المجلد الثامن 2025الحادي والثلاثون

مدى استفادة طلاب التعليم العام من الفرص التطوعية المطروحة بإدارة التعليم بالرس خلال عام 2023

The extent to which public education students benefited from the volunteer opportunities offered by the Al-Rass Education Department during 2023

الملخص:

تناولت هذه الدراسة مدى استفادة طلاب التعليم العام في المملكة العربية السعودية بإدارة التعليم بالرس من الفرص التطوعية المتاحة خلال عام 2023، واستكشاف العوائق التي قد تحول دون استغلالهم لهذه الفرص بشكل كامل. استندت الدراسة إلى بيانات وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية السعودية لعام 2024، التي أشارت إلى وجود استفادة كبيرة من الفرص التطوعية في المملكة، حيث بلغ عدد المستفيدين من العمل التطوعي حوالي 75 مليون مستفيد. من خلال استبيان شارك فيه 119 طالبًا، وجدت الدراسة أن 82.35% من الطلاب شاركوا في الفرص التطوعية، ولاحظ 70.59% منهم تطورًا في مهاراتهم، مما يدعم الفرضية بوجود علاقة إيجابية بين المشاركة وتطور المهارات. أبرز التحديات التي واجهها الطلاب كانت تتعلق بالصحة، والاقتصاد، والأكاديمية، إذ واجه 34.45% من المشاركين هذه التحديات. أظهرت الدراسة أن الدعم المؤسسي يلعب دورًا حاسمًا في تمكين الطلاب من الاستفادة من الفرص التطوعية، حيث أكد 79.83% من المشاركين على أهمية هذا الدعم، كما أن رضا الطلاب عن عملية التسجيل كان له تأثير كبير على مدى استفادتهم من الفرص التطوعية، حيث أفاد 88.24% من المشاركين بأن عملية التسجيل كانت سهلة و73.95% بأن الرضا عن التسجيل يؤثر على استفادتهم. تضمنت المقترحات التطويرية تحسين التطبيقات، زيادة التنوع في الفرص التطوعية، توفير التدريب المناسب، وتحسين التواصل والإعلان عن الفرص.

الكلمات المفتاحية : طلاب التعليم العام ، الفرص التطوعية

Abstract

This study examined the extent to which public school students in the Al-Rass Education Department in Saudi Arabia benefited from available volunteer opportunities during 2023 and explored the obstacles that might prevent them from fully utilizing these opportunities. The study was based on data from the Saudi Ministry of Human Resources and Social Development for 2024, which indicated significant utilization of volunteer opportunities in the Kingdom, with approximately 75 million beneficiaries. Through a survey of 119 students, the study found that 82.35% of students participated in volunteer opportunities, and 70.59% of them reported developing their skills, supporting the hypothesis of a positive relationship between participation and skills development. The study also highlighted the most prominent challenges faced by the students.  The challenges related to health, finances, and academics were significant, with 34.45% of participants facing these difficulties. The study revealed that institutional support plays a crucial role in enabling students to benefit from volunteer opportunities, with 79.83% of participants emphasizing its importance. Furthermore, student satisfaction with the registration process significantly impacted their ability to utilize volunteer opportunities, with 88.24% of participants reporting that the registration process was easy and 73.95% stating that satisfaction with registration influenced their participation. Suggested improvements included enhancing the application process, increasing the diversity of volunteer opportunities, providing appropriate training, and improving communication and advertising of these opportunities.Keywords: Public Education Students, Volunteer Opportunities

المقدمة :

يُعتبر العمل التطوعي أحد أقدم الممارسات الإنسانية في تاريخ البشرية، إذ عاش الإنسان منذ القدم في بيئة تفرض عليه ضرورة التعايش والتعاون مع الآخرين لتلبية احتياجاته المتعددة. وحتى مع ظهور المؤسسات الحديثة والحكومات المركزية التي تعتبر مسؤولة عن رعاية مواطنيها وتوفير الخدمات الأساسية، لم تتوقف الحاجة إلى العمل التطوعي بسبب عدم قدرة هذه الخدمات على تلبية جميع احتياجات الأفراد في مختلف المجالات الخدمية.

يشكل العمل التطوعي شاهدًا بارزًا على تقدم ورقي المجتمعات، إذ يعكس إيمان أفراد المجتمع وتفاعلهم في تدعيم وتماسك النسيج الاجتماعي. وتعتبر المشاركة الفعّالة في العمل التطوعي تعبيرًا واضحًا عن النضج والوعي الاجتماعي الذي يمتلكه أفراد المجتمع (الفضالة، 2021) .

ويُعَدّ العمل التطوعي واشتراك الأفراد فيه رمزًا من رموز تقدم الأمم وازدهارها، حيث يتزايد انخراط مواطني الدول في أعمال التطوع الخيري كلما تقدّمت الدول في التطور والرقي. ويشكل انخراط الفرد في العمل التطوعي مطلبًا أساسيًا من متطلبات الحياة المعاصرة التي أتت بالتنمية والتطور السريع في جميع المجالات. يتطلب العمل التطوعي ثقافة العطاء والتضحية والاهتمام بالآخرين، وتتأصل هذه القيم في الثقافة الإسلامية والتقاليد العربية. إلا أنه تلاشى وانحسر بفعل التطور الحضري، وتفضيل المصالح الشخصية على المصالح العامة، وضعف الروابط الاجتماعية، مما أدى إلى انحسار مفاهيم المجتمع المحلي ومجتمع الحي والجيران. تعقيد الحياة الاجتماعية وتطور الظروف المعيشية والتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والأمنية والتكنولوجية المتسارعة يفرض علينا أوضاعًا وظروفًا جديدة، تتجاوز أحيانًا قدرة الحكومات على مواكبتها، ولذا يتطلب ذلك تضافر جهود المجتمع الرسمية والشعبية لمواجهة هذا الواقع والتحديات المرتبطة به. ومن هنا يأتي دور العمل التطوعي الفعّال والمساعد للجهود الرسمية في مواجهة هذا الواقع وتحقيق التنمية المستدامة (توفيق، ،2018) .

يُعَتَبَر التطوع من الظواهر الاجتماعية الهامة التي تلعب دوراً حيوياً في بناء المجتمعات وتطويرها، حيث يُعَزِّز التطوع القيم الإنسانية ويُساهم في تنمية المهارات الشخصية والاجتماعية للمشاركين فيه. خلال العام 2023، شهدت الفرص التطوعية نمواً ملحوظاً على مستوى العالم، حيث أظهرت الإحصائيات أن عدد المستفيدين من العمل التطوعي وصل إلى حوالي 75 مليون شخص (وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية السعودية, 2024).

يشكل التطوع جزءاً أساسياً من تجربة التعليم العام، حيث تُعَد الفرص التطوعية فرصة مثالية لتنمية مهارات الطلاب وتعزيز مساهمتهم الإيجابية في المجتمع. وفي ضوء هذا، تم توفير العديد من الفرص التطوعية لطلاب التعليم العام خلال العام 2023، حيث كان لهذه الفرص تأثير إيجابي على الطلاب وعلى المجتمعات التي ينتمون إليها (وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية السعودية, 2024).

تعتبر الفرص التطوعية أحد العوامل الرئيسية التي تسهم في تشكيل شخصية الفرد وتنمية مهاراته الاجتماعية والحياتية. فالتطوع ليس مجرد نشاط إنساني يتيح للأفراد فرصة مساهمة إيجابية في المجتمع، بل هو أيضًا مؤشر على نضج المجتمع وحضارته الفكرية. في السنوات الأخيرة، شهد العالم زيادة ملحوظة في الفرص التطوعية المتاحة للشباب، بما في ذلك طلاب التعليم العام.

وفي هذا السياق، تسعى الحكومات والمؤسسات التعليمية إلى تعزيز ثقافة التطوع وتشجيع الطلاب على المشاركة في أنشطة تطوعية خلال فترة دراستهم. حيث تعتبر هذه الفرص منصة مثالية لتطوير مهارات الطلاب وبناء شخصياتهم، بالإضافة إلى خلق فرص لتحقيق التواصل الاجتماعي والاندماج في المجتمع.

واستنادًا إلى تقرير وزارة التعليم السعودية لعام 2021، يظهر أن العمل التطوعي يعد جزءًا لا يتجزأ من رؤية المملكة العربية السعودية 2030، حيث تم تحديد تطوير مجال العمل التطوعي كأحد الأهداف الرئيسية لتحقيق التطور والازدهار في المجتمع.( وزارة التعليم, 2021)

مشكلة الدراسة:

المشكلة التي تُعالجها هذه الدراسة هي مدى استفادة طلاب التعليم العام في المملكة العربية السعودية بإدارة التعليم بالرس من الفرص التطوعية المتاحة خلال عام 2023، يُشكّل السؤال الرئيسي للدراسة هو: هل يستفيد الطلاب بشكل كبير من هذه الفرص التطوعية؟ وما هي العوائق التي قد تحول دون استغلالهم لهذه الفرص بشكل كامل؟

أدلة وجود المشكلة وأبعادها:

وفقًا لوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية السعودية (2024)، فإن هناك استفادة كبيرة من الفرص التطوعية في المملكة العربية السعودية. تشير البيانات إلى أن عدد المستفيدين من العمل التطوعي بلغ حوالي 75 مليون مستفيد في عام 2023. ومع ذلك، لم يتم توضيح مدى استفادة طلاب التعليم العام من هذه الفرص بشكل خاص.

