
رؤية تطويرية للصفوف الاولية
القاهرة 23 ديسمبر 2017 م
الموافق 5ربيع الآخر 1439 هـ
إعداد المعلم
ممدوح محمد كامل عبد الحافظ كويس
المملكة العربية السعودية
رؤية تطويرية للصفوف الأولية
مقدمة :
الحمد لله غافر الذنب وإن تكاثرت الذنوب قابل التوبة لمن يتوب أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله أشرف مخلوق وأحب رسول .
يسعدني أن أطرح ورقة العمل ضمن فعاليات المؤتمر الخامس لتطوير التعليم العربي بجامعة القاهرة بعنوان ” رؤية تطويرية للصفوف الأولية ” وذلك من واقع تجربة شخصية خلال السنوات الماضية ، حيث قمت بتدريس الصفوف الأولية لعدة سنوات ورأيت أن من واجبي أن أطرح هذه الرؤية لتطوير العمل في تدريس الصفوف الأولية .حيث من خلالها نستطيع أن ننوع طرق التدريس للوصول إلى أعلى درجات التحصيل العلمي لدى طالب الصفوف الأولية .
و خلاصة القول يمكن يجب على المعلم في الصفوف الأولية إيجاد البيئة الصفية الجاذبة الدافعة التي تفتح شهية الطلاب للتعلم ، وعلى رأسها التعامل اللائق البناء ، واستخدام الوسائل التعليمية المحسوسة (السمعية والبصرية والحركية ) كاﻷناشيد المسجلة ، ولوحات الجيوب ، واللوحات الممغنطة ، واللوحات اليدوية، والمجسمات ، واﻷشكال ، والصور ) فالطفل في هذا العصر يحتاج إلى تعليم يعتمد على المشاركة لأنه ببساطة هو محور العملية التعليمية و دور المعلم مرشد و موجه مما يحدث طفرة نوعية في بناء شخصية الطفل فيتفاعل مع مجتمعه بطريقة سوية فيبدع و يطور و يصبح صاحب رؤية يسهم بها في نهضة امته و رقيها لأنه نشأ لدى معلم لديه القدرة على اسنكشاف مكنونات دواخل طلابه و يوجهها الوجهة الصحيحة .
فهرس المحتوى :
- تطبيق مجتمعات التعلم المهنية في المدارس .
- ترسيخ منهجية التعلم من خلال اللعب في تدريس الصفوف الأولية .
- ترسيخ المهارات الأولية لدى طلاب الصفوف الأولية .
- البيئة الصفية الجاذبة .
- استثمار الأجهزة الذكية .
- التعامل مع طلاب الصفوف الأولية .
وإليكم رؤيتي …
تطبيق مجتمعات التعلم المهنية في المدارس:
فمجتمعات التعلم المهني وسيلة منهجية لتحسين أداء التعليم والتعلم والثقافة المدرسية. ومن خلال تصميم مجتمعات التعلم المهنية فإنها تسعى للتغلب على ثقافات الانعزال وتجزئة عمل المعلمين والانفراد. وتظهر الدراسات أن بناء مجتمعات تعلم مهنية قوية – تركز على تحسين التعليم والمناهج الدراسية والتقييم – سيؤدي إلى زيادة تعاون وتشارك المعلمين، وزيادة استخدام الممارسات التعليمية الفعالة في الفصول الدراسية، مما يؤدي إلى تحسين تحصيل الطلبة في الصفوف الأولية.
ترسيخ منهجية التعلم من خلال اللعب في تدريس الصفوف الأولية:
وذلك من خلال وضع خطة لهذا اﻷسلوب من قبل المعلم مع طلابه ، وهذا أسلوب فاعل يجعل الطلاب متفاعلين ، يتعلمون بشوق ، ويتمهرون من خلال النشاط البدني ، ويتم في هذا اﻷسلوب توزيع اﻷدوار على الطلاب ، وإعطاء التوجيهات من المعلم ، حسب الخطة المرسومة للموضوع ، ﻷن خصائص الطلاب في هذه المرحلة تعتمد بالدرجة الأولى على الحركة واللعب والنشاط ، والوقت الذي يكبل المعلم فيه الطلاب أكل عليه الدهر وشرب ، فمن المعيب أن يسكت المشرف التربوي على معلم يكتف طلابه ويحقنهم حقناً، كأنهم أوعية وآلات ، فكان الطالب قبل أن يدخل المدرسة شعلة نشاط ، يناقش ويحاور ويسأل ، وبعد دخوله المدرسة انقرضت لديه التساؤلات ، وتلاشى عنده النشاط بفضل أسلوب المعلم العقيم القائم على اﻹرسال وليس الاستقبال ، فماتت حيوية الطلاب وتوهجهم ، وانطفأت روح الاستكشاف لديهم ، لأن المعلم لا يناقش طلابه، ولا يمنحهم الفرص بالحركة والنشاط والتعلم من خلال اللعب ، والطالب متسمر في مقعده لا يفارقه ، رغم أن هذا تدريس يخالف خصائص النمو في تلك المرحلة العمرية للطلاب.
