية التربية مج28.
  • أكبر، عبير فاروق (2012) السلوك القيادي في إدارة الأزمات بالمؤسسات التعليمية مجلة البحث العلمي في التربية.
  • الحريري، رافده (د.ت) إدارة المواقف الطارئة وأهميتها في الحقل التربوي، مجلة رسالة التربية كلية التربية جامعة البحرين.
  • الحلو، غسان (2010): الأزمات المدرسية في المدارس الثانوية الحكومية في مديريات شمال الضفة الغربية مجلة جامعة النجاح للأبحاث (العلوم الانسانية)، نابلس، مج24.
  • الخباز، جمال محمود محمد (2005) الممارسات الادائية للإدارة المدرسية في التعامل مع الأزمات بالمدارس الثانوية الصناعية نظام الثلاث سنوات في جمهورية مصر العربية-دراسة ميدانية مجلة كلية التربية جامعة الأزهر.
  • الزاملي، علي، وآخرون (2007) الأزمات المدرسية وأساليب التعامل معها في مدارس سلطنة عمان مجلة العلوم التربوية والنفسية عمان.
  • السيد، فاطمة أنور محمد (2008) الأساليب العلاجية في خدمة الفرد وإدارة الأزمات المدرسية مجلة دراسات في الخدمة الاجتماعية والعلوم الانسانية.
  • الشمري، ذهب نايف (2010) الأنماط القيادية وعلاقتها بإدارة الأزمات لدى القيادات الادارية في ادارة التربية والتعليم في مدينة حائل مجلة مستقبل التربية العربية.
  • الصراريرة، أكثم عبد المجيد (2009) إدارة الأزمات في مؤسسات التعليم العالي الأردني جامعة البلقاء التطبيقية المملكة الأردنية الهاشمية، مجلة جامعة البلقاء.
  • همام، أشرف يوسف سليم (د.ت) تخطيط إدارة الأزمات في المنظمات الحكومية السعودية-دراسة تطبيقية على المنظمات العاملة بمحافظة الطائف مجلة كلية إدارة الأعمال.

المراجع الأجنبية:

  • Kingshott، Brian F.، and Douglas G. McKenzie. (2013): Developing crisis management protocols in the context of schoolsafety. Journal of Applied Security Research،8(2) ، 222-245.
  • Skelcher، A. M. (2011): From crisis to renewal: one school’s journey،Doctoral dissertation، Education: Faculty of Education، Simon Fraser University.
  • Cornell، D. G.، & Sheras، P. L. (1998): Common errors in school crisis response: Learning from our mistakes.
  • Psychology in the Schools، 35(3) ، 297-307.
  • Lunenburg، F. C. (2010): The crisis management plan: promoting school safety. In National forum of educational administration and supervision journal، 27(4)، 1-6.

قيم البحث الأن

راجع البحث قبل التقييم

راجع البحث قبل التقييم

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !

محمد يوسف مرسي نصر

الاستاذ المشارك بقسم الادارة والتخطيط التربوي كلية التربية والآداب بجامعة تبوك

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتًا
التقيمات المضمنة
عرض كل التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا الأن
1
هل تحتاج الي مساعدة او نشر بحثك !
Scan the code
مجلة scp الماليزية
مرحبا
كيف استطيع مساعدتك !