تشير الأدلة إلى أن الفرص التطوعية تُعتبر مهمة جدًا للطلاب في التعليم العام. وفي عام 2023، شهدت المملكة العربية السعودية تقدمًا ملموسًا في هذا المجال، حيث بلغ عدد المستفيدين من العمل التطوعي حوالي 75 مليون مستفيد. وقد سجلت أكثر من مليون و800 ألف متطوع في المنصة الوطنية للعمل التطوعي (وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية السعودية، 2024).

ومع ذلك، تظل هناك تحديات تواجه الطلاب في الاستفادة الكاملة من هذه الفرص. يمكن أن تشمل هذه التحديات القدرة على العثور على فرص تطوعية مناسبة، والتوازن بين الالتزامات الأكاديمية والتطوع، والحصول على الدعم الكافي من المدارس والجامعات.

أبعاد المشكلة:

  1. عدم وعي الطلاب بالفرص التطوعية: قد يكون هناك عدم وعي كافٍ لدى الطلاب بالفرص التطوعية المتاحة لهم أو بأهميتها في تطوير مهاراتهم وتعزيز تجاربهم الشخصية والاجتماعية.
  2. التحديات الاقتصادية: قد يواجه بعض الطلاب صعوبات مالية تحول دون مشاركتهم في الفرص التطوعية، حيث قد يكون لديهم الحاجة إلى العمل لتحقيق الدخل الشخصي أو دعم أسرهم.
  3. التوازن بين الالتزامات الأكاديمية والتطوعية: قد يجد الطلاب صعوبة في التوازن بين متطلبات الدراسة والمسؤوليات التطوعية، خاصة في ظل الضغط الدراسي والامتحانات والأنشطة المدرسية الأخرى.

الحاجة العملية أو المشكلة التي يجب حلها:

الحاجة العملية الملحة هي تحديد مدى استفادة طلاب التعليم العام من الفرص التطوعية وتحديد العوائق التي قد تحول دون استغلالهم لهذه الفرص بشكل كامل. هذا يتطلب جمع البيانات والإحصاءات الخاصة بالطلاب والفرص التطوعية وتحليلها بعمق لتطوير توصيات عملية تعمل على تحسين تجربة الطلاب وزيادة استفادتهم من الفرص التطوعية.

وبناءً على ذلك، تتمثل مشكلة البحث في السؤال الرئيسي هو: هل يستفيد الطلاب بشكل كبير من هذه الفرص التطوعية؟ وما هي العوائق التي قد تحول دون استغلالهم لهذه الفرص بشكل كامل؟

ويتفرع من هذا السؤال الأسئلة التالية:    

  1. ما مدى تطور مهارات الطلاب بعد مشاركتهم في الفرص التطوعية؟
  2. ما أبرز التحديات التي تواجه الطلاب أثناء مشاركتهم في عمليات التطوع؟
  3. ما المقترحات التطويرية التي يمكن اعتمادها لتحسين جودة وفعالية الفرص التطوعية المتاحة للطلاب؟
  4. كيف يمكن تقديم تقييم شامل لرضا الطلاب المتطوعين عن عملية التسجيل في الفرص التطوعية، وما هي الجوانب التي يجب مراعاتها في هذا التقييم؟

فروض الدراسة:

  1. الفرضية الأولى: يوجد علاقة إيجابية بين المشاركة في الفرص التطوعية وتطور مهارات الطلاب.
  2. الفرضية الثانية الطلاب الذين يواجهون تحديات اقتصادية أو أكاديمية قد يجدون صعوبة في الاستفادة من الفرص التطوعية.
  3. الفرضية الثالثة: الدعم المؤسسي يلعب دورًا حاسمًا في تمكين الطلاب من الاستفادة من الفرص التطوعية.
  4. الفرضية الرابعة: الرضا عن عملية التسجيل في الفرص التطوعية يؤثر بشكل كبير على مدى استفادة الطلاب من هذه الفرص.

أهداف الدراسة:

الهدف الرئيسي من هذه الدراسة هو تحديد مدى استفادة طلاب التعليم العام في المملكة العربية السعودية بإدارة التعليم بالرس من الفرص التطوعية المتاحة خلال عام 2023، بالإضافة إلى تحديد العوائق التي قد تحول دون استغلالهم لهذه الفرص بشكل كامل.

الأهداف الفرعية  تتضمن:

  1. تحديد مدى تطور المهارات للطلاب بعد الحصول على التطوع.
  2. تحديد أبرز التحديات التي تواجه الطلاب خلال عملية التطوع.
  3. تقديم مقترحات تطويرية للفرص التطوعية المطروحة.
  4. تقديم تقييم لمدى رضا الطلاب المتطوعين عن عملية التسجيل في الفرص التطوعية.

أهمية الدراسة: أعلى النموذج

البعد النظري:  

  1. تحقيق رؤية 2030 السعودية: يعزز البحث من فهمنا للعمل التطوعي كجزء أساسي من رؤية المملكة العربية السعودية 2030. يظهر البحث كيف أن تطوير مجال العمل التطوعي يعد هدفًا رئيسيًا في تحقيق التنمية والازدهار في المجتمع السعودي، مما يساهم في تعزيز التوجهات الاجتماعية والاقتصادية للبلاد.
  2. تعزيز القيم الإسلامية: يسلط الضوء على دور العمل التطوعي في تعزيز المبادئ الإسلامية المتعلقة بالعطاء والتعاون. يتمحور البحث حول كيفية تعزيز انتماء الطلاب لمجتمعهم ووطنهم من خلال المشاركة في الأنشطة التطوعية.

البعد التطبيقي:

  1. تطوير المهارات الاجتماعية: يظهر البحث كيف يساهم العمل التطوعي في تطوير الحس الاجتماعي والتفاعل مع الآخرين، مما يزيد من قدرة الطلاب على التعاون والتفاعل الاجتماعي في المجتمع.
  2. تعزيز الصحة النفسية: يسلط الضوء على دور العمل التطوعي في تعزيز الصحة النفسية للطلاب ومكافحة الاكتئاب. يعتبر الاشتراك في الأنشطة التطوعية مصدرًا للرضا النفسي والتحفيز الإيجابي.
  3. إدراك أهمية الوقت وإدارته: يوضح البحث كيف يمكن للعمل التطوعي أن يساعد الطلاب في فهم أهمية الوقت وكيفية إدارته بشكل فعال، مما يعزز من مهاراتهم في التخطيط والتنظيم.
  4. تعزيز النشاط الاجتماعي والبدني: يظهر البحث كيف يمكن للمشاركة في الفرص التطوعية أن تعزز النشاط الاجتماعي والبدني للطلاب، حيث يتيح لهم الفرصة للتفاعل مع المجتمع وممارسة الأنشطة البدنية ذات الصلة.

حدود الدراسة:

الحدود الموضوعية:

تتمثل حدود الدراسة في التركيز الأساسي على مدى استفادة طلاب التعليم العام في المملكة العربية السعودية بإدارة التعليم بالرس من الفرص التطوعية المتاحة خلال عام 2023. تشمل الحدود الموضوعية النقاط التالية:

  1. العوامل المؤثرة في مشاركة الطلاب: تتضمن الدراسة استكشاف العوامل التي تؤثر في قرار الطلاب بالمشاركة في الأنشطة التطوعية، مثل الوعي بالفرص المتاحة، والدوافع الشخصية، والضغوط الاجتماعية.
  2. تقييم البرامج الحالية: يتم تقييم البرامج والمبادرات القائمة لتعزيز العمل التطوعي بين الطلاب، بما في ذلك فعالية هذه البرامج ومدى تلبيتها لاحتياجات الطلاب.
  3. تطوير استراتيجيات جديدة: تهدف الدراسة إلى تحديد وتطوير استراتيجيات جديدة لزيادة الفرص التطوعية المتاحة للطلاب، مما يعزز من مشاركتهم في الأنشطة التطوعية ويعزز من تطويرهم الشخصي والاجتماعي.

الحدود المكانية:

  • تقتصر الدراسة على الطلاب في التعليم العام في المملكة العربية السعودية في إدارة التعليم بالرس . ومع ذلك، يمكن استخدام النتائج والتوصيات الخاصة بالدراسة في المستقبل في المناطق الأخرى التي تواجه نفس التحديات في العمل التطوعي بين الطلاب.

الحدود الزمانية:

تركز الدراسة على الفترة الزمنية خلال عام 2023.