ترسيخ المهارات الأولية لدى طلاب الصفوف الأولية:
توعية المعلمين وتدريبهم على ترسيخ المهارات الأولية لدى طلاب الصفوف الأولية ، في غاية اﻷهمية ، مثل كيفية اﻹمساك بالقلم بطريقة صحيحة عند الكتابة ، وتدريبهم على رسم حجم الحرف ، وتناسقه مع الحروف اﻷخرى في الكلمة ، وكيفية رسم الحرف بترتيب معين ، وتدريبهم على وضع مسافة مناسبة بين كل كلمة وأخرى ، وتكبير الخط ، ووضع علامات الترقيم في مكانها المناسب، وعدم الكتابة على أطراف الصفحة ، وكيفية رسم العناوين الرئيسية والجزئية ، ووضع مسافة مناسبة بين السطور ، وغيرها من مهارات لا تخفى عليكم ، فيجب على المعلم أن يدرب طلابه على إتقان تلك المهارات.
البيئة الصفية الجاذبة:
يجب على المعلم في الصفوف الأولية إيجاد البيئة الصفية الجاذبة الدافعة التي تفتح شهية الطلاب للتعلم ، وعلى رأسها التعامل اللائق البناء ، واستخدام الوسائل التعليمية المحسوسة (السمعية والبصرية والحركية ) كاﻷناشيد المسجلة ، ولوحات الجيوب ، واللوحات الممغنطة ، واللوحات اليدوية، والمجسمات ، واﻷشكال ، والصور، بحيث يدرس المعلم في بيئة تناسب خصائص طلاب تلك الصفوف ، فطالب الصفوف اﻷولية يحتاج بيئة متحركة مضيئة ناطقة، ﻷن الوسائل المتنوعة بمثابة مراكز التعلم لحواس الطالب، والمهم التخطيط الجيد لاستخدام الوسيلة المناسبة للموضوع والمهارات واﻷهداف المرسومة ، وعندما يوظف المعلم لوحات الجيوب في تدريب الطلاب على ترتيب الكلمات بعد قراءتها وفهمها يختصر جهده ووقته ، وعندما يوظف الصور في ربط الكلمات بمدلولاتها في الصور ، ثم يبعد الصور عن الكلمات ويطلب من الطالب قراءتها بدون صور فإنه يختصر المسافات لتدريب الطلاب على التعرف على الكلمات ، ومن ثم قراءتها بانطلاق ، وعندما يوظف المعلم السبورات اليدوية في إملاء الكلمات على الطلاب وقراءتها يدرب طلابه على التعلم حسب الفروق ، ويدربهم أيضاً على النظافة وتكبير الخط ، ويمكن توظيف بعض اللوحات في تدريب الطلاب على القراءة الصامتة، عندما يطلب المعلم من الطلاب تنفيذ مضامين الكلمات في اللوحات مثل : افتح الباب ، أو اقرأ ما في لوحتك ، أو قم افتح النافذة ، وهكذا ، ولا يجوز لمعلم يدرس الصفوف الأولية أن يقصر وسائله على السبورة والأقلام فقط ، فيجعل طلابه يعيشون في بيئة فقيرة بالوسائل ، فتضمر لديهم مصادر التعلم .
استثمار الأجهزة الذكية:
يجب استثمار الأجهزة الذكية لدى الطلاب في الصفوف الأولية مثل اﻵي باد واﻵي بُد في العملية التعليمية ، وتشجيع المعلمين في تدريب الطلاب على استخدامها في حل التدريبات وبرمجة المهارات مع الكتابة اليدوية في الكراسات ، وهذا يمنح الطلاب إشباع ميولهم نحو اﻷجهزة واستخدام تلك التقنية في التعلم الهادف البناء.
