
مهارات معلم القرن
المقدمة:
يشكل العالم المعاصر خمسه متغيرات رئيسية هي المتغيرات المعرفية(البحثية) والتقنية ( المعلوماتية) والاقتصادية والسياسية والثقافية ويتضمن كل تغير منها جدلا علميا وايديولوجيا بل ويؤثر كل منهما في الآخر لتشكل في النهاية البيئة المحيطة لنظام التعليم ومكوناته وأهمها المعلم وتفرض هذه المتغيرات آثارا ومضامين عميقة وعديدة ذات صلة بنظم التعليم واعداد المعلم ومن أبرز هذه الآثار البحث والتطوير , المعلوماتية , التنافسية الاقتصادية, الديمقراطية والمواطنة , المعيارية والتعددية الثقافية وهي آثار وتحديات تمس مكونات وعناصر النظام التعليمي وتؤثر في تكوين واعداد المعلم معرفيا وثقافيا ومهنيا .
وهذه الآثار تستلزم سرعة التحرك في التعامل معها ، وإدخال تعديلات تربوية جوهرية على مستوى السياسة والأهداف والخطط والبرامج والممارسات والوسائل التعليمية وتوجيهها لإعداد المعلم الباحث والمبتكر، والمعلم الرقمي ، والمعلم التنافسي، والمعلم الديمقراطي ، ومعلم المواطنة والمعلم المتعدد الثقافات ، ومتابعة التدريب واعادة التدريب لمن هم على رأس العمل والاستفادة في ذلك من التطبيقات والتجارب العالمية التربوية والتعليمية الناجحة على مستوى مؤسسات التعليم العالمي .
وانطلاقا من الإيمان الراسخ بأهمية مهنة التعليم ، وأن
المعلم صاحب مهنة متميزة ، ولمكانة المعلم الذي يقوم بتوجيه العملية التعليمية نحو تحقيق أهدافها ، فإن هذا الإيمان يقود إلى السعي العلمي الجاد لتعميق مهنة التعليم وتطويرها لصالح المعلم، ولصالح المهنة ذاتها ، ومن ثم لصالح الطالب ذاته ، و لصالح المجتمع عموما.
من هو معلم القرن الحادي والعشرين؟
تهتم التربية ببناء الإنسان، بناءً متكاملاً، معرفياً وتربوياً وثقافياً واجتماعياً ووجدانياً.. إلخ، وتعد الأفراد للعيش في المجتمع، وفق ما يتطلبه من معارف وخبرات وسلوكيات يحتاجها الفرد، وبخاصة أننا نعيش في القرن الحادي والعشرين، الذي يفرض على النظام التربوي والتعليمي تغييرات، تستدعي إعادة بلورة سياساته واستراتيجياته وخططه، وفق مايتطلبه القرن الحادي والعشرين. إذ ان التغييرات والتطورات الحاصلة في القرن الحادي والعشرين، ومن أبرزها التطورات في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، فرضت على الحكومات وصناع السياسات التربويين إعادة التفكير بمختلف القضايا التربوية ومنها المعلم، لما له من دور مهم في ترسيخ ثقافة القرن الحالي، وتوظيف مستحدثاته في عمليتي التعلم والتعليم، والتركيز على مهارات الحياة، ومهارات التعلم المستمر.
ويعد المعلم عنصر رئيس من عناصر العملية التعليمية التعلمية، فهـو المُيـسر والمنظم والمُطور لعملية التعليم والتعلم، والمسؤول عن إحداث التغييرات المطلوبة في شخصية المتعلم، المعرفية والوجدانية والنفس حركية. ويلعب دوراً مهماً في تنمية مهارات المتعلمين، وتنمية التفكير الناقد، من خلال الاستراتيجيات والممارسات الهادفة له في عمليتي التعلم والتعليم. ويتطلب من معلم القرن الحادي والعشرين أن يكون معداً ومؤهلاً أكاديمياً ومهنياً، بما يتطلبه القرن الحادي والعشرين، لتمكينه من ممارسة مهنة التعليم بالطريقة الفاعلة، والتي تسهم في بناء متعلم المستقبل
التحديات التي تواجه معلم القرن الحادي والعشرين
اذا كان لابد من الارتقاء بنوعية التعليم فإنه لا غنى عن إيجاد هيئات تدريسية عالية الجودة ، ولكن هذه الهيئات التدريسية تواجه العديد من التحديات المعاصرة التي تفرض عليها مواجهتها والتعامل الايجابي معها ومن أبرزها:
- سوق العمل
- تأثير التكنولوجيا
- احتياجات الطلاب
- توقعات جديدة من التعليم المدرسي
- الأثر على التدريس
أدوار المعلم في مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين
- تعميق شعور الطالب بمجتمعه
- دعم الهوية الثقافية للمجتمع العربي والإسلامي .