مصطلحات الدراسة:

  1. العمل التطوعي:
    1. تعريف: كل جهد أو عمل يُقدمه الشخص ذو صفة طبيعية أو اعتبارية بطوعه واختياره دون اشتراط مقابل مادي، بهدف خدمة المجتمع وتنميته. (وزارة التعليم, 2021).
    1. مثال: الطالب في المرحلة الثانوية الذي يقدم عملاً تطوعيًا أو معنويًا كجزء من متطلبات التخرج.
  • اتفاقية التطوع:
    • تعريف: وثيقة تُعدها المدرسة أو الجهة الموفرة للفرص التطوعية، وتحدد توقعات الأطراف المشاركة في الفرص التطوعية وتوافق عليها جميع الأطراف المعنية قبل تنفيذ العمل التطوعي. (وزارة التعليم, 2021)
    • مثال: اتفاقية التطوع التي يوقعها الطالب والمدرسة قبل بدء العمل التطوعي.
  • الفريق التطوعي:
    • تعريف: مجموعة من الطلاب المتطوعين يقودهم أحدهم، وذلك لتحقيق أهداف محددة وفق دليل العمل التطوعي، بإشراف منسق التطوع ورائد النشاط. (وزارة التعليم, 2021)
    • مثال: فريق تطوعي يقوم بزيارات توعوية في مدرستهم بمساعدة المعلم المشرف.
  • الفرص التطوعية:
    • تعريف: الدور والمهام التطوعية المتاحة لشريحة محددة من الطلاب، بعد تطويرها لتكون متوافقة مع مهاراتهم واهتماماتهم، بهدف جذبهم وتسكينهم في هذا الدور لفترة زمنية محددة. (وزارة التعليم, 2021)
    • مثال: فرص التطوع في تنظيم الفعاليات الثقافية في المدرسة أو المشاركة في حملات توعية بالبيئة.

الإطار النظري:

في الوقت الحالي، أصبحت أعمال التطوع ومشاركة المتطوعين ضرورة ملحة نتيجة للتحديات التي يواجهها المجتمع ومؤسساته، والتي تتعدد وتتعقد بسبب التطور الحضاري والتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية. هذه التغيرات قد أثرت على المجتمع المصري بشكل كبير، مما دفع الدولة إلى الاعتماد والاستناد على الجهود التطوعية للمساهمة في خدمة المجتمع. يهدف ذلك إلى تعزيز العلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع ومؤسساته، وتكامل الجهود لبناء وتطوير المجتمع. في هذا السياق، تتناول هذه الدراسة مفهوم العمل التطوعي وأهميته للفرد والمجتمع، بالإضافة إلى الأهداف التي يسعى لتحقيقها ومكانته في المجتمع. كما تسلط الضوء على أنواع العمل التطوعي ومجالاته المختلفة، وتبحث في الفوائد التي تعود على المجتمع من هذا العمل، بالإضافة إلى التحديات والمعوقات التي قد تواجه تنفيذه وتفعيله على أرض الواقع.

مفهوم العمل التطوعي:

يتمثل مفهوم العمل التطوعي في إسهام الأفراد في خدمة المجتمع وتقديم المساعدة للآخرين بشكل غير مدفوع ماديًا، وذلك بهدف تعزيز التنمية البشرية والرفاه الاجتماعي والتقدم. يعبر العمل التطوعي عن تطور الإنسان واهتمامه بالعطاء والتعاون مع الآخرين في سبيل تحقيق الخير وتعزيز العدالة الاجتماعية.

وفقًا لدراسة Song & Wang (2018)، يُعرف العمل التطوعي على أنه الجهد الذي يبذله الفرد بشكل طوعي وبوقته الشخصي ومجهوده البدني لخدمة الآخرين دون توقع مقابل مادي. يهدف هذا العمل إلى النهوض بالتنمية البشرية وتعزيز الرفاه الاجتماعي والتقدم.

ويضيف حوالة (2013) أن العمل التطوعي يشمل بذل الجهد الإنساني بشكل فردي أو جماعي، ويعود بالنفع على المجتمع دون تكليف محدد، ويتميز بالرغبة الحرة والدافع الذاتي. يهدف هذا العمل الاجتماعي الإرادي غير الربحي إلى تلبية احتياجات المجتمع ومعالجة القضايا الاجتماعية أو الاقتصادية أو الثقافية الملحة.

ومن منظور الطلاب في الجامعات، يُنظر إلى العمل التطوعي على أنه نوع من الإجراءات والممارسات العملية المنظمة أو غير المنظمة التي يقوم بها طلاب الجامعات داخل الجامعة أو في المجتمع الخارجي، وذلك للاستفادة من أوقات فراغهم بشكل تطوعي دون السعي للحصول على دخل أو تنمية الموارد (Phung & Islary، 2015).

ويُعتبر العمل التطوعي أيضًا ركيزة أساسية للمشاركة، حيث يُمثل إسهام المواطن في تحمل مسؤولياته الاجتماعية، والتعبير عن الرأي، والمشاركة في التنفيذ دون مقابل. وعلى الرغم من أنه لا يتطلب إعدادًا مسبقًا، فإنه يقوم على المهارة والخبرة السابقة لدى الفرد، ولكن هذا لا يمنع من تدريب المتطوعين على الأعمال التي يشاركون فيها (العبداونية، 2015).

يعرف العمل التطوعي بأنه عملية تتضمن جهودًا إنسانية يبذلها أفراد المجتمع، سواء بصورة فردية أو جماعية، ويقوم بصفة أساسية على الرغبة والدافع الذاتي، سواء كان هذا الدافع شعوريًا أو غير شعوري. ولا يهدف المتطوع من وراء تطوعه تحقيق مقابل مادي أو ربح خاص، بل يهدف إلى اكتساب شعور بالانتماء إلى المجتمع وتحمل بعض المسؤوليات التي تسهم في تلبية احتياجات اجتماعية ملحة (الوكيل، 2016م).

وفي إطار هذا المفهوم، يمكن تحديد مجموعة من الأبعاد التي يشملها مفهوم العمل التطوعي كما يلي:

  1. يكون المساهمة الطوعية طواعية ومنظمة لتحقيق الخير وتطوير مستوى معيشة الآخرين، سواء بالرأي، أو بالعمل، أو بالتمويل، أو بطرق أخرى.
  2. يمكن أن يتمارس العمل التطوعي على مستوى فردي، أو جماعي، أو مؤسسي.
  3. يستند العمل التطوعي على اعتبارات دينية، وأخلاقية، واجتماعية، وإنسانية.
  4. يتميز العمل التطوعي بأنه يقوم أساسًا على المردود المعنوي أو الاجتماعي، دون أي مقابل مادي للمتطوع.
  5. يعتبر العمل التطوعي وسيلة لراحة النفس وزيادة الثقة بالنفس لدى المتطوع، ويؤدي إلى شعوره بالاعتزاز والرابطة بغايات معنوية وإنسانية.
  6. يتم تنفيذ العمل التطوعي بناءً على فهم احتياجات المجتمع وتحمل المسؤوليات المجتمعية.
  7. يسهم العمل التطوعي في تحقيق الترابط والتكامل الاجتماعي، ويدعم الجهود التي تبذلها الدولة في مواجهة مشكلات المجتمع.

أهمية العمل التطوعي:

أهمية العمل التطوعي تظهر بوضوح في تقديم الخدمات الأساسية للمجتمع وتعزيز التواصل الاجتماعي والمساهمة في التنمية الشاملة. يعتبر العمل التطوعي ركيزة أساسية للنهوض بالمجتمع وتحقيق التنمية الشاملة، حيث يشارك الأفراد في جهود مختلفة لتخفيف معاناة الناس وتعزيز التواصل مع المجتمعات الخارجية بهدف تحقيق مبدأ التكافل الاجتماعي. وتعتبر المبادرات التطوعية أحد مقومات دعم الجهد الحكومي في مختلف المجالات، كما تعطي مؤشرات دقيقة عن مدى شعور الأفراد في المجتمع بالمواطنة والمسؤولية والوفاء للدين والجماعة (المهدي، 2012م).

مع تعقد العلاقات الاجتماعية والإنسانية داخل المجتمعات، يزداد دور العمل التطوعي في تحقيق الترابط والتآلف سواء كان على المستوى الفردي أو المؤسسي، وهو يساهم في بناء التعاون والمحبة والتماسك في المجتمع. كما يعزز العمل التطوعي الشعور بالانتماء والثقة بالنفس للمتطوع، ويؤدي إلى راحة نفسية وشعور بالكفاءة (عزازي، 2014م).

تعتبر العمل التطوعي أحد الأدوات الهامة في تحقيق التنمية المجتمعية وتعزيز الخدمات المقدمة للمجتمع، وقد شهد العمل التطوعي تحولاً كبيراً في الفترة الحديثة نتيجة للتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ومتطلبات الحياة المعاصرة. فقد تحول من أعمال فردية تقليدية إلى أعمال جماعية منظمة في شكل جمعيات ومؤسسات حديثة وفي مجالات متعددة تتناسب مع احتياجات خدمة المجتمع وتنميته وظروفه المستجدة.