التعامل مع طلاب الصفوف الأولية:
تدريب المعلمين في الصفوف الأولية على كيفية التعامل مع طلاب الصفوف الأولية في هذه المرحلة العمرية من الناحية النفسية ، لئلا يضيق المعلم ذرعا بتصرفات طلابه ، وميلهم للأسئلة والاستفسارات وحب الحرية والنشاط أو الفوضى ، ولا يكون علاج هذه التصرفات من الطلاب بالصراخ من المعلم أو التهديد أو العقاب ، بل يكون بالتحفيز وتغيير جو الدرس بتلحين الأناشيد مثلا ، أو قص قصة مناسبة ، أو عرض مشهد تمثيلي ، أو عرض فيلم مصور ، يستحوذ على انتباه الطلاب ، ونحو ذلك ، وأسئلة الطلاب في هذه المرحلة ينبغي أن يجيب عنها المعلم إجابات واضحة تتناسب مع أعمارهم بشكل غير متوالد ، أي أن الإجابة لا تولد سؤالاً آخر قدر اﻹمكان ، كما يجب على المعلم أن يدرك نفسيات الطلاب في هذه المرحلة بأنها حساسة جدا ، وأنه بمجرد النظرات وملامح الوجه من المعلم يفهم الطلاب تعبيراتها ومدلولاتها ، وعلى المعلم أن يراعي عقليات الطلاب ، لينزل إلى مستوياتها ومن ثم يعمل على النهوض بها ، ولا يستطيع أن ينزل إلى مستويات عقولهم إلا إذا عرف المعلم كيف يفكر الطالب في هذه المرحلة ، وكيف يتعلم ، ﻷن لكل مرحلة عمرية طريقة في التعلم ، فطريقة تعلم الأطفال غير طريقة تعلم الكبار من منطلق خصائص نموهم ، فالطالب في هذا العمر يتعلم بطريقة الاستكشاف والبحث في المجهول واستخدام المحسوس والتعلم مع اﻷقران ، والطفل يعد أبو الخبرات والتجارب ، فمن خلال تصرفاته وتعلمه انبثقت نظريات التعلم في التربية وعلم النفس ، وعلى المشرف التربوي في أثناء زياراته للمعلمين أن يعي جيداً الوضع النفسي بين المعلم وطلابه من خلال التدقيق في وجوه الطلاب وإجاباتهم ونبرات أصواتهم ومستوى فاعليتهم ومشاركتهم ، وهل هي مشاركة مصطنعة أم لا ، ليقدم معالجاته للمعلم الذي لن يبوح بمعاناة الطلاب نفسياً ، ولا ينبغي أن يكون المشرف التربوي سطحي النظرة ، ضعيف التحليل ، ﻷن توتر الوضع النفسي في الدرس يجعل الطالب غير متكيف في الصف والمدرسة .
الخاتمة
مما سبق أستطيع القول أن إعداد طلاب الصفوف الأولية هو الركيزة الأساسية لبناء جيل واعد في شتى المجالات العلمية ، لأن الطبيب والمهندس والمعلم إلخ ….إن لم يكن كل منهم قد حصّل تعليماً متطوراً وفق أسس تربوية حديثة كان المخرج دون المستوى .
وأقترح بعض التوصيات :
1- إعداد المعلم لدرسه وفق طرق التدريس الحديثة .
2- الاطلاع على جميع مستجدات تدريس الصفوف الأولية .
3- الإلمام الكامل باستراتيجيات التعلم الحديثة .
4- الاستفادة من خبرات معلمي الصفوف الأولية في الميدان .
5- تقديم كل سبل العون لمعلمي الصفوف الأولية من قبل مدير المدرسة وإدارة ووزارة التعليم .
المراجع :
=======
- دور المدرسة كمجتمع مهني في بناء ثقافة التعلم و تنميتها.
المؤلف :
د . عبداللطيف حيدر د . محمد المصيلحي
- مفهوم التعلم باللعب و فؤائده و خطواته .
المؤلف :
أ . أمجد قاسم
- البيئة الصفية في التعليم الابتدائي .
المؤلف :
د . عثمان نايف د . محمد جابر
- التعامل مع طلاب الصفوف الأولية
للمشرف التربوي محمد سلطان السلطان
قيم ورقة العمل الأن
راجع ورقة العمل قبل التقييم
راجع ورقة العمل قبل التقييم