المؤتمراتالمؤتمر الخامس

مفاهيم الإبداع والتميز في التربية والتعليم

مفاهيم الإبداع والتميز في التربية والتعليم

مقدمة من / الاستاذة عائشة ناصر الدوسري

تقديم:

إن مفهومي الإبداع والتميز هما بالأساس نعمتان من قبل الخالق عز وجل ، فلقد وهب الله سبحانه وتعالى الإنسان وميزه عن غيره من المخلوقات الحية بالعقل ،فالعقل البشري يمتلك مزايا عقلية لا تتوافر لأي من المخلوقات الحية الأخرى ألا وهي الإبداع والتميز.

وهذه الميزات العقلية البشرية هي أساس ومنبع الحضارات التي تكونت عبر العصور إلى أن وصلت في عصرنا الحالي إلى التطورات التكنولوجية الحديثة التي تسد احتياجات أساسية في حياة الإنسان كما أنها توفر الرفاهية. 

وهذه الميزات العقلية البشرية هي التي ساعدت على تنظيم العمل ومشاركة العاملين في إنجاز العمل بدرجة عالية من الإتقان.

المقصود بالإبداع والتميز في التربية والتعليم:

لقد تعددت مفاهيم الإبداع والتميز في التربية والتعليم ، فيرى البعض بأنها هي الخصائص الفطرية للإنسان كالذكاء بأنواعه والمواهب المختلفة التي تجعل التعليم متعة وبهجة حيث أن المدرسة التي تهتم وتقدم البرامج التي تتسم بالإبداع والتميز تجعل طلابها متشوقين ومستمتعين بالعملية التعليمية التعلمية ، وتجعلهم مشاركين في هذه البرامج بصورة فعالة نشطة ، وتجعلهم مهتمين بتنمية قدراتهم الإبداعية المتميزة الملبية لحاجاتهم ومطالب نموهم.

إن الخدمات التعليمية التي تترجم احتياجات وتوقعات الطلاب النابعة من الخصائص الفطرية للطلاب ، هذه المدخلات الإبداعية والمتميزة تعمل على التحسين المستمر للعملية التعليمية ، مما يساعد على إنتاج مخرجات عالية الجودة والإتقان.

مثال ذلك:

التلميذ الذي يحل مشكلة مدرسية في الرياضيات مثلاً يعتبر مبدعاً إذا توصل إلى الحل بطريق مستقل وغير معروف مسبقًا لديه.

مفهوم الإبداع :

        هو الوحدة المتكاملة لمجموعة العوامل الذاتية والموضوعية التي تقود إلى تحقيق إنتاج جديد وأصيل وذي قيمة من قبل الفرد أو الجماعة([1]).

        أو هو إيجاد حلول جديدة للأفكار والمشكلات والمناهج… إلخ([2]).

مكونات التفكير الإبداعي:

  1. الطلاقة : الطلاقة في التفكير والتصور واللغة والتعبير ، وذلك لتوسيع دائرة الاحتمالات التي يفكر المرء ضمنها.
  2. المرونة : وهي القدرة على تغيير الحالة الذهنية بتغير الموقف والعوامل المحيطة ، بحيث تخرج من العقل أكبر كمية من الأفكار المتنوعة والمتناسبة مع المواقف المختلفة.
  3. الأصالة : وهي أساس الإبداع بما أنه لا يزيد عن أفكار وأفعال جديدة في المواقف المختلفة.
  4. الحساسية : للمشكلات والقدرة على ملاحظة وإدراك التفاصيل ، فالمبدع قادر على إيجاد مواطن الضعف في أغلب المظاهر المحيطة به من خلال النفاذ إلى تفاصيلها الدقيقة.

فوائـــــــــــــــد الإبـــــــــــداع:

  1. تحسين خدمات الطلاب من خلال المرونة والتكيف مع حاجاتهم.
  2. تحسين إنتاجية المدرسة كرافد التعليم بتحقيق الكفاءة والفاعلية في الأداء وتحقيق الأهداف واستخدام الموارد والطاقة والمعلومات والمعرفة لتحسين النوعية أو تقديم منتجات جديدة.
  3. زيادة قدرة المدرسة على المنافسة من خلال سرعة تقديمها لمخرجات جديدة مبنية على الإبداع والتميز.
  4. تحسين صورة المدرسة ومكانتها وجعلها جذابة للطلاب.
  5. تنمية وتراكم المهارات الشخصية للطلاب في التفكير والتفاعل الجماعي من خلال فرق العصف الذهني.