يأتي أهمية العمل التطوعي من قدرته على تحقيق ثلاث وظائف رئيسية في المجتمع، كما يشير أحمد (2016م، ص46). أولاً، يقوم العمل التطوعي بتكميل العمل الحكومي عن طريق رفع مستوى الخدمة أو توسيعها، مما يعزز الخدمات المقدمة للمجتمع ويحسن من جودتها. ثانياً، يوفر العمل التطوعي خدمات جديدة أو قد يصعب على الدوائر الحكومية تقديمها، نظراً للمرونة والقدرة على التكيف الأكبر التي تتميز بها المؤسسات التطوعية. وأخيراً، يؤدي العمل التطوعي إلى تأدية خدمات لا تقوم بها الدولة لظروف معينة، مثل وجود أنظمة تحد من تدخل الدولة في بعض الشؤون، مما يعزز التنوع في الخدمات المقدمة للمجتمع ويضمن تلبية احتياجاته المتنوعة.

تعتبر أهمية العمل التطوعي متعددة الجوانب ومتنوعة، وتبرز في العديد من جوانب المجتمع الحديث .

  1. الجانب الاقتصادي: يساهم العمل التطوعي في توفير موارد مالية مهمة للمجتمع، خاصة في الأوقات التي تكون فيها الظروف الاقتصادية صعبة وصعب استحداث وظائف جديدة في القطاع العام. كما يمكن للتطوع أن يقلل من تكاليف بعض الخدمات التي يتطلبها المجتمع.
  2. الجانب الأمني: يساهم العمل التطوعي في غرس روح العطاء والانتماء في نفوس المتطوعين، وخاصة الشباب، مما يعزز قيم الانتماء والولاء لديهم ويزيد من إحساسهم بالمسؤولية والالتزام بالبناء والحفاظ على مجتمعاتهم. كما ان للخبرات التطوعية تسهم في تطوير مهارات الشباب وزيادة قدراتهم، وبالتالي تحسين فرصهم في سوق العمل.
  3. الجانب الديني: يلعب العمل التطوعي دوراً كبيراً في تعميق مفاهيم الإسلام وحث الناس على أعمال الخير والبر، وذلك بغض النظر عن اختلاف دياناتهم، مما يعكس صورة إيجابية عن الدين الإسلامي ورعايته للإنسانية. ويعمل على تعزيز التكافل والتكامل الاجتماعي بين أفراد المجتمع.
  4. الجانب الاجتماعي: يساعد العمل التطوعي الأفراد على بناء شبكات علاقات اجتماعية واسعة، كما يعزز شخصيتهم ويصقل مهاراتهم، ويمكنهم من اكتساب مهارات جديدة ومتنوعة. كما يسهم في تقوية العلاقات الاجتماعية داخل المجتمع وتعزيز التواصل بين أفراده.
  5. الجانب الاقتصادي: يُمكن العمل التطوعي من إدخال العديد من الخدمات الضرورية التي يحتاجها الأفراد والأسر المحتاجة والطاعنة في السن، وذوي الاحتياجات الخاصة، والتي قد يصعب على الدولة تقديمها بالكامل.

أهداف العمل التطوعي :

تسعى الأعمال التطوعية إلى تحقيق مجموعة من الأهداف التي تتنوع بين العامة والخاصة، وتتعمق وتصبح أكثر خصوصية حسب نوعية ومجالات تطبيقها، كما يُبيِّن الغرياني (2007م) والمرواني (2012م):

 الأهداف العامة للعمل التطوعي:

  1. تخطي الحواجز السلبية والانعزالية في المجتمع.
  2. إعداد وتوجيه الطاقات البشرية والمادية نحو العمل الاجتماعي.
  3. توفير أسباب التقدم والرفاهية للأفراد بطريقة فعالة وفعالة.
  4. سد الفجوة في الخدمات وتوسيع نطاقها لتحقيق مبدأ الكفاية الاجتماعية.

ومن الأهداف الخاصة للعمل التطوعي:

  1. تفعيل دور أفراد المجتمع واستثمار أوقات الفراغ.
  2. تعميق الوعي بالعمل التطوعي لدى الشباب والأجيال الصاعدة.
  3. المساهمة مع الجهات الرسمية في تطوير ورقي المجتمع.
  4. تحديد ومعالجة مشاكل وقضايا المجتمع.
  5. تسهيل التعاون بين الحكومة والمنظمات الأهلية.
  6. تحقيق التكافل والتضامن في المجتمع.

مجالات العمل التطوعي:

العمل التطوعي يشكل مساحة واسعة وغير محدودة أمام الراغبين في تقديم الخدمة الإنسانية، حيث تتفاوت المجالات والأوقات بحسب الاحتياجات والظروف المجتمعية المختلفة. يمكن أن يختلف العمل التطوعي من مجتمع لآخر ومن مرحلة لأخرى، سواء بسبب الظروف الطبيعية كالكوارث أو الحروب، أو بسبب انتشار الأمراض، أو حتى نتيجة الجهل وعدم وجود الخدمات الضرورية. (شاهين، وشندي، 2013)

أحد أبرز المجالات التي يمكن أن يتم العمل التطوعي فيها هو المجال التعليمي التربوي. ينطلق أهمية العمل التطوعي في هذا المجال من دور التعليم والتربية في تحقيق التنمية الشاملة للأمة ورفع مستوى الوعي والمعرفة. فالتعليم يعتبر أساساً لبناء المجتمع والحفاظ على هويته وثقافته، خاصة في عصر الثورة التكنولوجية وسرعة الاتصال. تقديم الخدمات التطوعية في المجال التعليمي يسهم في تقديم فرص التعلم وتطوير المهارات للأفراد في المجتمع، وبناء جيل مثقف وواعٍ قادر على المساهمة في تطوير المجتمع ( ابن عسكر، 2015)  .

معوقات العمل التطوعي :

معوقات العمل التطوعي تشكل عقبات تحول دون تحقيق أهدافه ومنع استفادة المجتمع ومؤسساته من الفوائد التي يمكن أن يوفرها. تتنوع هذه المعوقات بين الجوانب الاجتماعية، والثقافية، والاقتصادية، وغيرها، ومن أبرز معوقات العمل التطوعي ما يلي (درويش، 2012م):

  1. ضعف الوعي المجتمعي بدور العمل التطوعي واعتماد الأفراد على الدولة فقط لتقديم الخدمات.
  2. عدم اقتناع المؤسسات والجهات بأهمية ودور العمل التطوعي.
  3. نقص المكافآت أو العوامل التحفيزية للعمل التطوعي.
  4. نقص التدريب لدى الجمعيات التطوعية.
  5. الشعور بالروتين وعدم تغيير الواقع من خلال العمل التطوعي.
  6. عدم وجود نظام موحد للتطوع يؤدي إلى انعدام التخطيط والتنظيم.
  7. عدم معرفة المتطوعين بالمكان المناسب والزمن الكافي للتطوع.
  8. ضعف تجربة المتطوعين وخوفهم من الفشل.
  9. قلة التركيز على القيم التطوعية والمساعدة المجتمعية في الأنشطة التعليمية.

تواجه الجامعات العديد من المعوقات التي تقيّد توسع وانتشار العمل التطوعي للطلاب الجامعيين. هذه المعوقات تؤدي إلى تقليل عدد المؤسسات التطوعية والطلاب المشاركين فيها. ويمكن تصنيف هذه المعوقات على النحو التالي: (المهدي، 2010)

معوقات تتعلق بالطالب:

  1. ضعف الثقافة والخطاب الديني المتعلق بالعمل التطوعي.
  2. عدم تشجيع بعض الأسر وإهمالها لتنشئة أبنائها للعمل التطوعي.
  3. النفور من العمل التطوعي بسبب الوقت والجهد المطلوب.
  4. العوائق الشخصية للطالب مثل الخجل والتهرب.
  5. ضعف الحوافز المجتمعية ونقص التدريب والتوجيه للشباب المهتمين بالتطوع.

معوقات تتعلق بالمؤسسة التعليمية:

  1. عدم وجود استراتيجية واضحة لتنظيم الأنشطة التطوعية.
  2. نقص الإيرادات والموارد الثابتة للأنشطة التطوعية بالمدارس.
  3. نقص برامج التدريب واليات التوجيه للعمل التطوعي.
  4. عدم وجود إدارة خاصة للمتطوعين وتحديد اختصاصاتهم.
  5. قلة التنسيق بين المؤسسات التعليمية والجهات المعنية بالعمل التطوعي.

الدراسات السابقة:

درست (كيرستن وزملاؤه في عام 2021) تنظيم برامج التطوع لطلاب الجامعات في أستراليا وكيفية تقييمها بشكل نقدي. استخدموا المنهج الوصفي وأنشؤوا مصفوفة من المواقع الإلكترونية لجميع الجامعات الأسترالية، بالإضافة إلى إجراء مقابلات مع 60 فردًا من أصحاب المصلحة الرئيسيين في ست جامعات. كشفت الدراسة عن تسعة نماذج مختلفة لبرامج التطوع الطلابية، وأظهرت كيفية مشاركة الجامعات وأعضاء هيئة التدريس والطلاب في تنظيم هذه البرامج. تم تقديم هذه النماذج بسلسلة متصلة تسهل إدارتها مباشرة من قبل الجامعات، بالإضافة إلى تحديد آليات لتقييم هذه النماذج. كشف التحليل عن اتجاهات في التطوع الطلابي، بما في ذلك كيفية تقديم الجامعات الأسترالية للعمل التطوعي كجزء من خدمات التعلم أو القيادة أو التوظيف. يعكس هذا الاهتمام المتعدد التخصصات بالنماذج المختلفة المتاحة.