3-شرح الخطط الوطنية والقومية وتعزيز الأفكار والقيم .
سمات و مهارات معلم القرن الحادي والعشرين:
هناك سمات ومهارات يجب أن يمتاز بها معلم القرن الحادي والعشرين ومن أهمها، مواكبة التطورات التكنولوجية، والذكاء من خلال الإلمام بالذكاءات المتعددة وكيفية توظيفها لذاته ولطلابه، واستخدام الأجهزة الذكية، والتوجه الرقمي، والتعاون، والتواصل، والتعلم القائم على المشاريع، والابتكار، والاستمرار إضافة إلى البحث عن المعلومات، وحل المشكلات، وإدارة الوقت، واتخاذ القرارات.
وفي ظل التطورات التي يشهدها القرن الحالي، أصبح لزاماً على المعلم، امتلاك مجموعة من الأدوار والمهام، أهمها:
1-تحوّل دوره إلى أن يكون متعلماً نشطاً ومرشداً للمتعلم وأعماله وميسراً وملاحظاً للتعلم ومتأملاً فيه، ليكون قادراً على مساعدة المتعلمين على التغير، وتشجيعهم وحفزهم على التأمل في ممارساتهم وأعمالهم.
2-توفير المناخ الودي الآمن والداعم، وتهيئة البيئة التعليمية الغنية، المناسبة للتعليم والتعلم.
3- توظيف استراتيجيات وأساليب التعلم المتمركزة حول المُتعلم.
4- تحقيق التفاعل الصفي الفاعل والمؤثر، فهو وسيلة التعليم والتعلم، وسبيل تطور روح الفريق، والعامل على توليد الشعور بالانتماء إلى المدرسة ونظامها، وإنشاء علاقات يسودها التفاهم بين المعلم والمتعلمين.
5-توظيفه لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم، من خلال استخدام الأدوات والمواد اللازمة.
6- تشجيع المتعلمين على التعلم والتفاعل في العملية التعليمية التعلمية من خلال تفاعلهم مع شبكات التواصل الاجتماعية وغيرها.
7- توظيف الأنشطة والفعاليات التي تنمي مهارات التفكير العليا، والتفكير الناقد، والتفكير الإبداعي.
8- توظيف البحث الإجرائي في الغرفة الصفية والمدرسة، في معالجة المشكلات التعليمية، وذلك للارتقاء بالعملية التعليمية التعلمية.
9- توظيف استراتيجيات التفكير النقدي، وحل المشكلات، والعمل التعاوني، والتواصل الفعال، والتعلم بالمشاريع وغيرها.
10 – توظيف المعلم لأساليب التقويم الحديثة وأدواته، ومنها ملف الانجاز العادي والالكتروني وغيرها.
وفي الختام، لا بد من الإشارة إلى ان من أهم الموضوعات التي يرتكز عليها تقدم الأفراد والمجتمعات، موضوع إعداد المعلم في القرن الحادي والعشرين، لمواكبة التطورات المعرفية والتكنولوجيا العالمية التي تحدث، وهذا يحتاج إلى بناء المعلم الواعي، والمُفكر، والباحث، والمُبدع، والمُبتكر، والقادر على إحداث التغييرات المطلوبة في المتعلمين وأفراد المجتمع المحلي ومؤسساته، للوصول بالمتعلم إلى ما يجب أن يكون عليه في القرن الحادي والعشرين..
مقدمة من: الأستاذة: حصه ناصر السبيعي
قيم ورقة العمل الأن
راجع ورقة العمل قبل التقييم
راجع ورقة العمل قبل التقييم