متطلبات الإبداع والتميز في التربية والتعليم :

  1. رسم سياسة الإبداع والتميز وتشمل تغطية النقاط التالية:
  2. من هو المسئول عن وضع برامج الإبداع والتميز.
  3. كيف تتم متابعة وتنشيط أهداف برامج الإبداع والتميز.
  4. المهام التي يجب أن تتم المتابعات بناءً عليها.
  5. كيفية تصحيح الإخفاقات في المتابعات وتصحيح أهداف البرامج بما يتوافق مع احتياجات ومتطلبات الطلاب.
  6. البرامج : وتشمل المهام التالية: التدريب وتقديم النماذج والمشورة ، وتخطيط المنهج ، ومواد التعليم ، التقويم الشامل والمستمر ، اختيار وتعيين المعلمين والمتعلمين ، وتطوير أدائهم.
  7. التغذية الراجعة : هي الوسيلة التي يمكن للمدرسة أن تتأكد من نجاح البرامج وتصحيحها.
  8. التحفيز والمكافآت : وضع لائحة حوافز ومكافآت للطلاب والمعلمين تساعد على زيادة الدافعية.
  9. تعميم الفائدة الممنوحة من تطبيق برامج الإبداع والتميز على مستويات التربية والتعليم المختلفة بداية من المتعلمين والمعلمين والإداريين في قطاعات التعليم المختلفة.

أهمية الإبداع والتميز في التربية والتعليم:

        لقد أصبح موضوع الإبداع والتميز في التعليم من القضايا المطروحة على كافة المستويات وفي مختلف دول العالم ، نظرا لتزايد متطلبات المجتمع التكنولوجية في كافة المجالات ، والمنافسة بين المنظمات التعليمية – على مستوى دول العالم – في استقطاب الطلاب ذو التفكير الإبداعي ، وهناك العديد من الأمثلة المتداولة الآن ، وهذا يتطلب ضمانًا لما يقدم من برامج تعليمية إبداعية ومتميزة تساعد كثيرًا على تحول الفكر التعليمي إلى الأفضل من خلال التحسين والتطور المستمر ليس للعملية التعليمية والتربوية فقط ، بل الجانب الإداري كذلك.

إن ثقافة الإبداع والتميز في التربية والتعليم بدأت خطواتها على استحياء في بعض مدارس في الدول العربية ، والأمل في تدعيم الإمكانات في القطاع التعليمي ، وتوفير مناخ الإبداع والتميز حتى نحصد مخرجات تعليمية متميزة تسمح بتطوير وتحسين العملية التعليمية ، وهذا لا يتحقق إلا وفق رؤى علمية وخطى جادة ، ووضع أهداف تحقق هذه الطموحات الاستراتيجية لنحافظ على طالب مبدع متميز ، ومعلم قائد وميسر ومرشد عالي الكفاءة ، وقيادة تربوية تفكر بشكل جدي في كيفية الاسفادة من هذه الرؤى والأفكار ، وجعل المدرسة بيت خبرة ومركز إشعاع علمي مبدع ومتميز.

كما نحتاج في التربية والتعليم إلى توافق وترابط وتنسيق وتعاون بين جميع عناصر العملية التعليمية بداية من وزارة التربية والتعليم إلى إدارات التعليم إلى المدارس لنضمن – بأذن الله تعالى – سرعة الوصول إلى تنفيذ وتحقيق أهداف البرامج الخاصة بالإبداع والتميز ، لأننا لابد أن نستشعر بأن العالم يسير بخطى متسارعة وبمنظومة شاملة ومتكاملة ، ولا بد أن نلحق بهذا الركب من التقدم بطريقة تجعلنا في مصاف هذه الدول ، ورسم الخطط والبرامج والعمل الجاد الدؤوب الذي يحقق الهدف والطموح.    


([1]) ألكسندروروشكا ، د. مصطفى ناصف : الإبداع العام والخاص ، ترجمة : د. غسان عبد الحي أبو فخر ، عالم المعرفة ، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ، الكويت ، 1678م ، ص16-17

([2]) نفس المرجع السابق ، الإبداع العام والخاص ، ص17

قيم ورقة العمل الأن

راجع ورقة العمل قبل التقييم

راجع ورقة العمل قبل التقييم

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتًا
التقيمات المضمنة
عرض كل التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا الأن
1
هل تحتاج الي مساعدة او نشر بحثك !
Scan the code
مجلة scp الماليزية
مرحبا
كيف استطيع مساعدتك !