قام (الفضاله في عام 2021) بدراسة لتحديد معوقات مشاركة طلاب كلية التربية الأساسية في العمل التطوعي من وجهة نظر الطلاب أنفسهم في دولة الكويت. استخدمت الدراسة المنهج الوصفي واعتمدت على استبانة كأداة للدراسة، وتم تطبيقها على عينة عشوائية من 811 طالبًا وطالبة من كلية التربية الأساسية. أظهرت نتائج الدراسة أن معوقات المشاركة في العمل التطوعي كانت مرتفعة في مجال المعوقات المتعلقة بالبيئة الجامعية، ومتوسطة في مجال المعوقات المتعلقة بالطلاب ومؤسسات العمل التطوعي والمجتمع، وبشكل عام لأداة الدراسة. كما أظهرت النتائج وجود فروق دالة إحصائيا في معوقات المشاركة في العمل التطوعي بين الذكور والإناث، وأيضا بين المشاركين وغير المشاركين في العمل التطوعي.

أجرى (العقاد في عام 2021) دراسة بهدف وضع سيناريوهات مقترحة لتطوير دور المؤسسات التعليمية الجامعية في تعزيز قيم مشاركة الشباب الفلسطيني في العمل التطوعي. استخدمت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي والأسلوب الاستشرافي، وتم تطبيق استبانة على عينة الدراسة التي تكونت من 833 مبحوثًا من محافظات غزة. أظهرت النتائج أن المتوسط الحسابي الكلي لدور المؤسسات التعليمية الجامعية في تعزيز قيم مشاركة الشباب الفلسطيني في العمل التطوعي بلغ 3.55 بدرجة كبيرة. وأظهرت النتائج أيضًا عدم وجود فروق ذات دالة إحصائية بين تقديرات أفراد العينة لدور المؤسسات التعليمية الجامعية في تعزيز قيم مشاركة الشباب الفلسطيني في العمل التطوعي، تعزى إلى متغير الجنس والمستوى التعليمي. ومن جهة أخرى، ظهرت فروق ذات دالة إحصائية بين تقديرات أفراد العينة، تعزى إلى متغير الفئة العمرية لصالح الشباب من الفئة العمرية من 19 إلى 35 عامًا.

قام (شكبان والشهراني في عام 2021) بدراسة هدفت إلى التعرف على واقع ثقافة العمل التطوعي لدى طالبات جامعة بيشة في ضوء التحديات الفكرية. استخدمت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي، وتم تطبيق استبانة على عينة الدراسة التي تكونت من 372 طالبة بجامعة بيشة. أظهرت نتائج الدراسة أن محور ثقافة العمل التطوعي جاء بدرجة دائما، وأن محور التحديات الفكرية المتعلقة بالإشراف غير الرسمي على العمل التطوعي كان برجة غالبا، وأن محور التحديات الفكرية المتعلقة بالممارسة غير الرسمية للعمل التطوعي كان بدرجة غالبا، كما أظهرت النتائج أن محور التحديات الفكرية المتعلقة بالتمويل غير الرسمي للعمل التطوعي كان بدرجة غالبا.

قامت دراسة (القرني في عام 2021) بالهدف من الكشف عن واقع مشاركة الشباب الجامعي في الأعمال التطوعية، وتحديد الآليات المقترحة لتعزيز مشاركتهم في هذه الأعمال. تم بناء استبيان يتناسب مع طبيعة العينة المستهدفة وعددها 326 طالب وطالبة من جامعة الملك عبد العزيز. أظهرت الدراسة أن متوسط مشاركة الشباب الجامعي في الأعمال التطوعية كان قليلاً، كما أظهرت الإجابات متوسطة فيما يتعلق بالمجالات والفرص التطوعية المتاحة للشباب الجامعي. وبالمقابل، كانت معوقات مشاركة الشباب الجامعي في الأعمال التطوعية عالية. كما كشفت الدراسة عن وجود فروق ذات دالة إحصائية في مستوى مشاركة الشباب الجامعي في الأعمال التطوعية تبعًا لمتغير الجنس، وذلك لصالح الذكور.

قامت دراسة (خوج في عام 2021) بالهدف من الكشف عن الصعوبات التي تواجه دور جامعة أم القرى في تنمية قيم العمل التطوعي لدى طالباتها، وكذلك البحث عن سبل التغلب على تلك الصعوبات من وجهة نظر الطالبات. استخدمت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي، واعتمدت على استخدام الاستبانة كأداة للدراسة، حيث تم تطبيقها على عينة مكونة من 380 طالبة من كلية التربية بجامعة أم القرى.

أظهرت الدراسة أن هناك صعوبات موافق عليها بدرجة كبيرة تعوق دور الجامعة في تنمية قيم العمل التطوعي لدى طالباتها في الأبعاد الثلاثة للقياس. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت الدراسة أن هناك موافقة كبيرة على عدد من البدائل والحلول التي من شأنها تعزيز دور جامعة أم القرى في تنمية قيم العمل التطوعي.

التعقيب على الدراسات السابقة:  أعلى النموذج

الاستفادة  من الدراسات:

التركيز على العمل التطوعي في السياق الجامعي: تشترك جميع الدراسات في التركيز على دور الجامعات والمؤسسات التعليمية في تعزيز العمل التطوعي بين الطلاب وكيفية تحسينه.

استخدام المنهج الوصفي التحليلي: يستخدم الباحثون في جميع الدراسات المذكورة المنهج الوصفي التحليلي لفهم وتحليل الظواهر والعوامل المرتبطة بالعمل التطوعي.

استخدام الاستبانات: تعتمد الدراسات على استخدام الاستبانات كأداة رئيسية لجمع البيانات وفهم آراء الطلاب والمشاركين الآخرين في العمل التطوعي.

التشابه والاختلاف:

السياق الجغرافي والثقافي: تتعلق الدراسات بسياقات جغرافية وثقافية مختلفة، حيث تتركز بعضها على الجامعات الأسترالية، بينما تركز الأخرى على دول أخرى مثل الكويت وفلسطين.

مدى التحليل النوعي والكمي: تختلف الدراسات في مدى التركيز على التحليل النوعي أو الكمي، حيث قدمت بعض الدراسات تحليلًا كميًا للبيانات، بينما تميل البعض الآخر إلى التركيز على التحليل النوعي.

التركيز على الجنس والعمر: تشير بعض الدراسات إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين الجنسين أو بين الفئات العمرية المختلفة في مشاركة العمل التطوعي، في حين أن البعض الآخر لا يركز بشكل كبير على هذه الفروق.

التميز:

 تقديم النماذج المختلفة لبرامج التطوع: يميز الدراسة التي أجراها كيرستن وزملاؤه في عام 2021 بأنها قدمت تصنيفًا لتسعة نماذج مختلفة لبرامج التطوع الطلابية في الجامعات الأسترالية، مما يسهل فهم الطرق المتعددة التي يمكن من خلالها تنظيم العمل التطوعي في السياق الجامعي.

تحليل العوامل التحديثية للعمل التطوعي: يميز الدراسة التي أجراها العقاد في عام 2021 بأنها تحلل العوامل التحديثية التي تؤثر على مشاركة طلاب كلية التربية الأساسية في العمل التطوعي من وجهة نظر الطلاب أنفسهم في الكويت.

تحليل ثقافة العمل التطوعي: يميز الدراسة التي أجراها شكبان والشهراني في عام 2021 بأنها تحلل ثقافة العمل التطوعي لدى طالبات جامعة بيشة في ضوء التحديات الفكرية، مما يساهم في فهم العوامل الثقافية التي قد تؤثر على مشاركة الطلاب في العمل التطوعي.

الإجراءات المنهجية للبحث:

المنهج:

تم اختيار المنهج الوصفي.  

مجتمع البحث:

تم تحديد مجتمع البحث طلاب التعليم العام  بإدارة التعليم بالرس  خلال عام 2023.

العينة:

  • تم اختيار عينة تمثل الطلاب المشاركين في الدراسة، وتشمل على 119 طالباً.

أدوات جمع البيانات والمعلومات:

تم استخدم استبيان مصمم خصيصًا لجمع البيانات من الطلاب.

يتضمن الاستبيان أسئلة تستهدف فهم مستوى الاستفادة من الفرص التطوعية المتاحة للطلاب خلال العام الدراسي.

إجراءات الدراسة:

توزيع الاستبيانات على الطلاب المشاركين في الفرص التطوعية خلال عام 2023.

جمع البيانات وتحليلها باستخدام أساليب إحصائية لتقدير مدى الاستفادة وتحليل العوامل المؤثرة.

تحليل النتائج وتقديم التوصيات اللازمة بناءً على الاستنتاجات المستخلصة.

فعالية منهجية البحث في تحقيق أهدافه:

سيتم تقييم فعالية منهجية البحث بناءً على قدرتها على تحقيق أهداف البحث، مما يشمل تقييم فهم مستوى الاستفادة من الفرص التطوعية المتاحة للطلاب خلال العام الدراسي.

ستكون فعالية منهجية البحث في هذه الدراسة مرتبطة بقدرة الباحثين على تحديد تأثير الفرص التطوعية على تطوير الطلاب وتحسين أدائهم في المدرسة وفي المجتمع.

سيتم استخدام الإجراءات المنهجية المناسبة لجمع وتحليل البيانات بدقة وتحقيق النتائج الموثوقة.

النتائج:

الجنس

الجنسالعددالنسبة (%)
أنثى9579.83
ذكر2420.17
إجمالي الحالات119100

العمر

العمرالعددالنسبة (%)
15-17 سنة5042.02
18-20 سنة6957.98
إجمالي الحالات119100

أعيش في

أعيش فيالعددالنسبة (%)
الريف7058.82
المدينة4941.18
إجمالي الحالات119100

يوجد لدي تحديات صحية

يوجد لدي تحديات صحيةالعددالنسبة (%)
لا10184.87
نعم1815.13
إجمالي الحالات119100

أعيش

أعيشالعددالنسبة (%)
بمفردي32.52
مع العائلة11697.48
إجمالي الحالات119100

مستوى دخل الأسرة بالريال

مستوى دخل الأسرة بالريالالعددالنسبة (%)
أقل من 5000 ريال5747.9
5000 – 10,000 ريال3630.25
10,001 – 15,000 ريال1815.13
أكثر من 15,000 ريال86.72
إجمالي الحالات119100

أشارك في الأنشطة الطلابية

أشارك في الأنشطة الطلابيةالعددالنسبة (%)
لا2218.49
نعم9781.51
إجمالي الحالات119100

شاركت في الفرص التطوعية المتاحة لك خلال العام الدراسي 2023

شاركت في الفرص التطوعيةالعددالنسبة (%)
لا2117.65
نعم9882.35
إجمالي الحالات119100

لاحظت تطورًا في مهاراتي بعد مشاركتي في الأنشطة التطوعية

لاحظت تطورًا في مهاراتيالعددالنسبة (%)
لا3529.41
نعم8470.59
إجمالي الحالات119100

واجهت تحديات خلال عملية المشاركة في الفرص التطوعية

واجهت تحدياتالعددالنسبة (%)
لا7865.55
نعم4134.45
إجمالي الحالات119100

إذا واجهت تحديات خلال عملية المشاركة في الفرص التطوعية فما أبرزها

أبرز التحدياتالعددالنسبة (%)
لايوجد1714.29
.1512.61
لا1210.08
مدري21.68
لا شيء21.68
لا اعلم10.84
لا توجد10.84
لا توجد تحديات10.84
لا شي10.84
لا لم اواجه تحديات10.84
لا يوجد10.84
لايوجد تحديات10.84
لايوجد تحديات10.84
لاعلم10.84
لاتوجد10.84
اجبار الطالب على اعمال تطوعية محدده لكثرة المتطوعين10.84
وغيرها3126.05
إجمالي الحالات119100

الصعوبات الاقتصادية أو الأكاديمية تؤثر على قدرتك في الاستفادة من الفرص التطوعية

الصعوبات الاقتصادية أو الأكاديميةالعددالنسبة (%)
لا3731.09
نعم1613.45
.1310.92
لايوجد97.56
مدري32.52
لا اعلم21.68
لا تؤثر21.68
لا توثر21.68
لاشي10.84
لاتؤثر10.84
لا توجد10.84
لا الصعوبات10.84
لا توثر10.84
لا توثر10.84
لا اعلم10.84
و غيرها2521.01
إجمالي الحالات119100

أشعر بأن الدعم المؤسسي يسهم في تمكيني من المشاركة في الفرص التطوعية

الدعم المؤسسي يسهم في التمكينالعددالنسبة (%)
لا2420.17
نعم9579.83
إجمالي الحالات119100

عملية التسجيل في الفرص التطوعية التي شاركت فيها كانت سهلة

التسجيل سهلالعددالنسبة (%)
لا1411.76
نعم10588.24
إجمالي الحالات119100

رضاك عن عملية التسجيل يؤثر على مدى استفادتك من الفرص التطوعية

الرضا عن التسجيلالعددالنسبة (%)
لا3126.05
نعم8873.95
إجمالي الحالات119100

مدى رضاك عن فرص العمل التطوعية المطروحة

رضاك عن الفرصالعددالنسبة (%)
راضي10689.83
غير راضي1210.17
إجمالي الحالات118100

هل تنشر فرص التطوع لزملائك

تنشر فرص التطوعالعددالنسبة (%)
لا2016.81
نعم9983.19
إجمالي الحالات119100

ترغب في المشاركة في المزيد من الفرص التطوعية في المستقبل

ترغب في المشاركة أكثرالعددالنسبة (%)
لا2117.65
نعم9882.35
إجمالي الحالات119100

ترى أن الفرص التطوعية تساهم في تطوير مجتمعك المحلي

تساهم في تطوير المجتمعالعددالنسبة (%)
لا119.24
نعم10890.76
إجمالي الحالات119100

ماهي المقترحات التطويرية التي ترى أنها تخدم منصة العمل التطوعي

المقترحاتالعددالنسبة (%)
لايوجد1210.17
.86.78
لا يوجد54.24
مدري32.54
لا شيء21.69
لااعلم10.85
لا10.85
لاتوجد إجابة10.85
لاشي10.85
وغيرها8471.19
إجمالي الحالات118100

المقترحات التطويرية التي تخدم العمل التطوعي

المقترحالعددالنسبة (%)
.1613.68
لايوجد1210.26
لا يوجد97.69
اكتشاف مهارات المتطوعين وابرازها10.85
العمل الخيري10.85
التطوع عن بعد بكثيره10.85
التطوع الثقافي10.85
التطوع في دار الايتام و التطوع في بيت الله10.85
التطوير10.85
التنظيم في المستشفيات والمساجد10.85
التنوع بالأعمال التطوعية ولكن بساعات الدراسة فقط10.85
الجد والاجتهاد10.85
الصحة10.85
العمل على الحفاظ على البيئة10.85
المساعدة10.85
المساعدة المشتركة بين الاشخاص 2-التعاون بين الاشخاص في العمل التطوعي لتكتمل الاعمال التطوعية10.85
المكافحة10.85
ان مدرستنا تكون كويسه واسلوب المعلمات كويس ونشارك في الحصص10.85
ان منصة العمل التطوعي تخدم جميع المناطق والقرى10.85
اي شي10.85
بيئة المكان والادارة المنشأة للعمل التطوعي ان تكون مناسبه للجنسين10.85
تخدم الموطن10.85
تطوع10.85
تعدد المجالات10.85
تعزيز التواصل الايجابي بين المؤسسات التطوعية / تقديم المشاريع10.85
تقديم مشاريع التدريب تطوير في مجال العمل التطوعي10.85
تقديم مشاريع التدريب والتطوير في مجال العمل التطوعي10.85
تنظيم برامج تطوعيه للشباب من الجنسين بالشراكة مع الجمعيات ذات العلاقة10.85
توزيع الماء وهكذا10.85
توفير البياه المناسبة للمتطوعة من الجه المانحة للفرص10.85
دراسة الافكار والمشاريع10.85
زياد الفرص والنشاطات10.85
زيادة الفرصه10.85
سهوله الدخول والتسجيل في المنصه وعدم تعليقها10.85
شهاده ع كل ساعه عمل10.85
فعل الخير10.85
لا اعلم75.98
لا يوجد97.69
لاعلم21.71
لايوجد1210.26
مدري32.56
نشر ثقافة العمل التطوعي بين أفراد المجتمع21.71
نعم21.71
ولاشي10.85

تفسير النتائج:

نتائج الدراسة استندت إلى استطلاع آراء 119 مشاركًا حول مجموعة من الجوانب المتعلقة بالمشاركة في الأنشطة والفرص التطوعية.

فيما يخص توزيع الجنس، كانت النسبة الأكبر من المشاركين إناثًا بنسبة 79.83%، بينما بلغت نسبة الذكور 20.17%. بالنسبة للفئة العمرية، كان معظم المشاركين في الفئة العمرية 18-20 سنة بنسبة 57.98%، تليها الفئة 15-17 سنة بنسبة 42.02%. أما بالنسبة لمكان الإقامة، فقد كان 58.82% من المشاركين يعيشون في الريف، و41.18% في المدينة.

أفاد 84.87% من المشاركين بعدم وجود تحديات صحية لديهم، مقابل 15.13% الذين أكدوا وجود تحديات صحية. فيما يخص نمط السكن، فإن الغالبية العظمى من المشاركين يعيشون مع عائلاتهم بنسبة 97.48%، في حين أن 2.52% فقط يعيشون بمفردهم.

توزيع دخل الأسرة أظهر أن 47.90% من المشاركين كانت أسرهم تحصل على دخل أقل من 5000 ريال، و30.25% دخلهم يتراوح بين 5000 و10000 ريال، و15.13% بين 10001 و15000 ريال، بينما كان 6.72% دخلهم أكثر من 15000 ريال.

فيما يتعلق بالمشاركة في الأنشطة الطلابية، فإن 81.51% من المشاركين أكدوا مشاركتهم في الأنشطة الطلابية، بينما كانت نسبة غير المشاركين 18.49%. كما أفاد 82.35% من المشاركين بأنهم شاركوا في الفرص التطوعية المتاحة لهم خلال العام الدراسي 2023، مقارنة بـ17.65% لم يشاركوا.

لاحظ 70.59% من المشاركين تطورًا في مهاراتهم بعد المشاركة في الأنشطة التطوعية، في حين أن 29.41% لم يلاحظوا أي تطور. وبالنسبة للتحديات التي واجهوها خلال المشاركة في الفرص التطوعية، قال 65.55% من المشاركين إنهم لم يواجهوا أي تحديات، بينما واجه 34.45% تحديات مختلفة.

وعن تأثير الدعم المؤسسي، رأى 79.83% من المشاركين أن الدعم المؤسسي يسهم في تمكينهم من المشاركة في الفرص التطوعية، بينما رأى 20.17% عكس ذلك. كما أفاد 88.24% من المشاركين أن عملية التسجيل في الفرص التطوعية كانت سهلة، مقارنة بـ11.76% لم تكن لديهم نفس التجربة. وأكد 73.95% أن رضاهم عن عملية التسجيل يؤثر على مدى استفادتهم من الفرص التطوعية، مقابل 26.05% الذين قالوا إن ذلك لا يؤثر.

بلغت نسبة الراضين عن فرص العمل التطوعية المطروحة 89.83%، في حين أن 10.17% كانوا غير راضين. كما أشار 83.19% إلى أنهم ينشرون فرص التطوع لزملائهم، مقارنة بـ16.81% الذين لا يفعلون ذلك. أعرب 82.35% من المشاركين عن رغبتهم في المشاركة في المزيد من الفرص التطوعية في المستقبل، بينما لم يرغب 17.65% في ذلك. ورأى 90.76% من المشاركين أن الفرص التطوعية تساهم في تطوير مجتمعهم المحلي، مقابل 9.24% لم يروا ذلك.

أما بالنسبة للمقترحات التطويرية لمنصة العمل التطوعي، فقد كانت أغلب الإجابات تشير إلى عدم وجود مقترحات بنسبة 10.17%، في حين تضمنت بعض المقترحات الأخرى تحسين التطبيقات، وزيادة التنوع في الفرص التطوعية، وتوفير التدريب المناسب، وتحسين التواصل والإعلان عن الفرص المتاحة.

أظهرت النتائج وجود اهتمام كبير من الشباب بالمشاركة في الأنشطة والفرص التطوعية، إلى جانب رضاهم عن الدعم المؤسسي وعملية التسجيل، مع التأكيد على أهمية تحسين بعض الجوانب لزيادة فعالية واستفادة المشاركين من هذه الفرص.

 المناقشة:  

الأهداف وتحقيقها :

الهدف الرئيسي: هدفت الدراسة إلى تحديد مدى استفادة .بالإضافة إلى تحديد العوائق التي قد تحول دون استغلالهم لهذه الفرص بشكل كامل.

تم تحقيق هذا الهدف من خلال استبيان آراء 119 مشاركًا حول مجموعة من الجوانب المتعلقة بالمشاركة في الأنشطة والفرص التطوعية. أظهرت النتائج أن 82.35% من الطلاب شاركوا في الفرص التطوعية، مما يشير إلى استفادة كبيرة من هذه الفرص. كما أن 70.59% لاحظوا تطورًا في مهاراتهم، ما يدعم الفرضية الأولى بوجود علاقة إيجابية بين المشاركة وتطور المهارات.

الأهداف الفرعية:

  1. تحديد مدى تطور المهارات للطلاب بعد الحصول على التطوع: أفاد 70.59% من المشاركين بأنهم لاحظوا تطورًا في مهاراتهم بعد المشاركة في الأنشطة التطوعية، مما يشير إلى أن الفرص التطوعية تساهم بشكل كبير في تنمية المهارات الشخصية والاجتماعية للطلاب.
  2. تحديد أبرز التحديات التي تواجه الطلاب خلال عملية التطوع: أظهرت النتائج أن 34.45% من المشاركين واجهوا تحديات أثناء المشاركة في الفرص التطوعية، بما في ذلك التحديات الصحية، الاقتصادية، والأكاديمية. هذه النسبة تدعم الفرضية الثانية التي تشير إلى أن الطلاب الذين يواجهون تحديات اقتصادية أو أكاديمية قد يجدون صعوبة في الاستفادة من الفرص التطوعية.
  3. تقديم مقترحات تطويرية للفرص التطوعية المطروحة: بناءً على ملاحظات المشاركين، تضمنت المقترحات التطويرية تحسين التطبيقات، زيادة التنوع في الفرص التطوعية، توفير التدريب المناسب، وتحسين التواصل والإعلان عن الفرص المتاحة. هذه المقترحات تستهدف تحسين جودة وفعالية الفرص التطوعية المتاحة للطلاب.
  4. تقديم تقييم لمدى رضا الطلاب المتطوعين عن عملية التسجيل في الفرص التطوعية: أفاد 88.24% من المشاركين بأن عملية التسجيل كانت سهلة، و73.95% أكدوا أن رضاهم عن عملية التسجيل يؤثر بشكل كبير على مدى استفادتهم من الفرص التطوعية. هذا يدعم الفرضية الرابعة بأن الرضا عن عملية التسجيل يؤثر على مدى استفادة الطلاب من الفرص التطوعية.

الأسئلة والفرضيات

هل يستفيد الطلاب بشكل كبير من هذه الفرص التطوعية؟ وما هي العوائق التي قد تحول دون استغلالهم لهذه الفرص بشكل كامل؟

الفرضيات:

  1. الفرضية الأولى: يوجد علاقة إيجابية بين المشاركة في الفرص التطوعية وتطور مهارات الطلاب. تم إثبات هذه الفرضية، حيث لاحظ 70.59% من المشاركين تطورًا في مهاراتهم بعد المشاركة في الأنشطة التطوعية.
  2. الفرضية الثانية: الطلاب الذين يواجهون تحديات اقتصادية أو أكاديمية قد يجدون صعوبة في الاستفادة من الفرص التطوعية. أظهرت النتائج أن 34.45% من المشاركين واجهوا تحديات أثناء التطوع، مما يدعم هذه الفرضية.
  3. الفرضية الثالثة: الدعم المؤسسي يلعب دورًا حاسمًا في تمكين الطلاب من الاستفادة من الفرص التطوعية. دعم 79.83% من المشاركين هذا الفرض، مما يؤكد أهمية الدعم المؤسسي في تسهيل المشاركة في الفرص التطوعية.
  4. الفرضية الرابعة: الرضا عن عملية التسجيل في الفرص التطوعية يؤثر بشكل كبير على مدى استفادة الطلاب من هذه الفرص. دعم 73.95% من المشاركين هذه الفرضية، مشيرين إلى أن الرضا عن عملية التسجيل يؤثر على استفادتهم من الفرص التطوعية.

أظهرت نتائج الدراسة أن هناك اهتمامًا كبيرًا من الطلاب بالمشاركة في الأنشطة التطوعية وأنهم يستفيدون منها بشكل كبير. تم تحديد العوائق التي قد تواجههم، مثل التحديات الصحية، الاقتصادية، والأكاديمية، والتي يمكن التغلب عليها من خلال تحسين الدعم المؤسسي وتسهيل عملية التسجيل. تم تقديم مقترحات تطويرية لتحسين جودة وفعالية الفرص التطوعية المتاحة، ما يعزز من مساهمة هذه الأنشطة في تنمية مهارات الطلاب وخدمة المجتمع المحلي.

الخاتمة :

في ختام هذه الدراسة التي هدفت إلى استكشاف مدى استفادة طلاب التعليم العام في المملكة العربية السعودية بإدارة التعليم بالرس من الفرص التطوعية المتاحة خلال عام 2023،  يمكن القول أن النتائج أظهرت بشكل واضح أن الفرص التطوعية تلعب دورًا مهمًا في تنمية مهارات الطلاب الشخصية والاجتماعية. نسبة كبيرة من المشاركين (82.35%) شاركوا في الفرص التطوعية وأفاد 70.59% منهم بتطور ملحوظ في مهاراتهم بعد المشاركة. هذه النتائج تدعم الفرضية الأولى بوجود علاقة إيجابية بين المشاركة في الفرص التطوعية وتطور مهارات الطلاب.

إضافة إلى ذلك، أبرزت الدراسة بعض التحديات التي تواجه الطلاب أثناء مشاركتهم في الفرص التطوعية، حيث واجه 34.45% منهم تحديات مختلفة، بما في ذلك الصحية، الاقتصادية، والأكاديمية. هذه النتائج تؤكد الفرضية الثانية بأن الطلاب الذين يواجهون تحديات اقتصادية أو أكاديمية قد يجدون صعوبة في الاستفادة من الفرص التطوعية.

كما أوضحت الدراسة أهمية الدعم المؤسسي في تسهيل مشاركة الطلاب في الأنشطة التطوعية، حيث أشار 79.83% من المشاركين إلى أن الدعم المؤسسي يسهم بشكل كبير في تمكينهم من الاستفادة من هذه الفرص، مما يدعم الفرضية الثالثة. علاوة على ذلك، أفاد 88.24% من المشاركين بأن عملية التسجيل كانت سهلة، و73.95% أكدوا أن رضاهم عن عملية التسجيل يؤثر على مدى استفادتهم من الفرص التطوعية، مما يدعم الفرضية الرابعة.

من خلال تحليل البيانات، تم تقديم مقترحات تطويرية تهدف إلى تحسين جودة وفعالية الفرص التطوعية، مثل تحسين التطبيقات، زيادة التنوع في الفرص، توفير التدريب المناسب، وتحسين التواصل والإعلان عن الفرص المتاحة. هذه المقترحات تستهدف تعزيز الاستفادة من الفرص التطوعية وتجاوز التحديات التي قد تواجه الطلاب. تؤكد الدراسة على الحاجة المستمرة لتحسين وتطوير البرامج التطوعية بما يتناسب مع احتياجات الطلاب وقدراتهم، وذلك لضمان تحقيق أقصى استفادة ممكنة من هذه الأنشطة التي لا تساهم فقط في تنمية المهارات الفردية للطلاب، بل تسهم أيضًا في خدمة المجتمع المحلي وتعزيز التماسك الاجتماعي. نأمل أن تسهم هذه الدراسة في تحفيز الجهات المعنية على اتخاذ خطوات عملية لتحسين وتطوير بيئة العمل التطوعي في المملكة العربية السعودية.

التوصيات:

  1. تطوير برامج التطوع الطلابية: ينبغي على الجامعات في جميع البلدان الاهتمام بتطوير برامج التطوع الطلابية التي تتناسب مع احتياجات وتطلعات الطلاب. يجب أن تكون هذه البرامج متنوعة وشاملة، تشمل مجموعة واسعة من الفرص التطوعية في مجالات مختلفة.
  2. تقديم الدعم اللازم: يجب على الجامعات تقديم الدعم اللازم للطلاب الراغبين في المشاركة في العمل التطوعي، سواء كان ذلك من خلال توفير الإرشاد والتوجيه، أو من خلال توفير الموارد المادية واللوجستية الضرورية.
  3. تحفيز المشاركة الطلابية: يجب على الجامعات والمؤسسات التعليمية تحفيز المشاركة الطلابية في العمل التطوعي من خلال تنظيم حملات توعية وتشجيعية، وتقديم مكافآت وتقديرات للطلاب المشاركين.
  4. التعاون المؤسسي: ينبغي على الجامعات والمؤسسات التعليمية التعاون مع الجهات المحلية والمجتمعية لتعزيز المشاركة الطلابية في العمل التطوعي، وتوفير فرص تطوعية مجتمعية ملائمة للطلاب.
  5. البحث والتقييم المستمر: يجب أن تكون الجامعات والمؤسسات التعليمية على استمرار في إجراء البحوث والتقييمات حول مشاركة الطلاب في العمل التطوعي، لفهم الاتجاهات والتحديات وتحديد الخطط الاستراتيجية لتعزيز هذه المشاركة.

المراجع:

وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية السعودية. (2024, يناير 28). ٧٥ مليون مستفيد من العمل التطوعي خلال عام 2023م. مركز الأخبار والإعلام – وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية. https://www.hrsd.gov.sa/media-center/news/280120242

وزارة التعليم. (2021). دليل العمل التطوعي: إصدار الأول. في أدلة الإرشادية لنظام مسارات التعليم الثانوي.

أعلى النموذج

لفضاله، خالد محمد. (2021). معوقات المشاركة في العمل التطوعي لدى طلبة كلية التربية الأساسية بدولة الكويت. مجلة كلية التربية، 37(4).

العبداونية، بشرى بنت جعفر. (2015). فاعلية برنامج تدريبي لتنمية الاتجاهات والمهارات في المدافعة البيئية لدى القائمين على العمل التطوعي في سلطنة عمان، رسالة ماجستير غير منشورة، معهد الدراسات والبحوث البيئية، جامعة عين شمس.

الوكيل، فاطمة محمود. (2016). فعالية برنامج قائم على النشاط المدرسي المرتبط بالاقتصاد المنزلي في ضوء مدخل القضايا المعاصرة لتنمية الوعي المجتمعي والبيئي واتجاهات التلميذات نحو العمل التطوعي، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية الاقتصاد المنزلي، جامعة حلوان.

المهدي، سهى عبد الرحمن. (2012). دور قنوات الاتصال الدينية المتخصصة في تفعيل العمل التطوعي وأنشطة التنمية البشرية في المجتمع المصري: دراسة مسحية، رسالة دكتوراه غير منشورة، كلية الآداب، جامعة عين شمس.

عزازي، فاتن محمد عبد المنعم. (2014). تدعيم العمل التطوعي داخل الجامعات السعودية: مدخل استراتيجي. المجلة التربوية الدولية المتخصصة, 3(4).

أحمد، زيناهم محمد. (2016). تصور مقترح لتفعيل دور الجامعة في تنمية ثقافة العمل التطوعي لدى طالبها في ضوء خبرات بعض الدول. رسالة دكتوراه غير منشورة، كلية التربية، جامعة المنيا.

الغرياني، سامية محمد. (2007). العمل التطوعي في المجتمع العربي الليبي: الجمعيات الخيرية بمدينة طرابلس نموذجًا. رسالة ماجستير غير منشورة، كلية الآداب، جامعة الفاتح.

المرواني، نايف محمد. (2012). العمل التطوعي، أشكاله وتطبيقاته، رؤية اجتماعية أمنية.

شاهين، محمد عبد الفتاح؛ وشندي، إسماعيل محمد. (2013). العمل التطوعي من منظور إسلامي، مؤتمر العمل التطوعي في فلسطين: واقع واحتياجات، جامعة القدس المفتوحة، رام الله، فلسطين.

ابن عسكر، منصور بن عبد الرحمن. (2015). العوائق التي تواجه العاملين في مجال العمل التطوعي في المجتمع السعودي، دراسة اجتماعية على عينة من قيادات العمل التطوعي في المملكة العربية السعودية، مجلة كلية الآداب، جامعة الزقازيق، (72)

المهدي، سهى عبد الرحمن محمد. (2010م). دور قنوات الاتصال الدينية المتخصصة في تفعيل العمل التطوعي وأنشطة التنمية البشرية في المجتمع المصري: دراسة مسحية، رسالة دكتوراه، كلية الآداب، جامعة عين شمس.

درويش، عاطف محمد عباس. (2012). إسهامات العمل التطوعي في مواجهة ظاهرة عمالة الأطفال: دراسة ميدانية على دور الجمعيات الأهلية بمحافظة سوهاج، رسالة دكتوراه، كلية الآداب، جامعة أسيوط.

العقاد، معتصم وليد. (2021). سيناريوهات مقترحة لتطوير دور المؤسسات التعليمية الجامعية في تعزيز قيم مشاركة الشباب الفلسطيني في العمل التطوعي. المجلة الدولية للبحوث في العلوم التربوية. 4(3).

شكبان، هيلة سالم سلطان؛ والشهراني، عبد الله. (2021). دور التعليم الجامعي في تعزيز ثقافة العمل التطوعي: جامعة بيشة – دراسة حالة. مجلة كلية التربية. 37(11).

القرني، يعن الله علي. (2021). مشاركة الشباب الجامعي في الأعمال التطوعية (الواقع، الفرص، العقبات، آليات التعزيز): دراسة ميدانية على الطلاب والطالبات المنتظمين بجامعة الملك عبد العزيز. مجلة جامعة الشارقة للعلوم الإنسانية والاجتماعية. 18(1).

خوج، فخرية بنت محمد. (2021). دور جامعة أم القرى في تنمية قيم العمل التطوعي لدى طالباتها. مجلة كلية التربية – جامعة الأزهر. 40(189).

الرقب، توفيق زايد محمد. (2018). درجة ممارسة القيادة التحويلية وعلاقتها بالمسؤولية المجتمعية لدى القادة الأكاديميين بجامعة الملك سعود. المجلة التربوية الدولية المتخصصة. 6(10).

أعلى النموذج

 أعلى النموذج

Kirsten, Holmes et al. (2021). A Continuum Student Model of Higher Education Policy: Journal of Volunteer Programme Management and. (3), 43.

 أعلى النموذج

أعلى النموذج

أعلى النموذج

Yurthingla, Phungshok, & Jacob, Islary. (2015). Participatory and cultural-inter in Higher Education: An Experience from Northeast India. Journal of Development Practice and Education, 2.

Song, Y., & Wang, C. (2018). Standardization on the Study of System Service Volunteer Students at University. In Advances in Humanities and Social Sciences: Information Management, Education, and Social Science Research (pp. 250). Presented at the International Conference on Education and Social Sciences, Atlantis Press.

سلمان سالم سالم المالكي

باحث دكتوراة في مجال تقنيات التعليم جامعة الملك عبدالعزيز

ملحة علي المطيري

مشرفة تربوية إدارة التعليم بالرس

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتًا
التقيمات المضمنة
عرض كل التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا الأن
1
هل تحتاج الي مساعدة او نشر بحثك !
Scan the code
مجلة scp الماليزية
مرحبا
كيف استطيع مساعدتك !